نادي الفكر العربي
سلامة موسى رائد حرية التعبير - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: سلامة موسى رائد حرية التعبير (/showthread.php?tid=24164)

الصفحات: 1 2 3


سلامة موسى رائد حرية التعبير - اسحق - 12-03-2005

‏5‏ ـ د‏.‏ لويس عوض‏,‏ قيمة أدبية كبيرة‏,‏ فهو ناقد نادر ومفكر من طراز خاص‏.‏ أدهشني تجاهل لويس عوض كتجاهل سلامة موسي‏,‏ وكلاهما أثري الفكر المصري وكتب لويس عوض وسلامة موسي من ذخائر المكتبة العربية‏,‏ ولا يوجد مثقف مصري أو عربي لم يتعلم علي أيدي هذين المفكرين‏.‏ لا أتذكر تكريما لواحد من الاثنين‏,‏ ولا أفهم السبب‏,‏ إلا أن هناك مفكر‏7‏ نجوم ومفكر‏3‏ نجوم‏.‏ لويس عوض صاحب السيرة الذاتية الشجاعة التي قاطعته أسرته بعدها من فرط صدقه الشديد وسلامة موسي‏,‏ المفكر القذيفة الذي ناقش بجرأة أفكار متطورة في زمن مبكر جدا‏,‏ ومع ذلك فإن من رأي الصديق المثقف د‏.‏ صلاح فضل الناقد الكبير أن الروائي السوري حنا مينا هو صاحب أفضل سيرة ذاتية‏.‏ ولا أعاتب صلاح فضل فهذه رؤيته‏,‏ إنما أعاتب محمد سلماوي علي أنه لم يعط مساحة لتكريم هذين العملاقين‏,‏ فهما نوارة الفكر والنقد‏.‏
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=op...n2.htm&DID=8689


