{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فكرة الله والتسطيح- د. كامل النجار
Gkhawam غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 331
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
فكرة الله والتسطيح- د. كامل النجار

أود أن أهنئ السيد عمار الكعبي على مقاله في موقع " كتابات . والمقال، وإن كان قصيراً، إلا أنه أكد حقيقة مهمة جداَ عندما قال السيد عمار: " لا حق لاحد ان يتدخل فيما يتبنى الناس مهما كانت المتبنيات الفكرية ومهما بلغت وباي كيفية عرضت لا نها افكار تنبع عن قناعات وليس لاحد ان يتدخل في قناعات الناس ومتبنياتهم.
الا ان من غير المبرر ان تدمج مسالة الدين في الله بشكل لا يمكن الفرار من الدين الا برفض الله بما انها ملازمة غير ضرورية. " وهذه الفقرة القصيرة تعرضت لمسألتين مهمتين جداّ، إذا قُدر للناس أن يعيشوا في مجتمعات حديثة مختلطة المشارب كالمجتمعات الأوربية : المسألة الأولى: إذا أخذت أي مدينة أوروبية تجد الكاثوليكي والبروتستانت وشهود يهوى " Jehova’s Witness " والبوذي والهندوسي واليهودي والمسلم واللاديني. ولكلٍ من هؤلاء متبنياته الفكرية التي من حقه اعتناقها. والمسألة الثانية هي مسألة دمج الله في الدين.

فإذا أخذنا المسألة الأولى، فلكلٍ، كما قلنا، الحق في اعتناق أي دين وأي مذهب يريد، ولكن إذا قرر هذا الشخص دعوة الآخرين إلى الانضمام إلى مذهبه، يصبح من حق الآخرين النقاش والمجادلة في هذا المذهب، ولا بد في أي مناظرة أن يكون هناك اختلاف في الآراء. وفي هذه الحالة لا بد أن يتسع صدر هذا الشخص لسماع الآراء التي قد تقلل من أهمية قناعاته وإلى محاولة الآخرين إظهار ما يرون أنه يعارض العقل في قناعاته أو معتقداته. ولكن إذا كان هذا الشخص متزمتاً ومتعصباً لمذهبه، فالأجدر به أن يحتفظ به لنفسه ولا يعرضه للآخرين. والمسألة الثانية، أي مسألة دمج الدين في الله تجبر الذي يرفض الدين أن يرفض الله. والدين عامةً بدأ، كما قال السيد عمار، في مجتمعات بدائية من السخف أن نفرض آليات تنظيمها على مجتمعات ضخمة ومتمدنة وذات اتساع غير مسبوق. فبداية الأديان كانت عبادة الأسلاف الذين كانت أرواحهم، بما تحمله من تجربة وعلم، تحرس وتحمي أفراد القبيلة. وما دام لكل قبيلة إلهها فلا داعي للقبائل أن تتشاجر وتحارب بعضها البعض من أجل الآلهة، فالكل يعبد إلهه، ويعيش الجميع في وئام. ولكن عندما جاءت فكرة التوحيد وأصبح الإله واحداً، اختلف الناس، بحسب مستوى نموئهم العقلي، في تصور ماهية وشكل هذا الإله الواحد. وبما أن عقل الإنسان في تطور مستمر منذ أن افترقنا من أبناء عمومتنا في الغابة، فإن هذا التطور أدى إلى التفكير الذي هو علامة الوجود، كما قال ديكارت: " أنا أفكر، فإذاً أنا موجود ." ولما اختلف تصور الناس للإله الواحد، بدأت الحروبات الدينية بينهم لأن بعض المجموعات حاولت فرض تصورها للإله على الآخرين. وأصبح كل فريق يعتقد أنه يمتلك الحقيقة الكاملة عن الإله وماهيته وشكله وملكوته، ولم يعد لأي فريق فسحة لتحمل آراء الآخرين عن الإله الذي في السماء. وأصبح الذي يفكر بعقله ويتبنى معتقدات تختلف عن معتقدات الفريق الأقوى، مارقاً على الفريق وبالتالي مارقاً على الإله، لأن الفريق الأقوى يمتلك الحقيقة التي غابت عن غيرهم. وأصبح الدين هو الإله بدل أن يكون الدين رسالة الإله إلى خلقه. ورجعنا إلى شريعة الغاب وأصبح القوي يأكل الضعيف. وهذا ما حدث مع قيام أول دولة دينية أقامها أتباع موسى في أرض فلسطين، فلأن اليهود كانوا دولة نظامية، كانت من القوة بدرجة سمحت لها بقتل وتشريد القبائل الفلسطينية المختلفة لأنهم لا يعبدون نفس الإله الذي أتى به موسى، وإن كان السبب الأول هو الأرض التي امتلكتها القبائل الفلسطينية. ثم جاءت المسيحية التي شن أتباعها الحروب الصليبية لاسترداد الأراضي المقدسة من المسلمين لأن الدين المسيحي هو الإله الجديد للمسيحيين الذين رأوا في احتلال المسلمين للقدس تدنيساً للإله. والمسلمون بدورهم عندما قويت شوكتهم شنوا الحروب على جيرانهم ثم على بقية العالم، لأن دينهم الجديد هو الحقيقة الكاملة والحقيقة هي الله. وكل من يرفض الإسلام يرفض الله لارتباط الدين بالله.
