الاستاذ الراعي
تحياتي
قد يكون هذا الشريط تكملة لما بدأناه في الرابط:
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...d=20073&page=11
و نسبة لعلمنا التام كمسلمين بان ما ورد في بعض كتب التفسير عند التعرض للايات التي تدفع عن النبي(ص) تهمة التعلم من الاعاجم, لم يرد كتثبيت للتهمة - اذ ان هذا يعتبر مخالفة للقران و كفر صريح به-و انما ورد في سياق لرد التهمة , فانني سابدأ بما لخصت به مداخلتك:
اقتباس: الراعي كتب/كتبت
ما سبق يتضح لنا الآتي :
1 - أن كان هناك عددا من النصارى واليهود وأن أغلبهم كان من النصارى بمكة .
2 - وأنهم كانوا يقرأون التوراة والإنجيل .
3 - وأن محمد كان يستمع إليهم !!
3 – ولذا فقد أتهمه العرب بأنه كان يأخذ عنهم ما يتلوه عليهم من قصص الأنبياء وغيرها .
أما الحجة القائلة بأن لسانهم كان أعجميا ، فهذا مردود عليه بأنهم كانوا يعملون مع العرب ويتعاملون معهم ومن الطبيعي أنه كانت لديهم حصيلة لغوية تؤهلهم لذلك ، كما قيل أن محمد كان يعلم أحدهم والذي يستطيع أن يتعلم امن محمد وبالطبع بالعربية يستطيع أن يقص له ما جاء في التوراة والإنجيل بالعربية .
حيث يفهم منها بانك اخذت بالمعلومات التي اوردها القران و كتب التفسير و لكنك لم تاخذ بتكذيب القران و المفسرين لهذه الاتهامات.
و حجتك هي :
1- كونهم اعاجم لا يعني بالضرورة انهم لا يعرفون العربية.
2-ان محمدا صلى الله عليه و سلم كان يعلم احدهم العربية بحيث يستطيع ان يقص على النبي(ص) ما جاء في التوراة و لانجيل بالعربية.
اذن فانت باهمالك لعنصر التحدي اللغوي للاتيان بمثل القران الموجه للعرب و فشلهم في ذلك تحصر الموضوع في المصدر الكتابي للقران.
اذن نعود لموضوع اثر اليهودية و النصرانية على القران الكريم.
و رغم ان المواضيع المشتركة بين القران و الكتاب المقدس قليلة جدا مقارنة بعدد اياته التي تفوق الستة الاف و ثلاثمائة اية , الا ان الاهم بان اشتراك المواضيع ليس خاصا بالكتب المقدسة وحدها فقصة الخليقة ليست من تاليف مدون سفر التكوين و انما هي موجودة منذ ازمان سحيقة و في كل ثقافة و حضارة من اسيا الى امريكا الى افريقيا.
و المنطق يقول بانه اذا جاز لك بان تقول بان القران اقتبس من كاتب سفر التكوين قصة الخليقة ( بالمناسبة هي بضع عشر اية و ليست سفرا) فانه يجوز القول بان كاتب التكوين اقتبس من ثقافة و حضارة اخرى قصة الخليقة.
و الاهم من كل ذلك انك لن تجد الشبه بين قصص القران و قصص الكتاب المقدس الا في الملامح اما التفاصيل فهي مختلفة تماما, فالله تعالى يقول:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (76) سورة النمل
فالهدف من القصة القرانية هو تصحيح القصة التوراتية, لاجل اقامة الحجة على اهل الكتاب بان هذا القران ليس من عند محمد (ص) اذ انه لو كان من عنده لوافق احد طرفي الخلاف بينهم. و هذا ما لم يحدث .
اضرب مثلا بقصة وردت في القران بشكل مختلف تماما عن ورودها في العهد القديم.
هي قصة طالوت في القران . فشخصية طالوت في القران و قد كان معاصرا لداود ترد في العهد القديم باسم شاول و لكن تفاصيل القصة القرانية تختلف تماما عن القصة في العهد القديم في الاتي:
l-طالوت في القران هو من عبر النهر ليحارب جالوت.