سلامة موسى رائد حرية التعبير - إبراهيم - 12-08-2005


يبدو الإنسان كأنه حيوان اجتماعي لا يطيق العيش منفرداً، و هو يعد الحبس الانفرادي أقسى أنواع الحجر و التقييد لهذا السبب. فإن المسجون لا يطيق انفراده بين الجدران في الزنزانة و لذلك يعاقب المسجونون أحياناً بحرمانهم رفقة زملائهم المسجونين و يوضعون في الزنزانة. و حضارتنا، و لغتنا، و ديانتنا، و أخلاقنا، تدل على أننا اجتماعيون نحب الحياة الاجتماعية.
و لكنا، لأننا نعيش في مجتمع، نجدنا منساقين في تياراته، آخذين بأساليبه، معتمدين على قيمه و أوزانه. فنبرز في احساسنا حقائق العيش و الكسب و الوجاهة و الأبهة و نعمي عن حقائق أخرى أكبر قيمة و أعظم وزناً. أي أن الحقائق الاجتماعية التافهة كثيراً ما تغطي على الحقائق البشرية الجليلة.
و من هنا قيمة الخلوة. فإن التفكير بطبيعته اجتماعي، أي أننا نفكر بالقيم و الأوزان الاجتماعية بل بكلمات اجتماعية. و لكنا لا نحس التفكير إلا في الخلوة بعيدين عن صخب المجتمع و ضوضائه. و الخلوة و الهواية كلتاهما ضرورية لنا كي نجد الاتزان النفسي و التأمل الفلسفي و كأننا بهما نبتعد عن المجتمع و نستقل من جميع اعتباراته و نحاول أن ننحرف عن طرقه و أوضاعه كي نرى أنفسنا على حدة.
وإذا كانت الهواية تربينا لأنها تتيح لذكائنا أو عضلاتنا تدريبا و تبسط لنا أفاقا، فإن الخلوة تتيح لنا الوقت و الانفراد كي نبحث من وقت لآخر مراسينا في المجتمع، بل في الكون. لأنها تنزعنا من هذا الموكب الذي نسير فيه، أو بالأحرى ننساق فيه، ذاهلين إلى موقف اليقظة و التردد و التأمل و التساؤل: هل نحن على صواب أم خطأ؟ هل عاداتنا و مألوفاتنا قد غمرت حياتنا حتى صرنا نعد العرف قانوناً أزليا و الوضع القائم سنة مقدسة يجب ألا تتغير؟
و التأمل في الخلوة يرفعنا فوق هذه الاعتبارات لأننا نحاول أن نفهم الفهم الموضوعي، فهم الضمير و التعقل، بدلاً من الفهم الانسياقي الاجتماعي. كأننا بهذه الخلوة نأخذ من المجتمع « أجازة » كي نفكر وحدنا بلا تدخل منه. فنعتكف و نقارن بين القيم القديمة و القيم الجديدة. و بين ما يجري و ما يجب أن يجري. و بين القيمة الاجتماعية و القيمة البشرية. و الخلوة هي التي تحملني مثلا على أن أحس أني لست مصريا فقط إذ أنا قبل ذلك بشري أنتمي إلى 2200 مليون إنسان و ليس إلى 20 مليون مصري فقط. و هؤلاء هم أسرتي الكبيرة التي ترتفع فوق الوطنية و المذهب و السلالة و اللون. هم البشرية التي توج بها التطور بعد ألف مليون سنة من الكفاح على هذا الكوكب. و هم الذين أفكر فيهم حين أتخيل الإنسان بعد مليون سنة أو أكثر.
و ما أبدع غاندي حين كان يصر على أن يختص بيوم كل أسبوع يصوم فيه عن الكلام. فلا يخاطبه أحد و لو لم يختل و لم يعتكف. لأنه في هذا الصمت يجد خلوة ذهنية يستطيع أن يفكر فيها دون أن يرتطم ذهنه بسؤال أو اعتراض أو اعتبار.
و كل منا يحتاج إلى مثل هذا اليوم الأسبوعي. و لكن الخلوة يجب أن تكون مادية لأننا لم نرتفع إلى مقام غاندي حتى نأمر فنطاع أي نطلب ألا يخاطبنا أحد فيسمع لنا. و إذا نحن اختلينا و انفردنا وجدنا هذه الفرصة. و يحسن أن نختلي بلا كتاب أو جريدة. و لكن مع ورقة و قلم كي ندون ما يستحق من أفكارنا الطارئة. و قد عرفت اللغة العربية كلمة « خلوتي » و هي صفة المتصوف الذي كان يخلو و يعتكف كي يتأمل منفرداً دون أن يشغله شاغل بشري أو مادي. و في حياتنا مشكلات كثيرة تطالبنا بأن نخلو و نفكر: ما هو الدين؟ ما هو الشرف؟ ما هو الكون؟ ماذا بقى لي من العمر؟ و ماذا أنا فاعل به؟ و ما هو برنامجي، برنامج الحياة، في السنوات الخمس أو العشر القادمة؟ هل درست ديانتي؟ هل درست الفلكيات و هي أقرب العلوم إلى الديانة؟ هي حياتي الماضية أو الحاضرة يصح أن تستمر كما هي في المستقبل؟ أم هل يجب أن تتغير؟
و مثل هذه المشكلات تحتاج إلى الخلوة لأنها بشرية كونية لا تضيق و لا تحد بالاعتبارات القومية أو الاجتماعية. و الذهن الناضج لا يفتأ يفكر فيه و لكنه لا يحسن التفكير فيها إلا في خلوة. و قد كان جيته يقول: « بدون الوحدة التامة لا أستطيع أن أنتج شيئا بتاتا ».
و الواقع أن كل مفكر، يرتفع إلى مستوى عال من المركبات الذهنية، يحتاج إلى خلوة من وقت لآخر، و إذا نظم كل منا خلواته و جعل لها ميعادا معينا، مرة في الشهر أو في الأسبوع، و يوما كاملا أو بعض يوم، فإنه يجد أن في مراجعته لحياته الماضية، و في تبصره بالمستقبل، قد اهتدى إلى أساليب و أهداف ما كان ليصل إليها لو أنه كان قد استسلم و انساق في المجتمع.
و هذه الحياة الاجتماعية التي تلابسنا في البيت و المقهى و النادي و المكتبة، بل حتى في الجريدة و الكتاب، تحول دون التفكير المثمر و تشغلنا بتوافه و صغائر تتبدد بها حياتنا. و لكن الخلوة تجمع تفكيرنا في بؤرة و تفتح لنا نوافذ على فضاء آخر قد نجد فيه ما نتغير به إلى أحسن.
و ليست الخلوة التي نقترح بالشيء الجديد. لأن الواقع أن كلا منا يخلو و يعتكف من وقت لآخر. فإن احدنا يخرج إلى مقهى ناء كي يخلو و يفكر. و عقب الغداء قد "نتسطح" في الفراش لا لننام بل لنفكر في موضوع. بل ربما قصد أحدنا إلى طريق متنح كي يمشي فيه منفرداً للتفكير. و هلم جرا.
فنحن نحس الحاجة إلى الانفراد و الخلوة و نمارسها دون أن نحتاج إلى إرشاد. و لكن إذا جعلنا خلوتنا معينة بمواعيد كان ذلك أنجع لتفكيرنا و أنظم لحياتنا.
و الخلوة عند الرجل العادي تعادل البرج العاجي عند الأديب أو الفيلسوف. و نحن نكره الناسك الذي يجعل حياته كلها خلوة. و نكره الأديب أو الفيلسوف الذي لا يعرف من الحياة سوى أن يحتبس في البرج العاجي. و لكننا نحب من الرجل العادي أن يختلي من وقت لآخر كي يفكر. و نحب من الأديب و الفيلسوف أن يحيا كلاهما في المجتمع و يشتبكا في شؤونه. ثم يختليا في البرج العاجي للتأمل و التفكير.
من كتاب ’فـن الحب و الحـيـاة‘ للأستاذ الكبير و المفكر الحر سلامة موسى، ص 225- 229.



