نادي الفكر العربي
أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . (/showthread.php?tid=45903)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7


RE: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - Dr.xXxXx - 11-18-2011

دائماً هناك وقت للشعر...

أروع ما قرأته في شعر الفخر كان من نصيب عمرو بن كلثوم في معلقته "ألا هبي بصحنك" والتي كتبت على وزنها قصيدة معين الدمع لتميم البرغوثي (بجرعة مخففة طبعاً)..

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا ... وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا ... إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا

أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا ... وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً ... وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ ... عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا ... فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ ... قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ ... وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا ... وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ ... ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا ... وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا ... وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو ... عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ ... نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ ... عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ ... فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم ... مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا

أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا ... تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا ... فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ ... نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ ... تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً ... مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ ... عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا

وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ ... أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ ... زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً ... بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ ... بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ ... فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ ... تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً ... وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى ... رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى ... تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا ... وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا ... وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا ... وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا

بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا ... وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا ... وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا ... وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا ... وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً ... وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا ... وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً ... أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا ... وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ ... تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا


نأسف على تشويه القصيدة، لكن منعاً للأطالة المفرطة، كان لا بد مما ليس منه بد.


RE: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - minatosaaziz - 11-19-2011

عمري ما شفت قصايد تصرخ بالحزن غير قصائد المتنبي ونزار قباني زدي قصيدة تكاد تملك فم وتقول واااااااء

هوامش على دفتر النكسة

أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمه

والكتب القديمه

أنعي لكم..

كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمه..

ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمه

أنعي لكم.. أنعي لكم

نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمه

2

مالحةٌ في فمنا القصائد

مالحةٌ ضفائر النساء

والليل، والأستار، والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء

3

يا وطني الحزين

حولتني بلحظةٍ

من شاعرٍ يكتب الحب والحنين

لشاعرٍ يكتب بالسكين

4

لأن ما نحسه أكبر من أوراقنا

لا بد أن نخجل من أشعارنا

5

إذا خسرنا الحرب لا غرابه

لأننا ندخلها..

بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابه

بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه

لأننا ندخلها..

بمنطق الطبلة والربابه

6

السر في مأساتنا

صراخنا أضخم من أصواتنا

وسيفنا أطول من قاماتنا

7

خلاصة القضيه

توجز في عباره

لقد لبسنا قشرة الحضاره

والروح جاهليه...

8

بالناي والمزمار..

لا يحدث انتصار

9

كلفنا ارتجالنا

خمسين ألف خيمةٍ جديده

10

لا تلعنوا السماء

إذا تخلت عنكم..

لا تلعنوا الظروف

فالله يؤتي النصر من يشاء

وليس حداداً لديكم.. يصنع السيوف

11

يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح

يوجعني.. أن أسمع النباح..

12

ما دخل اليهود من حدودنا

وإنما..

تسربوا كالنمل.. من عيوبنا

13

خمسة آلاف سنه..

ونحن في السرداب

ذقوننا طويلةٌ

نقودنا مجهولةٌ

عيوننا مرافئ الذباب

يا أصدقائي:

جربوا أن تكسروا الأبواب

أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثواب

يا أصدقائي:

جربوا أن تقرؤوا كتاب..

أن تكتبوا كتاب

أن تزرعوا الحروف، والرمان، والأعناب

أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب

فالناس يجهلونكم.. في خارج السرداب

الناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب...

14

جلودنا ميتة الإحساس

أرواحنا تشكو من الإفلاس

أيامنا تدور بين الزار، والشطرنج، والنعاس

هل نحن "خير أمةٍ قد أخرجت للناس" ؟...

15

كان بوسع نفطنا الدافق بالصحاري

أن يستحيل خنجراً..

من لهبٍ ونار..

لكنه..

واخجلة الأشراف من قريشٍ

وخجلة الأحرار من أوسٍ ومن نزار

يراق تحت أرجل الجواري...

16

نركض في الشوارع

نحمل تحت إبطنا الحبالا..

نمارس السحل بلا تبصرٍ

نحطم الزجاج والأقفالا..

نمدح كالضفادع

نشتم كالضفادع

نجعل من أقزامنا أبطالا..

نجعل من أشرافنا أنذالا..

نرتجل البطولة ارتجالا..

نقعد في الجوامع..

تنابلاً.. كسالى

نشطر الأبيات، أو نؤلف الأمثالا..

ونشحذ النصر على عدونا..

من عنده تعالى...

17

لو أحدٌ يمنحني الأمان..

لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان

قلت له: يا سيدي السلطان

كلابك المفترسات مزقت ردائي

ومخبروك دائماً ورائي..

عيونهم ورائي..

أنوفهم ورائي..

أقدامهم ورائي..

كالقدر المحتوم، كالقضاء

يستجوبون زوجتي

ويكتبون عندهم..

أسماء أصدقائي..

يا حضرة السلطان

لأنني اقتربت من أسوارك الصماء

لأنني..

حاولت أن أكشف عن حزني.. وعن بلائي

ضربت بالحذاء..

أرغمني جندك أن آكل من حذائي

يا سيدي..

يا سيدي السلطان

لقد خسرت الحرب مرتين

لأن نصف شعبنا.. ليس له لسان

ما قيمة الشعب الذي ليس له لسان؟

لأن نصف شعبنا..

محاصرٌ كالنمل والجرذان..

في داخل الجدران..

لو أحدٌ يمنحني الأمان

من عسكر السلطان..

قلت له: لقد خسرت الحرب مرتين..

لأنك انفصلت عن قضية الإنسان..

18

لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب

لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب

لو بقيت في داخل العيون والأهداب

لما استباحت لحمنا الكلاب..

19

نريد جيلاً غاضباً..

نريد جيلاً يفلح الآفاق

وينكش التاريخ من جذوره..

وينكش الفكر من الأعماق

نريد جيلاً قادماً..

مختلف الملامح..

لا يغفر الأخطاء.. لا يسامح..

لا ينحني..

لا يعرف النفاق..

نريد جيلاً..

رائداً..

عملاق..

20

يا أيها الأطفال..

من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال

وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال

ويقتل الأفيون في رؤوسنا..

ويقتل الخيال..

يا أيها الأطفال أنتم –بعد- طيبون

وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون

لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال

فنحن خائبون..

ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون

ونحن منخورون.. منخورون.. كالنعال

لا تقرؤوا أخبارنا

لا تقتفوا آثارنا

لا تقبلوا أفكارنا

فنحن جيل القيء، والزهري، والسعال

ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال

يا أيها الأطفال:

يا مطر الربيع.. يا سنابل الآمال

أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمه

وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمه...


الرد على: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - الحوت الأبيض - 11-19-2011

حسنا من الشعر الحديث أختار هذه القصيدة لمحمود درويش من ديوان لماذا تركت الحصان وحيدا:

قال المسافر للمسافر : لن أعود كما ...

لا أعرف الصحراء،

لكني نبت على جوانبها كلاما...
قال الكلام كلامه، ومضيت
كامرأة مطلقةٍ مضيت كزوجها المكسور،
لم أحفظ سوى الإيقاع
أسمعه
وأتبعه
وأرفعه يماما
في الطريق إلى السماء,
سماء أغنيتي،
أنا ابن الساحل السوري،
أسكنه رحيلاً أو مقاما
بين أهل البحر،
لكن السراب يشدني شرفاً
إلى البدو القدامى،
أورد الخيل الجميلة ماءها،
وأجس نبض الأبجدية في الصدى،
وأعود نافذة على جهتين...
أنسى من أكون لكي أكون
جماعة في واحدٍ، ومعاصراً
لمدائح البحارة الغرباء تحت نوافذي،
ورسالة المتحاربين إلى ذويهم:
لن نعود كما ذهبنا
لن نعود ... ولو لماما!
لا أعرف الصحراء،
مهما زرت هاجسها،
وفى الصحراء قال الغيب لي:
أكتب!
فقلت: على السراب كتابة أخرى
فقال: أكتب ليخضر السراب
فقلت: ينقصني الغياب
وقلت: لم أتعلم الكلمات بعد
فقال لي: أكتب لتعرفها
وتعرف أين كنت، وأين أنت
وكيف جئت، ومن تكون غداً،
ضع اسمك في يدي واكتب
لتعرف من أنا، واذهب غماما
في المدى ...
فكتبت: من يكتب حكايته يرث
أرض الكلام، ويملك المعنى تماما!
لا أعرف الصحراء،
لكني أودعها: سلاما
للقبيلة شرق أغنيتي: سلاما
للسلالة في تعددها على سيفٍ: سلاما
لابن أمي تحت نخلته: سلاما
للمعلقة التي حفظت كواكبنا: سلاما
للشعوب تمر ذاكرة لذاكرتي: سلاما
للسلام علي بين قصيدتين:
قصيدة كتبت
وأخرى مات شاعرها غراما!
أأنا أنا؟
أأنا هنالك ... أنا هنا؟
في كل "أنت" أنا,
أنا أنت المخاطب, ليس منفى
أن أكونك. ليس منفى
أن تكون أناي أنت. وليس منفى
أن يكون البحر والصحراء
أغنية المسافر للمسافر:
لن أعود, كما ذهبت,
ولن أعود ... ولو لماما!


