حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
وخز ذاكرة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: وخز ذاكرة (/showthread.php?tid=48279) |
الرد على: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-02-2012 اهلا بالاحبة اوبزيرفر ونارينا RE: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-02-2012 الغيث ، والتغييث هو طلب الغيث من الله او بمفردات المسجد والله الحاضر هو صلاة الاستسقاء ، ويحدث هذا عندما تجف السماء وتنشف اضرعتها ، فنسمع صغاراً جملاً على شاكلة " الليلة نغيّث . يتشبث بالذاكرة ويوخزها ارهاصات هذه الليلة ، فهناك بقايا خبز وضعتها النسوة باكراً في الشمس لتجف وبلغة الواقع " تقرقط" اي تصبح جافة وسهلة الكسر ، ومدارق مطرزة بشيء من الحرير خرجت من " النملية" ورؤوس غُسلت بصابون نابلسي رخيص تتشارك الطفلات في هذا القادم وتبدو عليهن الجدية والصرامة فيتوقفن عن لعب " العاج" وتنتقل العدوى لنا فنلملم بقايا الرجولة المبكرة ونضب علب السردين الصفراء ذات خيط المصيص والتي اثقلها حمل التراب الناعم فوق التراب ممنين النفس بقادم اجمل . تهبط الرحمة فجأة على قلوب اباؤنا ورجالنا ، ويقررون ذات مغرب الصمت وان تكلموا لا ينطقون الا بعذب الكلام وتتماهى امهاتنا ، بل يندف من الذاكرة انه كان هناك دلال وغنج مصطنع لم يمارسنه كفطرة نسائية سابقاً. . يهبط الليل ، والقمر يطلع بدراً ، وحقيقة لا ادري هل تم اختيار ليلة البدر مصادفة ام قصداً ؟، هذا سؤال لم اساله سابقاً وان الح عليّ لاحقاً حين اختفاء الاجوبة ، ليلة مضيئة وكما يقولون " تلقط فيها الخرز" وهناك برودة قارسة تاتي بها رياح شمالية تزداد برودتها عندما يكون الجو صافياً يبدأ النهر من دار " خليفة السعد" اثنتان او ربما ثلاث يتحايلن ويضعن الخبز " المقرقط" في اعبابهن بهدف اغراء الالة ،يتهجن جنوبا باتجاه الداير حيث الوفرة والمخزون المحترم من النساء يزداد النهر نركض اطفالا خلفه ، يجلس الرجال حول ابريق شاي اعدته احداهن سلفاً وقبل موجة التمرد ، يزداد الركض ، ينحرفن باتجاه ابو غبار يزداد الهدير ومن هو على بعد سيطرب بهذا الصوت الايقاعي : يالله الغيث يا ربي الخبز مقرقط بعبي يالله الغيث يا دايم تسقي زرعنا النايم يالله الغيث يا ربي تسقي زرعنا الغربي ينحرف الموكب محاذيا لسعوديات باتجاه ابو شيخة ، هناك يحمى وطيس الطلب ويبدو ان الاموات هم الاقرب من الرب فيجلسن قرب شجرة البطم حيث دوماً تكون مراسم وداع عزيز ، بعضهن يبكي ولا ادري ان كان تماهيا مع الطلب من الرب ام نزول مفاجيء لذكرى حبيب حل على عجل ولا تحتمل التأخير والعادة أن تقام وليمة لهذه المظاهرة السلمية الربانية ، بحيث يولم احدهم لهن فيذبح ذبيحة ، يتسابق فيها باقي الرجال على الخدمة ، يجلسن في صدر البيت تدار عليهن القهوة ، بعضهن يدخن الغليون ابو الهيشي ، ووليمة على النار . يحدث وربما ينتصف الليل على هذا الامر ، والسماء صافية والقمر بدرا في منتصف السماء او جاوز المنتصف ، يأكلن يتسامرن ، بعضهم ينظر غرباً ، الأخر يؤكد انه شاهد برقا ، بل اليقين يزداد انهم سمعوا رعداً ، يتأكد الخبر يقيناً