الكانيبالية الفيلية FILIAL Cannibalism – أكل الفرد ذريته الخاصة – من اصعب الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الوالدين ، و لكن للسخرية، يمكن أن تكون قد ساعدت في تطوير العناية الأبوية.

هذه هي العبرة المتحصلة من نموذج حاسوبي قام بتحليل كيف يمكن لأكل الذرية و العناية الأبوية أن يتطورا، "ما نتج هو أنه يمكن أن يترافق الأسلوبان معا و لأسباب مختلفة و في ظروف مختلفة ، " كما يقول مايكل بونسال من جامعة أوكسفورد ، الذي طور النموذج مع هوب كلوك من جامعة فلورديا في غينسفيل.

قام الباحثان بإبتداع نوع افتراضي قادر على وضع البيوض، تفقس البيوض بدورها و تنمو إلى افراد يافعين يستفيدون من العناية قبل أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ. في بداية المحاكاة، لم يتواجد كلا الأسلوبين العناية الأبوية أو أكل الذرية. ثم لاحظ الباحثان مايحدث عندما يدخلون طفرات في الحشد السكاني، تدفعه للعناية بذريته أو أكلها ، أو ممارسة كلا الاسلوبين معاً . يمكن أيضاً للباحثين أن يغيروا في البيئة.

عندما كان الغذاء شحيحاً، اتجه الحشد لتبني إما أكل الذرية أو العناية و لكن ليس الاسلوبين معاً. و عندما كان الغذاء متوفراً ترافقت كلا الاستراتيجيتين معاً " درسنا كيف ’غزت’ هذه السمات الحشد الأصلي تحت نطاق من الشروط" قال بونسال.
وجد الباحثان أن أكل الذرية و العناية الأبوية غالباً ما يترافقان في التطور و يصبحان مسيطرين في الحشد، و لكن من خلال آليتين مختلفتين. في بعض الأحيان ، يعود بالفائدة على الأهل أن يأكلوا بعض البيوض أو الأفراد اليافعين ، على سبيل المثال " إذا أنتجت كثيراً من الصغار، لا تستطيع العناية بهم كلهم " قال بونسال " إذاً هل يموتون جمعياً أو هل تقصي البعض و تحتفظ بعدد أقل حتى يبلغوا؟" الأباء الذين يأكلون صغارهم يحصلون على طاقة تساعدهم على البقاء.

في بعض المحاكايات ، أُعطي الأباء أضعف و أكثر ذرية عرضة للأمراض لإعطاء الأقوى فرصة أكبر للبقاء. " في الطبيعة هناك العديد من هذه الأمثلة ، مثل الخنافس الدافنة و العناكب الذئبية".

و أيضاً يظهر النموذج كيف يمكن لأكل الذرية أن يسرِّع في تطوير سمات مثل نضج البيوض. فإذا أكل الأهل البيض، يدفع هذا نحو تفضيل بيوض اسرع في النضوج، فالذي يفقس أولاً يكون حظه أقل في أن يؤكل.

عن New Scientist

شكرا على هذا المعلومات الثمينة والممتعة...وفي الحقيقة ان الميكانيزم نفسه لازالت اثاره موجودة في العالم الانساني..كان في قريش عندما يصل الحال بعائلة فقيرة الى الحد الادنى ان تعتزل بخيمتها حتى الموت..كما كان الفقراء يقتلون اطفالهم بسبب الفقر. وعبر التاريخ كان الفقراء يبيعون اطفالهم عبيدا وجواري. واليوم لازال الزواج يأخذ شكل البيع..فالمهم هو القدرة على الاطعام واستمرار النوع. وهذا جميعه شكل من اشكال التأرجح بين الحب الابوي/الاموي لتحسين فرص البقاء على الحياة واستمرار النوع.

الشكر لك عزيزي طريف:

ملاحظتك جميلة عن تأثير هذا الميكانيزم على المجتمع البشري. وهي تدعو للتفكير في علاقة القواعد الأخلاقية بالآليات التطورية و الطبيعية.

كل التحية لك

------------