سلامة موسى رائد حرية التعبير - اسحق - 12-24-2005

‏6‏ ـ في حديث صحفي للراحل احمد حسن الباقوري وزير الاوقاف سنة‏1955‏ وكان عقب زيارته للصين‏,‏ جاء قوله ان هناك‏144‏ سيدة صينية يشغلن مناصب رئيسات للمحاكم وبالطبع هناك ضعفيا هذا العدد من القاضيات او اكثر لان رئيسة المحكمة ترأس قاضيين من الجنسين‏,‏ كما ان رئيس المحكمة يرأس كذلك مثل هذا العدد من الجنسين‏.‏ في الوقت الذي أعرف ان شابا قصد المحكمة الشرعية كي يثبت حقه في وراثته من امه‏,‏ فسأله القاضي عن اسم امه فرفض الشاب الاجابة‏,‏ إذ بحكم التقاليد في الصعيد لا يجوز ذكر الاسماء التي تتسمي بها امهاتنا وبناتنا واخواتنا‏!(‏ من قراءة لكتاب سلامة موسي‏:‏ المرأة ليست لعبة الرجل‏).‏



سلامة موسى رائد حرية التعبير - اسحق - 12-27-2005

مع سلامة موسي
كنت دائما من قراء ذلك المفكر المصري الذي‏,‏ لسبب ما‏,‏ لم يأخذ حقه من الاهتمام‏.‏ قرأت مقالاته وكتبه وتأثرت به كما تأثر جيلي الذي اعتنق العلمانية والنظرة العلمية التحليلية للأمور‏.‏ وقد أرجعني كتاب فكر سلامة موسي وكفاحه بقلم الصديق فايز فرح‏,‏ إلي تلك الأيام‏,‏ أيام الشباب حين كنا ننهل من كتابات سلامة موسي وغيره من مفكري عصره‏.‏

