حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل (/showthread.php?tid=30946)

الصفحات: 1 2


كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - فضل - 03-06-2005

الخطاب كان جيدا ... وفيه ادراك رائع لشروط ومواصفات العملية واللعبة القائمة الان .. ومحاولة رائعة للمناورة التكتيكية..الى ان تتغير المعطيات ( وهى ستتغير فى مرحلة ما بكل تاكيد )..كان خطابا ذكيا ..وظهر بشار ورغم اتقانه لفن الخطابة بحالة عصبية لحد ما ( هذا ما كانت تشير اليه لغة الجسد )

الخطوة الاساسية والاستراتيجية الاكبر والتى هى اهم من لبنان كلها وبكل طوائفها ( فلبنان اصبح طبخة محروقة ) ..هو ما سيقدم عليه بشار من سياسة داخلية واعادة توحيد الصف الداخلى السورى ضمن عملية ديمقراطية واعادة هيكلة مؤسسات الدولة. فسوريا كيان استراتيجى فى المنطقة ولن يتغير هذا المعطى بتاتا لو كان هناك قوة عسكرية سورية فى لبنان او لم يكن..لكنه يتاثر وبكل تاكيد بالوضع الداخلى




كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - بسام الخوري - 03-06-2005

من جهة نلوم كل من تسرع باتهام سوريا بدم الحريري بدون براهين ومن الخطأ الحديث عن [SIZE=5]اغتيال عرفات بدون براهين ....هذه سقطة برأي....


كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - عادل نايف البعيني - 03-06-2005

الزميل العزيز Bilal Nabil (f)


لا اعتقد أنّ الرئيس بشار صدم من موقف ( مصر- السعودية - الكويت ) فالجميع يعرف أن هؤلاء يرددون بأبواقهم العواء الأميركي.
ــــــــــــــــــ
بشار صدم من موقف بعض الحكام العرب ، و فوجئ بمواقفهم المشابهة للموقف الامريكي و الاسرائيلي ــــــــــــــــــ

أوافقك الرأي بأن لبنان كان المصيدة التي عرف الأسد كيف ومتى يخرج منها، ولهذا قلت على إذاعة لندن من يومين أن الاستخبارات الأمريكية وعملائها في سورية ولبنان هم الذين قتلوا رفيق الحريري ليدخلوا الملف السوري بسهولة.
ـــــــــــــــــ
لبنان مصيدة تماما كما كانت الكويت مصيدة للعراق و كوسوفو مصيدة ليوغسلافيا .
ــــــــــــــــــ

ولهذا ما زالت وستبقى الاستفزازات الأمريكية الاسرائيلية لسوريا بحجة التغيير المفتعل.
وأوافقك الرأي بأن البقاء في لبنان خطر على الدولتين.
ــــــــــــــــــ
هناك استفزازات امريكية و غربية و لبنانية
كل ساعة تبقى سوريا فيها في لبنان خطر على كلا الدولتين.
ــــــــــــــــــــ


شكرا لك يا زميل على هذه المداخلة

وأرجو أن أعود غدا لحوار بقية الزملاء
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة



كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - عادل نايف البعيني - 03-06-2005

أوافقك الرأي أخي بسام (f)

لا يمكن أن نتهم أحدا بالاغتيال أو نقرره قبل أن يكون هناك براهين
ونرجو جميعا أن ينجلي هذا الموقف
وأعتقد أن الأمر ليس ببعيد عن يد خارجية ويد عميلة.
محبتي ومودتي (f)
محمد الدرة


كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - بسام الخوري - 03-07-2005

بالروح والدم نفديك يا بشار!

نهاد إسماعيل GMT 15:30:00 2005 الأحد 6 مارس
هذه الكلمات تشير الى بداية النهاية للنظام

من الخطأ تحميل بشار الأسد مسؤولية الخطاب الذي ألقاه في البرلمان الذين أعضاءه معينين وتم اختيارهم بعناية لولائهم للنظام ولاعتناقهم البعثية البغيضة.
لا أريد تحميل بشار الأسد مسؤولية الخطاب لأنه قام فقط بدور الببغاء. وقرأ نصا كتبه وألفه ونقّحه الحرس القديم. ومن السهل أن يرى السامع للخطاب بصمات اصابع الحرس القديم في كل جملة.

