حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? (/showthread.php?tid=41270) |
RE: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-16-2011 الاستقالة... الاستقالة سيدي الرئيس! عثمان العمير GMT 23:11:00 2011 الخميس 13 يناير Vor 24 hours عثمان العمير بين تونس وبيني علاقة حميمة تناهز الثلاثين عاماً، يختلط فيها العام مع الخاص. لا مجال للحديث عن الخاص لخصوصيَّته. أمَّا العام، فهو ما يستحق الإشارة، وقد أقبلت تونس على متغير كبير في تاريخها، هي البلد الصغير المالك لأدوات التغيير منذ أكثر من قرن ونصف القرن. ولأنَّ تونس مثلها مثل المغرب لا تحترف الجلبة أو الصراخ، فإنَّ الكثير من إسهاماتها النهضويَّة لا يجري الحديث عنه بإسهاب، كما هو الحال مع الأخبار المضخمة. عرفت تونس بورقيبه وإن كنت لم أعرفه شخصياً، لكن زياراتي المتعددة لهذا البلد الجميل المتحرر، الملتزم بموقعه الجغرافي المهم، جعلتني على علاقة مع الكثيرين من رجاله، أبرزهم المرحوم محمد مزالي رئيس الوزراء الأسبق ومحمد الصياح، وإدريس قيقة، والشاذلي القليبي، وغيرهم من الأسماء التي تعاقبت على القيادات السياسيَّة والثقافيَّة. في عام 1987، وبعد انقلاب السيد زين العابدين بن علي الذي أسماه "تحولاً"، اتصل بي قصر الرئاسة التونسي وتم ترتيب مقابلة عاجلة مع السيد الجديد لقصر قرطاج، الذي كان قبل برهة رئيساً للوزراء، خلفًا للسيد محمد مزالي، وقبلها كان وزيراً للداخليَّة، وقبل ذلك كان ملحقاً عسكرياً في المغرب ودولة شرقيَّة. وصلت تونس، وبعدها ذهبت إلى القصر. كانت التعليمات صارمة: لا بدّ أن تكون الأسئلة مكتوبة... الرئيس جديد على الكلام وعلى الصحافة ولديه مشكلة في الكلام. إذن، اللقاء كان فقط لتعريف العالم بالرئيس. قبلت على مضض. الحق أنّ كنت الأوّل في الحصول على أول حوار صحافي مع ثاني رئيس تونسي بعد الاستقلال. لكن ما يسمى بروح الصداقة، أو الارتياح، لم تتطور بين الطرفين، بل كانت هذه المقابلة إيذاناً بصراع طويل بين الجريدة التي أمثلها والسيد بن علي، انتقل كما يبدو إلى إيلاف. كانت المشكلة مع السيد بن علي هي حرصه الدائب على إزالة الصورة الزاهية أو الباهية التي نعرفها عن المغرب قبل عهده، وفي ظل ما يسمي بالقبضة الحديدية. كان الصحافي الزائر لتونس يتنقل بين المعارضة والحكم. كان بيت الفاضل بن عاشور مفتوحاً كما هو بيت محمد الصياح. وكانت ثمة علاقة تفاهمية بين كافة الأطراف، غير أن حكم الشرط غير حكم المتحازبين. لا مجال للدخول في التفاصيل حول ما جرى في تلك الفترة كما هو المجال في التعليق علي الخطاب التاريخي الذي تلاه الرئيس زين العابدين البارحة. الخطاب الذي يرى الكثيرون أنه خط فيه الطريق نحو التخلي عن الحكم، فلا أحد من الشعب التونسي يؤمن أن رئيسه في مرحلة تغييب فيما يصل إلى ربع قرن. لكن الرئيس ولا شك، كان شجاعاً باعترافه بالخطأ، لأن شجاعة الاعتراف لا فخذ ولا فرع ولا قبيلة لها في عالم العرب، ولم يحدث أن استقال مسؤول عربي عن أخطاء جمة، فضلاً عن خطأ واحد، عدا ما فعله وزير الداخلية الكويتي أمس الأول. الأمر في تونس واضح. لا أحد يريد الرئيس بن علي ولا أحد يحتاج إلى خدماته، وعليه أن يكمل شجاعة اعترافه بالاستقالة، وتسليم الحكم إلى رئيس وزرائه السيد محمد الغنوشي، ريثما تجري انتخابات عامة تعود فيها تونس إلى ليبراليتها وجغرافيتها كدولة متوسطة متفاعلة مع حقيقة وجودها وموقعها. وعلى الفايروس التونسي أن ينتقل إلى الآخرين. RE: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-16-2011 كُتب التاريخ مليئة باحتفالات الثورات العربية، لكن في الحقيقة لم تكن بينها ثورة بمعناها الشعبي، بل كلها كانت انقلابات أو تغييرات قسرية. أولها الثورة العربية الكبرى عام 1916.. كانت مجرد فكرة ولم تصبح ثورة. وثورة الضباط الأحرار المصرية في عام 1952 كانت انقلابا عسكريا، تلتها في أنحاء العالم العربي عشرات الانقلابات، كلها سمت نفسها ثورات شعبية، حتى وقعت أحداث تونس. المشهد الثوري الحقيقي الوحيد في المنطقة هو الثورة الخمينية في عام 1979، لكن إيران ليست بالبلد العربي حتى تقارن بتونس. الثورة التونسية تاريخيا حالة مختلفة عربيا، وهذا ما أدهش الكثيرين، تونس كانت خارج رادار المراقبين ومستبعدة من قائمة الدول المرشحة