حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
الاسلام المسيحي والمحمدي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: الاسلام المسيحي والمحمدي (/showthread.php?tid=33394)

الصفحات: 1 2 3 4


الاسلام المسيحي والمحمدي - SyrianZawba3eh - 01-04-2004

تحية سورية قومية اجتماعية

عزيزي ابا حبيب

كتبت ردا على نارام اعتقد انه مجحف قليلا ولكن هكذا وصلني..

نعم نحن لا نحارب الاديان, ولكننا ايضا لا نحارب اللا دينيين, فكما معلوم لي واعتقد لك, الدين والعبادة هي مسالة شخصية بحتة, بحيث لك ان تؤمن او لا تؤمن, فانت حر, على ان لا يتعارض هذا مع مصلحة الامة و المجتمع..

بكل بساطة هل اللا دينين هم ابناء هذا المجتمع ام لا

الزوبعة السورية


الاسلام المسيحي والمحمدي - أبو حبيب - 01-05-2004

أنا لم أقل أني أحارب اللادينيين بل قلت أن أعضاء منتدى اللادينيين العرب هم متعصبون ولذا لا يمكنني إلا أن أحاربهم (اقرأ السياق جيداً)
و لتحيا سوريا


الاسلام المسيحي والمحمدي - عمّار اليازجي - 01-09-2004

تحية طيبة
لماذا لم أجد ولو تعليقا واحدا على الموضوع الأصلي؟ سواء بالنقد أو التصحيح؟
لماذا تجذب مواضبع تسفيه الآخر سواء كان هذا الآخر مسلما مسيحيا أم مسلما محمدياالأقلام بينما لا تنال المواضيع التي تسعى للتقريب وللاحترام أي اهتمام؟
عجبي!!!:emb:


الاسلام المسيحي والمحمدي - ابن العرب - 01-09-2004

أخي عمّار،

لا تيأس. لا بد أن نتوصّل يوما إلى التفاهم بشأن قواعد معيّنة.

لا بد أن نرى العروبة في الآخر حتى وإن لم نرى فيه الإسلام أو المسيحية أو المحمديّة.

ثابر.

تحياتي


الاسلام المسيحي والمحمدي - Awarfie - 01-09-2004



" لماذا لم أجد ولو تعليقا واحدا على الموضوع الأصلي؟ سواء بالنقد أو التصحيح؟ "



و اين أصبحت مداخلتاي يا عزيزي .:?:



تحياتي:loveya:





الاسلام المسيحي والمحمدي - زنوبيا - 03-01-2004




القول الفصل في هوية يسوع

بسام خيرالله




"ماذا ينفع لو ربح الإنسان العالم كلّه وخسر نفسه"

"حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائرًا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد"(الرسالة إلى العبرانيين 20:6)

"مرّة في كل مائة سنة يلتقي يسوع الناصري بيسوع النصارى في حديقة بين جبال لبنان، فيتحادثان طويلاً، وفي كل مرّة ينصرف يسوع الناصري وهو يقول ليسوع النصارى: أخشى يا صاحبي أننا لن نتفق أبدًا أبدًا"(جبران؛ رمْل وزبد)



مقدّمة:

يتساءل الكثيرون عن جدوى البحث في هذا الموضوع وعن الهدف من الكتابة فيه ، وما الإفادة من ذلك في هذه المرحلة تحديدًا؟ ويعترض آخرون على طرح موضوع عفّ عليه الزمن وأصبح من الماضي البعيد.

السؤال مشروع وفي مكانه، والاعتراض وجيه خاصة في هذه المرحلة من واقعنا وتاريخنا القاتم. لكن الإبقاء على الموضوع أوجه. بل ان هذا الواقع القائم له ما له من حافز ودافع في إثارة الموضوع وإليكم الأسباب:

1. إنّه سؤال في الهوية للتمسّك بها في زمن ضياعها، وذلك عبر تأكيد الإجابة على السؤال المصيري الوجودي "من نحن؟".

2. لأن غايتنا بعث نهضة سوريّة قوميّة اجتماعية. فالرجوع إلى الماضي يصحّ أن يكون حافزًا للإنطلاق. لأن الماضي والحاضر والمستقبل وعاء الأمة الزمني الذي لا يتجزّأ فالأمة وحدة. لأن إحياء القديم بحثًا وتفسيرًا وتعليلاً على ضوء النظرة الجديدة إلى الحياة والكون والفن هو الخطوة الأولى في حركة التجديد، للنهوض ورفض السّم في الدسم الوافد المعلّب المستورَد.

3. لأننا نؤمن أن "سورية للسوريين"، وأن "الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولّد من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي".

4. لأن نهضتنا تستمدّ "روحها من مواهب الأمة السوريّة وتاريخها الثقافي السياسي القومي". وفي الإجابة على هوية يسوع، تأسيس للإستقلال الروحي؛ الفكري ـ الشعوري، "الذي يمثل الشخصيّة القوميّة ومزاياها ومثلها وأهدافها. إذ لا يمكن توليد نهضة سوريّة إلاّ بعامل نفسيّة سوريّة أصليّة مستقلّة. فإذا لم تنزّه النفسيّة السوريّة عن سيطرة النفسيات الغريبة، فإن سورية تبقى فاقدة عنصر الاستقلال الحقيقي وفاقدة المثل العليا لحياتها".

5. لأن "من أهم عوامل فقدان الوجدان السوري القومي، إهمال نفسيّة الأمة السورية الحقيقيّة، الظاهرة في إنتاج رجالها الفكري والعملي، وفي مآثرها الثقافيّة… وبما خلّده سوريون عظام… "

6. لأن قوميّتنا تعني لنا ثقتنا بأنفسنا واعتمادنا على نفسنا.

7. لأن "المجتمع معرفة والمعرفة قوّة"، والجهل مقبرتنا. سرق اليهود أساطيرنا وهوّدوها فكانت التوراة. وهم هوّدوا يسوع ومريم والإنجيل ولا زالوا مستمرّين، وقد جاراهم في ذلك المسيحيون والسبب دائمًا الجهل.

8. لأن اليهود يريدون التطبيع، بغزونا ثقافيّا واغتصاب وعينا واستعمار عقولنا وتضييع هويتنا وتشويه حقيقتنا. بصراحة ووضوح هم يريدوننا أن نسلّم عفوًا أن نستسلم.

9. لأن" مصلحة سورية فوق كل مصلحة". ولان لا فائدة لنا من ربح العالم كلّه وخسارة أنفسنا.

10. لأجل كل ذلك بل وأكثر، كان لا بدّ من طرح هذا الموضوع. ولأجل كل ذلك فإن البحث في هوية يسوع من وجهة نظرنا يؤكّد راهنيّته بل ومشروعيّته.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أننا قد تناولنا نسب يسوع وهويّته القوميّة ورأيه في اليهود واليهوديّة ، ولم نتطرّق إلى تعاليمه و تفكيره وثورته، هذه التعاليم التي ترفض اليهوديّة وعنصريّتها وتحجّرها، لأن هذه التعاليم واضحة جدّا لكل من يقرأ الأناجيل، ولأنها تحتاج إلى بحث مستقلّ بذاته.

وقبل الولوج إلى مسألة النسب نسجّل الأمور التالية:

· إن بطاركة أورشليم الأُول كان جلّهم يهودًا. وهذا يساعد في الدس والنحل والتزوير.

· إن تدوين الإنجيل حصل في فترة زمنية بعيدة نسبيّا عن الفترة التي عاش خلالها يسوع.

· إن "متى" كتب لليهود ولوقا لليونان. أي هنالك قصدية وغائية في الموضوع لا تسجيل لحقائق بموضوعيّة.

