حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ما رأيكم في هذه القصائد - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: ما رأيكم في هذه القصائد (/showthread.php?tid=1945) الصفحات:
1
2
|
ما رأيكم في هذه القصائد - فيصل وزوز - 12-16-2008 بسم الله الرحمن الرحيم الرجاء ابداء الرأي - أيا ما كان - في هذه المقاطع الشعرية . 1- انا ابن التي.. لم تنم جيدا، منذ عشرين عاما، ولم تر لو حلما واحداً، او اقل. انا ابن التي.. يبست راحتاها، وجفت مياه مفاصلها، وهي تبحث عن سبب واحد للحياة، ولما تزلْ.. انا ابن التي.. جوّعتها يداها، فأطعمت الطير لحم اصابعها، ثم غطت له عريه بالخصلْ. انا ابن التي.. لم تعد تتذكر مما رأت غير ان الحياة التي تتمدد في الموت اسهل مما نراها عليه. انا ابن التي انتظرت، وانحنى ظهرها، سنة بعد اخرى، فأسمته قوس الامل.. 2- لبلادي هيئة طفلين صغيرين يجران نهارهما من رجليه الى الماءْ كيلا يغفو قبلهما. سأسمي الأول قابيل والاخر هابيل، وأقول: انتظرا سنرى ماذا تفعل بالناس الاسماء. 3- لا تضع حجرا قرب آخر. لا ترم ظلا على حائط او تقل: لي بيت. ولا تطلب امرأة للزواج او الحب. سر كالحقيقة؛ في ضوء رجليك. سر كاملا في الأسى، ووحيدا تماما. دع الليل في الطرقات، وأبق الصباح على شرفات المحبين واكبر على مهل، كالنباتات. قل: بنت عمي السحابة وابن ابي الظل، والاخرون يتامى. 4- قال قلبي كلاما، وكذبته. قال تأتين، لو بعد حين، اليّ، وتنسين اغنية في الهواء، ورائحة في الغناء وليلا قليل النجوم، على كتفيّ وكذبته. قال شيئا عن الحبّ؛ توقظه نظرة منك، او كلمة، او ملامسة. ثم ينهض من نومه، ثم يذهب، مثل الصغير، الى امه. غير انيَ كذّبته. قال، يمضي النهار، وأغفو.. فأصحو عليك. وكذبته. هل اصدقه وأنا، قبل، ياما عميت، وجربته. 5- لا تسلم على امرأة، قط، ان لم ترجّ ينابيعها او تظلل اسابيعها بالندى. لا تكن عاشقا طيب القلب، كن رجلا جيدا. ان بعض النساء –واكثرهن عنيت- يرحن سدى. كن عتيق الطراز، ولا تبتسم ثم تدمع، كما يفعل الدنجوان الغبيّ. خذ الماء في غرفة واحدة، من ينابيعه، وابتعد. خذ صغار الطيور الى اول الريح والغيم، ثم ابتعد. وخذ الشهد من اصبع الورد، ثم ابتعد. خذ فصول الحياة الى رحم لم يلد، وابتعد. * كن أخ الريح، لا تنشغل بالتفاصيل لا توقظ امرأة نائمة, واتئد حين تخرج من نومها. واتئد حين تخرج من يومها. وابتعد وابتعد. ما رأيكم في هذه القصائد - rami111yousef - 12-17-2008 الحقيقة أنها أعجبتني فعلاً ولكن هل لي بمعرفة اسم الكاتب Array انا ابن التي.. لم تنم جيدا، منذ عشرين عاما، ولم تر لو حلما واحداً، او اقل. انا ابن التي.. يبست راحتاها، وجفت مياه مفاصلها، وهي تبحث عن سبب واحد للحياة، ولما تزلْ.. انا ابن التي.. جوّعتها يداها، فأطعمت الطير لحم اصابعها، ثم غطت له عريه بالخصلْ. انا ابن التي.. لم تعد تتذكر مما رأت غير ان الحياة التي تتمدد في الموت اسهل مما نراها عليه. انا ابن التي انتظرت، وانحنى ظهرها، سنة بعد اخرى، فأسمته قوس الامل..[/quote] ما رأيكم في هذه القصائد - coco - 12-17-2008 Arrayالرجاء ابداء الرأي - أيا ما كان - في هذه المقاطع الشعرية[/quote] طبعا من المنطقي أن نطالبك نحن بإبداء رأيك في هذه القطع لأنك الذي اختارها ,فإن لم تفعل كان سؤالنا عن مبررات اختيارك لها دون غيرها , ما الذي شدك إلي نقلها لنا وما الذي أدهشك فيها فربما استطعنا أن نتبادل الرأي معك حول رؤيتك لها . عزيزي / سوري حر الشاعر هو قصي اللبدي وهو شاعر فلسطيني كوكو ما رأيكم في هذه القصائد - تموز المديني - 12-17-2008 جميلة هذه المقاطع اجد المقاطع الاخيرة اضعف و اقل تماسكا اوافق كوكو على اننا نتمنى منك رأيك وسبب اختيارك لها " ايا ما كان" تحية للكلّ ما رأيكم في هذه القصائد - فيصل وزوز - 12-17-2008 أولا : أشكركم جميعا ثانيا : لم تجانب الصواب يا سيد كوكو ، فهي فعلا لقصي اللبدي ، وما أعجنني في المقطع الاول ( الذي أعجبك يا سوري حر - و كنت أتمنى لو أن اسمك شامي حر أو عربي حر ،لكان بيني وبينك قواسم مشتركة كبيرة فأنا مثلا شامي ...)، الذي أعجبني فيه الروح الشفافة لهذا الرجل وشاعريته العاليه . ومن ناحية أخرى عصاميته اللامحد ودة جعلتني أراهن عليه ( قبل 12 سنة عندماأسمعني بعض مقاطعه الشعرية ) ، بانه سيكون يوما ما شاعرا فذا . وقد انقطعت اخباري عنه واخباره عني لانه سافر من الاردن للخليج ليعمل مدققا لغويا في احدى الصحف هناك ( وهو الذي لم يكمل الصف الثامن في دراسته - من هنا اعجابي بعصاميته ) وانا عدت لفلسطين بعد اكمال دراستي في الاردن ، واثناء البحث في محرك جوجل عن أخبار أصدقاء قدامى مثل قصي ، فاجأني أنه حصل على جائزة شعرية من دولة الامارات العربية ، وأذهلني مستواه الشعري عما كنت اعرف ، رغم مراهنتي التي يعرفها عليه . لقد تطور الوغد كثيرا لدرجة أنني ربحت الرهان حتى أمام نفسي . ورغبت أن اعرف بعض الآراء المحايدة عنه بعد اطلاعي على المستوى الادبي الرفيع في هذا المنتدى ، فأكون قد ضربت عصفورين على الاقل بحجر :الأول رايكم المحايد كونكم لا تعرفونه ، والثاني : التعريف به كشاعر أعتقد شخصيا أنه ممتاز... وقد سرني كثيرا يا سيد كوكو أنك تعرفه شاعرا . في المقطع الآخير : أعجبني عدم طرقه لموضوع العشق من الباب التقليدي الذي يتغزل ويصف محاسن معشوقه ، بل انه طرقه من باب المكابر المترفع ، دون أن يفقد النص شاعريته . مثلا :" لا تكن عاشقا طيب القلب، كن رجلا جيدا ". و : " كن عتيق الطراز، ولا تبتسم ثم تدمع، كما يفعل الدنجوان الغبيّ ". "كن أخ الريح،لا تنشغل بالتفاصيل .. وابتعد ". أخيرا : لو أن هذه المقاطع لم تعجبني لما أثقلت عليكم بابداء آرائكم فيها . فلقد أعجبتني جميعها وخصوصا المقطع الاول . ما رأيكم في هذه القصائد - coco - 12-17-2008 عزيزي / فيصل شكرا لك علي ما تفضلت به من تقريظ عن مستوي النادي وما كان هذا المستوي إلا بأيدي زملاء أفاضل من أمثال العلماني وتموز ومحمد الدرة والعزيزة بسمة وباقي الزملاء وسرني أن أعرف علاقتك بهذا الشاعر الجيد , وسوف أتناول في هذه المداخلة القطعة الأولي علي أن نوالي بعد إلقاء الضوء علي باقي القطع إن سمح الوقت وخاصة القطعة الأخيرة التي لم تعجب العزيز / تموز ربما غير رأيه , فالشاعر جيد في مجمله وفي تفاصيله . لو نظرنا للقطعة الأولي انا ابن التي.. لم تنم جيدا، منذ عشرين عاما، ولم تر لو حلما واحداً، او اقل. انا ابن التي.. يبست راحتاها، وجفت مياه مفاصلها، وهي تبحث عن سبب واحد للحياة، ولما تزلْ.. انا ابن التي.. جوّعتها يداها، فأطعمت الطير لحم اصابعها، ثم غطت له عريه بالخصلْ. انا ابن التي.. لم تعد تتذكر مما رأت غير ان الحياة التي تتمدد في الموت اسهل مما نراها عليه. انا ابن التي انتظرت، وانحنى ظهرها، سنة بعد اخرى، فأسمته قوس الامل.. فسوف نجد أن ما حرك الموقف الشعري هو التناص وقد فعله الشاعر بطريقة جيدة بأن أورد ثلاث كلمات ( أنا ابن من ) هذه الكلمات تذهب بنا علي الفور لعدد من الشعراء الذين افتخروا بهذه الصيغة نذكر منهم اثنين وهما سحيم الذي تمثل الحجاج بشعره وسوف تجدون مقطوعته علي هذا الرابط قصيدة سحيم وبعض الضوء عليها , أما الثاني فهو شاعر العربية الجبار المتنبي في بيته الشهير الذي أقلق عميد الأدب العربي طه حسين وأخذ يتناوله من كل جانب ( راجع مع المتنبي ) والبيت هو أنا ابن من بعضه يفوق أبا الب ******احث والنجل بعض من نجله فيقول عنه ( فالمتنبي كما تري لا ينسب نفسه إلي أب كآباء الناس , وإنما ينسب نفسه إلي متجزئ له بعض يمتاز من كله , وبعضه هذا يفوق آباء الباحثين عن نسبه المتقصين لأمره .........