أحيانا أشعر أنني عجوز يعود بذاكرته الى الوراء أيام كان يبعث برسائل حبه ويبوح بمكنونات قلبه..وآهاته الحارقة لمحبوبته التي ما عاد يذكر الآن أين هي ؟

يوما من الأيم حينما حمّل الحمامة أمانه خطها بيديه وغلفها بدمع العين وختمها بحبر الصدق...
وكأنه كان يقول لمحبوبته على جناح الطير بعثت لك نفسي.. وقطعة مني..

ألا يا أنت يا أغلى مني علي..
ألا ياأيها الحمام..

عرني جناحك واحملني بمنقارك بدلا من رسالتي لعلي أكحل عيوني بمرأى ذاك البعيد القريب الذي ما فارقني طيفه لحظة..؟؟

أما الآن..
فياله من عجوز مسكين

تبّا للحداثة التي غيرت كل شيء.. وجعلت كل حمائمنا تطير فما عاد هناك حمام زاجل.. ولا عاد مرسول الحب موجود... ربما لأنه اتخذ أسماء وصفاتا حديثة عصرية..

لكن يا ايها العجوز الوقور..
لا تحزن..

فحنينك الأزلي لحمامك الزاجل باق ابدا

فهناك.. حيث كانت الهامات دوما مرفوعة عالية عالية الى السماء ..

علّ المحب يرى او يلوح له في الأفق البعيد حمام كان يملأ المكان بهديله.. ويبعثر رسائل العشق والهوى هنا وهناك ليدفأ قلوبا كانت قد اوشكت ان تموت من البرد؟؟

حمام قادم نحوه .. مسرع يكاد يسبق الضوء والصوت.. يحفظ الطريق عن ظهر قلب.. لا يحمل جواز سفر ويحمل كل الجنسيات .. يتكلم كل اللغات..على اختلاف اللهجات يخبرك اني قد جئت اليك من حبيبك بخبر يقين.. ببعض حنين.. حبيبك يخبرك انه والله ما هانت ولن تهن عليه عشرة السنين؟؟

فلا تنسني ايها المحب...

إذا ما امسكت أناملك هذا الكتاب المغطى بالدمع الحارق الحزين.. فما أنا الا حمامة مخلوقة ضعيفة.. ولكن كان سر قوتي وما زال أنني طرت أجوب الفضا.. وأقطع المسافات ..أوشوش أسراب العصافير.. وأسألها عن منزل وركن حبيبه عمرك..
من هي؟
أين هي؟
ما اسمها؟
ما عمرها؟

وبعد عناء طويل..

رميت حملا من على جناحي والقيت به اليها وختمته بعبارة..
ما زال حبيبك هناك ينتظر فبّردي قلبه بماء قلبك العذب الصافي.. واسقه من نهر حبك الجاري واغمضي عينيك على صورته التي ملأت أحداقك وأرسلي له بعضا من سكر حبك ليحلّي به غربه أيامه الطويلة..

ليحصن به قلعة أحلامه..

لا تخذليه

فحبيبك ما زال ينتظر ..

وكله أمل

فإذا انقطع الأمل يوما..

فبالله عليك لا تبعثي ببريدك معـي بل ابعثيه مع الساعي لأن أجنحتي أخذت عهدا على نفسها ألا ترفرف ولا تحمل معها الا كل خبر حلو سعيد مليء بالحب و الحنين..

ليلاء ( بذرة لا زالت تنمو)(f)