الكتاب مختصر مفيد‏,‏ يعطي لنا حياة سلامة موسي منذأن التحق بالكتاب حتي وصل إلي تلك المكانة الفكرية الرفيعة‏,‏ نعرف كيف علم نفسه عن طريق القراءة وسافر إلي باريس ولندن حيث اكتسب ثقافة البلدين‏,‏ بل وأتقن لغتيهما الفرنسية والإنجليزية‏.‏ إنه نموذج لما أسميه المناضل المثقف‏.‏ ولو طلب مني أن أجد صفة تميز سلامة موسي لقلت إنه مصري حتي النخاع‏,‏ عرف مشكلات مصر وقدم حلولا لها‏,‏ كافح من أجل الاستقلال وتحرير الوطن وتحرير المرأة والتطلع إلي العلم وبناء الصناعة وتحرير الاقتصاد وتنظيم الأسرة‏,‏وتحقيق الديمقراطية والاهتمام بالشباب‏.‏ وبمعني آخر بكل صغيرة وكبيرة تهم الوطن العزيز مصر‏.‏

كم كنت أود لو أني عرضت كل ما جاء في ذلك الكتاب لفايز فرح ولكنه من النوع الذي لابد أن يقرأ بأكمله‏,‏ بل إني أقترح أن يكون ضمن مكتبات المدارس ليعرف الشباب علما من أعلام مصر‏,‏ وأخيرا أقول حبذا لو قام المجلس الأعلي للثقافة بتكريم ذكراه‏,‏ سواء مولده في‏4‏ يناير أو رحيله في‏4‏ أغسطس‏,‏ كما أقترح إصدارمجموعة مؤلفاته في الهيئة العامة للكتاب كما حدث مع مفكرين آخرين‏.‏
" نقلا عن مقال الاستاذ مرسى سعد الدين باهرام اليوم "
تحياتى


سلامة موسى رائد حرية التعبير - اسحق - 12-31-2005

‏2‏ ـ كنت قد كتبت ملحوظة في خاطري عن التعتيم غير المفهوم علي اثنين من دعاة التنوير في مصر رحلا من هذه الدنيا هما سلامة موسي ولويس عوض‏.‏ وقد بادر الناقد الكبير المخلص عبدالرحمن أبو عوف وأرسل لي خطاب عتاب وكتابا‏.‏ في خطاب العتاب يذكرني أبو عوف باحتفالية صاخبة أقامها اتحاد الكتاب بمناسبة مرور‏30‏ عاما علي تأسيسه وغابت فيها ذكري رموز مثل لويس عوض‏,‏ وأن المجلس الأعلي للثقافة قد عقد مؤتمرا دوليا وعربيا ومصريا استمر‏3‏ أيام نوقشت فيه محاور المشروع الثقافي والأدبي والفني عند لويس عوض‏.‏ وقال لي أبو عوف إنه كتب أكثر من مقال يرد الاعتبار به لناقد

ومعلم ثوري التحمت اسهاماته النقدية والفكرية مع صعود الحركة الوطنية من‏1946‏ إلي‏1973,‏

وهناك سبب آخر ربما فات عليك وهو صراع الموهبة بين لويس عوض كناقد مؤثر له موقف سياسي وبين شقيقه الأصغر رمسيس عوض‏.‏ لقد كرست‏3‏ أعوام من عمري لعرض قضية اضطهاد لويس عوض واستجاب جابر عصفور وشكل لجنة علمية كنت أبرز أعضائها وتم عقد المؤتمر‏,‏ فأين كنت أنت الذي يتهمنا بأننا تجاهلنا لويس عوض؟‏..‏ أما الكتاب الذي أرسله لي أبو عوف‏,‏ فهو من تأليفه عن لويس عوض بين الديمقراطية والماركسية‏

