نشرت منظمتان اميركيتان مستقلتان أمس دراسة عنوانها "حجج واهية" مفادها أن الرئيس الاميركي جورج بوش والمسؤولين الكبار في ادارته أدلوا في السنتين اللتين تلتا هجمات 11 ايلول 2001، بمئات التصريحات "الكاذبة" عن التهديدات التي يشكلها العراق على الامن القومي الاميركي.
وقال واضعو الدراسة الاعضاء في "المركز من اجل السلامة العامة" و"الصندوق من اجل صحافة مستقلة" إن "دراسة كاملة تدل على ان التصريحات شكلت جزءا من حملة منظمة اثارت الرأي العام ودفعت البلاد الى الحرب على اساس تصريحات كاذبة تماما".واضافوا أن "الرئيس بوش وسبعة مسؤولين كبار في الادارة، بينهم نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي (انذاك) كوندوليزا رايس ووزير الدفاع (آنذاك) دونالد رامسفيلد ادلوا بما لا يقل عن 935 تصريحاً كاذبا خلال السنتين اللتين تلتا 11 ايلول 2001 عن الخطر الذي يشكله العراق برئاسة صدام حسين على الامن القومي" الاميركي.
وتناولت الدراسة مئات التصريحات والمداخلات العامة لمسؤولين كبار في الحكومة. واشارت الى خطب ومؤتمرات صحافية ومقابلات "لبوش ووزير الخارجية كولن باول ومساعد وزير الدفاع بول وولفوفيتز والناطقَين باسم البيت الابيض آري فليشر وسكوت ماكليلان (انذاك) اكدت خطأ 532 مرة" خلال السنتين اللتين سبقتا التدخل الاميركي في العراق في آذار 2003، "ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل (او يحاول امتلاكها) او ان لديه صلات مع ( تنظيم) القاعدة، أو الامرين معا".
وتذرعت الادارة الاميركية بامتلاك العراق ترسانة من أسلحة الدمار الشامل لتبرير اجتياح هذا البلد، ولكن تعذر العثور على اثر لها بعد احتلال العراق.
وأوردت الدراسة خطابا لديك تشيني في آب 2002 جاء فيه ان "ليس ثمة شك في امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل"، بينما اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي اي" في حينه جورج تينيت لاحقاً ان هذه التأكيدات كانت تتجاوز الى حد كبير تقديرات الوكالة.
وعلق مسؤول في "السي آي إي" على تصريحات تشيني قائلاً: "من اين استمد هذه المعلومات؟".
وكان بوش قال في أيلول 2002 في كلمته الاذاعية الاسبوعية إن" النظام العراقي يمتلك اسلحة بيولوجية وكيميائية، وأعاد بناء منشآت لصنع مزيد منها ويمكنه بحسب الحكومة البريطانية ان يشن هجوماً كيميائياً او بيولوجياً في غضون 45 دقيقة. هذا النظام يسعى الى امتلاك القنبلة النووية ويمكنه صنع واحدة في غضون سنة باستخدامه مواد انشطارية".
ووردت المعلومات عينها في تقرير اصدرته وكالات الاستخبارات الاميركية بعد بضعة ايام، بينما تشير الدراسة الى انه "تعذّر انجاز اية دراسة في هذا الموضوع منذ سنوات، لان اوساط الاستخبارات لم تعتبر ذلك ضروريا والبيت الابيض لم يطلبه".
وص ف، أب
http://www.annahar.com/content.php?priorit...rab&day=Thu