وفيما يلي 7 أمثلة تشير الى أن هذا النص كان من تأليف الحرس القديم:

أولا:
توجيه اللوم للآخرين وأن كل شيء هو غلطة أميركا واسرائيل والاستعمار

ثانيا:
معظم الجمل والفقرات تحتوي مبهمات وغموض وتخلو من الصراحة والوضوح وستحتاج الى محللين في علم النفس والفلسفة لفهم ما يريد قوله

ثالثا:
اعتبر النص الخطابي انتهاكات حقوق الانسان اللبناني من قبل المخابرات السورية "مجرد اخطاء ارتكبت" كأنها سهوات ادارية بيروقراطية تافهة.

رابعا:
يقول انه يريد تطبيق بنود اتفاق الطائف. ولكن اتفاق الطائف ينص على التنفيذ بحلول عام 1992. أي أن بشار جاء متأخرا 13 عاما.

خامسا:
أضاع بشار فرصة ذهبية ليعلن في الخطاب عن تفكيك الدولة البوليسية داخل سوريا نفسها ومنح شعبه قسطا من الحرية

سادسا: لم يعلن عن اطلاق سراح مساجين الضمير والرأي والاصلاح

سابعا:
لم يستغل الفرصة ليتنحى ويعلن عن انتخابات حرة.

كل هذه العوامل تؤكد أن بشار قام فقط بقرأة ما كتبه الحرس القديم ولعب دور الدمية الناطقة أو الببغاء على أكمل وجه.

عندما ورث رئاسة الجمهورية وعد بشار في خطابه الأول أنه سيقوم بادخال اصلاحات وتغييرات. ولكنه لم يقم بشيء. وحتى أنه لم يسمع بنصائح عمه د رفعت الأسد المتعلقة بالاصلاح والانسحاب من لبنان وسيدفع الثمن لتجاهل هذه النصائح.

وفضّل أن يستمع للحرس القديم المتملق وفشل فشلا ذريعا. هؤلاء لا يهمهم سوى التمسك بثرواتهم وبامتيازاتهم على حساب الشعب السوري النبيل.

وصفت الفانينشال تايمز في مقال رئيسي الجمعة أي قبل الخطاب بيوم واحد "النظام السوري جاهل وفاشل وغير قادر على قراءة ما يجري في العالم".

[SIZE=5]يتصرف بشار بالضبط مثل صدام قبله ويبدو أنه محاط بمجموعة من المنتفعين الجبناء الذين يفتقدوا للجرأة أن يجلبوا لانتباهه عواقب تجاهل ما يحدث.

ظن الساذجون أن الدول العربية ستقف معهم. وأن ايران ستنقذهم. ظنوا خطأ وسيضطر النظام للانصياع لأميركا في الانسحاب.

أضاع النظام فرصا كثيرة للخروج من لبنان بعد اتفاق ودي ولكن الحرس القديم أصر على البقاء. وسوريا ستدفع الثمن الآن. المطبلون والمزمرون سيهربوا بأموالهم عندما يشعروا أن الخطر بدأ يقترب ويبقى الشعب النبيل الفقير المغلوب على أمره يواجه العواقب.
كانت هناك فرصا للاصلاح السياسي والاقتصادي ولكن لم يحدث شيئا وضاعت الفرصة.

وعندما سمعت جوقة المزمرين والمطبلين يصرخوا "بالروح والدم نفديك يا بشار" عرفت أن هذه بداية النهاية. وكلما نسمع هذه الصرخات الساذجة نعرف أنها تبشر بنهاية الحاكم الديكتاتوري.
تم ترديد هذه العبارات في العراق قبيل الغزو ولم تنقذ صدام من حفرته البائسة. ونفس العبارات لم تنقذ ياسر عرفات من "الحصار الاسرائيلي في المقاطعة". وسمعنا نفس العبارات قبل أيام يهتفها ساذجين مصر لذا يتعين على حسني مبارك الاسراع في الاصلاح.

وبامكان بثينة شعبان أن تصرخ على محطات التلفزيون ليلا نهارا دفاعا عن نظام فاسد معفن وسوف لا تستطيع انقاذ هذا النظام.

ما دامت سوريا دولة بوليسية تمارس التعذيب واضطهاد مساجين الضمير والرأي الآخر فهي تقترب من النهاية.




كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - بسام الخوري - 03-07-2005

خطاب الأسد: حفظ ماء الوجه
عبد الرحمن الراشد
مثل حضور فيلم موعود بالإثارة انتظرنا خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت كل دقيقة من الدقائق الستين تشعرنا انه يهم بقولها، الجملة السحرية «قواتنا ستنسحب من لبنان»، لكنه لم يفعل حتى الربع الأخير. قلت لمن حولي انه مثل سبيلبرغ، المخرج العالمي المشهور، لن تسمع منه كل الحقيقة حتى تشهد الفيلم كله. وهكذا كان. حتى ان الرئيس بشار عندما استدرك في منتصف الخطاب وذكر انه نسي قول شيء، علّقنا جميعا: نسي الرئيس ان يقول انه سيسحب قواته، طبعا لم يكن كذلك، فهو لم ينس بل اراد عامدا متعمدا الا يقول ما نريد سماعه، إلا بعد ان نسمع منه ما يريد قوله. وهكذا كان.
لا شك انه ألقى خطابا رائعا في بنائه، وذكيا في محاورته، ومثيرا في مباشرته وايحاءاته، ومهما في معانيه الظاهرة والباطنة، وقاسيا في لطم خصومه بالغدر والنكران والسمسرة. كاشفنا جميعا بما كنا لا ندري انه يدري به، مثل إدراجه التهم الموجهة ضد حكومته، وبما قد يحرج اصدقاءه قوله له، واعلانه الصريح باولوياته ومخاوفه، واعترافه بلا تردد انه ارتكب اخطاء في لبنان، وغالى في الخوض في تفاصيل السياسة اللبنانية.
وهنا مهم ان نبحث في ما قال وما قيل حوله. ولعل اكثر الفقرات اثارة للاعجاب صراحته في رفض وساطات حفظ ماء الوجه، كاشفا ان هناك من جاء وعرض عليه حلا يحفظ ماء وجه سورية، حتى لا يبدو انسحابها رغما عنها. كلنا قلنا الشيء نفسه، وليس المندوب القطري او الليبي وغيرهما من الباحثين عن الشهرة في الأزمات. الحقيقة ان المهم ليس حفظ ماء وجه السوريين، بل حفظ وجودهم كله من أعظم خطر يهدد بلادهم. وقد أحسن الرئيس الأسد انه اعلنها صريحة، وجات من فمه شخصيا معلنا على الملأ بلغة عربية سحب القوات. فلا وقت في مثل هذه الأزمات الخطيرة الاهتمام بالشكليات وبيع الحلول الكلامية. نعم سحب القوات يحول دون مقارعة التجمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي كسب سريعا الموقف السياسي، والمؤكد انه سيكسب عسكريا لو عاندت دمشق. من الحكمة ألا تعير القيادة السورية اهتماما لشكليات كحفظ ماء الوجه او بيع المواقف الشعبية المحلية، بل معالجة الخطر الداهم ميدانيا. ومن المؤكد ان الانسحاب لن يقاس بخطاب رسمي مصور من مجلس الشعب، بل سيقاس بالصور التي ستلتقطها كاميرات الاقمار الصناعية موثقة حركة الجيش السوري. ونتذكر كيف ان القيادة العراقية التي أعلنت سحب قواتها من الكويت المحتلة في عام 90، اكتفت بتصوير تلفزيونها سحب بضعة من آلياتها، في حين ان الأقمار كانت تصور الآرمادا العسكرية المتدفقة من الشمال الى الجنوب.
وكما تنبأ الرئيس السوري نفسه، فان وعده أصبح محط جدل الموالين والمعارضين، [SIZE=6]وهنا على دمشق ان تدرك ان خصومها تحديدا يريدونها الا تنسحب، او تنسحب بما هو اقل بمتر واحد قبل خط الحدود، للاستمرار في مطاردتها سياسيا وبناء جبهة واسعة ضدها.

alrashed@asharqalawsat.com


كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - بسام الخوري - 03-08-2005

عيون وآذان (الأخطاء مستمرة)
جهاد الخازن الحياة 2005/03/8

كنت مع صحافيين بريطانيين في مبنى هيئة الاذاعة البريطانية "بوش هاوس"، وأنا أستمع الى خطاب الرئيس بشار الأسد تمهيداً للتعليق عليه، وهم يقرأون ترجمات وكالات الأنباء للخطاب. وعندما دخل الرئيس السوري في تفاصيل الوضع اللبناني، وأخذ يحدد ما تريد حكومته أن تفعل قلت: "ان هذا ليس كافياً". ولم ينته الرئيس من خطابه كان هو يقول "قبل أن يقولوا لا يكفي، نقول لا يكفي". وبعد أن انتهى الخطاب كانت الولايات المتحدة وفرنسا تصدران بيانات رسمية بما معناه "لا يكفي".