,‏ الذي يقول فيه أبو عوف في وصفه لهذا الرمز‏:‏ انه ـ برغم بعض تراجعاته ـ يمثل الاستمرار الحي والخلاق للتقاليد التي أرساها طه حسين في محاكمة الأوهام الباطلة في ثقافتنا ونزع النقاب عن الأنظمة اللاعقلية الموروثة وإيقاظ الرغبة في قيام قانون يصبح المفكر فيه هو حقيقته دون تنازل أو تبرير‏..‏ شكرا للناقد الكبير عبدالرحمن أبو عوف علي إحاطته لي‏.‏
" عن مقال مفيد فوزى بالأهرام اليوم "
تحياتى


سلامة موسى رائد حرية التعبير - اسحق - 08-17-2006

الكتاب
43718 ‏السنة 131-العدد 2006 اغسطس 17 ‏23 من رجب 1427 هـ الخميس


لماذا لانحب بعضنا بعضا؟‏!‏
بقلم ‏:‏ مجيد طوبيا




عندما أمم جمال عبدالناصر قناة السويس‏,‏ أنشد المطرب محمد عبدالمطلب أغنية ياسايق الغليون‏,‏ عدي القنال عدي‏..‏ والغليون سفينة بحرية نهرية لها أكثر من عشرة أشرعة ـ عرفت ذلك من كتابات سلامة موسي‏,‏ الذي رآها مع بدايات القرن العشرين‏,‏ كانت تبحر في البحرالمتوسط‏,‏ من أثينا أو إزمير أو بيروت‏,‏ ثم إلي النيل‏,‏ ودمياط فالمنصورة‏,‏ وميت غمر‏,‏ وبنها فالقاهرة‏,‏ تأتي حاملة بضائع وسلعا أجنبية‏,‏ حتي ان جميع محلات شارع فؤاد كانت لاتبيع إلا البضائع المستوردة‏!‏

*‏ سنة‏1931‏ كان سلامة موسي قد أصبح كاتبا مقلقا للملك والاحتلال الإنجليزي‏,‏ مزعجا لمدمني التخلف‏,‏ في هذا العام أنشأ جمعية المصري للمصري دعت أساسا إلي دعم الإنتاج المصري في مواجهة غزو البضائع الأجنبية‏,‏ هذه الجمعية لاقت تجاوبا سريعا‏,‏ وضمت عشرة ألاف شاب متحمس‏,‏ منهم أحمد حسين‏(‏ صاحب حزب مصر الفتاة‏),‏ وفتحي رضوان ونور الدين طراف‏(‏ وقد صارا وزيرين في زمن عبدالناصر‏)..‏ وتبرع طلعت حرب للجمعية بألف جنيه‏.‏ وكانت الثمرة إنشاء أول فرع من شركة بيع المصنوعات المصرية وفي شارع فؤاد تحديدا‏.‏

كان سلامة موسي مثل صديقه الأكبر لطفي السيد‏,‏ الذي كان مثل أستاذه محمد عبده‏,‏ يكرهون أسرة محمد علي‏.‏ وكان أول من طالب بتأميم قناة السويس بمقال عام‏1950‏ وآخر عام‏1951‏ ـ لهذا هنأه أصحابه يوم عزل الملك فاروق ثم يوم تأميم القناة‏..‏ ولهذا أحب عبدالناصر وأحبه عبدالناصر‏,‏ وارتفع راتبه بجريدة الأخبار من خمسين إلي مائة جنيه‏,‏ فزادت الأحقاد ضده‏,‏ وعندما مات‏1958‏ أخبرت إدارة الجريدة أرملته بأنه لايستحق معاشا أو مكافأة‏,‏ لأنه بدأ الكتابة بها وقد جاوز الستين‏,‏ وبعد جهود الأصدقاء حصلت من وزارة الثقافة علي معاش استثنائي من عام‏1962‏ إلي وقت وفاتها‏1969.‏

