لا أعتقد أن هناك شك فى أن ( نظرية ) النشوء والتطور تخالف مخالفة صريحة وعميقة للأديان الإبراهيمية الثلاث من حيث :

- التعارض فى أصل الإنسان ومنبع وجودة فالأديان تقول منبعه الطين الصلصال ومنبع الروح نفخة من روح الله والتطور يقول منبعه تطور ناتج من أجناس وضيعه ولا وجود للروح وإنما هى تحول بروتينات إلى مادة أخرى قريبة لها فى التكوين ولكنها مختلفه عنها فى النوع حيث أنها خلية حيوانية

- الإختلاف فى كون الإنسان فى أحسن تقويم فالأديان تقول الإنسان خلق سيد الأرض ومهيمن على الحيوانات وأنه خلق فى أحسن شكل وأداء والتطور يقول أن الإنسان كان حتى قريبا حيوان وكان أجداده يسكنون الأشجار وأن جسمه يمتلىء بالعيوب والثغرات وأنه حتى الآن لم يصل إلى ( أحسن ) تقويم ولكنه فى طريقه لذلك مع امتداد السنين الطويلة واستكمال مرحلة التطور والتى هى مستمرة حتى الآن

-التعارض فى كون الإنسان مخلوقا منفصلا منذ البداية فالأديان تقول أن الله خلق الأنسان إنسانا من أول لحظة والحيوانات كل حيوان بجنسه من البداية

باختصار نظرية التطور تقول أن الإنسان والشمبانزى كان لهما جد مشترك وكذلك الإنسان والكلب والخنزير والصرصور والجراد والديدان والذبابة وكل الكائنات الأخرى ولكن انفصل عنهم على فترات متباعدة

لا أريد مناقشة نظرية التطور بتفاصيلها - ولهذا موضوع آخر سأطرحه - ولكن النقطة الوحيدة التى أريد توضيحها هى إثبات أن الإدعاء بقبول نظرية التطور دينيا هو نوع من النصب والدجل بل وخيانة للنص والتراث الدينى كاملا وتمحلا زائدا مضحكا

فما يفعله عبد الصبور شاهين والكنيسة الكاثولكية هو نوع من النصب بل ونوع من التطور والتأقلم مع البيئة الجديدة ومعطياتها ولكنه دجل لا أكثر ولا ينخدع به المؤمنون الأتقياء من أمثالنا
وأقول :
((ثبات نظرية التطور هو نهاية للأديان))
هل من معترض ؟

Arrayثبات نظرية التطور هو نهاية للأديان[/quote]

انا اعترض ، فوجود مجموعة تمارس الدجل او النفاق العلمي بجهل لايعني نهاية الاديان لسبب بسيط وهوان مشاكل وتناقضات النظرية لم تحل حتى الان ، وصحتها المطلقة لم تثبت حتى الان عند المتخصصين ، مثل سبب طول رقبة الزرافة عما سواها ، وقضايا الـ dna التي تشكك بصدفة الوجود، ( انا مقتنع بصحة النظرية نسبيا وليس على الاطلاق ) .

أخي بني آدم ، أعتقد بان طرح الموضوع بهذا الشكل فيه من الميكانيكية ما يرتد عليه . فالدين ليس مجرد الخزعبلات التي يحويها ، بل هو اعمق من ذلك بكثير . و الدين ليس مجرد اساطير و ثقافة بدائية مصندقة منذآلاف السنين فحسب، بل هو جزء كبير من مشاعر و مخاوف و افرازات لأحاسيس فوق نفسية . ففي الشعور الديني نوازع لم ،و لن يستطيع العلم اغفالها . فالحس الديني هو شيء ، و الحس الغيبي في الدين شيء آخر . و ما قدمته نظرية التطور و التي اؤمن بها تماما ، لا علاقة له بجوهر الدين . فجوهر الدين ليس وجود اله او عدم وجوده ، او كيفية ظهور الانسان ، او وجود جنة ، او وجود نار . الدين هو مشاعر و احاسيس بدائية تختلج بداخل البشر فلا يجدون لها تفسيرا، سوى ما قدمه صناع الاديان في وقت او في آخر من الازمنة . و اقصد بصناع الاديان ، من يسميهم الناس بالأنبياء . الدين شيء لا يمكن اقتلاعه من البشر ، انه جزء من تركيبتنا ، فقد تسمي الدين أيديولوجيا ، وما ايديولوجيات اليوم الا اديان حديثة ، لها نظرتها ، و تحليلها و تصوراتها المستقبلية للانسانية جمعاء . و اذا كنت تعرف بان الايديولوجيا لا تموت فان الدين لا يختفي ، لكنه يظهر في كل عصر بشكل جديد قابل لتقبل من قبل فئة معينة من البشر . ولو كنت تعلم ، فان كثير من الناس الذين يؤمنون بالدين هم اصحاب شهادات عالية و معروفين بذكاءهم الوقاد . لهذا فاعلم يا طويل العمر ان الدين ليس بالسهولة التي تنظر بها اليه ، على طريقة الفكر الالحادي . فمهما كثر الملحدون ، فالناس ليست ملحدة،و ليس الملحد أذكى من بقية البشر . فالدين يشكل جزءا من التركيبة النفسية لاولئك الذين يتقبلون الفكر الديني .
اما عن الاقتباس التالي:
"ا أريد مناقشة نظرية التطور بتفاصيلها - ولهذا موضوع آخر سأطرحه - ولكن النقطة الوحيدة التى أريد توضيحها هى إثبات أن الإدعاء بقبول نظرية التطور دينيا هو نوع من النصب والدجل بل وخيانة للنص والتراث الدينى كاملا وتمحلا زائدا مضحكا"
فلعلمك ، الدين ، اكثر براغماتية مما تعتقد ،و ما اسلوب البحث بين السور في القرءان ، او في اي كتاب مقدس آخر ،و القول بان الله تحدث عن ذلك في قوله تعالى ..كذا ..الخ ، ليس الا احد الاساليب البراغماتية التي يستخدمها الفكر الديني من اجل الثبات و الاستمرارية . فالدين يسعى دوما لاثبات وجوده ، و ليس هناك شيء اسمه تراث ديني ، بل تراثات كثيرة لاديان كثيرة . ولا تمكن الخيانة للنص الديني الا بنوع من التاويل ،و هذا ما حدث كثيرا في التراث الديني الاسلامي ،و ادى الى ظهور المل و النحل و الطوائف التي تعرفها .

أطيب تحية .



:Asmurf:

"الإختلاف فى كون الإنسان فى أحسن تقويم فالأديان تقول الإنسان خلق سيد الأرض ومهيمن على الحيوانات وأنه خلق فى أحسن شكل وأداء والتطور يقول أن الإنسان كان حتى قريبا حيوان وكان أجداده يسكنون الأشجار وأن جسمه يمتلىء بالعيوب والثغرات وأنه حتى الآن لم يصل إلى ( أحسن ) تقويم ولكنه فى طريقه لذلك مع امتداد السنين الطويلة واستكمال مرحلة التطور والتى هى مستمرة حتى الآن



لا توجد نهاية لعملية التطور على ما أظن
تحية صادقة

عزيزي بني آدم:

اسمح لي أن فرضيتك ليست سليمة.


هناك كتاب أتمنى لو أنه في صورة إلكترونية وتقرأه واسمه 8 نظريات في الدين لـ دانيال بالس. لو توعدني إنك تقراه مستعد أصوره لك.

فرضيتك ليست سليمة لأنها تربط ما هو "علمي" و"تجريبي" بما هو "إيماني". لا يلتقيان ولا يتناقضان.

مساءك جميل.

سمعت القرضاوي يقول في برنامجه الديني على الجزيرة :"لو ثبتت نظرية التطور لا يوجد مانع من تأويل آيات القرآن الكريم لتتوافق مع هذه النظرية." :)

القرضاوي عبقري.

Array
ولا تمكن الخيانة للنص الديني الا بنوع من التاويل ،و هذا ما حدث كثيرا في التراث الديني الاسلامي ،و ادى الى ظهور المل و النحل و الطوائف التي تعرفها .
أطيب تحية .
:Asmurf:
[/quote]
.
Array
سمعت القرضاوي يقول في برنامجه الديني على الجزيرة :"لو ثبتت نظرية التطور لا يوجد مانع من تأويل آيات القرآن الكريم لتتوافق مع هذه النظرية." smile.gif
[/quote]

أنا لم أسمع قول القرضاوي ، يتحدث عن ذلك ، لكنه عبر عما هو قائم في الدين الاسلامي !


:Asmurf:

من الناحية النظرية العقلانية .. فإن حقيقة التطور تعارض البناء الأسطوري للأديان تعارض القلب مع اللب .. فهذه النظرية ما فتئت تقلق مضاجع الأديان طوال عشرات سنين خلت .. ولخوفٍ من أن يُهجر الدين "في مضاجعه" فقد قوبلت "حقيقة التطور" بحرب دينية غبراء رجّعت إلى الأذهان كلّ قطرة دم لكلّ فطن سالت على كلّ صليب نجس عبر التاريخ .. وبالطبع فإن هذه الحرب الدينية على "حقيقة التطور" مبررة ليقين كهنوتي بأنّ هذه الحقيقة البيولوجية تحطّم جزءاً كبيراً من الأسطورة الدينية (كما أوضح العزيز بني آدم) .. وبأنّ الأسطورة عكّاز الدين .. وبأنّ الدين بلا أسطورة هو كـ"زواج" بلا "ليلة دخلة" .. وكـ"حملٍ" بلا "جنس" ..