ولكن من هو الله، وهل ما زلنا، بعد هذه القفزات في نموئنا العقلي وفي فهمنا للقوانين الطبيعية، نحتاج إلى قوة فوق الطبيعة لتحمينا من الرعد والبرق وتسوق إلينا الأمطار؟ فكرة الأديان وفكرة الله أصلها جهل الإنسان البدائي بقوانين الطبيعة، ولذا كانت الأديان متفشية في المجتمعات البدائية. وإذا أخذنا أوربا على سبيل المثال نجد أن الأوربيين كانوا أشد تمسكاً بالدين قبل الثورة الصناعية وانتشار العلم. وقد وصل تمسكهم بالدين إلى الاعتقاد بأن القسيس يستطيع أن يبيع لهم صكوك الغفران التي تضمن لهم دخول الجنة. وبعد انتشار العلم في أوربا أصبح من المستحيل أن تجد شخصاً يصدق أن القسيس يمكن أن تكون عنده صكوك غفران من الإله ليبيعها لهم. وإذا أخذنا العالم الإسلامي اليوم نجد أن أكثر الشعوب تمسكاً بالدين هي الشعوب التي يتفشى فيها الجهل والفقر مثل بنقلاديش وبوركينا فاسو وشمال نيجريا التي تبلغ نسبة الأمية فيها أكثر من ستين بالمائة. وإذا قارنا هذه البلاد ببعض البلاد الإسلامية التي انتشر فيها العلم بعض الشئ كالكويت وتركيا وماليزيا، نجد أن الشباب المتعلمين أقل تمسكاً بالدين من آبائهم الأميين. والقرآن نفسه قال: " أرسل في الأميين رسولا ". فالأمية والأديان صنوان.
وبما أن العقل البشري في تطور دائم نجد أن علماء الدين المسلمين حاولوا كبت هذا العقل العظيم عندما قالوا لنا: تفكروا في مخلوقات الله ولا تتفكروا في ذاته. فالتفكير في ذات الله لا بد أن يوصل الإنسان إلى مفترق طريقين يحتم عليه أن يسلك أحدهما: الإيمان بالله وبالدين لأنهما مرتبطان في العقيدة الإسلامية، أو رفضهما معاً. ولكن لو تسامح علماء الدين ولم يربطوا بين الإله والدين، لأصبح في مقدور بعض الناس أن يؤمنوا بأن هناك قوة ما خلقت هذا العالم، ويسمونها أي اسم أرادوا، لكنهم يرفضون الأديان لأن هذه القوة الخارقة لم ترسل الأنبياء، وما كانت تحتاج لإرسالهم لأنها خلقت الناس بالماهية التي قررتها هي، وبالتالي لا حاجة للأنبياء.

ومفهوم الله أصبح في عصرنا هذا مفهوماً يدعو إلى الشك إذ أننا الآن نؤمن بفكرة " البق بانق " Big Bang التي بدأت تكوين الأجرام السماوية، ومنها الأرض التي نعيش عليها. وقد يعترض رجال الدين ويقولون من الذي خلق الذرات الأولى التي أدت إلى " البق بانق " إذ لا يمكن أن يُخلق شئ من العدم. ولكن نحن نسأل نفس السؤال: لو كان الله موجوداً، فهل وجد من العدم، وما الذي كان قبله، ومن خلقه هو نفسه؟ وقد سبقنا الوجوديون وحاولوا إيجاد إجابة مقنعة لهذا السؤال فقالوا إن لكل شئ ماهية ووجود. فإذا أخذنا الإنسان، مثلاً، عندما يولد يكون موجوداً لكن لا ماهية له، إذ أن ماهيته تتكون فيما بعد عندما يكبر وتتكون عنده أفكار وعادات وما إلى ذلك. وبالتالي يكون وجوده قد سبق ماهيته. وهذا ينطبق على كل الأشياء الحية. أما إذا أخذنا سيارة مثلاً، نجد أن المهندس قد رسم في ذهنه طولها وعرضها وشكلها ولونها، وما إلى ذلك قبل أن يصنعها، فإذاً ماهيتها سبقت وجودها. وهذا ينطبق على كل الجمادات. فإذا كان الله قد وجد من العدم فإن وجوده سبق ماهيته، وبالتالي لا بد أن تكون قد مرت عليه فترة من الزمن لم تكن له فيها ماهية ولم يكن قادراً أن يتصرف نفس التصرف الذي يتصرفه الآن. وإن كانت ماهيته سبقت وجوده فلا بد أن يكون جماداً. ولكن علماء الدين يقولون لنا إن العقل البشري عاجز عن سبر أغوار الكون والوجود، وعليه يجب أن لا نفكر في الله بنفس المنطق الذي نفكر به في الأشياء الأخرى. وهنا يكمن اختلافنا مع علماء الدين إذ أننا نؤمن أن العقل البشري لا تحده حدود وهو في نمو متصل يسمح لنا بالتفكير في كل شئ. ولولا هذه المقدرة لما فكر الإنسان في غزو الفضاء.