كانت لسلامة موسي صداقة جميلة وخلافات هادئة مع طه حسين‏,‏ وكانت له زماله صحفية وخلافات صاخبة مع العقاد‏,‏ كان يعيب علي العقاد تفرغه للكتابة عن شخصيات عاشت وماتت منذ مئات السنين‏,‏ وكأنه يهرب من مشاكل مصر المعاصرة‏!!‏ وعندما طالب سلامة موسي بأن تعمل الحكومة علي إدخال المراحيض في بيوت الفلاحين‏,‏ وصفه العقاد بالكاتب المراحيضي‏!..‏ لكن عندما مات رثاه العقاد قائلا كان سلامة موسي صاحب رسالة‏..‏ رائدا متقدما‏..‏ موهوبا في صياغة أفكاره وابتداع مصطلحاته‏.‏ والسؤال‏:‏ لماذا لانحب بعضا بعضا ونحن أحياء؟‏!‏

عن الثلاثة الكبار قال نجيب محفوظ‏:‏ كان العقاد روح النهضة الأدبية‏,‏ وطه حسين عقلها‏,‏ وسلامة موسي إرادتها‏..‏

يوم‏4‏ أغسطس‏2008‏ تحل ذكري رحيله الخمسين‏,‏ ونجيب محفوظ يؤكد أن خير تكريم له هو نشر كتبه‏..‏ فهل تفعل الثقافة الجماهيرية ذلك‏!!‏ كتاب كل شهرين ومنذ الآن؟‏.‏










