{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #1
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
يتشكل عالمنا المعاصر بدون أدنى شك من عدد كبير من الأقليات والإثنيات، والطوائف الدينية. إذ لا تخلو دولة من الدول من هذه التظاهرة سواء في أوروبا، أو أمريكا أو آسيا أو إفريقيا أو أستراليا.

ففي العالم العربي توجد الأقليات بحكم التاريخ، والتنوع الديني والثقافي واللغوي. فالاختلاف في البنية البشرية بين العالم العربي وبين أوروبا مثلا يتمثل في أن الإثنيات والأقليات في القارة الأوروبية هي نتاج لتوسع الرأسمالية ولظاهرة الاستعمار الحديث.

أما في العالم العربي فإن الإثنيات والأقليات هي جزء من طبيعة المجتمعات العربية– الاسلامية وخاصة في العصر الحديث. ففي أوروبا نجد الأقليات العرقية، والاثنيات الثقافية، والمجموعات الدينية تنتمي غالبا إلى الدول المستعمرة سابقا من طرف هذه الدولة الأوروبية أو تلك وإن صارت جغرافيا مقيمة في الفضاء الجديد المدعو بالمهجر الأوروبي. وجراء هذا الاختلاف فإنه ينبغي أن ينظر إلى الأقليات في المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج على أنها مكوّن جوّاني للشخصية التاريخية، والثقافية واللغوية والدينية لها، وليست مفروضة من الخارج، أو أنها أملتها ظروف الهجرة بمفهومها الحديث.

إلى جانب ذلك فإن لهذه الأقليات مساهمات معتبرة سواء في البناء الثقافي– الحضاري، أو في النضال التحرري. ونظرا إلى ذلك فإن معالجة مشكلات الأقليات، والاثنيات، والطوائف في بلداننا ينبغي أن تكون على أساس الشراكة التاريخية في الوطن ومصيره، وليس فقط على أساس المواطنة، ففي الحقيقة فإن التنوع الثقافي، واللغوي، والمذهبي الديني ليس في حد ذاته مشكلة ولا ينبغي النظر إليه كذلك.

فالمشكلة تكمن في اعتقادنا في تأخر بلداننا في صياغة مجتمعات متناغمة، تقوم على المساواة، واحترام الاختلافات بكل أنواعها وتكمن أيضا في الفشل في تنفيذ مشروع بناء ما يدعى بالشخص الديمقراطي في الثقافة العربية الاسلامية في مرحلة ما بعد الاستقلالات الوطنية.

لماذا الشخص؟:

يولي المفكر الجزائري محمد أركون أهمية بالغة لمفهوم الشخص الذي لم يتبلور في المجتمعات العربية– الاسلامية على نحو محدد. ففي كتابه "الفكر الأصولي واستحالة التأصيل: نحو تاريخ آخر للفكر الإسلامي" يدرس أركون الظروف الثقافية، والتاريخية، والاقتصادية التي لعبت أدوارا أساسية في تأجيل بروز الشخص وفي طمس مفهوم الشخص أيضا.

إننا نفهم من هذا أن مشكلة الأقليات، والطائفية، والإثنيات هي نتاج لعدم العمل جديا في التاريخ القديم، والحديث لصياغة الشخص الذي يتجاوز موقفا وسلوكا وانتماء حدود القبيلة أو العشيرة، أو الطائفة. وهنا ينبغي أن نتساءل بجدية: ما الذي يجعل الأفراد في بلداننا يصرون على الانتماء إلى القومية العرقية، أو إلى الإثنية الرمزية "اللغوية والثقافية" أو الطائفة الدينية بدلا من الوطن المشترك، أو الطبقة على الأقل؟

وهل تعود الأسباب إلى التهميش السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي أم أنها تعود إلى أصول ثقافية وروحية؟
وهنا نجد أركون يقترح استخدام مصطلح عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو من أجل فهم الخلفيات الباطنية لتصرفات الفرد في مجتمعاتنا من المحيط إلى الخليج. وهو الحس العملي الذي يقصد به: "طريقتنا في التصرف كل يوم: أي تقريبا دون تفكير أو بشكل عفوي، أو كرد فعل على الأحداث الجارية".

وهكذا، فإن دراسة مضامين هذا الحس العملي لدى الأقليات، والطوائف والأفراد المكونين لها سيؤدي لا محالة إلى الكشف عن الأسباب التي تحول دون بناء الشخص المستقل والحرفي داخل نسيج مجتمع ديمقراطي. إنه لا بد من القيام بتحليل جميع أشكال النبذ الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي والسياسي التي تشجع الأفراد على اللجوء إلى الأقلية أو الطائفة لطلب إما الحماية، أو العمل بداخلهما لمقاومة هذه الأشكال التعسفية.

وهكذا، فإن الاستثمار في الشخص وجعله محورا أساسيا، أي قطبا في التنمية الفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، وفي السياسة أيضا هو السبيل المؤدي إلى تجاوز التمركز الاثني في شكل أقليات، أو التمركز الديني الطائفي، في شكل انقطاعات كاملة عن باقي مكونات الوجود الديني في المجتمع إلى حد الانفصال واللجوء إلى استخدام العنف المادي.

إن الكبت الثقافي والقمع اللغوي، والتمايز السياسي والاجتماعي المفرط في العدالة هي مجتمعة ما يدفع بالأفراد إلى التماهي مع الطائفة أو مع الأقلية التي تحس بالتهميش بدلا من التماهي الواعي مع أبعاد روح الشعب ومزاجه التي تكونها الجوانب الأخلاقية والجمالية والثقافية والمصير الاجتماعي المشترك.

فالمشكلة الحادة، إذن في بلداننا تتمثل في الفشل الذريع في تحقيق وتجسيد الشخص، وفي تفتيت ما يدعى بالمزاج الوطني. وفي هذا السياق فإن النقاش قد انحرف فعلا، حيث أنه أصبح يدور في الغالب على الطائفة بالمعنى الديني، أو السياسي، أو السلطوي، وعلى الأقلية كشلة بدلا من الشخص "المواطن" المرتبط بالسلاسل الاجتماعية أي بالمواطنين الآخرين في بنية المجتمع ككل.

ففي كتابه "المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات قد انتبه الدكتور برهان غليون إلى خطر ديكتاتورية الثقافة العربية التي تستخدم الإجماع التعسفي اللاغي للتمايزات والاختلافات. وبهذا الخصوص كتب قائلا: "لم تطرح مسألة الأقليات في أية حقبة من حقب التاريخ العربي– الاسلامي بالحدة وبالخطورة التي تطرح بهما اليوم. وإذا اكتفيت بالنظر إلى المظاهر الخارجية لا نلمح أي تغيير ايديولوجي هام في الحقبة الأخيرة يدفع بالاسلام الأغلبي الذي عرف حتى القرن الثامن عشر على الأقل بروحه السمحة والمتسامحة إلى التعصب..".

ويبدو واضحا أن مشكلة الفكر العربي – الاسلامي تتمثل في كونه– الآن– يتحرك في مسارات العزل الثقافي، والعزل الاجتماعي، ومن أفق العصبية الدينية إلى العصبية القومية. وهكذا فقد أصبحت الأقلية تستند إلى عصبية تخترعها اختراعا وصارت الطائفة كذلك أيضا.

في ظل هذا المناخ لم يعد للفرد مكانه المتميز، بل هو صدى لبرنامج الأقلية أو الطائفة أو الشلة الاقتصادية، أو السلطوية. ويلاحظ الدكتور غليون أيضا أن التمترس داخل الأقلية أوالطائفة له تداعيات على مستوى الوعي، وهنا يتخذ الوعي طابع البحث عن اليقين في هوية منعزلة وعازلة كالحنين إلى الفرعونية أو الفينقية، أو الاشورية وغيرها. وهكذا يصبح النكوص إلى الماضي هو الأيديولوجية السائدة.