وأغلب الذين يؤمنون بالأديان يفعلون ذلك خوفاً من عذاب الله أو طمعاً في أن يدخلهم الجنة مقابل عبادتهم له. فهل من الممكن عقلياً أن يرجع الإنسان إلى الحياة بعد أن يموت ويندثر لآلاف السنين؟ فالعقل يقول بغير ذلك. القرآن يخبرنا أن جبريل سوف ينفخ في الصور فتخرج الأجساد من القبور ويصطفون للحساب. والمعضلة التي تعترض العقل هنا أن جسم الإنسان بعد أن يموت يتحلل إلى نيتروجين ويدخل هذا النتروجين في غذاء الأشجار التي تنمو في المقابر، وتأكل الأغنام بعض هذه الأشجار فيدخل نيتروجين الجسم الميت في بروتينات الأغنام ونأكل نحن الأغنام فيدخل النيتروجين إلى أجسامنا وهكذا. فلا يمكن أن يرجع الجسم الأول إلى الحياة دون أي يؤثر على الأجسام الباقية. وهناك أجسام تُحرق ويذر رمادها في البحار فتأكله الأسماك ونأكل نحن الأسماك فيصبح الجسم الأول جزءاً من أجسامنا. وقد يقول بعض رجال الدين إن البعث يكون للأرواح بأجسام جديدة. ولكن وجود الروح نفسه يصعب للعقل العلمي أن يقبله. فما هي الروح؟ هل هي في القلب أم في الدماغ. فإذا كانت في القلب، فهل الإنسان الذي يتوقف قلبه لعدة ساعات أثناء إجراء جراحة القلب يكون ميتاً أم حياً؟ وهل الروح تفارق جسده عندما يتوقف القلب؟ وإذا كانت الروح في الدماغ، فهل الإنسان الذي يصاب في حادث سير ويدخل في غيبوبة لا يشعر معها بشئ لعدة أشهر يتنفس أثناءها بالأجهزة الطبية، هل هذا الإنسان ميت قد فارقته الروح أم ما زال حياً؟ وإذا كان حياً فماذا حدث لروحه التي أصبحت لا تتحرك ولا تحس؟ ونحن نستطيع الآن أن نأخذ قلب ضفدعة ونعلقه في سائل خاص ويظل هذا القلب ينبض بينما الضفدعة قد ماتت ودفناها، فأين الروح. وماذا عن الشخص الذي يموت ونأخذ قلبه ونزرعه في شخص آخر ويظل هذا القلب ينبض لعدة سنوات في جسم آخر، ماذا حدث لروح الإنسان الأول صاحب القلب؟ كل هذه أسئلة تجعل موضوع البعث بعيد الاحتمال. فلماذا إذاً يعبد الإنسان قوة فوق الطبيعة غير محسوسة ولا يمكن البرهان على وجودها، على أمل أن ترضى هذه القوة على الشخص فتجازيه بدخول الجنة بجسم جديد لا يمت إليه بصلة؟
09-30-2007, 03:36 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  من هو كامل النجار Gkhawam 3 8,657 07-10-2010, 03:48 AM
آخر رد: زوربا الفلسطيني
  زغلول النجار وزرقاء اليمامة Gkhawam 1 1,651 03-01-2009, 06:56 AM
آخر رد: Gkhawam
  أحمد محمد كنعان وسنن الوجود - د. كامل النجار Gkhawam 1 1,401 10-07-2007, 09:56 AM
آخر رد: Gkhawam
  أرحمينا أم أحمد.... د. كامل النجار Gkhawam 1 1,373 10-02-2007, 08:48 AM
آخر رد: Gkhawam
  الأديان ليست سماوية- د. كامل النجار Gkhawam 1 1,744 10-01-2007, 08:34 AM
آخر رد: Gkhawam

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS