ماذا عساني ان اكتب حول فن الكتابة والابداع؟
متى يصبح الانسان مبدعا؟
يحضرني الان كتاب للرائع خورخي لويس بورخيس وهو"اسئلة الشعر" وهو كتاب فذ يقوم في بورخيس بسبر غور فن الشعر ومتاهاته ومفارقاته, ويتطرق بورخيس كذلك الى كتابة القصة القصيرة او كما يصفها هو "خدع" المقصود هو ان بورخيس يقوم باختيار قصة ما معروفة او اسطورة ما ويقوم بكتابتها من جديد او يصيغها بشكل اخر جديد ومغاير للنص الاصلي ويسميه بورخيس تمرين في الكتابة او القص مثلا يختار بورخيس قصة من قصص الف ليلة وليلة ويكتبها من جديد والسؤال لماذا لا يقوم ما هب ودب من الكتاب وقد يفعلون وقد فعلوا بفشل ذريع بفعل فعل بورخيس ويؤلفون القصص من جديد وهكذا يصبح الناس جميعا مبدعين وكتاب ادباء وشعراء وانا بالطبع اضحي كاتبا فذا بليغا وفصيحا !! ولكن الحقيقة انه من النادر ندرة اناس امثال بورخيس في كتابة نص من جديد او بصيغة اخرى.
ان هذا النوع من الكتابة لهو فن بحد ذاته (وربما احتاج هذا الفن الى مهارة ووحرفية لا تقل وربما فاقت كتابة قصة بكر اذا كان شيء كهذا او جديدة من قبل كاتب ما في زمن ما )
وهو ما انجزه بورخيس وارتفع به الى ارقى فنون القصة القصيرة وسمى هذا الابداع محاولة او مغامرة لكتابة قصة قصيرة.
اذا الحقيقة المرة والمحزنة والمفرحة في آن هي ان بورخيس هو واحد ووحيد وانا لست اكثر من هاو للقراءة محب للادب والشعر والفن ولن تفلح محاولاتي في كتابة مغامرة او محاولة كتابة لقصة قصيرة او حتى مجرد تمرين في الكتابة كل هذا يرسخ الاعتقاد الازلي والسحري بان بورخيس اعظم من كتب القصة القصيرة واعظم متمرن على الكتابة واعظم قارىء في التاريخ وسيكتفي امثالي بقراءة محاولات بورخيس العبقرية والنادرة في زمن السرقة والغش والنسخ واللصق من الشبكة العنكبوتية
01-19-2008, 11:38 AM
{myadvertisements[zone_3]}
nasser64
عضو مشارك
المشاركات: 24
الانضمام: Aug 2007
إعادة الكتابة قد تبدو وكأنها تمرين فظ للكتاب المبتدئين ، ولكننا قد نندهش كثيرا لو أننا وعينا أن الكتابة - كل الكتابة - ليست في النهاية سوى تعليق على كتابة أسبق.