وفي هذا السياق تبدو ملاحظة الكاتب السوري زكريا تامر ذكية وصائبة، إذ عبر قائلا بأن الغربيين يبدأون أفرادا وينتهون جماعة في حين نبدأ نحن جماعة وننتهي أفرادا في شكل موزاييك من الأقليات، والطوائف، والعصبيات المتشظية. فما أحوجنا إلى بناء قواعد فكرية جديدة تمكّننا من تأسيس الشخص المنفرد والحر، والانتقال به من مجرد وجود إلى كيان ضمن السلاسل الاجتماعية المرتبطة ببعضها البعض.

مشكلة من؟

لكي نؤسس للفكر الجديد في العالم العربي– الإسلامي، وخاصة فيما يتعلق بإعادة تشكيل الوعي بشأن قضية الأقليات، فإنه ينبغي أولا وقبل كل شيء تجاوز المنطق القديم في التفكير حولها. إنه إلى حد الآن لا يوجد مناخ ديمقراطي ببلداننا يوسع من فضاءات القبول بالتنوعات الثقافية واللغوية، وإبعاد الدين عن طواحين السياسة ومعارك السياسيين الظرفية أوالبراغماتية. ثم إنه ينبغي النظر إلى أن مشكلة الأقليات حسب تقدير الدكتور برهان غليون بأنها "هي إذن بالدرجة الأولى مشكلة الأغلبية، أي مشكلة المجتمع العام ذاته".

ففي رأي الدكتور غليون فإن المسألة الأساسية التي تستدعي المناقشة لا تتمثل في "توجه الأقليات الدينية العربية إلى التمايز وتكوين طوائف مستقلة تطمح إلى الحفاظ على ذاتيتها" وإنما "تبدأ المشكلة الحقيقية عندما يصبح لهذا التمايز الثقافي وجود سياسي متميز، أي تصبح الأقلية أو الطائفية حزبا سياسيا وقناة للسلطة.

وتنعقد المشكلة أكثر عندما ترتبط هذه الجماعة بقصد الدفاع عن نفسها أو لأسباب تاريخية موضوعية خارجة عن إرادة كل فرد فيها، بسلطة استبدادية أو بدولة أجنبية مهيمنة عالميا". فالقضية التي يغفل عنها الدكتور غليون في هذا التشخيص تتمثل في الرفض الذي يقابل به التمايز الثقافي باسم الوحدة الثقافية الكلية اللاغية للتنوعات، وباسم الهوية الوطنية ذات البعد الأفقي الواحد.

في هذه الحالة يتحول التمايز الثقافي أو اللغوي، أو الروحي إلى دعوة سياسية، وإلى تحزب. نحن، إذن في حاجة ماسة إلى تحليل الظروف الثقافية والسياسية والاجتماعية، والاقتصادية لكي نفهم تعقيدات مشكلة الأقليات والطائفية في بلداننا رغم وجود بعض الاختلافات بينها.

وهنا أختلف جذريا مع الدكتور غليون حين يؤكد: "وأصل المشكلة في نظرنا هو إعطاء الأولوية في نظرية الأمة للعامل الثقافي، الذي هو أكثر العوامل تقلبا ولا تحديدا. فيبدو في هذه النظرية كما لو أن الثقافة أو التمايز الثقافي هو الذي يحدد "السلطة أو الدولة".

ويوضح الدكتور موقفه وذلك بقلب المعادلة: "أما نحن فنعتقد بأن السلطة غير قائمة على ثقافة معينة، وعلى سلطة ثقافية محددة. ولهذا فإنه يجب علينا ألاّ نفصل بين الأركان المكونة للسلطة أو للدولة بما فيها المادي والثقافي.

إن كل سلطة تهدف إلى جعل لغتها وثقافتها معيارا سائدا ومسيطرا. وهنا تكمن المشكلة وخاصة في الدول المستقلة حديثا والتي تعاني من أزمة الهوية. إن الصراع على الهوية لا يقل حدة وشأنا على الصراع على الثروة وعلى الحكم.

إن هذه العناصر مجتمعة تحتاج إلى تفكير وإلى اعادة بناء. وفي تقديري أيضا، فإن حل مشكلة المواطنة بمفهومها وتطبيقها في العصر الحديث يمثل المدخل الأكثر قدرة على إزالة عنصرين وهما:

1- وهم الهوية الثقافية المتعلقة ضمن سياج الأقلية.
2- ديكتاتورية الأغلبية التي تفهم الهوية على أنها جاهزة وكلية ووحيدية ورافضة لشتى عناصر التنوعات والاختلافات. كما أن حل المشكلات المادية والاجتماعية والسياسية على نحو يضمن العدالة والمساواة أمر ضروري.

فالهوية مادية وثقافية لا تقبل التجزئة وأي تجزيء يجعلنا ندور في التفسير الأحادي وفي الحلول التوقيعية التي تعيد إنتاج الأزمات.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2009, 07:04 PM بواسطة العلماني.)
03-20-2009, 07:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...

نسيت المصدر (للإمانة)

http://www.alarab.co.uk/index.asp?fname=&#...%2004:51:44%20م

03-20-2009, 07:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
NADYA غير متصل
..
****

المشاركات: 255
الانضمام: Oct 2008
مشاركة: #3
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
desolé 3ilmani

mais ta2ifiye dakeirny by ghoniyah la ziade ra7bany

Ya Zaman El Ta2feye

http://www.youtube.com/watch?v=l4dAZKWT4x4...feature=related

shede 2eidak 3ale hawiye

el hawiye hiya lmoshkil

:D
03-21-2009, 01:19 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المهاجر الفلسطيني غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 146
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #4
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
عقلية الاقليات وطموحهم وتكتلهم وعنصريتهم في بعض المناطق العربية هي السبب الرئيس في المشكلة.
فهناك اقليات عربية ترفض المواطنة العادية وتطمح للقفز بشكل نوعي وطبقي، كطبقة حاكمة او كتكتل اقتصادي مما يستفز المجتمع الحاضن.

خوف الاقليات من الديمقراطية والولولة صباح مساء حول حقوقهم المهضومة يجلب للمنطقة الخراب والدمار.

المشكلة في العالم العربي لا تتمركز في الاقليات بقدر ما هي بالاغلبية الساحقة المعدومة والمهمشة والضائعة.

لعبة الاقليات وصراعهم من مخلفات الاستعمار، و متى يرفع العالم الغربي يده عن المنطقة العربية سنجد تجانس كبير بين جميع الفئات المجتمعية في هذا الوطن الممزق.




03-21-2009, 12:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
vodka غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,876
الانضمام: Aug 2007
مشاركة: #5
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
Array

لعبة الاقليات وصراعهم من مخلفات الاستعمار، و متى يرفع العالم الغربي يده عن المنطقة العربية سنجد تجانس كبير بين جميع الفئات المجتمعية في هذا الوطن الممزق.
[/quote]


لا اعتقد انك ستجد التجانس الذي تنشده فبعد القضاء على الاقليات بالقتل اوالتهجير

فستواجه الذي تواجهه الصومال وباكستان والجزائر وغيرها من دول التجانس

لانه سيكون اي مخالف لرائيك من الاقليات

مثل العلماني والشيوعي وغيره


ولماذا نبعد بعيدا انظر ما يحدث من تجانس في غزة

قمة التجانس الاخ يقتل اخيه ويكفر ابن عمه




03-21-2009, 02:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المهاجر الفلسطيني غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 146
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #6
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
ما حدث في غزة صراع سياسي ما اله علاقة بالاقليات والاكثريات ولا بالطوائف او الاديان وهدا امر معروف ومفهوم
03-21-2009, 03:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
vodka غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,876
الانضمام: Aug 2007
مشاركة: #7
مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
وانا اتحدث عن التجانس الذي تنشده

ومجتمع غزة كان متجانسا

فماذا كان مصير مختلف الراي معك

الا القتل والسحل

والرمي من اعلى الابراج

واطلاق النار على الارجل

والاعاقة الدائمة
03-21-2009, 03:41 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #8
RE: مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
الجنون الطائفي
الخليج الإماراتية

GMT 23:04:00 2010 الأربعاء 13 أكتوبر



علي محمد فخرو

عبثية الانقسامات والصراعات الطائفية بين المذاهب الإسلامية، لا تنحصر في دولة عربية أو بضع دول في الوطن العربي، وكذلك في دول مجلس التعاون الخليجي، نحن أمام ظاهرة مجتمعية مشتركة تخص جميع دول المجلس، وإن بنسب متفاوتة .