من الناحية العملية .. فإنّي أرى أنّ أكبر خدعة انطلت على البشرية هي خدعة "العقلانية" .. خدعة "الإرادة الحرّة" .. فالناس لا يسيّرهم "منطق" ولا "حجّة" ولا يختارون مصيراً ولا قدراً .. بل تسيّرهم قوى خافية فوضوية مغروسة في أعماق النفس البشرية تؤطر المجال الوجداني للإنسان بقوانينها "لا بقوانين منطق الإنسان".. ومن يظنّ أنّه يعامل الحياة كـ"حصّة رياضيّات" .. ما هو إلا "رقم" يدور في فلك الحياة ..


لذا .. لا تتوقع أن تنتهي الأديان وتنقرض بأحجية "منطقيّة" .. فهي لم تنشأ أصلاً بالمنطق لتنقرض به ..

خوليو

أجمع أكثر من عضو كريم على أن التطور لن يقضى على الأديان وبالطبع جميعهم على حق تماما .. وأعتقد أنه من الأصوب أن أقول كما قال خوليو من أنها ستحطم أسطورة أساسية من أساطير الدين وأنتهز الفرصة وأسأل ابن نجد :
فى حال إثبات ( نظرية ) النشوء والتطور إثباتا لا شك فيه .. هل سيهتز يقينك الدينى ؟ أنتظر اجابتك بدون أى رتوش إن أجبت بنعم فهذا هو الطبيعى وإن أجبت بلا فأسألك بالتالى : لماذا ؟

عزيزى أورفاى .. أوافقك تماما وأزيدك أننى لا اتمنى أن تعزف الشعوب العربية بالذات نغماتها بعيدا عن الدين لأن معظمها لا يصلحه إلا الشجاع الأقرع وبول الإبل .. بل إن الشجاع الأقرع قد حار أمره فيهم .. الإلحاد موقف غير تقليدى وغير بسيط من الحياة ويجعل الإنسان مسئولا من إنسانيته فقط ومراقبا منها فقط ولا يقدر على هذا الكثيرون إذ بمجرد المروق من الدين ينطلق الوحش بداخلهم ويصبحون حيوانات لا تلوى على شىء .. أما العقلاء منهم فأولئك ملح الأرض

كامل الحاضر الغائب .. طبعا عزيزى لا نهاية للتطور صدقت

سهيل .. القرضاوى يحاول قطع الطريق على من سيقولون قولى .. وهذا مصداق لكلام الجميع بهذا الشريط فهو ليس أذكى من الكنيسة الكاثوليكية بجلالة قدرها ولو تحول أمامهم إنسان إلى نسناس فى أسبوع لبحثوا فى الكتب عما يمكن تأويله لقبول الحادثة الجديدة .. من الآخر وكما اعتاد والدى أن يقول لى : ( لسان مش هيغلب لسان ) طالما المسألة بعيده عن الأرقام والنسب والعلم التجريبى فلا معنى لأى شىء بالحياة ولا وجود لما يسمى بالحقيقة فيها ولا في غيرها

أما إبراهيم .. وآه من إبراهيم .. فهو يحتمى من عقله بحيلة بارعة نبغ فيها طه حسين وغيره من المفكرين فأصبح إبراهيمان : إبراهيم الطقسى المسيحى وإبراهيم العقلانى المتقبل لكل جميل وكل فكرة فى الكون وتطور إبراهيم إلى أن أصبح كما هو الآن فهو لا يقيم للطقوس كبير اهتمام بل ويسفه منها أحيانا وهو فى ذات الوقت يرفض أن يقطع شعرة معاوية

أرانى أشبهه فى هذه النقطة ولكن كانت له كلمة قالها سقراط عن الديك الذى نسى أن يهدية للكاهن - على ما أذكر - وأراه يتمثل به فى حياته .. فعقله فى مكان وقلبه فى مكان آخر وإوعى ترد و تقول لى حكيم روحانى حضرتك .. أصلى كنت زمان أخاف منك ومن أفكارك بصراحة بالرغم من استفاداتى الكثيرة منك ولكن حينما مررت بنفس المرحلة والمشاعر تفهمتك جيدا

من ناحية الكتاب يا إبراهيم فلا تقلق أعدك بقراءته فور رفعه وسأعكف عليه مباشرة إلى أن انتهى منه .. هذا إن لم يزعجك جلبه للنادى ..