هو إذن لا ينتسب إلي الرجال , لأنه لا يريد أو لا يستطيع أن يجد في الانتساب إلي الرجال غناء, وإنما ينتسب إلي معني بعضه يغني عن كل غيره , وقليله يغني عن كثير سواه ) , ويقول في موضع آخر عن عجز البيت ( ولكن امض في قراءة القصيدة فستتراءى لك علي كره منك لامية الأعشي , وستقرأ قوله : ( والنجل بعض من نجله ) فلا تملك نفسك أن تذكر قول الأعشي في لاميته ( والشئ حيث ما جعله ) ما يهمني هو التناص الذي فعله شاعرنا مع تلك الصيغة فنذهب لاشعوريا إلي أن أنه يفتخر ولكنه فجأة يقلب الطاولة في وجوهنا وكأنه يقول علاما نفتخر وبماذا ,فما كانت الصيغة والتناص إلا حيلة فنية لكي يضعنا في الموقف الشعري الذي يريد بثه , وفجأة نكتشف أننا لسنا إزاء فخر أو مديح للذات بل أمام جلد للذات إن صح التعبير ( أنا ابن التي ) بالانتساب إلي المؤنث وليس المذكر وما يحمله لدي الذات العربية الجمعية من إهانة فالعربي لا يشرف بأمه عادة بل بأبيه , وعندما تتوالي الدوال في النص لكي تحمل تلك الأم مجموعة من الصفات نكتشف أنها ليست الأم الوالدة بل أمتنا العربية البائسة وأن القصيدة في رثاء تلك الأمة . قام الشاعر بوضع قطعته في خمس قطع أو خمس مجموعات من الأبيات يبدأ كل واحدة منها بجمله ( أنا ابن من ) وينهيها بقافية اللام الساكنة القاطعة وأن كان لم يفعل ذلك في المجموعة قبل الأخيرة وأنهاها ( أسهل مما نراها عليه ) ولا أدري كيف تاهت منه كلمة ( ذل ) مثلا ويضع بجوارها أي حروف لكي تتلائم كل الأجزاء موسيقيا بهذه القافية الجميلة ( اللام الساكنة ) , كذلك كنت استحسن لو جعل كل مقطوعة خمسة أسطر لكي تتلائم جميع القطع عدديا وتكون خماسية جميلة , هذه ملاحظات شكلية لا تضر العمل أبدا ولكننا نبحث عن الجمال الخالص . ثم عندما نتملي تجربته في تصوير تلك الأم ( الأمة التي ينتسب إليها و ننتسب إليها معه) نجد مجموعة من المحمولات البائسة التي لا يفخر بها أحد ( لم تنم جيدا ) وانظر لكلمة جيدا التي تعطيك مكابدة القلق (ولم تر لو حلما واحداً،أو اقل.) (يبست راحتاها، وجفت مياه مفاصلها، وهي تبحث عن سبب واحد للحياة، ولما تزلْ.. ) ... إلخ , إقرأ القطعة مرة أخري لكي تري ما يحيق بنا من بؤس من كل جانب , ولكنه لا يلقيه إلينا إلا متوشحا الشعر بالموسيقي والصور والأخيلة الجميلة فينز الأسي منا ويعدينا بتشاؤمه وكآبته المفرطة وقنوطه الشديد , حتي كلمات مثل ( الأمل والراحة والحياة والطير ) لا تأتي في القطعة إلا لصيقة أو مردوفة بما يسلبها طعمها . ثم انظر إلي طريقته الجميلة في التشكيل البصري للسطور الشعرية انا ابن التي انتظرت، وانحنى ظهرها، سنة بعد اخرى، فأسمته قوس الامل انظر إلي وضعه كلمة انتظرت علي سطر وكلمة بعد علي سطر وكلمة أخري علي سطر لكي يعطيك دلالة الانتظار بطريقة بصرية وليس بطريقة المعني فقط , وربما حين نتناول باقي القطع سوف نري أن هذه من خصائص الشاعر مع خصائص اخري. أرجو أن أكون قد وفقت في نقل تذوقي للقطعة لك وللأصدقاء المتابعين معنا . وخذ هذا الوردة :98: من كوكو ما رأيكم في هذه القصائد - coco - 12-20-2008 سوف نعالج في هذه المداخلة القصيدتين الثالثة والخامسة لا تضع حجرا قرب آخر. لا ترم ظلا على حائط او تقل: لي بيت. ولا تطلب امرأة للزواج او الحب. سر كالحقيقة؛ في ضوء رجليك. سر كاملا في الأسى، ووحيدا تماما. دع الليل في الطرقات، وأبق الصباح على شرفات المحبين واكبر على مهل، كالنباتات. قل: بنت عمي السحابة وابن ابي الظل، والاخرون يتامى. لا تسلم على امرأة، قط، ان لم ترجّ ينابيعها او تظلل اسابيعها بالندى. لا تكن عاشقا طيب القلب، كن رجلا جيدا. ان بعض النساء –واكثرهن عنيت- يرحن سدى. كن عتيق الطراز، ولا تبتسم ثم تدمع، كما يفعل الدنجوان الغبيّ. خذ الماء في غرفة واحدة، من ينابيعه، وابتعد. خذ صغار الطيور الى اول الريح والغيم، ثم ابتعد. وخذ الشهد من اصبع الورد، ثم ابتعد. خذ فصول الحياة الى رحم لم يلد، وابتعد. كن أخ الريح، لا تنشغل بالتفاصيل لا توقظ امرأة نائمة, واتئد حين تخرج من نومها. واتئد حين تخرج من يومها. وابتعد وابتعد. وستكون قراءتنا للقصيدتين