4 جوائز اوسكار لفيلم يتحدث عن الانهيار الاخلاقي في المجتمع الامريكي

26/02/2008

لوس انجليس (كاليفورنيا) ـ رويترز: فاز فيلم لا مكان للرجال العجائز بأكبر عدد من جوائز أوسكار التي منحتها الاكاديمية الامريكية للفنون والعلوم السينمائية في ساعة مبكرة من صباح امس الاثنين، من بينها جائزة أحسن فيلم، وجائزتا احسن اخراج واحسن سيناريو أعد للسينما التي حصل عليهما الشقيقان جويل وايثان كوين.
والفيلم مأخوذ عن رواية كورماك مكارثي ويحكي قصة مطاردة عنيفة في اطار صفقة مخدرات تأخذ مسارا خاطئا في جنوب تكساس، ويتحدث عن الانهيارالاخلاقي في المجتمع، وكان من بين مجموعة من الافلام السوداوية التي تنافست علي أكبر الجوائز في صناعة السينما الامريكية في حفلها الثمانين الذي اقيم في هوليوود.
اما الجائزة الرابعة التي فاز بها فيلم لا مكان للرجال العجائز فهي جائزة احسن ممثل مساعد التي كانت من نصيب الممثل الاسباني خافيير بارديم عن دوره كقاتل مختل عقليا لم ينطق سوي بكلمات معدودة في الفيلم.
وفاز بارديم (38 عاما) بالاوسكار في ثاني محاولة له للفوز بهذه الجائزة. وكان قد سبق ان رشح للفوز بجائزة احسن ممثل عن دوره كشاعر كوبي في فيلم قبل حلول الظلام عام 2000. وكرمت الاكاديمية الامريكية للفنون والعلوم السينمائية مجموعة من الافلام والممثلين والممثلات من دول عدة عاكسة توجها جديدا للعولمة في السينما. لكن ليلة هوليوود كانت رغم ذلك وعن جدارة ليلة الشقيقين كوين المخرجين النابغين اللذين أظهرا مهارة خاصة في تحويل قصة قد تكون عادية الي قصة تتطرق الي قضايا الضعف الانساني وحشدها بشخصيات مثيرة. واصبح الشقيقان كوين الثنائي الثاني الذي يقتسم جائزة الاوسكار لاحسن اخراج بعد روبرت وايز وجيرومي روبينز عن فيلمهما الموسيقي قصة الحي الغربي عام 1961.
وتحدث جويل كوين وهو يتسلم الجائزة عن كيف انه وشقيقه ايثان كانا يصنعان الافلام منذ الصغر، وكيف ان شقيقه أخذ آلة تصوير وذهب الي المطار وهو صبي في الستينيات ليصنع فيلما أسماه (دبلوماسية المكوك.. هنري كيسنجر رجل لا يهدأ). وحصل البريطاني دانييل داي لويس للمرة الثانية علي جائزة اوسكار احسن ممثل عن دوره في الفيلم الدرامي (سيكون هناك دم) كمنقب سادي عن النفط في اوائل القرن العشرين والذي جاء صعوده الي الثروة والسلطة علي حساب نقائه الروحي.
واقتنص داي لويس (50 عاما) جائزة أوسكار لاحسن ممثل لهذا العام باداء هيمن علي الشاشة، وبعد ان رجح فوزه بالجائزة حصوله علي عدد من الجوائز الاخري في صناعة السينما عن نفس الدور. وهذه ثاني مرة يفوز فيها داي لويس المولود في لندن باوسكار احسن ممثل بعد حصوله علي هذه الجائزة عن دوره كرجل مشلول يتعلم الكتابة والرسم بقدمه في فيلم قدمي اليسري لعام 1989. كما فازت ممثلة بريطانية أخري هي الممثلة تيلدا سوينتون بجائزة اوسكار احسن ممثلة مساعدة عن دورها كمحامية داهية في فيلم مايكل كلايتون . وحققت سوينتون (47 عاما) شهرة ونجاحا في السينما من خلال اداء ادوار غير تقليدية. وولدت سوينتون في لندن ودرست في مدرسة ويست هيث للبنات مع الاميرة الراحلة ديانا عندما كانت صغيرة. وفازت الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار بجائزة أوسكار أحسن ممثلة عن دورها في فيلم الحياة الوردية الذي يحكي قصة حياة المغنية الفرنسية الشهيرة اديث بياف. وبهذه الجائزة أصبحت كوتيار (32 عاما) أول فرنسية تفوز بأوسكار احسن ممثلة منذ عام 1960.
وذهبت أربع من أكبر جوائز الاوسكار لهذا العام ولاول مرة منذ عام 1964 وهي جائزة احسن ممثل واحسن ممثلة واحسن ممثل مساعد واحسن ممثلة مساعدة الي غير الامريكيين. وعبرت الفرنسية كوتيار عن فرحتها وهي تقف علي المسرح مندهشة ومبتهجة في ان واحد قائلة لقد ضاعت مني الكلمات. شكرا للحياة شكرا للحب. هذا حقيقي. هناك بعض الملائكة في هذه المدينة (هوليوود) .
اما الاسباني بارديم فقد شكر اسرته بالاسبانية واعتذر مسبقا لمشاهدي هوليوود قائلا ان هذه الجائزة لاسبانيا.. انها لكم جميعا .