ومع أن جزءاً من هذه الظاهرة سيحتاج حتماً إلى مواجهات وحلول محلية، إلا أننا هنا معنيون في الأساس بالمواجهة والحلول والأفعال المشتركة لإخراج بعض الدول مما تعيشه، ولمنع انتقال العدوى إلى الدول الأخرى .



والواقع أننا لسنا معنيين بالمواقف الضحلة السهلة من مثل إصدار البيانات المشتركة لتهدئة خواطر مسؤولي هذا البلد أو ذاك، من خلال دعم الإجراءات السياسية أو الإدارية أو الأمنية أو القضائية التي تواجه المشكلات محلياً بها، فمثل هذه المواقف هي تحصيل حاصل ولا تذهب إلى أعماق الموضوع، وتركز على الحاضر ولا تعطي أهمية مفصلية للمستقبل .



ما يهمنا بالدرجة الأولى هو أن يعود الموضوع إلى طبيعته السوية ضمن الأثر الإسلامي العظيم بأن “اختلاف أمتي رحمة” وضمن بديهية تاريخية عبّر عنها بشكل واضح الكاتب الإيرلندي الشهير برناردشو عندما كتب أن هناك ديناً واحداً ولكن هناك مئة فهم له . هذا الرجوع إلى أصل الموضوع سيحتاج إلى جهد كبير صادق مستمر مشترك يتناول في ما يتناول الجوانب الآتية:



* أولاً: إن الجوانب الفكرية والعقدية عند جموع المنتمين إلى هذه المذاهب هي القضية الأساسية . ويشمل هذا، إضافة إلى المواطنين العاديين، أعداداً كبيرة من المسؤولين الكبار ومن القائمين على إدارة المؤسسات الدينية الرسمية . وكمدخل للتعامل مع هذا الجانب، هناك حاجة إلى وضع المغالطات التاريخية ونقاط الضعف المعرفية المفجعة التي تأسست عليها المذاهب وبعض المسلّمات الدينية غير المعقولة أو المقبولة التي انطلقت منها هذه المدارس الفقهية الإسلامية أو تلك . . وضعها كلها أمام أعين الجميع وإفهام العامة من دون تجريح أو اصطدام، ولكن أيضاً من دون مجاملة وتدليس .



إن ذلك سيعني تغييرات مشتركة في المناهج التربوية الدينية المدرسية، وإحداث منابر حوارات علمية رصينة شجاعة حرة مستمرة وغير موسمية يطلع القاصي والداني على مداولاتها، وتكوين مراكز بحوث لتنقيح تراث الفقه المملوء بالأدوات المعرفية التي ما عادت صالحة، وبالتضادات غير المقبولة في التراث الحديثي، ثم نشر ما يتم التوصل إليه على نطاق واسع ومن خلال كل أدوات ووسائل التواصل الحديثة .



* ثانياً: يجب التوقف عن الاعتقاد أن موضوع الصراعات الطائفية سببه هذا الفقيه الوقور أو ذاك، وأن القضية الطائفية هي فقط قضية سياسية تدفعها رغبة هذه الأقلية في الاستيلاء على الحكم، أو إصرار تلك الأكثرية على الاحتفاظ بامتيازاتها .



* ثالثاً: لم يعد مقبولاً السكوت عما تفعله المنابر الإعلامية الخليجية، من تلفزيونات حكومية وخصوصاً محطات فضائية وإذاعات وصحف وكتب ومواقع إلكترونية، من إثارة مستمرة لسوء الفهم المذهبي، معتمدة في ذلك على التراث البليد الذي ذكرناه، وعلى خدمة بعض جهات الانتهازية السياسية في الداخل، أو بعض القوى الطامعة الاستعمارية الصهيونية في الخارج . نحن لا نتعامل هنا مع موضوع حرية الرأي والكلمة، وإنما مع مؤامرات تنطلق إما من الجهل وإما من المصالح الأنانية الضيقة، ولا يمكن للأوطان أن تترك نهباً لمثل هؤلاء، هناك حاجة إلى ميثاق شرف فكري وقانوني مشترك لضبط هذه المسألة .