عندما يصعدون الي سطح الدار ، اوف هذا البرق يغطي السماء خلف جبال نابلس ورام الله ، لحظات من العمر ، واثقات من انهن قمن بعملهن على اكمل وجه وان طلبهن من الرب كان يحمل صيغة " عاجل جدا" ، تبدأ الغيوم بالتكاثر يبدأ الانهمار ، الانكى ان الخبز المقرقط سيبتل حتماً تنتهي الليلة احمل برأسي بتلابيب تفكيري الالحادي الف سؤال وجودي استطيع ان اتحايل عليها ، لكن ذاك السؤال لم استطع لغاية الان الاجابة عليه ، لماذا امطرت تلك الليلة ؟ هل هناك رب ساذج انطلت عليه حكاية الخبز المقرقط المخبأ بالعب؟ ام انها مصادفة كصدفة الوجود نفسه ، ام ان هناك رب اكبر من صلوات الاستسقاء المدفوعة الاجر التي يمارسها شيوخٌ سذج مع حكام اكثر نخاسة ، أم ان الرب يحب النظر خلسة الي المدارق المطرزة بالحرير ويحب رائحة الصابون النابلسي ؟ سيبقى سؤال بلا جواب RE: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-04-2012 التقويم والموت والسيلية كان يمكن ان يكون كل حدث اعلاه موضوع منفصل ومستقل وبداية ونهاية ، لولا ان التداخل والتزاوج بينهم اكبر من الفصل ، ما العلاقة ؟ انه الموت ، به نبدأ وبه ننتهي اكتشفوا اهميته قبل شوبنهور باعمار ، لا يؤرخون ولا يملكون تقويم خارج كفن الموت ، يا جدي متى ولد عبدالرزاق المحمود ؟ انه ولد سنة ما مات صالح المحمد ، ومتى تزوج ابي من امي؟ ، اوف ابوك زوجناه سنة ما مشخص العمشاء ماتت ! التقويم هو تقويم الموت ، ولكنه موت بالتقسيط ربما هناك اتفاقية وعهد مع عزرائيل بحيث يحظى كل ميت بموسم سنة كاملة ا لا في تلك السنين التي يُجاز فبها عزرائيل ، ومع ذلك فالموت حاضر ويصبح جمعا اومثنى حسب همة عزرائيل فتنتقل الروزنامة الي بعد ما مات صالح العلي بسنتين وهكذا ، على ان اصحاب الحظوة يحظون بالنصيب الاكبر من الاوراق . من اين ارتبطنا بالموت ولم نرتبط بالحياة والولادة ؟ هذا ارقني سابقا وحفزني لاحقاً لابحث في هذه الفلسفة التي تقدس الموت ، هذه الفلسفة التي تتطابق مع الوجود وان الولادة هي حدث عابر والحياة هي لمحة اما الموت فهو الخالد ، هذه الفلسفة التي تضع حدا للولادة بتاريخ موت ولا تضع حدا للموت بتاريخ حياة جديدة الا تلك الغيبيات على شاكلة استنساخ المسيح او المهدي . ابحث عنها ليس في كتب الفلسفة او التاريخ بل بحكايات شعبية غير مكتوبة ، فهذه القرية على اشتباك مع يوشع ومع شعيب ومع المسيح ، وخارج ذلك ليس لها حروب ، اسمها عيرا ، ومن الاسم سانطلق ، يقولون ان هذا الاسم هو سرياني ويعني المتيقظة او المتنبهة ، والبعض يقول انه يعني البلدة الخضراء ، جائز هذا ويجوز ذاك ، ولكن ما حكاية الاختين عيرا ويرقا والكتب تشير الي انهن ابنتي سلطان قديما سكنت كل واحدة في منطقة واطلق اسم البنت على هذه المنطقة ، بل ان اسماء ابنائهن وبناتهن اطلق على مناطق تتبع لتلك البلدتين ك " شمعون" و " عازار" و " عصفور" و " رافيل" و " دورا" و " البويب" ، وهذه الاسماء ليست وهمية بل هي اسماء حية تعيش في دائرة الاراضي والمساحة وتسمى " احواض" اي انها ليست من الخيال ، هذا الخيال الذي تحاول الادلجة بابعاد اسم هاتين القريتين عن " المسيح" الذي تعمد على اعتابها وغطاسه الذي يقوم لزراعة قمحتها ما العلاقة التي جعلتني اربط الموت بالتقويم بالمسيح ؟ في عمق حكايتنا وعاداتنا الغير مبرمجة هناك ارتباط بالصليب " الموت" ولم اجد ربطا مع الميلاد ، حتى ان اجزاء من القرية تعلن عن صليبها فهذه" خربة الصليبي" وذاك سهل الصليبية وبعده " بيادر الصليبي" ناهيك عن الاوراق الرسمية حول عازار وشمعون ورافيل ، لم اجد في الموروث شيئا عن ميلاد المسيح بينما هو حاضر بقوة في صلبه بل ان المواسم تقاس بالصليب ، على شاكلة هل قلعتم البصل ؟ والجواب ياتي من موروث عميق لسة بعدها ما صلبت هذه القرية وجارتها تشبعت بتراث مسيحي جاء عبر الفتاتين عيرا ويرقا واولادهما وبناتهما بينما جلست هذه القرية على حافة النهر الاسلامي دون ان تخلع ملابسها بل ربما تيممت بموروثها رغم دفق مياه النهر الاسلامي حتى خيل لي ان الاسلام لم يدخلها الا قريبا فجلست فترات طويلة على حافة الاسلام دون السباحة فيه فتاريخها لا يرتبط ابدا بشيخ او حاج او فقيه او معتقد خارج شعيب ويوشع بل يغوص مع تلك الفتاتين الهاربتين من فلسطين بعد الصلب فوجدتا في هذه المنطقة المنسية امان لهما وتاريخا لنا . اذا فثقافتنا هي ثقافة الصلب والموت ، وطقوسه واضحة لا لبس فيها ، اقتصد عزرائيل بداية ، زائرا كل شتاء ، والموت عادة لا يكون الا شتاء الآن نعرف من الطب ان الموت شتاءا مبررا فهو يعني ان المناعة تنخفض بالبرد فيقترب الموت ، فاخذ ذات يوم روح " ابو خلف" والسنة التي سبقتها نكث عهده فاخذ روح ثلاثة عشر في لحظة فاصبحت تلك السنة هي قمة التقويم فيقال " سنة السيلية" وهذا ما سيكون لاحقا من حال ابو خلف والسيلية دمتم بود RE: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-04-2012 يدخل ابي بعد الفجر بقليل وحركته توقظنا ، ويذيع الخبر ان ابو خلف قد مات ، ليس في الامر فجأة فابي عودنا كل ليلة وكل يوم ان مرابط عند ابو خلف ربما يعتقد انه سيمنع عزرائيل عنه ، ابو خلف انسان كريم جدا بل انه الاكرم ولا تزال الحكايات تُنسج حول كرمه ، وهو ايضا طويل اللسان ولاذع ، كان يشتم المطالبين بقروض شتماً موجعاً وفي النهاية يعطيهم عطاءاً لا قرظاً ، ربما اثنان قد فرحا بموته كلبنا وانا ، اما كلبنا الذي تربيه وترعاه جدتي فليس له وظيفة محددة ولم يُذكر انه قام بعمل اسطوري ككلبة فياض الكايد ، التي يقاال انها كانت تربي الخرفان في بيت سيدها ، وضربت بها الامثال كانت هذه الكلبة تذهب لحقول الذرة وتبتعد عن حقل فياض الكايد وتقطف عرانيس الذرة وتحملها بفمها وتحضرها للخرفان المربوطة بالربق امام البيت ، وكلبنا ايضا لم يروى عنه اية معركة ككلب فلاح الصالح الذي استشهد متأثرا بجراحة نتيجة معركة مع قطيع ضباع غزا اغنام فلاح فرافقها وحماها واثخن جراحا، وانقذ كل الاغنام وبعدها مات ، فكلبنا لا يحمل اي وسام فعاش على القارعة يلتقط كل يوم رغيف شراك ساخن تلقيه جدتي اليه ، ربما فرح الكلب لموت ابي خلف فابو خلف الذي يأتي لمتبنه ومخزنه من حين لاخر ولا ادري لماذا كره هذا الكلب ففي المرة الاولى ضربه عن بعد بعصا قصيرة كادت ان تكسر ضلوعه فهرب يعوي ويمشي كأن به شلل ، ومرة اخرى انهال عليه