أشعر بأن الموقفين الأميركي والفرنسي كانا مكتوبين سلفاً، فأي قرار تتخذه الحكومة السورية ستتبعه مطالبة بالمزيد، حتى بت أشعر بأنه لو خرج السوريون من لبنان لطولبوا بعد ذلك بالخروج من سورية.

أعتقد بأن تدخل السيد حسن نصرالله، الأمين العام لـ"حزب الله"، جاء في وقته، فمسيرة الموالين لسورية في قلب العاصمة اللبنانية اليوم هي لتذكير الأطراف اللبنانية والدولية كافة بأن لسورية أنصاراً في لبنان وانهم كُثُر وأقوياء.

سورية لعبت دوراً بارزاً، أو الدور الأهم، في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وجهدها لا ينكره سوى مكابر جاحد، لذلك فمرارة الرئيس الأسد في الحديث عن نكران الجميل مفهومة. غير ان الرئيس نفسه تحدث عن أخطاء أدى تراكمها على امتداد السنوات الخمس عشرة الماضية الى جو الاحتقان الذي انفجر باغتيال الرئيس رفيق الحريري في جريمة بشعة أصابت لبنان بطعنة في صدره.

هناك في الاقتصاد (درست مادة اقتصاد 201 مضطراً في الجامعة الأميركية في بيروت) ما يسمى قانون العائدات الناضبة، فالخط في الرسم البياني يرتفع ويرتفع حتى يصل الى أعلى مردود ممكن، ثم يبدأ بالانحدار. وخطأ دمشق انها لم ترَ النقطة الأعلى في العلاقة مع لبنان، ولم ترَ الخط ينحرف نزولاً على شكل قوس لا يخدم مصلحة سورية أو لبنان.

الرئيس بشار الأسد محق في التحذير من 17 أيار (مايو) ثانٍ، إلا ان الوضع ما كان هبط الى هذا الدرك لولا أخطاء هائلة لا يمكن انكارها، فهي التي أضعفت الموقف السوري، وجعلت أميركا تقول ان طلباتها "غير قابلة للتفاوض" ودفعت فرنسا الى ان تتحالف مع أميركا في القضية الوحيدة التي اتفقتا عليها منذ سنوات.

لا أعرف ما يخبئ المستقبل، ولكن أعرف ما حدث وما يحدث الآن، وأشعر بأن الأخطاء مستمرة من كل جانب، مما ينذر بأوخم العواقب.

- أرجو أن تقدر المعارضة اللبنانية انها ليست وحدها في الميدان، و"حزب الله" لا يدافع عن سورية، وإنما عن وجوده نفسه، فلو قام في لبنان النظام الذي تريده الولايات المتحدة تماماً، لكان أول طلب له تجريد "حزب الله" من السلاح كما تريد ادارة بوش واسرائيل. لذلك على القيادات الواعية في المعارضة ان تقرر اذا كان البلد يتحمل مواجهة بين أبنائه.

- طالبت المعارضة باستقالة الحكومة، وعندما استقالت طالبت باستقالة رئيس الجمهورية، ثم طالبت بإقالة قادة الأجهزة الأمنية. غير ان قادة هذه الأجهزة يجب أن يقالوا ويحاكموا اذا ثبت وجود تواطؤ في الاغتيال أو تستر. وهم يجب أن يستقيلوا في جميع الأحوال بسبب الفشل، غير ان هذا يتبع التحقيق, ولا يسبقه ويجهض نتائجه.

- أرتاح ككل اللبنانيين اذا كان هناك تحقيق دولي في اغتيال رفيق الحريري.

- لو قام الرئيس بشار الأسد بـ\"انقلاب قصر\" لأيده السوريون، واللبنانيون، ولا أزيد.

- ثمة معارضون وموالون ينطلقون من قناعات شخصية راسخة، ومن حق هؤلاء ان يعارضوا أو يوالوا كما يريدون، وبغض النظر عن رأيي أو رأي القارئ فيهم، فهذه هي أصول الممارسة الديموقراطية. غير ان هناك أيضاً قلة بين المعارضة مشبوهة الى درجة الخيانة, [SIZE=4]وقلة بين الموالاة من النوع نفسه، وإذا كانت قيادات الطرفين ذكية وواعية فواجبها أن تبعد العملاء والنفعيين وأمثالهم.


