حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كل شيئ سينطق ! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: كل شيئ سينطق ! (/showthread.php?tid=23104) |
كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 11-22-2005 [CENTER]نظرية الحرمان في رضاعنا حُرمنا الحليبَ والعناية فلم نبكِ. وفي طفولتنا حُرمنا الحلوى والألعاب فلم نتململ. وفي مراهقتنا حرمنا العلم والرياضة فلم ننبس ببنت شفة. وفي شبابنا حرمنا المال والجنس فلم نتمرّد. وفي كهولتنا حرمنا الثقافة وإعطاء الرأي فلم نتذمر. وفي شيخوختنا حرمنا الرعاية والتأمينات الاجتماعية فلم ننفجر. فلم يبقَ لنا بعد الحرمان إلا ستر الرحمن. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 11-22-2005 [CENTER]التصفيق - الأم : صفق يا ولدي .. هيا .. هكذا ولوحت بيديها. - الأب : لا يا ولد .. لا تصفّق وإلا !!! - الأم : ما هذا التعقيد؟ - الأب : هذا ليس تعقيداً بل تربية. فنحن لسنا ناجحين إلا في التصفيق. يجب أن أعلم ولدي كيف يسمع ويصمت ويفكر ويقرأ ويتهذب ويتأقلم ويحترم، ولا يقول إلا الصدق، ولا يكتب إلا كلمة الحق، ولا يوبّخ إلا الخيانة، ولا يدّعي ملك كل الحسنات والانتقاص من كل السيئات. هذا هو التصفيق، هذا هو التصفيق. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 11-22-2005 [CENTER]أنجزنا المستحيل من قال لم نحقق شيئاً في القرن الماضي؟! بل حققنا كل النقائض والمستحيلات. حققنا تحالف الشيوعيين والإخوان. ألّفنا بين المليونير و"المديونير". أحببنا الكره، وكرهنا الحب. كبرت كروشنا مع قلة التغذية. صغرت عقولنا مع كثرة النظريات. رقصنا من الألم، وبكينا من الفرح. أردنا أن نحارب عدونا، فحاربنا بعضنا، ودمرنا أنفسنا بأنفسنا. وقفنا بإجلالٍ للصغير، واحتقرنا وابتذلنا الكبير. سكِرنا من كأس الشاي، ولم تسكرنا ضربات أمريكا المتلاحقة. شتمنا الأمريكان في النهار، وتعلقنا بأفلامهم في الليل. حاربناهم في النهار، وعقدنا معهم صفقات النفط في الليل. كرهنا الأقارب وأهناهم، وأحببنا الغرباء وأكرمناهم. وتقولون لم نحقق شيئاً ؟!!! بل حققنا المستحيل. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 11-22-2005 [CENTER]بلسم الحياة[/CENTER] "هدية إلى مخترع بلسم الحياة ورشفة الخلود..." نهض من وراء مكتبه المغطى بالأوراق والأقلام المبعثرة هنا وهناك. واتجه نحو النافذة مهموماً ضيق الصدر. ثم استدار ليقف أمام المرآة متمتماً بكلامٍ غير مفهوم، وتنهد تنهيدة تكاد تهتز لها الجدران. وما لبث أن بدأ يخاطب نفسه في المرآة : " عملتَ وعملت وعملت... ولم تدعْ كتاباً في الطب والصيدلة والكيمياء إلا قرأته.. ولم تبقِ تجربةً من الممكن إجراؤها إلا أجريتها. التقطت الفئران من الطرقات لتجري عليها تجاربك. وأنفقت مالك وعمرك الذي تجاوز الستين لتصل إلى ما أردت َ الوصول إليه. تحملت آلام النهار وكوابيس الليل. صبرت على هجر أهلك وأقربائك لك، وسخرية جيرانك منك، وعدم احترام طلابك، وعدم اكتراث الجهات المسؤولة لمدى علمك ومعرفتك. كم مرةٍ نسيت الطعام والشراب لأيام ولم تقنط ! كم ليلةٍ وصلتها بنهارك ولم تتعب ! والآن وقد صار الدواء في يديك، البلسم الذي يمد في عمر من يشربه ما شاء أن يمد، العقار الذي يزيد عاشق الحياة حياةً، الآن وقد صار في يديك، تخاف أن تبرزه إلى الناس ؟! وترتجف يداك عند حمله ؟! وترتعد فرائصك عندما تتخيل أن هذا الدواء الذي قضيت سنين في تطويره وإيجاده قد يكون نقمة النقمات، وشراً مستطيراً لا رحمةً ولا نعمة ؟! هل سيستخدم هذا الدواء جميع البشر ؟ أم أنه سيكون حكراً على الملوك والطغاة والأغنياء ؟ هل سيستخدم الدواء في إطالة عمر المرضى والمسجونين أبد الآبدين، وإعاشة المستعبدين والمقهورين ليزدادوا من هذه الدنيا قهراً وعبودية وسجناً ومرضا ؟ هل سيستخدم هذا الدواء ليبقى الملك ملكاً والوزير وزيراً والرئيس رئيساً إلى ما لا نهاية ؟ يا الله... يا الله... لا... لن أدع هذا الدواء يصل إلى أحد. فلتسامحني البشرية إن أخطأت بإتلافه، وليسامحني الله على تضييعي عمري وراء هذا الأمر غير محمود العواقب." واتجه نحو مكتبه. " لأتلف الأوراق قبل أن يصل إليها أحد. ولأحمد الله أنني لم أخبر به أحداً." أتلف الدواء والأوراق، وأخفى كل أثر للمواد التي صنعه منها، ورمى بكتبه من النافذة، وعاد إلى أهله وأقربائه وجيرانه. عاد محباً للحياة كما هي، للحياة التي كُتِب لها أجل. ولم ينسَ أن يحمد الله ويشكره لحظاتٍ قبيل موته... كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 11-24-2005 [CENTER]رياضيات القرن الحادي والعشرين - الأستاذ : هل سمعت بالرياضيات الحديثة؟ - الطالب : لا. - الأستاذ : إنها آخر ما توصلت إليه مخابر العلم ودراساته العالية التعقيد. فعلى سبيل المثال ما نتيجة واحد زائد واحد؟ - الطالب : اثنان. - الأستاذ : خطأ، واحد زائد واحد يساوي صفراً في الرياضيات الحديثة... وما نتيجة مليون زائد مليون؟ - الطالب : صفر ؟! - الأستاذ : خطأ أيضاً، مليون زائد مليون يساوي عشرين مليوناً في العلم الحديث. - الطالب : لم أفهم. - الأستاذ : سأعطيك مثالاً من أرض الواقع يجعلك تفهم ما ذكرت لك. انظر من النافذة هناك إلى جيب ذلك المعدم، ثم انظر إلى صاحب تلك السيارة الفارهة، وستدرك على الفور معنى الرياضيات الحديثة. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 12-02-2005 [CENTER]غربة[/CENTER] - علبة الكرتون : إنك تضايقني. - الطفل : وبم أضايقك ؟ - العلبة : بكل شيئ، بتقلباتك، بلهاثك، وبشخيرك. ألا يكفي أنك تحمل في داخلي بضاعتك في النهار ؟ تريد أن تنام داخلي في الليل ؟! - الطفل : لقد التجأت داخلك هرباً من البرد. - العلبة : ولم لا تنام في دارك ؟ - الطفل : لا دار لي. - العلبة : لا تقل إنك يتيم. - الطفل : لا، ولكن والدي سيضربني إن عدت دون أن أبيع العلب التي أحملها معي. واليوم لم أبع شيئاً. - العلبة : ولكنني لن أكفي لأحميك من كل هذا البرد القارس. وإنك ستتجمد من البرد يا عزيزي. - الطفل : لا مكان لي في هذه الدنيا الضيقة إلا داخلك. لا مدرسة، لا منزل، لا نادٍ أو ملعب، ليس لي سواك. - حجارة الشارع : لو كان بإمكاننا تدفئتك لفعلنا. - جلد الطفل : عد يا صاحبي إلى البيت، وسأدعو الله كي أصبح كجلد أي مسؤولٍ أو غنيّ أو سارق في هذا البلد. لن تحس بعد اليوم بالألم من ضرب والدك، ولا ببرد الطرقات، ولا بوخز خرزات هذه العلبة المقيتة. عد إلى دارك وأرضك ووطنك. عد إلى أحلامك وغدك ومستقبلك. عد وأنا سأحميك. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 12-07-2005 [CENTER]الأبجدية -الأب : يا بابا، تعال أعلمك أول حرفٍ في الأبجدية، حرف الواو… -الولد : واو ؟! -الأب : نعم، الواو ككلمة "واسطة". فهو أفضل الحروف العربية، وأكثرها فائدة. ذلك الحرف الساحر. إن كنت عاطلاً عن العمل وقلت "واو" وجدت وظيفةً براتبٍ ممتاز. وإن كنت فاشلاً في دراستك وقلت "واو" نجحت بامتياز. وإن رأيت شخصاً ناجحاً وأردت أن تدوس على رقبته وتتخطاه فيكفيك حرف الواو. وإن كنت حماراً وتريد أن ترتدي ثياب الحكمة فعليك بحرف الواو. وإن كنت تريد السفر للعمل أو الدراسة دون مؤهل فقل "واو". و إن كنت تريد أن تبني بيتاً مخالفاً للقوانين فقل "واو". وإن كنت تريد السفر للعلاج في أوربا فقل "واو". وإن كنت تريد لمعاملاتك الحكومية أن تسير دون رشوة أو سياسة الدرج المفتوح فقل "واو". فإنه سرّ الأسرار، وحرف الحروف، وواسطة الوسائط، وحقيقة تخلفنا المخجل. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 12-08-2005 [CENTER]مصاريف -الزوجة : ادفع ثمن الخضار. -الزوج : تفضلي. -الولد: ادفع ثمن الكتب. -الأب : تفضل. -السائق : ادفع أجرة الباص. -الراكب : تفضل. -الشرطي : ادفع أتاوة. -المواطن : تفضل. -شرطي المرور : ادفع عبور الشارع. -السائق : تفضل. -ضابط الأمن : ادفع ثمن حياتك. -المدفون في الحياة : تفضل. -الموظف : ادفع ثمن الطوابع ولا تنس البقشيش. -المراجع : تفضل. -المليونير : ادفع لي الأرباح. -المنتوف : تفضل. -الممرض : ادفع ثمن كأس الماء. -المريض : تفضل. -حفار القبور : ادفع أجرة القبر. -المتوفى : تفضل. - وجاء أول الشهر – -المحاسب : ادفع ثمن وصل الراتب. -المنتهي : تفضل. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 12-13-2005 [CENTER]أحلام يقظة طفل[/CENTER] - الطفل متمنياً في قلبه : غداً ستصبح مدينة الملاهي بالمجان، وتوزًّع الحلوى بالقسطاس على كل أولاد حارتنا. غداً سيكون لكل طفلٍ كرةٌ كبيرة خاصة به، وستكون هناك ملاعب كرة قدم وسلة وريشة الطائرة. غداً سيرتدي جميع أطفال حارتنا ثياباً تقيهم البرد في الشتاء، ويخلعون شحاطاتهم البلاستيكية لينتعلوا أحذيةً حقيقيةً متينة. غداً، لن أضطر أنا وأصدقائي إلى العمل من الصباح حتى منتصف الليل في ورشات التصليح، في بيع العلوك أو السجائر، في مسح السيارات وشطف أدراج المبني، وفي تحضير القهوة والشاي لأرباب العمل، وكل هذا من أجل ليراتٍ معدودة. غداً لن يكون هناك ظلمٌ ولا تفرقةٌ ولا ضربٌ في المدارس أو البيوت، ولا حرمانٌ من الشوكولاته والحقيبة المدرسية وحذاء الرياضة. غداً … ويُفتح الباب فجأةً... - الأم : اذهب وساعد أباك في جني المصروف، ولا تنسَ أن تشتري الخضار والخبز من السوق في طريق العودة. كل شيئ سينطق ! - أبو إبراهيم - 12-19-2005 [CENTER]حميد الشمائل[/CENTER] حميد الشمائل رجلٌ عفيفٌ جداً. وهو من أكثر من شهدت له الأرض والسماء والبحار بالعفة. حتى مدحت به وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والمقروءة. فهو بالرغم من منصبه الهام، وسلطته الواسعة، وقوته التي لا حدود لها، فإنه لم يسرق ولم ينهب، ولم يقتن "فيللا" في فرنسا، ولا حساباً مصرفياً في سويسرا، ولا عشر سيارات مرسيدس آخر موديل، ولا صديقات ليليات، ولا ملابس من ماركات فرنسية. ولم يطلق ابنه في سيارة مصفحة ليدوس على المخلوقات في الطرقات، ولم يطلق حراسه الشخصيين وسائقيه في البلد يخيفون هذا ويعتدون على ذاك. لم يحاول أبداً أن يستغل منصبه لهذه الأمور وتلك. ولم يحاول أبداً أن يظلم أو يستهتر. لذلك، واستناداً إلى كل هذه الحيثيات، قررت المحكمة بالإجماع الحكم على هذا المتهم بالنفي إلى عصر آخر، أو حتى عالم آخر، فإنه لا ينتمي لا إلى عصرنا ولا إلى عالمنا. وإن حاول ذلك فسنمنعه. رفعت الجلسة. |