بحجارة صوان تقدح شررا طالت بطنه ، فاصبح هروب هذا الكلب ايذانا ان ابو خلف قادم واما انا فلماذا فرحت بسري رغم ان ذكر ابو خلف يعني زبدة ولبن وجميد وما طاب ، انهم هم هذا ابي المرابط عنده لم يكلف خاطره ذاك اليوم ان يعطل عن عمله في بناء السلاسل الحجرية في مغاريب السلط ،بل لم يحاول ان يأخذها الي طبيب فربما مرضها غير قاتل ، ا ذكر اننا صحينا باكرا وكان هناك ابريق شاي على نار الحطب وام تنتقل عينيها بيننا وبين اختي ثريا واب يلبس الفوتيك المثقوب عند ركبه ويغادر دون ان يلتفت وراءه ودن ان يوخزه ضميره . تركنا لأركب مع الموت على فرس لا يفصلني عنه غير حضن ام ، امي اراها مشغولة ومتعجلة في ضب الاغراض في " الفاتية" وجاءت ندى الرحمانية وهناك دموع لا ادري ما سببها ، وتوجيهات من امي بان تدير بالها على العنزات والبيت ، وركبنا على ظهر الفرس ثريا بحضنها وانا واختي الاخرى خلفها ، امي سلكت طريقا غير معهود يميل الي جهة الشمال اكثر حيث يعمل ابي ، هل هو خبر من اجل الاعلان له ؟ ام انها لتطيل المسافة لكي تدفي حضنها اكثر؟ اراها مفتوحة العينين ، ونصل الي القرية وتأتي جدتي ، وتبعثني امي لاحضار جدتي الثانية العمياء فاقودها ، ويتجمعن خمسة نساء واسمع نحيبا تحت اللوزة نحيب خافت يتناسب مع حجم الميتة التي لم يزد عمرها عن سنة ، والروتين كما هو ، حتى من جاء من الرجال لم ارى عليهم وجوما ، لفوها بقطعة قماش وكلفوا عبد المهدي الطنش بوضعها ب" جبانة الطويقات" القريبة ، لا جنازة ، فقط الطنش ونحن المتلهفين لإكتشاف الجديد نسير خلفه ، انها مغارة ذات باب منخفض عليك الزحف للدخول وهناك يضعونها كسائر من سبقها ، لم الاحظ جثث ربما انها كانت تذهب كطعام للثعالب . ماتت دون ان يكون لها قيد في سجل الوافدين ورحلت دون قيد في سجل الراحلين ، فمختارنا المكلف بالتسجيل والازالة تعود ان يذهب للسجل المدني كل سنة مرة وهناك يسجل كل من جاءوا وبشطب كل من غادروا ، وعادة ما ينسى هذا المختار فمعظمنا حصل على اسمين اسم متعارف عليه واخر اختار المختار وسيكون هو الرسمي وفوق هذا لا احد من جيلي او ممن سبق له تاريخ ميلاد لذا فجمعينا اخذ " تقدرير سن" عن جدارة . وهكذا غادرت دون ان يكون لها اثر على ورقة ، بقيت عالقة في ذاكرتين ذاكرة امي وذاكرتي ، حتى عندما عرفت انها ماتت احتجيت وقلت انها كانت على الفرس فاتحة عينيها ولم تغمضها ، ويا لذاكرة امي المليئة بالشقاء ، ذاكرة استوعبت شقائها وشقاء الاخرين ، فتحر ر ابي من اي حزن على اختي ، بل انه ذهب للسهر عند الجيران ولم يذرف دمعة عليها . اكتب هذا لارتاح فثريا لم يعد لها احد الا هذه الذاكرة واخشى ان تلحق بذاكرة امي لذا سانقشها كحروف لا تزول. امي ، عند سماعها لموت ابو خلف شققت جيبها كالعادة ، وخدها الاحمر تعرض للتشخيط باظافر غير مقلمة فنزف دما ، وابي يضرب على رأسه ويبكي ، لم يبكي على اختي ، وهنا اعلن انتقامي . ليمت ابو خلف سيتبع RE: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-06-2012 على ان موت ابو خلف ليس هو ضمن التقويم الرئيسي فلقد سبقه قبل عام ما نسميه سنة " السيلية" فاصبح المواقيت تنسب والاحداث