حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! (/showthread.php?tid=23711) |
مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - ضيف - 10-15-2005 زميلنا المحترم الراعى سورة مليئة بالوعد و الوعيد و تدبر فى ايات الله و نعمه لا ترى فيها الا بلاغه لغوية؟ حسنا يا سيدى قارن بينها و بين الكلام الذى نشرته و انت تقول انه من مثل القرآن ...بذمتك هل يستويان؟ الاية 33 تقول: يا معشر الجن و الانس ان استطعتم ان تنفذوا فى اقطار السماوات و الارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان معنى كلام الايه يقول ان الانس و الجن يمكن ان ينفذوا فى اقطار السماوات و ان هذا ليس مستحيلا و لكن يتطلب سلطانا معينا ...اليس كذلك الا ترى ان القرآن سبق جول فيرن فى التنبوء برحلات الفضاء ؟ المشكلة انك تقرأ القرآن و لديك رأى مسبق و رفض قاطع له يحجب عنك التدبر فيه مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - الراعي - 10-15-2005 عزيزي المهذب كاتز أنتظرني في المداخلات القادمة لأن الموضوع بدا يخرج عن مجراه الطبيعي فنحن سنناقش كل ذلك وغيره فيما جاء في شعر شعراء العرب في الجاهلية والذي هو ديوان العرب وسنعقد مقارنة بينه وبين القرآن في المادة المقدمة وليس في الأسلوب البلاغي فلكل أسلوبه فأني لا اعتقد أن الله يضع إعجاز كتاب في مجرد بلاغة لغة قوم محدودين هم العرب ولو كان كذلك فلا يكون القرآن قد جاء إلا للعرب وحدهم فقط ، كما أنك تعلم أن اللغة العربية بتكوينها من شعر ونحو وبلاغة 00الخ هي من أصعب المواد على الطالب العربي وليس الأجنبي ونادرا ما يحدث أن يحصل طالب على الدرجة النهائية فيها !! إذا فالشعر وبالبلاغة أيضا لا يجب أن يكونا مقياس الإعجاز . تحياتي الراعي / عمانوئيل مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - الراعي - 10-18-2005 1 – العرب وعبادة الله الواحد وشرائعهم كما جاء في القرآن والشعر العربي: يردد الأخوة المسلمين دائما عبارة الجاهلية للفترة السابقة للإسلام ويشير بها أكثرهم لما زعموا أنه الجهل المطبق الذي كان يعيش فيه العرب قبل الإسلام ويصورون لنا الدنيا قبل الإسلام وكأنها كانت ظلام في ظلام وجهل في جهل والبشر في الجزيرة العربية كانوا أقرب للوحوش والبهائم منها إلى البشر ، كما قال أحمد ديدات " جاء محمد 000 إلى شعب يغُّط في الهمجية والجهالة . أنهم يتزوجون أمهاتهم واشتهروا بوأد البنات ، وأنهم مدمنون الخمر ، زناة عبدة أوثان ومولعون بالميسر بحسب ترتيب الأيام " ، وكما نقل أحمد ديدات أيضا وصف الكاتب الغربي جيبون للعرب قبل الإسلام بقوله أن العربي قبل الإسلام " إنسان وحشي غالباً عديم الإحساس يصعب تمييزه عن باقي الخليقة الحيوانية " !! فهل هذا صحيح ؟ وماذا يقول القرآن نفسه عن ذلك ؟ يقول القرآن : + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " (العنكبوت61) . + " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ " (العنكبوت:63) . + "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (لقمان: 25). + " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ " (الزمر38). + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ " (العنكبوت63) . + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ " (الزخرف9) . + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " (الزخرف87) . + " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ الله فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ " (يونس31). + " قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 86 سَيَقُولُونَ لله قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ 87 قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 88 سَيَقُولُونَ لله قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ " (المؤمنون89) . والقرآن يؤكد في هذه الآيات أنهم كانوا يقولون أن الله هو الذي خلقهم وخلق السموات والأرض وهو الذي يحي ويميت وهو السميع البصير الرزاق وهو الذي يدبر الأمر وهو الذي سخر الشمس والقمر وهو الذي ينزل المطر فيحيي به الأرض فالله هو الخالق ورب العرش العظيم وبيده ملكوت كل شئ وهو العزيز العليم !! إذا فلم يكن العرب في أيام محمد بهذا الجهل الذي يصفونه به !! يقول د . جواد على في كتابه المفصل في تاريخ العرب ج 6 " كانت العرب في الجاهلية على أديان ومذاهب : كان منهم من آمن بالله ، وآمن بالتوحيد ، وكان منهم من آمن بالله ، وتعبد للأصنام ، إذ زعموا أنها تقربهم إليه. وكان منهم من تعبد للأصنام ، زاعمين أنها تنفع وتضر ، وأنها هي الضارة النافعة . وكان منهم من دان باليهودية والنصرانية ، ومنهم من دان بالمجوسية ، ومنهم من توقف ، فلم يعتقد بشيء ، ومنهم من تزندق ، ومنهم من آمن بتحكم الآلهة في الإنسان في هذه الحياة ، وببطلان كل شيء بعد الموت ، فلا حساب ولا نشر ولا كتاب ، ولا كل شيء مما جاء في الإسلام عن يوم الدين. ومذهب أهل الأخبار ، أن العرب كانوا على دين واحد ، هو دين إبراهيم ، دين الحنيفية ودين التوحيد. الدين الذي بعث بأمر الله من جديد ، فتجسد وتمثل في الإسلام. وكان العرب مثل غيرهم ، قد ضلوا الطريق ، وعموا عن الحق ، وغووا بعبادتهم الأصنام. حببها لهم الشيطان ، ومن اتبع هواه من العرب ، وعلى رأسهم ناشر عبادة الأصنام في جزيرة العرب : ( عمرو بن لحي ) 000 وقد ذهب أهل الأخبار إلى أن العرب الأولى كانت على ملة إبراهيم ، من الإيمان بإلَه واحد أحد ، اعتقدت به ، وحجّت إلي بيته ، وعظمت حرمه ، وحرمة الأشهر الحرم ، بقيت على ذلك ، ثم سلخ بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا ونسوا ما كانوا عليه ، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره ، فعبدوا الأوثان ، وابتعدوا عن دين آبائهم وأجدادهم ، حتى أعادهم الإسلام إليه " (المفصل في تاريخ العرب ج 6 ف 22 ) . وجاء في تفسير القرطبي قوله عن بعض الموحدين في قبل الإسلام : " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين (89) قوله تعالى : " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم } وهم الأنبياء شهداء على أمههم يوم القيامة بأنهم قد بلغوا الرسالة ودعوهم إلى الإيمان في كل زمان شهيد وإن لم يكن نبيا وفيهم قولان أحدهما أنهم أئمة الهدى الذين هم خلفاء الأنبياء الثاني : أنهم العلماء الذين حفظ الله بهم شرائع أنبيائهم قلت فعلى هذا لم تكن فترة إلا وفيها من يوحد الله كقس بن ساعدة و [ زيد بن عمرو بن نفيل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يبعث أمة وحده ] وسطيح و [ ورقة بن نوفل الذي قال في النبي صلى الله عليه وسلم رأيته ينغمس في أنهار الجنة ] فهؤلاء ومن كان مثلهم حجة على أهل زمانهم وشهيد عليهم والله أعلم " (القرطبي 10 :146). (1) زيد بن عمرو بن نفيل وتوحيد ومقام غبراهيم ومنع وأد البنات : تمتلئ أشعار العرب ، عرب ما قبل الإسلام ، بالحديث عن الله الواحد الخالق الباريء الديان الرحمن الرحيم 00الخ كما جاءت في القرآن تماماً ، بل وعندما تقرأ القرآن بحسب تسلسل آياته وبحسب أسباب النزول وتنظر إلى هذه الآيات متفرقة تجد أنها متطابقة في الجوهر وأحيانا في النص مع شعر هؤلاء الشعراء !! وكان زيد بن عمر بن نفيل واحد من هؤلاء الشعراء الذين وحدوا الله ورفض أن يشرك به وجانب عبادة الأصنام قبل محمد وكان على دين إبراهيم وأتخذ من مقام إبراهيم مصلى ومنع وأد البنات ولم يأكل مما ذبح للأصنام ووصف الله بالرحمن والغفور والذي لا يخفى عليه خافية والملك الأعلى وقال أن الله سوى الأرض ودحاها وأنه كان مسلماً اسلم وجهه لله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا ". وأن الله رفع السماوات بلا عمد 00 الخ وتقول كتب التفسير والسيرة أنه كان يبحث عن التوحيد ، وقال عنه نبي المسلمين كما جاء في تفسير القرطبي " وقال صلى الله عليه وسلم في زيد بن عمرو بن نفيل :" يبعث أمة وحده " لأنه لم يشرك في دينه غيره ". " (القرطبي 15 :213). وجاء في سنن النسائي " عن أسماء بنت أبي بكر قالت : رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري وكان يقول إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم قال وذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى " (5 :54). وجاء في فتح القدير " وفي السيرة عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه لما خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الشام يطلبون الدين الحنيف قال اليهود : إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله فقال : أنا من غضب الله أفر وقالت له النصارى : إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سخط الله فقال : لا أستطيعه فاستمر على فطرته وجانب عبادة الأوثان " (فتح القدير 1 :38) . وجاء في تفسير روح المعاني : " فقد صح عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول : يامعشر قريش والذي نفسي بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري وفي بعض طرق الخبر عنه أيضا بزيادة وكان يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلم ثم يسجد على راحلته وذكر موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضي يحدث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير الله تعالى وصح أنه لم يأكل من ذبائح المشركين التي أهل بها لغير الله " (21 :118). بل ورفض أن يأكل مع محمد معتقداً أنه يأكل مما ذبح للأصنام :" قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن عمرو بن نفيل قبل النبوة في بلده وعرض عليه أن يأكل معه من سفرته فقال زيد " إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم " (التحرير والتنوير1 : 1353). وجاء في صحيح البخاري " حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولاآكل إلا ما ذكر اسم الله عليه . وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله . إنكارا لذلك وإعظاما له " (3 : 1390). بل وكان ممن منعوا وأد البنات ، فقد جاء في التحرير والتنوير : " وكان ضعضعة بن معاوية من مجاشع وهو جد الفرزدق يفدي الموءودة يفعل مثل فعل زيد بن عمرو بن نفيل . وقد افتخر الفرزدق بذلك في شعره في قوله :ومنا الذي منع الوائدات ... وأحياء الوئيد فلم توءد وقد أدرك جده الإسلام فاسلم " (التحرير والتنوير 1 : 1433). وجاء في صحيح البخاري : " رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها " ش (يحيي الموءودة) يستنقذها من الوأد وهو دفنها في التراب وهي حية " (3 : 1392). كما قالوا عنه أنه أتخذ من مقام إبراهيم مصلي كما طلب ذلك عمر من نبي المسلمين وأستجاب له بنص القرآن !! يقول ابن كثير: " كما ثبت ذلك في الصحيحين عنه أنه قال : وافقت ربي عز وجل في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " . وكان زيد بن عمر بن نفيل قد شبق كل من عمر ونبي المسلمين في ذلك ؛ جاء في التحرير والتنوير : " كان أهل الجاهلية يطوفون حول أصنامهم كما يطوفون بالكعبة والمراد بالقائمين الداعون تجاه الكعبة ومنه سمي مقام إبراهيم وهو مكان قيامه للدعاء فكان الملتزم موضعا للدعاء . قال زيد بن عمرو بن نفيل : عذت مما عاذ به إبراهيم 000 مستقبل الكعبة وهو قائم والركع " (1 : 2774). كما جاء في السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد في فراق دين قومه ، مؤكدا أنه يعبد رب واحد هو الله الذي يفني الفجار وغافر الذنوب وهو الرحمن ، ولا يعبد الأصنام. جاء في دلائل النبوة للأصبهاني " وروى أبو الشيخ قال حدثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا سعد بن محمد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال زيد بن عمرو بن نفيل : عزلت الجن والجنان عني 000 كذلك يفعل الجلد الصبور فلا العزى أدين ولا ابنتيها 0000 ولا صنمي بني طسم أدير ولا صنما أدين وكان ربا 000 لنا في الدهر إذ حلمي قصير أربا واحدا أم ألف رب 000 أدين إذا تقسمت الأمور ألم تعلم بأن الله أفنى 0000 رجالا كان شأنهم الفجور وأبقى آخرين نذير قوم 000 فيربوا منهم الطفل الصغير " (1 :80). وأيضاً : أربا واحـدا أم ألـف رب 0000 أدين إذا تُقسمت الأمـور عزلت اللات والعزى جميعا 0000 كذلك يفعـل الجلد الصبور فـلا العزى أدين ولا ابنتيها 0000 ولا صنمَيْ بن عمرو ازور ولا هبـلا أدين وكـان ربا 0000 لنا في الدهر إذ حلمي يسير عجبت وفي الليالـي مُعجبات 0000 وفي الأيـام يعرفها البصير بـان الله قـد أفنى رجـالا 0000 كثيرا كـان شانهم الفجـور وأبقـى آخـرين ببر قـوم 0000 فيربِل منهم الطفـل الصغير ولكن اعبـد الـرحمن ربي 0000 ليغفر ذنبي الـرب الغفـور وهذا يتساوى مع ما جاء في القرآن : " قُلِ ادْعُواْ الله أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً " (الإسراء110). + وقال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا : إلى الله اهـدي مدحتي وثنائيـا 0000 وقولا رصينا لا يني الدهر باقيا [U]إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه 0000 اله ولا رب يكـون مدانيا وجاء في القرآن " فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ 116(المؤمنون). [U]إلا أيها الإنسان إيـاك والـردى 0000 فانك لا تخفي من الله خافيا وإياك لا تجعـل مـع الله غيره 0000 فان سبيل الرشد اصبح بادياوجاء في القرآن " لاَّ تَجْعَل مَعَ الله إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً 22(الإسراء) . وجاء في القرآن أيضاً " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " (الحاقة:18). بل ويشرح ابن كثير ما جاء في سورة الأعراف بشعر زيد بن عمرو والذي يتطابق مع ما جاء في القرآن فيقول : " وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون (57) والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون 58 كما قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله : [U]وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له المزن تحمل عذبا زلالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا ".[/COLOR] كما يشرح ابن كثير ما جاء في سور الرعد " الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون " بقوله " ويروى لزيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه : وأنت الذي من فضل من ورحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا فقلت له : فاذهب وهارون فادعوا إلى الله فرعون الذي كان طاغيا وقولا له : هل أنت سويت هذه بلا وتد 0000 حتى استقلت كما هيا ؟ وقولا له : أأنت رفعت هذه بلا عمد 0000 أو فوق ذلك بانيا ؟ وقولا له : هل أنت سويت وسطها منيرا 0000 إذا ما جنك الليل هاديا ؟ وقولا له : من يرسل الشمس غدوة فيصبح 0000 ما مست من الأرض ضاحيا ؟ وقولا له : من أنبت الحب في الثرى 0000 فيصبح منه العشب يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه ؟ 0000 ففي ذاك آيات لمن كان واعيا ويشرح قوله ما جاء في سورة الرحمن " والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام (11) والحب ذو العصف والريحان (12) كما قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته المشهورة : [U]وقولا له من ينبت الحب في الثرى 0000 فيصبح منه البقل يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه 0000 ففي ذاك آيات لمن كان واعيا [/COLOR]". ويفسر القطبي وفتح القدير (2 :723) كلمة " الجوديومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل : " سبحانه ثم سبحانا يعود له 000 وقبلنا سبح الجودي والجمد [/COLOR]" . وجاء في فتح القدير عند تفسير قوله " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا " (النازعـات:30): " وقال زيد بن عمرو بن نفيل : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا " وقال بن كثير في تفسير قوله " وقوله " حتى إذا أقلت سحابا ثقالا " (الأعراف 57) ؛ " أي حملت الرياح سحابا ثقالا أي من كثرة ما فيها من الماء تكون ثقيلة قريبة من الأرض مدلهمة كما قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا دحاها فلما استوت شدها 0000 بأيد وأرسى عليها الجبالا " وقال أيضاً : حنانيك أن الجن كانت رجاءهم 0000 وأنت الهي ربنـا ورجـائيا رضيت بـك اللهم ربَّا فلن أرى 0000 أدين إلهـا غيـرك الله ثانيا أدين لـرب يُستجاب و لا أرى 0000 أدين لمن لـم يسمع الدهر داعيا وإني ولـو سبحت باسمـك ربنا 0000 لاكثر إلا ما غفرت خطائيا فـرب العباد القِ سيبا ورحمـة 0000 عليّ وبارك فـي بَنيَّ وماليا وهنا يؤكد زيد بن عمرو نفيل أن الله هو الملك الأعلى ويقول لا تجعل مع الله إله آخر فتضل الطريق وأن الجن لهم رجاء عند الله وهو المجيب للداعي وهو الرحيم . والسؤال الآن ماذا جاء به القرآن من جديد في هذه الأمور الذي ذكرناها أعلاه !!! مع تحياتي لأصحاب الإعجاز العلمي الذين يستخدمون نصوص القرآن المذكور أعلاه مثل " دحاها " 00 الخ ،هل هي إعجاز لزيد أم للقرآن ؟؟!! الراعي / عمانوئيل مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - ATmaCA - 10-18-2005 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله . . :hony: يازملاء ركزوا معى فى هذه "الصورة " التى سأكتبها وهى ليست سخرية ولكن لكى اوضح سخافة الفكرة التى يطرحها الراعى . لو قلت مثلاً : الراعى * وما ادراك ما الراعى * يكرر الكلام كالافاعى * يجادل وكأنه فى المراعى * يتعصب بدون سبب وداعى * انتهى . هل اكون قد عارضت القرآن الكريم . . :lol: لو قلت ايضاً صورة حمداً . . الحمد لله ذى الرضا المرغوب * يعفو ويصفح ويغفر الذنوب * يملى ويمهل لعل العاصى يتوب * يعطى ويرضى ويحقق المطلوب * يطعم ويسقى ويستر العيوب * يغنى ويشفى ويكشف الكروب * نحمده تبارك وتعالى حمدا هو للذات العلية منسوب * ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر الوسواس الكذوب * ونسأله السلامة فيما مضى وما سوف يأتى من خطوب * واشهد ان لااله الا الله ذو الجناب المرهوب * خلق السموات والارض فى ستة ايام ومامسه من لغوب * يضل من يشاء ويهدى من يشاء ويقلب الابصار والقلوب * انتهى . هل اكون قد عارضت القرآن الكريم . . او جئت بمثله ؟؟؟؟؟؟ لا طبعاً . اقتباس: الراعي كتب/كتبت هل هذا اسلوب باحث بالله عليكم ؟؟ انه يحاول التأثير على الاطفال الصغار ؟؟ :d: بالنسبة لما يلصقه الزميل من محاولات لصغار العربية .. فأرد عليها برد للاخ الحبيب استشهادى : اقتباس:كتب استشهادى المستقبل اما بخصوص التكرار فى القرآن الكريم قمت بالرد عليه فى موضوع قديم والزميل الراعى يكررها مرة اخرى ولكن معلش التكرار يعلم الراعى الذى لايعجبه التكرار . كتب ATmaCA : زميلى لايوجد جاهل فضلاً عن عالم يقول هذا . . زميلى الراعى هذا كلام قديم جداً وتم الرد عليه من الف واربعمائة سنة . . وانت مازلت تكرره . . وهذا ليس تناقضاً او اختلافاً فالقرآن نزل بأسلوب بليغ ولم ينزل مجرد كلاماً ( كالكتاب المقدس ) بل نزل بأسلوب بلاغى رائع . . لذلك من يريد ان يشكك فيه يجب ان يكون على قدر جيد من فنون البلاغة . . وكلامك يدل على انك لاتفقهه شىء فى البلاغة العربية ( مع احترامى لك ) . . وتعتقد ان كلام الله تعالى بة تناقضاً واختلافاً ولكن يازميلى الذى لاتعرفة ان من فنون البلاغة ابراز المعنى الواحد فى صور متعددة . . واذكرك يازميلى بقول الحق سبحانة وتعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب ) آل عمران :7 المهم نعود لقضيتنا المطروحة وهى انك تعتقد ان كلام الله به تكرار . . فمثلاً يازميلى الراعى افتح سورة ( الرحمن ) ستجد جملة ( فبأى الاء ربكما تكذبان ) مكررة حوالى ثلاثين مرة فى نفس السورة . . والانسان الذى لايفهم سيقول ان السورة بها تكرار دليلاً على الافلاس . . اما الانسان الذى فاهم فنون البلاغة فسيعرف الاعجاز فمثلاً افتح اى كتاب يتحدث عن علم المعانى ستجد عنوانا عريضا هو واحد من أسس هذا العلم البلاغي واسمه الإطناب، فإن بحثتم في فروعه وجدتم أفانين من القول تتشابه مع التكرار، وواحد منها يحمل هذا الاسم نفسه: ( التكرير ) والبقية تعتمد على زيادة في الكلام أو تكرير له أو تفصيل كذكر العام بعد الخاص وعكسه، وكالاحتراس والتتميم والتكرير له أغراض بلاغية كثيرة كالتأكيد والاستلذاذ بالكلام، وتعظيم الأمر وتهويله، وزيادة التنبيه، وطول الكلام الذي قد يسبب نسيانه، وتعدد المتعلق، كأن نكرر عبارة ما ولكن نحدث في كل مرة كلاما جديدا، ونرى مثل هذا في سورة الرحمن التي تكررت فيها آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان واحدا وثلاثين مرة، لأنه في كل مرة يذكر نعمة من النعم، ويريد لفت النظر إلى أهمية كل واحدة على حدة فهذا التكرار وجه من وجوه البلاغة القرآنية، فإن من خصائص البلاغة إبراز المعنى الواحد في صور مختلفة، والقصة المتكررة ترد في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر، وتصاغ في قالب غير القالب، ولا يمل الإنسان من تكرارها بل تتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها في المواضع الأخرى وإن من تنوع طرق عرض الموضوعات في القرآن أنه يعرض القصة ملخصة حينا ثم يفصلها من البداية، وحينا يبين العاقبة والمغزى من مضمونها ثم يبدأ التفصيل، ونراه حينا يبدأ بها مباشرة بلا مقدمات، وحينا يقدمها كمشاهد حية نابضة تحدث أمامنا، وهو يتميز ببراعة الانتقال من موقف لآخر وتجاوز ما لا حاجة إليه وترك الذهن يستوحي منها الأحداث التي جرت بينما نتابع مع الآيات الأحداث المهمة وتفصيلاتها ومن أغراض التكرير تجزئة الأفكار المراد بيانها حول موضوع واحد لتتكامل النصوص فيما بينها مؤدية غرض التأكيد لأصل الفكرة مع إضافات جديدة . مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - الراعي - 10-18-2005 1 – العرب وعبادة الله الواحد وشرائعهم كما جاء في القرآن والشعر العربي: يردد الأخوة المسلمين دائما عبارة الجاهلية للفترة السابقة للإسلام ويشير بها أكثرهم لما زعموا أنه الجهل المطبق الذي كان يعيش فيه العرب قبل الإسلام ويصورون لنا الدنيا قبل الإسلام وكأنها كانت ظلام في ظلام وجهل في جهل والبشر في الجزيرة العربية كانوا أقرب للوحوش والبهائم منها إلى البشر ، كما قال أحمد ديدات " جاء محمد 000 إلى شعب يغُّط في الهمجية والجهالة . أنهم يتزوجون أمهاتهم واشتهروا بوأد البنات ، وأنهم مدمنون الخمر ، زناة عبدة أوثان ومولعون بالميسر بحسب ترتيب الأيام " ، وكما نقل أحمد ديدات أيضا وصف الكاتب الغربي جيبون للعرب قبل الإسلام بقوله أن العربي قبل الإسلام " إنسان وحشي غالباً عديم الإحساس يصعب تمييزه عن باقي الخليقة الحيوانية " !! فهل هذا صحيح ؟ وماذا يقول القرآن نفسه عن ذلك ؟ يقول القرآن : + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " (العنكبوت61) . + " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ " (العنكبوت:63) . + "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (لقمان: 25). + " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ " (الزمر38). + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ " (العنكبوت63) . + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ " (الزخرف9) . + " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " (الزخرف87) . + " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ الله فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ " (يونس31). + " قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 86 سَيَقُولُونَ لله قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ 87 قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 88 سَيَقُولُونَ لله قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ " (المؤمنون89) . والقرآن يؤكد في هذه الآيات أنهم كانوا يقولون أن الله هو الذي خلقهم وخلق السموات والأرض وهو الذي يحي ويميت وهو السميع البصير الرزاق وهو الذي يدبر الأمر وهو الذي سخر الشمس والقمر وهو الذي ينزل المطر فيحيي به الأرض فالله هو الخالق ورب العرش العظيم وبيده ملكوت كل شئ وهو العزيز العليم !! إذا فلم يكن العرب في أيام محمد بهذا الجهل الذي يصفونه به !! يقول د . جواد على في كتابه المفصل في تاريخ العرب ج 6 " كانت العرب في الجاهلية على أديان ومذاهب : كان منهم من آمن بالله ، وآمن بالتوحيد ، وكان منهم من آمن بالله ، وتعبد للأصنام ، إذ زعموا أنها تقربهم إليه. وكان منهم من تعبد للأصنام ، زاعمين أنها تنفع وتضر ، وأنها هي الضارة النافعة . وكان منهم من دان باليهودية والنصرانية ، ومنهم من دان بالمجوسية ، ومنهم من توقف ، فلم يعتقد بشيء ، ومنهم من تزندق ، ومنهم من آمن بتحكم الآلهة في الإنسان في هذه الحياة ، وببطلان كل شيء بعد الموت ، فلا حساب ولا نشر ولا كتاب ، ولا كل شيء مما جاء في الإسلام عن يوم الدين. ومذهب أهل الأخبار ، أن العرب كانوا على دين واحد ، هو دين إبراهيم ، دين الحنيفية ودين التوحيد. الدين الذي بعث بأمر الله من جديد ، فتجسد وتمثل في الإسلام. وكان العرب مثل غيرهم ، قد ضلوا الطريق ، وعموا عن الحق ، وغووا بعبادتهم الأصنام. حببها لهم الشيطان ، ومن اتبع هواه من العرب ، وعلى رأسهم ناشر عبادة الأصنام في جزيرة العرب : ( عمرو بن لحي ) 000 وقد ذهب أهل الأخبار إلى أن العرب الأولى كانت على ملة إبراهيم ، من الإيمان بإلَه واحد أحد ، اعتقدت به ، وحجّت إلي بيته ، وعظمت حرمه ، وحرمة الأشهر الحرم ، بقيت على ذلك ، ثم سلخ بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا ونسوا ما كانوا عليه ، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره ، فعبدوا الأوثان ، وابتعدوا عن دين آبائهم وأجدادهم ، حتى أعادهم الإسلام إليه " (المفصل في تاريخ العرب ج 6 ف 22 ) . وجاء في تفسير القرطبي قوله عن بعض الموحدين في قبل الإسلام : " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين (89) قوله تعالى : " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم } وهم الأنبياء شهداء على أمههم يوم القيامة بأنهم قد بلغوا الرسالة ودعوهم إلى الإيمان في كل زمان شهيد وإن لم يكن نبيا وفيهم قولان أحدهما أنهم أئمة الهدى الذين هم خلفاء الأنبياء الثاني : أنهم العلماء الذين حفظ الله بهم شرائع أنبيائهم قلت فعلى هذا لم تكن فترة إلا وفيها من يوحد الله كقس بن ساعدة و [ زيد بن عمرو بن نفيل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يبعث أمة وحده ] وسطيح و [ ورقة بن نوفل الذي قال في النبي صلى الله عليه وسلم رأيته ينغمس في أنهار الجنة ] فهؤلاء ومن كان مثلهم حجة على أهل زمانهم وشهيد عليهم والله أعلم " (القرطبي 10 :146). (1) زيد بن عمرو بن نفيل وتوحيد ومقام غبراهيم