سلامة موسى رائد حرية التعبير - اسحق - 04-30-2008


الكتاب

44340 ‏السنة 132-العدد 2008 ابريل 30 ‏24 من ربيع الآخر 1429 هـ الأربعاء





سلامة موسي‏..‏ المنسي‏!‏
بقلم‏:‏ أحمد عبدالمعطي حجازي



أظن أن الأوان قد آن لننصف سلامة موسي ونعترف بأننا أخطأنا في حقه‏,‏ وأننا أخطأنا في حق أنفسنا لأننا أخطأنا في حقه‏.‏ فسلامة موسي كاتب صاحب رسالة‏.‏ وصاحب الرسالة يرضيه لاشك أن يكون مذكورا مشهورا‏,‏ لكنه يكون أكثر رضا حين يري أن رسالته قد وصلت‏,‏ وأنها أثمرت ونفعت وأفادت‏.‏ ومن المؤسف أننا لم نحتفل كما يجب لا بالرسالة ولا بصاحب الرسالة‏.‏ وهاهي الذكري الخمسون لرحيل سلامة موسي تحل فلا تجد فينا من يذكر سلامة موسي‏,‏ ولا من يذكر الناس به‏,‏ ولا من يقرأ كتبه‏,‏ ولا من يدعو الناس لقراءتها‏.‏
‏‏
سلامة موسي واحد من أبناء ذلك الجيل العظيم الذي ظهر للحياة في ثمانينيات القرن التاسع عشر‏.‏ طه حسين‏,‏ وعباس محمود العقاد‏,‏ وعبد الرحمن شكري‏,‏ وابراهيم عبدالقادر المازني‏,‏ ومكرم عبيد‏,‏ وعبد الرزاق السنهوري‏,‏ ومصطفي عبد الرازق ووراء كل واحد من هؤلاء سبب خاص أو أسباب رشحته للعمل الذي قام به وللمكانة التي احتلها‏.‏ لكن هناك سببا وراء الجميع كشف عن مواهبهم‏,‏ ودفعهم للعمل‏,‏ وشجعهم عليه‏,‏ ومكنهم من مصادر المعرفة‏,‏ ورشح لكل منهم دوره‏,‏ وفتح له الطريق لأدائه‏,‏ وهيأ الناس لاستقباله‏.‏ هذا السبب الذي أطلع هذا الجيل وشكله ومكنه من أداء رسالته هو تلك الروح الجبارة العاتية التي أيقظت مصر علي نفسها بين أواسط القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين‏,‏ فتذكرت بعد عشرين قرنا قضتها في العبودية أنها أمة حرة وليست ولاية عثمانية ولا مستعمرة إنجليزية‏.‏ وأنها صنعت لنفسها وللعالم حضارة باذخة لاتزال روحها الحية نابضة تحت الصور التي تغيرت والأشكال التي تحولت‏.‏ وأنها إن كانت قد سقطت في أيدي الغزاة الأجانب قرونا عديدة حرمت فيها من مواصلة طريقها الذي بدأته في فجر التاريخ فقد آن الأوان لتحطم أغلالها‏,‏ وتسترد حريتها وتفصح عن عبقريتها من جديد‏.‏
تلك هي الروح التي هزت أرض مصر وتجاوبت في سمائها فأيقظت الموتي وأسمعت الأجنة‏,‏ وصارت شعرا ونثرا‏,‏ وفنا وفكرا‏,‏ وشبابا وحرية‏.‏ وهي الروح التي نلمسها في أبناء هذا الجيل العظيم الذي ينتمي له سلامة موسي‏.‏
‏‏
ولد سلامة موسي سنة‏1887,‏ وهو ليس تاريخا مشرفا لأن مصر كانت قد سقطت قبله بخمس سنوات في أيدي المحتلين البريطانيين‏.‏ غير أن الصحوة المصرية كانت قد بدأت بما تحقق قبل الاحتلال في مختلف الميادين‏,‏ ثم جاء الاحتلال ليصبح مثيرا جديدا يوقظ المصريين علي سوء ما انتهوا إليه‏,‏ ويحفزهم للثورة علي الاحتلال والطغيان من جانب‏,‏ وعلي أنفسهم من جانب آخر‏.‏ هكذا لم تكن الثورة المصرية نضالا سياسيا فحسب‏,‏ بل كانت قبل ذلك تعليما وتفكيرا‏,‏ ونقدا وإبداعا‏,‏ واكتشافا للعصور الحديثة واتصالا بالثقافات الأخري‏.‏ وفي هذا المجال أدي سلامة موسي دورا من أهم الأدوار‏.‏
‏‏
كان يري أن المعرفة شرط للحرية‏.‏ المعرفة العلمية بالذات‏.‏ معرفة النفس‏,‏ ومعرفة الآخرين‏,‏ ومعرفة العالم‏.‏ لم يكن يكفي في نظره أن نكره الاستعمار أو أن نهتف للاستقلال والحرية‏,‏ وإنما يجب أن نعرف لماذا استطاع المستعمرون أن يقهرونا ؟ لماذا كانوا أقوياء ولماذا كنا ضعفاء ؟

ومن المعرفة العلمية أن نميز بين الغرب وبين الاستعمار الغربي‏.‏ لأن الغرب ليس طرفا واحدا بسيطا‏.‏ والحكام الانجليز الذين أرسلوا جنودهم ليحتلوا بلادنا غير المثقفين الانجليز الذين يقفون إلي جانبنا‏.‏ ونحن إذا خلطنا بين هؤلاء وهؤلاء واعتبرنا الغرب كله عدوا فلن نتحرر أبدا‏,‏ لأننا لن نتمكن من الحصول علي أسباب القوة التي يملكها الغربيون لنتخلص من ضعفنا‏,‏ وأهمها العلم الحديث‏.‏

لهذا كان سلامة موسي يقول أنا أكافح الانجليز حتي يجلوا عن وطننا‏,‏ وأيضا أكافح تاريخنا ـ يعني أكافح تخلفنا ـ أكافح هذا الشرق المتعفن الذي تنغل فيه ديدان التقاليد‏.‏ وأكافح هذا الهوان الذي يعيش فيه أبناء وطني‏.‏

