النقد الكتابي للقرآن
بقلم شاكر فضل الله النعماني
مقدمة المؤلف
مُصطلح "النقد الكتابي" هو في الحقيقة مُصطلح مسيحي المقصود به هو نقد الكتاب المقدس. والنقد هنا ليس معناه تسليط الضوء على السلبيات ولكن المقصود منه إبداء رأي أو إصدار حكم بعد التحليل والدراسة المتأنية الموثقة.
وهو ينقسم الى قسمين رئيسيين: النقد الأعلى والنقد الأدنى.
النقد الأعلى نوعان: نوع إجابي بناء ونوع سلبي هدام.
يطعن النوع الثاني في الوحي بناء على فرضيتين أساسيتن خاطئتين وهما إنكار المعجزة على أساس إنها خرق لقوانين الطبيعة وإن الكتاب مُدان الى أن تثبت براءته.
ولكن النوع الأول من النقد الأعلى يعترف بوجود المعجزة ويتعامل مع الكتاب على أنه وحي الله ويدرس ويحلل ظروف الكتاب ولمن كتب وأسلوب كتابته وما الى ذلك.
أما النقد الأدنى فيبحث في مدى دقة النسخ الموجودة بين أيدينا الآن من الكتاب ومدى مطابقتها للنص الأصلي وما هي أخطاء النُساخ وكيفية مضاهاة النسخ المتعددة رغم وجود بعض الإختلافات بُغية الوصول الى النص الأصلي بدرجة دقة عالية.
وقد بدأ النقد الأعلى الهدام في المانيا في القرن الثامن عشر في الفلسفة التي كان من روادها في ذلك الوقت الفيلسوف الشهير سبينوزا.
وكان سبب نشأته في المانيا هو النزاع بين السامية اليهودية والآرية الألمانية والعداء المستحكم بينهما. الذي أدى في النهاية الى المحارق النازية في القرن العشرين.
إبتدأ هذا النقد الأعلى الهدام بنقد التوراة ثم إنتقل بعد هذا الى نقد الكتاب المقدس كله بعهديه القديم والجديد.
أما النقد الأعلى البناء والنقد الأدنى فقد قام بهما متدينون أفاضل أثروا المكتبة المسيحية بكتاباتهم وأثمرت فيهم وفي قرائهم حركة النقد هذه إيمانا قويا راسخا مؤيدا بالأدلة والبراهين العلمية والموضوعية.
هذه فكرة عامة عن النقد الكتابي للكتاب المقدس رأينا أن ندرجها هنا قبل أن نتكلم عن النقد الكتابي للقرآن لنبين للمحدثين المسلمين اللذين يتبنون مبادئ المدرسة الألمانية في النقد الأعلى للكتاب المقدس إن عليهم أن يطبقوا نفس المبادئ على القرآن. ويروا أية نتائج سوف يصلون إليها.
نوجه إهتمامنا الآن لموضوع الكتاب.
كأي محاولة أولى لا بد وأن تكون هناك جوانب قابلة للتحسين والإضافة وهذا ما نطمح في أن يقوم به من هو أجدر منا بهذا العمل.. يكفينا هنا شرف المحاولة. ولكي لا تثار ضدنا دعاوي التعصب والتجني آثارنا أن ننهج منهجا واضحا وبسيطا في تناول موضوع الكتاب.
سوف نعتمد بصورة أساسية ومباشرة على كتابات خمسة عشر من الكتاب المسلمين معظمهم مشهورين ومعروفين لقارئي العربية وسوف ننقل عنهم صفحات وصفحات دون أدنى تدخل مِنا درءاً لأي مظنة وتجنبا لأي شك.
سنكتفي فقط بأسطر قليلة في تقديم الكتابات والربط بينهما حتى نقفل الباب على كل نقد غير مبرر ولكي تبدو الصورة واضحة دون تضبيب وتشويش.
ربما يكون من الطبيعي أن تكون لكتاب مثل هذا خاتمة يتم فيها تلخـيص النتائج المترتبة على موضوع البحث
ولكننا آثرنا هذه المرة أن نترك للقارئ الفطن ذو الفكر الثاقب أن يصل الى هذه النتائج بنفسه ولنفسه. نختم هذه المقدمة بإقتباس لأندريه زخاروف مخترع القنبلة الذرية الروسية الذي قال فيه: " كنت أظن لسنين عديدة إن أقوى سلاح في الوجود هو القنبلة الذرية.. ولكنني إكتشفت مؤخرا إن أقوى سلاح في الوجود هو الحقيقة.
للتحميل
http://www.2shared.com/file/2424384/1fb658...d_alkitabi.html?
رابط اخر للتحميل
http://www.annaqed.com/ar/content/show.aspx?aid=15973