- ربما كان صحيحاً وجود "حرس قديم" في سورية، ولكن لا يتبع ذلك ان كل الحرس القديم هذا قطعة من تراث الحرب الباردة، أو ان كل جيل الشبان تقدمي "عولمي". وكنت على عشاء مرة مع وزير سوري في وسط العمر يحمل دكتوراه في الاقتصاد من أبرز الجامعات الغربية، واكتشفت انه شيوعي حدثني طوال السهرة عن أهمية القطاع العام، وكيف ان القطاع الخاص "حرامية" لا يمكن الوثوق بهم. في المقابل السيد عبدالحليم خدام، نائب الرئيس محسوب على الحرس القديم إلا أنني أعرفه جيداً وأفكاره تقدمية.

- عطفاً على ما سبق، ومع المطالبة بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية، لا يقود التعميم إلا الى الخطأ، فليس قائد كل جهاز أمني متهم بحكم منصبه. ومع وجود من يستحق المحاكمة فعلاً، فإن هناك من يؤدي خدمة وطنية بإخلاص، وأعرف النوعين، ولأنني أعرفهما ولا أستطيع أن أسجل أسماء من أرشح للمحاكمة، فإنني لن أسجل أسماء الوطنيين المخلصين.

- [SIZE=5]أتمنى لو يتجنب الرئيس بشار الأسد التطويل في خطاباته الرئيسية، فقد "جف ريقي" وأنا أنتظر الجزء اللبناني من خطابه في مجلس الشعب للتعليق عليه، مما ذكرني بخطابه الطويل في قمة بيروت.

مرة أخرى، لا أعرف ما يخبئ المستقبل، ولكن أعرف ان حصار سورية وتهديدها وإضعافها يتجاوز خروج القوات السورية من لبنان، الى تجريد الجناح العسكري من "حزب الله" من سلاحه تمهيداً لتوجيه ضربة جوية كبرى للمنشآت النووية في إيران، ستنفذها اسرائيل، إذا لم تقنع الولايات المتحدة بتنفيذها نيابة عنها.

وفي حين انني لا ألوم الولايات المتحدة أو اسرائيل فسياستهما معروفة، إلا أنني ألوم الحكومتين اللبنانية والسورية والمعارضة والموالاة معهما، فقد كان يجب على الجميع توقع الوصول الى هذا الوضع المتفجر، والعمل بحكمة وسرعة لاحتوائه، إلا اننا مرة أخرى نمارس رد الفعل لأننا لا نفعل.



كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - بسام الخوري - 03-09-2005

بانتظار خطوات سورية
رندة تقي الدين الحياة 2005/03/9

الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الاميركي جورج بوش بنظيره الفرنسي جاك شيراك بشأن سورية (مساء الاثنين) وضرورة تطبيقها القرار 1559 ينطوي على اهمية كبرى ينبغي على الجانب السوري ان يأخذها بشكل جدي. [SIZE=5]فعلى مدى نصف ساعة تناول الرئيسان تطورات الوضع في كل من لبنان وسورية وخصوصاً خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي وعد في اطاره بالانسحاب عن الاراضي اللبنانية. والتنسيق الاميركي ـ الفرنسي تام حول لبنان لأن الرئيسين عازمان على تمكينه من استعادة استقلاله الفعلي.

والواقع ان فرنسا، على رغم انها لم تعلق على خطاب الاسد بقولها على غرار الولايات المتحدة انه غير كاف، تترقب افعالاً وليس خطابات. وتعتبر باريس ان من السهل اطلاق المواقف الكلامية لكن الأهم انجاز خطوات حقيقة تؤدي الى الانسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان. وبالتالي فإن هناك فارقاً بين الاعلان عن اعادة الانتشار والانسحاب الحقيقي والكامل.

ومن الواضح ان الاسرة الدولية، ومن ضمنها الولايات المتحدة وفرنسا واوروبا، غير مقتنعة بوعود سورية، وتنتظر زيارة مبعوث الامم المتحدة تيري رود لارسن لتقويم النتائج العملية للوعود التي اعلنها الاسد في خطابه. وكان الرئيس السوري قال في الحديث الذي أدلى به الى مجلة «تايم» انه «ليس صدام حسين»، لكن الدول الكبرى تتوقع منه ان يظهر ذلك بأفعاله وليس فقط بأقواله، على حد قول اوساط ديبلوماسية في اكثر من عاصمة غربية. فالضغط يتزايد وعلى الرئيس السوري الا يراهن على كسب الوقت، خصوصاً ان الجميع الآن في اوروبا والولايات المتحدة على خط واحد. وبعدما كانت بريطانيا واسبانيا في السابق من بين الدول التي تريد الحفاظ على نوع من الحوار مع سورية، فإنها باتت مقتنعة بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بأن لا جدوى من مثل هذا الحوار، لأن سورية لم تتفهم الرسائل التي وجهت اليه.

للمناسبة، وبالعودة الى خطاب الأسد، فإنه كان محط اصغاء واهتمام من جانب الشبان اللبنانيين في ساحة الحرية، [SIZE=6]وقد تساءلوا بصرخات ألم: «لماذا لم يعزنا بالشهيد رفيق الحريري؟». ولا ان «تلازم المسارين» بين سورية ولبنان كان يستحق دقيقة صمت من البرلمان السوري حداداً على الحريري ورفاقه يبدأ بعدها الرئيس السوري خطابه، وذلك تضامناً مع اللبنانيين ضد « الجريمة النكراء»، التي أتى على ذكرها في خطابه باعتبارها اغتيالاً مماثلاً لاغتيال رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.

:nocomment:
للأسف، أصبحت مكشوفة تلك المناورات الكلامية التي يبدو ان دمشق شغوفة بها ولو انها من دون جدوى. ففرنسا لم تستطع تجاوز خيبة أملها بعدما قدمت لسورية بشار الاسد فرصة ذهبية فاستقبلته بعد بضعة شهور على توليه لمنصبه، وأبدت كل الاستعداد للعمل معه، حتى ان الرئيس الفرنسي اعتبره «شريكاً» في المنطقة العربية. لكن جميع الرسائل والاشارات الفرنسية التي وجهت الى دمشق لم تجدِ.

الآن وبعدما اصبحت عزلة سورية الاوروبية واقعاً، الى حد ان النمسا أجّلت الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها الاسد،
:nocomment:

فإن افضل الامور يتمثل بتعاون الرئيس السوري مع لارسن لانجاح مهمته، فهذه مهمة الفرصة الاخيرة. والدول التي تعلّق اهمية على الشرعية الدولية ودور الامم المتحدة وفي طليعتها فرنسا تتطلع الى حصول لارسن على «افعال» سورية تؤكد التزام الاسد الفعلي القرار 1559 الذي لم يرفضه علناً.




كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - بسام الخوري - 03-10-2005

التفخيخ المتواصل للمشرق العربي.. من العراق إلى الشام
كمال عبد اللطيف

يزداد سوء الأوضاع السياسية في لبنان تفاقماً، وتواصل المعارضة رفع شعاراتها المطالبة بالانسحاب الفوري للقوات السورية والأجهزة الأمنية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وينتظر المنتظرون الموقف السوري الواضح مما جرى ويجري في لبنان، ينتظرون معرفة من قتل الحريري؟ كما ينتظرون معرفة موقف حزب الله من التداعيات التي تتابعت داخل المشهد السياسي اللبناني، بعد الجريمة المذكورة، واستقالة حكومة عمر كرامي تحت ضغط الغليان السائد في قلب بيروت.
انتظرت مع المنتظرين والمراقبين عن بعد خطاب الرئيس السوري تحت قبة البرلمان، وتوقعت أن يكون الموقف المعلن في مستوى الحدث الحاصل بكل أبعاده وخلفياته. إلا أن كل توقعاتي خابت.. إنني هنا أتحدث عن الخطاب المقروء والتحليلات والإضافات المرتجلة كما ألقيت في البرلمان، كما أتحدث عن سياق الخطاب ونبرته، والمشهد الداخلي العام المحدد لفضاء تقديمه، كما أتحدث عن متطلبات مرحلة محددة من مراحل تطور التاريخ العربي المعاصر.
افترض في مثل هذه المناسبات أن يكون الخطاب قصيراً وواضحاً، كما افترض أن يقدم في أجواء لا تعنى بالقضايا الجانبية، بحكم تعقد معطيات الظرفية السياسية التي يقدم فيها، كما افترض بقليل من الخيال أن يقدم الخطاب مواقف غير متوقعة بهدف تكسير رتابة التوجه السياسي الذي يصور اقترابنا من أبواب الجحيم.. لكن نبرة الخطاب واستطراداته والمواقف التي توقف عندها وهو يرد على المعارضة اللبنانية، كشفت أموراً عديدة تجاوزت البرنامج المعلن في الخطاب في مسألة الانسحاب السوري من لبنان، فبدا أن في الأمر خطاباً آخر غير الخطاب الذي واصل الحديث بلغة زمان آخر، مختلف عن مقتضيات الظرفية بكل فورانها المتصاعد..
لم تستطع جمل بناء التوازنات في الموقف داخل الخطاب من تركيب موقف واضح من كل ما جرى ويجري أمامنا، ففي الخطاب قليل أو كثير مما يشي برفض كل ما جرى في لبنان بعد اغتيال الحريري، وفيه ما يكشف غياب التوازنات المطلوبة في علاقة مماثلة، رغم كل ما يمكن أن يقال في موضوع الدور السوري في إعادة الأمن إلى لبنان.
تجنب الخطاب الوضع الداخلي في سوريا، وجاءت الفقرة المتعلقة بلزوم تلاحم المجتمع السوري مع نظامه السياسي لمواجهة التحديات التي تدبر ضد سوريا بدون سياق مناسب.. فصدرت عن المجلس تصفيقات حادة وشعارات لا تتناسب مع ما جرى ويجري اليوم في كثير من الأقطار العربية، خاصة أن الجميع يتحدث عن ضرورة الإصلاح السياسي ومطلب توسيع مجال الحريات.
وبعد خطاب الرئيس السوري صدر بيان القوى والأحزاب التي تؤاخذ المعارضة اللبنانية على مواقفها من سوريا، وهو بيان عكس تصعيداً في موقف من يعرفون بالموالين، وقد كشف هذا البيان بدوره جوانب من مستويات الغليان التي لم تكن مستترة في خطاب الرئيس السوري.
لا ينبغي أن يفهم من سياق عرض ما سبق أننا ننطلق من مواقف محددة في فهم وتحليل بعض جوانب الخطاب، فنحن نتصور أن عنف المواقف الأمريكية والفرنسية فيما يتعلق بمسألة تنفيذ القرار 1559، وفي موضوع مواقف سوريا من الغزو الأمريكي للعراق، وما تخفيه شعارات الحرية والديمقراطية التي تلوح بها أمريكا ضد الأنظمة العربية، إلا أننا نريد التفكير بصورة تتجاوز النمطية السائدة اليوم في المقاربات المعنية بالعلاقات السورية اللبنانية.
وقبل القيام بقراءة معينة للمواقف السياسية المعلنة والمتضمنة في الخطاب المذكور، نشير إلى أن أقوى مفاصله تتمثل في الاعتراف القوي بأخطاء سوريا في لبنان، فقد عدد الخطاب هذه الأخطاء في العناصر الآتية:
*الغرق في التفاصيل والإجراءات.
*الاندفاع في العلاقة مع بعض اللبنانيين على حساب البعض الآخر.
* استغلال البعض لوجود القوات السورية لاعتبارات مصلحية ضيقة، مادية أو سياسية أو انتخابية.