تؤرخ حسب هذه السنة التي وفجأة حصدت ارواح 13 شخصا معظمهم نساء وبنات وخلال خمس دقائق من الامطار الشديدة التي اسالت الجبال قبل الوديان ، وكنت سافرد لهذه السنة الا ان ما يهمني هنا هو توثيق العادة بعيني ذاك الطفل . يهرع اهل القرية نساءا ورجالا الي بيت ابو خلف ، معالم الحزن والهلع عند النساء تقاس بشق الجيب وتشخيط الخدود ، ولا تعتبر تلك المرأة قد قامت بالواجب ان لم يترافق مع جيب مشقوق وخد ينزف وكبر الشق يعبر عن كبر الحزن والمصاب وعدد الجروح في الخد وكمية الدم تعبر عن الفداحة. اما الرجال فيطقون اللصمة ، وهي ان يلف الشماغ حول الفم والانف ، وغير ذلك فهذاستهتار بالميت . فجرا ، يجب ان يركب احدهم فرساً متوجها الي السلط وبالذات الي عند عودة الوراد السابق ذكره في موضوع اخر ، او احمد العواد الحياري ، وكليهما يعرفان مغزى دق الباب فجرا ، وسؤالهم ، من مات؟ وهما دائما على حيطة حتى ولو كانت الاغراض لا تنتمي الي دكانيهما ، انه كفن ، ورطل قهوة ، وهال ، وحنة خضراء . واثنان او ثلاثة من مفتولي العضلات يتولون حفر القبر ولا بد من وجود طاعن في السن هناك ليلقي توجيهاته من حين لاخر ، والقبر يجب ان يكون اعمق من قامة احدهم ، وعرضه عرض ذراع احدهم وطوله خطوتان كبيرتان لاحدهم . يبدأ غسيل ابو خلف في بيتهم على ان هناك من يغسلون على المقبرة فهناك طاولة خشبية تحت البطمة يمدد عليها الميت في العراء ويغسل . بعد التكفين ووضع الحناء الخضراء ، يؤتى بشعبتين من عمد البيت ويلف عليهما المفرش المنسوج من خيوط الصوف الملون محليا ، ويوضع الميت على المفرش ويتم حمل الجنازة من الشعبتين ، ومن خلف يردد " لا اله الا الله الدايم وجه الله" تسجى الجنازة تحت شجرة البطم ويلقي كل من يريد النظرة الاخيرة عليه ، وهنا ساكون حذرا لم اشاهد ذاك اليوم صلاة جنازة ولم اذكر انني شاهدتها قبلا ، كما ان الملقن الذي يلقن الميت لم يكن مخترعا تلك الايام واول اصطدام به كان بعد بضع سنوات في اوائل السبعينات . نعم لا اذكر انه كانت هناك صلاة جنازة ذاك اليوم ، اول تذكري كان عندما كنت بالصف الرابع ، وقد أم الاستاذ يوسف الجيوسي تلك الصلاة بعد ان علمهم ماذا يفعلون بعد كل تكبيرة ، بل ان الاستاذ يوسف والاساتذة اللذين حلوا علينا من الضفة الغربية هم من جلب الدين والتدين ، فقبل تلك الصلاة علمنا الاستاذ ان من يمسح على رأس يتيم يجعل الله حسنات بعدد شعر رأس اليتيم ، وحيث ان المتوفي هو عواد السليمان وابنه عبد الهادي هو في الصف معنا فلقد احتجزناه ووتنازعنا من يمسح على رأس عبد الهادي اكثر . RE: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-07-2012 وحياة شعيب هذه ليست مزحة ، بل هو يمين قاطع ، واشد انواع اليمين ولا يصل له حتى الحلفان بالله او الرسول ، هكذا كان سابقاً مقام شعيب او قبره على ما يعتقدون هو في الوادي الجميل الرائع والمسمى باسمه ، وهو يقع في منتصف المسافة بين السلط ونهر الاردن ، كان المقام بمثابة المقدس وكان شعيب يحظى بقدسية لا يصلها غيره ، بل ان الخلافات الكبرى او حتى الجرائم التي لا تقطع بها الادلة الوضعية تحول الي شعيب ، فيجلب المتهم الي المقام