للاضطرابات، لاعتبارات، من بينها قبضة زين العابدين بن علي الأمنية الحديدية. وبسبب انهياره اليوم تعيش الكثير من الأنظمة العسكرية والأمنية هذا «الهاجس التونسي»؛ لأن هياكل الحكم مشابهة لتونس، انقلابات، أو عن انقلابات موروثة. الهيكل التونسي كان يقوم على منع الانقلابات المضادة، ومنع التمرد على النظام. ثورة تونس أثبتت أن هذا النظام قابل للتحطيم. احترف الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، المسألة الأمنية، بحكم تخصصه السابق لتوليه الحكم، لكنه لم يكن سياسيا بارعا، لم يعرف كيف يدافع عن قراراته ومواقفه وأفعاله، مما جعله هدفا سهلا للمعارضة والإعلام في الفترة الأخيرة. بن علي حكم ونجا 23 عاما، كلها كانت بفضل قبضته الأمنية، وبالطبع استعداد مواطنيه منحه الوقت لتنفيذ وعوده. الأنظمة كلها، بما فيها الانقلابية، تدرك أهمية اكتساب الشرعية في الحكم، إلا أن الأمنية والعسكرية تدرك في قرارة نفسها أن شرعيتها منقوصة مهما وعدت وفعلت؛ لذا تضع مراهنتها على الجيش والأمن، وهاهو بن علي يكتشف في اللحظة الحرجة أن الجيش جلس متفرجا ومتعاطفا مع مواطنيه. الشرعية مسألة محورية للبقاء، وهذا ما يجعل كل نظام يصمم شرعيته، برلمانية أو ديمقراطية أو وطنية تاريخية أو ملكية. هذه الشرعيات كلها من دون استمرارية في النهج، وقناعة شعبية، لا تستطيع أن تنجح أبدا. وهذا ما يجعل بضعة أنظمة عربية عاشت لأكثر من 50 عاما والبقية تساقطت مع أول هبة ريح. الرئيس السوداني جعفر النميري حكم في انقلاب سماه ثورة، وزور الانتخابات فصار رئيسا، ثم خلع من قبل مجلس عسكري بعد أن دبت الفوضى في شبه ثورة شعبية ضده. وسوار الذهب الوحيد الذي وصل إلى الحكم وتنازل عنه طواعية، وجاء بعده الصادق المهدي الذي انتُخب بالأغلبية لكن انقلب عليه عسكري آخر اسمه عمر البشير وسماها ثورة إنقاذ. وهذه حالة العالم العربي منذ الاستقلالات. ثورة تونس عفوية اشتعلت أولا في شارع في سيدي بوزيد، لا في ثكنة عسكرية، كما هو تاريخ التغييرات العربية، ومع أن الثورة التونسية استغرقت أقل من شهر فإنها أطاحت بواحدة من أقوى القيادات العربية، حالة ستبقى محل تحليل ومراجعة.. لماذا سقط القائد في أيام على الرغم من إمكاناته وتجربته في بلد، يعتبر صغيرا نسبيا، محاط بسياج أمني شديد؟ الحالة تستحق التأمل فعلا. alrashed@asharqalawsat.com الواضح إلى الآن أن ما حدث، ويحدث، في تونس، لم يكن ثورة شعبية، فلا مطالب واضحة للمتظاهرين، ولا توجد معارضة منظمة تقود الشارع، حتى إن الأصوات الإسلامية خابئة إلى الآن، وهذا أمر محمود.. إذن ما الذي حدث هناك وأدى إلى هروب الرئيس بن علي؟ بالطبع سيظل هذا هو السؤال الملح في المرحلة المقبلة، وقد تطول الإجابة عنه؛ نظرا لما نحن فيه الآن من تضارب للمعلومات، خصوصا أن تونس كانت دولة مغلقة بالنسبة لجل العالم العربي، وكذلك إعلامه، وإن كانت فضائياتنا غير مكترثة بتحري الدقة؛ حيث شاهدنا، أول من أمس، موقفا مضحكا، وضحكه كالبكاء، حين تناطحت فضائيتان عربيتان على تحقيق سبق سقطت كلتاهما فيه، فـ«الجزيرة» القطرية أصرت على أن طائرة الرئيس بن علي إما في طريقها إلى الإمارات وإما إلى السعودية، أي «يا صابت يا خابت»، كما يقول المثل الشعبي، بينما أصرت قناة «العربية» السعودية على أن طائرة بن علي في طريقها إلى قطر! واتضح مؤخرا أن الرئيس السابق قد وصل إلى جدة، وأعلنت السعودية عن ذلك فورا، وبن علي ليس الحالة الوحيدة؛ حيث استقبلت السعودية قبله عيدي أمين، ونواز شريف، وغيرهما، والمعروف أن السعودية لا تسمح لمن يلجأ إليها بممارسة العمل السياسي من أراضيها، وإنما تقوم بذلك لأسباب إنسانية، ولأنها القلب الكبير للعالم العربي والإسلامي، وليست دولة ثأر وتشفٍّ، وما لا يتذكره البعض أن نظام بن علي كان يقف ضد السعودية أيام احتلال الكويت، وهذه قصة أخرى، فالمهم الآن هو تعلم الدروس! وعودة للسؤال أعلاه، فالواضح أن ما حدث في تونس هو صراع نخب، فيبدو الأمر أقرب إلى انقلاب قصر من كونه ثورة، فمع اندلاع المظاهرات سمعنا عن استقالات بين رموز النظام، احتجاجا على استخدام العنف تجاه المتظاهرين، وكان ذلك طبيعيا، خصوصا بعد أن أعلن بن علي عن حزمة قرارات إبان الأزمة، ومنها إقالات وتشكيل لجنة للتحقيق في الفساد على مستوى رموز الدولة، وبالتالي فيبدو أن هناك من قرر أن «يتغدى به قبل أن يتعشى هو بهم»، والدليل أن من غادروا مع الرئيس هم عدد محدود جدا من أفراد عائلته اللصيقين به، كما أن الأعمال الانتقامية التي تتم اليوم ضد المقربين منه ممن بقوا في تونس تظهر أن ما تم هو انقلاب على بن علي، فلو كان خروجه وفق تسوية لما حدث ما يحدث اليوم للمقربين منه في تونس. وعليه، فإننا في انتظار تكشُّف المزيد عما حدث في تونس، ولكن المهم، والأهم، أن يتحرك العقلاء لضبط الأمور هناك، ويجب أن يعود الهدوء والاستقرار لها، وعلى التوانسة أن يتعلموا الدرس جيدا، وألا تكون الرغبة في الانتقام هي المحرك الوحيد لهم؛ فالدول التي تقوم على الثأر والانتقام يكون مستقبلها أسوأ من ماضيها. نحب تونس، ونتمنى أن تكون دائما خضراء.. دولة يتنفس أبناؤها الاستقرار، والاحترام، وليس العنف؛ لذا، فلا بد من إظهار إحساس بالمسؤولية لتبقى تونس لكل التونسيين. RE: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-17-2011 منذر القروي-الجزيرة نت نجحت الانتفاضة الشعبية التونسية في الإطاحة ببن علي لتفتح الباب على مصراعيه أمام تحول تام في المشهد السياسي. لكن تولي شخصيات عرفت بولائها للنظام السابق زمام المرحلة الانتقالية أثار مخاوف من أن يعمل هؤلاء على إعادة إنتاج النظام الاستبدادي ذاته خاصة بعدما جنح قسم من المعارضة إلى التعامل مع "الحرس القديم" للنظام المخلوع تحت غطاء دستور وقوانين غير ديمقرطية, ليبرز تساؤل عن سبل القطع نهائيا مع المرحلة السابقة. ويكاد الشارع ورموز من المعارضة الفعلية يجمعون على أن بقاء مؤسسات النظام السابق بما فيها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي, والقوانين التي جيرها ذلك النظام للبقاء أطول فترة ممكنة, سيعني أن رأسه فقط هو الذي سقط, وأن مكتسبات الثورة الشعبية التي أطاحت ببن علي مهددة. وتنقسم المعارضة حاليا بين من يقول إن الوضع الهش الذي أعقب فرار بن علي يفرض التعامل مع الحرس القديم خلال المرحلة الانتقالية, وممن يرى أن لا شرعية لرموز ذلك الحرس الذي دعم وكرس الدكتاتورية خلال سنوات طولية. وحين ظهر الوزير الأول محمد الغنوشي بعد ساعات فقط من فرار بن علي ليعلن توليه السلطة مؤقتا بمقتضى الفصل 56 من الدستور تاركا فرصة لعودة الرئيس الهارب, رأت النخبة السياسية والقانونية وأيضا الشارع أن ما حدث كان محاولة مفضوحة لاستدامة النظام, وخطف ثمرة الانتفاضة. ولم يهدئ نقل صلاحيات الرئيس المؤقت إلى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع بمقتضى الفصل 57 من الدستور الذي تلاعب به بن علي, وقبله الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة, المتخوفين من تكرارا نفس المشهد السابق. بل إن ناشطين من المجتمع المدني خاصة من النقابيين والحقوقيين يدعون إلى تنظيم احتجاجات لإزاحة الرموز القديمة. " قسم من المعارضة التونسية يرفض الانخراط في العملية السياسية الجارية ويطالب بتصفية التركة القمعية التي خلفها بن علي, في حين أن قسما آخر لم ير حرجا في التعامل مع رموز من النظام المنهار " ويقول الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي المحظور حمة الهمامي ورئيس حركة النهضة الإسلامية المحظورة أيضا راشد الغنوشي إنه لا سبيل للتعامل مع رموز النظام المنهار, ويدعوان إلى تصفية كل مؤسساته بما في ذلك الدستور والبرلمان, وإنشاء مجلس تأسيسي يسنّ دستورا وقوانين انتخابية تؤسس لمناخ ديمقراطي, وترسي قواعد دولة قانون حقيقية. وشدد الهمامي والغنوشي في تصريحات للجزيرة على أن السماح باستمرار شخصيات من النظام المنهار بما فيها الرئيس المؤقت فؤاد المبزع, والوزير الأول محمد الغنوشي, ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال الملاحق دوليا بتهم -منها التعذيب- يكرس استمرار الحالة السابقة. وفوق هذا فإن دعوات تصدر الآن إلى تصفية حزب التجمع الدستوري الذي هيمن على مؤسسسات الدولية, وتغلغل في كل نواحي الحياة العامة. وعلى أثر اجتماع طارئ عقده السبت بتونس العاصمة, دعا المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل إلى الحل الفوري للشعب المهنية (الهياكل القاعدية) للتجمع الدستوري التي من خلالها تحكم هذا الحزب في دواليب الدولة. وشدد بيان صدر عن المكتب التنفيذي على أن حكومة الوحدة الوطنية أو الائتلافية التي يجرى التشاور بشأنها ينبغي ألا تضم أيا من الوجوه القديمة التي طالما بررت الاستبداد والقمع. وفي حين أن رموزا معارضة مثل الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي ورئيس حركة النهضة ترفض أصلا الانخراط في العملية السياسية الحالية, وتؤكد على عدم شرعية المؤسسات القائمة, تبدي شخصيات أخرى قدرا أقل من التشدد. وفي هذا السياق, فإن رموزا من المعارضة التي وقفت في وجه بن علي ومنها أحمد نجيب الشابي مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي, وأحمد إبراهيم أمين عام حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) تشارك بالفعل في المشاورات مع الوزير الأول محمد الغنوشي. ويؤكد مؤسس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضة أحمد المستيري في تصريحات للجزيرة أنه يتعين القطع مع نظام بن علي. إلا أنه أبدى في المقابل تأييده إشراك بعض العناصر النزيهة التي عملت في ذلك النظام. الرد على: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-17-2011 الرجاء ربط الأحزمة الإثنين, 17 يناير 2011 لوغو - افتتاحية الحياة غسان شربل Related Nodes: لوغو - افتتاحية الحياة لم يكن يعتقد أن. لم يتصوّر. لم يتخيّل. لم يخطر بباله. لم يطارده كابوس. كانت الأيام تكرج هانئة. والتقارير تنام مطمئنة في الأدراج. يأتي الحاكم ليقيم. والدستور موظف يدمن الانحناء. لم ترتفع سبابة. وحده العمر كان يقاوم ويهاجم. لا يخرج الحاكم من القصر إلا الى القبر. لا يخرج إلا الى التاريخ ملفوفاً بعلم البلاد. كذبت التقارير. لم تقل ان الشعب غدّار. مَن خدع الرئيس؟ مَن يخدع الرئيس؟ كانت نشرة الأخبار تُفتتح بابتسامته. والتلفزيون يؤكد ان الشعب سعيد. والسياح يأتون ويذهبون. والدوائر الرسمية تفاخر بأعدادهم. وتنشر إحصاءات عن جهود التنمية. وانحسار الأمية. وعن جزيرة استقرار في بحر مضطرب. كان مدير الاستخبارات يقول إن الأمن ممسوك ومضمون. وكان مدير الأمن العام يعزف لحناً مشابهاً. وتحيات الجنرالات صارمة وتفوح منها رائحة الولاء القاطع. وكان الوزير الأول يمتدح حكمة الرئيس. ومقالات تُكتب عن بُعد نظره. والوزراء يتوافدون مع ملفاتهم ومباخرهم. ولم تكن التقارير تتحدث إلا عن حفنة متعصبين. وحفنة حاقدين. وحفنة مثقفين لوَّثتهم أوبئة الديموقراطية وحقوق الإنسان. وكانت الأصابع الخارجية شديدة الوضوح. يغمض عينيه. يكون لقبك فخامة الرئيس. يمطرونك بالإشادات والقصائد والورد. فجأة تصبح الرئيس السابق. الرئيس المخلوع. كان طموحهم ان يقتربوا من ثيابك. وأن يحظوا بمصافحة أو ابتسامة. أو تلويحة يد. فجأة يستقيلون منك. ومن عهدك المديد. من «التحوّل» وإنجازاته. ينزلون الصور كأنها تهمة. وينهالون عليها. ويفتحون الدفاتر. دفاتر الحاكم. والعائلة. والبطانة. رضا الحاكم خيرات ومسرات. لا أحد يريد إثارة قلقه. علامات الاستفهام ممنوعة. التشكيك محظور. الغموض مؤذٍ. لا أحد يريد إزعاج صاحب القرار. أو تكدير مزاجه. لا يحب الحاكم كلام القلقين والمحبطين. لهذا تُدبّج التقارير بالبخور ورائحة الياسمين. بالكلام القاطع لعيون الأمن. لا أحد يريد إغضاب الحاكم. وهكذا يتحول وحيداً في القصر. ينام على حرير التقارير. يبتعد عن نبض الناس. يصدّق نشرة الأخبار. والانتخابات المطبوخة في وزارة الداخلية. والخطب التي تتحدث عن الإنجازات والتحولات. لا أحد يحتمل غضب الحاكم. الحاكم يخترعك. يعلّيك. يكرّسك. يعيرك من هيبته. ومن حسناته. وساعة يغضب يلغيك. تخسر منصبك وأصدقاءك. يتوقف هاتفك عن الرنين. وأحياناً يصيبك ما هو أدهى. يغمض عينيه. ما سر هذه النار التي اشتعلت فجأة وانتشرت؟ هل صحيح انها البطالة والفقر والفساد وغياب الحريات وانسداد الأفق؟ وهل صحيح ان ثورة الاتصالات باتت تحرم الحاكم من حق الدفاع عن حكمه؟ وتحرم الجيش من الخوض في دم المتظاهرين؟ وهل صحيح ان الشاشات ذكَّرت الناس بقوتهم وحقهم في الغضب والتغيير وطي صفحة وفتح أخرى؟ هل استنزف العهد المديد أوراق الجاذبية والقوة؟ وهل صحيح أن ثقباً صغيراً يقتل الحكم القائم على الهيبة ومنع السبابات من الارتفاع؟ سمع زين العابدين بن علي قائد الطائرة يقول: «الرجاء ربط الأحزمة». ابتسم. هذا النداء لم يعد يعنيه. يتأخر الحاكم في ربط الأحزمة. تذكَّرَ طمأنينة المستشارين. نظر الى ساعته. لم يقل المستشار إن الشعب غدّار. RE: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-17-2011 vote on bbcarabic هل تعتقد ان مغادرة الرئيس التونسي للسلطة ستنهي الازمة؟ * نعم 49% * لا 51% عدد الأصوات 8994 تنبيه النتائج تعكس آراء المشاركين فقط وليست قياسا للرأي العام الرد على: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-18-2011 الحبيب بورقيبة يخلع الحجاب من على رؤوس التونسيات http://www.youtube.com/watch?v=2GmcAXp31W4 RE: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-18-2011 باريس - تعتبر المظاهرات العنيفة، التي تعقبها الإطاحة بحاكم ديكتاتور، واحدة من السبل النشطة لإقرار الديمقراطية بمجتمع يسوده الاستبداد، لكنها مع ذلك ليست السبيل الأمثل لتحقيق ذلك. مع مشاهدتي لتشكل ملامح «ثورة الياسمين» في تونس، تذكرت أن مظاهرات الشوارع جاءت على نحو غير متوقع بالمتطرفين إلى السلطة، مثلما فعلت في إيران عام 1979. وبمقدور المظاهرات خلق توقعات غير واقعية، مثلما فعلت «الثورة البرتقالية» التي انطلقت في أوكرانيا عام 2004. وقد تنتهي على نحو سيئ بوقوع أعمال عنف قوية، مثلما حدث في مظاهرات ميدان تيانامين. في المقابل، نجد أن أغلب حالات التحول إلى الديمقراطية تفتقر إلى الطابع الدرامي. مثلا، نجد إسبانيا في أعقاب وفاة فرانكو، وتشيلي بعد استقالة بينوشيه، وبولندا التي تفاوضت حول السبيل للخروج من الشيوعية.. لقد مرت جميع هذه التحركات الانتقالية في هدوء وبطء، من دون خلق كثير من الصور الأخاذة، وأثمرت في النهاية أنظمة سياسية مستقرة. إلا أن جميع هذه الجهود أصبحت ممكنة لوجود قادة استبداديين أدركوا أن اللعبة انتهت أو، مثل فرانكو، تميزوا بحسن بصيرة جعلهم يتوفون من تلقاء أنفسهم، غير أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، المقيم حاليا في السعودية، افتقر إلى هذا النمط من البصيرة النافذة. بدلا من ذلك، قام بخلق أحزاب معارضة وبرلمان زائفين، وأسس نظاما استبداديا يسيطر على شبكة الإنترنت ويشن هجوما قاسيا ضد المنشقين من حين لآخر لبث الخوف في نفوس الجميع. وأخبرني صديق فرنسي، كان في تونس منذ أسابيع قليلة، أن الصحف طرحت صورا شديدة الإيجابية عن الرئيس كما لو أن مقالاتها كتبت بيد والدته! ومع ذلك، فإن موجات الغضب، التي تفجرت مؤخرا في تونس، لم تكن متوقعة فحسب، وإنما أعلن البعض عن توقعه إياها بالفعل. كنت في زيارة قصيرة لتونس منذ 3 سنوات، ولم يتحدث الناس سوى عن الأعداد الهائلة من الشباب المتعلم العاطل عن العمل. واعتقد البعض أن هذه الأعداد ستتحول لموجات من الهجرة، بينما ساور القلق البعض من انجذابهم إلى الإسلام الراديكالي، وخشي الكثيرون من أن تتسبب الفوضى في العراق لتقويض حلم الديمقراطية في النفوس. ومنذ شهر، خرج الناس هناك في مظاهرات غاضبة. حتى الآن، لا تحمل هذه الثورة طابعا إسلاميا، لكنها ليست ثورة ديمقراطية بعدُ أيضا. وإنما ما نشهده الآن ثورة ديموغرافية يقودها شباب محبط ضد قادة فاسدين. وكان بإمكان أي شخص ينظر إلى بيانات أعداد السكان والبطالة توقع حدوث هذا الأمر، وقد توقعه الكثيرون بالفعل. لكن لو كان الأمر بهذا الوضوح، فلماذا لم يتم توقعه وإدارته والتعبير عنه عبر الانتخابات؟ ولو كان هذا الأمر قد تحقق في تشيلي، فما الذي يمنع تحققه في تونس؟ من الواضح أن بن علي وأسرته كانوا على درجة مفرطة من الشعور بالارتياح والطمأنينة والثراء. على خلاف الحال مع الإسبان والبولنديين، لم يكن بن علي في قارة من الأنظمة الديمقراطية، كما منحته الحرب ضد الإرهاب سبيلا لتبرير استبداده.. وكحليف في الحرب ضد الإسلام الراديكالي، نجح ببراعة في تجنب الضغوط الأميركية. لكن الأميركيين لا يحملون أهمية كبيرة في تونس، التي عمدت فرنسا - القوة الاستعمارية السابقة بها والمستثمر الأكبر - إلى تدليل ودعم بن علي لعقود، ماديا وآيديولوجيا. وعلى الرغم من أن فرنسا القرن الـ18 هي التي طورت فكرة الديمقراطية، فإن المعلقين الفرنسيين المعاصرين طوروا فلسفة يمكن وصفها بمناهضة الديمقراطية. فمثلا، رفض معلق في «لو فيغارو» الأميركيين وإيمانهم الساذج بـ«الترويج للديمقراطية»، وكتب يقول الأسبوع الماضي: إن جميع الأمم «لها حق في تاريخها» أهم من «حقها في الديمقراطية». وفي إطار هذه المدرسة الفكرية، كان بن علي نموذجا للديكتاتور.. فقد دافع عن حقوق المرأة وعن حصول الطبقة الوسطى على التعليم ومنع الإسلاميين المتطرفين من الوصول إلى السلطة، وكان ذلك كافيا. وصرح الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، يوما قائلا: «أهم حقوق الإنسان هي المأكل والخدمة الصحية والتعليم والمسكن». لكنه أنهى قوله بأن تونس يعتبر بلدا «متقدما للغاية» طبقا لهذا المعيار. ومن الواضح أن بن علي أصبح يؤمن بذلك هو الآخر، وبدأ يتشدق بخطابه الزائف عن «الإصلاح». في هذه الأثناء خلقت حاشيته الفاسدة، التي يذهب الكثير منها إلى فرنسا في عطلات نهاية الأسبوع ويقيمون، في فندق بجانب ديزني لاند في باريس، مجتمعا راكدا متبلدا لا يوجد للشباب المتعلم والشابات المرتديات للجينز فرص تذكر للنجاح. وبدأت هذه المظاهرات بانتحار درامي على الملأ لخريج جامعي شاب يبلغ من العمر 26 عاما لم يستطع أن يجني رزقه من خلال عمله كبائع متجول بشكل غير قانوني. وسرعان ما اشتعلت التظاهرات لتعاطف الكثير من الشباب مع مأساته. وكان هذا مفاجئا بالنسبة للفرنسيين وللنخبة التونسية. فلولا أنهم لم يفاجأوا ولو أنهم لم يضللوا من قبل الفكر المناهض للديكتاتورية والحديث عن الديكتاتورية الكريمة المتسامحة لكنا قد شهدنا انتقالا سلميا منظما للسلطة في تونس عوضا عن أعمال الشغب. يسعدني أن أؤيد رحيل بن علي ويحدوني الأمل في أن تأتي الحكومة المقبلة للتونسيين بالمزيد من الحرية والرخاء. وليتني كنت أكثر ثقة في أنها ستفعل. * خدمة «واشنطن بوست» http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=604412&issueno=11739 الرد على: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-18-2011 http://www.youtube.com/watch?v=JH4noaHnBVI في العمق - تونس ..سيناريو الحرية الرد على: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-19-2011 إقصاء زين العابدين بن علي كان سهلا، في 3 أسابيع خرج إلى غير رجعة، لكن خلافته تبدو مشكلة عويصة، وربما خطرة.. فغيابه خلق فراغا يجعل من الصعب معرفة من سيملأه. الاحتمال الأول: أن يستمر النظام نفسه، كما هو حاصل اليوم، على اعتبار أن الرئيس فقط هو من سقط، وظل النظام واقفا بمؤسساته السياسية والتشريعية والأمنية والعسكرية. في هذه الحالة يحاول خلفاء بن علي، أو يريدون، منح أنفسهم الشرعية من خلال التذكير بأن حزب التجمع الدستوري هو الذي حارب الاستعمار، وما بن علي إلا شخص تسلق جدرانه، ومن خلال توسيع دائرة الحكم بإشراك المعارضة لتكون ضمن النظام. لو نجح سيضمن لتونس الاستقرار، ويضمن نجاح «الثورة». الاحتمال الثاني: أن تُسقط الاحتجاجات والتجاذبات النظام الحالي، وتتصدر البلاد المجاميع المعارضة التي كانت ممنوعة باعتبارها ممثلة للثورة التي أسقطت بن علي. المعارضون يقولون إن الجماهير تظاهرت ضد النظام، لا الرئيس وحده، ويعتبرون أنفسهم الشرعية الحقيقية. والاحتمال الثالث: أن يؤدي التنازع على الحكم إلى الفوضى، مما يبرر للجيش التدخل وتسلم الحكم بحجة حماية البلاد. وهنا تواجه تونس أحد نموذجين: أن تكون مثل السودان؛ حيث يجلس العسكر على الحكم منذ 30 عاما، الذين أخذوه تحت شعار «الإنقاذ». أو النموذج الجزائري؛ حيث إن العسكر هم حماة النظام السياسي الجديد، يشاركون في صياغة الحكم المدني، لكنهم لا يديرونه بشكل تفصيلي ولا يظهرون في الصورة. الاحتمال الأسوأ: أن تفشل الاحتمالات السابقة كلها وتسقط تونس في فوضى تصبح عميقة مع تأخر الوقت. ووضع تونس، مثل لبنان، على الرغم من صغره، يمثل العصب الحساس لمنطقة المغرب العربي، ويؤثر في الجالية المهاجرة في دول أوروبا المتوسطية. وهو، مثل لبنان، اقتصاديا، عالة على تحويلات مهاجريه، وعلى علاقاته الخارجية لكسب موارده السياحية وصادراته إلى الأسواق القريبة. وكل يوم يضيع، ويعجز سياسيو تونس عن الاتفاق أو الحسم كلما فقدوا السيطرة على قرارهم، بحيث يتحولون إلى رهينة للظروف الإقليمية لا الداخلية فقط. بالتالي، فإن الحسم اليوم، على الرغم من المظاهرات والاحتجاجات والصخب والاشتباكات بين الأحزاب، يظل أسهل من الحسم غدا عندما تصبح تونس محط تجاذبات داخلية وخارجية إلى درجة ربما يستحيل معها الخروج من النفق. وحتى لا أكون متشائما، فإن ما نشهده، على الرغم من غرابته والدراما المشحونة، وضع طبيعي أفرزته مرحلة 20 سنة من زمن بن علي، الذي خلق كيانات موالية فقط، همشت الآخرين، ولنتذكر أن هذه ثورة بلا رأس ولا مرجعيات، بل تلقائية، بدأت اقتصادية وانتهت سياسية. وتونس ليست جديدة على النشاط السياسي، بل قديمة ومتمرسة؛ لهذا نرى في الشارع الشيوعيين والتقدميين والليبراليين والإسلاميين، وحتى من داخل النظام الذي لم يكن يوافق بن علي، وهناك معارضة مختبئة في الداخل ومعارضة منفية في الخارج، جميعها اليوم تصرخ بأعلى صوتها تريد أن يكون النظام الجديد وفقا لرؤيتها. ومن الأفضل لاستقرار البلاد وسلامتها أن يكون الانتقال سلسا ومؤطرا بطريقة تعطي الفرصة للتوانسة أن يقرروا مستقبلهم من خلال النظام القائم، أي: أن يبقى الهيكل ويفتح أبوابه للجميع ليشاركوا في الانتخابات الموعودة، التي ستكون، قطعا، أكثر نزاهة وتمثيلا من أي انتخابات في العهد القديم. احتمال ممكن مما نراه من التزام بالدستور، وإفراج عن المساجين السياسيين، وإشراك القوى كلها على الأرض، والإعلان عن فترة محددة لإجراء انتخابات حرة.. هذا مؤشر جيد يدعو للتفاؤل إن تمكن من فرض نفسه بدعم القوى السياسية الرئيسية وتأييد المؤسسة العسكرية. alrashed@asharqalawsat.com http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=604429&issueno=11740 RE: للتونسيين ...!!!....أيهما تفضلون حكم الشاه وأمثاله أم حكم الملالي وقمعهم وتزمتهم ???? - بسام الخوري - 01-20-2011 قبل 27 عاما كانت تونس قد شهدت انتفاضة كهذه الانتفاضة الأخيرة أُعطيت اسم «انتفاضة الخبز» وكان زين العابدين بن علي يومها على رأس وزارة الداخلية التي كانت ولا تزال أهم الوزارات في هذا البلد الذي ابتلي منذ استقلاله في عام 1956 بالكثير من الانقلابات «الناعمة» وأولها انقلاب الحبيب بورقيبة (المجاهد الأكبر) على رفيق كفاحه الطويل، صالح بن يوسف، الذي جرى اغتياله، دون معرفة الفاعل رغم مرور كل هذه الأعوام، في ألمانيا الغربية، في ذلك الحين، التي كان ثاني رموز الكفاح من أجل الاستقلال وقد لجأ إليها تحت ضغط ذوي القربى والهروب من غدر رفاق مسيرة التحرير الوطني. عندما انفجرت «ثورة الخبز»، التي جاءت ردا على الرفع المفاجئ لأسعار هذه المادة الاستهلاكية، كنت في تونس مع زميلنا الكبير عماد الدين أديب - حيث كان هو منتدبا من قبل صحيفة «الشرق الأوسط»، بينما كنت أنا مندوب مجلة «المجلة» - وصدف أن تعرضت السيارة التي تقلنا، بينما كنا عائدين من منطقة الحمامات، إلى كمين في منطقة قرطاج انهال عليها بالحجارة مما أدى إلى تحطيم زجاجها الأمامي مع إصابات خفيفة لكلينا بالزجاج المتطاير. منذ ذلك الحين ومن خلال ما أجريناه من لقاءات، بعضها نشر في وقته وبعضها الآخر لم ينشر، عرفنا أن هذا الرجل الذي شق طريقه نحو الرئاسة بتخطيط دقيق ومتواصل، هو الذي افتعل غلاء أسعار الخبز والمشتقات الأخرى للدقيق، وهو الذي دفع الناس للتظاهر والثورة، وهو الذي أعطى أوامر التراخي مع تلك الانتفاضة في البداية، وهو الذي أصدر أوامر قمعها بقوة وشراسة، وكل هذا جعله يبرز على أنه الرقم الرئيسي في معادلة الحكم وجعل الحبيب بورقيبة (المجاهد الأكبر) يختاره من بين عشرات الرجال الطامعين والطامحين ليكون ساعده الأيمن. كان «المجاهد الأكبر» في تلك الفترة قد أصبح عبئا على النظام وعلى الدولة وعلى الشعب التونسي؛ فهو أصبح في أرذل العمر وأصبحت قراراته المتقلبة تخضع لمزاجه الشخصي ولأمزجة الذين كانوا يحيطون به، وهم كثُر، من بينهم ابنة أخته، وقد دفعه هؤلاء إلى طلاق زوجته، الوسيلة بن عمار، التي كان لها دور من غير الممكن إنكاره خلال المسيرة الاستقلالية قبل نيل الاستقلال وبعد ذلك، والتي، وهذه حقيقة يعرفها التونسيون، وإن هي كانت تشارك زوجها في معظم قراراته، كانت تهتم بالشؤون السياسية أكثر من اهتمامها بالمال والثروات، وهذا ما جعلها تنهي علاقاتها بالحبيب بورقيبة دون الانخراط في الفساد الذي كان مستشريا ودون التعاطي بالشؤون التجارية والمالية كغيرها. لهذا؛ ورغم أن احترام الشعب التونسي لـ«المجاهد الأكبر» لم يتزعزع، فإن مسألة البديل غدت منذ بدايات ثمانينات القرن الماضي مطروحة بقوة وإلحاح، وبدأ التونسيون يطرحون أسماء رموز وقيادات تلك المرحلة. وهنا وفي هذه الأجواء برز وزير الداخلية