RE: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - الحوت الأبيض - 11-19-2011

إحدى قصائد محمد الماغوط المفضلة لدي:

مقهى في بيروت


لا شيء يربطني بهذه الأرض سوى الحذاء
لا شيء يربطني بهذه المروج
سوى النسيم الذي تنشّقته "صدفة" في ما مضى
ولكن من يلمس زهرة فيها
يلمس قلبي
من بلس الى جاندارك
ومن جاندارك الى بلس
رفعت يدي مئات المرات
محيياً مئات الأشخاص
باليد التي تأكل
والتي تكتب
والتي تجوع.

* * *

من التاسعة حتى العاشرة
رأيت نوافير الطيور والدم
والفراشات الممزّقة منذ أجيال تحت الحوافر
شربت قهوة وماء وتبغاً ودموعاً
حتى أصبحت كالحبلى
وما ارتويت.
وعرضت نعلي في وجه
الصيف والخريف
في وجه البحر والصحراء
والأمطار اليابسة كالحجر
وما ارتويت.

* * *

سمعتُ موسيقى حزينة
وهززتُ رأسي كالجواد
واشتهيت أن أصهل صهيلاً طويلا يمزق عنقي
أن يكون عنقي من البلّور الصافي
لأرى أنهار الشوق والجوع والذكريات
كيف تجري؟
أن أخلع نواجذي
وأضعها على طاولتي كالقفاز
وأنام... حتى ينتهي العالم.

* * *

اشتهيتُ أن يدخل أبي
من ذلك الباب المذهّب
وعقاله يتأرجح على ظهره كحبال المسارح
ومخاط بقرته الحبيبة
يسيل هنا وهناك
كما يسيل الدم من شقوق المقابر.
اشتهيت ان أرى قرنيها اللامعين
يثقبان الضجر والحرية
الريح والمطر والهتافات
وتلك الأثداء المفلطحة كأزرار المعاطف.

* * *

اشتهيتُ أن تدخل أختي الصغيرة
ذات العيون الفستقية
والجدائل المربوطة بالقنّب
لأبتلع يديها الصغيرتين كالنعناع.
اشتهيتُ أن أسمع ضحكة عاليةً علو النجوم
تخلخلُ ملايين الجدران
وتطحنها أمام عينيّ كالرمل.

* * *

من التاسعة حتى العاشرة
حيث أمعاء الساعات تبرز من المعاصم
اضطجعتُ وحيداً على الصخور
ذهبت الى دورة المياه
شاداً ربطة عنقي الى أسفل
تاركاً إياها
تتأرجح كيد ميتة على صدري
وتخيلت آلاف الأشجار المحترقة
تهوي على الأرض
آلاف الخنازير والأفواه والسلاسل
تطوق غرفتي كالضماد.

* * *

اتكأتُ بجوار المداخن
والأوراق المضغوطة بالحبر
لأسرّح شعري جيداً
لأشدّ حزامي جيداً
كي تبرز كآبتي كلها
كي تبرز أعضائي المتوترة كلها
كما تبرز الفتاة نهديها في النزهات.
ورجعتُ الى الزاوية نفسها
مستحماً حتى قمة رأسي باللهب والانكسار
"أيتها المرأة، أيتها الحصاة!"
أيتها النافذة
"كوني اماً أو شقيقة أو حبيبة لي".

* * *

من الواحدة حتى الواحدة
حيث لحمي يرفع جناحيه كالعصفور
شربت ماء مثلجاً بالقش
ومسحتُ العرق بالجدار
وتذكرت الطبيعة الشاسعة
والبيادر المنفصلة عن بعضها كالكنائس.
تذكرت الضفادع وأغصان الغار
كنت أستلقي على مرفقي فيما مضى
اشرب بفمي وحواجبي وجلدي
اشرب ماء ازرق بلون العضلات
بلون البنفسج
بلون الدماء الملكية.

* * *

من جاندارك الى بلس
ومن بلس الى جاندارك
سرت آلاف الكيلومترات المرصوفة فوق بعضها
رأيت أطنانا من النساء والخادمات
تأملت النقود البرية
والحلوى الهادرة تحت الجسور
تأملت أصابع النادل الرفيعة
وهي تمسح دموعي عن الطاولة كالحساء.

* * *

قهوة قهوة أيتها الجدران
مزيداً من الأرصفة والغبار أيها الله
شفتاي في قاع الزجاجة...

* * *

أريد أن أكون سمكة في مستنقع بعيد
سمكة في غيمة عالية تتحرك.