وعندما رحل الي إنجلترا طلبا للعلم والتقي ببرناردشو‏,‏ وسمع الخطباء الانجليز يطالبون الحكومة الانجليزية بالخروج من مصر قال أنا أكره الاستعمار الانجليزي‏,‏ وأحب الانجليز‏!,‏ وسلامة موسي لا يتملق رجل الشارع ولا يدغدغ عواطفه كما كان يفعل كتاب آخرون ولايزالون يفعلون‏.‏ لا يشهد لقومه إلا بالحق‏,‏ ولا يشهد علي خصومهم بغير الحق‏,‏ يميز في تاريخنا بين العصور القديمة التي كنا فيها أحرارا متحضرين متقدمين والعصور التي تحولنا فيها إلي رقيق أرض مذلين مهانين ممنوعين من أن نحمل السلاح لندافع عن بلادنا‏,‏ ومن أن نختار طريقنا ونحكم أنفسنا بأنفسنا‏.‏ سلامة موسي يدعونا للخلاص من هذه العصور المظلمة والتطهر من أدرانها‏.‏

هذه الدعوة كانت تقابل بالرفض والارتياب من مصريين كثيرين كانوا حتي قبيل اشتعال الثورة المصرية سنة‏1919‏ يعتبرون أنفسهم عثمانيين‏,‏ لأنهم كانوا لايزالون يعيشون في العصور الوسطي‏,‏ ولهذا كانوا يضعون انتماءهم الديني فوق انتمائهم الوطني‏.‏ وإذا كان هؤلاء قد وقفوا في وجه الاحتلال الانجليزي فهم لم يحاربوا الانجليز لأنهم محتلون أجانب‏,‏ بل لأنهم غير مسلمين‏,‏ وبهذا المنطق كانوا يقبلون أن تظل مصر ولاية عثمانية يحكمها الأتراك لأن الأتراك مسلمون‏,‏ كأن هؤلاء الأتراك المسلمين خلقوا للحكم‏,‏ والمصريين خلقوا للعبودية‏!‏

سلامة موسي كان يرفض هذا المنطق وكان يسخر منه لأنه كان يعيش في الحاضر‏,‏ وكان يلهج بالشعار الذي رفعته ثورة‏1919‏ وهو الدين لله‏,‏ والوطن للجميع‏.‏ أما خصومه فكانوا يعيشون في عصور الظلام‏.‏ والغريب أنهم هم الذين انتصروا‏,‏ أو أن هذا هو مايبدو حتي الآن ؟‏!‏







سلامة موسى رائد حرية التعبير - Cloudysky - 04-30-2008

كتاب هؤلاء علموني موجود بالفعل في أرشيف الإسكندرية ، فلماذا نقل فصول منه ؟! هي نسخة دار المعارف دي مش عاجباكم ولا ايه ؟



سلامة موسى رائد حرية التعبير - FADL - 04-30-2008




سلامة موسى رائد حرية التعبير - اسحق - 08-24-2008


دنيا الثقافة

44456 ‏السنة 133-العدد 2008 اغسطس 24 ‏23 من شعبان 1429 هـ الأحد





الاحتفال بسلامة موسي


د : عاطف العراقى
بمناسبة مرور خمسين سنة علي رحيل المفكر سلامة موسي تحتفل جمعية الشباب المسيحية بالذكري‏7‏ مساء الثلاثاء القادم‏,‏ ضيف الحفل الدكتور عاطف العراقي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة ويلقي كلمة عنه‏,‏ كما يشترك الباحث الجامعي رامي عطا في حديث عن سلامة موسي ويشرف علي الاحتفال ويدير الحوار الاعلامي فايز فرح ويزيح الستار عن تمثال سلامة موسي في الجمعية الضيوف مع الدكتور مارسيل مكرم‏.‏