بطريقة أسلوبية هذه المرة لكي نوضح خصيصة مشتركة بين القصيدتين وربما في أعمال الشاعر بصفة عامة ( أنا أخمن ذلك ) , فلو لاحظنا طريقة الشاعر هنا سوف نجد أنه يستعمل طريقة الإنشاء الطلبي باستعمال صيغتا ( النهي والأمر ) يبدأ القطعة عادة بالنهي أو مجموعة من النواهي ثم يعقبها بمجموعة من الأوامر ,وقد يعاود أثناء الأوامر استعمال النهي , وطريقة الأمر من الناحية النحوية لها أدوات كثيرة ولكنه يكتفي باستعمال فعل الأمر نفسه أما في النهي فلا يستعمل طبعا إلا لا الناهية مع الفعل المضارع , أعد قراءة القصيدتين ولاحظ ما أشرت إليه . الشاعر هنا لا يطلب من أحد خارج ذاته الامتثال للأمر أو النهي بل المقصود بهما هو ذات الشاعر نفسه ,وما الإنشاء الطلبي غير حيلة لتجلية هذه الذات والإفصاح عنها للمتلقي وكأنها آخر خارجي عن الشاعر يتحدث إليه ويطلب منه الفعل أو الكف عنه وهو بهذا الإفصاح عن الذات يرسم لنا ملامح هذه الذات وينشئ تجربته الخاصة . ولو نظرنا للقطعة الأولي لوجدنا أن كل الأوامر والنواهي تتجه إلي رفض الثبات والقرار في المكان والزمان ( سواء ببناء بيت أو الركون إلي حائط أو القيد بالزواج أو الحب ) وتطلب بدلا من ذلك أن تتوحد الذات مع نفسها في علاقة حرة عن الاشياء والذوات ,ولكن أي دافع يدفع الذات لهذا التوحد والعزلة عن العالم المحيط ,إن الشاعر لا يفصح عنه إلا بكلمة واحدة ( الأسي ) حين يقول : ... سر كالحقيقة؛ في ضوء رجليك. سر كاملا في الأسى، ووحيدا تماما. إن ما يحرك تلك العزلة عن العالم هو الأسي فما هو محرك الأسي في الذات والذي يدفعها لهذا التوحد مع نفسها والعزلة عن الآخرين , هل هو الإنسان الفلسطيني ثم العربي بوعيه باستلاب الأرض والزمن منه فكأنه يجابهنا بآثار هذا السلب علي المستوي الوجودي والإنساني والذي يجعل الذات في هوية واحدة مع الوضع المعاشي والحياتي ؟ أم أنه حالة وجودية خاصة من أزمة الإنسان في العالم وشعوره بالخواء المصاحب للوجود والذي لا يصنع أملا في التلاقي الإنساني , أري أن المحرك هو الوعي بالسياسي الذي يتحول بالنهاية إلي وعي معرفي للأزمة الوجودية للإنسان . أما القطعة الثانية فنري مجموعة الأوامر والنواهي تتجه لو نظرنا لنهاية القصيدة بوضع مسافة بين الذات والعالم المحيط ( وابتعد ) والتي يكررها الشاعر بطول القصيدة فيما الأفعال التي يطالب بها هي أفعال تنتمي إلي التداخل في العالم وبقوة , لننظر ( خذ الماء في غرفة واحدة، من ينابيعه،....... خذ صغار الطيور الى اول الريح والغيم ..... وخذ الشهد من اصبع الورد، ....خذ فصول الحياة الى رحم لم يلد، .....كن أخ الريح، لا تنشغل بالتفاصيل ) ما بين التداخل مع العالم بتلك القوة وبين الابتعاد مسافة يؤكد الشاعر عليها , فلماذا هذا البعد ؟ أليس هذا هو حالة العزلة والتوحد التي سبق وأن التقينا بها في القطعة السابقة ولكن بتنويع آخر علي اللحن , إن مجموع العلاقات الحيوية مع العالم تلخصها الشاعر بالممارسة بمنتهي القوة علي مستوي اللقاء مع امرأة أن نبعث فيها حالات الخلق والكشف والانطلاق والنشوة والخصب ,ليس بطراز الابتسام والدموع وتلك الرومانتيكية القديمة الخائبة وإنما بأفعال قوية مباغتة مدهشة لكي نصدمها ونرجها ,والمرأة هنا هي التشخيص للرمز الكلي ( الوجود / العالم / القصيدة ) وما تلك الأفعال الشديدة القوة إلا بالتعامل مع الوجود من هذا الأساس ولكن وكما سبق وأن ذكرت تكون النهاية بالابتعاد بعد كل ذلك فكأن بطلنا المحمل بإحساسه بالخواء وعدم الغائية يفعل في الآخرين فقط ولكن ليس من أجل المشاركة في الوجود معهم وإنما لكي يضعهم في مواجهة وجودية وهذا هو عزاؤه الوحيد لأنه وكما قرأنا القصيدة السابقة محمل بأزمته الخاصة المتمثلة في ( الأسي ) , والمشاركة الوحيدة المتاحة هنا هي كشف المأساة التي يعيشها الشاعر ومشاركتنا له فيها ورؤيتنا للعالم في ضوئها . ما رأي العزيز / تموز في هذه القراءة ؟ كوكو ما رأيكم في هذه القصائد - تموز المديني - 12-21-2008 متابع للتحليل الجميل فما النقد الصحيح سوى قول على قول او فن على فن يمكن لي ان اؤكد الآن اكثر اعجابي بالقصيدة الأولى مع كل المودة ما رأيكم في هذه القصائد - فيصل وزوز - 12-21-2008 بسم الله الرحمن الرحيم عزيزي coco أشكر لك اهتمامك بما اخترت من مقاطع شعرية وردك عليها . وأود قبل مناقشة بعض ما جاء بردك أن أعتذر عن غيابي المؤقت وتأخري في هذه المناقشة . وللحق فقد أعجبني ما كتبته عن التناص وكسر قصي لنمط التوقع عند المتلقي لنجده يفخر بأمه / والدته ، عوضا عن أبيه / والده ، وهذ يذكرني بأحد الفلاسفة العرب التونسيين الذي ذهب الى تسمية نفسه باسم أمه تحديا للافتخار الذي نعتز به عند انتسابنا لآبائنا،واعلانا منه الى استثناء نفسه عن النزعة اللاانسانية الاعتباطية السائدة في مجتمعاتنا العربية الذكورية ؛ الفيلسوف المقصود هو سليم دوله ، و "دوله " هو اسم أمه وليس اسم عائلة أو عشيرة أو قبيلة ، وله كتاب فلسفي مشهور عنوانه : " ما الفلسفة ؟ " هذا رابطه ان رغبت بالاطلاع عليه : http://www.4shared.com/file/62188112/c845100a/____.html?s=1 ولكن لنعد الى موضوعنا . هنا لدي سؤال يتعلق بتذوق أحدنا لنص ابداعي ما ؛ لنفترض أننا لسنا مجتمعا ذكوريا ، وصادف أحدنا هذا النص لقصي اللبدي ، هل يقل اعجابنا بجماليته ؟ وان قل ، مثلا .. فالى أي حد ؟ أنا شخصيا أعتقد أن الجواب بالنفي ، فلم أستحضر من مخزوني اللاواعي أي شيء له علاقة من قريب أو بعيدعن كوننا مجتمعا ذكوريا ، بعكس انتباهي لكون الفيلسوف التونسي الذي نسب نفسه لأمه عن قصد ، فلقد أدركت الرسالة من اسمه حالا وأعجبتني . أنا من جهتي أعتقد أن زماننا وقيمنا ليست هي نفسها التي جعلت زياد بن أبيه يفضل نسب نفسه للمجهول على نسبها لأمه ، وبالتالي لم يعد ثمة داع أن نشدد على احتواء القصيدة عللا قيم صارت بالية نسبيا في عصرنا. طبعا لن أجازف وأقطع بأن غيري من المتلقين / المتذوقين لم يخطر ببالهم ما لم يخطر ببالي من احالة الى الفخر بالام الانثى عوضا عن الاب الذكر ؛ فالموضوعات الابداعية حمالة أوجه حتما ، ولكن الى حد ما وليس باطلاق - ارجو الانتباه الى عبارة " الى حد ما " ،لأنها تعني أن تأويل المتلقي للنص له شروط وضوابط وليس مفتوحا على كل الاحتمالات الممكنة للمعنى ، والا لادعى قارىء ما أن هذه القصيدة موضوعها الاساسي هو الرياضيات وقارىء آخر البيولوجيا وآخر... دون أن يكون في وسعنا موضوعيا ترجيح تأويل على آخر من تأويلاتهم ، حتى من حيث المبدأ، وهذا بحد ذاته كارثة جمالية. هذا لا يقلل ، بالطبع ، من اعجابي بتحليلك لأسباب اعجابنا بالنص كما تعتقد . وهنا أرغب بالتشديد على عبارتك : " فنذهب لاشعوريا إلي أن أنه يفتخر..." ، " لاشعوريا " كلمة تحررك نسبيا في فهمك للنص على النحو الذي فهمته . هنا يبقى من حقك التمسك بوجهة نظرك دون أن تسلبني حق الاختلاف معك . من جهة أخرى أعجبني جدا كلامك عن " التشكيل البصري للسطور الشعرية " ، هذا بحد ذاته له دلالات جمالية عظيمة لم أنتبه اليها أبدا قبل الآن . كما أن له دلالات فلسفية مهمة على صعيد فلسفة اللغة ونظرية المعرفة أخذت أفكر بها مليا منذ قرأت هذا الكلام وما تلاه . قبل هذا كنت أشاطر بعض ما يسمى بفلاسفة ما بعد الحداثة في الفكرة القائلة : كل معرفة هي معرفة مفهومية بالضرورة . أي أن أي معرفة للموضوعات الخارجة عن الذات العارفة ، تفترض سياقا لغويا سابقا عليها ترسخ في المجتمع بفعل طول الاستعمال في شكل مفاهيم . بهذا لن يكون بوسعنا ادراك حمرة الشيء مثلا أو سخونته أو طوله دون أن يكون لنا جهازا مفهوميا اكتسبناه سلفا نطبقه على موضوع المعرفة ( مثل معنى " أحمر " و"ساخن " و "طويل "..) ، وهكذا تصبح مفاهيمنا اللغوية المكتسبة مسبقا مخترقة لكل مواضيع المعرفة باطلاق ، وتصبح اللغة بالتالي مكونا أنطولوجيا من مكونات الموضوع المعروف - بحسب فلاسفة ما بعد الحداثة . عكس هذا كله لخصته أنت بقولك : " انظر إلي وضعه كلمة انتظرت علي سطر وكلمة بعد علي سطر وكلمة أخري علي سطر لكي يعطيك دلالة الانتظار بطريقة بصرية وليس بطريقة المعني فقط " . ولعلي أضيف هنا موضحا ما قلته أنت أن الدلالة غير معطاة في اللغة وحدها حتى في نص لغوي بامتياز هو هذه القصيدة أو تلك ، فطريقة ترتيب الكلمات على النحو الذي أشرت اليه صارت تعتبر جزءا من الدلالة ، كما أن الأخيرة لم تعد مشتقة من اللغة فقط ؛ وهذا بحد ذاته اكتشاف ثوري مبهر في الفلسفة لم أنتبه اليه قبل الآن . أعرف طبعا أن هناك أنظمة دلالة غير لغوية مثل دلالة اشارات المرور وغيرها ، لكن هذه أنظمه غير لغوية نحتاج بالضرورة للغة كي نترجمها الى معاني وتصبح جزءا من نسق اللغة ؛ أما أن يكون هناك نظاما دلالياغير لغوي موازي ومتساوق مع اللغة في قصيدة ما (وهي ما هي لغويا ) فأمر انتبهت اليه بفضلك فقط . فلك كل الشكر من أعماق قلبي . بقي أن أناقش الفكرة الأخيرة التي وردت في مناقشتك لأسباب اعجابك بالمقطع الأول للشاعر قصي اللبدي . أقصد تأويلك للمقطع الأول بوصفه رثاءا للأمة العربية . هنا أجد نفسي على خلاف تام معك . فمثلما أيدت أعلاه كون النص حمال أوجه مما يسمح ببعض الاختلاف في الفهم والتأويل ، حذرت أيضا من الضرر الجمالي الذي قد ينجم عن تحميل النص لتأويلات منفلتة لا ضوابط لها . فمن معرفتي الشخصية لقصي اللبدي أنا على درجة عالية من التأكد بأن هذا الهم القومي العروبي ليس مما يشغل بال الرجل اطلاقا ولا حتى في المناقشات الثقافية العامة . وأنه ينتمي لمدرسة شعرية لا تقيم جماليا كبير وزن للمشاغل السياسية وما يمت لها بصلة ؛ بل انه على العكس من هذا تماما . ولكن لنفترض أنني على غير معرفة بالرجل مطلقا ، هل مجرد حديثه عن معاناة والدته المكونه من لحم ودم وصلة قربى بالطريقة التي تحدث بها عنها يفقدها جماليتها ويقلل من شأن اعجابنا بها ؟ سأترك الجواب مفتوحا حتى حين . لكي أوضح وجهة نظري حول السؤال السابق وجوابه المؤجل ساتناول بعض الأمثلة التي من شأنها أن تلقي ضوءا على الموضوع . أذكر مثلا أني قرأت في مقابلة مع جارثيا مركيز ذكر فيها أن مدرس مادة الأدب في المدرسة( أو الجامعة) سأل التلاميذ عن دلالات البقرة في أعمال مركيز الروائية ( الام ترمز ؟ ) ، وكان من بين التلاميذ ابن مركيز نفسه . المدرس وبعض التلاميذ شرقوا وغربوا في الاجابة عن دلالات البقرة ورمزيتها ، أما ابنه فأصر على أن البقرة لا تعني شيئا في روايات أبيه سوى البقرة وأنها بدون مدلول رمزي أو تأويلي أو مجازي. أراد الابن التأكد من وجهة نظر أبيه بعد أن نقل له ملابسات الحادثة فوجدها مطابقة لوجهة نظره .. وفي القابلة اياها شدد مركيز على الدور السلبي الذي يلعبه النقاد والمشوه لدلالات رواياته ، وتأثير النقاد المخرب للفهم العادي للجمهور . المثل الثاني في السياق نفسه، الشكوى المتكررة التي طالما سمعناها أو قرأناها لمحمود درويش عن الدور التسطيحي الذي يقوم به النقاد والقراء على حد سواء عند قراءة بعض نصوصه قراءة سياسية هي خلو منها أصلا . هذه الرغبة الجارفة في تسييس كل شيء خصوصا عند الفلسطينيين هي ما عزاها درويش ل " النرجسية الفلسطينية " العالية التي غالبا ما تفرغ الواقعي من محتواه ، مثلما حصل عندما تأول كثيرون قصيدة أحد عشر كوكبا ،بوصفها قصيدة رمزية حول موقفه الرافض لاتفاق أوسلو . وقد ساءه كثيرا هذا العمى الذي لا يرى في ابداعه الجمالي الا اسقاطا سياسيا على مناسبات راهنة مما جعله يشكو من الظلم الواقع على فهم ابداعه الادبي بتسطيحه وقولبته وتقويله ما لا يقول لدرجة أنه قام بكتابة قصيدة حول الموضوع هي قصيدة " السروة انكسرت " : ألسروةُ إنكسَرَتْ كمئذنةٍ، ونامت في السروة الطريق على تَقَشُّف ظِلِّها، خضراءَ، داكنةً، كما هِيَ. لم يُصَبْ أَحدٌ بسوء. مَرّت العَرَباتُ مُسْرِعَة ًعلى أغصانها. هَبَّ الغبارُ على الزجاج... ألسروةُ انكسرتْ، ولكنَّ الحمامة لم تغيِّر عُشَّها العَلَنيَّ في دارٍ مُجَاورةٍ. وحلّق طائران مهاجران على كَفَاف مكانها، وتبادلا بعضَ الرموز. وقالت امرأةٌ لجارتها: تُرَى، شأهَدْتِ عاصفةً؟ فقالت: لا، ولا جرَّافةً... والسروةُ انكسرتْ. وقال العابرون على الحُطام: لعلَّها سَئِمَتْ من الإهمال أَو هَرِمَتْ من الأيّام، فَهْيَ طويلةٌ كزرافةٍ، وقليلةُ المعنى كمكنسةِ الغبار، ولا تُظَلِّلُ عاشِقَيْن. وقال طفلٌ: كنتُ أَرسمها بلا خطأ، فإنَّ قوامَها سَهْلٌ. وقالت طفلةٌ: إن السماءَ اليوم ناقصةٌ لأن السروةٌ انكسرت. وقال فتىً: ولكنَّ السماءَ اليوم كاملةٌ لأن السروةَ انكسرتْ. وقُلْتُ أَنا لنفسي: لا غُموضَ ولا وُضُوحَ، السروة انكسرتْ، وهذا كُلُّ ما في الأمرِ: إنَّ السروة انكسرت ما يريده درويش هنا يلخصه المقطع الأخير : لا مجاز ولا رموز السروة انكسرت ؛ انظر كم هي عادية هذه العبارة : " وهذا كل ما في الأمر : ان السروة انكسرت " . ولو أن درويش ترك القصيدة بدون العبارة الأخيرة لقرأنا وسمعنا كلاما لا آخر له عن الشموخ الفلسطيني الذي خر صريعا بمؤامرة اقترفتها اما" العاصفة "كرمز للنوايا السيئة والمؤامرات الخفية المطبوخة بليل ، أو الجرافة الأسرائيلية كرمز لارادة البطش والتدمير لكل ما هو فلسطيني أصيل وجميل . والسؤال المهم هنا حول قصيدة درويش أيهما أجمل القصيدة المتضمنة للمقطع الأخير العادي أم بدونه ؟؟؟ أترك الجواب للقارىء أما جوابي أنا فقد بات معروفا . الكلام هنا عن الغرق في مستنقعات الاوهام الترميزية قد يطول في الحالة الفلسطينية المصابة بالأيديولوجيا حتى الهستيريا، والمسكونة بالنرجسية الساذجة في تمجيد الذات ،التى أشار اليها درويش ، قد يطول لدرجة كتابة اطروحات جامعية عنها . المثل الأخير في سياق كلامي السابق هو اتفاق وجهة نظر الشاعر مريد البرغوثي مع درويش في الشكوى المستمرة من ترميز كل شيء فلسطينيا لدرجة أننا فقدنا فنيا البوصلة تجاه الواقع الحقيقي ، فلم تعد الزيتونة زيتونة في النصوص ولا البرتقالة ما هي . بل يقودنا وهمنا الى استنطاق ما نزعم أنها المعاني الدفينة المضمرة والمخبوءة خلف ووراء العبارات العادية لدرجة ،غربنا فيها الشعراء عن شعرهم وصرنا حكاما على دلالاتها أكثر منهم أنفسهم . خذ مثلا المقطع التالي للبرغوثي من قصيدة طويلة بعنوان" الشهوات " : اتركى فسحة كى نقشر هذى القداسة عن كل شعر بليد يحبك والرمز عن حبة البرتقال لا ترمز البرتقالة في الادب الفلسطيني دائما الى بيارات يافا التي حولها الاحتلال الاسرائيلي الى معسكرات ومستوطنات بعد طرد أهلها منها . .يمكن لواحدنا أن يتذوق معنى " حبة البرتقال " بالاحالة الى لونها الرائع أوطعمها أو ملمسها ولنا الحق في هذا يقول البرغوثي ، فلماذا نبحث خلف معناها العادي والطبيعي عن معان وطنية مقدسة ؟ واجبنا كشعراء يقول البرغوثي هو فضح هذاالشعر البليد والتخلص من الرمزية الجبرية التي صارت ملاصقة لحبة البرتقال ، اليس هذا النقد بحد ذاته في القصيدة بكثافته الابداعية هو ما يمنحها هذا المعنى الجمالي ؟ ليس معنى كلامي هذا أنني ضد الرمزية باطلاق وضد تأويل العمل الفني الواحد تأويلات عدة ، ولكني ضد المبالغة والاغراق في التأويل والترميز لدرجة تشويه جمالية العمل الفني ، وضد الأد لجة المبالغ فيها للجمال والتسييس المفرط الذي يقف عائقا بيننا وبي التذوق المعافى لأي عمل ابداعي . أقول التذوق المعافى بالتشديد على كل حرف من حروف "معافى "، مما يجعلني مضطرا لاستعارة نصك الجميل يا أستاذ كوكو عن الجمال الخالص الذي لا يتحقق بدون فهم معافى متحرر منعتق من المعرقلات والكوابح التي تحول دون الوصول اليه ، تقول : " ولكننا نبحث عن الجمال الخالص ". لا يفسد هذا الجمال أن نبحث في التفاصيل الفنية ،كما لا يفسده أن يكون للعمل الفني مدلولات ايديولوجية . يفسده بالطبع تقويله ما لايقول وتحميله من