أتمنى لو حصلت على دراسة عن أسباب التدين الموجود حاليا لدى الشعب الأمريكي بالولايات المتحدة لو قارنا ذلك بأوربا فمع أنها تضع قدما على المريخ فإن قدمها الآخر مازالت منغمسة في أساطير التوراة والإنجيل..

من جهتي أنا لا أستبعد اليد الصهيونية أن لها اليد الطولى في التأثير بقوة المال والإعلام خلال العقود القليلة الماضية لأن بقاء إسرائيل مبني على تللك الخرافات الماضية وبقاء إسرائيل يخدم هيمنة أمريكا على العالم في مواجهة العالم الإسلامي ثاني أكبر ديانة بالعالم التي يخشى منها الغرب بسبب قوة ايدلوجيتها وصعوبة اختراقها كما فعلوا باليابان..

تحياتي..

Array
من جهتي أنا لا أستبعد اليد الصهيونية أن لها اليد الطولى في التأثير بقوة المال والإعلام خلال العقود القليلة الماضية لأن بقاء إسرائيل مبني على تللك الخرافات الماضية وبقاء إسرائيل يخدم هيمنة أمريكا على العالم في مواجهة العالم الإسلامي ثاني أكبر ديانة بالعالم التي يخشى منها الغرب بسبب قوة ايدلوجيتها وصعوبة اختراقها كما فعلوا باليابان..[/quote]

لا اظن ان للصهيونية دور.

ذات مرة قرأت تفسيرا للتدين عند الامريكيين بان مجتمع المستوطنين الاوائل كان اساسا الدين يلعب في حياته دوراً كبيراً ، فبريطانيا بالقرن السابع عشر والثامن عشر كانت متدينة جداً . علاوة علي مجتمعات الاستيطان في الاماكن الجديدة تحتاج لقوة روحية لتثبيتها بمكانها (قارن بين تدين الفرنسيين الكنديين وفرنسيي فرنسا).

فما حدث هو ان المتدينيين ربوا اطفالهم علي التدين وكل جيل ينقل تدينه لمن بعده ، دون ان تحصل اي هزة لمكانتة الدين عندهم كالتي حدثت في بقية الدول الغربية.

كلامك عن الايديولوجية الاسلامية خطأ واستغربه منك ، لانك تعرف جيدا ان امريكا وحش لا يعرف الا مصالحة المادية ولايهمها لا القضاء ولاتعزيز اي ايدولوجية ؟

أميركا أكثر دول الغرب تدينا، و قد سمعت هذه النظرية التي تفسر هذه الظاهرة: في اوروبا، هناك مزاوجة بين الكنيسة و الدولة، حيث ان الدولة تمول الكنيسة الرسمية. هذا يؤدي الى كسل رجال الدين (ان صح التعبير) في محاولة الترويج لدينهم حيث ان اجرهم مدفوع في كل الاحوال.

في اميركا، هناك فصل دستوري و قسري بين الكنيسة و الدين، مما يجبر رجال الكنيسة على الاعتماد الكلي على مجهودهم الشخصي في الترويج لكنيستهم لجمع التبرعات و غيرها. هذا أدى الى نشاط غير مسبوق في وسائل الاعلام المملوكة شخصيا و غيرها من المؤسسات الدينية.

طبعا من المستحيل ان يكون هناك تفسير واحد لهذه الظاهرة، فهناك عدة أسباب، أحدها ما ذكرتم عن الاصول الدينية البيوريتانية Puritans للحجاج الاوائل الذين ساهموا في تأسيس الدولة. المفارقة الكبرى هنا هي أن تلك الجماعات كانت من أكثر من دعموا و أيدوا الفصل الكامل بين الكنيسة و الدولة، بسبب ما لاقوه من اضطهاد في اوطانهم الاصلية من قِبل الكنيسة الرسمية التي لاحقت كل الجماعات الدينية الصغرى بتهمة الهرطقة. طبعا تغيرت الاحوال الان و اصبح الاصوليون يريدون سيطرة كاملة على الدولة.

هناك عامل آخر أشارت اليه مجلة التايمز مؤخرا: المحافظون المتدينون في اميركا ينجبون الكثير من الاطفال! هذا يؤدي الى ازدياد عددهم بشكل كبير، بينما العلمانيون و الليبراليون لا ينجبون أكثر من طفل او طفلين (هذا اذا انجبوا الاطفال أساسا).

هناك أيضا عامل هجرة المكسيكان و غيرهم من الشعوب اللاتينية المتدينة الى اميركا.

بالرغم من كل هذا، بعض الاحصاءات تقول ان نسبة الملاحدة يبلغ عشرة بالمئة من الامريكيين.

علّق صديق إيطالي لي كان موجودا في دبي الأسبوع الماضي قائلا بأن المجتمع الأمريكي ليس متدينا وإنما يتمسّك بالله بشكل كبير، أكثر من أي شعب آخر ... God موجود في حياتهم بشكل كبير!!!

(f)

Array
علّق صديق إيطالي لي كان موجودا في دبي الأسبوع الماضي قائلا بأن المجتمع الأمريكي ليس متدينا وإنما يتمسّك بالله بشكل كبير، أكثر من أي شعب آخر ... God موجود في حياتهم بشكل كبير!!!

(f)
[/quote]


هذا كلام فيه الكثير من الصحة. أعرف الكثير من الناس هنا ممن يعيشون حياتهم بما يخالف الدين جملة و تفصيلا، و هم لا يعرفون من الكتاب المقدس إلا اسمه، و مع ذلك كلما حصلت قضية في المحاكم بخصوص مخالفة جهة معينة لمبادئ العلمانية الدستورية، يهب الجميع هبة رجل واحد للدفاع عن اللـه، و كأنهم رهبان و كهنة و قديسين. (طبعا ما أن تنتهي القضية، يعودون الى ما كانوا عليه من عدم الاكتراث).

في الغرب هذه الفلسفة اسمها Deism أو الألوهية، و هي الايمان باللـه و لكن عدم الايمان او الالتزام بأي دين. قبل عدة عقود، وصلت قضية الى المحكمة العليا حول مخالفة عبارة "اعتمادنا على اللـه" المكتوبة على العملة الامريكية، مخالفتها للعلمانية الدستورية القاضية بالفصل بين الدين و الدولة. في تلك القضية، قال احد القضاة أن هذه العبارة لا تخالف مبدأ الفصل بين الدين و الدولة لأنها لا تعبر عن دين، بل هي مجرد "ألوهية احتفالية" أو رمزية، و منها الكثير من الامثلة في التاريخ الاميركي. هناك الكثير من الاعتراضات و القضايا التي تنتظر النظر فيها اليوم في المحكمة العليا حيث يصر العلمانيون في اميركا ان وجود عبارات مثل تلك على العملة او في القسم الامريكي هي عبارات دينية تخالف العلمنة، و لا أحد يعلم كيف ستحكم المحاكم في تلك القضايا.

في قضية اخرى، رفع بعض الدينيون دعوى يطالبون فيها الحكومة بتعليم "نظرية الخلق" في المدارس الحكومية الى جانب نظرية التطور، و لكن خسروا الدعوى و تم اسقاط قضيتهم لأن القضاة حكموا أن "نظرية الخلق" ليست نظرية علمية، و انما هي نظرية دينية، و لذلك فهي مخالفة للدستور الاميركي.

و في قضية اخرى، رفع العلمانيون دعوى ضد احد المحاكم لأنها احتوت على حجر منقوش عليه الوصايا العشرة، قائلين ان ذلك يخالف العلمانية، و وافقهم القاضي على ذلك و أمر بإزالة الحجر، و كان ذلك مشهدا دراميا للغاية حيث شوهد الكثير من المسيحيين و هم يدافعون عن وجود الحجر بأجسامهم و يحاولون منع رجال الشرطة من الوصول اليه، فتمت جرجرتهم أمام عدسات الكاميرا بالقوة. كان لذلك بعض الاثر و ردة الفعل السلبية ضد العلمانيين.

الكثير من رجال الدين الاصوليين ينادون علنا الى قلب نظام الحكم العلماني و اعلان الدولة الدينية في اميركا، و هم ليسوا جماعات محصورة و انما مؤسسات و كنائس ذات نفوذ و مال كثير. لحسن الحظ، ليس من المحتمل ان يحدث ذلك فرجل الشارع الاميركي مهما كان مؤمنا بالدين، فهو يخاف من سطوة الاصوليين اذا وصلوا الى الحكم.

Array
أميركا أكثر دول الغرب تدينا، و قد سمعت هذه النظرية التي تفسر هذه الظاهرة: في اوروبا، هناك مزاوجة بين الكنيسة و الدولة، حيث ان الدولة تمول الكنيسة الرسمية. هذا يؤدي الى كسل رجال الدين (ان صح التعبير) في محاولة الترويج لدينهم حيث ان اجرهم مدفوع في كل الاحوال.

[/quote]

من الصعب بالنسبة لي الأخذ بهذا التفسير ، ففي فرنسا، وهي واحدة من أكثر البلاد الغربية ابتعاداً عن الدين، فإن الفصل كامل فيها بين الدين والدولة، ولا يسمح للدولة تمويل الكنيسة بأي شكل من الأشكال.

وجدت هذين التحليلين المغايرين
لكتاب باسم (المسيح اليهودي) للكاتب المصري رضا هلال تصب في هذا الموضوع

محمد بن المختار الشنقيطي
المسيحية الصهيونية والسياسة الأمريكية

سمير أمين
نقد كتاب رضا هلال المعنون "المسيح اليهودي ونهاية العالم

Array
من الصعب بالنسبة لي الأخذ بهذا التفسير ، ففي فرنسا، وهي واحدة من أكثر البلاد الغربية ابتعاداً عن الدين، فإن الفصل كامل فيها بين الدين والدولة، ولا يسمح للدولة تمويل الكنيسة بأي شكل من الأشكال.
[/quote]

صدق و انا اكتب تلك الكلمات، كنت أتوقع ان يرد عليّ احد قائلا: ماذا عن فرنسا؟؟؟ طيب يا اخي ماذا عن دول اوروبا الاخرى التي فيها للكنيسة المكانة العليا (و لو رمزيا)؟ قد تكون فرنسا حالة شاذة و تكون النظرية بالرغم من ذلك صحيحة. او قد تكون هناك عوامل معينة مستقلة عن كل ما ورد أدت على علمنة فرنسا، و لا يمكن تطبيقها على بقية اوروبا.

على العموم، كما قلتُ لك فلا يوجد هناك تفسير واحد او نظرية واحدة، و انما كل هذه الامور التي ذكرتها (و امور اخرى كثيرة) هي عوامل متراكمة.

ثم يعني انت داخل على الخط تنبذ و تستنكر و تندد على الفاضي...:lol:طيب هات تفسيرك و نظريتك لنرى.

Array
صدق و انا اكتب تلك الكلمات، كنت أتوقع ان يرد عليّ احد قائلا: ماذا عن فرنسا؟؟؟
[/quote]

ههه، قصدك أنا ما هيك؟
طيب أنا أعتقد أن هذا المثال ينسف شيئاً ما تفسيرك، لأنه يكفي مثال معاكس واحد ليجعل من التفسير كله "فشنك".

لا جدياً، ربما يكون هذا عامل بسيط من عدة عوامل أخرى، بصراحة لا أستطيع الدخول كثيراً بالأمر لأني لا أعرف المجتمع الأمريكي عن قرب، ولكن يمكنني أن أطرح بعض الأفكار:

كمن سبق له الرد فإننا نلاحظ نوعاً من التدين وعلى الأقل الإيمان لدى الأمريكيين الشماليين، أي مجتمعات الهجرة من أوروبا لأمريكا. فلو ذهبت للكيبيك الفرنسية في شمال كندا ستجد أنهم متمسكون بعض الشيء بدينهم، أذكر أني تناقشت مع بعضهم في فرنسا، وكانوا يرون أن للفرنسيين نظرة تحتقر الدين، يعني كنت أتناقش مع كذا شخص ولم يكن يعجبهم فينا كمتغمسين بالثقافة الفرنسية روح السخرية اللاذعة للدين والمتدينين. والله كنت أحسهم مساكين :D
ما تفسير هذه الظاهرة بأمريكا الشمالية؟
أعتقد بأنه حين هجرة الأوروبيين لشمال أمريكا كان ما زال الدين منتشراً بقوة بين صفوف هذه الجاليات المهاجرة، وبحكم طبيعة نشوء الأمم في تلك المناطق، كجاليات متقوقعة على نفسها حافظت على عناصر توحدها وراكمته خلال السنين.
بينما في أوروبا في هذ الأثناء كانت الأمور تمر بسرعة، واستمر التحرر من الدين للوصول مثلاً عام 1905 لقانون فصل الدين عن الدولة في فرنسا، والذي ظلت تعارضه الكنيسة الفرنسية لعقود عدة وقبلت به أخيراً (في أواخر أربعينات القرن العشرين) وعلى مضض.
في البلاد الأوروبية تبقى المجتمعات اندماجية متماسكة بطبيعتها القومية وضمن تطور طبيعي لها (ثقافياً واجتماعياً). بينما أمريكا الشمالية تبدو أكثر بلاد هجرة وجاليات، وبذلك فهي قامت بتحولاتها وتطورها الثقافي بشكل مختلف تماماً عن القارة الأوروبية القديمة.
كذلك يبقى التدين برأيي في شمال أمريكا خفيفاً(غير مركزاً)، كجزء من ذاكرة جماعية، وطقوس تقترب للتقاليد أكثر منها للممارسة الفعلية، لا سيما بعد الثورات الثقافية المتتالية منذ النصف الثاني من القرن العشرين في أمريكا.
اليوم يظهر هذا التدين للسطح بسبب وصول رجل مثل بوش من خلفية دينية متعصبة. ولكن تبقى اجتماعياً وثقافياً على الساحة الأمريكية برأيي قضية التدين هامشية، ولا سيما الأصولية المسيحية.
هذا الأمر يشبه لحد ما ما يحدث في كثير من البلاد العربية، حيث نرى مظاهر للتدين (حجاب وغيره) ولكنه لا يعبر عن تدين عميق بقدر ما يعبر عن ممارسة ثقافية، أي أنه ليس إسلاماً أصولياً بل تقليداً وثقافة، والشرح يطول.

ربما أكون مخطئاً، هي محاولة للفهم فقط، لأني كما قلت في بداية تعقيبي لست عارفاً بالمجتمع الأمريكي.

تحياتي
(f)

شرحك فيه شيء من الصدق يا لوجيكال
ولكن الكنائس وجبروتها هي حكومة الظل في أمركيا
وهي التي تساهم الى حد كبير لا تقل عن جبروت مصانع الأسلحة فيها
ويقال أن الكنائس البروتستانية هي التي تمكن المرشح الأمريكي والذي يجب أن يكون منتمي
طائفيا لهذه الكنائس وقدر عددهم لا يقل عن 70 مليون نسمة ,,,أي قوة لا يستهان بها
في بلد تعداده 250 نسمة أو أكثر بقليل ..
ويرجح أنهم وراء التخلص من كنيدي لأنه لا ينتمي الى هذه الكنائس
ومنذ زواله لم يحكم أمريكا الا من البروتستانت
والمهووس الديني ريجان هو الذي زاد من هذا الهوس والتمسك بهذا الله
على العموم هو نوع من التميز في مجتمع خليط عجيب من كل عينات العالم
بس فكرتني
بشخصية العربي الفرنسي القادم من شمال المغرب العربي
حينما يريد أن يؤكد لك أنه مسلم ...بأنه لا يأكل حلوف ,,, ( لحم الخنزير )
ويشرب ويزني وكل المحرمات الا أنه مسلم لأنه لا يأكل الحلوف ( والعياذ بالله ) :lol22:
ربما حصل الآن بعض التغير في المفهوم بعدما قامت الفضائيات العربية للغزو الفكري الديني
لهذه الجاليات ...