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (249) سورة البقرة
ll- قصة عبور النهر لم ترد في سفر صموئيل بل في سفر القضاة و لكن مع جدعون بن يربعل .
1 فبكر يربعل اي جدعون وكل الشعب الذي معه ونزلوا على عين حرود.وكان جيش المديانيين شماليهم عند تل مورة في الوادي.
2 وقال الرب لجدعون ان الشعب الذي معك كثير عليّ لادفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر عليّ اسرائيل قائلا يدي خلصتني.
3 والآن ناد في آذان الشعب قائلا من كان خائفا ومرتعدا فليرجع وينصرف من جبل جلعاد.فرجع من الشعب اثنان وعشرون الفا.وبقي عشرة آلاف.
4 وقال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثيرا.انزل بهم الى الماء فانقيهم لك هناك.ويكون ان الذي اقول لك عنه هذا يذهب معك فهو يذهب معك وكل من اقول لك عنه هذا لا يذهب معك فهو لا يذهب.
5 فنزل بالشعب الى الماء.وقال الرب لجدعون كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب فأوقفه وحده.وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب.
6 وكان عدد الذين ولغوا بيدهم الى فمهم ثلاث مئة رجل.واما باقي الشعب جميعا فجثوا على ركبهم لشرب الماء.
7 فقال الرب لجدعون بالثلاث مئة الرجل الذين ولغوا اخلصكم وادفع المديانيين ليدك.واما سائر الشعب فليذهبوا كل واحد الى مكانه.
8 فاخذ الشعب زادا بيدهم مع ابواقهم.وارسل سائر رجال اسرائيل كل واحد الى خيمته وأمسك الثلاث مئة الرجل.وكانت محلّة المديانيين تحته في الوادي( قضاة 7 : 1-7 )
lll- تابوت العهد اتت به الملائكة تحمله كاية ملك لطالوت امام بني اسرائيل.
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (248) سورة البقرة
lV- تاوبت العهد في سفر صموئيل اتت به بقرتان مرضعتان:
7 فالآن خذوا واعملوا عجلة واحدة جديدة وبقرتين مرضعتين لم يعلهما نير واربطوا البقرتين الى العجلة وارجعوا ولديهما عنهما الى البيت
8 وخذوا تابوت الرب واجعلوه على العجلة وضعوا امتعة الذهب التي تردونها له قربان اثم في صندوق بجانبه واطلقوه فيذهب.
9 وانظروا فان صعد في طريق تخمه الى بيتشمس فانه هو الذي فعل بنا هذا الشر العظيم والا فنعلم ان يده لم تضربنا.كان ذلك علينا عرضا
10 ففعل الرجال كذلك واخذوا بقرتين مرضعتين وربطوهما الى العجلة وحبسوا ولديهما في البيت
11 ووضعوا تابوت الرب على العجلة مع الصندوق وفيران الذهب وتماثيل بواسيرهم.
12 فاستقامت البقرتان في الطريق الى طريق بيتشمس وكانتا تسيران في سكة واحدة وتجأران ولم تميلا يمينا ولا شمالا واقطاب الفلسطينيين يسيرون وراءهما الى تخم بيتشمس.
صمو اول 6: 7-12
هذا الاختلاف الخطير بين القصة القرانية و قصة العهد القديم فيه دلالة قوية بان القران ليس من عند النبي(ص) و لا لقنه اياه اي كتابي ( يهودي او نصراني) لاختلاف الرواية القرانية اختلافا بينا من الرواية الكتابية. و من الواضح ان القران لا يبال اطلاقا باختلافه عن الرواية الكتابية خاصة و انه صرح بانه يقص على بني اسرائيل ما هم فيه مختلفون و صرح بان قصصه هي القصص الحق.
لا اظن بانه لو كان النبي(ص) هو مؤلف القران لخالف الرواية الكتابية هذا الاختلاف الكبير غير مبال بما عند اهل الكتاب .