حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. (/showthread.php?tid=45581) |
الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - الجوكر - 11-01-2011 هزلت ورب الكعبه أن يأتي هؤلاء لينتقدوا هذا المفكر لاتنسوا بأنه هو من قال أن العرب ظاهره صوتيه وله أيضاً احتلال الإله لعقولنا أفدح أنواع الاحتلال. وله : لو كان نبيٌّ مصابًا بالبَرَص، بُعِثَ إلى قوم من البُرْص، لكانت الإصابة بهذا الداء شرطًا من شروط الإيمان بالله اقتباس:أجمل شيء فيك زميلنا الورّاق: أنك تُغرِّد في سماء خالية في خيالك؛ وضعت قدرها وحددت وسعها. كلامك عسل ياكايروس هذا والله المستعان الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - الــورّاق - 11-03-2011 اقتباس:* هذا يناقض كلامه السابق ، فهو يطالب بعدم الصدام مع الطبيعة ، والطبيعة ثابتة ، فإذا جاءت قوانين وشرائع مطابقة للطبيعة ، اذا ستأخذ صفة الثبات . تناقض ما لنا الا السكوت له .. والتناقض عموما لا يدل على رؤية شاملة مترابطة ، بل يدل على ان التفكير جاء كرد فعل لأمر معين . والتناقض مشكلة واضحة و واسعة في الفكر المادي ، و يبدون كمن لا يبالي بها . مع أن التناقض في رايي كاف لإسقاط اي فكرة . هم يخشون من الجزء ، والمشكلة تأتيهم دائما من الكل . اقتباس:* لماذا لا تقول انه هرب من الرذيلة ؟ اليست هذه اسهل ؟ لماذا نذهب الى التفسير الابعد مع وجود التفسير الاقرب ؟ لماذا جعل الرذيلة هي الحياة ؟ الحياة تشمل الخير والشر ، والفضيلة والرذيلة ، فهل نحن مطالبين باخذ كل ما في الحياة ؟ هذا ما يبدو من كلامه . فكرة عدم الفصل بين الخير والشر هي التي تقتضي تسمية الكل بالحياة ، اي اقبلها بخيرها وشرها ، والخير والشر متناقضان ، فكيف الجمع بين متناقضين ؟ وهذا امر لا يفعله صاحب الحياة ، فالحياة فيها خطر وأمن ، وهو يتجنب الخطر دائما ولم يجمع بينه وبين الامن ! اذا لماذا لا يقبل الخطر والضرر كجزء من الحياة ؟ اذا قبول الحياة بكل اوضاعها فكرة غير واقعية وغير منطقية . وهذه الفكرة أسميها فكرة وحدة الحياة ، وهي عدا فكرة وحدة الوجود ، يعتمد عليها الفكر العلماني والملحد والدنيوي ، الذي لا يحب التفريق بين الخير والشر ، على اعتبار انه من الممكن ان يستفيد من كليهما متى شاء . لكنه لا يقبل هذا الخلط ابدا اذا كان الامر ضد المصلحة . وهذه صورة من صور التناقض الكثيرة في العقلية الملحدة . اقتباس:* هذا كلام غير واضح من حيث الربط بين الامرين . كأنه يقصد انهم يحرّمون عليهم التجربة ، ولو كان من يفكر مثل القصيمي يفعل هذا في كل شيء ، لكانت الفكرة مقبولة وغير متناقضة . ولكن فيما يتعلق بمصلحته ، فهو يحب النصائح الجاهزة ولا يحب اعادة تجربتها بنفسه ، فعندما يرى لوحة : احذر خطر الموت ، فهو لا يحب ان يتأكد بنفسه حتى لا يكون غبيا ، اما ما يتعلق بالدين والاخلاق فيقول : اتركوني اتأكد بنفسي حتى لا أكون غبيا . وهذا التفريق ليس له مبرر منطقي ، اذا الفكرة متناقضة ، والمتناقض ساقط . وكل فكر متناقض هو فكر ميت او في طريقه اى الموت . لأن التناقض لا بد ان يكتشف ، والتناقض ضعف في التاليف والبناء . وهو صدام وصراع داخلي في بنية الفكر ، يهدم بعضه بعضا من الداخل . اقتباس:* الإنسان ليس الها ولم يخلق نفسه ، ويعرف في داخله انه منتمي لشيء وانه لم يأت من فراغ ، ويحب ان يكون محكوما من بعيد ، ولكن بقوة حكيمة راشدة . ويحب ان يكون مرتبطا بالحقائق والخير ، وليس الخير رباط قهر وأذى للنفس كما يرى القصيمي . بل هو راحته واستقراره . الانسان لا يحب ان يكون قشة ليبرالية في مهب الريح ، لاحظ ارتباط الانسان بوطنه وقوميته ومجتمعه واسرته وجذوره ، حتى تفهم ان الانسان ليس ليبراليا بالفطرة ، بل منتميا بالفطرة ، بل يتألم اذا قطع عن هذه الارتباطات ، ويناضل حتى لا ينقطع ارتباطه باصدقائه واشيائه التي يحبها . وهذا يؤشر الى ان الانسان في داخله عبد وليس الها . وهذه من الخيوط التي تدل على وجود الله . الاله هو الذي لا يرتبط بأحد ولا يناسبه ذلك ، فهو الغني الحميد . الحاجة الانسانية للارتباطات لسابقة ، تدل على ان له حاجة لارتباط اكبر ، وليست هذه فقط حاجته للارتباط ، لو كان الانسان ليبراليا بطبعه لملّ من اهله واحبابه ولما بكى على فقد احدهم ، بل يفرح حتى يبدله بغيره ويتحرر من قيده ، وصارت متعته ان يبدّل في كل شيء وينطلق الى كل شيء . اذا المادية والالحاد لم يفهما الانسان ، هذا سبب المشكلة كلها . و هنا تكون معاكسة الطبيعة رذيلة . القصيمي يتصور ان الانفلات هو الطبيعة ، بينما الارتباط هو الطبيعة ، ومن شاء أن يتأكد فليتأكد بنفسه . والانسان يُعرف من خلال ارتباطاته ، ولا يعرّف به إلا من خلالها ، لاحظها من الإسم والبلد والديانة والمذهب الفكري والهواية إلخ .. ولا يعرَف من خلال انفلاتاته وليبراليته . ولو كانت السعادة في الانفلات وعدم الارتباط ، لكان الايتام اسعد الناس لانهم بلا اهل يرتبطون بهم . القصيمي يتصور ان الدين سلطة ضاربة تفرض على الناس ما لا يريدون رغما عنهم . وهذا التصور سطحي جدا ، جاء من معاناة شخصية ربما ؛ لان الناس هم من اعطوا رجال الدين هذه القيمة . حاجة الناس للدين هي التي صنعت رجال الدين ، وليس قوة في رجال الدين . كما ان حاجة الناس للسياسة صنعت رجال السياسة ، وملـّكتهم أمور الناس ، وليس قوة خاصة في رجال السياسة . السياسي لا يحكم بارادته هو بل بارادة الناس . اذا لا السياسي ولا رجل الدين ولا رجل الفن ولا الادب ولا العلم ، كلهم صنعتهم حاجات الناس وليسوا هم من فرضوا انفسهم على الناس رغما عنهم . الانسان لديه غريزة الارتباط ، والفكرة الليبرالية من هذا المنطلق لم تؤسّس على اساس الانسان ، هي تتصور ان الانسان يريد الانفلات على طول الخط ، وهذا جهل واضح في ماهية الانسان ، الانسان يريد ان يرتبط بالفضيلة والحقيقة ، و الا فلماذا الانسان عنده عقل ؟ لو كان اصل الانسان الليبرالية ، لما احتاج للعقل ؛ لان العقل يثبت ، وهو رباط . اذا طبيعة الانسان انه يبحث عن الاشياء الصحيحة ليرتبط بها ، لا ان ينفلت منها بلا جذور و لا طاعة ولا ولي ولا مبادئ . والعقل لا يفهم الا من خلال الربط وليس الانفلات . وهذا ما يفسر لنا الشعور بالوحشة والفراغ الداخلي الذي يعانيه اكثر الشباب في الغرب ؛ انهم يعانون من الليبرالية ، فهي بحد ذاتها مرض . لماذا لدى الانسان رغبة المعرفة ؟ ألينفصل عنها وينفلت ؟ لا بل ليرتبط بها ، اذا فكرة الليبرالية المطلقة فكرة غبية وساذجة ولا تمثل الانسان . نعم الانسان يريد ان يكون ليبراليا تجاه الخطأ و الشر والظلم ، لكنه يريد ان يكون محكوما من قبل الحقيقة والخير . واللذة والحلاوة التي تصاحب كلمة حرية ، هي التي أوهمت الماديين في ان اصل الانسان يريد الحرية ، هذه الحلاوة لهذه الكلمة جاءت بسبب الظلم والالزام بما لا يلزم وكثرة شيوعه في المجتمعات . لكن اذا نظرنا اليها بعمق نجد ان الانسان لا يريد ان يزيد هذه الليبرالية الى ما لا نهاية ، بل يريد ان يرتبط ، والاساس هو الارتباط ، وطلب الحرية هو عرض ، بسبب ظروف طارئة من تسلط الشر . اقتباس:* قبل قليل يمجد الليبرالية المطلقة ، والان يمجد الارتباط بالشهوة ، وهذا تناقض ! المطلوب عند الملحد : اترك الدين والاخلاق و ارتبط بالشهوات ! هذا هو كل فحوى كلام القصيمي ، فلماذا لم يكتب بهذا الشكل الواضح والصريح ؟ هل الامر مخجل ؟ لماذا الخجل ؟ اليس مرضاً من بقايا الدين ؟ وهؤلاء الرجال الاصحاء لماذا لم يقولوها بكل صراحة ؟ البداوة هي الاقل ارتباطا والاكثر ليبرالية ، والاديان صاحبت الحضارة ولم تصاحب البداوة . تاريخيا : الأديان هي التي اقامت الحضارة وليست البداوة ، فاين يذهب القصيمي من الحقائق التي تلاحقه ؟ الحضارة بنت العقل ، والهمجية بنت الشهوات . وهو يدعو إلى الشهوات بدون قيد ولا شرط كما دعا استاذه نيتشه الاهوج من قبله . اقتباس:* يشير الى كلام نيتشه تماما ، عندما قال أن الرذيلة هي الضعف ، والفضيلة هي القوة ، والقوة قدرة ، وها نحن نفسّر له ألغازه وهو لا يكاد يبين من شدة الخجل . و بعد هذا الغموض يشتكي من عدم وضوح القرآن ! اقتباس:* ليس بعد هذه السطحية سطحية .. يضحكون من ماذا ؟ ويبكون من ماذا ؟ لماذا لم يفصّل ؟ هل تريد من الله ان يحب من يضحك على سحق الضعفاء وانتثار اشلائهم ، ويغضب ممن يبكي بدافع الرحمة ؟ نيتشه مجنون ! لماذا يربط نفسه به ؟ والمرء من قرينه . القصيمي ليس ملحدا بل ملاحدة . اقتباس:* هذه المرة فرويد الملحد يتكلم !! هذا كلام عام يراد منه التشويه ليس إلا ، هو يعلم ان الاسلام يحرّم الخصاء ولا يكبت الرغبة الجنسية بل يوجهها ، وأديان أخرى ايضا ، وليس الخصاء خاصا بالاديان ، فهو يمارس حتى مع الحيوان احيانا . والأديان الاخرى بشكل جزئي تحمل مثل هذه الشذوذات والأخطاء . واقتناص الاخطاء من اي دين في الاديان وتعميمه على البقية ، هذا منهج فاسد ؛ لأنه يكشف النية والإغراض ، وهو من مغالطات التعميم . لو أنه قال : أكثر الأديان أو بعض الأديان ، لكان أوجه . وهذه بحد ذاتها تكشف عدم مصداقية الرجل وأن اخباره ليست ثقة . فهو يتحدث كذبا الان ، والتعميم من انواع الكذب . اذا سرق واحد من المجموعة ، وقلت ان كل المجموعة سراق ، فانت تكذب الان ، مع وجود السرقة في احدهم ، على سبيل العقاب الجماعي ، وهذا احتقار للمنهج العلمي الذي يدعيه . وبعد هذا ، هل يستطيع ان يقول احد ان القصيمي موضوعي وعلمي في نقده ؟ لن يقولها الا صاحب هوى ، خصوصا بعد ان يقرأ هذه السقطة السابقة . اقتباس:* هذا الكلام غير منطقي من ناحية أن الشيء لا يـُغيّر بنفسه ، بل من خارجه ، هو يتكلم عن ترك شهوة لوجود شهوة اهم منها ، وهذا لا يعني تغيير الشهوات كلها ، هذا تغيير نوعي وليس كلي . مادام ما في انفسنا الا الشهوات ، اذا حتى نتغير لا بد ان نغير ما في انفسنا ، (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . وهو جعل الشهوات هي التي تصنع الافكار وتغيرها ، ولكنه لم يوضح لنا ما هي العواطف وما دورها ما دامت الشهوات هي كل شيء وما دام ان حياتنا من صنع افكارنا وأن افكارنا من صنع شهواتنا .. هو لم يقل ان عواطفنا تحمينا من شهواتنا ، كان يمكن الفهم ، مثل من يشتهي مثلا قتل خصمه طمعا ولكن تمنعه عاطفة الرحمة ، من الواضح انه لا يريد هذا المعنى ، بل يريد ان يجعل الشهوات هي المحرك لكل شيء . وكأنه يريد ان يجعل الانسان شيئا واحدا وليس ثنائيا كما هو انسان انساني و انسان مادي شهواني ، و كلاهما في شخص واحد . هو انا وأنت واي شخص . يتبع .. الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - الــورّاق - 11-04-2011 اقتباس:* هذا الاطلاق غير صحيح ، بدليل ان من يرحم يفكّر ، و بحماس ايضا ، مع انه ضد شهواته ومصالحه . الفلسفة المادية التي ينتمي اليها الكاتب جعلته لا يرى الانسان الا مخلوقا شهوانيا يبحث عن المتعة الحسية المادية .وهذا تضييق لمعنى كلمة انسان وحصر لها في شيء واحد . الواقع لا يثبت هذا الحصر ، مهما تأوّل المادي . فالدوافع الغير انانية موجودة مهما اعتسفنا الانانية وراءها . والفكر المادي مشكلته دائما مع الانسان بالدرجة الاولى ، حيث يضطر لتعسف سلوك الانسان على دافع واحد بطريقة تظهر ضعف النظرية المادية وقوة الانسان . اقتباس:* من يعرف مضمون هذه الكلمة السامي ، لا يستطيع ان يوازن بينها وبين الشهوة : الشهوة حسية مادية محسوبة ، والفضيلة سامية ومتسامية وغير محسوبة النتائج . الشهوة مرتبطة بالواقع ، والفضيلة ارقى من الواقع واجمل . جمال الفضيلة من نوع مختلف تماما عن جمال الشهوة ان كان فيها جمال . المتصف بالفضيلة يُنظر إليه باحترام واجلال ، الانسان الشهواني البحت لا ينظر اليه هذه النظرة بل ينظر باحتقار ، كيف يوازن هذا المفكر بين شيئين مختلفين و يراهما بمستوى واحد وبهذه السهولة ؟ انا اتفق مع الكاتب على خطأ هذه الفكرة ، ولكنها ليست موجودة في الاسلام . الفضيلة كيان مستقل ، وإضعاف الشهوات لا يعني الوصول الى الفضيلة . لأن هذا الاضعاف عبارة عن سلب ، والفضيلة موجبة في اساسها وإن كان هذا الايجاب ياتي على شكل سلب في بعض الاحيان كالإيثار مثلا . الفضيلة تصب في حوض ، والشهوة تصب في حوض اخر . ليس بينهما عداوة مطلقة بل بينهما صراع على القيادة ، المهم من القائد ، من يقودني : الشهوة ام الفضيلة ؟ و اذا قادت الفضيلة لا يعني هذا الغاء للشهوة ، بل هي موجودة ، ولكنها في اطار الفضيلة ، ولا تتقدم عليها . وهذا هو الوضع السوي الذي تنشده كل شعورات البشر . وهذا الشرك الذي وقع فيه القصيمي ، هو الذي وقعت فيه الكثير من الفلسفات الشرقية ، وعلى رأسها البوذية ، اذ اعتقدت بالضدية التامة بين الشهوة والفضيلة وآثرت قمع الشهوة والجسد ، وآثر القصيمي ومن وراءه العكس ، أي قمع الفضيلة لحساب الشهوة . الوضع السليم يقرره القرآن الوسطي دائما : (ابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) ، اي من متع الدنيا ، اي لم تلغَ المتع في الاسلام كما تحاول المذاهب الشرقية ، و لكنها ليست قائدا كما يفعل الفكر المادي الغربي الذي يجعل الاخلاق والفضيلة تبعا للبزنس والمتعة ليس الا . اقتباس:* كيف اجتمعت هذه الاشياء لتشكّل الاستقامة والاخلاق ؟ هل هذا هو تعريف الاخلاق عند القصيمي العظيم ؟ كأنه يتكلم عن صناعة من الصناعات او هواية من الهوايات ! هذا التعريف يصلح للرسم ، فالرسم يحتاج الى موهبة وفن وذكاء وإرادة و ظروف مناسبة لعرض اللوحات . وكلمة شهوة هذه ، يبدو انها لازمة لفظية تدخل في كل شيء ! حتى في الطبخ لو عرفه القصيمي ، لقال أنه شهوة وارادة وفن وذكاء وظروف .. إلخ ! ما ابعد هذا التعريف المهني والحرفي عن معنى كلمة الاخلاق الراقية والفاضلة . اقتباس:* اذا كانت متلائمة مع ظروفها ، فلماذا يشتكي اهل الاخلاق ويتألمون ؟ بل ان البعض يحذر الاخرين بأن الاخلاق لا توكل عيشا ! فكيف تكون الاخلاق متلائمة مع ظروفها ؟ اليسوا يقولون : اتق شر من احسنت اليه ؟ ويقولون : خيرا تعمل شرا تلقى ؟ اين هي الظروف الملائمة ؟ هو يتكلم عن الاخلاق المصلحية ، ما اقبح اخلاقا يكون دافعها الشهوة ، تصور كيف تمتن لاحد يتصرف معك اخلاقيا ودافعه هو المصلحة والشهوة بما عندك من مصالح يريدها ؟ ما يتكلم عنه القصيمي هي اخلاق اللئام وليست اخلاق الكرام ، نعم اخلاق اللئام تقوم على المصلحة وليست على المعاني الانسانية المترفعة عن المصلحة والمضحية بها ، وهي التي ذمها الناس على مدى التاريخ ، فقالوا : يعطيك من طرف اللسان حلاوة .. و يروغ عنك كما يروغ الثعلب .. والناس قد نبذوا الحفاظ فمطلق .. ينسى الذي يـُولى وعافٍ يندمُ .. هذا النوع المذموم من الاخلاق هو ما يبشر به القصيمي مع الاسف للأخلاق . اقتباس:* هذا تعميم غير علمي ، لا مروءة بدون صبر ، والصبر من الاخلاق ، حتى الجائع يصبح متوترا ، وهنا يأتي دور اخلاق الحلم ، كأنه يتكلم عن الانسان الذي لا يسيطر على نفسه وتتحكم به الشهوة فقط . الجميع يتأثر بالالم واللذة ، ولكن ليس الجميع يكون مستسلما وخاضعا لهما كما يحاول ان يعمم القصيمي على كل الناس من نظرة واحدة . ولو كان الناس يستجيبون لتأثير الألم واللذة بشكل كامل وتلقائي لتدمرت الحياة , ولكان كل من طمع سرق ، وكل من غضب قتل . هذا تطبيق لفكرته حتى نعرف انها فكرة غير ناضجة . اقتباس:* هناك اناس لا يجيدون الابتسام ولا يجيدون البكاء ايضا . وهم دائما بعيدين عن حركات شعورهم ومرتبطين بعالم المادة ، والمادة جامدة . والضحك عاطفة والبكاء عاطفة ، والعواطف غير محبذة عند الماديين الذين ينتمي اليهم القصيمي . اقتباس:* كيف يجب ان يكون الوضع اذا ؟ اذا اختلفت الصفات الاخلاقية بين الانسان والاله ، ماذا ستكون اذا صفات الاله ؟ وهل يوجد صفات اخلاقية اخرى غير التي نعرفها ؟ لن تكون الا ضدها . وضدها سيء ولا يليق بالاله . لا يمكن التفاهم بين الخالق والمخلوق اذا اختلفت الصفات الاخلاقية بينهما . ثم انها صفات جليلة تليق بالخالق وتجمّل المخلوق اذا احتذى بها ، هي في اساسها صفات الله وليست صفات المخلوق . اقتباس:* مثل هؤلاء يخالفون اوامر القران ، والمخالفات لا اعتبار لها في نقاش الدين . فالقران حدد لمن التوبة ، الذين يفعلون السوء بجهالة ثم يتوبون ويندمون (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا) ، اما ما ذكره من أنهم يؤخرون التوبة الى اواخر حياتهم ، فقد تكلم القران عنهم ، فقال : ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ [النساء : 18] ، فمنطقيا لا تُحسب على الاسلام مخالفات اتباعه ، بل ولا على اي فلسفة او نظرية او دين ، فالمخالف مبتعد ولا قياس على مخالف ، إنما يُحسب على الدين من يطبق الدين ، وعلى الفلسفة من يطبق تلك الفلسفة . لكن اكثر الملاحدة ينتقدون الاسلام من خلال مخالفة اتباع الاسلام له ، وهذا شيء عجيب ، المفروض ان ينتقدوه من خلال من يطبقونه لا من خلال من يخالفونه . لأن كل ما ازدادت المخالفة كلما زاد الابتعاد عن الاسلام . اقتباس:* هذا الكلام ينطبق على من لا مبادئ له ، أو من لا يريدون التقيد بالمبادئ ، بل يريدون التقيد بالمصالح والمتع . الواجب في أكثر الحالات لا يفعله الإنسان بدافع الشهوة ، وأي شيء تفعله للمستقبل لا يصلح أن تقول فيه أن الدافع هو الشهوة ، بل هو مضاد للشهوة في أكثر الأحيان ، حتى في الدنيا . فالشخص الذي يتقشف في إنفاقه حتى يؤمـّن مستقبل أبنائه مثلا ، هل نقول أن الشهوة هي دافعه لهذا العمل ؟ وإذا كان الامر هكذا ، فماذا عسانا أن نقول إذا بدّد أمواله على الأشياء التي يحبها وأهمل مستقبل أبنائه ؟ نستطيع حينها أن نقول أن الشهوة هي دافعه ، أما أن نستعمل نفس الكلمة (الشهوة) لحالتين متناقضتين ، فهذا يبعدنا عن العقل و يقربنا للجنون . إذا تهمة الشهوانية المشتركة التي يطلقها الدنيويون والماديون على المؤمنين كدافع وحيد لسلوك الإنسان تهمة غير دقيقة ولا منطبقة في كل الحالات ، لأنك لا تستطيع أن تسمي شيئا بالشهوة إلا على قدر ارتباطه بالآن والحاضر ، كلمة متعة و شهوة و لذة مرتبطة باللحظة وليست مرتبطة بالبعيد ، ولو كان الدافع واحد وهو الشهوة لما صار هذا الاختلاف الحاد ، فالدوافع المشتركة توحـِّد وليست تـُفرِّق ، وإذا كانت كل الدوافع سببها شهوة ، فأين العقل إذا كدافع ؟ فالشهوة اندفاع وغرائز وليست تفكير ، والغرائز لا تثور على المستقبل ولا على الماضي ، بل هي تثور على الحاضر ( قانون ) . ولو جاءت بالتخيـُّل فسوف تـُتـَخيـَّل في الحاضر وليس في المستقبل ، وهذا أكبر دليل على أن كلمة شهوة مرتبطة بالحاضر ولا يصح إخراجها عن نطاقها . فالمسلم الذي يغض بصره عن امرأة مغرية ، لا يعني هذا أنه يستمتع بجمال منظر الحور العين كما يتصور القصيمي أو غيره ، لأن المتعة تركزت هنا في الحاضر . هناك فرق بين الأمنية والشهوة ، الشهوة تفرض نفسها و ليست تـُستدعى ، لأنها مرتبطة بالغرائز والغرائز مرتبطة باللحظة . لذلك يخاطب القران أولي الألباب وليس أولي الشهوات ؛ فأصحاب الشهوات معروف أن الحاضر هو الوسط المناسب لهم ، وأهم شيء عندهم هو الآن ، فالآن هي بيت الشهواني وكل شيء في المستقبل يسمى أمنيات وليست شهوات . إذا الجنة عبارة عن امنية عند المؤمن وليست شهوة ، وتـُتـْرَك شهوة الحاضر لأجلها بدافع العقل وحب الخير والنفور من الرذيلة . لو كان المسلم دافعه الشهوة لكان مجنونا ، فمن يستبدل عصفورا باليد بعشرة على الشجرة ، إذا لابد أن يكون الدافع لفعله هذا شيءٌ آخر . وإذا كانت المسألة مسألة شهوات في الدنيا وفي الآخرة فما فائدة الدين إذا ؟ ومادام أن الدين يتعامل مع شهوانيين ، فلماذا لا يحثهم على ابتكار الشهوات ومبادرة اللذائذ في الدنيا حتى لا يسبقه أي مذهب إلحادي ودنيوي الى ذلك ويأخذ الناس معه ؟ إن الحكاية أكبر من ذلك التصور . إذا المؤمن الحق يفعل الخير حبا بالخير وبالله الذي أحب الخير و ليس حبا في الشهوة . نعم من الممكن أن يترك الإنسان شهوة بدافع شهوة أخرى ولكن متى؟ : فقط في سياق الآن والحاضر فقط ، لأن الشهوة مرتبطة بالحاضر فقط ، فعندما تجتمع شهوتان سيتجه الشخص الى الأقوى جذبا والأسهل تناولا (قانون). فإذا امتنع المدخن عن التدخين مثلاُ فلن يقول شخص عاقل أن ذلك بسبب الشهوة أو المتعة ، بل بسبب العقل . والعقل ليس من الشهوات بلا شك ؛ لأن العقل مرتبط بالحقيقة وبالمعرفة وبالعلم ، وهذه ليست شهوات ؛ حتى المؤمن الذي يخاف من النار ، فالعقل دافعه وليست الشهوة . إن فهم مدلولات الألفاظ يحمينا من فوضى المفاهيم ، وكثيرا ماتسمع هذه الفكرة من الملحدين في نقدهم للأديان . الشهوة ترتبط بها البهجة والحاضر أيضا ، بل إن الشهوة هي بهجة الحاضر ، وهي التي سمّاها القران زينة الحياة الدنيا ، وأكثر الذين يعملون يذهبون لعملهم بمشاعر غير مبتهجة ، بدافع العقل الذي يلزمهم بالعمل ، حتى لا يـُرمَوا في الشارع . فأين هي الشهوة في كل شيء ؟ ثم أن تعميمه لكلمة شهوة بأن تكون هي محرك البشر هو تعميم واسع إذا علمنا أن عدد الشهوات الذي يبتهج لها الإنسان قليل . وقد لا تكون متوفرة للجميع . ثم لماذا أعلى النسب للمرضى النفسيين وبموجب الإحصاءات هي للشهوانيين وبالذات الملاحدة ، مع أنهم أخذوا شهوات عاجلة أكثر من غيرهم ؟ فالمفروض أن تثبت الإحصاءات أنهم أكثر سعادة من غيرهم وأقل أمراض نفسية ، إن الواقع إذاًُ يكذِّب هذه الفكرة . وبما أن الشهوات عددها قليل في حياة الإنسان ، فهذا سيجعل الشهواني يسرف في هذه الشهوات المحددة و يضر ببقية حياته و صحته ، ويتسرب الملل الى داخله ، ويتعبه شعور الإسراف لأن الإسراف تطرف . والشخص المستسلم للشهوة هو شخص ضعيف ، لذلك لا يـُولـَّى مهاما كبرى ؛ وذلك لأن سيطرة الشهوات تـُضْعِف من سيطرة العقل . ومن هنا إذا يكون ربط الإلحاد بالعلم خاطئ ، و لذلك المؤمن اكثر علمية من غيره ، والمؤمن أكثر ارتباطا بالعقل والعلم ، والملحد أكثر ارتباطا بالشهوة . ويـُعرف مقدار عقل الإنسان بمقدار اهتمامه بالمستقبل (قانون) ، وبما أن الشهوات مرتبطة بالحاضر فالشهواني إذا هو الأبعد عن المستقبل ، أي الأبعد عن العقلانية ، و إلا فلماذا تتضعضع الثقة برئيس دولة مثلاً لأنه استجاب لشهواته مع أن تلك الدولة تمجد الشهوانية ؟ إذا الشهوانية لم تكن في يوم من الأيام أساسا لأي بناء عقلي أو علمي أو حضاري ، فالعقل قوة والشهوة ضعف ، وميزة الإنسان عن الحيوان نستطيع أن نلخـِّصها بالنظر الى المستقبل ، والمسلم هو صاحب المستقبل الأبعد في دائرة الاهتمام ، وهي دائرة ما بعد الموت ، ومن يهتم بالحاضر فقط فسيكون دافعه الشهوانية ومحصوراً في إطار الحيوانية ، ولا يمكن الجمع بين الشهوانية والعقلانية ، فهُما في تناقض . ومادام يوجد من يخالف شهوته ارتباطا بالمبدأ فكلام القصيمي ليس على إطلاقه ، وهو ينطبق على فئة شهوانية فقط ، فهي التي تدفعها شهوة وتردُّها شهوة أخرى . أما توسيع مفهوم الشهوة ليشمل حتى الواجب ، فالقصد منه تبرير الشهوانية ليس إلا . وإلا فالشهوة معروف أنها قريبة المجتنى ولهذا سميت شهوة . منطقيا لا أحد يستطيع أن يسمي من يدفع الضريبة بأن الشهوة هي دافعه ، سيكون هذا أمرا مضحكا بناء على تعميم فكرة القصيمي . فالمسلم الذي يفعل الواجب لأنه واجب ولأن عليه نور و يرى أنه هو الحق ، من الصعب أن تقول أن الشهوانية هي الدافع لأعماله ، وحتى الجنة نفسها لا يمكن اعتبارها في نطاق الشهوات ، لأن الجنة متى موعدها ؟ بعد انقضاء الحياة كلها !! ولا ننسى أن هناك حساب وجحيم ، وليست الآخرة هي مجرد جنة فقط . يتبع .. الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - الــورّاق - 11-05-2011 في الصفحه 13 من الكتاب يقول فيها :: اقتباس:" سيجد القاريء في هذا الكتاب امثال كلمات : إله , آالهه , دين , اديان , نبي , انبياء كيف يكون هذا الكلام ؟ هذا تهرب لا قيمة له من القصيمي ، وهو تهرّب سخيف وغير منطقي ، يجعلنا نتصور ان هناك انبياء مزيفين وانبياء حقيقيين ، و اله كاذب واله يستحق الاحترام !! عليه ان يوضح ، فلو كان منصفا ، لقال : الإله الذي تتصورونه ، وليس الاله الحقيقي . اما ان يطلق اللفظة هكذا بدون تقييد ، فمعلوم اين سيتجه الذهن . ثم حتى هذا الاحتراز لا قيمة له . فكلامه كله مليء بانتقاد الاله والانبياء ، ولم نجد انبياء او اله اثنى عليهم حتى نبرر له بأنه لا يقصد هذا أو يقصد ذاك . في كتابه يمدح الشهوات ، وهو يقول في هذا الاحتراز: ان الانبياء طهرونا من الشهوات !! القصيمي والتناقض وجهان لعملة واحدة . ثم هل صفات الإله الحقيقي التي يذكرها في هذا الاستثناء تدل على احترام ومحبة أم لا ؟ يقول : اقتباس:إني لا يمكن ان اعني بالأله او الآلهه , إله الكون وخالقه , واهبنا القدره على الأيمان به والعجز عن طاعته ثم ماذا نفعل بالعبارات الالحادية المتناثرة في كتاباته ؟ والالحاد لا يعني وجود اله ، لا خيّر ولا شرير من الاساس . وهذا ما يجده القارئ المتتبع لكتاباته طافحا في كتبه . ثم هو لم يكشف عن عقيدته ان كان ملحدا او لا دينيا او ربوبيا .. ومثل هذه التعويذة وهذا الحرز الذي وضعه في اول الكتاب ، يستطيع ان يفعله اي احد ، بعد ان ينتهي من كتابه المليء بالانتقاص والتهكم لاي شيء ، قائلا في تعويذته : قد يظن القارئ انني انتقص من هذه الاشياء ، بينما انا لا اقصد ما يتبادر الى اذهانهم .. اذا لماذا لا تكتب ما تقصده من الاساس ؟ هذا تناقض ونفاق وتضليل للقارئ .. الكاتب التنويري لا يعتمد على الغموض وتمويه الالفاظ ، فإن جازت لشاعر فلن تجوز لمفكر كما يسمّى . لأن الفكر يعتمد على الوضوح ويحاول ان يصل اليه ، ولا يعتمد على التورية والغموض ، ولا يوجد فكر باطني . يتبع .. الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - الــورّاق - 11-06-2011 اقتباس:* لو كان هذا المبدا صحيحا فلماذا صوّموا انفسهم وحرموا على انفسهم اشياء كثيرة لم يحرّمها الاباحيون ؟ وكيف يكون اكثر الناس اشتهاء للدنيا هم اكثر الناس تحفّظا على الانغماس في شهواتهم ؟ هذا تناقض وقع فيه الكاتب . بل اكثر الناس اشتهاء للدنيا هم من لم يدعوا ولا حراما واحدا في طريقهم ، سوى الخطر اذا ضرب غلى ايديهم ، كما يُضرَب الاطفال على ايديهم من قبل الآخرين اذا اخذوا شيئا لغيرهم . وهو يحث على اللذة والشهوة ، ثم يعتبر التشويق الى اللذة امرا بذيئاً !! اليس في هذا تناقض فاضح ؟ الشهوة هي كل شيء في فكره ، اما الدعوة اليها فهي امر بذيء ! هو يعمل على مستويين عقليين وهو لا يدري : فتضخيم الشهوة انطلق به من مستوى ، والأنفة من الدعوة الى الشهوات انطلق به من مستوى عقلي اخر ! هذه الازدواجية سوف تواجهنا كثيرا عند قراءة الطرح المادي الالحادي . فشهوات الدنيا امر اساسي وحقيقي ولا غبار عليه ، اما شهوات الجنة فهي شهوات فاضحة ومقززة للذوق !! و كلا الفكرتين نسمعها من عقل واحد ! ويغضب اذا وصفته بالتناقض ! هكذا يكون الإغراض والانتقائية وإلا فكيف .. حتى يُحترم عقل شخص ما ، يجب ان يكون له خط واحد ، الناس تراقب عقل الكاتب او المفكر من خلال بحثها عن التناقض .. وموضوع التناقض لم يلتفت له الطرح المادي الالحادي بدرجة كافية ، خصوصا في هجومه على الدين . لأنه يتناول الدين عن طريق ثنائية متناقضة جدا : فهو يرفض وجود الخير وينتقد الدين من ناحية الخير ! ولا يقر بلأخلاق كاساس يحتكم اليه ، ويفرح اذا وجد مثلبة اخلاقية على الدين ! هو شهواني ويقر بشهوانيته ، ولكنه يتقزز من المتع المذكورة في الاخرة ! ومن يستعمل الازدواجية في النقد ، يضر بمصداقيته اكثر من الشيء الذي ينتقده . وهذا ان دل على شيء ، فإنما يدل على الانسياق الجارف وراء تحطيم الهدف دون التأكد من جودة الادوات وصلاحيتها . هم يتصورون : "اضرب الدين باي شيء ، فكل ضربة لا بد ان تؤثر .." ، وهذا ما ادى الى إضعاف المصداقية والمنطقية . وهذا يشبه منظر من اراد ان يحطم تمثالا يكرهه ، فأخذ يحذفه بحذائه و كل ما عليه ، فلما التفت الى نفسه وجد نفسه عاريا قبل ان يتحطم ذلك التمثال !! اقتباس:* لاحظ هنا تمجيد الشهوات الدنيوية رغم ما عليها من الكثير من القذر ، في حين كان يشنع ويتقزز من الشهوات الاخروية رغم طهارتها ! المنطق لا يؤيد كلامه . تقول الامثال : من صبر ظفر ، ولم تقل : من انساق وراء الشهوات ظفر ، بل هو الذي يقول ذلك . وهذا موجود في امور الحياة كلها ، فعجبا لهذه الفلسفة الساذجة ممن يقال عنه انه مفكر عظيم !! اقتباس:* التاريخ ينفي ذلك ، مقدمة ابن خلدون توضح ان الامم المترفة والمنغمسة في الشهوات تقضي عليها الشعوب الصلبة والخشنة البدوية ، اي الابعد عن الشهوات . فالتلميذ المتسلح بالشهوات تجده ينساق في شهوة النوم في الفصل والضحك والتسلية مع زملائه ، و حب الراحة واهمال الواجبات ، بينما التلميذ الجاد هو الذي يسيطر على رغباته وشهواته بدافع من عقله . اذا الشهوانية لا تصنع العظمة كما يتصور ، بل العكس هو الصحيح . اقتباس:* من قال ان الحماس ياتي من الشهوة فقط ؟ المبادئ والايمان هي اقوى ملهبات الحماس ، والتاريخ ايضا يثبت ذلك . الصبر هو طريق النجاح وليس حب الشهوات . حتى الذين وصلوا الى شهوات اوسع ، وصلوها بالصبر وليس عن طريق الشهوات . وبامكانك ان تقرا في سير المشاهير او العظماء ليصوروا لك كيف انهم تحلوا بالصبر وذاقوا الكثير من الالام والمرارة وكيف كانوا يحرمون انفسهم من قبل ان يصلوا الى ما وصلوا اليه ، ولم يقولوا اننا صرنا شهوانيين فصرنا عظماء ! ( ومن طلب العلا سهر الليالي ) ( ولا بد دون الشهد من ابر النحل) .. فالشهوة مربوطة بالحاضر دائما ، كما وضحنا سابقا . اقتباس:* نعم ، ولكن تحدي ماذا ؟ انه تحدي الشهوات .. وهذا ما لا يملكه الحيوان . اقتباس:* كيف تكون الفضائل في الرذيلة ؟ كيف يكون الشيء في ضده ؟ ثم هو الآن يثبت اهمية الفضيلة من دون ان يدري ! أليس يقول انه قد تكون الفضيلة في الرذيلة وانتم لا تعلمون ؟ اذا هو يقر ان الفضيلة هي هدف ويجب البحث عنها وليست الرذيلة . و يقر ان الحياة لا تصلح الا بفضيلة ، لكن خلافه معهم هو في اين تكون : هل الفضيلة في الفضيلة ، ام الفضيلة في الرذيلة .. اقتباس:* هو الآن يتقول على الله ما لم يقله . هل قال الله : لا تعلَموا ولا تتعلموا واياكم ان تبنوا الحضارة ؟ ام قال العكس ؟ هذا ادعاء غير موثق ، ولو كان صحيحا لأقررنا معه ، أما كونه يعجب بحضارة ما ، فهذا امر اخر ، فقد كان للمسلمين اعظم حضارة في زمن من الازمان . والفضيلة لا تتعارض مع العلم والحضارة ، بل هي الدافع الاساسي لها . الرذيلة لا ياتي منها الا الشر . و كل من يريد تشويه الفضيلة وتقليل شانها ، دائما يراهن على الجواد الخاسر . الناس تحب الفضيلة بفطرتها . اقتباس:* كيف يكون هذا ؟ هو الآن يمدح الاخلاق و يذمها في نفس الوقت !! وهذا يدل على انه لم يقبل الرذيلة فعلا ، وما زال في داخله حب للفضيلة ، وإذا لم يعص الضعفاء الاخلاق فهذا يعني انهم يطيعونها ، والطاعة تكون بأوامرها ونواهيها ، هل يصنف هذا في ضعف التعبير ام يصنف على انه فلسفة غامضة لا يمكننا الوصول اليها ؟ الاقوياء الحقيقيون هم الاقدر على الاخلاق ، سواء كانت اخلاقا بالسالب او بالموجب ، فالحلم مثلا ، خلق بالسالب ، اي الا تفعل شيئا ، والمروءة خلق بالموجب ، اي انك تفعل شيئا لاحد محتاج رغم الخطر . و كلاهما لا يستطيع عليه الا الاقوياء ، والاقوياء هم المستعدون للتضحية دائما كما يقول المتنبي : لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والإقدام قتال .. إذا لا يستطيع الاخلاق الا الاقوياء ، اما الشهوانيين فهم الابعد عنها لانهم ضعفاء ، فهم لا يريدون الفقر ولا يريدون ان يقتلوا .. لهذا يكرهون الاخلاق لمشقتها . والبشر كلهم يعرفون ان طريق الاخلاق طريق شاق الا هذا الرجل العجيب واستاذه نيتشه ! يريدا ان يجعلا من العاجزين عن الاخلاق اقوياء !! بدون دليل سوى انهم هم يريدون ذلك ! و وسيلتهم لاقناع الناس بذلك هي التكرار ، مثلما كرر عبد الله القصيمي فكرة الشهوة في اغلب الفقرات التي مرت معنا . واصحاب العقول لا يجدي معهم التكرار كاسلوب في الاقناع . اقتباس:* هذه الافتراضات بلا دليل ، ويبدو اننا نرد على نيتشه ثانيا وليس على عبدالله القصيمي . القوة مثل اي وسيلة ، تستخدم في الخير او الشر ، تستخدم في سياق الاخلاق او في غير الاخلاق ، وكذلك معطيات العلم والحضارة ، فلماذا هذا العداء للاخلاق ؟ هل العجز عن الشيء يسبب عداء له ؟ اليس العلم والحضارة كلها للانسان ؟ اليس الانسان محكوم بثنائية الاخلاق واللا اخلاق والخير والشر والحب والكره ؟ اذا هي وسائل لهذا الانسان المحكوم بالثنائيات . انظر الى الحرب مثلا : كانت باساليب بسيطة ، والان دخل العلم في الحرب . هل هذا يعني ان العلم لا يعمل الا في الحرب فقط ؟ اليس يعمل ايضا في الطب وانقاذ المرضى والمصابين ؟ اليس يعمل على معاونة المعاقين ؟ اذا كلام القصيمي غير صحيح في ان العلم يتعارض مع الاخلاق . لان العلم للانسان ، والعلم لا يغير طبيعة الانسان وتردده بين الخير و الشر ، اذا سيستخدمه الانسان اما في الخير او في الشر كاي وسيلة ، مثل الكاس والسكين . هم يريدون التخلص من الانسان ، ناسين ان كل شيء للانسان . فالإنسان تكمن في داخله القيم والدين ، نيتشه يقول عن الإنسان : أنه شيء لا بد من تجاوزه ، ولكن يتجاوزه الى اين طالما ان كل شيء للانسان ؟ هل نتجاوز الانسان الى العلم او المادة ، بينما اصل العلم واصل المادة للانسان وليس اصل الانسان للعلم والمادية ؟ هاذ ما يريدوه ان يكون ، أن يكون الانسان للعلم . وهذه كلها محاولات التفافية القصد منها الابتعاد عن قيم الانسان وتهميشها ، لسبب بسيط وهو ان الدين والاخلاق لا وجود لهما خارج الانسان . فالمادة لا تحمل دين ولا قيم ولا اخلاق . ولهذا ارادوا تجاوز الانسان الى المادة ، ولو كان الدين موجود في المادة لهربوا منها الى الانسان ، ولكنها هي قيم الانسان ، فماذا نفعل بها ؟ و انت تتعامل مع انسان ولست تتعامل مع مادة . فكيف تتجاوزه وهو صاحب الشان ؟ يمكن تسمية هذه الفكرة بورطة نيتشه . اقتباس:* اي الذاتين تفعّل ؟ الخيرة ام الشريرة ؟ انت اثبت ان ليست لك ذاتا واحدة ! ولو كانت ذاتا واحدة لما وجد التناقض ! والشيء الواحد لا يمكن ان يكون شيئين متناقضين في نفس الوقت . لا يوجد متناقض يسمى بإسم واحد إلا شيئا واحدا وهو التناقض نفسه . وفكرة ان الانسانية لا تعني فقط الخير بل تعني اي شيء يتصف به الانسان من خير او شر ، وفي مجموع ذلك يكون هو الانسان ، وهي الفكرة التي يعتمدها المذهب الانساني الملحد ، وهي اساسه ، لا شك انها فكرة سطحية ، فتاخذ سطح الانسان وليس عمقه ، سطحية لانها تريد ان تجمع التناقض في كيس واحد ، وهذا شيء غير منطقي . فالتضاد لا يكوّن ائتلاف او وحدة . نجد ان الرابط بين الخير والشر في مذهبهم هو ان الذي يفعلهما انسان ، وهذا ما لديهم من رابط يزعمونه يعتبر كافيا لديهم ، اي ان رابط الوحدة هو وحدة الانسان و ليس وحدة السلوكين . اي وحدة الاناء ، فالجمع بين السم والعسل في اناء واحد ، هذا لا يعني انهما اتحدا وصارا شيئا واحدا ، ولا تستطيع ان تقول ان السم مثل العسل لانهما في اناء واحد !! ومثل هذا الكاس لا أحد يرغب في تناوله . وسيقولون : لا نرغب في تناوله ، ولكننا نرغب في تناول الكاس الأول ، وهو الإنسان المختلط بين الخير والشر . هذا تناقض في التناول . وجود الشر في الانسان ليس وجودا مقبولا ، حتى من ذات الانسان نفسه ، وليس قبول وجود الخير مثل قبول وجود الشر عند الناس . ولو كانا متماثلين لما نظر البشر اليهما نظرتين مختلفتين ، ولتشابها في المستوى التقييمي ، ولكن هيهات ، حتى اصحاب الفكرة انفسهم لا يستطيعون ان يطبقوها ، فلو عرضت عليه صداقة شخص جديد وقلت عنه انه ينقذ القطط ويقتل الاطفال ! فهل سيقبله بخيره و شره ؟ هذا هو المذهب الانساني : مذهب غير واقعي .. هؤلاء يريدون تمييع الفارق بين الخير والشر بطريقة ساذجة جدا ، في الوقت الذي هم انفسهم يستخدمون الخير والشر ويحتاجون الى هذا التقييم بشدة لأجل حياتهم وسلامتهم ! فكيف تنفي شيئا لم تتخلص انت منه ؟ بل هو اهم شيء تبحث عنه ، حتى تعرف من حولك ! كما تلاحظ ان افكار الماديين كلها تـُقدم في سياق الخير ، القصيمي نفسه يقول : ان الفضيلة في الرذيلة ، اي انه هو يعتمد على الخير من اجل ان يُقبَل كلامه . إن تمييع الفوارق بين الخير والشر اصعب من تمييع الفارق بين الليل والنهار . الانسان محتاج الى الخير اكثر من حاجته الى اي شيء اخر . ولولا نوازع الخير في الانسان لفنيت البشرية منذ القدم . وهكذا نرى ان الملحد يدمر كل شيء في طريقه املا في تدمير الدين ، ويظهر نفسه دائما بوضع المتناقض مع ما يقول ، لانه لا يرى الا شيئا واحدا وهو تدمير الدين . مشكلتهم هي ان الخير شامل لكل شيء في الحياة ، وكذلك الشر ، فإسقاط الفكرتين يعني اسقاط الحياة . حربهم على الخير بسبب ان الدين ينتسب الى الخير ، فأرادوا أن يقتلعوا الشجرة من جذورها وتربتها ايضا ، فانكشف تناقض عقولهم و واقعهم . اجتماع الخير والشر في الانسان ليس اجتماعا مستقرا كما يصورون ، الا ترى ان الانسان دائما في كفاح لان يطور نفسه ويغير واقعه ويصحح من اخطاؤه ؟ كل انسان يتمنى وضوح الرؤية و وحدة الطريق ويتألم من الازدواجية التي يقع فيها . اذا البشر غير راضين عن اجتماع الخير والشر فيهم ، ويكافحون لاجل التخلص من الازدواجية ، اذا كيف نقول انه هذا هو الانسان وهو لا زال يغير ويحاول من اجل تحسين واقعه ؟ هذا يشبه ان تقول لتلميذ رسب في بعض المواد بأنه هذا هو ، مع العلم انه يدرس ويكافح من اجل ان يتخلص من الرسوب في الدراسة ! تستطيع ان تقول عن انسان أنه هذا هو اذا قال انه انتهى ووصل الى ما يريده ، ورضي عن نفسه بالكامل ، ولا يوجد انسان يقول مثل هذا الكلام . انت لا تقول عن المسافر الذي يركب السيارة بأنه هذا هو : شخص يركب في السيارة وينتقل من بلد الى بلد ! هو لم يصل بعد ! الانسان في رحلة كفاح طول حياته ، اي انه لم يتحول الى ان يسمى " هذا هو " ، فهو لم يصل الى الماهية التي يريدها ، قل عنه انه "هذا هو" اذا قال انه وصل الى ما يريده . اذا الواقع لا يكفي لاصدار الحكم النهائي على اي شيء ، لأن هناك عمل مستمر لتغيير الواقع . ولو كان الواقع كافيا للحكم المطلق والدائم ، لقلنا عن مريض في المستشفى لبضعة ايام ، أنه : هذا هو : انسان مريض طول حياته ، وبدليل انه في المستشفي الآن ! متناسين ان جسمه يكافح لأجل التغلب على مرضه . من هنا عرفنا ان هذه الفكرة سطحية. بل إن اسوا ما يسمعه انسان ان يقال له : ان هذا هو انت ولن تتغير بخيرك وشرك . الجميع على امل تغيير ، حتى من يصاب بامراض مزمنة ، واذا انقطع الامل انقطعت الحياة . اذا ليس هذا هو الانسان كمجمع للخير والشر وبشكل دائم لا يتغير ، هذه ليست حقيقة دائمة . بل الحقيقة ان الانسان في حركة دائمة لفصل هذه الثنائية ، إما الى عالم الخير الخالص او الشر الخالص ، والجميع يعلم ان اشخاصا ظهر التغير بوضوح عليهم اكثر من غيرهم ، مع ان الجميع يتغير بالنسبة للخير والشر . لايوجد انسان مستقر وثابت على وضع واحد . من اختار الخير واحبه ، فهو يكافح الشر ان يدخل الى داخله ، ومن اختار الشر و رضي به ، فهو يكافح من الا يدخل الخير الى داخله ايضا . ولا يوجد انسان – كما يعلم الجميع – مقبول بالكامل ، والسؤال : لماذا لا يقبل بالكامل ؟ والسبب : لوجود شر فيه . بينما القصيمي وامثاله يريدونا ان نقبلهم بخيرهم وشرهم ، بينما هم لا يستطيعون ان يقبلوا احدا بالكامل . وهكذا سقطت هذه الفكرة السطحية التي تطالب بقبول الانسان بخيره وشره وعدم التفريق بين الخير والشر . يتبع .. الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - الــورّاق - 11-07-2011 اقتباس:* هذا هو الفرق بين العقل والغرائز والمزاج . وهذا الشيء سوف يكون ، حتى لو نزعت عنك الدين والشريعة ، فسوف يكون امر لا بد منه لممارسة الحياة . لا احد تسير الحياة على مزاجه . لا بد ان يجد ان القوانين او المنطق تلزمه باشياء لا يحبها ، على الاقل في تلك اللحظة . اذا هذه الشكوى ليس المسؤول عنها الدين وحده . والانسان ليس ابن اللحظة بسبب وجود العقل ، بمعنى اخر : الغرائز مشغولة باللحظة والعقل مشغول بالمستقبل ، وهنا يحدث الصراع الداخلي . وهو الذي يقصده القصيمي . اقتباس:* هذا ينفي على الاقل فكرة الجبر المطلق ، وان الانسان مخير كما اشار القران . اقتباس:* لماذا لا يكون العكس ؟ فهو الانسب والاقرب للعقلانية ! أإلى هذه الدرجة البطولة سهلة و رخيصة عند القصيمي ؟ وتوضيح لفكرته الغريبة : فشخص يخترق المنزل المحترق لينقذ طفلا ، هو فعل هذا الشيء "السهل" لأنه لم يستطع أن يبتعد عن الموقف ويحمل المسؤولية غيره ويذهب يرتاح في سريره !! اختراق النيران هو السهل في نظر القصيمي ، والذهاب الى المنزل هو الصعب في نظره ، لكن الناس يخطؤون ولا يفهمون كما يفهم القصيمي ، فيسمون الاول بطلا والثاني جبانا ، فالمفترض ان يكون العكس بناء على راي الفيلسوف القصيمي !! الذي يريد ان يجعل من النذالة بطولة ! اقتباس:* إذا الكذب سيء في هذه الحالة ، ويعترف هو بذلك . فلماذا لا يستمر ؟ اليس قبل قليل يمجد الرذيلة ، والكذب من الرذيلة ؟ موقف الرجل متناقض من الفضيلة و الرذيلة . لكنه ينطلق من فكرة اللحظة + المصلحة وينسى ما قاله من قبل ! مما يجعل التناقضات تتراكم وراءه وهو لا يدري ! اقتباس:* العكس تماما هو الصحيح ، وهذه امنية البشرية التي لم يصل اليها احد ، وهي الانسجام بين الداخل و الخارج . و اي سعادة يحصّلها الانسان هي بسبب تقاطع الداخل والخارج . والعكس بالعكس . يجب قلب افكار القصيمي راسا على عقب قبل أن تـُقرأ لتكون صحيحة ، كما تـُعدّل السيارة المنقلبة . اقتباس:* عين على المنطق وعين على الحضارة .. الابداع قد يكون في الشر ايضا ، ومن الممكن ان تخسر ممتلكاتك او حياتك نتيجة سرقة من لص ماهر ومبدع أو نصـّاب محترف . العكس تماما هو الصحيح كالعادة . لم تقم الحضارة الا على المنطق ، وبما ان الحضارة ليست كلها سليمة ، فسيكون السبب هو نقص المنطق في تلك الاجزاء . العلم الحقيقي هو منطق حقيقي ، تعرّف على علم الميكانيكا وابحث فيه عن حركة او قطعة غير منطقية ، طبعا لن تجد ، واذهب الى الهندسة لتجد نفس الشيء ، كل علم ثابت هو منطق ثابت ومتفق مع العلم الاخر . ثم القصيمي ينسب نفسه الى العقلانية والعقل في الوقت الذي يحتقر فيه المنطق !! وهذا تناقض . تلك الاجزاء غير المنطقية في الحضارة هي التي تعجبه . و ضحّى بالمنطق لاجلها . عندما تقول الحضارة ، فسيتبادر الى الاذهان : التقنية والطيران وناطحات السحاب الخ ، وكلها تسير بالمنطق . ناطحة السحاب هي منطق من اساسها الى راسها . و اي غلطة في المنطق تؤدي الى مشاكل او انهيار لتلك البناية ، واذا عرف السبب بطل العجب ، هذه الكلمة تقال عند اكتشاف اي خلل ، اي عندما يـُعرف المنطق الناقص . لا يوجد شيء حقيقي الا وهو منطقي في نفس الوقت ، قال تعالى ( وما خلقنا السماوات والارض الا بالحق) ، والحق هو حقائق العلم والمنطق الثابتة ، بمعنى اخر : كل شيء في الكون هو علمي ، والعلمي هو منطق . وهذه الاية نفسها تنفي تهمة ان الدين يقدم حلول غير علمية للوجود والحياة ، لانه قال (بالحق) ، ولم يقل : (بقدرات لا يمكن ان تدرسوها ولا يمكن للعلم ان يعرفها) . وكل حق عبارة عن علم . وما ليس بحق لا يمكن دراسته . لأنه ليس له وجود . وما ليس له وجود لا يمكن معرفته . فالصدق يمكن ان يُبنى عليه ويُعرف ويُدرس ، ولكن الكذب عكس ذلك . اذا فكرة ان الحضارة خليط من الحق والباطل فكرة باطلة . فباطل الحضارة يُنسب الى الباطل ، و جيّد الحضارة ينسب الى الحق . وليست كل الاضداد تصنع خليطا ، فلا بد لهما من شرط الوجود ، فعندما تخلط النحاس "الموجود" مع الحديد "الموجود" ، تخرج بشيء ثالث هو البرونز "الموجود" . بعبارة اخرى : لا يمكن ان تخلط شيء موجود بشيء غير موجود وتنشئ منهما شيء ثالث ! الشر لا وجود حقيقي له على الارض ، الشر ما هو الا تقطيع الخير فقط . الشيء المقطّع لا ترى منه الا قـِطـَعه ، لكن لا تجتمع السكينة مع اللحمة بعد ان قطعتها . والقدرة بدون منطق تساوي جنونا ، والجنون ضعف لأنه يناقض نفسه ويفقد طاقته ، وهو يقول ان الحضارة تقوم بالقدرة و دون منطق !! و فقد الطاقة ضعف . وعدم المنطق يعني التناقض ، والتناقض يهدم ولا يبني . متى يبلغ البنيان يوما تمامه .. اذا كنت تبنيه وغيرك هادم .. وهكذا انهدمت هذه الفكرة بسبب التناقض . اقتباس:* هذا الكلام يثبت تقليل الشأن للعقل والمنطق من جهة ، مع التعميم بلا دليل من جهة أخرى ، وكأنه يقف في صف الغرائز التي يعتقد ان الرذيلة تنطلق منها ، ناسيا ان العقل ايضا اقتنصه الانسان بسبب تلك الدوافع والاعصاب كما يسميها . بمعنى ان العقل بناه الانسان بدافع الحاجة الوجدانية ، لأنه غير مولود مع الانسان . وهو يتصور مع نيتشه ان مكمن الرذائل يقبع في اعماق النفس البشرية وليس في تلك الاعماق الا هي ، اي ان الانسان رذيل بطبعه ، وان الاديان والحضارة هي التي تحاول ان تلزم الانسان بخلاف طبعه ، هكذا تصور هو ايضا . واستنتاجهم هذا يفتقر الى النصف ، فهم بنوه على ما يخرج من الانسان من نزوات انانية و شهوانية ، ليستدلوا من الظاهر على الباطن ، متناسين ان الانسان خرج منه ايضا غير تلك النزوات ، فمثلما تخرج الانانية من الانسان خرج الايثار ايضا من الانسان ، ومثلما تخرج الفوضوية على شكل نزوات ، كذلك خرج العقل و المنطق ، من الانسان ايضا ، اذا هناك ثنائية يجب النظر اليها من كلا الطرفين . فالعقل والمنطق والاخلاق والدين صفات انسانية ، ولم تفرض عليه من كوكب اخر ، والناس هم الذين احبوها ونمّوها ودافعوا عنها ، مثلما ان الناس احبوا الشهوات والنزوات . اذا لا يحسُن النظر بعين عوراء كما ذكر فرويد في كلامه عن العقل الباطن . مستدلا عليه من نزوات الظاهر . اقتباس:* الكلام يتعلق بالدافع ، فقد تستعمل المنطق لكي تفهّم ابنك الذي تحبه وتتمنى الخير له . هذا التعميمات للقصيمي لا تملك كوابح للايقاف ! فقد تستخدم المنطق بدافع الانانية ، وقد تستخدم المنطق بدافع الحب . الانسان لا يفعل شيء بدون دافع ، ولكن هؤلاء الماديون يحاولون ان يركزوا الدافع بالدافع السيء الاناني الشهواني . وتحديدهم لدوافع الانسان بأنها دوافع سيئة هذا ما يريدونه ، ولكنه ليس علميا ولا واقعيا . ونحن نبحث عن ما هو علمي و واقعي ولسنا نبحث عما يريدوه . اقتباس:* هذا تعميم يناقض الواقع ، ليس كل الناس بهذه الصورة التي يصر على رسمها ، اذا تكلم الانسان عن نفسه وواقعه لا يعني هذا انه يتكلم عن كل الناس ، نعم يوجد كما يقول ، و يوجد حالات معاكسة . انه لا يؤمن بالثنائية الاجتماعية . ولا بثنائية اتباع الخير واتباع الشر ولا بالحمائم والصقور ، فالناس عنده كلهم سيئون في دواخلهم ، وهذه النظرة لا تبني محبة بين الناس ولا ثقة . وبسبب هذه المغالطة الجذرية نتج التعميم وانسحب على كل ما يقوله القصيمي واساتذته وتلاميذه الماديون . المؤمن الحق هو الابعد عن التعميم . لانه مؤمن بالثنائية ، ثنائية الخير والشر ، اذا المادي دائما ينحو نحو التعميم على كل الناس ، وهذا ما ستلاحظه على كل الماديين عندما يتحدثون عن الافراد والمجتمع . ولهذا القرآن لا تعميم فيه بمثل هذا الشكل ، كثيرا ما نجد فيه : ( إلا قليلا منهم) (إن الذين امنوا) (إن الذين كفروا) (أكثرهم فاسقون) إلخ من الاستثناءات المعروفة في القران . اما القصيمي فلا استثناءات في كلامه . والاكثر استثناء هو الاكثر دقة وتحريا للصواب . اقتباس:* العكس هو الصحيح ، كل كتابات القصيمي تتكلم عن الافكار التي يعتنقها والتي هي تصنعه ، ولو كان كلامه صحيحا لتكلم عن حياته وليس عن افكاره . الحقيقة ان افكارنا هي التي تصنعنا ، ولسنا نصنعها . والجهاز الذي يعمل ، هو يعمل لكي يخدم فكرة ، الفكرة والهدف من الجهاز موجودان قبل وجود الجهاز . بل ان حياة الناس تتضرر بسبب افكارهم ، ومع هذا يتحملون نتائجها وربما فقدوا حياتهم راضين بسبب افكارهم . بل ان سيرة حياته وهجرته وما تعرض له من صراعات ومشاكل كانت بسبب افكاره وليست بسبب حياته . شخصية الانسان هي مجموعة افكاره . فيقال عن شخص ان شخصيته تتميز بالدقة مثلا واحترام الوقت والانضباطية وغير ذلك ، و ما هذه الاشياء الا افكار رأى انها هي الافضل . فتبناها فتحولت الى عادات عـُرف بها وبالتالي اتسمت شخصيته بطابعها . اقتباس:* اذا ما فائدة الافكار العظيمة طالما انها لا تصنع شيئا ؟ وعلى اي اساس وصفها بالعظيمة بينما الافكار لا تصنع شيئا كما يقول ؟ ولماذا سماها افكارا عظيمة ؟ وما دامت الافكار لا تصنع ولا تغير في الناس شيئا ، فلماذا اجهد نفسه في نقد افكار مجتمعه واستجلاب افكار غربية نتشوية لتحل محلها ؟ اليس من افكار القصيمي كشخص مادي ان الانسان ابن بيئته وان البيئة والمجتمع هي التي تصنع الانسان و تشكله ؟ اذا فالافكار هي التي تصنع الناس . و لماذا هو يحارب افكار الدين طالما ان الافكار لا تؤثر في الناس ؟ و كيف يسمى مفكرا من يرى ان الافكار ليس لها قيمة ؟!! بعد هذا ، نجد القران على الطرف الاخر يهتم جدا بموضوع الافكار ، ويجعل منها اساسا لمصائر الناس بعد الموت . يتبع .. RE: الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - Sniper + - 11-07-2011 (10-31-2011, 12:18 PM)داعية السلام مع الله كتب: عبد الله القصيمي مراهق متمرد عجوز , وليس مفكر ولا حتى منطقي في كلامه .. هو ذو عقلية سلفية حتى بعدما ألحد .. القطعيات والضيق بالحياة هو هو .. الأخوة بالخليج يعتقدون أن هذا العجوز يملك فكر يستحق الوقوف عنده و لكن بالحقيقه فهو يكتب بغوغائية و طفولية ولا يعتبر مفكر لا من قريب ولا من بعيد (11-01-2011, 05:01 AM)الجوكر كتب: هزلت ورب الكعبه الآن عرفت جنسيتك جوكر هانم الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - Kairos - 11-07-2011 (10-29-2011, 07:32 PM)هاله كتب: انما و الحق يقال يا كايروس أنا أشكر الزميل الوراق لأنه أتاح لنا قراءة مادة دسمة و ممتعة قمت أنت بعرضها. شكراً للعزيزة هالة (10-30-2011, 09:21 AM)السلام الروحي كتب:(10-29-2011, 07:21 PM)Kairos كتب: أجمل شيء فيك زميلنا الورّاق: أنك تُغرِّد في سماء خالية في خيالك؛ وضعت قدرها وحددت وسعها. بالظبط عزيزي السلام الروحي؛ ليست المشكلة في النقد أو التفنيد، بل المشكلة في أنّ الزميل عدا نظرته المسبقة، فهو عادةً ما يكون جاهل تماماً بما يقدم: لن أتكلم في عبدالله القصيمي، فقد قاموا بالرد عليه بقسوة في منتدى اللادينيين، لكن من جهتي في موضوع نيتشه، فأمامي إنساناً لا يفقه أبجدية الفلسفة يأتي ليعتبر نفسه حطّم فلسفة نيتشه! *** شكراً أخي وصديقي العزيز الجوكر الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - الــورّاق - 11-10-2011 اقتباس:* واضح انه يحارب العقل بطريقة رجعية ويدعو للبهيمية التي تحركها الغرائز بدون عقل . وبعد هذه الحرب الشعواء على العقل والمنطق والتفكير يسمى مفكرا ومن الطراز الاول ايضا ! ثم : لك ان تتصور كيف ان الحياة سوف تنتظم بعد ان نفرغها من العقل والمنطق والعلم ونكتفي بالغرائز كما يطلب . لا تستطيع ان تقول ان الملحد يرفض العقل كاملا ، ولا تستطيع ان تقول ان الملحد يقبل الغرائز كاملة ، ولا تستطيع ان تقول ان الملحد يرفض الاخلاق كاملة ، لكن تستطيع ان تفهم الملحد من خلال رفض الدين ، لانه هو الشيء الوحيد الذي يرفضه فعلاً ، وهو الشيء الوحيد الثابت عنده ، ولا يوجد له موقف ثابت من اي شيء اخر . وما انتقاله بين هذه الامور وغيرها الا لحرب الدين وحسب موقعها من الدين . اذا هو يعيش لاجل فكرة ويسخـّر كل شيء لأجلها . متحملا حتى التناقض في سبيل تحقيق تلك الفكرة . وهكذا نعرف انه من غير الصحيح ان الملحد يعيش لنفسه فعلا كما يتصور . بل يعيش لاجل فكرة . اقتباس:* لماذا لم تقل : لأنهم هم الذين يملكون حرية الاختيار ؟ وهم الوحيدون الذين يملكون التفكير ؟ وهم الوحيدون الذين فـُضّلوا بالعقل والمنطق والاحساس على بقية المخلوقات ؟ ثم هل توجد لغة تعرف من خلالها بقية المخلوقات ؟ وتعرف فعلا ما بداخلهم ؟ طبعا لا توجد . ثم الانبياء الانبياء ... ماذا فعلوا للبشر من اساءة ؟ الم يدعونهم للخير وعمل الصالحات و بر الوالدين والعطف على الفقراء ؟ هل هذه الاشياء ياتي بها كذاب ؟ اذا سيكون الكذاب افضل من الصادق . لم يأتي الانبياء ليستغلـّوا اموال الاخرين ويصبحوا من الاثرياء بسببها ، ولم ياخذوا من الناس شيئا ، بل عانوا وكافحوا وعاشوا في تقشف وحرمان بعد ان دعوا الناس الى كل شيء فيه فضيلة ونفـّروهم من الرذائل و مضوا . هل الجريمة انهم قالوا هكذا ، ام ان الجريمة ان هناك من اطاعهم ولم يطيعكم ؟ هل هذا الغضب لأنهم حصّنوا كثيرا من الناس من الخضوع للافكار التي تريدون ان تـُخضعوا الناس لها ؟ ثم ان الانبياء قدّموا افكارا ، وهو يرى ان الافكار لا قيمة لها ، فلماذا الغضب اذا ؟ اقتباس:* اولا هذا الفيلسوف لا يمكن ان يكون موجود ، لانه لا احد يترك شيئا الا لاجل شيء اخر ، ثم ماذا يقول عن المنتحرين الذين تخلوا عن الحياة برمتها بدافع الالم وليس كرها في الحياة ؟ لماذا لم تبقهم على الحياة تلك الشهوات التي يمجدها ؟ اغلبية المنتحرين هم من اهل الشهوات والاكثر افراطا فيها . لا يوجد احد يرفض الحياة بدون سبب ، هو يريد ان يعمم هذا المبدأ على كل سلوك الانسان . اي انه لا يتحرك الانسان الا بدافع من الشهوات والانانية ، حتى ذلك الفيلسوف الذي يدعي انه مـُعرِض عن الحياة . الواقع لا يتفق مع هذه الفكرة على طول الخط ، كما ذكرتُ عن المنتحرين وهناك الزهاد والرهبان والمتصوفين من كل الديانات . ما داموا يتحركون بدافع من الشهوة واللذة كما يقول ، فلماذا اعرضوا عنها وهم يعرفون ان الفرصة لا تعود مرة اخرى ؟ يريد القصيمي ان يعرِّف الانسان - كل الانسان - من خلال ثقب ضيق ، يريد ان يدخل الجمل في سم الخياط ، هذا ما انتج التعميمية الكثيرة في طرحه . نعم حب اللذة والمتعة موجود عند كل الناس ، لكن ايضا توجد نوازع لحب الفضيلة والاخلاق والعقل والعلم ايضا عند كل الناس . فلماذا نأخذ الاولى و نترك الثانية ؟ لماذا هو يؤيد النوازع الوحشية في الانسان ولا يؤيد النوازع الانسانية والراقية في الانسان ؟ اعرض فيلما يعرض شخصيتين شريرة و خيرة ، و احص من يؤيدون الاول ومن يؤيدون الثاني . سوف لن تجد من يؤيد الشخصية الشريرة الا نادرا ، هذا ماذا يعني ؟ انه يعني ان كل انسان يريد ان يكون خيرا وفاضلا ، هذا مع العلم ان كثيرا ممن يؤيدون الشخصية الطيبة هم فعلوا او يفعلون مثل الشخصية الشريرة ، نفهم من هذا : ان الانسان يفعل الشر ليس بدافع الرغبة فيه ، بل بدافع من المصلحة والشهوانية وقلة الصبر . وهنا المحك والاختبار ، وليس في حب الخير والشر ، فهذا مفروغ منه . قال تعالى : (وسيجزي الله الصابرين) . اما القلة التي تؤيد الشريرة فهؤلاء انتهت نوازع الخير عندهم و طـُبع الشر على قلوبهم بشكل تراكمي ، ولم ياتي دفعة واحدة ، قال تعالى : (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) . اقتباس:* كلا, هذا كلام غير منطقي, وحرب الماديون على المنطق أمر معروف, ولو طبقت هذه القاعدة فعلى العلم السلام, فمالعلم إلا تبرير لوجود الأشياء, لو كان الأمر هكذا فلا داعي لأن نعرف مسببات المرض لأن وجود المرض هو مبرر وجوده, هكذا الفكر الملحد المادي يفعل بنفسه, والقصيمي بعد ان فرغ من حرب المنطق والفضيلة والأخلاق التفت إلى حرب العلم, وكأنه يقول أن العلم لا قيمة له ولا فائدة لأنه يبحث عن مسببات الأشياء واسرار وجودها. وهكذا نعرف كيف يفكر الملحد, إنه صديق العلم وعدو العلم بنفس الوقت, مما يعني أنه يقيس علاقة العلم بالدين وليس بنفسه, فهو ضد العلم إذا أيد الدين ومع العلم إذا عارض الدين أو شكك فيه, نفس الوضع يجري مع المنطق ومع الفلسفة ومع النظريات ومع التاريخ, أي أن الملحد ليس مع نفسه بل مع قضيته, وهو لا يخدم نفسه بهذا بل يخدم تلك القضية, فهو يبدو ناسيا لنفسه {نسوا الله فأنساهم أنفسهم}. وهذا كلام يتلمس المنطق وليس بقصد الهجوم على أحد, فوجود الإلحاد لا يعني عدم وجود الإيمان, فالإيمان موجود موجود سواء وجد الإلحاد أو لم يوجد. وجود الإلحاد لا يؤثر على وجود الدين وإن كان وجود الدين يؤثر على وجود الإلحاد ويزعجه, فالمسلم مثلا أو البوذي متعود على وجود المخالفين من الديانات والمذاهب الأخرى, وما الملحد إلا مخالف جديد يضاف إلى مجموعة المخالفين كديانة مستحدثة تضاف للديانات لقديمة. فالفكر الإلحادي له عدو واحد وبالتالي يركز كل مجهوده عليه, وهو فكرة وجود إله, لكن اي دين ليس له خصم واحد, وبالتالي لا تركيز على الإلحاد. اقتباس:* المنطق ليس له حالات بل الإنسان الذي له حالات, المنطق إما أن يكون صحيح أو خاطئ, المنطق والعلم والفلسفة والتفكير والإنسان بعد ذلك كلها تحاول ان تكون شيء واحد لا صورا متناقضة, إن اختلاف العلماء في موضوع لا شك أنه أمر مزعج وليس امرا مفرحا لأحد, هذا يدل أن العلم والمنطق يريد أن يكون شيء واحد.لا أحد يرحب بالتناقض والازدواجية إلا الفكر الملحد, الذي يريد الجمع بين المتناقضات كالخير والشر, المنطق واللامنطق, الشهوانية والعقلانية , الأخلاق واللاأخلاق, هذه الفكرة ضد مسيرة التقدم التي يبحث عنها الإنسان منذ وجد, مونها لا نستغرب تمجيد الواقع عندهم, ونفورهم من المثالية التي تحاول تغيير الواقع للأفضل, كيف يسمى مثل هذا الفكر بأنه تقدمي وهو متمسك بالواقع ولا يريده أن يتغي؟ر ويطالب بقبوله كما هو ويحارب المثالية والبحث عنها؟ اقتباس:* الآن ولأول مرة نجد وجهة نظر مختلفة عن الطرح الإلحادي المعهود حيث تعود الملاحدة على ربط وجود الدين بالخوف من مظاهر الطبيعة, والقصيمي لأول مرة اختلف معهم وجعل سبب وجود الدين هو خوف الإنسان من نفسه, مع اتفاق جميعهم على فكرة الخوف, لكن كيف يفسرون حب المؤمن لخالقه ؟ وهذا أمر معروف عند كل مؤمن, هل سيكون هذا الحب بسبب الخوف؟ هل الخوف يصنع حبا؟ وكأنه يريد أن يقول خوفهم هو من الاستجابة التلقائية -التي يدعو إليها- لغرائزهم وشهواتهم, لأن تلك الغرائز والشهوات هي النفس الإنسانية كما اتضح من كتاباته السابقة وكتابات نيتشه, والسؤل هنا لماذا يخافون منها مادامت أمرا حسنا وهي ذواتهم؟ الم يجعل تلك الغرائز والشهوات هي اساس النجاح والحضارة والتقدم؟ فلماذا يهربون منها ويتجهون إلى وجود إله يعلمهم الأخلاق والفضيلة الغريبة على ذواتهم كما يتصور؟ إن الشيء الغريب هو الشيء المخيف وكأنهم بهذا زادوا خوفهم خوفا. التبرير الناجح هو الذي يستطيع ان يجيب عن الأسئلة. يتبع .. الرد على: آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. - طرفة بن العبد - 11-10-2011 لنا نقاش هنا "إن شاء الله" قريباً ولكن بعد أن نحضر الرد المناسب و تحيه للجميع ... |