ومدير الأمن العام السابق، زين العابدين بن علي، بعد قمع «انتفاضة الخبز» عام 1984 بشراسة وبقوة، كالسهم المنطلق من قوس مشدود الوتر، وأصبح مجرد ذكره يصيب أكثر الرجال شجاعة وجرأة بالخوف وارتعاد الفرائص، والغريب أن الناس العاديين قد منحوه إعجابهم وبدأوا يراهنون عليه ليخلصهم من الحالة السائدة التي أصابت البلاد بالشلل، وأدت إلى إصابة الدولة بالإنهاك، وجعلت توجهاتها السياسية غير متزنة وغير ثابتة وخاضعة لمزاج ذلك الرجل الذي أصبح كلما استيقظ من قيلولة ما بعد الظهر يصدر قرارا يلغي من خلاله كل قراراته السابقة. بعد فترة من «انتفاضة الخبز» تلك ذهبت مجددا من لندن إلى تونس لمتابعة تطورات الوضع الفلسطيني وخلال أحد الصباحات تلقيت اتصالا هاتفيا من صلاح خلف (أبو إياد) - رحمه الله - دعاني فيه إلى مرافقته لتناول الإفطار مع شخصية مهمة قال إنها ستفيدني كثيرا في معرفة ما يجري في تونس وأنها ستعطيني، كصحافي، ما أريده لمعرفة مستقبل الحكم والنظام في بلد كانت كل المؤشرات تشير إلى أنه مقبل على التغيير الذي بقي شعبه في انتظاره منذ انتفاضة عام 1984 التي كانت المحطة الرئيسية على طريق وصول زين العابدين بن علي قبل الآخرين إلى موقع رئاسة الجمهورية. كانت الشخصية التي دعاني أبو إياد لتناول الإفطار معها في منزلها هي الوسيلة بن عمار، التي كان المحيطون بـ«المجاهد الأكبر» قد دقوا الأسافين بينها وبينه وأرغموه على طلاقها، ولأن الحديث كان قد انتقل من وصلة المجاملات إلى وصلة «البديل» ومستقبل النظام ومن هو صاحب الحظ الأوفر؛ فقد بادرتُ من قبيل «التشاطر» الصحافي إلى قول: «إن رئيس الوزراء، الذي هو محمد مزالي، هو صاحب الحظ الأوفر.. ويبدو أنه قد رتب أوراقه ليضرب ضربته عندما تحين اللحظة المناسبة». ضحكت الوسيلة بن عمار وضحك معها أبو إياد للمجاملة، أما أنا فقد بقيت صامتا أنتظر ما ستقوله هذه «الماجدة»، التي بدأت تراودني فكرة تدوين مذكراتها عن أهم المسؤولين العرب الذين عرفَتْهم عن قرب، وكانت المفاجأة أن أطلقت بعض الشتائم المحببة باللهجة التونسية، ثم أردفت قائلة: إن «البديل» هو زين العابدين بن علي، وأن «سي مزالي» لا حظّ له.. إنه إنسان طيب ومثقف، لكن الرجال الذين يصلحون للحكم ليس من مواصفاتهم هذه المواصفات وبالطبع أيضا ليس من مواصفات الفلاسفة والشعراء أيضا. ضحك أبو إياد وضحكت أنا أيضا وأنا أحاول استدراج «الماجدة» إلى المزيد من المعلومات، لكن محاولتي فشلت بانتهاء الجلسة. وهكذا ما إن وصلت إلى الفندق الذي كنت أقيم فيه حتى بدأت بكتابة موضوع الأسبوع الذي نشرته مجلة «المجلة» بعد أيام، وكانت المفاجأة التي أبلغني بها رئيس التحرير، عثمان العمير، أن «سي مزالي» - رحمه الله - غاضب أشد الغضب مما كتبته، وأنه شكاني إلى مسؤول سعودي كبير (....) لأنني بكتابة ما كتبته متورط بمؤامرة ضده وضد تونس. وحقيقة أنه لولا جرأة رئيس التحرير لربما كنت قد ودعت الشركة السعودية للأبحاث والتسويق منذ ذلك الحين. في كل الأحوال لقد صدقت «الماجدة» في كل ما قالته، فرئيس الوزراء محمد مزالي كان قد أعد خطة بالاستناد إلى تقارير أطباء مختصين تقضي بأن «المجاهد الأكبر» لم يعد قادرا على مزاولة الحكم، وأنه استنادا إلى المادة 56 والمادة 57 من الدستور يجب أن يتنازل عن مسؤولية الحكم لـ«الوزير الأول»، لكن تردد الأستاذ المثقف وحساباته قد أفقدته القدرة على التنفيذ. وكان بن علي يومها قد قطع المسافات بسرعة فبادر باسم رئيس الجمهورية، بالطبع، إلى إقصاء مزالي الذي فر هاربا من تونس برا إلى الجزائر ومنها إلى فرنسا، حيث عاش لاجئا سياسيا حتى انتقل إلى جوار ربه في عام 2010، رحمه الله، ونصب مكانه رشيد صفر لفترة انتقالية قام بعدها بالاستيلاء على موقع رئاسة الحكومة بالإضافة إلى وزارة الداخلية. وبادر بعد ذلك فورا إلى تطبيق هذه الخطة الآنفة الذكر بإخراج الحبيب بورقيبة من قصر قرطاج وإرساله ليقضي باقي ما تبقى من حياته في مسقط رأسه (المونستير)، واستبدال البطانة السابقة ببطانة جديدة من بينها بعض أقارب زوجته ليلى الطرابلسي الذين أوصلوه إلى ما وصل إليه، حيث حصل ما حصل بوقوع ما يشبه انقلابا عسكريا أخرجه من قصر قرطاج وأرسله مغفورا إلى الخارج ليصبح لاجئا سياسيا مثله مثل كثيرين من قادة العالم الثالث الذين سبقوه إلى هذه النهاية. |