ومنع وأد البنات : تمتلئ أشعار العرب ، عرب ما قبل الإسلام ، بالحديث عن الله الواحد الخالق الباريء الديان الرحمن الرحيم 00الخ كما جاءت في القرآن تماماً ، بل وعندما تقرأ القرآن بحسب تسلسل آياته وبحسب أسباب النزول وتنظر إلى هذه الآيات متفرقة تجد أنها متطابقة في الجوهر وأحيانا في النص مع شعر هؤلاء الشعراء !! وكان زيد بن عمر بن نفيل واحد من هؤلاء الشعراء الذين وحدوا الله ورفض أن يشرك به وجانب عبادة الأصنام قبل محمد وكان على دين إبراهيم وأتخذ من مقام إبراهيم مصلى ومنع وأد البنات ولم يأكل مما ذبح للأصنام ووصف الله بالرحمن والغفور والذي لا يخفى عليه خافية والملك الأعلى وقال أن الله سوى الأرض ودحاها وأنه كان مسلماً اسلم وجهه لله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا ". وأن الله رفع السماوات بلا عمد 00 الخ وتقول كتب التفسير والسيرة أنه كان يبحث عن التوحيد ، وقال عنه نبي المسلمين كما جاء في تفسير القرطبي " وقال صلى الله عليه وسلم في زيد بن عمرو بن نفيل :" يبعث أمة وحده " لأنه لم يشرك في دينه غيره ". ويقول القرطبي أن قوله " والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها " (الزمر 17): " نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل و أبي ذر وغيرهما ممن وحد الله تعالى قيل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم " (القرطبي 15 :213). وجاء في سنن النسائي " عن أسماء بنت أبي بكر قالت : رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري وكان يقول إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم قال وذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى " (5 :54). وجاء في فتح القدير " وفي السيرة عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه لما خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الشام يطلبون الدين الحنيف قال اليهود : إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله فقال : أنا من غضب الله أفر وقالت له النصارى : إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سخط الله فقال : لا أستطيعه فاستمر على فطرته وجانب عبادة الأوثان " (فتح القدير 1 :38) . وجاء في تفسير روح المعاني : " فقد صح عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول : يامعشر قريش والذي نفسي بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري وفي بعض طرق الخبر عنه أيضا بزيادة وكان يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلم ثم يسجد على راحلته وذكر موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضي يحدث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير الله تعالى وصح أنه لم يأكل من ذبائح المشركين التي أهل بها لغير الله " (21 :118). بل ورفض أن يأكل مع محمد معتقداً أنه يأكل مما ذبح للأصنام :" قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن عمرو بن نفيل قبل النبوة في بلده وعرض عليه أن يأكل معه من سفرته فقال زيد " إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم " (التحرير والتنوير1 : 1353). وجاء في صحيح البخاري " حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولاآكل إلا ما ذكر اسم الله عليه . وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله . إنكارا لذلك وإعظاما له " (3 : 1390). بل وكان ممن منعوا وأد البنات ، فقد جاء في التحرير والتنوير : " وكان ضعضعة بن معاوية من مجاشع وهو جد الفرزدق [size=4]يفدي الموءودة يفعل مثل فعل زيد بن عمرو بن نفيل . وقد افتخر الفرزدق بذلك في شعره في قوله :ومنا الذي منع الوائدات ... وأحياء الوئيد فلم توءد وقد أدرك جده الإسلام فاسلم " (التحرير والتنوير 1 : 1433). وجاء في صحيح البخاري : " رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها " ش (يحيي الموءودة) يستنقذها من الوأد وهو دفنها في التراب وهي حية " (3 : 1392). كما قالوا عنه أنه أتخذ من مقام إبراهيم مصلي كما طلب ذلك عمر من نبي المسلمين وأستجاب له بنص القرآن !! يقول ابن كثير: " كما ثبت ذلك في الصحيحين عنه أنه قال : وافقت ربي عز وجل في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "قال زيد بن عمرو بن نفيل : عذت مما عاذ به إبراهيم 000 مستقبل الكعبة وهو قائم والركع [/COLOR]" (1 : 2774). كما جاء في السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد في فراق دين قومه ، مؤكدا أنه يعبد رب واحد هو الله الذي يفني الفجار وغافر الذنوب وهو الرحمن ، ولا يعبد الأصنام. جاء في دلائل النبوة للأصبهاني " وروى أبو الشيخ قال حدثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا سعد بن محمد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال زيد بن عمرو بن نفيل : عزلت الجن والجنان عني 000 كذلك يفعل الجلد الصبور فلا العزى أدين ولا ابنتيها 0000 ولا صنمي بني طسم أدير ولا صنما أدين وكان ربا 000 لنا في الدهر إذ حلمي قصير أربا واحدا أم ألف رب 000 أدين إذا تقسمت الأمور ألم تعلم بأن الله أفنى 0000 رجالا كان شأنهم الفجور وأبقى آخرين نذير قوم 000 فيربوا منهم الطفل الصغير " (1 :80). وأيضاً : أربا واحـدا أم ألـف رب 0000 أدين إذا تُقسمت الأمـور عزلت اللات والعزى جميعا 0000 كذلك يفعـل الجلد الصبور فـلا العزى أدين ولا ابنتيها 0000 ولا صنمَيْ بن عمرو ازور ولا هبـلا أدين وكـان ربا 0000 لنا في الدهر إذ حلمي يسير عجبت وفي الليالـي مُعجبات 0000 وفي الأيـام يعرفها البصير بـان الله قـد أفنى رجـالا 0000 كثيرا كـان شانهم الفجـور وأبقـى آخـرين ببر قـوم 0000 فيربِل منهم الطفـل الصغير ولكن اعبـد الـرحمن ربي 0000 ليغفر ذنبي الـرب الغفـور وهذا يتساوى مع ما جاء في القرآن : " قُلِ ادْعُواْ الله أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً " (الإسراء110). + وقال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا : إلى الله اهـدي مدحتي وثنائيـا 0000 وقولا رصينا لا يني الدهر باقيا إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه 0000 اله ولا رب يكـون مدانيا وجاء في القرآن " فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ 116(المؤمنون). إلا أيها الإنسان إيـاك والـردى 0000 فانك لا تخفي من الله خافيا وإياك لا تجعـل مـع الله غيره 0000 فان سبيل الرشد اصبحفَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً 22(الإسراء) . وجاء في القرآن أيضاً " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " (الحاقة:18). بل ويشرح ابن كثير ما جاء في سورة الأعراف بشعر زيد بن عمرو والذي يتطابق مع ما جاء في القرآن فيقول : " وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون (57) والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون 58 " لما ذكر تعالى أنه خالق السموات والأرض وأنه المتصرف الحاكم المدبر المسخر وأرشد إلى دعائه لأنه على ما يشاء قادر نبه تعالى على أنه الرزاق وأنه يعيد الموتى يوم القيامة فقال { وهو الذي يرسل الرياح بشرا } أي منتشرة بين يدي السحاب الحامل للمطر ومنهم من قرأ بشرا كقوله { ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات } وقوله { بين يدي رحمته } أي بين المطر كما قال { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد } وقال { فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير } وقوله { حتى إذا أقلت سحابا ثقالا } أي حملت الرياح سحابا ثقالا أي من كثرة ما فيها من الماء تكون ثقيلة قريبة من الأرض مدلهمة كما قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له المزن تحمل عذبا زلالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا ". كما يشرح ابن كثير ما جاء في سور الرعد " الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون " بقوله " ويروى لزيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه : وأنت الذي من فضل من ورحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا فقلت له : فاذهب وهارون فادعوا إلى الله فرعون الذي كان طاغيا وقولا له : هل أنت سويت هذه بلا وتد 0000 حتى استقلت كما هيا ؟ وقولا له : أأنت رفعت هذه بلا عمد 0000 أو فوق ذلك بانيا ؟ وقولا له : هل أنت سويت وسطها منيرا 0000 إذا ما جنك الليل هاديا ؟ وقولا له : من يرسل الشمس غدوة فيصبح 0000 ما مست من الأرض ضاحيا ؟ وقولا له : من أنبت الحب في الثرى 0000 فيصبح منه العشب يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه ؟ 0000 ففي ذاك آيات لمن كان واعيا ". ويشرح قوله ما جاء في سورة الرحمن " والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام (11) والحب ذو العصف والريحان (12) " بقوله :كما قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته المشهورة : وقولا له من ينبت الحب في الثرى 0000 فيصبح منه البقل يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه 0000 ففي ذاك آيات لمن كان واعيا ". ويفسر القطبي وفتح القدير (2 :723) كلمة " الجودي " في سورة هود " وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " (هود:44) . بقوله " وقد قيل : إن الجودي اسم لكل جبل ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل : " سبحانه ثم سبحانا يعود له 000 وقبلنا سبح الجودي والجمد " . وجاء في فتح القدير عند تفسير قوله " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا " (النازعـات:30): " وقال زيد بن عمرو بن نفيل : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا " وقال بن كثير في تفسير قوله " وقوله " حتى إذا أقلت سحابا ثقالا " (الأعراف 57) ؛ " أي حملت الرياح سحابا ثقالا أي من كثرة ما فيها من الماء تكون ثقيلة قريبة من الأرض مدلهمة كما قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا [SIZE=6]دحاها فلما استوت شدها 0000 بأيد وأرسى عليها الجبالا " وقال أيضاً : [SIZE=5]حنانيك أن الجن كانت رجاءهم 0000 وأنت الهي ربنـا ورجـائيا رضيت بـك اللهم ربَّا فلن أرى 0000 أدين إلهـا غيـرك الله ثانيا أدين لـرب يُستجاب و لا أرى 0000 أدين لمن لـم يسمع الدهر داعيا وإني ولـو سبحت باسمـك ربنا 0000 لاكثر إلا ما غفرت خطائيا فـرب العباد القِ سيبا ورحمـة 0000 عليّ وبارك فـي بَنيَّ وماليا وهنا يؤكد زيد بن عمرو نفيل أن الله هو الملك الأعلى ويقول لا تجعل مع الله إله آخر فتضل الطريق وأن الجن لهم رجاء عند الله وهو المجيب للداعي وهو الرحيم . والسؤال الآن ماذا جاء به القرآن من جديد في هذه الأمور الذي ذكرناها أعلاه !!! مع تحياتي لأصحاب الإعجاز العلمي الذين يستخدمون نصوص القرآن المذكور أعلاه مثل " دحاها " 00 الخ ،هل هي إعجاز لزيد أم للقرآن ؟؟!! الراعي / عمانوئيل مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - حسن سلمان - 10-18-2005 هيه يا راعي (أي زدني) تسجيل متابعة حتى النهاية مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - ضيف - 10-18-2005 الزميل المحترم الراعى و الله لقد عملت ما كنت اخشاه بالضبط ..جئت باشعار مجهولة المصدر و تعتبرها شعرا جاهليا قحا و اظنك فى المشاركات التالية ان تنسى ان تأتى بأبيات عنترة و امرئ القيس أولا : كل من قرأ كتاب طه حسين : فى الشعر الجاهلى سيعرف مدى قوة هذه الادلة و انها لا تساوى الحبر الذى كتبت به عندما تستدل بها على امر ما ثانيا : يا سيدى العزيز و انت على حد علمى لست متخصصا فى امور الادب هل لو قرأت معلقة زهير بن ابى سلمى او امرؤ القيس تستطيع ان تفهمها هكذا بلا عناء . بالطبع لا فكيف لمسكين مثلى و مثلك ان يعرف معنى "اردف اعجازا و ناء بكلكل" او "مراجيع وشم فى نواشر معصم" او " له ايطلا ظبى و ساقا نعامه و ارخاء سرحان و تقريب تتفل" الا من معجم او تفسير اننى لا استطيع ان اقرأ معلقة من المعلقات الا بتفسير لها و كأننى اقرأ لغة اخرى غير العربية انظر يا سيدى لابيات الشعر المنحولة التى جئت لنا بها على انها من العصر الجاهلى فتجدها جزلة سهلة يستطيع التلميذ فى الابتدائى ان يفهمها ..هذا الشعر الجذل لم يظهر فى العصر الجاهلى و لا الاموى بل بالعصر العباسى الثانى اما لماذا نحل هذا الشعر و كيف و و فتستطيع الرجوع الى كتاب طه حسين المذكور آنفا فستجد فيه الرد الشافى و لك شكرى و تحياتى مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - الراعي - 10-19-2005 الزميل الفاضل katz تقول : ____________________ الزميل المحترم الراعى و الله لقد عملت ما كنت اخشاه بالضبط ..جئت باشعار مجهولة المصدر و تعتبرها شعرا جاهليا قحا و اظنك في المشاركات التالية ان تنسى ان تأتى بأبيات عنترة و امرئ القيس أولا : كل من قرأ كتاب طه حسين : في الشعر الجاهلى سيعرف مدى قوة هذه الادلة و انها لا تساوى الحبر الذى كتبت به عندما تستدل بها على امر ما ثانيا : يا سيدى العزيز و انت على حد علمى لست متخصصا في امور الادب هل لو قرأت معلقة زهير بن ابى سلمى او امرؤ القيس تستطيع ان تفهمها هكذا بلا عناء . بالطبع لا فكيف لمسكين مثلى و مثلك ان يعرف معنى "اردف اعجازا و ناء بكلكل" او "مراجيع وشم في نواشر معصم" او " له ايطلا ظبى و ساقا نعامه و ارخاء سرحان و تقريب تتفل" الا من معجم او تفسير اننى لا استطيع ان اقرأ معلقة من المعلقات الا بتفسير لها و كأننى اقرأ لغة اخرى غير العربية ____________________ وسأجيبك على أسئلتك هذه في نقطتين ؛ ما يختص بكتاب طه حسين : في الشعر الجاهلي ، وما يختص بشعر هؤلاء الشعراء ، زيد بن عمر بن نفيل . أولاُ : ما يختص بكتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين : يجب أن نعرف الدوافع والسباب الذي دفعته لكتابة كتابه هذا ، وهي بحسب قراءتي لكتبه دافعين الأول هو استخدام أحد المستشرقين لشعر أمية بن الصلت والذي يتطابق مع القرآن في الكثير من الأمور ، ولثاني هو رأيه الخاص في بعض الأمور الإسلامية والتي بسببها ثار الأزهر وعلماء الدين الإسلامي عليه وقتها مما جعله يعيد صياغة الكتاب وموضوعه وينشره باسم آخر هو " في الأدب الجاهلي " ، وقد قرأت هذا وذاك . ونبدأ بما أثار الأزهر وعلماء الدين عليه وهو قوله بما بنفي الكثير من الأمور الجوهرية في الإسلام : 1 – نفيه للقول بنسب محمد من إسماعيل ورفضه للقول بأنه نسل إبراهيم : يقول طه حسين " كان أبناء إسماعيل قد تعلموا العربية من أولئك العرب الذين نسميهم العاربة فكيف بعد ما بين اللغة التي كان يصطنعها العرب العاربة واللغة التي كان يصطنعها العرب المستعربة ، حتى استطاع أبو عمرو بن العلاء أن يقول إنهما لغتان متمايزتان ، واستطاع العلماء المحدثون أن يثبتوا هذا التمايز بالأدلة التي لا تقبل شكا ولا جدالا ! والأمر لا يقف عند هذا الحد ، فواضح جدا لكل من له المام بالبحث التاريخي عامة وبدرس الأساطير والأقاصيص خاصة أن هذه النظرية متكلفة مصطنعة في عصور متأخرة دعت إليها حاجة دينية أو اقتصادية أو سياسية . للتوراة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي ، فضلا عن اثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها . ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في اثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة ، وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى . وأقدم عصر يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية ويثبتون فيه المستعمرات . فنحن نعلم أن حروبا عنيفة شبت بين هؤلاء اليهود المستعمرين وبين العرب الذين كانوا يقيمون في هذه البلاد ، وانتهت بشيء من المسالمة والملاينة ونوع من المحالفة والمهادنة . فليس يبعد أن يكون هذا الصلح الذي استقر بين المغيرين وأصحاب البلاد منشأ هذه القصة التي تجعل العرب واليهود أبناء أعمام ، لا سيما وقد رأى أولئك وهؤلاء أن بين الفريقين شيئا من التشابه غير قليل ؛ فأولئك وهؤلاء ساميون . ولكن الشيء الذي لا شك فيه هو أن ظهور الإسلام وما كان من الخصومة العنيفة بينه وبين وثنية العرب من غير أهل الكتاب ، قد اقتضى أن تثبت الصلة الوثيقة بين الدين الجديد وبين الديانتين القديمتين : ديانة النصارى واليهود . فأما الصلة الدينية فثابتة واضحة ، فبين القرآن والتوراة والأناجيل اشتراك في الموضوع والصورة والغرض ، كلها ترمي إلى التوحيد ، وتعتمد على أساس واحد هو هذا الذي تشترك فيه الديانات السماوية السامية . ولكن هذه الصلة الدينية معنوية وعقلية يحسن أن تؤيدها صلى أخرى مادية ملموسة أو كالملموسة بين العرب وبين أهل الكتاب . فما الذي يمنع أن تستغل هذه القصة قصة القرابة المادية بين العرب العدنانية واليهود ؟ 000 وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول مثل هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح فقد كانت أول هذا القرن قد انتهت إلى حظ من من النهضة السياسية والاقتصادية ضمن لها السيادة في مكة وماحولها وبسط سلطانها المعنوي على جزء غير قليل من العربية الوثنية . وكان مصدر هذه النهضة وهذا السلطان أمرين : التجارة من جهة ، والدين من جهة أخرى . فقريش إذن كانت في هذا العصر ناهضة نهضة مادية تجارية ، ونهضة دينية وثنية . وهي بحكم هاتين النهضتين كانت تحاول أن توجد في البلاد العربية وحدة سياسية وثنية مستقلة تقاوم تدخل الروم والفرس والحبشة ودياناتهم في البلاد العربية . وإذا كان هذا حقا – ونحن نعتقد أنه حق – فمن المعقول جدا أن تبحث هذه المدينة الجديدة لنفسها عن أصل تاريخي قديم يتصل بالأصول التاريخية الماجدة التي تتحدث عنها الأساطير . وإذن فليس ما يمنع قريشا من أن تقبل هذه الأسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس اسماعيل وابراهيم ، كما قبلت روما قبل ذلك ولأسباب مشابهة أسطورة أخرى صنعها لها اليونان تثبت أن روما متصلة باينياس ابن بريام صاحب طروادة . أمر هذه القصة إذن واضح . فهي حديثة العهد ظهرت قبيل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب ديني ، وقبلتها مكة لسبب ديني وسياسي أيضا ، وإذن فيستطيع التاريخ الأدبي واللغوي ألا يحفل بها عند ما يريد أن يعترف أصل اللغة العريبة الفصحى . وإذن فنستطيع أن نقول أن الصلة بين اللغة العربية الفصحى التي كانت تتكلمها العدنانية واللغة التي أنت تتكلمها القحطانية في اليمن إنما هي كالصلة بين اللغة العربية وأي لغة أخرى من اللغات السامية المعروفة ، وإن قصة العاربة والمستعربة وتعلم اسماعيل العربية من جرهم ، كل ذلك حديث أساطير لا خطر له ولا غناء فيه . 