منذ دخول نابليون بونابرت الى مصر والعالم الاسلامي يهتز الماً من شعوره بالتأخر التاريخي. وبالرغم من المحاولات العديدة للعودة الى الصفوف الامامية الا اننا نحصد الفشل اثر الاخر. فهل فقدنا القدرة على الابداع؟

لماذا الابداع؟
تتنافس الدول المتقدمة على البقاء في المقدمة. في السنوات الاخيرة ظهر هذا التنافس بقوة بسبب هجرة الشركات الى العالم الارخص. دول صغيرة مثل فنلندا والنرويج والسويد والدانيمارك رفضوا اعطاء امتيازات افضل للشركات من اجل ان تبقى واصروا على ان البقاء في المقدمة ليس بتخفيض شروط الحياة وانما بتحسين التعليم والبحث العلمي وتحفيز القدرة على الابداع.
القصد ان الانسان هو رأس المال الفعلي، والابداعات هي التي تجعل دولهم في المقدمة وكلما زاد عدد المبدعين لديهم كلما تمكنوا من تفشيل الصناعات القديمة (المنتقلة) واجبار العالم على التوجه اليهم لشراء الابداعات الجديدة. الابداع وحده يبقيهم في المقدمة..

ولكن ماهو الابداع؟
يتفق علماء السلوك مع تعريف تيريزا اميلا الذي يقول ان الابداع هو "عملية تعبير عن نشاط فكري ينتهي بعمل مفيد". هنا يدخل الشعر والرسم والرياضة والموسيقى والفيزياء على السواء.

يتفق علماء السلوك على وجود نوعين من الابداع، الابداع الصغير والابداع الكبير. الى المجموعة الاولى تنتمي كافة الابداعات الفردية التي تعتبرانجازا شخصيا. في هذا المستوى يمكن ان يكون الجميع مبدعين، هنا يمكن الاشارة الى الابداعات الفردية للوصول الى طريقة جديدة لصنع وجبة من الطعام او لبناء غرفة اضافية. وبالرغم من ان هذا النوع من الابداع خطوة اساسية وهامة لتعلم الابداع الكبير ولكن وحده لايكفي لوضع الامة في الصفوف الاولى، إذ لابد من ان يكون مؤهلا للتحول الى الابداع الكبير. الثاني هو ابداع يعترف فيه الاختصاصيين وهو ابداع يقارن مع الاخرين ويسطر في الكتب مثل ابداعات اينشتاين مثلا.

من خلال فحص دماغ اينشتاين نعلم ان الابداع يمكن ان يجري تربيته. دماغ اينشاتين كان ناميا بطريقة تؤهل للاعتقاد ان عدم قدرته على التكلم في طفولته اجبر الدماغ على تنمية مناطق التصور. من هنا اهمية تدريب الاطفال على الموسيقى واللغات والرسم والرقص لتحسين قدرات التصور، كما انه من الضروري تعليمهم القدرة على التفكير والتحليل المستقل والذاتي بدون خوف. هذا الامر يتطابق ايضا مع ضرورة تنمية كافة اقسام الدماغ بطريقة متوازنة وتحسين طرق الاتصال بين جميع اجزائه. لهذا السبب بالذات تعلب الرياضة الذهنية والجسدية دورا كبيرا.

احدى اهم شروط الابداع هو التفكير الغير تقليدي. هذا النوع من التفكير يسمى out of box وهو حاسم للتفكير الابداعي. مثل هذا النوع من التفكير لايقبل المحرمات والشروط والارهاب. Edward de Bono احد اهم الاختصاصيين في تدريب هذا النوع من التفكير ويقدم لنا العديد من الالعاب لتأهيل التفكير الغير تقليدي. احدى اهم هذه الاساليب لعبة لبس الطواقي. طريقة سهلة ومحتواها ان هناك عدة طواقي من مختلف الالوان والاشكال. كل طاقية جديدة تجعل الانسان يلعب دورا مختلفا. عندما يلبس طاقية صفراء يبدأ بمعالجة المشكلة بروحية متفائلة، في حين عند لبس الطاقية السوداء يأخذ دور المتشكك الناقد. بهذه الطريقة تعالج المشكلة من جميع وجهات النظر لرؤيتها من مختلف الاتجاهات بدون محاباة.

ان اكثر المبدعين هم اكثرهم قدرة على الخروج عن العادات والتقاليد والانماط السائدة بدون خوف او خجل وجرأتهم على تجريب اساليب جديدة. لربما لهذا السبب نجد ان المبدعين لايهمهم الاختلاط وليس لهم اهتمام بالاصدقاء خارج اهتماماتهم.

مثل هذه التوجهات تقوم المدارس الحديثة اليوم بتعليمها للطلاب من اجل " صنع" طلاب مبدعين. لقد اصبح الابداع صناعة وتقوم العديد من المعاهد اليوم بالبحث عن المزيدمن سمات الابداع والمزيد من الاساليب لصنع المبدعين..

فهل يساعدنا ذلك لمعرفة اسباب تخلقنا وافتقادنا للابداع الكبير؟

لا أعرف يا طريف ولكن رأيت في سنة التخرج في جامعتي (جامعة بغداد)قسم تحليل النظم شباب يقدمون اشياء الان اجدها تباع على شكل (باكيج) والاسعار (من ثلاثة اصفار او صفرين ) اشياء على وزن :قاعد بيانات يكفي ان تدخل رقم تلفونك الشخصي حتى تظهر خارطة بغداد ومؤشر على بيتك ..او نظام كامل من اجل تحسين الصوت للاسطوانات القديمة(لم تكن اسطوانات في وقتها ولكن شيء اسمة الكاسيت ) وبرامج(تحسين الصور ) وبرامج تدخل في صلب التصنيع العسكري (ناسا وغيرها تتمنى وجود هكذا عقول جبارة ) واحدة من المشاريع كان عن (عزل الاجسام من الصور ) او (التصنيف الصوري) يعني ببساطة مع مثال بسيط:لو اخذت صورة للارض المعركة الصورة مأخذوة من قمر صناعي هذا البرنامج لو شغل على جهاز من نوع (ميني فريم او سوبر كميبوتر) سوف يعطي عدد المعدات والآليات وحتى المشاة بالارقام تصل نسبة التخمين الى 99 بالمائة .

بعد التخرج وبسبب وجودة جزمة قديمة إسمها صدام حسين وجدت الكثير منهم من هولاء الشباب بياع سريحه في سوق بغداد الجديدة والمحظوظ منهم الان يعمل في أوربا وامريكا ولكن بقية كما اسلفت في مهن بعيدة كل البعد عن مجالهم وابداعهم وواحد منهم الان اللهم صلي على محمد وآل محمد تاجر ملابس داخلية نسائية :25:.

كما قيل قديماً :السمكة تفسد من رأسها بدل الحكام تحصل على إبداع .

ملاحظة هذة الكلام كان سنة 1991 فتصور يا قأريء العزيز ما هي العقول العراقية في وقتها .

محارب النور

لك :redrose:

لي :redrose:

:redrose:

يا عمي إبداع إيه ؟ دا احنا لاقيين ناكل ؟

كما قال لك المحارب، حفظته الآلهة، وأشد على يديه بأن الإبداع محاصر بالكثير من الأمور :
- الفقر والحاجة، إذ لا يمكن لشخص يقضي نصف يومه جرياً وراء لقمة الخبز أن يبدع....

- النقلية في كل شيئ : على مبدأ "سبحان من سخر الأجانب لخدمة العرب" !!

- عدم وجود أي مشجع على الإبداع، لا مادي ولا معنوي.... بالعكس، فالمبدع قد يذهب ضحية مؤامرة من حوله إذا ظهر إبداعه.....

- يحتاج الإبداع إلى رعاية ما من قبل ممول كشركات كبرى أو غيره... وهذا غير موجود عندنا.

- يحتاج الإبداع إلى قانون حماية فكرية وبراءات اختراع..... وكله عند العرب صابون....

- الإبداع يحتاج إلى تربية منطقية عقلانية لا تربية غيبية ميتافيزيقية، وإلا لو تخيلنا نيوتن غيبياً لقال عندما سقطت التفاحة : سبحان من أسقطها واكتفى بهذا....

والعرب لو بتفلّح، ما دارت تشلّح....

ملاحظة هذة الكلام كان سنة 1991 فتصور يا قأريء العزيز ما هي العقول العراقية في وقتها .


عزيزي محارب النور
انت تتكلم عن ابداعات طلاب جامعات عراقيه في سنة1991 اي بعد الحرب الايرانيه العراقيه وبعد حرب الخليج الاولي وبداية الحصار وهذا يعني ان صدام ونظامه قد وفر للطلبه الذين انت احدهم خير الاساتذه واحدث اساليب العلم ولم يتائثرالابعد الحصار الظالم وهولاء العلماء يتم قتلهم حاليا بشكل ممنهج
على رائ محارب النور لاشيئ شخصي:redrose:

عزيزي فودكا ..كنا نشتغل على حاسبات قبل التاريخ ببضع سنين ..وبلغة باسكال حتى لم تكنن اللغات الحالية بواجة المستخدم المتطورة والتصحيح الآني ..والكتب غير متوفرة بالمرة ..وإذا حصلنا مقالة من مجلة بايت فهذا عرس حقيقي هنا كان الابداع خلق شيء من لا شيء.

أرجع واقول السمكة تفسد من رأسها..


محارب النور (f)

حفظتك الإلهة يا ابو إبراهيم (f)
:redrose:

Array
لا أعرف يا طريف ولكن رأيت في سنة التخرج في جامعتي (جامعة بغداد)قسم تحليل النظم شباب يقدمون اشياء الان اجدها تباع على شكل (باكيج) والاسعار (من ثلاثة اصفار او صفرين ) اشياء على وزن :قاعد بيانات يكفي ان تدخل رقم تلفونك الشخصي حتى تظهر خارطة بغداد ومؤشر على بيتك ..او نظام كامل من اجل تحسين الصوت للاسطوانات القديمة(لم تكن اسطوانات في وقتها ولكن شيء اسمة الكاسيت ) وبرامج(تحسين الصور ) وبرامج تدخل في صلب التصنيع العسكري (ناسا وغيرها تتمنى وجود هكذا عقول جبارة ) واحدة من المشاريع كان عن (عزل الاجسام من الصور ) او (التصنيف الصوري) يعني ببساطة مع مثال بسيط:لو اخذت صورة للارض المعركة الصورة مأخذوة من قمر صناعي هذا البرنامج لو شغل على جهاز من نوع (ميني فريم او سوبر كميبوتر) سوف يعطي عدد المعدات والآليات وحتى المشاة بالارقام تصل نسبة التخمين الى 99 بالمائة .

بعد التخرج وبسبب وجودة جزمة قديمة إسمها صدام حسين وجدت الكثير منهم من هولاء الشباب بياع سريحه في سوق بغداد الجديدة والمحظوظ منهم الان يعمل في أوربا وامريكا ولكن بقية كما اسلفت في مهن بعيدة كل البعد عن مجالهم وابداعهم وواحد منهم الان اللهم صلي على محمد وآل محمد تاجر ملابس داخلية نسائية :25:.

كما قيل قديماً :السمكة تفسد من رأسها بدل الحكام تحصل على إبداع .

ملاحظة هذة الكلام كان سنة 1991 فتصور يا قأريء العزيز ما هي العقول العراقية في وقتها .

محارب النور

لك :redrose:

لي :redrose:

:redrose:
[/quote]

العزيز محارب النور سلامي
بالتأكيد النظام هو الذي يجب ان يحفز الابداع، واصل الابداع ليس فقط في النظام التعليمي وانما في قبول سياسي ايضا، فالحرية ودعم الابداع هما عاموديين رئيسيين لنشوءه وتطوره. وفي الحقيقة ان ظاهرة وؤد الابداع في العالم الاسلامي هي ظاهرة شاملة الامر الذي يحتاج الى دراسة اعمق لهذه الظاهرة، لماذا الوضع كذلك في دول العالم الاسلامي؟

من غير الصحيح الادعاء ان الامر بسبب الفقر، فالانظمة التعليمية موجودة وتملك ميزانيتها الخاصة مهما كان مستوى الفقر، كما ان عدم وجود قرار سيلسي بإنتهاج المنهج العلمي وحماية حرية التفكير هو قرار سياسي. ودول غنية مثل السعودية والجزائر وليبيا لايختلف الامر فيها على الاطلاق بالرغم وجود المال...
مالذي يجعل هذه الظاهرة من سمات المجتمعات الاسلامية الحديثة؟
هذا هو السؤال الذي يحيرني(f)

Array
يا عمي إبداع إيه ؟ دا احنا لاقيين ناكل ؟

كما قال لك المحارب، حفظته الآلهة، وأشد على يديه بأن الإبداع محاصر بالكثير من الأمور :
- الفقر والحاجة، إذ لا يمكن لشخص يقضي نصف يومه جرياً وراء لقمة الخبز أن يبدع....

- النقلية في كل شيئ : على مبدأ "سبحان من سخر الأجانب لخدمة العرب" !!

- عدم وجود أي مشجع على الإبداع، لا مادي ولا معنوي.... بالعكس، فالمبدع قد يذهب ضحية مؤامرة من حوله إذا ظهر إبداعه.....

- يحتاج الإبداع إلى رعاية ما من قبل ممول كشركات كبرى أو غيره... وهذا غير موجود عندنا.

- يحتاج الإبداع إلى قانون حماية فكرية وبراءات اختراع..... وكله عند العرب صابون....

- الإبداع يحتاج إلى تربية منطقية عقلانية لا تربية غيبية ميتافيزيقية، وإلا لو تخيلنا نيوتن غيبياً لقال عندما سقطت التفاحة : سبحان من أسقطها واكتفى بهذا....

والعرب لو بتفلّح، ما دارت تشلّح....
[/quote]

بالتأكيد لايمكن للجائع ان يبدع عدا "كوخ" بالطبع. وفي الحقيقة يوجد العديد من المبدعين الغربيين الذين كانوا فقراء. ومع ذلك من الواضح ان المجتمعات الاسلامية تختلف الظروف وهذا الاختلاف هو الذي ابحث عن اسبابه.
توجد بلدان غنية مثل السعودية وليبيا وحتى الجزائر ومع ذلك لانجد ابداع مميز، إضافة الى ان الفقر لايعم جميع السكان.. فأين الابداع بين الفئات الغنية؟
المشكلة ان الابداع هو منهاج سلوكي وتعليمي وليس قضية فردية، على الاقل الابداع الكبير الذي نتحدث عنه بالدرجة الاولى. وهذا المنهج مفقود تماما في التعليم الاولي والاكاديمي كما اني اشك في ان يكون مطلوب اصلا، إذ ان " الحرية" احدى ضروراته للازدهار الشامل.

ومهما كان الامر فأنا اتفق معك تماما في غياب سياسة تصنيع وبناء وتحفيز وادامة الابداع في بلداننا. ولهذا السبب بالذات اتساءل لماذا هذا الامر " ظاهرة عامة وشاملة" في المجتمعات العربية والاسلامية؟؟؟

The Value Of Creativity - Why Aren't YOU Doing It?

http://www.epinions.com/inst-review-1826-2...-399B5FE8-prod5


:Asmurf:

ألزملاء ألأعزاء
نقطة في صلب ألموضوع
على أهمية ألمدرسة بكل مراحلها ونوعية ألبرامج التعليمية وتأهيل ألكادر التعليمي لبذر ألروح ألإبداعية وتنميتها ، فإن ألدور ألحاسم في رأيي يلعبه مستوى وطبيعة ألوعي ألجمعي للمجتمع ككل .. في ألمجتمع ألذي يسوده أنواع من الفوبيا ألدينية وألكبح الفكري وأنماط السلوك القطيعي يصبح بروز حتى شذرات متناثرة من ألإبداع قضايا تلفت لها ألأنظار ألمعجبة .. وكأنها أشياء مدهشة جدا بينما هي ألحالة ألطبيعية لقدرات ألدماغ ألبشري ..

ألروح ألإبداعية تبدأ منذ ألساعات ألآولى لولادة ألطفل ن بينما أساليب ألتربية ألخاطئة هي التي تقف عائقا أمام نموها ألطبيعي ... لكي نخلق مجتمعا مبدعا علينا أولا أن نخلق آباء وأمهات أحرارا .. .. أن نقضي على ترسبات ألفكر ألديني في ألقيم والتقاليد ألتربوية ، ومجمل ألذهنية ألإجتماعية ألتي لا تعي أن روح ألتمرد هي حاضنة ألإبداع ..

أمامنا ربما أجيال طويلة قبل ان نؤمن ألحريات ألسياسية وألإقتصادية وألإجتماعية وألفكرية أللازمة لإعادة ألتأهيل ألبشري هذه ..


تحياتي