وعليه وضع يده على ما يعتقد انه القبر ويحلف بشعيب " وحياة النبي شعيب" فان حلف فهو بريء ، وان خاف الحلفان فهو مدان . يتفق ابي وخليفة السعد وعبدالله العليان ومحمود المكيد على زيارة النبي شعيب فيتفقون مع احد باصات عمان ـ السلط ، ليتأتينا بعد ظهر يوم الجمعة ، وانتشرت السعادة بيننا نحن الاطفال فهي ستجعلنا نركب الباص وهي غاية بحد ذاتها ثم زيارة النبي شعيب الذي يحفظ من الكوارث والمصائب ثم التنزه في الوادي حيث المياة صالحة للسباحة ثم ان هناك ذبيحة . نصل المقام ، هناك غرفة كبيرة يتوسطها ما يشبه القبر بارتفاع اكثر من متر مغطاة بقماش لونه اخضر ، ندور باتجاه عقارب الساعة رؤوسنا لا ترتفع فقط عليك ان تبقى في حالة تقبيل للمقام وهكذا ندور ونقبل في نفس الوقت ولسبعة دورات ننتهي الكل يبارك للكل ويسلم عليه ، وحارس المقام يتولى توزيع الشريطة الخضراء وهي قطعة قماش رفيعة وبطول عشرات السنتيمترات ، نربطها بالحزام فهذه هي الحرز الذي سوف يحرسنا ، الامهات اخذن قطع اكبر واكثر ، فتلك ستعلق على مقدم البيت واخرى للفرس وثالثة للكبش المرياع ان توفر تذبح الذبيحة عند المقام خالصة لوجه شعيب ، الحارس يحصل على المعلاق " الكبد والرئتين" ونعود قبل المغرب بالباص حيث الوليمة الرد على: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-07-2012 احتاج الي ارشادات وانتقادات الزملاء فهي بوصلة RE: وخز ذاكرة - The Holy Man - 05-08-2012 إذاً هو الموت ..... حقيقة لا أعرف إذا ما كانت سلاسة قلمك أم موضوع الموت أم كليهما معاً يعيطيان دفقة شعورية للقارئ كي يعايش تفاصيل المشاهد التي ترسمها . الموضوع جميل، خصوصاً أن الموت ملعب حدوده حدود الكون الشاسع يستطيع الإنسان أن يمارس فيه التأمل بمعاني الحياة أكثر . شكراً لك على هذه المشاهد . ملاحظة : تستطيعون عكس مواقع الكلمات الملونة بحسب رغبتكم ورؤيتكم . الرد على: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-08-2012 سعيد بمرورك يا عزيزي هولي مان ، نعم يا صديقي الحياة محدودة بولادة وموت ، والموت خالد الف شكر لك RE: وخز ذاكرة - jafar_ali60 - 05-09-2012 المأمور والديك وزوار العصر تتشبث الذاكرة بذاك المنظر الذي يأبى الا ان يتكرر خربوش من الخيش لم يرتقي ليكون بيت شعر ، وقبل الغروب هناك لسعة برد يجلبها ريح غربي يؤذن بليلة ندى باردة ، الغريب ان المنظر يتكرر ما العلاقة بين المامور والديك ؟!، هي علاقة جدلية فكلما حلّ هذا المأمور اختفى الديك ، المأمور هو من شرطة الفرسان المميزين بلبسهم فهو من الكاكي الزيتي والبنطلون عريض في وسطه وضيق يلاصق الجسم ويتحد معه اسفل الركبة ليدخل بالبسطار ذو الساق الطويلة ، وعلى الرأس هناك ما يشبه الشماغ بلون اخضر زيتي يميل للصفرة . والديك دوماً ذو ريش يميل الي الحمرة القانية مجبولة بالسواد ورقبة حمراء عارية وعرف سميك متهدل . وظيفة المأمور هي تبليغ وجلب بقضايا تافهة ،مثل ان يتخلف احدهم عن سداد قرض لبنك التعاون ، او تبليغ بموعد احصاء الماشية ، او ترسيم حدود بين جارين اختلفا فاحتكما للمتصرف ، بإمكان المأمور ان يأتي صباحا وينجز عمله ويعود للمدينة قبل