· إن "مسيح اليهود" كما تنبّأ به اليهود وهمي. و"مسيح الكنيسة" كما صوّرته نسخةً عن التوراة مع بعض التعديل كذلك وهمي. أما يسوع فهو كائن تاريخي سنحاول إظهار بعض قسماته.



ماذا قال يسوع نفسه في مسألة علاقته بداود وبذريّته…؟

إن يسوع لم يسمّ نفسه، ولا مرّة على الإطلاق لا ابن داود ولا من نسل داود أو من ذريته، ولا من "بيت داود" أو من سلالته الملكيّة ولا حتى المسيح الذي كان ينتظره اليهود بمفهومهم هم للمسيح، بل سمّى نفسه أكثر الأحيان وبنوع خاص "ابن الإنسان" ثم سمّى نفسه "ابن الله" و"نور العالم" و"خبز الحياة" و"الماء الحي" و"الراعي الصالح" و"الطريق والحقّ والحياة"…

أما عبارة "ابن داود" التي أطلقت على يسوع فقد أضافها إلى النص نُسّاخ متّى المتأخّرون وجاءت على النحو التالي:

على لسان أعميان من الشعب (متى 27:9)، على لسان أعميان في أريحا (متى 31.30:20)، وعلى لسان البعض من الشعب عند دخول يسوع إلى أورشليم (متى 9:21).

إذن الذين نطقوا بهذه العبارة "يسوع ابن داود" كانوا من عامة الشعب وكانوا ينتظرون مسيحًا دنيويّا من اليهود.

ومن جهة ثانية كان نسّاخ "متّى" المتأخّرون من المسيحيين المتهودين، وكان همهم الوحيد ربط يسوع بسلالة داود والتركيز على علاقته الجسديّة فقط بذرية داود، وذلك كلّه لكي يثبتوا لليهود أن يسوع هو المسيح المنتظر من قبل اليهود.

وإذا لم يكن يسوع بحاجة إلى أبوّة داود فهو أيضًا في غنى عن التوراة وأنبيائها لإثبات ألوهيّته أو بنوّته للّه. كان الكتبة والفريسيون يشكّون في يسوع ويطلبون منه شهودًا قائلين: "أنت تشهد لنفسك فليست شهادتك حقّا" فيجيبهم يسوع " إني وان كنت أشهد لنفسي شهادتي حق لأني أعلم من أين جئت وإلى أين أذهب… وقد كُتب في ناموسكم أن شهادة رجلين حقّ. أنا أشهد لنفسي وأبي الذي أرسلني يشهد لي" (يوحنا 19.13:8). وهو يرفض أيّة شهادة من أحد حين يقول:"وأما أنا فلا أقبل شهادة من إنسان…" ويؤكد أن أعماله هي تشهد له. "وأما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا لأن الأعمال التي أعطى لي الآب أن أتممها هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي بان الآب قد أرسلني" وإذا استشهد بيوحنا وبالتوراة فلكي يكلّم علماء الناموس باللغة التي يفهمونها، وليؤمنوا به ويخلصوا، "ولكني أقول لكم هذا لتخلصوا أنتم" (يوحنا 47.31:5) أي أن يسوع يقبل شهادة يوحنا وموسى ليس لأهمّيتهما بحد ذاتها إنما فقط اذا كان فيهما إقناع لبعض الضالين. أما الشهادة الحقيقيّة التي يتمسّك بها فهي أعماله ومبادؤه وحياته القدوة.

إن أفضل من يعرف ويحدّد طبيعة علاقة يسوع بداود وبذريته هو يسوع نفسه. ومن يعرف عن هذه العلاقة أكثر منه. فلندعه يتكلّم هو شخصيّا، وقد تكلّم عن هذه العلاقة بشكل واضح وصريح جدّا، إذ جاء في إنجيل (متى 46.41:22)ما يلي: "وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلا ماذا تظنون في المسيح. إبن من هو. قالوا له "ابن داود". قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح ربّا قائلا، قال الرب لربّي إجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. فان كان داود يدعوه ربّا فكيف يكون ابنه. فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتّة". وهذا ما نقرأه في إنجيل (مرقس 37.35:12) وما جاء أيضًا في إنجيل (لوقا 44.41:20).

ألا يعرف يسوع نفسه من هو في الحقيقة؟ بلى، إنه يعرف ذلك تمامًا أكثر من غيره. أكثر من الجميع.

وعندما كان بينهم، حاول الناس أن ينصّبوه ملكا عليهم فرفض وابتعد عنهم. فقد جاء في إنجيل( يوحنا 15.14:6) ما يلي:"…فلمّا رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم. وأما

يسوع فإذ علم أنّهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا انصرف أيضًا إلى الجبل وحده".

فيسوع الذي سوف يتكلّم، في أثناء محاكمته علنًا وصراحة "إن مملكته ليست من هذا العالم… (يوحنا 36:18) يرفض تولّي ملك أرضي كما يفهمه الجميع.

أليس يسوع هو القائل عندما سأله بيلاطس: "أنت ملك اليهود؟ فأجابه يسوع أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني… مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدّامي يجاهدون لكي لا أُسلّم إلى اليهود…" (يوحنا 36.34.33:18).

العجيب حقّا أن يسوع نفسه يصرّح بشكل واضح وقاطع أن مملكته ليست من هذا العالم. أما المسيحيون المتهوّدون فإنهم يسعون بجميع الطرق والأساليب إلى ربطه بسلالة داود الملكيّة وذلك رغمًا عنه وعن التاريخ والجغرافية وعن الحقيقة نفسها.

وفي إنجيل يوحنا، وفي محاكمة بيلاطس بالذات، حيث علّق بيلاطس لوحة كتب عليها يسوع الناصري ملك اليهود، صرخ اليهود ورؤساؤهم في بيلاطس: لا تكتب ملك اليهود بل هذا الرجل قال: أنا ملك اليهود!

إن هذا الرجل لم يقل أنا ملك اليهود فلا يجوز القول بهذا الأمر لا من بيلاطس ولا من قبل اليهود، وهذا ما يدلّ على الدسّ في الإنجيل.

وقد قال يسوع لليهود"إبتهج أبوكم ابراهيم راجيًا أن يرى يومي، ورآه ففرح. قال له اليهود: أرأيت ابراهيم وما بلغت الخمسين؟ فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن…" (يوحنا 58.56:8).

وهكذا يظهر بوضوح تام أن يسوع يتجاوز التاريخ اليهودي الذي يبدأ بابراهيم ويجعل نفسه ينتمي إلى "تراث روحي أقدم من إبراهيم" وبالتالي أقدم من اليهوديّة.



حقيقة داود التاريخيّة وعلاقة يسوع به وبذرّيته.

بعد تبنّي الكنيسة دون تمحيص أو عمدًا أو تواطؤًا سلسلة الأنساب التي أوردها "متّى" و"لوقا" صار من البديهي أن تعتبر يسوع يهوديًّا.

لو افترضنا جدلاً، أن يسوع هو ابن يوسف النجّار، فهل هذا يعني أنه ابنًا لداود؟ هل ما كتبه متى ولوقا عن نسب يوسف كاف لإثبات بنوّته لداود؟ أليس في الأمر غرابة؟ أيكون يوسف من العائلة المالكة ومن بيت لحم ويبقى نسبه سرّا لا يعرفه رؤساء الكهنة، وهم الذين كانوا ينتظرون "مجيء المسيح"؟ أليس من المعقول أن تكون سلالة داود قد انقرضت وقد مضى على داود أكثر من تسع مئة سنة؟ وإلا لماذا لم يأتِ على ذكرها الرومان ولا الحشمونيّون ولا الهيروديون؟ إذا كانت عائلة داود ما تزال تشكّل، في القرن الأول الميلادي جماعة مميّزة لها شهرتها فلماذا لم تظهر إلى جانب الصدّوقيين والحشمونيين والهيروديين في الصراعات الكبرى لذلك الزمن.



تاريخيّة داود:

"يفترض المؤرّخون أن شاؤل قد حكم بين 1030 و1009 ق.م، وداود بين 1009 و969 ق.م، وسليمان بين 969 و931 ق.م. إلا أن البيّنة التاريخيّة والأركيولوجيّة لم تتوفّر حتى الآن على وجود هؤلاء الملوك. ولا يوجد لدينا خارج النص التوراتي مصدر يتعرّض لذكرهم، أو يقدّم مادة يمكن مقاطعتها مع كل ما ذكره النص التوراتي بخصوصهم. إن داود، ليس في حقيقة الأمر إلا شبحًا تاريخيّا، لم يعد يؤرق إلا الحلقات الأكاديميّة المحافظة التي ما زالت تبحث، وتأمل في الحصول على وثيقة واحدة تعطي تأييدًا للرواية التوراتيّة".(راجع فراس السواح؛ "آرام دمشق وإسرائيل" ص 127 و130)

كيف يُنسب يسوع إذًا إلى داود الذي لم يتوفّر وجوده أصلاً. فعبثًا يحاول كل من يجهد نفسه في البحث عن شخصيّة الملك داود تاريخيّا، وجغرافيّا، وأركيولوجيّا، خارج إطار التوراة (العهد القديم) إذ لا توجد أيّة وثيقة تاريخيّة تساعدنا على رسم هذه الشخصيّة. أليس هذا من الأمور الملفتة والغريبة والخطيرة؟ ولماذا السكوت عن هذه الحقيقة التاريخيّة القاطعة؟

خلاصة القول أن الملك داود، ولو كانت شخصيّته مميّزة في التراث اليهودي لا غير. هذه النصوص التي تبلغ حدّ التناقض الفاضح أحيانًا كثيرة. وخارج التوراة، ليس لنا عن الملك داود مصادر تاريخيّة تُذكر.

ومؤرّخو اليوم لا يحددون أصل داود جغرافيّا. إذ أن النقد التاريخي اليوم، في مفهومه الموضوعي والعلمي المجرّد، يعتبر قصّة داود وأخباره في التوراة مزيجًا غريبًا من الروايات والأساطير الشعبية والمبالغات العنصريّة. فلا يمكن اعتبارها مرجعًا تاريخيّا، بحسب مفهومنا اليوم للتاريخ. فعلى سبيل المثال لا الحصر ينفي المؤرخان الكبيران Davies و Thompson أي صفة تاريخية عن وجود داود وبالتالي عن شخصيّته وأعماله.

وقد أجمع المؤرخون غير التوراتيين اليوم، على أن داود ليس إسمًا في الأصل وإنما تحوّل من صفة إلى إسم. وقد أطلق لفظ "داود" في نصوص مدينة "ماري" الشهيرة على رئيس مجموعة من الجنود المرتزقة ولم يذكر على الإطلاق كإسم علم… فداود تعني هنا "رئيس عصابة".

إن الملك "داود" هو أحد أهم الشخصيّات التي ابتدعتها الروايات التوراتيّة لتجسّد البطولة الأسطوريّة لـ"شعب الله المختار".

إن نصوص العهد القديم تجعل من إسرائيل في عهد الملك داود أكبر دولة في المنطقة الواقعة بين آشور ومصر… فقد امتدّ نفوذه حتى وصل أطراف الفرات وأخضع الحكّام الكنعانيين والآراميين في صور ودمشق وحماة. وجعلهم أتباعًا له يقدّمون له الجزية، بحسب الرواية التوراتيّة. أو ليس غريبًا حقّا عدم ذكر داود الملك اليهودي العظيم في أية وثيقة من الوثائق المكتشفة، سواء في مصر أو في بلاد الرافدين، أو في أرض كنعان أو في بلاد الآراميين؟ وكيف فعلّل ذكر أسماء الحكّام الصغار الكنعانيين في صور وصيدا وجبيل وأوغاريت وغيرها، والأراميين في دمشق وحماه وغيرها الذين هم أقل شأنًا من داود ملك "إسرائيل العظيم"؟



ماذا يقول العهد القديم في سلالة داود؟

بحسب نصوص العهد القديم، إن ذرية داود وسلالته الملكيّة قد انتهت وتلاشت مع "كنيا" ملك يهوذا (598 ــ 597) ق.م. إذ ورد في العهد القديم ما يلي:

"كان كنيا رجلا عقيمًا لم ينجح في أيّامه. ولن ينجح من ذريته أحد في الجلوس على عرش داود والتسلّط في يهوذا من بعد…" (سفر أرميا 30.24:22).

إذن، بحسب العهد القديم نفسه فإن سلالة داود الملكيّة قد انتهت فعلاً مع الملك "كنيا"هذا.

فلا مجال من بعد، لا لليهود ولا للمسيحيين المتهودين من التلاعب بالنصوص الكتابية اللاحقة على أذواقهم. وهل من المعقول بعد كل ذلك أن يكون يسوع من ذرية داود وسلالته الملكية وأن "يجلس على عرش داود أبيه"؟؟

بعد كل ما تقدّم يصبح من المتعذّر لا بل من المستحيل التحدّث بشكل تاريخي علمي موضوعي عن داود، وبالتالي وهذا ما يهمّنا عن ربط "يسوع" بهذا النسل وهذه الذرية… إذا فربط يسوع بذرية داود الجسدية غير متماسك تاريخيا، ومتعذّر تمامًا عدا عن كونه جاء متأخّرًا في التاريخ المسيحي (أوائل القرن الرابع للمسيح).

كان لليهود، في تاريخهم التوراتي، "مسحاء" عديدون. شاول كان "مسيحًا"، وداود كان "مسيحًا"، وشعب إسرائيل كان "مسيحًا". الملوك جميعًا ورؤساء الأحبار كانوا "يمسحون". "قورش" ملك فارس ــ الذي أنهى سبي بابل ــ كان مسيحًا لليهود! ثم كان لهم مسحاء آخرون. وخلال حرب اليهود الثانية ضدّ الرومان، سنة 135 بعد المسيح قام الرابي الكبير أكيبا وسمّى سمعان بركوكبا، رئيس الثوّار اليهود، مسيحًا ولم يعترض عليه أحد من اليهود. وفي القرون الحديثة والمعاصرة قام "مسحاء" يهود كثيرون. وفي أيامنا هذه قام بعض الأحبار والحاخامين وادّعوا أنهم "مسحاء". حتى يمكننا القول أن "تيودور هرتزل" و"بن غوريون" و"نتنياهو" و"باراك" و"شارون"، كل منهم هو "مسيع" جديد في زمنه بالنسبة لليهود. والبعض يعتقد أن قيام دولة إسرائيل هو بمثابة مسيح مخلّص، والبعض الآخر ينتظر…!؟

وحين ظهور يسوع كان يهود فلسطين ينتظرون مسيحًا، ملكًا من نسل داود يحرّرهم من عبوديّة الرومان.

ولكي يُثبت "متى" الإنجيلي لليهود أن يسوع هو "المسيح المنتظر" ليجعلهم يؤمنون، رسم سلسلة طويلة عن نسب يوسف مؤكّدًا أنه من نسل داود الملك. (متى 17.2:1) ثم يكمل قائلا:"أما مولد المسيح فكان هكذا. لمّا خُطبت مريم أمه ليوسف وُجدت من قبل أن يجتمعا حبلى من الروح القدس" (متى 18:1).

وقع متى في تناقض واضح، جاراه لوقا الإنجيلي في هذا التناقض حين قال:"وهذا سيكون عظيمًا وابن العلي يُدعى. وسيعطيه الرّب الإله عرش داود أبيه ويملك على آل يعقوب إلى الأبد" (لوقا 32:1).

فإذا كان يسوع ابنا للّه من القدس فهو ليس إبنًا ليوسف. إذًا فنسبة يسوع إلى داود باطلة وما كتبه متّى عن نسب يوسف لا جدوى منه. فمع أن متّى ولوقا يرويان ولادة يسوع من عذراء فكلاهما يذكران أن نسبه البشري هو بالنسبة إلى يوسف، وفي هذا تناقض فاضح.

ويعلّق المؤرّخ "شارل بيرو" في كتابه "أحداث طفولة يسوع" قائلاً: "الوضع غريب ومتناقض: مريم هي امرأة يوسف والطفل الذي تحمله هو من الله. فهذا يتناقض مياشرة مع كون يسوع يأتي من ذرية داود…".

وفي دراسة حديثة جدّا يقول المؤرخ الفرنسي "بيار أنطوان برنهايم": "… ليس من الثابت أبدًا أن عائلة يسوع المسيح وأقاربه، ويوسف ومريم هم من ذريّة داود وسلالته…" وهو يستند كما يقول هو نفسه، إلى كتابات أوسابيوس القيصري مؤرّخ الكنيسة الأول، والكاتب المسيحي في القرن الأول هيجيزيب، وتاسيان السرياني في الفرن الثاني، تلميذ القدّيس جوستين أحد كبار آباء الكنيسة الأوّلين وغيرهم كثيرين…!

إن قضيّة علاقة يسوع بـ"ذريّة داود الجسديّة" هي حديثة العهد في تاريخ المسيحيّة. وهي تعود إلى القرن الرابع للميلاد لا قبل على يد المسيحيين المتهوّدين، ووُضعت في نصوص العهد الجديد في زمن متأخّر.

والغريب حقّا، والذي وحده يلغي تمامًا "الصفة التاريخيّة" عن ربط يسوع بذريّة داود هو أنّه وبعد مقارنة جدولي متى ولوقا في نسب يسوع نجد أنه من داود إلى يسوع هناك إسمان فقط لا غير يتطابقان وهما "زربابل" و"شألتئيل" والأغرب من كل ذلك، أن جدّ يسوع ووالد أبيه بالتربية يوسف لا يتطابق بين جدول متى ولوقا: والد يوسف هو "يعقوب" عند متّى وهو "عالي" عند لوقا. إنه لغريب وعجيب حقّا أمر هذه الذريّة.. وهذا ما جعل "شارل بيرو" يتساءل في كتابه "Les récits de l’enfance de Jésus" عن كيفيّة التوفيق تاريخيّا بين كل هذه الإختلافات؟ مجيبًا:"لا ندري. كل ما يمكننا قوله في هذا الخصوص أن المؤلّفَين (متى ولوقا) انطلقا من بقايا بعض جداول النسب القديمة والمتباينة ومن بعض التقاليد والروايات الشعبيّة، وهمّهما الوحيد هو البرهان على أن يسوع هو المسيح المنتظر ومخلّص البشر…". كتب متّى ليسترضي اليهود، فهوّد يسوع ليجعله مقبولاً، أي سيّس الدين فخسر الإنجيل ولم يغنم شيئًا.

ويقول د. "هربرت سبنسر لويس" في كتابه "حياة يسوع السرّية": "إذا راجعنا التواريخ المعاصرة (ليسوع ) أو الوثائق اليهوديّة ذاتها، فلا نجد فيها أي دليل أو إشارة تجعلنا نظنّ أن الذين عايشوا يسوع من يهود وغير يهود، أو الذين عاشوا في المائة سنة الأولى بعد المسيح، كانوا يعتقدون أنه من "بيت داود"…! ونحن لا نعرف الزمن المحدّد الذي فيه حاول البعض ربط يسوع بهذه السلالة وأدخلوها في نصوص كتب العهد الجديد. غير أنه من المؤكد والثابت أنها إضافة حصلت في وقت متأخّر جدّا…!"

لقد تأكّد اليوم، كما يقول الأب يوسف يمّين، أن علاقة النسب والذريّة بين يسوع وداود هي من تأليف ونسج خيال المسيحيين المتهوّدين وليست مبنيّة على أسس تاريخيّة وجغرافيّة وعلميّة ثابتة. والغريب حقّا كيف قبلها جميع المسيحيين فيما بعد طوال قرون وقرون وهي ليست حقيقة تاريخيّة ثابتة ومؤكّدة؟! التاريخ لا يُثبت العلاقة النسبيّة والذرية بين يسوع وذرية داود وسلالته الملكية، ولا علم الأنساب والذريات ولا أي علم من العلوم.

واليهود أنفسهم ينكرون بشكل قاطع هذه العلاقة ويقولون أن يسوع هو ثمرة علاقة جسديّة بين عاهرة تُدعى مريم وبين جندي روماني يُدعى "جوزف بانتيرا" (راجع التلمود).

وحدهم المسيحيّون يؤمنون حتى اليوم بأن يسوع هو من ذرية داود، إنه في الحقيقة لأمر عجيب غريب للغاية.



مريم ليست يهوديّة بل هي كنعانيّة من الجليل

إذن وبما أنه لا نسب يهودي ليسوع من حيث الرجل أي الأب (هذا ما تؤكّده الأناجيل الأربعة) فإن أي نسب ليسوع من ناحية اللحم والجنس يرتبط بأمه مريم وبنسبها أو عدم نسبها إلى اليهود.

هناك قصّة تاريخيّة لمؤلّفة إنكليزيّة اعتمدت في كتابتها على معطيات علم التاريخ للعالِم الإنكليزي A.Weigall وهي تقول عند كلامها عن "أخناتون" أنه كان كالمسيح سوريّا من جهة الأم.

ويقول "دانيال روبس" الكاتب والمؤرخ المسيحي اليهودي الأصل في كتابه "يسوع في زمانه" في فصل إبن الإنسان ص98:"إنه من المستحيل إقامة علاقة نسب متواصلة تربط أم يسوع بداود…"

أما الدكتور "هيربرت سبنسر لويس" فيقول أن أقارب يسوع وأهله هم جميعًا من "أمم الجليل" ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بذرية داود أو سلالته الملكيّة…

وفي محاضرة من الارجنتين عبر "الشرق الاوسط" ألقاها د."فيصل النفوري" قال:كانت مريم سوريّة آراميّة ولم يوجد أي إثبات أنها كانت يهوديّة، وإسمها المركّب من كلمتين آراميّتين يدلّ على هويتها بوضوح،(ماريم أو مريم). فكلمة "مار" معناها في الآراميّة (قدّيسة) و"يم" معناها (الكبيرة أو العظيمة) في اللغة نفسها فيكون اسمها (القديسة العظيمة).



في هويّة يسوع الحقيقيّة

بيّنا حتى الآن أن يسوع وأمه ليسا يهوديين فمن هو يسوع وما هي حقيقة هويته التاريخيّة؟ هذا ما سنحاول دراسته في ما يلي.

نشأ يسوع وتربّى في منطقة الجليل. وكان اليهود يطلقون على هذه المنطقة إسم "جليل الأمم" لدلالة على أن معظم سكّانه من غير اليهود. والجليل حيث نشأ يسوع وعلّم منطقة ذات تركيب سكّاني منوّع. فهناك أرضيّة كنعانيّة بابليّة ـ أشوريّة ولهذه الأسباب أطلقت اليهوديّة الرسمية على الجليل إسم "جليل الأمم". ولقد بدأ يسوع تعليمه بين هؤلاء الأمم بالذات بين من سمّوا "وثنيين" من غير اليهود. حتى إن اليهود أطلقوا على الجليل إسم:"دائرة الوثنيين"، ويكنّون لسكّانه الإزدراء والكراهيّة. ولقد نظر اليهود باحتقار إلى كل ما هو جليلي. كما نستدلّ من إنجيل يوحنا:"ووجد فيلبّس نتنائيل فقال له إن الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء قد وجدناه وهو يسوع بن يوسف من الناصرة. فقال له نتنائيل أمن الناصرة يكون شيء صالح؟…"(يوحنا 46.44:1)

ولمّا حاول نيقوديموس أن يدافع عن يسوع أجابوه بقولهم:"ألعلّك أنت أيضا من الجليل. إبحث في الكتاب وانظر أنه لم يقم نبيّ من الجليل"(يوحنا 52.50:7)

فمجرّد كون يسوع من الجليل يكفي بنظر اليهود لكي لا يكون المسيح المنتظر. لذلك كان يسوع موضوع شك من قبل كهنة اليهود وعلمائهم. وقد تحوّل شكّهم إلى يقين عندما أعلن يسوع عن نفسه وعن بنوّته لله.

يمكن الإستدلال من هذه الأقوال ومن غيرها من الأقوال والمواقف التي تحمل صفة الاستنكار الشديد أن ما من شيء يربط يسوع ببيت داود وإلاّ لما استنكر اليهود بهذا الشكل. وإن كل ما له علاقة بربط يسوع بذرية داود أو ببيت لحم اليهودية هو من صنع وإضافات وزيادات النسّاخ المتأخّرين وخاصة نسّاخ "متى" اليهودي جدّا.

يقول الأب يوسف يمّين:"أصبح اليوم من المؤكّد والثابت وبعيدًا عن الأفكار المسبقة والتقاليد الشعبيّة أن يوسف ومريم ويسوع لم يكونوا يهودًا ومن سلالة داود، بل كانوا جميعهم جليليين من "جليل الأمم" أي من "أمم الجليل".هذا الجليل الذي كان في الواقع بوتقة بشريّة مثاليّة تتجمّع فيها وتتفاعل وتنصهر وتتوحّد وتتكامل جميع الديانات والحضارات والثقافات والشعوب، تحت مظلّة الروح الكنعانيّة الإنسانيّة التي تسعى إلى بلورة "الإنسان العالمي" أو "عالمية الإنسان". في هذه البوتقة الكنعانيّة الشاملة بالذات وُلد يسوع المسيح ونشأ وترعرع وتعلّم وبشّر وعلّم. في هذه البوتقة المنفتحة بشّر بالحب وكرامة الإنسان وفيها أسّس كنيسته".

في الجليل، في أرض "إيل" تجسّد إيل نفسه بشخص يسوع الذي دعاه الإنجيل "عمانوئيل" أي "إيل معنا"، المتجسّد بيننا والمترجم فيما بعد إلى "الله معنا".

من الجليل اختار رسله وتلاميذه ما عدا "يوضاس" "يهوذا الإسخريوطي" وحده التلميذ الخائن الذي كان يهوديّا.

في الجليل صنع الآيات والمعجزات، والآية الأولى كانت في قانا الجليل جنوبي مدينة صور.

وحتى بعد مماته، من قيامته إلى صعوده ظلّ أيضا في الجليل. فقد سبق وقال لرسله:"…لكن بعد قيامتي أتقدّمكم إلى الجليل"(متى 32:26). وعند قيامته قال الملاك لمريم المجدليّة ومريم أم يعقوب: "أسرعا في الذهاب إلى تلاميذه وقولا لهم: إنه قام من بين الأموات وها هو ذا يتقدّمكم إلى الجليل، فهناك ترونه"(متى7:27). وقال يسوع نفسه لهما بعد قيامته: "السلام عليكما! لا تخافا! اذهبا وقولا لأخوتي يمضوا إلى الجليل فهناك يرونني"(متى 10:28).

والأناجيل نفسها تؤكّد على جليليّة يسوع (متى 75.69:26 ــ مرقس 70:14 ــ لوقا 59:22).

فمن الطبيعي جدّا أن يأتي يسوع من الجليل، من "جليل الأمم" من البوتقة البشريّة الشاملة الموحدة، وليس من بيئة عنصريّة متعصّبة متزمتة كبيئة اليهود…

وإذا عدنا إلى رسالة يسوع نرى بوضوح أنها قد بدأت في الجليل. يقول متّى: "وكان يسوع يطوف كلّ الجليل يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض في الشعب. فذاع خبره في جميع سوريا… فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن"(متى 25.23:4).

يتّضح إذن أن إتجاه الرسالة كان باتجاه الشمال في الجليل ونحو المدن العشر المستقلّة وهي المدن الممتدّة شرق وشمال الأردن حتى دمشق. وكانت غالبيّة سكّانها من "الوثنيين" على حدّ تعبيرهم. وكان يسوع على غير عادة اليهود يدخل بيوت الوثنيين ويأكل مع العشّارين والخاطئين. فالدعوة لم تنحصر في فلسطين بل امتدّت منذ بدايتها إلى الشمال، وإنها بالمقابل لقيت مقاومة عنيفة في الجنوب أي اليهوديّة، من قبل الفريسيين ورؤساء الكهنة اليهود.ونحن نعرف أن السنوات القليلة التي استغرقتها بشارة يسوع كانت في الواقع صراعًا مستمرّا بين يسوع وبين اليهود؛ صراع أفضى به إلى الموت، لكنّه لم يحدّ من استمرار بشارته حتى النهاية.



ما قاله يسوع في اليهود؟!

· أنا إنسان قد كلّمكم بالحقّ الذي سمعه من الله هذا لم يعمله ابراهيم (يوحنا 40:8)

· أنتم تعملون أعمال أبيكم (يوحنا 41:8)

· لو كان الله أباكم لكنتم تجبونني لأنني خرجت من قبل الله وأتيتُ (يوحنا 43:8)

· أنتم من أب هو إبليس (يوحنا 44:8)

· هوذا ابن الإنسان يسلَّم إلى أيدي الخطاة (مرقس 41:14)

· فمن هم الذين إذا سمعوا أسخطوا. أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى (عبرانيين 16:3)

· وبّخهم بصرامة لكي يكونوا أصحاء لا يصغون إلى خرافات يهوديّة وصايا الناس مرتدين عن الحقّ (تيطس 3:1)

· كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع (متى 13:15)

· إن جميع الذين أتوا قبلي هم سرّاق ولصوص (يوحنا 8:10)

· الذي من الله يسمع كلام الله، لذلك لستم تسمعون من الله (يوحنا47.45:8)

· "إن إلهي هو إله المحبة والرحمة وليس إله الحقد والثأر"



وقال يسوع لليهود: "ولكني قد عرفتكم أن ليست لكم محبة الله في نفوسكم" (يوحنا 42:5)

وفي الأمثلة التي قدّمها حول الصالحين والأشرار، كان اليهود هم الأشرار وأما أهل البلاد الأصليين، فكانوا هم الصالحين."رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه" (متى 41:12).

ونينوى هي مدينة سوريّة ازدهرت بالحضارة والتعاليم التي تستجيب لإرادة الله وتحسين الحياة.

وكذلك وجّه كلامه لمدينتين يهوديّتين قائلاً:"ولكن أقول لكم أن صور وصيدا تكون لهم حالة أكثر احتمالاً يوم الدين مما لكما" (متى 22:11).

هو قرّر ضرب الشّر في مصدره فقال:"لم آت لأدعو أبرارًا بل خطأة إلى التوبة" (متى 13:9)؛ إذ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى (مرقس 17:2). وقال لتلاميذه: "إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل إذهبوا بالحريّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 5:10).