التأويلات والدلالات ما لا يحتمل . وشكرا جزيلا لك ولبقية القراء على صبركم علي . أخي وعزيزي كوكو ، يبدو أنني كنت أكتب هذا التعليق على نصك في الوقت نفسه الذي كنت تحلل فيه بقية نصوص اللبدي ، وبما أني بطيء في الطباعة فقد انتبهت بعد انتهائي منه الى اضافتك الثمينة . على العموم ردي على تعليقك يقتصر على المقطع الأول فقط ،لذلك وجب التنويه على أن أعود لمناقشتك مرة اخرى بعد ابداء وجهة نظرك أنت أو سواك فيما كتبت . وشكرا لك وللأخ تموز . ما رأيكم في هذه القصائد - coco - 12-21-2008 عزيزي / فيصل شكرا لك علي ما تفضلت به وسوف أناقش النقطتين التي اختلفنا حولهما بالنسبة للتناص فهو حيلة فنية والكاتب حين يتناص مع نصوص ما فليس بالضرورة أن تكون معروفة لكل قارئ للنص وإلا كان علينا أن نفرض علي القارئ أن يكون دائرة معارف وما عليّ هنا إلا أن أحيلك إلي قصيدة الأرض الخراب لإليوت التي وجد النقاد فيها أنه يحيل إحالات شتي علي الأساطير والدين و... إلخ وإنما فهم التناص يعود للنقاد , والصيغة الكلامية التي أوردها شاعرنا في تناصه هنا بسيطة وشائعة في تراثنا العربي وحتي لو حدثت تحولات مجتمعية أدت إلي انقلاب في مفاهيم الذكورة والأنوثة فإن ذلك لا ينفي وجودها في الوعي الجمعي العربي نتيجة وجودها في التراث فكل الناس عند العرب ينسبون لآبائهم ويفخرون بهم عدا من تكون أمه منسوبة لآباء حازوا شرفا كبيرا مثل الملك عمرو بن هند وقصة قتله علي يد عمرو بن كلثوم معروفة فلو قرأت كلام أبي عبيدة حين يذكر نسب عمرو بن هند ونسب أبيه منسوبا إلي أمه أيضا يضيف جملة ( هذا نسب أهل اليمن) ولك أن تفهم الجملة علي وجوه , وما يهمني هو الشائع المعروف والتناص كما أوضحت مقلوب فهو حين يتناص لا يفخر بل يرتي إن صح التعبير فكأنه يقول للمتلقي سوف أتناص مع الفخر ثم يقلب التناص فلا نجده يفخر فيحدث لنا تغير في توقع التلقي , هذا التغيير في توقع التلقي يجعل القارئ مشحوذا تجاه النص مشدودا لاستكشاف الغاية من كسر التوقع الذي فعله الشاعر فيحدث الحراك الشعري الذي ألمحت إليه علي مستوي النص ومستوي التلقي . النقطة الثانية أنني لم أقل أن الأم رمز للأمة العربية فهناك فرق بين الرمز والإحالة وما أداني لذلك كما وضحت في مداخلتي هو مجموع الصفات والمحمولات التي أسندها الشاعر للأم لننظر إليها فسوف تجدها كلها مجازية ولبس فيها محمول واحد أو صفة واحدة حقيقية فمن هي المرأة الحقيقية التي لم تنم جيدا منذ عشرين عاما ولم تر حلما واحدا أو جزءا صغيرا من حلم ومن هي المرأة التي يبست راحتاها، وجفت مياه مفاصلها، وهي تبحث عن سبب واحد للحياة، ومن هي المرأة التي جوّعتها يداها فأطعمت الطير لحم اصابعها ثم غطت له عريه بالخصلْ , ومن هي المرأة التي لم تعد تتذكر مما رأت غير أن الحياة التي تتمدد في الموت أسهل مما نراها عليه ,ومن هي المرأة التي انتظرت، وانحنى ظهرها، سنة بعد أخرى، فأسمته قوس الامل ,من هي تلك المرأة هل هي امرأة حقيقية أم هي مجموع هذه الإحالات المجازية , فإذا طبقت هذه الإحالات المجازية لانكشفت لك أمنا الحقيقية التي هي الصورة الكبيرة لتلك الأم البائسة . أما أن يكون الشاعر غير مشغول بالهم العام فلعمري أي شاعر هذا !!!؟ عزيزي الشاعر بل والإنسان العادي مشغول بالهم العام حتي ولو لم ينطق به , بالله عليك كيف تفسر انفجار إنسان غضبا لأتفه الأسباب في العمل أو الشارع أو البيت , إنه يعمل عمله في الإنسان بطريقة لاواعية وليس بالضرورة أن يتحدث عنه للجمهور بطريقة علنية وكلما زاد وعي الشاعر وفهمه للشأن العام كلما كانت أعماله عالية المستوي ولك أن تنظر في شعر أمل دنقل علي سبيل المثال أخيرا فإن القراءة تكون مشروعة طالما كانت الدوال في النص تؤيدها حتي لو قال الكاتب نفسه عكسها , وهذه النقطة بالذات قد تحتاج مني لبحث مستقل . وأيضا لو نظرت لتوقيعي لعرفت مفهومي للاختلاف في الرأي . وخذ وردة أخري :98: من كوكو |