2 – نفي الأساطير التي تقول بمجيء نبي منتظر من العرب وتعظيم محمد وشرف نسبه : يقول طه حسين " ولنعد إلى ما نحن فيه فقد أظهرناك على نحو من انتحال الشعر على الجن والإنس باسم الدين . والغرض من هذا الانتحال - فيما نرجح - إنما هو إرضاء حاجات العامة الذي يريدون المعجزة في كل شيء ، [size=5]ولا يكرهون أن يقال لهم إن من دلائل صدق النبي في رسالته إنه كان منتظرا قبل أن يجيء بدهرٍ طويل ، تحدّثت بهذا الانتظار شياطين الجن وكهان الإنس وأحبار اليهود ورهبان النصارى . وكما أن القصاص المنتحلين قد اعتمدوا على الآيات الذي ذكرت فيها الجن ليخترعوا ما اخترعوا من شعر الجن وأخبارهم المتصلة بالدين ، فهم قد اعتمدوا على القرآن أيضا فيما رووا وانتحلوا من الأخبار والأشعار والأحاديث التي تضاف إلى الأحبار والرهبان . فالقرآن يحدثنا بأن اليهود والنصارى يجدون النبي مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل . وإذاً يجب أن نخترع القصص والأساطير وما يتصل بها من الشعر ليثبت أن المخلصين من الأحبار والرهبان كانوا يتوقعون بعثة النبي ويدعون الناس إلى الإيمان به حتى قبل أن يظِل الناس زمانه . ونوع آخر من تأثير الدين في انتحال الشعر وإضافته إلى الجاهليين ، وهو ما يتصل بتعظيم شأن النبي من ناحية أسرته ونسبه في قريش . فلأمرٍ ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون صفوة بني هاشم ، وأن يكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف ، وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصي ، وأن يكون قصي صفوة قريش ، وقريش صفوة مضر ، ومضر صفوة عدنان ، وعدنان صفوة العرب ، والعرب صفوة الإنسانية كلها . وأخذ القصاص يجتهدون في تثبيت هذا النوع من التصفية والتنقية وما يتصل منه بأسرة النبي خاصة ، فيضيفون إلى عبدالله وعبدالمطلب وهاشم وعبدمناف وقصي من الأخبار ما يرفع شأنهم ويعلي مكانتهم ويثبت تفوقهم على قومهم خاصة وعلى العرب عامة . وأنت تعلم أن طبيعة القصص عند العرب تستتبع الشعر ، ولا سيما إذا كانت العامة هي التي تراد بهذا القصص . وهنا تتظاهر العواطف الدينية والعواطف السياسية على انتحال الشعر . فقد أرادت الظروف أن تكون الخلافة والملك في قريش رهط النبي ، وأن تختلف قريش حول هذا الملك ، فيستقر حينا في بني أمية وينتقل منهم إلى بني هاشم رهط النبي الأدنين . ويشتد التنافس بين أولئك وهؤلاء ويتخذ أولئك وهؤلاء القصص وسيلة من وسائل الجهاد السياسي . فأما في أيام بني أمية فيجتهد القصاص في إثبات ما كان لأمية من مجد في الجاهلية . وأما في أيام العباسيين فيجتهد القصاص في إثبات ما كان لبني هشام من مجد في الجاهلية . وتشتد الخصومة بين قصاص هذين الحزبين السياسيين ، وتكثر الروايات والأخبار والأشعار . ثم لا يقتصر الأمر على هذين الصنوين من بني عبد مناف ؛ فالارستقراطية القرشية كلها طموحة إلى المجد حريصة على أن يكون لها حظ منه في قديمها كما أن لها حظا منه في حديثها . وإذاً فالبطون القرشية على اختلافها تنتحل الأخبار والأشعار وتغري القصاص وغير القصاص بانتحالها . ولا أصل لهذا كله إلا أن قريشا رهط النبي من ناحية ، وأن الملك قد استقر فيها من ناحية أخرى . فانظر إلى تعاون العواطف الدينية والسياسية على انتحال الشعر أيام بني أمية وبني العباس ". 3 – رفضه لأسطورة وجود مسلمين قبل الإسلام : يقول طه حسين " أما المسلمون فقد أرادوا أن يثبتوا أن للإسلام أولية في بلاد العرب كانت قبل أن يبعث النبي ، وأن خلاصة الدين الإسلامي وصفوته هي خلاصة الدين الحق الذي أوحاه الله إلى الأنبياء من قبل . فليس غريبا أن نجد قبل الإسلام قوما يدينون بالإسلام أخذوه من هذه الكتب السماوية التي أوحيت قبل القرآن . والقرآن يحدثنا عن هذه الكتب ، فهو يذكر التوراة والإنجيل ويجادل فيهما اليهود والنصارى . وهو يذكر غير التوراة والإنجيل شيئا آخر هو صحف إبراهيم . ويذكر غير دين اليهود والنصارى دينا آخر هو ملة إبراهيم ، هو هذه الحنيفية التي لم نستطع إلى الآن أن نتبين معناها الصحيح . وإذا كان اليهود قد استأثروا بدينهم وتأويله ، وكان النصارى قد استأثروا بدينهم وتأويله ، وكان القرآن قد وقف من أولئك وهؤلاء موقف من ينكر عليهم صحة ما يزعمون ، فطعن في صحة ما بين أيديهم من التوراة والإنجيل واتهمهم بالتحريف والتغيير ، ولم يكن أحد قد احتكر ملة إبراهيم ولا زعم لنفسه الانفراد بتأويله ، فقد أخذ المسلمون يرددون الإسلام في خلاصته إلى دين إبراهيم هذا الذي هو أقدم وأنقى من دين اليهود والنصارى . وشاعت في العرب أثناء ظهور الإسلام وبعده فكرة أن الإسلام يجدد دين إبراهيم . ومن هنا أخذوا يعتقدون أن دين إبراهيم هذا قد كان دين العرب في عصر من العصور ثم أعرضت عنه لما أضلها به المضلون وانصرفت إلى عبادة الأوثان . ولم يحتفظ بدين إبراهيم إلا أفراد قليلون يظهرون من حين لحين . هؤلاء الأفراد يتحدثون فنجد من أحاديثهم ما يشبه الإسلام . وتأويل ذلك يسير ؛ فهم أتباع إبراهيم ، ودين إبراهيم هو الإسلام . وتفسير هذا من الوجهة العلمية يسير أيضا ؛ فأحاديث هؤلاء الناس قد وضعت لهم وحملت عليهم حملا بعد الإسلام ، لا لشيء إلا ليثبت أن للإسلام في بلاد العرب قدمة وسابقة . وعلى هذا النحو تستطيع أن تحمل كل ما تجد من هذه الأخبار والأشعار والأحاديث التي تضاف إلى الجاهليين والتي يظهر بينها وبين ما في القرآن من الحديث شبه قوي أو ضعيف . وهنا نصل إلى مسألة عني بها الباحثون عن تاريخ القرآن من الفرنج والمستشرقين خاصة ، وهي تأثير المصادر العربية الخالصة في القرآن . فقد كان هؤلاء الباحثون يرون أن القرآن تأثر باليهودية والنصرانية ومذاهب أخرى بين بين كانت شائعة في البلاد العربية وما جاورها . 4 - وجود أساطير العرب وأهل الكتاب في القرآن : يقول طه حسين " فمن الذي زعم أن ما جاء في القرآن من الأخبار كان كله مجهولا قبل أن يجيء به القرآن ؟ ومن الذي يستطيع أن ينكر أن كثيرا من القصص القرآني كان معروفا بعضه عند اليهود وبعضه عند النصارى وبعضه عند العرب أنفسهم ، وكان من اليسير أن يعرفه النبي ، كما كان من اليسير أن يعرفه غير النبي من المتصلين بأهل الكتاب . 000 ونحن نعتقد أن هذا الشعر الذي يضاف إلى أمية بن أبي الصلت وإلى غيره من المتحنفين الذين عاصروا النبي أو جاءوا قبله إنما انتحل انتحالا . انتحله المسلمون ليثبتوا - كما قدمنا - أن للإسلام قِدَمه وسابقته في البلاد العربية . ومن هنا لا نستطيع أن نقبل ما يضاف إلى هؤلاء الشعراء والمتحنفين إلا مع شيء من الاحتياط والشك غير قليل . وهو هنا يطلب الاحتياط والشك عند دراسة هذا الشعر ولكن لا ينفي وجوده تماماً !!! فهل توافقه في كل ما كتب ؟؟!! [SIZE=5]ثانيأً : لقد كتبت أعلاه عن زيد بن عمر بن نفيل الموحد ، لا كشاعر بل كأحد الذين كانوا يبحثون عن الدين الحق ، من وجهة نظرهم التوحيدية ، وقد تكلمت الأحاديث عن توحيده وهو من شعراء الحجاز ومن مكة وبالتالي فلغته هي نفس لغة القرآن ، فقد كان من الذين وحدوا الله ورفض أن يشرك به وجانب عبادة الأصنام قبل محمد وكان على دين إبراهيم وأتخذ من مقام إبراهيم مصلى ومنع وأد البنات ولم يأكل مما ذبح للأصنام ووصف الله بالرحمن والغفور والذي لا يخفي عليه خافية والملك الأعلى وقال أن الله سوى الأرض ودحاها وأنه كان مسلماً اسلم وجهه لله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا ". وأن الله رفع السماوات بلا عمد 00 الخ وتقول كتب التفسير والسيرة أنه كان يبحث عن التوحيد ، وقال عنه نبي المسلمين كما جاء في تفسير القرطبي " وقال صلى الله عليه وسلم في زيد بن عمرو بن نفيل :" يبعث أمة وحده " لأنه لم يشرك في دينه غيره ". ويقول القرطبي أن قوله " والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها " (الزمر 17): " نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل و أبي ذر وغيرهما ممن وحد الله تعالى قيل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم " (القرطبي 15 :213). وجاء في سنن النسائي " عن أسماء بنت أبي بكر قالت : رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري وكان يقول إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم قال وذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى " (5 :54). وجاء في فتح القدير " وفي السيرة عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه لما خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الشام يطلبون الدين الحنيف قال اليهود : إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله فقال : أنا من غضب الله أفر وقالت له النصارى : إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سخط الله فقال : لا أستطيعه فاستمر على فطرته وجانب عبادة الأوثان " (فتح القدير 1 :38) . وجاء في تفسير روح المعاني : " فقد صح عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول : يامعشر قريش والذي نفسي بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري وفي بعض طرق الخبر عنه أيضا بزيادة وكان يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلم ثم يسجد على راحلته وذكر موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضي يحدث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير الله تعالى وصح أنه لم يأكل من ذبائح المشركين التي أهل بها لغير الله " (21 :118). بل ورفض أن يأكل مع محمد معتقداً أنه يأكل مما ذبح للأصنام :" قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن عمرو بن نفيل قبل النبوة في بلده وعرض عليه أن يأكل معه من سفرته فقال زيد " إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم " (التحرير والتنوير1 : 1353). وجاء في صحيح البخاري " حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولاآكل إلا ما ذكر اسم الله عليه . وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله . إنكارا لذلك وإعظاما له " (3 : 1390). بل وكان ممن منعوا وأد البنات ، فقد جاء في التحرير والتنوير : " وكان ضعضعة بن معاوية من مجاشع وهو جد الفرزدق يفدي الموءودة يفعل مثل فعل زيد بن عمرو بن نفيل . وقد افتخر الفرزدق بذلك في شعره في قوله :ومنا الذي منع الوائدات ... وأحياء الوئيد فلم توءد وقد أدرك جده الإسلام فاسلم " (التحرير والتنوير 1 : 1433). وجاء في صحيح البخاري : " رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها " ش (يحيي الموءودة) يستنقذها من الوأد وهو دفنها في التراب وهي حية " (3 : 1392). كما قالوا عنه أنه أتخذ من مقام إبراهيم مصلي كما طلب ذلك عمر من نبي المسلمين وأستجاب له بنص القرآن !! يقول ابن كثير: " كما ثبت ذلك في الصحيحين عنه أنه قال : وافقت ربي عز وجل في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " . وكان زيد بن عمر بن نفيل قد شبق كل من عمر ونبي المسلمين في ذلك ؛ جاء في التحرير والتنوير : " كان أهل الجاهلية يطوفون حول أصنامهم كما يطوفون بالكعبة والمراد بالقائمين الداعون تجاه الكعبة ومنه سمي مقام إبراهيم وهو مكان قيامه للدعاء فكان الملتزم موضعا للدعاء . قال زيد بن عمرو بن نفيل : عذت مما عاذ به إبراهيم 000 مستقبل الكعبة وهو قائم والركع " (1 : 2774). كما جاء في السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد في فراق دين قومه ، مؤكدا أنه يعبد رب واحد هو الله الذي يفني الفجار وغافر الذنوب وهو الرحمن ، ولا يعبد الأصنام. جاء في دلائل النبوة للأصبهاني " وروى أبو الشيخ قال حدثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا سعد بن محمد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال زيد بن عمرو بن نفيل : عزلت الجن والجنان عني 000 كذلك يفعل الجلد الصبور فلا العزى أدين ولا ابنتيها 0000 ولا صنمي بني طسم أدير ولا صنما أدين وكان ربا 000 لنا في الدهر إذ حلمي قصير أربا واحدا أم ألف رب 000 أدين إذا تقسمت الأمور ألم تعلم بأن الله أفنى 0000 رجالا كان شأنهم الفجور وأبقى آخرين نذير قوم 000 فيربوا منهم الطفل الصغير " (1 :80). وأيضاً : أربا واحـدا أم ألـف رب 0000 أدين إذا تُقسمت الأمـور عزلت اللات والعزى جميعا 0000 كذلك يفعـل الجلد الصبور فـلا العزى أدين ولا ابنتيها 0000 ولا صنمَيْ بن عمرو ازور ولا هبـلا أدين وكـان ربا 0000 لنا في الدهر إذ حلمي يسير عجبت وفي الليالـي مُعجبات 0000 وفي الأيـام يعرفها البصير بـان الله قـد أفنى رجـالا 0000 كثيرا كـان شانهم الفجـور وأبقـى آخـرين ببر قـوم 0000 فيربِل منهم الطفـل الصغير ولكن اعبـد الـرحمن ربي 0000 ليغفر ذنبي الـرب الغفـور وهذا يتساوى مع ما جاء في القرآن : " قُلِ ادْعُواْ الله أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً " (الإسراء110). + وقال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا : إلى الله اهـدي مدحتي وثنائيـا 0000 وقولا رصينا لا يني الدهر باقيا إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه 0000 اله ولا رب يكـون مدانيا وجاء في القرآن " فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ 116(المؤمنون). إلا أيها الإنسان إيـاك والـردى 0000 فانك لا تخفي من الله خافيا وإياك لا تجعـل مـع الله غيره 0000 فان سبيل الرشد اصبح باديا وجاء في القرآن " لاَّ تَجْعَل مَعَ الله إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً 22(الإسراء) . وجاء في القرآن أيضاً " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفي مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " (الحاقة:18). بل ويشرح ابن كثير ما جاء في سورة الأعراف بشعر زيد بن عمرو والذي يتطابق مع ما جاء في القرآن فيقول : " وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون (57) والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون 58 " لما ذكر تعالى أنه خالق السموات والأرض وأنه المتصرف الحاكم المدبر المسخر وأرشد إلى دعائه لأنه على ما يشاء قادر نبه تعالى على أنه الرزاق وأنه يعيد الموتى يوم القيامة فقال { وهو الذي يرسل الرياح بشرا } أي منتشرة بين يدي السحاب الحامل للمطر ومنهم من قرأ بشرا كقوله { ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات } وقوله { بين يدي رحمته } أي بين المطر كما قال { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد } وقال { فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير } وقوله { حتى إذا أقلت سحابا ثقالا } أي حملت الرياح سحابا ثقالا أي من كثرة ما فيها من الماء تكون ثقيلة قريبة من الأرض مدلهمة كما قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له المزن تحمل عذبا زلالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا ". كما يشرح ابن كثير ما جاء في سور الرعد " الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون " بقوله " ويروى لزيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه : وأنت الذي من فضل من ورحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا فقلت له : فاذهب وهارون فادعوا إلى الله فرعون الذي كان طاغيا وقولا له : هل أنت سويت هذه بلا وتد 0000 حتى استقلت كما هيا ؟ وقولا له : أأنت رفعت هذه بلا عمد 0000 أو فوق ذلك بانيا ؟ وقولا له : هل أنت سويت وسطها منيرا 0000 إذا ما جنك الليل هاديا ؟ وقولا له : من يرسل الشمس غدوة فيصبح 0000 ما مست من الأرض ضاحيا ؟ وقولا له : من أنبت الحب في الثرى 0000 فيصبح منه العشب يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه ؟ 0000 ففي ذاك آيات لمن كان واعيا ". ويشرح قوله ما جاء في سورة الرحمن " والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام (11) والحب ذو العصف والريحان (12) " بقوله :كما قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته المشهورة : وقولا له من ينبت الحب في الثرى 0000 فيصبح منه البقل يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه 0000 ففي ذاك آيات لمن كان واعيا ". ويفسر القطبي وفتح القدير (2 :723) كلمة " الجودي " في سورة سورة هود " وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " (هود:44) . بقوله " وقد قيل : إن الجودي اسم لكل جبل ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل : " سبحانه ثم سبحانا يعود له 000 وقبلنا سبح الجودي والجمد " . وجاء في فتح القدير عند تفسير قوله " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا " (النازعـات:30): " وقال زيد بن عمرو بن نفيل : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا دحاها فلما استوت شدها 0000 بأيد وأرسى عليها الجبالا " وقال بن كثير في تفسير قوله " وقوله " حتى إذا أقلت سحابا ثقالا " (الأعراف 57) ؛ " أي حملت الرياح سحابا ثقالا أي من كثرة ما فيها من الماء تكون ثقيلة قريبة من الأرض مدلهمة كما قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله : وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له المزن تحمل عذبا زلالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت 0000 له الأرض تحمل صخرا ثقالا . وقال أيضاً : حنانيك أن الجن كانت رجاءهم وأنت الهي ربنـا ورجـائيا رضيت بـك اللهم ربَّا فلن أرى أدين إلهـا غيـرك الله ثانيا أدين لـرب يُستجاب و لا أرى أدين لمن لـم يسمع الدهر داعيا وإني ولـو سبحت باسمـك ربنا لاكثر إلا ما غفرت خطائيا فـرب العباد القِ سيبا ورحمـة عليّ وبارك فـي بَنيَّ وماليا وهنا يؤكد زيد بن عمرو نفيل أن الله هو الملك الأعلى ويقول لا تجعل مع الله إله آخر فتضل الطريق وأن الجن لهم رجاء عند الله وهو المجيب للداعي وهو الرحيم . (السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد في فراق دين قومه. وهذه الآبيات نسبها ابن هشام لامية بن أبي الصلت في قصيدة له ، إلا البيتين الأولين والبيت الخامس وأخرها بيتا . وعجز البيت الأول عن غير ابن إسحاق ) . يا عزيزي أنا لم أكتب عن شاعر شعره متهم بالانتحال إنما أكتب عن مصلح عربي يبحث عن عبادة الله الواحد مدحه نبي المسلمين ومدحته كتب التفسير والسيرة ، وقد سار في نفس الدرب الذي سلك فيه غيره كورقة بن نوفل وغيرهما مما سيأتي في مداخلاتي التالية . عزيزي مع احترامي لشخصك أقول لكم أنتم تحكمون علينا أحكام متسرعة حتى قبل أن نكمل موضوعنا ، وتفترضون دائما أننا نكتب فيما لا نعلم ولكي أثبت لك صحة كلامي فإليك ما كتبه الدكتور جواد على العالم المسلم في موسوعته " المفصل في تاريخ العرب " الجزء السادس : " وأما (زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر) ، فهو من قريش من بنى عدى ، لم تعجبه عبادة قومه، فانتقدها وسخفها وهزئ منها ووقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية ، وفارق دين قومه ، فاعتزل الأوثان ، ونهى عن قتل الموؤدة ، وامتنع من الذبح للأنصاب ومن أكل الميتة والدم وما ذبح للأصنام. فكان في آرائه هذه مثل نفر آخر من قريش منهم : ورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث وعبيد الله بن جحش ، لاموا قومهم على عبادتهم الأصنام ، واتخاذ الأنصاب وعبادة ما لا يضر ولا ينفع( ) . وهم طائفة من المفكرين ، رأى بعضهم بلاد الشام ، واتصل ببعض المبشرين النصارى ، ووقف على التطورات الفكرية في الخارج ، ولعله كان يقرأ ويكتب ، وله إطلاع على مؤلفات في الفلسفة والدين. 0000 وذكر (ابن حبيب) أن زيداً ( أول من عاب على قريش ما هم عليه من عبادة الأوثان) ( ) . وقال عنه (ابن دريد) ، وكان قد "ترك دين العرب في الجاهلية وقلاه"( ) . وقصد بـ (دين العرب) الوثنية ولا شك. وزعم أنه " كان يحيى الموؤودة. يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته مهلاً: لا تقتلها أنا أكفيك مؤونتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤونتها"( ) . وقيل أنه كان يقول : " اللهم لو أعلم أي الوجوه أحب إليك سجدت إليه. ولكني لا أعلمه. ثم يسجد على راحته"( ) . وأنه كان "يقول : إلهي إله إبراهيم ، ودينى دين إبراهيم. وكان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول : الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله تعالى ! إنكاراً لذلك وأعظاماً له"( ) . أو "يا معشر قريش : أيرسل الله قطر السماء ، وينبت بقل الأرض ، ويخلق السائمة فترعى فيه ، وتذبحوها لغيره ! والله ما أعلم على ظهر الأرض أحدا على دين إبراهيم غيرى" ( ) . ويستقبل القبلة ثم يقول : أنفي لرب البيت عان راغم 0000 مهما يُجشمنى فإنى جاشم عذت بما عاذ به إبراهيـم 0000 مستقبل القبلة وهو قائـم( ) . وروى أن أسماء بنت أبى بكر "قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش والذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيرى. ثم يقول : اللهم أنى لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به . ولكنى لا أعلم. ثم يسجد على راحته"( ) . ثم يصلى إلى الكعبة ويقول : إلهى إله إبراهيم ، ودينى دين إبراهيم( ) . وذكر (ابن دريد) أن (زيد بن عمرو بن نفيل) ، أدرك أيام الرسول ، ثم قال : "وكان النبى عليه الصلاة والسلام قبل الوحى قد حبب إليه الانفراد ، فكان يخلو في شعاب مكة ، قال : فرأيت زيد بن عمرو بن نفيل في بعض المشاعب ، وكان قد تفرد أيضاً ، فجلست إليه وقربت إليه طعاما فيه لحم، فقال لى يا ابن أخى أنى لا آكل من هذه الذبائح"( ) . وذكر (ابن دريد) ، أن زيد بن عمرو قال شعرا في تجنبه الأصنام ، هو : فلا عُزى أدين ولا إبنتيها 0000 ولا صنمى بن عمرو أزور أرباً وأحـداً أم ألف رب 0000 أدين إذا تقسـمت الأمـور( ) . ويفهم من هذا الشعر أن (عزى) ، إلهة ، أى أنثى ، وأن لها ابنتين اثنتين. ولم يشر (ابن دريد) إلى اسميهما. وقد صيغت الرواية المتقدمة التى تشير إلى التقاء الرسول بزيد في شكل آخر. صيغت بهذا الصورة : "أتي زيد بن عمرو بن نفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه زيد بن حارثة ، وهما يأكلان من سفرة لهما ، فدعواه لطعامهما ، فقال زيد بن عمرو : يا ابن أخى : أنا لا آكل مما ذبح على النصب"( ) . وورد خبر التقاء (زيد) مع رسول الله في رواية أخرى. يرجع رواتها سندها إلى (زيد بن حارثة) ، يذكرون أنه قال : خرجت مع رسول الله في يوم حار من أيام مكة ، وهو ما ردنى ، فلقينا زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا كل منا صاحبه . فقال النبى : يا زيد مالى أرى قومك قد شنقوك؟ فأجابه زيد ، بأنه لا يهتم بذلك ، وأنه خرج يبتغى دين الله ، حتى قدم على أحبار خيبر ، فوجدهم يعبدون الله ويشركون به. ثم سأل أحد الأحبار ، وهو شيخ منهم عن الدين الذى يبتغيه ، فقال له : ما نعلم أحد يعبد الله به إلا شيخاً بالحيرة ، فخرج إليه. فلما كلمه قال له : إن الذى تطلب قد ظهر ببلادك قد بعث نبى ، قد طلع نجمه . فعاد إلى مكة ( ) . ولو صح هذا الخبر لوجب أن يكون زيد قد أدرك مبعث الرسول. ولكن أهل الأخبار مجمعون على أنه توفي قبل المبعث. وأن الرسول نفسه قال عنه : يبعث يوم القيامة أمة واحدة. وعلى الخبر سيماء الصنعة والتزويق. وروى عنه أن قومه كانوا إذا دعوه إلى وليمة ، كان يأبى أن يأكل منها قائلا : "إنى لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه"( ) . وهكذا كان يقاطع أكل لحوم الحيوانات التى تذبح للأصنام. ويشاركه في الامتناع عن أكل لحوم هذه الذبائح الاحناف الآخرون ، فقد روى أن ورقة بن نوفل كان لا يأكل من لحوم هذه الذبائح أيضا للسبب المذكور( ) . ويذكر أهل الأخبار أن (زيد بن عمرو بن نفيل) كان إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال : لبيك حقاً حقاً ، تعبداً ورقاً ، البر أرجو لا الحال ، وهل مهجر لمن قال . ثم يقول : عذت بما عاذ به إبراهيم 0000 مستقبل الكعبة وهو قائم( ) . أو " لبيك حقاً ، تعبداً ورقاً ، عذت بما عاذ به إبراهيم"( ) . وذكر أنه كان يأمر بالتوحيد وبعبادة إله واحد. من ذلك قوله : لا تعبدن إلهاً غير خالقكم 0000 وإن دعيتم فقولوا دونه حدد( ) . مع تحياتي الراعي / عمانوئيل مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - ضيف - 10-20-2005 السيد المحترم الراعى ارجوك لا تحملنى ما لم اقله ..فأنا لم اتهمك بالجهل او انك تكتب عما لا تعلم اولا: عن كتاب طه حسين فانا لا اجد بأسا فيما ذكر ..فالرجل يتكلم عن الناحية العلمية و التاريخية ..و قد لا يوجد فعلا دليل تاريخى محترم ليس فقط على وجود ابراهيم يا سيدى الفاضل بل على وجود كل الانبياء من اول آدم حتى عيسى و لكن هذا لا ينفى وجودهم. اما ذكرهم بالكتب المقدس من توراة و انجيل و قرآن فهذا دليل دينى لا علمى و لم اقصد بكلامى عن طه حسين سوى نقطة واحدة و هى انتشار نحل الشعر انتشارا واسعا فى العصرين الاموى و العباسى و نسبه الى العصر الجاهلى لاسباب دينية تفضلت سيادتك بذكر بعضها و لاسباب سياسية و ادبية..حتى ان طه حسين كاد يشكك فى وجود شاعر مشهور شهرة عظيمة كأمرؤ القيس أو كمجنون ليلى و خلص طه حسين فى كتابه الرائع الى نتيجة هامة اننا لا يمكن ان نجزم ابدا ان شعرا ما هو جاهلى حقا و غير منحول الا اذا استوفى شروطا علمية معينة. منها موافقة الفاظه و تراكيبة الشعرية للعصر الجاهلى و روحه و الشعر الذى ذكرته سيادتك لا تنطبق عليه هذه النقطه فهو سهل سلس جزل رخص لا يتوافق مع بداوة و غلظة الشعر الجاهلى مما يرجح انه من الشعر المنحول و الذى تكرمت سيادتك بوضع اسباب نحله فى مقالك و لك تحياتى مصادر القرآن ومصداقية ما جاء به من قصص وتاريخ!! - الراعي - 10-20-2005 الزميل كاتز تحية لروحك الطيبة وأحساسك العالي بمشاعر الأخرين ومرة أخرى أكرر لك أنني أتكلم عن زيد بن عمر بن نفيل كمصلح موحد أكثر منه شاعر . كما أنه قرشي من قريش ولغته هي نفس لغة القرآن ، أقصد التي كتب بها القرآن . كما أنه سواء من خلال ما نقلته عنه الأحاديث والسيرة او من خلال شعره اليسير الذي ذكرناه ، والذي تجنبت فيه ما يمكن أن يكون منحولاً ، وصل في بعض الأمور الخاصة بالتوحيد والتشريع غلى نفس ما وصل إليه القرآن . تحياتي الراعي / عمانوئيل |