الرد على: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - بهجت - 11-19-2011

الأعزاء .
قصائد رائعة .
أتمنى فقط أن نختار عدد محدود من الأبيات من كل قصيدة ربما 10-15 بيت كي نتذكرها بسهولة لاحقا .


المساء

ايليا أبو ماضي


ألسحب تركض في الفضاء الرّحب ركض الخائفين

و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين

و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين

لكنّما عيناك ساهمتان في الأفق البعيد

سلمى ... بماذا تفكّرين ؟

سلمى ... بماذا تحلمين ؟

.............................

فاصغي إلى صوت الجداول جاريات في السّفوح

واستنشقي الأزهار في الجنّات ما دامت تفوح

و تمتّعي بالشّهب في الأفلاك ما دامت تلوح

من قبل أن يأتي زمان كالضّباب أو الدّخان

لا تبصرين به الغدير

و لا يلذّ لك الخرير

*

لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا

و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى

مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبى

ليكن بأمر الحبّ قلبك عالما في ذاته

أزهاره لا تذبل

و نجومه لا تأفل

*

مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة

قدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاة

قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا

فيه البشاشة و البهاء

ليكن كذلك في المساء





الرد على: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - الحوت الأبيض - 11-19-2011

يا بهجت معك حق، في الشعر الحديث هنالك "وحدة الموضوع" لذا أصعب أن تختار أجزاء من القصيدة (لكنه ممكن) يعني قصيدة محمود درويش كنت سأستصعب تجزئتها لكن قصيدة الماغوط كان باستطاعتي اختيار مقطعا منها... في المستقبل هذا ما سأفعله.


RE: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - Dr.xXxXx - 11-20-2011

أمل دنقل، لا تصالح:

لا تصالح!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!



RE: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - بهجت - 11-20-2011


عيد بأية حال عدت يا عيد
المتنبي


عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ .... بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ ....فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَـــــا بِيدُ
.................
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي ...شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما ...أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني ..هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً ...وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ ...أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
.........................
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ ....أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا ....فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها... فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
.......................
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ .......إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً ..أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً ....أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ ....في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟



RE: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - الحوت الأبيض - 11-21-2011

مقطع من قصيدة جرير في رثاء زوجته.

لولا الحياء لهاجني استعبار

لولا الحياء لهاجني استعبار ، … ولزرت قبرك ، والحبيب يزار
ولقد نظرت ، وما تمتع نظرةٍ … في اللحد ، حيث تمكن المحفار ؟
فجزاك ربك في عشيرك نظرةً … وسقى صداك مجلجلٌ مدرار
ولهت قلبي إذ علتني كبرةٌ ، … وذوو التمائم من بنيك صغار
أرعى النجوم وقد مضت غوريةً … عصب النجوم كأنهن صوار
نعم القرين وكنت علق مضنةٍ … وارى ، بنعف بلية ، الأحجار
عمرت مكرمة المساك وفارقت … ما مسها صلفٌ ولا إقتار
فسقى صدى جدثٍ ببرقة ضاحكٍ … هزمٌ أجش ، وديمةٌ مدرار
هزمٌ أجش إذا استحار ببلدةٍ … فكأنما بجوائها الأنهار
متراكبٌ زجلٌ يضيء وميضه … كالبلق تحت بطونها الأمهار
كانت مكرمة العشير ولم يكن … يخشى غوائل أم حزرة جار
ولقد أراك كسيت أجمل منظرٍ … ومع الجمال سكينةٌ ووقار
والريح طيبةٌ إذا استقبلتها … والعرض لا دنسٌ ولا خوار
وإذا سريت رأيت نارك نورت … وجهاً أغر يزينه الإسفار
صلى الملائكة الذين تخيروا … والصالحون عليك والأبرار
وعليك من صلوات ربك كلما … نصب الحجيج ملبدين وغاروا
يا نظرةً لك يوم هاجت عبرةً … من أم حزرةً ، بالنميرة دار



الرد على: أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . - * وردة * - 11-21-2011

ما أجمل أن تخلق واحة للشعر في هذا النادي وما أجمل أن تضم بين جنباتها قصائده باختصار وتميز فـ :
يشير إلى لب القصيد إشارة
ويوجز ماكــان منه مفصَّل Smile

وبما أن نفسي تميل إلى الشعر العامودي وإلى الأكثر أصالة منه أكثر من ميلها للأنواع الأخرى لذا فقد اخترت
البداية مع امرؤ القيس :


أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـــلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي
وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ

وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ
فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ

وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ
عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ
وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي
بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ


تحية وتقدير 87