زواج البنطال

بقلم حمدى رزق
http://www.almasry-alyoum.com/article.as...leID=93430شر البلية ما يضحك، فوجئت بالحارس الذي كان يعمل بالقرب من منزلنا يوزع حلويات علي أصدقائه، وما إن رآني حتي قفز صوبي وقدم لي شيئا منها، قلت له: ما المناسبة؟

* قال: لقد رُزقت ولداً.

** باركت له وأخذت الحلاوة ثم مضيت.. ولكن سرعان ما رجعت، فأنا أعلم أن الحارس يعيش في البلاد منذ أكثر من سنتين لم يغادرها لحظة، وزوجته في باكستان، فكيف رُزق بولد؟

قلت: ربما تزوج هنا وأنا لا أعلم مع أنه كان يخبرني بأتفه الأخبار، رجعت وسألته: رُزقت بولد هنا ام في باكستان؟ * قال: في باكستان طبعاً؟

** قلت: ولكنك لم تغادر البلاد منذ أكثر من عامين، فكيف تُرزق بمولود وأنت بعيد عن زوجتك؟

* قال: هذا شيء شائع عندنا هناك، الكثير منا يغادر البلاد ويترك زوجته وأولاده وحدهم، ولكننا نُرزق بأولاد بين فترة وأخري، ولا يعود الواحد منّا إلا وله العديد من المواليد وفي مختلف الأعمار. ** قلت متعجباً: ولكن كيف؟

* قال: إن أحدنا يترك بنطاله (سرواله) عند زوجته، ومن خلاله يتم الحمل، فالولادة. ** قلت: ومن علّمكم هذا؟

* قال: شيوخ المنطقة، إنهم يؤكدون أن الأولاد هم لنا طالما أن سراويلنا عند زوجاتنا!!!

يقول صاحب الرسالة: أعلم أنكم تضحكون الآن، ولكنني تألمت لهذا المسكين لأنه كان واثقاً من كلامه، بل ويفتخر، ويوزع الحلويات مبتهجاً بالمولود الجديد، يعتقد فعلاً أن المولود هو ابنه، توثقت من الأمر، وسألت العديد من العمال الآسيويين أكدوا لي الموضوع نفسه، فالأمر بالنسبة إليهم مغطي شرعياً من شيوخهم.

الحمد لله، زواج البنطال (البنطلون) لم ينتشر بعد في أوساط المصريين في الغربة، لايزال مقصورا علي العمال الآسيويين، وإلا لصارت جرسة، الراجل يسافر ويترك بنطلونه، وكل شهرين ثلاثة يرسل بأمنياته الحارة، البنطلونات ترد إلينا في طرود، وكل زوجة تذهب لمكتب البوستة تتسلم البنطلون وتوقع في دفتر البنطلونات بالتسلم، حذار من اختلاط البنطلونات (الأنساب). البوسطجي سيمر ليتأكد من تمام الحمل وموعد الولادة، تسليم وتسلم.

لن نعدم شيخا يحلل زواج البنطال، من حلل زواج المسيار يحلل زواج البنطال، توقعات باحتدام الجدل الفقهي، هل زواج البنطال يجوز في حالة البنطلونات المصنوعة من الأقمشة التخليقية، البوليسترات مثلا، أم يقتصر علي البنطلونات من أصل نباتي، القطنية والصوفية؟! زواج البنطال البوليستر جائز لكنه مكروه، والله اعلم، ما موقف الشرع فيمن لايرتدي بنطلونا، ويفضل عليه الجلباب ذا الأكمام الواسعة؟!

وحتي لا أشق عليكم، زواج المسيار للتيسير الجنسي لمن هم علي سفر، يعني شقة مفروشة في شارع جامعة الدول العربية وزوجة من البدرشين لمدة شهرين، إيجاب وقبول وشهود عدول، عادة ما يلجأ شباب البعثات إلي الخارج للدخول بأجنبية، فإذا نجح طلقها، وإذا أخفق حصل علي الجنسية.

المسفار علي وزن المسيار، تقبل به الفتيات رغبة في مواصلة تعليمهن في غيبة محرم، زوج يكمل شروط البعثة، عادة ما تطول البعثة، لأن نجاح المبتعثة يعني الطلاق.

كان لابد من زواج البنطال، فإذا الميسور يتميسر، أقصد يتزوج بالمسيار خلال سفرته حتي لا يتعدي حدود الله، والثرية تتمسفر، أقصد تتزوج في سفرتها، المسيار من السير، والمسفار من السفر، فإن العمال الغلابة في بيوت المتميسرين والمتمسفرات يتبنطلون.