أما عبارة "خراف بيت إسرائيل" فإن يسوع بعد أن قطع أمله من صلاح اليهود قال لهم: "لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني" (يوحنا 27.26:10).

"إن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك" (متى 11:18). ولما لم يستجب الذين هلكوا بالخطيئة والشرور أوصى يسوع تلاميذه قائلاً:"الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيّا تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر"(متى 28:19).

إذًا، فاليهود بجميع أسباطهم مُحالون إلى المحاكمة من قبل يسوع نفسه، وعلى عاتق أتباعه المحاكمة وتنفيذ حكم الحقّ. وهنا لا بدّ من طرح السؤال التالي: كيف يوفّق الإنسان بين تعاليم عقيدتين غير متوافقتين بل متناقضتين؟

ونقرأ بولس الرسول في (رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي 15:2) قائلاً عن اليهود ما يلي: هم "الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن، هم غير مرضين لله وأضداد لجميع الناس". هذا بعض ما قاله المسيحيون الذين بشّروا بدين يسوع بُعيد غيابه عنهم وهم في حالة خوف ورعب… "لكن لم يكن يتكلّم عنه جهارًا لسبب الخوف من اليهود"(يوحنا 13:7).

لم تكن الأمم (غير اليهود في المنطقة) من الضالين أو خطاة، بل اليهود هم الذي كان يتفاقم الشرّ في كيانهم فهناك يجب أن يكون العمل والتطهير. فقد قال يسوع لليهود: "وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء، فإنكم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء، فاملئوا أنتم مكيال آبائكم آيّها الحيّات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنّم"(متى 33.30:23) "هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا"(لوقا 35:13).

ومما قاله يسوع لليهود: "أنتم أولاد أبيكم إبليس، تريدون إتمام شهوات أبيكم. كان منذ البدء قتّالاً للناس، ولم يثبت على الحق لأنه ليس فيه شيء من الحقّ. فإذا تكلّم بالكذب بكلّم بما عنده، لأنه كذاب وأبو الكذاب…"(يوحنا 44:8). ويعلّق الأب "يمّين" بقوله: "إذا كان يسوع المسيح نفسه قد سمّى اليهود أبناء إبليس، فهل يُعقل أن يكون هو منهم: يهوديّا ومن ذريتهم؟ طبعًا لا!"

فالسؤال، إذا كان يسوع يعتبر اليهود أولاد الشيطان فكيف يكونون آباءه وهو ابن الله؟ فهو ليس ابن الشيطان إلا في عقيدة اليهود..

قال يسوع: "ويل لكم أيّها الكتبة والفريسيون المُراؤون لأنكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون". " ويل لكم أيّها الناموسيون… لأنكم تبنون قبور الأنبياء وآباؤكم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. لذلك أيضا قالت حكمة الله أني أرسل إليهم أنبياء ورسلاً فيقتلون منهم ويطردون. لكي يُطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم. من دم هابيل إلى دم زكريّا الذي أُهلك بين المذبح والبيت. نعم أقول لكم إنه يُطلب من هذا الجيل. ويل لكم أيّها الناموسيون لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة. ما دخلتم أنتم والداخلون منعتوهم"(لوقا 52.44:11). ويسوع في هذا القول يعلن حقيقتين أساسيتين ضدّ اليهود وزعمائهم الروحيين:

الأولى أن الأكثرية هي المسؤولة عن "دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم… لأنه يُطلب من هذا الجيل"

والثانية أن زعماءهم الروحيين الناموسيين الذين يملكون مفتاح المعرفة، أي المعرفة "بالناموس الذي هو المؤدّب إلى المسيح"(غلاطية 24:3) هم الذين غابت عنهم هذه المعرفة الحقيقية فلم يدخلوا إلى رحاب الإيمان بيسوع، ولم يكتفوا بذلك، بل منعوا الباقين من الدخول…

وإذا أضفنا هاتين الحقيقتين إلى الحقيقة الثالثة، المعلنة بلسان اليهود أنفسهم المطالبين بصلب يسوع أمام بيلاطس الذي "غسل يديه قدام الجميع قائلاً:إنّي بريء من دم هذا البار… فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا"(متى 25.24:27) فأي علاقة تبقى لليهود بيسوع.

ثم إذا أضفنا كل هذا إلى قول يسوع وهو صاعد إلى أورشليم قبل أن يُسلّم إلى أيدي جلاديه: "يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرّة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا…"(متى28.27:23).

فهل يعود هنالك أدنى شك في أن يسوع قد رفض اليهودية ومن بقي على يهوديته وهو القائل لليهود: "سوف ترون أنفسكم في الخارج مطرودين من الملكوت وسوف يأتي الناس من المشرق والمغرب من الشمال والجنوب فيجلسون على المائدة في ملكوت الله"(لوقا 30.28:13).



خـاتمـة

في خاتمة هذه المحاولة المتواضعة للبحث في هويّة يسوع وحقيقته التاريخيّة لا بدّ لنا من استعراض الخلاصات التالية:

1. إن يسوع ليس يهوديّا بشهادة يسوع نفسه.

2. يسوع ليس يهوديّا بشهادة اليهود أنفسهم.

3. يسوع ليس من ذرية داود بشهادة الحقائق التاريخيّة والأركيولوجيّة.

4. يسوع ليس من ذرية داود بشهادة العهدين القديم والجديد.

5. مريم ليست يهوديّة بل هي كنعانيّة من الجليل.

6. أراد الرسل أن يربحوا اليهود فخسروا أنفسهم وما ربحوهم و"ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه".

7. إن رسالة يسوع في شأن الديانة اليهوديّة واضحة. إنها تعلن بطلان اليهوديّة ولا تجيز ربط المسيحيّة بها. فهناك "قديم" وهناك "جديد" ولا يمكن جعل الإثنين واحدًا، لأن الثاني يبطل الأول.والقديم هنا هو الديانة اليهوديّة وشريعة موسى. والجديد هو رسالة يسوع ولا يمكن جمعهما وتوحيدهما. "فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال،… ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكي صادق ولا يُقال على رتبة هارون"(عبرانيين 11:7).

ونحن نسأل مع "يوسف ضاهر" رجال الدين المسيحيين ومن لفّ لفّهم من القائلين بـ"يهوديّة يسوع": ما هي أسباب إيمانكم بيسوع أيهوديّته أم تعاليمه…؟

فإذا كانت تعاليمه هي سبب الإيمان، فعليكم الإلتزام بتلك التعاليم التي ترفض الناموس اليهودي كما ترفض اتّهام يسوع باليهوديّة دينًا ودمًا. أما إذا كانت يهوديّة يسوع المزعومة هي أسباب إيمانكم به فارموا إذًا بثوب الكهنوت المسيحي جانبًا إن كنتم صادقين لأنكم لستم مسيحيين بل يهود جدّا وأشدّ خطرًا من اليهود العلنيين.

وهنا لا بدّ لنا من عرض الشهادات الأربعة التالية:

· الأولى للكاتب والمفكر الفرنسي "أرنست رينان" في كتابه "حياة يسوع". عندما يتكلّم عن الدين المسيحي يسمّيه الدين السوري. ويقول أن سورية اجتاحت أوروبا بالمسيحيّة وثبّتتها فيها أيام جلس على عرش روما الأباطرة السوريون.

· الثانية لفيلسوف التاريخ "أرنولد توينبي" البريطاني، في دراسته التاريخيّة للعالم (مختصر) يسمّي الدين المسيحي دينًا سوريّا.

· الثالثة للمؤرّخ الدكتور "فيليب حتّي" في كتابه "تاريخ سورية" الذي يعلن حقيقة أن يسوع كان آرامي اللسان

· وسوريّا من حيث البيئة الجغرافيّة؛ حيث يقول: "شقّ هذا الدين السوري (الدين المسيحي) طريقه ببطء ولكن بصورة أكيدة إلى مرتبة التفوّق الروحي. وبهذا الدين أتت الحضارة السوريّة بمأثرتها الثالثة وهي أعظم مآثرها في سبيل بقدّم العالم".

·الرابعة وهي كلمة حقّ لقداسة البطريرك "زكا الأول عيواص" التي ألقاها خلال القداس الإلهي الذي احتفل به بمناسبة اليوبيل الألفين لميلاد يسوع بالجسد وبدء الألف الثالث لميلاده المجيد في كاتدرائية هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس في دير مار أفرام السريان في معرة صيد نايا في في 14/ 9/ 2000. ومما قاله:"… إن السّيد المسيح كلمة الله الأزلي الذي وُلد من الآب قبل كل الدهور وُلد بالجسد قبل عشرين قرنًا في سورية. فهو سوري قوميّةً ونسبًا ولغةً وحضارةً فنحن إليه ننتمي وبه نعتزّ ، وهو ينتمي إلينا بالجسد ولن ينجح أعداؤه في سرقته منا أو في أسره عندهم ولا في تشويه طبيعته ورسالته…" "ويقول لوقا البشير (والكلام للبطريرك) في الإنجيل المقدّس عند التحدّث عن ولادة السيّد المسيح بالجسد: إن أوغسطس قيصر قد أصدر أمرًا بأن تكتتب كلّ المسكونة ويعني بذلك البلاد التي كانت خاضعة للاستعمار الروماني، ويردف لوقا قائلاً: "وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سوريا"(لوقا 2:1). وهو بذلك يعني أن فلسطين كانت جزءًا لا يتجزّأ من سورية. وإذا صحّ أن ننسب إلى السيّد المسيح قوميّة أو وطنًا أثناء تدبيره الإلهي بالجسد فهو سوري آرامي لا غير، قوميّة ونسبًا ولغةً وحضارةً. فقد تكلّم الآرامية السريانيّة لغة سورية القديمة وولد وعاش بالجسد في فلسطين التي كانت جزءًا لا يتجزّأ من سورية. فالمسيح ابن السماء وإذا صحّ أن يُنسب أثناء تجسّده الإلهي إلى وطن فلا يصحّ أن ينتسب إلا إلى سورية فهو سوري ينتمي إلينا وننتمي إليه ولا نسمح أن يُغتصب منا لأسباب سياسية لا تمتّ إلى الدين ولا إلى حقائق التاريخ بصلة"(انتهى كلام البطريرك).

قامت المسيحيّة انعتاقًا من "لعنة الناموس" واتصالاً بخطّ الفكر السوري الأصيل مؤكّدة استمراريته بها وفيها. وانطلاقاً مناقبيّا يتسامى عن بؤرة المثالب وتحليقًا تحرّكه المحبّة ويقوده العقل إلى أهداف شمول الخير والسلام وكلّية العطاء من أجل سعادة الإنسان. وترك يسوع تعليمًا وقدوة ليستمرّ أتباعه في الخطّة حتى يقضي على روحيّة الشر وعقـليّة الطغيان. فهل حصل الإنقاذ…؟ هل تبدّل اليهود وآمنوا بأن يسوع هو "الطريق والحق والحياة"؟ وهل يجوز ومن اللائق الإستسلام ورمي سلاح الحقّ والإيمان قبل الوصول إلى الهدف السامي…؟

أين هم المؤمنون بثورة يسوع في وجه الشر اليهودي الذي يتكاثر يومًا بعد يوم.أين هم من هذه الثورة التي خمدت بدلاً من تجديدها، وما ذلك إلا لأنها خامدة في نفوسهم.

"عُوا الخطر اليهودي وأحابيل اليهود تُنقذوا من خطر الهلاك".فـ"ليس لنا من عدوّ يقاتلنا في ديننا وحقّنا ووطننا غير اليهود".

ومن له أذنان فليسمع ومن له عينان فليبصر ومن له عقل واعٍ فليدرك. الثورة قد بُعثت بإطلاق النهضة السوريّة القوميّة الاجتماعية؛ بالنظرة الجديدة إلى الحياة والكون والفن. بالخطّة النظاميّة المعاكسة. بالمثل العليا المجسّدة بركائز الزوبعة الأربعة؛ الحرية والواجب والنظام والقوة؛ صراعًا مستمرّا من أجل الأفضل. للمحافظة على إنساننا- مجتمعنا وقيمه أوّلاً، في وجه التنّين اليهودي، وللارتقاء بحياتنا وتجويدها ثانيًا. وذلك بوعي حقيقتنا انتصارًا لها، وبالبطولة المؤيّدة بصحّة العقيدة تحقيقًا لغايتها. فهل من عاقل مستجيب!



لتحيَ سوريا



*المصادر التي اعتمدت عليها هذه المقالة هي:

1. المبادئ السورية القومية الاجتماعية.

2. العهد الجديد.

3. العهد القديم.

4. المسيح وُلد في لبنان لا في اليهوديّة (الأب يوسف يمّين).

5. ردّ على الوثائق الفاتيكانيّة الصادرة عن لجنة العلاقات مع اليهودية (يوسف ضاهر).

6. الخطر اليهودي على الدين والدنيا (عبده الخوري حنا).

7. آرام دمشق وإسرائيل (فراس السواح).

8. فكرنا الديني بين التحريف والتعريف(جورج متري عبد المسيح).




الاسلام المسيحي والمحمدي - عمّار اليازجي - 03-02-2004

الزميلة زنوبيا تحية طيبة
أولا أشكرك على المادة التي قمت بنشرها هنا، لقد كنت بصدد كتابة موضوع أستعرض فيه كون يسوع آراميا جليليا، وليس يهوديا كما يحاول الجميع ترويجه...
لقد ذكر كاتب المقال بعض النقاط وسأقوم انشاءالله بذكر نقاط أخرى مكملة في اثبات ذلك الموضوع...

تحياتي ومودتي ولك مني(f)(f)(f)


الاسلام المسيحي والمحمدي - عمّار اليازجي - 05-30-2005

يرفع


الاسلام المسيحي والمحمدي - Raheel - 06-21-2005

[B]سلام وتحية (f)
الأخ عمار اليازجى (f)
أرى فى بداية كلامى أنه يجب علىّ كقارىء أن أحييك على ما جىء فى هذا البحث من مجهود ولكنى إسمح لى أن أناقشك فى عدة أجزاء جاءت فيه لم أستطع أن أفهمها فهل تمد لى يد العون فى فهم ما عجز عقلى عن فهمه حتى الآن ؟
وأؤكد لك أنى عندما بدأت فى قراءة اتبعت نصيحتك بالحيادية التامة حتى أنى لم أستطع أن أقوم بإتيان بنصوص من كتاب مقدس حتى لا أقع فى تأثيره وسأترك الجمل التى أريد أن أستشهد بها لحفظة الكتب المقدسة .
***
اقتباس:
-----------------------------------------------------------------
فأتت المسيحية ابنة بيئتها.
-----------------------------------------------------------------

معنى كلامك هذا أن المسيحية كديانة لن تستطيع أن تقوم فى بلدة أخرى لم تصل إلى درجة معينة من المدنية وبهذا تكون الديانة المسيحية ديانة قاصرة على مقدار معين من فئات البشر الذين يكونون على درجة محددة مسبقاً من المدنية وفى هذه الحالة أيضاً تكون الديانة المسيحية المبشرة بخلاص البشر من الخطيئة الأولى لا تصح لكافة المجتمعات البشرية المتواجدة فى أى زمن أو فى أى عصر فهل ما فهمته انا هذا صحيحاً ؟

***
اقتباس:
-----------------------------------------------------------------
للأخذ بروح القانون والابتعاد عن التحجر
-----------------------------------------------------------------
تعطى أنت مثالاً على الدور الذى تلعبه الديانة المسيحية أو ماتنادى بالأخذ به وهو روح القانون أقول لك لكى نستطيع أن نأخذ بروح القانون لا بد من وجود قانون ولا يوجد فى المسيحية قوانين...إذاً ما هى القوانين التى سوف تأخذ المجتمعات المسيحية بروحها ومن أين إشتقت ؟ أهى قوانين اليهودية أم قوانين مدنية وضعت بيد البشر فى أى وقت من الأوقات على مر الأزمنة السابقة واللاحقة ؟

***
اقتباس:
-----------------------------------------------------------------
في القرآن أمثلة عديدة على اسلام الأنبياء الذين سبقوا الرسالة المحمدية بقرون
-----------------------------------------------------------------

لاحظت أخى العزيز أنك عندما بدأت فى تفسير الإسلام شرعاً وأردت أن تصبغ جميع الديانات الاخرى لفظية الإسلام قمت بالإستناد فى مرجعيتك إلى نصوص قرآنية فقط فهل لم تجد مايدلل على وجهة نظرك فى كتب مقدسة أخرى غير القرآن ؟ وهل لو صح إستنتاجى هذا ألا يعد هذا قصوراً فى وجهة نظرك التى تعرضها عن الإسلام شرعاً أو بمعنى أدق ألا يعتبر عدم وجود أية تفسيرات لكلمة الإسلام شرعاً فى الإنجيل دليل نفى على وجهة نظرك والمسيحيون فى هذا الموضع لهم كل الحق فى رفض هذا التفسير لكلمة الإسلام ؟

***
اقتباس:
-----------------------------------------------------------------
ففي الصحراء، حيثُ الماء قليلٌ، لا يُسمح بالاستحمام كلَّ يوم، ويكون الوضوء وغسل الوجه واليدين إلى المرفقين ومسح الرجلين من الخير. وفي المعمور والأرض الخصبة حيث الصابون والماء غزير يصحُّ استعماله بكثرة فالاستحمام كلَّ يوم أو مرتين في الأسبوع مع غسل الوجه والأطراف وكلِّ جزءٍ من الجسم نضح منه عرق أو أصابه شيء من القذارة في كل يوم يغني عن الوضوء ويكون من الخير. ومن يتفقُ أن يلمس امرأة قبل الصلاة وله من تربيته ما يصرف نفسه عن الشهوات الجامحة لا حاجة به للتطهُّر بالوضوء لأنه لم يداخل نفسه شيءٌ من الدنس حين الاقتراب إلى الله. ومن كان في الصحراء عازماً على الصلاة ولمس امرأة بعد الوضوء فثارت شهوته فصلاته في هذه الحالة لا تفيدُه لأن شعورَه قد زاغ. ومنعاً لهذا الضرر يتوجب على كل من لمس امرأة بعد وضوئه للصلاة أن يعيد وضوءه من قبيل الاحتياط لسلامة شعوره، وهذا من الخير.
-----------------------------------------------------------------

فى هذا الموضع تقوم أخى بعقد المقارنة بين الإختلافات فى البيئتين وعلى أثر هذه الإختلافات فى الطبيعة البيئية تُرجع الإختلافات فى الشرائع وتغفل نقطة من الأهمية أن الرسالتين فى مجملهما يجب أن تصلح شرائعهم لكافة الأزمنة والبيئات المختلفة ولا يجب علينا أن نقول أن مبعث الديانتين وشرائعهم قد جاءت على مكان النشوء فقط ؟

***
اقتباس:
-----------------------------------------------------------------
فمقولات أن المسيحيين كفار والتي يرددها الكثير من المحمديين الذين لم يقرأوا حتى القرآن ستؤدي حتما الى تقوقع المسيحيين وزيادة رفضهم للمحمديين.
-----------------------------------------------------------------
لا أدرى كيفما فسرت أن الخلاف بين المسيحيين والمحمديين جاء من منطلق رفض المحمديين للفكر المسيحى فقط أو ترتب على رفض المحمدى للديانة المسيحية نتيجة وهى رفض المسيحى للدينى المحمدى هو أيضاً .

*** نأتى هنا إلى إتهام المحمديين للميسيحيين بالتحريف فى الإنجيل ولقد عللته أنت بأن هذا الإتهام مبعثه هو عدم ورود نبوة محمد فى الإنجيل أو ذكر حتى أية إشارة إلى بعثه بعد المسيح ولم تجاوب على السؤال الذى يسأله المحمديون أين محمد فى الإنجيل ؟ ودللت بعد هذا التساؤل بشىء بسيط ألا وهو أن عدم الذكر لا يعد نفى ويحضرنى فى هذا الشأن شيئين أرجو أن تفسرهم لى
1- كانت الآية القرآنية صريحة @ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد @ المعروف عن الإنجيل أنه نقل لتعاليم السيد المسيح وتسجيلات لكل ما جاء على لسانه من أقوال وأفعال تفيد المؤمنين به والآية القرآنية تؤكد ان المسيح قد بشر بمحمد فكيف يقول القرآن شىء ويؤكد وجوده وينفيه الإنجيل - بعدم ذكر شىء مهم كهذا جاء على لسان المسيح - ؟

2- هنالك كلمة تحضرنى لا أتذكرها مفصلة وإن ساعدنى أحد فى كتابتها كما جاءت فى الإنجيل ان السيد المسيح قد حذر اتباعه وحوارييه من أشخاص سوف يأتون بعده يدّعون النبوة وأنهم كالحمل الكاذب ولا يجب عليهم -أى الحواريين والأتباع والمريدين لهذا الدين من بعده- تصديق هؤلاء المدّعين .والتاريخ يثبت أنه لم يأتى ذكر أحد ممن ذكر النبوة والدعوة بعد المسيح غير محمد.
ألم تطول هذه العبارة رسالة محمد؟ ألا يستطيع أحد الإخوة المسيحيين أن يؤكد ان محمد مدعى كاذب بناءاً على تفسير تلك المقولة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

*** تأتى لعملية ألوهية المسيح التى يرفضها المحمديون وتذكر من النصوص الإنجيلية ما يدعم ويتشابه مع موقف المحمديين من وحدانية الله وتنسى أنك تتحدث عن رفض المحمديين لألوهية المسيح وتتحدث كما لو كان الخلاف حول الوحدانية فقط

-----------------------------------------------------------------
ان المسيح يؤكد أن محبة الله هي أهم الوصايا في الناموس، ولم يذكر من قريب أو بعيد أن لله ابن.
-----------------------------------------------------------------
سؤالى الآن لأحد حفظة الإنجيل -حتى لا تضيع مناقشتى معك فى محاولة بحثى فى الإنجيل كاملاً عن هذه النصوص التى أؤكد وجودها فى الإنجيل بصورة كبيرة- فى أن يأتوا هم لى من الإنجيل ما يؤكد لهم أن المسيح ابن الله وأيضا نصوصاً يتحدث فيها المسيح عن نفسه كرب ولقد قمت أنت بالرجوع إلى أحد هذه النصوص التى يتكلم فيها المسيح عن نفسه كرب أو كما فهمت أنا "قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك فاذا داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه ( لوقا 20:41،44)." ألا يعد هذا النص دحضاً لما ذكرته أنت عن نفى المسيح عن نفسه الألوهية ؟؟؟؟؟؟
وأيضاً من القرآن ما يؤكد رفض القرآن لألوهية المسيح قول الله @ وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلاَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ @{المائدة 116-117}.
تحياتى القلبية
وإلى أسئلة أخرى فالموضوع المكتوب من الكبر بحيث يحوى الكثير من الأسئلة..