وقد ولد كل ما سبق تراكمات سلبية في العلاقات السورية اللبنانية، نتج عنها كما نتصور جوانب عديدة من التداعيات الحاصلة اليوم. تقدم لحظة الاعتراف بالأخطاء السورية في لبنان صورة عن مآل التعاون في مجال العلاقات العربية العربية، كما تعكس جوانب من كيفيات تدبير النظام السياسي السوري لعلاقته مع النظام السياسي في لبنان.
فإذا كانت القيادة السورية تعترف بكل ما سبق من أخطاء في مسلسل العلاقة، فلماذا لم تتجه لتصحيح مواطن الخطأ قبل استفحاله؟ ثم هل يعقل أن تتجه دولة تقدم مشروعها السياسي باعتباره مشروعاً قومياً نحو ما يرسخ غياب التكافؤ والاستقلالية في القرار السياسي في العلاقات الثنائية؟
سيتم الرد على مثل هذه الأسئلة بمعطيات الظرفية العربية والإقليمية والاحتلال الإسرائيلي، والتربص ثم الغزو الأمريكي للعراق ومشروع الشرق الأوسط الكبير. إلا أننا نرى أن هذه المبررات لا تكفي وحدها لتفسير ما حدث ويحدث، كما أن هذا الأمر لا يعفينا من تسجيل عنف السقوط الذي عرفه المشروع القومي لأنظمة البعث في كل من العراق وسوريا. وإذا كنا نعرف أن أحزاب البعث التي حكمت وتحكم كلاً من العراق وسوريا، لم تنجح في بناء تدبير سياسي ديمقراطي في علاقاتها بمجتمعاتها، فكيف تستطيع بناء علاقة ندية مع جيرانها؟
ولا ينبغي أن نغفل هنا المفارقة التاريخية الكبرى التي شكلت ظاهرة غريبة في تاريخ علاقة سوريا بالعراق، رغم وحدة المرجعية العقائدية والسياسية، التي ظلت دائماً تقدم أفضل الشواهد على تعثر المشروع القومي العربي، وتكشف مفارقات لغته مع الممارسة السياسية القائمة في البلدين.
وعندما نستحضر مشاريع البعث الوحدوية المتمثلة في اللغة القومية السائدة في سوريا، ونحن نستمع إلى خطاب الرئيس، يتضاعف إحساسنا بالبؤس التاريخي، أما عندما تتطاير أصداء الشعار الذي رفع أثناء الخطاب داخل البرلمان، ورفع خارج البرلمان وسط حشود المتظاهرين، فإن درجات بؤسنا تزداد، ونحس بأن الوضع في الشام بلغ اليوم عنق الزجاجة، ذلك أن الرئيس كلف نفسه عناء الإشارة الناقدة إلى صورة المظاهرات التي تعكسها بعض قنوات التلفزة، حيث يتم إخفاء الحدود الكاشفة لنوعية هذه المظاهرات، وهو الأمر الذي يعادل في تصورنا مظاهرات المتظاهرين أمام مدخل البرلمان، أو المتظاهرين اليوم وغداً في بيروت من أولئك الذين يرفضون مواقف المعارضة اللبنانية، باعتبار أنها تتجه لفرض الوصاية الأجنبية الخارجية على لبنان، رغم رفضها للدور الكبير الذي قامت به سوريا، وهي توقف مسلسل الحرب الأهلية التي نشرت الخراب والفتنة.
[SIZE=5]لم يتجه الخطاب في نظرنا نحو موضوع وقف آلية التصعيد الذي قد تترتب عنه نتائج يعرفها الجميع، بل إنه غذى جملة من العناصر التي ستساهم في تأجيج درجات الغليان الحاصل. أما بيان المجلس الأعلى السوري اللبناني القاضي بتكليف لجنة عسكرية بمهمة تحديد حجم وفترة تمركز القوات السورية في البقاع، فإنه لا يخرج عن مسار العمل الذي يفترض أن يكون موصولاً بتنفيذ اتفاق الطائف، عندما تكون الأوضاع السورية اللبنانية مختلفة عن الصورة التي آلت إليها اليوم بعد استقالة حكومة عمر كرامي. ولهذا السبب نقول إن الأوضاع ازدادت سوءاً، ونرى أن كثيراً من ردود الفعل العربية الايجابية على قرارات الخطاب المترجمة في بيان المجلس الأعلى السوري اللبناني لا تعكس صعوبة الموقف القائم، بل إنها تتعامل مع ما يجري بكثير من التساهل، وذلك رغم خطورة الموقف، وصعوبة المشهد السياسي الإقليمي والدولي المؤطر للأحداث في جريانها اليومي.
لهذا السبب نتصور أنه آن أوان القيام بتدخل عربي عاجل يضع في مؤتمر القمة القادم الخلاف السوري اللبناني والأزمة السياسية اللبنانية موضع تفكير ونظر، بحثاً عن مخرج يعطل التفاعلات التي قد تنشأ عن الموقف السوري والمواقف اللبنانية المتصدعة بفعل كل ما حصل من تداعيات بعد التمديد للرئيس لحود ومقتل الحريري، ومختلف الأخطاء الواردة في خطاب رئيس الدولة السورية، ونتصور أنه يمكن للموقف العربي المشترك أن يساهم في حفظ درجة التوتر، وخاصة عندما تضع الأطراف المعنية مباشرة بالقرار أمام عينيها تجربة سنوات الحرب الأهلية، وأسئلة الإصلاح السياسي الداخلي، ثم الملابسات التي فجرها بكثير من العنف الغزو الأمريكي للعراق.