حتى الظهيرة ، الا انه يتعمد ان يأتي قبل الغروب من اجل الديك الذي سيختفي. يحل هذا المأمور قبل الغروب ، وتحدد وظائفي الانية فوراً ، يجب ان امسك رسن الحصان لكي ينزل من على ظهره هذا المراسم ربما انتقلت لاحقا للمسؤولين الذي لا يقدرون ان يفتحوا باب سيارة فتوظف جمعُ مهمتم فتح باب السيارة لكي ينزل المسؤول . ثم ربطه بود تناولته الام فورا من على " الرصف" قبل ان تهد الفراش لتسحب فرشة الصوف السفلى وتفرشها له مع مخدات نظيفة لا يستطيع احدا استخدامها قبلا . ثم تعليمة صارمة من اب جديّ حول علقّ العليقة على الحصان وإملأها بالشعير ، علماً بأن فرسنا نعلق عليها العليقة المملوءة تبنا وحفنتين شعير فقط ، فإكرام حصان المامور هو من اكرام المأمور نفسه . الوظيفة الأهم هي القاء القبض على الديك ، اطارده حتى يتعب فيلجأ الي " الخم" القي القبض عليه ليذبحه الاب وهو يقول باسم الله والله اكبر ، ثم عليّ ان املأ الابريق البلاستيكي بالماء لكي يغسل المأمور قدميه . يطهى الديك ، يوضع امامه يشاركه الاب في الاكل ، يقطع لحم الديك امامه ، المأمور ودوما ياكل الافخاذ والاوراك والصدر ، والاب يقضم قليلأ من الجناحين ليبقي شيئا لنا ما دام المأمور اختصاص صدر وافخاذ واوراك ، نأكل ما تبقى من الديك الرقبة وعظام الظهر وما ترك الوالد من لحم على الجناحين . ينام المأمور على الفراش النظيف ، ينهض طلوع الشمس فلم يعد هناك ديك يصيح في الفجر ، ايضا تبدأ مهامي من جديد مع ابريق البلاستيك ، وام تقلي بيضاً بلديا بسمن بلدي ليفطر المأمور ، اكل الديك ليلا وها هو يأكل البيض صباحاً ، ثم عليّ احضار الحصان وامساكه من رسنه تماما كمراسم اليوم ويركب ويغادر . أسأل امي لماذا دائما تذبح الديك؟ ولماذا لا تذبح دجاجة علما بان هناك اكثر من عشر دجاجات؟ ، تجيب ان الديك لا يبيض ،معها حق لو ذبحنا الدجاج فكيف للمأمور ان يفطر بيض بلدي؟ . هذا يتناغم مع عادة كانت سائدة ، وهي ان يقوم بعض شيوخ السلط وفي اشهر الصيف بغزو هذه القرية بنية الشبع والبحث عن البرستيج ، فيأتي احد الشيوخ ومعه بعض الاتباع ويبدأ مسلسل الولائم التي تذبح على مضض ، اشبه ما تكون بالخاوة . عندما يحل هذا الوجيه يبدأ الصراع على " اللقن" وهو الصحن الذي سيوضع فيه الطعام لاحقا ، فمن يحصل عليه هو الذي سيذبح ويطهو . حدث ان جاء المرحوم عبدالرزاق ابو هزيم وهو من وجهاء السلط ، وهو مشهور بكبر شواربه ورأيتها انها مستقيمة لونها اسود وتكاد تصل اذنيه حتى ان شوارب ابو هزيم اصبحت مثلا بكبر الشوارب ، فتعارك القوم على الصحن واحتدم الصراع ، كان" الباشا" يراقبهم فذبح ذبيحة وحملها على ظهره ، وفور وصوله اسدلت الحرب اوزاراها ، فالباشا انهاها بذبيحة ، والباشا هذا هو باشا الرعيان شديد عقله يابس ولا تفاهم معه فاستحق لقب الباشا عن جدارة ينضج الطعام ، يقدم بالصحن ، ابو هزيم اراد بطريقته ان يثني على الباشا فقال ، كنت مفتكر انه الباشا باشا طلع الباشا رجل ، بسليقة يحسد عليها اجابه الباشا ، شوه ان مفتكر ان الرجولة بكبر الشوارب؟ يقال ان ابو هزيم رفع يده من الطعام ولم يذقه ونام بجوعه ولتنهي هذه القصة فصل من فصول الخاوة. |