إذا كان أي من أنظمة الحكم في الدول العربية، وبينها دول مجلس التعاون، يعتقد أنه يستطيع أن يربح من وراء الجنون الطائفي الذي نراه أمامنا أو الذي سيتفجر في المستقبل، فإنه يرتكب حماقة خطرة لن يسلم أحد من نارها . كما أنه إذا كان هناك في أي من أنظمة الحكم من يعتقد أن الموضوع الطائفي موضوع هامشي أو غير مستعجل، أو يمكن التعامل معه بشكل بطيء سلحفاتي، فإنهم أيضاً يرتكبون خطأ سياسياً وأمنياً قاتلاً . موضوع الطائفية أخطر من أن يترك لفقهاء أو علماء الدين، فالمجتمع برمته يجب أن ينخرط فيه، بما في ذلك أعلى السلطات السياسية في مجلس التعاون .
10-14-2010, 03:31 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
inspiron غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 25
الانضمام: Jul 2010
مشاركة: #9
RE: مشكلة الطائفية والأقليات في بلداننا ...
(03-21-2009, 12:48 PM)المهاجر الفلسطيني كتب:  عقلية الاقليات وطموحهم وتكتلهم وعنصريتهم في بعض المناطق العربية هي السبب الرئيس في المشكلة.
فهناك اقليات عربية ترفض المواطنة العادية وتطمح للقفز بشكل نوعي وطبقي، كطبقة حاكمة او كتكتل اقتصادي مما يستفز المجتمع الحاضن.

خوف الاقليات من الديمقراطية والولولة صباح مساء حول حقوقهم المهضومة يجلب للمنطقة الخراب والدمار.

المشكلة في العالم العربي لا تتمركز في الاقليات بقدر ما هي بالاغلبية الساحقة المعدومة والمهمشة والضائعة.

لعبة الاقليات وصراعهم من مخلفات الاستعمار، و متى يرفع العالم الغربي يده عن المنطقة العربية سنجد تجانس كبير بين جميع الفئات المجتمعية في هذا الوطن الممزق.

في البداية نقضي على الاثنية المختلفة
ثم نقضي على الدين المختلف
ثم نقضي على المذهب المختلف
ثم نقضي على الرأي المختلف
ثم نقضي عن صاحب اللحية المختلفة و المسواك المختلف

انت تقول ان ولولة الاقلية تجلب الدمار للمنطقة , لكن لم تسأل نفسك عن سبب ولولتها و صراخها
نعم الغرب يدعم ما في صالحه فقط , لكن هذا لا يعني ان الاقلية ليست مظلومة في مجتمعاتنا المتخلفة
نظرة مجتمعاتنا القاصرة للاخر المختلف سيئة للغاية وانت لم تشعر بمعنى اقصائك لامر خارج عن ارادتك لكونك ولدت بدين او قومية او لون مختلف
ببساطة اعط الحقوق للناس بالتساوي ثم تكلم عن ولولة الاقلية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-15-2010, 09:33 PM بواسطة inspiron.)
10-15-2010, 09:26 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مستنقع الطائفية: الغرق جميعاً ام النجاة جميعاً....خالد الحروب * بسام الخوري 0 525 11-17-2013, 01:20 PM
آخر رد: بسام الخوري
  عن المسألة الطائفية في النظام السوري وكيفية الوصول إلى المجازر الحالية ... العلماني 0 830 06-23-2012, 02:12 PM
آخر رد: العلماني
  مشكلة الابداع والتطور في العالم العربي mr.H 21 5,556 04-23-2012, 09:46 PM
آخر رد: طريف سردست
  الطائفية العالمانية/ الرابطة القبلية المذهبية خالد 3 1,248 03-12-2012, 11:25 AM
آخر رد: طريف سردست
  سوريا....الطائفية.....الثورة Enkidu61 94 24,670 12-06-2011, 12:59 AM
آخر رد: Enkidu61

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS