{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
للمرة الأولى في التاريخ تخلو مسارح سوريا من صور الرئيس
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
للمرة الأولى في التاريخ تخلو مسارح سوريا من صور الرئيس
غابت السياسة وحضر الفن الجامع ... فيروز في دمشق... العرض للنخبة وأشواق الجمهور بلا تلبية
دمشق - ابراهيم حاج عبدي الحياة - 30/01/08//


فيروز في عرض «صح النوم» الدمشقي (أ ب)
لم تشأ فيروز، التـي بدأت عروض مسرحيتها «صح النوم» أول من أمس في دار الأوبرا الدمشقية، أن تحقق آمال المؤيدين لحضورها في العاصمة السورية، أو توقعات المعترضين على هذا الحضور. لم تقل كلمة في بداية العرض قد يتم تأويلها سياسياً، واكتفت، كذلك، في نهاية العرض، بالانحناء للجمهور الكبير الذي عبر عن تقديره لها بالوقوف دقائق، وبحرارة التصفيق الذي لم يتوقف إلى أن غادرت فيروز الخشبة. ظهرت كطيف رقيق قادم من زمن البراءة، من أرض عذراء لم تعرف يوماً بشاعة القتل والدماء. حاولت أن تنثر الحب والصفاء في القلوب، وغادرت الصالة في شكل طقوسي.

وسيحظى بحضور فيروز حتى 4 شباط ( فبراير) نحو عشرة آلاف شخص فقط، لأن دار الأوبرا لا تتسع لأكثر من 1200 شخص. هنا يحتدم النقاش حول مكان عرض المسرحية، وحول سعر البطاقة التي تصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية (نحو 200 دولار أميركي)، فالبسطاء، وذوو الدخل المحدود، الذين لا يرقى راتبهم إلى ثمن البطاقة الواحدة، وجدوا أنفسهم خارج الدائرة المحظوظة؛ تلك الدائرة التي اقتصرت على أصحاب «الياقات البيضاء» القادرين على شراء البطاقة، بينما أولئك الذين عشقوا فيروز في البيوت الطينية النائية، والحقول المقمرة، والمقاهي «المفروشة بالأسرار»... لن يتسنى لهم أن يعيشوا هذا «الفرح المخملي» مع فيروز.

وصوتها الذي يغني للبساطة والفرح والطفولة ويواجه الجشع والاستغلال والتسلط، لن يتمكن كثيرون من تحقيق حلمهم في رؤية البنت الشقية «قرنفل» (تجسد شخصيتها فيروز) وهي ترفع صوتها، بجرأة، في وجه الوالي البليد المستبد الذي يتحكم بأقدار البشر، ويبتز فقرهم وحاجتهم، فلا يختم في الشهر، بعد يقظته من السبات الشهري في «قصر النوم»، سوى ثلاثة طلبات، لئلا يستهلك الختم الأثري المصنوع من خشب الجوز العتيق، الذي يرمز إلى سلالة الوالي القوية، ذات الجبروت.

قرنفل التي انتظرت ستة اشهر، تحت المظلة، للموافقة على طلبها ببناء سطح لمنزلها المهدم، فشلت في الاهتداء إلى طريقة تقنع بها الوالي كي يختم الطلب، فتضطر إلى سرقة الختم، ولا تكتفي، عندئذ، بختم طلبها فحسب، بل تختم طلبات جميع الأهالي، ثم ترمي الختم في البئر. حين يصحو الوالي في الشهر التالي يجد أن معالم الساحة قد تغيرت إثر أعمال البناء والهدم، والزراعة، فيخبره مستشاره بأنه قد ختم الطلبات، جميعها، في المرة الماضية، لذلك ظهرت هذه التطورات. يندهش لهذا الخبر، ويهم بفتح الصندوق المغلق الذي يحتفظ فيه بالختم الثمين، فلا يجد شيئاً. تحوم الشكوك حول قرنفل التي تعترف بفعلتها، فيحكم عليها الوالي بالربط على فرس وحشية تسير بها هائمة في الطرقات والوديان طوال العمر. لكن الحكم يحتاج إلى ختم، وببساطتها المعهودة، تقبل قرنفل النزول إلى البئر لتعود بالختم المطلوب لتنفيذ الحكم الصادر في حقها. هنا يرق قلب الوالي الذي يعفو عن قرنفل، ويكلفها بالختم على الطلبات، منذ الآن، بدلاً عنه.

حكاية بسيطة، ككل الأغاني والمسرحيات التي أبدعها الرحابنة، غير أنها تنطوي على مقدار عميق من ثقافة التسامح. وبقليل من المجازفة يمكن القول، هنا، أن فيروز تدرك أهمية تقديم هذه المسرحية، مرة أخرى، في دمشق بعد مرور 37 سنة على عرضها، للمرة الأولى، في هذه المدينة. خلال هذه السنوات جرت مياه كثيرة في نهر العلاقة السورية - اللبنانية، وتعرضت المنطقة لتحولات دراماتيكية، بيد أن هذه السنوات وصلت، الآن، إلى أفق يصعب التفاؤل حياله في ظل الفراغ السياسي الذي يعيشه لبنان، ووسط الاتهامات المتبادلة بين بيروت ودمشق، في حين يشهد هذا الاحتفاء الواسع بفيروز على أن ألاعيب السياسة لن تؤثر في التقارب الوجداني والروحي الذي يجمع بين الشعبين، ولعل هذه المسرحية تسهم قليلاً في إنجاز «صحوة»، طال انتظارها!

وفي الوقت الذي حظي العرض الافتتاحي بحضور رسمي لافت تمثل في فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، ورياض نعسان آغا وزير الثقافة، وبثينة شعبان وزيرة المغتربين، وسعد الله آغا القلعة وزير السياحة، لوحظ غياب رموز المعارضة السورية التي تحتج أصلاً على مجمل نشاطات احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، إذ تتساءل: كيف لدمشق أن تكون عاصمة للثقافة، بينما يقبع المثقفون السوريون في المعتقلات؟ ولا بد من الإشارة إلى أن منظمي الحفلة لم يسعوا إلى استثمار اسم فيروز على نحو سياسي، فقد خلت أروقة دار الأوبرا من أية لافتة أو صورة أو شعار، وحتى الحضور الرسمي كان هادئاً، ومن دون أي ضجيج.

واللافت أن حضور العرض المسرحي لفيروز انطوى على تشدد أمني (منع الكاميرات، أجهزة التسجيل الصوتي، الهواتف النقالة... وأي شخص تضبط معه هذه التجهيزات سيتعرض لغرامة مالية، ولمغادرة العرض فوراً. إغلاق الأبواب قبل نصف ساعة من بدء العرض. إبراز البطاقة الشخصية أو جواز السفر عند الدخول...). هذه الإجراءات «المشددة»، ولّدت لدى بعض الصحافيين، مثلاً، انطباعاً بأنهم ذاهبون إلى «مؤتمر قمة» لا إلى سماع الصوت الحنون.
01-30-2008, 10:14 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Rainbow أكره الرئيس الذي لم يمتلك من رئاسة مصر إلا اسم الرئيس! الإبستمولوجي 10 738 09-17-2014, 03:31 PM
آخر رد: Guru
  الوهابية وإخوان من طاع الله وداعش.. هل أعاد التاريخ نفسه؟ jafar_ali60 3 441 08-26-2014, 01:11 AM
آخر رد: ابن فلسطين
  الوهابية وإخوان من طاع الله وداعش.. هل أعاد التاريخ نفسه؟ jafar_ali60 3 471 08-21-2014, 02:22 AM
آخر رد: jafar_ali60
  رجم إمرأة سوريا بتهمة الزنى ..رجم لأمنا سوريا Rfik_kamel 2 436 07-19-2014, 09:55 PM
آخر رد: JOHN DECA
  الرئيس الفلسطينى يهنئ الرئيس السورى على نور الله 33 1,733 06-29-2014, 08:18 PM
آخر رد: observer

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS