حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أفكار في القمة . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: أفكار في القمة . (/showthread.php?tid=727) |
أفكار في القمة . - بهجت - 03-22-2009 في عالم السياسة العملية نختار بين البدائل الواقعية الممكنة . ........................................ فعلا دكتور بهجت ....... فبعضنا ايضا يظن نفسه ليبراليا علمانيا ولكنك تفاجا بانه يؤيد انظمة حكم ديكتاتورية بل ويستميت في الدفاع عنها ..... ................................. يا حمزة . هل من المناسب أن يشارك إنسان في مثل هذا الموضوع الفكري الخاص بمثل مشاركتك المقتضبة و الخارجة عن الموضوع كلية ، لعل الزملاء يقرونني لو تجاهلت مداخلتك كلية ،و لكن هذا التجاهل يتناقض مع مبدأ لم أغفله قط وهو ألا أتجاهل مشارك حتى لو انزلق إلى مهاترات عصبية بلا جدوى ، كان يمكنني أيضا وضع علامة الآن (.) و انهي التعليق ،و لكني في مثل هذه الحالة أسعى عادة لتوظيف المداخلة في الموضوع المطروح ، لهذا سأطرح الآن فكرة العلاقة بين المفكر و السياسي . ....................................... في المجتمع المعاصر يقوم كل منا بأدوار مختلفة في أنساق وظيفية متعددة ، يعني .. يمكن أن يكون أحدنا مهندسا في نسق وظيفي ، و مشجعا لفريق كرة بعينه في النسق الرياضي ،و أيضا مستثمرا في البورصة في النسق الإقتصادي ، و مسيحيا طقوسيا في النسق الديني ،و.... و... ، و يكون ليبراليا في النسق الفكري ، و علمانيا في فلسفته السياسية ،و لكن في عالم السياسة العملية نتبنى المواقف السياسية الواقعية الممكنة ، نحن لا نختار بين بدائل من الكتب بل من الواقع ، غير ذلك تمنيات لا تليق بالرجال العقلاء . كنت ناشطا في حزب الوفد لفترة طويلة ،وهو حزب مصري ليبرالي معارض ، و لكني عندما أختار موقفي السياسي في مصر اليوم ستكون الخيارات الحقيقية هي إما جماعة الإخوان المسلمين أو الحزب الوطني ، إنني لم أختر هذا الموقف الذي تنحصر فيه الخيارات الحقيقية بين بديلين ليسا هما تحيزاتي الأساسية ، و لكنه سيكون مفروضا علي واقعيا ، عندئذ سوف أختار الحزب الوطني ، ليس لأنني أتفق معه كليا و لكنه في النهاية أقرب لي من جماعة دينية فاشية ذات توجه إرهابي مثل جماعة مهدي عاكف ، ما يدفعني لهذا التفضيل هو رؤيتي العلمانية ، في الحالة السابقة و حتى أكون علمانيا ليبراليا هل ترى أن علي أختار الحزب الديمقراطي الأمريكي أو حزب العمال البريطاني ؟!، ألا ترى أن العلمانية و الليبرالية و العقل قبلهما توجب علي مقاومة الدولة الدينية كأسبقية أولى ثم أعارض النظام كما أريد ، الأمر ذاته في الشأن الفلسطيني ، فالخيارات الحقيقية هي إما دعم فتح أو حماس ،فأرنستو جيفارا ليس خيارا في فلسطين الآن !.. حسنا أمامي مشروعان ..دولة مدنية و قيادة مستقلة تمثلها فتح ،و دولة دينية و تبعية عمياء لقوى محلية تمثلها حماس ، ماذا تريد أن أفعل لأكون علمانيا و ليبراليا .. أدعم إسماعيل هنية و خالد مشعل و ولي أمر المسلمين تبعهما خامنئي ؟، إذا لا أعتقد أنك تدرك جيدا معنى علماني من فرط إبتذال هذا التعبير ، فالعلمانية ليست مجرد شعار نضعه في عروة البدلة للعياقة و الشياكة ،و لكنها موقف فكري يعني الفصل التام بين الدولة و الدين .. حسنا ربما يكون هناك فساد في فتح ، زين .. لنتخلص من مشروع الدولة الدينية و نسحب الفاسدين في فتح بعد ذلك للسجن ، بعد ذلك و ليس قبله ، فكثير من الفساد و كثير من الحرية خير من قليل من الفساد مع انعدام الحرية ، في الحالة الأولى ستقضي الحرية على الفساد ،و في الحالة الثانية ستقضي الفاشية على أي نوع من النقاء و سيعم الفساد و الطغيان . هل تعتقد حقا أن الليبرالية هي أن نحتقر أوطاننا و أن نمتهنها و نقبل التشهير الظالم بها ، هل تعتقد حقا أن العلمانية هي استدرار رضاء مجموعة من الغوغاء على حساب كرامتنا الوطنية ، انت إذا تخلط التفاهة و فقدان الكرامة و احتقار الذات و إنكار تاريخ طويل من الحضارة و التضحيات بالليبرالية و العلمانية ، تلك كلها أمراض نفسية و لكن العلمانية تفوق و نضج عقلي ، العلماني الحقيقي إنسان فخور متعالي واثق من نفسه ولن يسير خلف أقزام الأصولية أبدا . هل تعتقد حقا أن الليبرالية هي أن نخدع أنفسنا و نتصور ماحدث في غزة إنتصارا إلهيا على إسرائيل و ليس مجرد علقة تأديبية ،لا يا حمزة تلك ليست ليبرالية .. تلك سذاجة غوغائية وبلاهة لا تليق بعاقل سواء كان ليبراليا أو غير ليبرالي ، الإنسان العاقل فقط هو المكلف ،و العقل في أبسط صوره أن نفكر لأنفسنا و ليس الإجترار الغوغائي لما تبثه فضائيات تحركها أموال البترول و تخدم شخصيات متضخمة بحب الذات و الغباء . ربما لا تكون العلمانية هي الصواب ،و لكن لو كانت صوابا فسأكون كذلك . أفكار في القمة . - بهجت - 03-23-2009 Array وهنا يأتى دور العقل عزيزى بهجت ... فكما ان الحلال بين والحرام بين , كذلك فالحق بين والباطل بين , ولكن هناك من يهوى قلب الحق الى باطل وجعل الباطل حقا, وكل شىء له ادلته وبراهينه , لكن يبقى فى النهايه العقل السليم والفطره السويه هى المقياس والحكم للتمييز بين الحق والباطل . (f) [/quote] يا صديقي .(f) هذا ما يقوله كل إنسان في العالم عن تحيزاته الشخصية ، أنها الحق البين و أن العقل و الدليل الساطع يؤكدن هذا الحق ، لا يوجد إنسان يعتقد أنه يدافع عن باطل ، حتى أعتى الطغاة يؤمنون أنهم على صواب ، إن أخطر مشاكل العالم ليست تلك التي بين الحق و الباطل ، فمن النادر للغاية أن يجمع الناس على حق أو باطل ، و لكنها تلك التي بين حقين أو باطلين !، إن ما نعتقده إنتصارا للحق ليس سوى صوت الطرف المنتصر في الصراع ، أما المنهزم فلا صوت له و لا حق له . أفكار في القمة . - بهجت - 03-25-2009 رؤية ثورية للمعرفة العلمية ...........................................ترددت في عرض هذه الفكرة لأنها تحتاج إلى تركيز ربما لا يكون متاحا دائما في المنتديات الحوارية ، و لكني خلال متابعة المناقشات عن نظرية التطور البيولوجي أدركت مدى الحاجة إلى فهم أعمق لطبيعة المعرفة العلمية و تكوينها ، لهذا سأحاول عرض هذه النظرية بإيجاز . هذه الفكرة قرأتها للفيلسوف كارل بوبر في كتاب له ( أسطورة الإطار ) ، ثم تدعمت لدي خلال قراءة نظرية كون عن بنية الثورات العلمية ، فتغيرت رؤيتي للعلوم الطبيعية ، رغم أني عايشت تلك العلوم كل عمري الواعي تقريبا ،و مما دعم ثقتي بأهمية تلك النظرية ، إشادة عالم الفيزياء الأشهر ستيفن هوكنج بالنظرية و بمجمل أعمال كارل بوبر . ............................ نحن على يقين أننا في العلوم الطبيعية نبدأ من الملاحظة و نسير عن طريق الإستقراء إلى النظرية ، و ذلك على عكس العلوم الإنسانية كالتاريخ ، و لكن لو تعمقنا سنجد أننا في العلوم الطبيعية كما في العلوم الإنسانية نبدأ من الأساطير و الإنحيازات التقليدية ، أي أننا في مواجهة المشكلة نبتدع مباشرة حدوسا افتراضية conjectures أو نظرية إبتدائية ، ومنها نواصل المسير في طريق التجربة و الملاحظة و النقد ، فنستبعد الأخطاء و بتصويباتنا لتلك الأخطاء نثير مشكلات جديدة ، وهي بالطبع ليست نفسها المشكلات القديمة ، و كي نحل تلك المشكلات الجديدة ، نكرر نفس الآلية أي نفترض نظريات مبدئية جديدة ، هذه النظريات الحديثة نخضعها أيضا للفحص النقدي عن طريق استبعاد الخطأ ، أي أننا نسير في متتالية هي : مشكلة ( م1 ) ـــــــ حدس إفتراضي ( ح أ ) ـــــ مناقشة نقدية ( ق ق )ـــــــ مشكلة ( م 2 ) هذا التخطيط تبسيطي بالطبع ، فهناك عادة أكثر من مشكلة للبدء منها ،و سيطرح عددا هائلآ من الحدوس الإفتراضية كحلول إبتدائية لكل مشكلة ، و بتالي ستخضع تلك الفروض لمناقشات نقدية ، و كنتيجة لذلك ستظهر مشاكل جديدة ، و تكون المسافة بين المشكلة التي بدأنا منها و المشكلة التي نواجهها الآن مقياسا لمدى تقدمنا في المعرفة ، كما نلاحظ أننا دائما نبدأ من مشكلة و ننتهي بمشكلة أخرى ، أليس هذا في ذاته دليل أنه كلما نمت معارفنا ندرك أكثر مدى ضآلة ما نعرفه ؟ . طالما نحن نسير في شكل مروحة فيمكننا أن نبدأ من أي بداية نشاء ، فيمكن أن نبدأ من النظرية أو المناقشات النقدية أو المشكلة ، إن النقد العقلاني هو القوة المحركة لنمو المعرفة ، والتجربة وحدها هي معيار النقد و أداته ، إن استبعاد الأخطاء و الإقتراب من الحقيقة هو دائما عمل شاق ، كما أنه ليس هناك غالبا معيار للحقيقة و الصدق و لكن يوجد دائما معيار للخطأ ، و يمكن أن تنمو المعرفة فقط من خلال الإستبعاد النقدي للخطأ نتيجة التجربة . إن العقل البشري لا يبحث عن الحقيقة المطلقة فهذا غير قابل للتحقيق ،و لكنه يبحث عن الحقائق التي تحقق احتياجاته و تكون متسقة مع ممارساته العملية . كي ندرك هذا يجب أن نكون واضحين بشأن أهداف المناقشة النقدية لأي نظرية علمية ، إن نقد النظرية ( أو النموذج ) العلمي يكون دائما محاولة لإيجاد ومن ثم استبعاد الخلل في صميم النظرية ، و تلك العملية تكون بمثابة تغذية استرجاعية سلبية نتحكم عن طريقها في بناء نظرياتنا ، و المعيار الأهم يكون هل للنظرية معقبات consequences غير مقبولة أو أنها لا تحل المشكلة التي وضعت لحلها , و هكذا . إننا لا ننقد الحجج التي استخدمت لبناء النظرية أو حتى نقوم بتدعيمها ،و لكننا ننقد معقباتها و قوتها التفسيرية للمشاهدات العملية ، و مدى اتساقها المنطقي و أيضا اتفاقها مع النظريات الأخرى المقبولة أي نتائجها ، إن النظرية العلمية مهما كانت قوتها لا تقبل أبدا كعقيدة قاطعة dogma ، فكل النظريات هي نظريات مبدئية مفتوحة دوما للنقد القاسي ، كما أن الحقيقة العلمية لم تعد يقينية حتمية و لكنها إحتمالية ترجيحية ، و أن العلم يتقدم خلال ثورات علمية تقوم غالبا على أسس غير عقلانية و خلال إبتداع نموذج معرفي جديد . إن المناقشة العلمية في جوهرها مقارنة لمزايا و عيوب نظريتين ( نموذجين ) أو أكثر ،و المزايا التي تناقش تكون دائما القوة التفسيرية للنظريات ،و كيف تستطيع أن تحل مشاكلنا و أن تفسر الأشياء ، و كيف تتناسق مع نظريات أخرى عالية القيمة ، و أيضا قدرة النظرية على إلقاء الضوء على المشكلات القديمة و اقتراح مشكلات جديدة ، أما النقيصة الأساسية فهي عدم الإتساق مع نتائج التجارب التي تستطيع نظرية أخرى منافسة تفسيرها . أفكار في القمة . - حمزة الصمادي - 03-26-2009 Array في عالم السياسة العملية نختار بين البدائل الواقعية الممكنة يا حمزة . هل من المناسب أن يشارك إنسان في مثل هذا الموضوع الفكري الخاص بمثل مشاركتك المقتضبة و الخارجة عن الموضوع كلية ، لعل الزملاء يقرونني لو تجاهلت مداخلتك كلية ،و لكن هذا التجاهل يتناقض مع مبدأ لم أغفله قط وهو ألا أتجاهل مشارك حتى لو انزلق إلى مهاترات عصبية بلا جدوى ، كان يمكنني أيضا وضع علامة الآن (.) و انهي التعليق ،و لكني في مثل هذه الحالة أسعى عادة لتوظيف المداخلة في الموضوع المطروح ، لهذا سأطرح الآن فكرة العلاقة بين المفكر و السياسي . ....................................... في المجتمع المعاصر يقوم كل منا بأدوار مختلفة في أنساق وظيفية متعددة ، يعني .. يمكن أن يكون أحدنا مهندسا في نسق وظيفي ، و مشجعا لفريق كرة بعينه في النسق الرياضي ،و أيضا مستثمرا في البورصة في النسق الإقتصادي ، و مسيحيا طقوسيا في النسق الديني ،و.... و... ، و يكون ليبراليا في النسق الفكري ، و علمانيا في فلسفته السياسية ،و لكن في عالم السياسة العملية نتبنى المواقف السياسية الواقعية الممكنة ، نحن لا نختار بين بدائل من الكتب بل من الواقع ، غير ذلك تمنيات لا تليق بالرجال العقلاء . كنت ناشطا في حزب الوفد لفترة طويلة ،وهو حزب مصري ليبرالي معارض ، و لكني عندما أختار موقفي السياسي في مصر اليوم ستكون الخيارات الحقيقية هي إما جماعة الإخوان المسلمين أو الحزب الوطني ، إنني لم أختر هذا الموقف الذي تنحصر فيه الخيارات الحقيقية بين بديلين ليسا هما تحيزاتي الأساسية ، و لكنه سيكون مفروضا علي واقعيا ، عندئذ سوف أختار الحزب الوطني ، ليس لأنني أتفق معه كليا و لكنه في النهاية أقرب لي من جماعة دينية فاشية ذات توجه إرهابي مثل جماعة مهدي عاكف ، ما يدفعني لهذا التفضيل هو رؤيتي العلمانية ، في الحالة السابقة و حتى أكون علمانيا ليبراليا هل ترى أن علي أختار الحزب الديمقراطي الأمريكي أو حزب العمال البريطاني ؟!، ألا ترى أن العلمانية و الليبرالية و العقل قبلهما توجب علي مقاومة الدولة الدينية كأسبقية أولى ثم أعارض النظام كما أريد ، الأمر ذاته في الشأن الفلسطيني ، فالخيارات الحقيقية هي إما دعم فتح أو حماس ،فأرنستو جيفارا ليس خيارا في فلسطين الآن !.. حسنا أمامي مشروعان ..دولة مدنية و قيادة مستقلة تمثلها فتح ،و دولة دينية و تبعية عمياء لقوى محلية تمثلها حماس ، ماذا تريد أن أفعل لأكون علمانيا و ليبراليا .. أدعم إسماعيل هنية و خالد مشعل و ولي أمر المسلمين تبعهما خامنئي ؟، إذا لا أعتقد أنك تدرك جيدا معنى علماني من فرط إبتذال هذا التعبير ، فالعلمانية ليست مجرد شعار نضعه في عروة البدلة للعياقة و الشياكة ،و لكنها موقف فكري يعني الفصل التام بين الدولة و الدين .. حسنا ربما يكون هناك فساد في فتح ، زين .. لنتخلص من مشروع الدولة الدينية و نسحب الفاسدين في فتح بعد ذلك للسجن ، بعد ذلك و ليس قبله ، فكثير من الفساد و كثير من الحرية خير من قليل من الفساد مع انعدام الحرية ، في الحالة الأولى ستقضي الحرية على الفساد ،و في الحالة الثانية ستقضي الفاشية على أي نوع من النقاء و سيعم الفساد و الطغيان . هل تعتقد حقا أن الليبرالية هي أن نحتقر أوطاننا و أن نمتهنها و نقبل التشهير الظالم بها ، هل تعتقد حقا أن العلمانية هي استدرار رضاء مجموعة من الغوغاء على حساب كرامتنا الوطنية ، انت إذا تخلط التفاهة و فقدان الكرامة و احتقار الذات و إنكار تاريخ طويل من الحضارة و التضحيات بالليبرالية و العلمانية ، تلك كلها أمراض نفسية و لكن العلمانية تفوق و نضج عقلي ، العلماني الحقيقي إنسان فخور متعالي واثق من نفسه ولن يسير خلف أقزام الأصولية أبدا . هل تعتقد حقا أن الليبرالية هي أن نخدع أنفسنا و نتصور ماحدث في غزة إنتصارا إلهيا على إسرائيل و ليس مجرد علقة تأديبية ،لا يا حمزة تلك ليست ليبرالية .. تلك سذاجة غوغائية وبلاهة لا تليق بعاقل سواء كان ليبراليا أو غير ليبرالي ، الإنسان العاقل فقط هو المكلف ،و العقل في أبسط صوره أن نفكر لأنفسنا و ليس الإجترار الغوغائي لما تبثه فضائيات تحركها أموال البترول و تخدم شخصيات متضخمة بحب الذات و الغباء . ربما لا تكون العلمانية هي الصواب ،و لكن لو كانت صوابا فسأكون كذلك . [/quote] اولا : اسف على التأخير في الرد فالامتحانات طرقت الابواب ... ثانيا : يشرفني ان ترد على مداخلتي المقتضبة التي ليس لها صلة بالموضوع بمثل هذا الرد _ هل ترى الفائدة في الاطالة _.......! ثالثا: فانني من لسانك ادينك فقد بينت ان انتمائك السياسي لم يمنعك من تفضيل الوطني على الاخوان ...وهنا حل كل مشكلتنا فانا كمواطن عربي من حقي ان اقيم البدائل وعندما عجمت اعوادي لم اجد الا تيارين -مثلك تماما - تيار يطالبني بان انحني لاسرائيل ويخبرني بان الصلح خير واللي انكسر يتصلح ودول مهما كانوا اولاد عمنا برضك اما التيار الاخر فيقول عكس ذلك ....فأي التيارين اختار افدني ....... هل ترى مثلا ان صفقة الغاز ليست امتهانا لمصر ام ترى معاهدات السلام نصر مؤزر ...!؟ اما بخصوص اموال البترول وما الى ذلك من تعبئة للسطور كي تكبر المداخلة فاشارة على السريع بان الحزب الوطني قد اسلم ركابه لاكبر دولة بترول في الوطن المسمى عربي .... أفكار في القمة . - بهجت - 03-26-2009 يا حمزة هذا الشريط ليس سياسيا . يمكنك ان تطرح شريطا آخر بعنوان خواطر حمزة السياسية او شيئا مشابها . لو كان لديك مادة لها علاقة بالشريط فمرحبا ، غير ذلك سأتجاهله بعد إذنك . أفكار في القمة . - بهجت - 03-28-2009 " الشيء ليس أكثر من تاريخه و لكن بلا جوهر ثابت ." كيف نفكر بشكل منطقي ؟. ............................................................................. هذه المشاركة مخصصة لأفكار تدور حول المنطق الوضعي ، أو بعبارة أبسط قراءة النصوص بشكل منطقي ، هذه القراءة هي نتاج الفلسفة التحليلة خاصة ( الوضعية المنطقية ) ، و شخصيا استفدت كثيرا من تطبيق هذه الأفكار حتى في حياتي المهنية ، كما أنها وجهت قراءاتي بشكل مثمر ، و جنبتني التخبط في دهاليز الأفكار التقليدية الميتافيزيقية ، هي أيضا ساعدتني على تكوين وجهات نظر متكاملة و متماسكة حول كثير من القضايا المحورية في حضارتنا المعاصرة مثل نظرية التطور البيولوجي ، و الإتجاهات الفلسفية الكبرى كالماركسية و الليبرالية و الأصولية الإسلامية . في هذه المداخلة سأستعرض الموضوع بشكل تبسيطي مركز دون إخلال بترابط الموضوع و دقته العلمية ، المادة الأساسية استقيتها من كتاب ( موقف من الميتافيزيقا ) للدكتور زكي نجيب محمود ، و أيضا من إضافات أخرى قرأتها في كتب و مقالات لبرتراند راسل و فيتجنشتين و أيضا زكي نجيب محمود نفسه . .............................. أريد أن نلاحظ مبدئيا أن الفلسفة كانت قديما تأملية في مجملها ، و هناك مازالت آثار لهذه الفلسفة في القارة ( أوروبا ) ، و لكن الفلسفة المعاصرة في جملتها تحليلية ، خاصة الفلسفة الأنجلو ساكسونية ، و بالتالي لم تعد المشكلات الفلسفية إلا تحليلات لتركيبات لغوية ، تدعي الفلسفة التأملية أنها تكشف عن حقيقة الكون باعتباره كلآ واحدا ،و هي بالتالي تواجه عالم الأشياء وجها لوجه ، و لا تمثل لها اللغة سوى أداة قاصرة غالبا للتعبير عن الحقيقة التي تصل إليها ، أما الفلسفة التحليلة المعاصرة فلا تدعي أنها أداة للكشف عن حقائق الكون ،و لكنها تضع هذا الواجب حصريا في يد العلماء كل في مجاله ، أما الفيلسوف التحليلي فيحصر دوره في تناول العبارات التي يقولها الآخرون ( خاصة العلماء ) فيوضح غموضها و يبرز عناصرها ،و بالتالي فهي تدور كلها حول الكلمات و العبارات و تركيبها ،و هي في ذلك أشبه بطبيعة المنطق الرياضي ، لهذا لا نعجب ان نجد كثيرا من العلماء فلاسفة أيضا مثل نيوتن و راسل ،و ليس نادرا أن نجد زملاء من ذوي الإختصاص العلمي مولعون بالموضوعات الفلسفية بالطبع التحليلية منها . القضايا المنطقية . ذهب الأقدمون إلى أن القضية إما أن تكون صادقة أو كاذبة ،و أضاف لها المحدثون أن تكون كلاما فارغا بلا معنى ، و الفرق بين الكلام الخاطئ و الفارغ أن الأول يرسم لنا صورة و لكنها خاطئة ، بينما الثاني لا يرسم لنا صورة على الإطلاق ، و المناقشة تكون جائزة حتى حين يكون القول خاطئا ،و لكنها غير جائزة إذا كان الكلام بلا معنى أي كلاما فارغا . الكلام - أي كلام - لا يكون مفهوما لدى السامع إلا إذا نتج عنه صورة عقلية يمكن للسامع التحقق من صدقها ، و هذا يحتم أن تتكون العبارة من كلمات مفهومة متفق عليها ، فضلآ عن الإتفاق حول مدلولات الكلمات البنائية ( إن ، فوق ، .... الخ ) و أن تكون جميعها في سياق منطقي يجعل لها معنى ، و أن هذا المعنى غير مرتبط بعقائد المتحدث ، و هذا يعني أن تعطي العبارة صورة موضوعية لا ارتباك فيها بالنسبة للجميع ، و لو أردنا أن نقصر كلامنا على ماله معنى لوجب علينا تجاهل الفلسفة التأملية ( الميتافيزيقا ) ، فالعبارة الميتافيزيقية هي قضية لا تجريبية ذات مضمون وجودي ، و بالتالي هي مجرد أشباه قضايا ، و يمكن القول أن الميتافيزيقا ما هي إلا نتيجة أخطاء في منطق التركيب اللغوي لعباراتها ، و بالتالي فالعبارات الميتافيزيقية تنتمي إلى الكلام الفارغ ، و المشكلات الميتافيزيقية التي تبحث عن أشياء خارج مجال الحس هي بالإطلاق مشكلات موهومة ، و هكذا فالمناقشة النقدية لقضايا تتناول الروح و الجوهر و المطلق و الملائكة و الشياطين و الآلهة ، هي لغو لا طائل منه ، و معظم ما كتب من قضايا فلسفية ليس باطلآ فحسب بل خاليا من المعنى ، و لا يبقى لدينا في دائرة المعرفة العلمية سوى نوعان لا ثالث لهما هما العلوم الطبيعية القائمة على التجربة ، و الرياضية القائمة على تحليل صيغة بصيغة تساويها ،و بالتالي هي مجرد تحصيل حاصل . دور الفلسفة . أما دور الفلسفة فيجب أن يقتصر على تحليل قضايا العلوم الطبيعية ، أي ما ينتجه غير الفلاسفة ، و موضوع الفلسفة هو توضيح الأفكار توضيحا منطقيا ، و الفلسفة طريقة أو منهج عقلي و لكنها بلا موضوع ، أي أنها تناقش قضايا تنتجها العلوم الطبيعية و لكنها لا تنتج معرفة خاصة بها عن طريق التأمل ،و دور الفلسفة الأساسي هو دور ذو طبيعة منطقية ، هذا الدور هو تحليل و توضيح المعاني من ألفاظ و عبارات ،و يقول برتراند راسل في هذا " إن كل مشكلة فلسفية إذا أخضعتها للتحليل و للتنقية الضرورتين ، ألفيتها إما ألا تكون مشكلة فلسفية بالمعنى الصحيح ، و إما أن تكون مشكلة منطقية ، بالمعنى الذي نقصد إليه بكلمة منطق " ، إن وجود الكلمة لا ينهض دليلآ على وجود المسمى وجودا ماديا في عالم الأشياء ، هذا هو المبدأ الذي يستخدمه الوضعيون في رفض الكثير جدا من العبارات الميتافيزيقية ، فالميتافيزيقين يفترضون عوالما أخرى غير العالم التجريبي ليكون موطنا لكائنات ميتافيزيقية تعجز الحواس عن إدراكها ، وهذا بعينه الخطأ الذي يقع فيه فلاسفة كبار بحجم هيدجر و سبينوزا و هيجل . التفكير العلمي . كان التفكير العلمي في الماضي قائما على أساس أن العالم يتكون من عناصر ثابتة لكل منها هوية ( أو جوهر ) يمكن تحديده و تعريفه ووصفه بنعوت مختلفة ، ولم يعد تفكيرنا العلمي الآن قائما على أساس الهوية الثابتة للأشياء ، بل على أساس الصيرورة أي أن الشيء المعين ما هو سوى سلسلة من الحوادث ، وهكذا فالشيء ليس أكثر من تاريخه و لكن بلا جوهر ثابت ، و الذي شكل نظرتنا تلك للأشياء هم الفلاسفة التجريبيون الإنجليز ( لوك ) و ( باركلي ) و ( هيوم ) و أتباعهم من الذين نظروا للفلسفة على أنها منهج تحليلي ، و هذه النظرة بلغت كمالها عند هيوم الذي تعلمنا منه أن الأشياء هي مجموعة من الإحساسات ارتبط بعضها ببعض على نحو ما ، و العقل يرشدنا إلى عدم الخوض في القضايا التي يستحيل حلها ،وهذا لا يعني التسليم بها أو رفضها ، بل تجنب حتى مناقشتها كعمل بلا جدوى ، و بالتالي فالحديث في موضوعات ميتافيزيقية مثل الله و الروح و الخلود مستحيل ، و لكن تقدير الإستحالة يختلف بين الفلاسفة ، فهي تكون استحالة منطقية لدى التجريبين ، وهم يرفضونها لأن عباراتها ليست من الكلام المفهوم عند المنطق و معاييره القياسية ، بينما يرفضها (إيمانويل كانت) على أساس أن العقل البشري بحكم طبيعته لا يستطيع الحكم سوى على ظواهر الأشياء ، و لكنه غير قابل للحكم على هوية الأشياء أو الأشياء في ذاتها أي أن هناك استحالة تجريبية . الميتافيزيقا . الميتافيزيقا بما في ذلك الأديان تحاول شيئا غير تصوير العالم ، وهي بالتالي تصف وجدانا خاصا بالقائل ، و عندئذ تخضع مقولاتها لمقياس الفن لا لمقياس المنطق ، و مقياس الفن هو الجمال و القبح لا الصدق و الكذب ، و لكن يلاحظ أن الميتافيزيقيين بما ذلك الدعاة الدينيين يسوقون البراهين العقلية على ما يقولون ، و بالتالي يحسبون أنهم يتكلمون كما يتكلم العلماء ، و من هنا وجب إخضاع مقولاتهم للضوابط المنطقية التي تلفظ تلك المقولات ككلام بلا مضمون ( كلام فارغ ) ، . هناك مقياس وحيد لقبول الكلام عند التجريبيين ، هو أن يكون ممكن الحكم عليه كصواب او خطأ في حدود الخبرة الحسية ، أي أنه يمكن التحقق منه من الناحية المنطقية ، وهذا الشرط مستمد من طبيعة اللغة ذاتها كأداة لنقل المعرفة ، فالكلام الذي لا يضيف شيئا إلى خبرتنا الحسية بالحذف أو الإضافة هو كلام فارغ لا ضرورة له ، و هنا يجب أن نوضح منزلقا يسقط فيه الكثيرون عندما يطرحون أسئلة يحسبونها تعجيزية على العلماء ، فالسؤال الذي تستحيل إجابته لأسباب منطقية ليس سؤالآ على الإطلاق ، و الإستحالة المنطقية هي إجتماع نقيضين ، فعند قبول السؤال علينا أن نسأل ماهي الخبرات الحسية المطلوبة للإجابة على السؤال ، فإذا لم توجد مثل تلك الخبرات فالسؤال فارغ . يسعدني استقبال أي تعليق أفكار في القمة . - بهجت - 03-29-2009 في المشاركتين السابقتين لم أهدف إلى مناقشة قضايا فلسفية ،و لكن إتجاهات معرفية تؤثر على رؤيتنا للعالم world viewو فهمنا للطبيعة . أتمنى أن يتعامل الزملاء مع الفكرتين السابقتين بمزيد من التأمل و أن يسأل كل منا . كيف سأتغير لو حاولت تطبيق الفكرتين على رؤيتي للموضوعات العلمية ؟. هل سأحتاج لمن يفند لي مغالطات أمثال زغلول النجار ؟. هل سأصر على ان هناك معرفة يقينية و أخرى إحتمالية ؟. ......................... الكثير جدا من الأشياء ستتغير في عيني لو فكرت في العالم خلال منظار جديد . لا يكفي أن نعرف الجديد ، بل يجب أن نعيد صياغة و صقل عقولنا لتلك المعرفة الجديدة . تحياتي . أفكار في القمة . - بهجت - 04-01-2009 اليوم سأعرض فكرة جديدة .. و لكنها لن تكون علمية جافة ، بل ستكون فكرة إنسانية ، و هي أيضا فكرة عملية سوف تسعدنا لو سعينا لتطبيقها . ................................................... هل يتخلى التسامح عن عرشه ؟. تحطمت السفينة و وراحت تغوص إلى الأعماق ، بينما حمل لوح طاف مستعمرة من النمل كانت ترقد في باطن السفينة . من المضحك أن فصائل النمل التي نجت بالكاد من الفناء راحت تتقاتل ..أيها شعب الله المختار ، الذي أنجاه من الطوفان و عقد معه ميثاقا ،و أورثه لوح الخشب بكل شقوقه و نتوءاته ( لسبب مجهول يصر النمل أن الله خلق الكون من أجله وحده !) . لم تمض سوى ساعات قليلة حتى أتت موجة عاتية فجرفت النمل بكل فصائله إلى الفناء . لو امتلك النمل عقلا ما لأدرك كم هو حقير فما صال تيها و عربد ، وما بلغ به السفه كي لا يدرك أن الكون أجّل من أن يصنع للنمل .. أو للإنسان !!. في رحلتنا الأبدية إلى المصير المحتوم ، سنجد حولنا مختلف أنواع النمل ( آسف الإنسان ) متعدد ألوانه و أديانه و سنستمع إلى جميع الأصوات ، و لكن من لا يتعلم كيف يقبل كل ذلك سيكون عليه أن يترك الرحلة مبكرا . إن التعصب الديني و العرقي ليس فقط ضعف في العقل و لكنه أيضا خلل في الأخلاق و انحراف في الضمير . بالله من الذي يختار منا دينه أو لونه و جنسه و قوميته ؟.فكيف نحاسب الآخرين عما ورثناه بلا إرادة .، بل هل الحماقة شيء مختلف عن هذا ؟. إن الأحمق هو الذي يكره ، أما العاقل فيرفض أن يكره . كان ابراهام لنكولن يعتقد:" أننا جميعا مسخرون في أيدي الأقدار و الوراثة ، التي تطبع الناس بطابعها ، و تلصق بهم هذا الطابع إلى الأبد "، أعتقد أن لنكولن كان محقا فلو ورثنا الخصائص الجسمية و العقلية و الثقافية التي يتميز بها أعدائنا فمن المرجح أن نكون مثلهم تماما ، ألا يدعونا ذلك أن نتوقف قليلا قبل أن نظن أننا على صواب مطلق و أننا الأخيار و أعدائنا هم أعداء الله . عندما أدعوك إلى التسامح و نبذ الكراهية ، ليس من أجل أن تكون طيبا محبا للبشرية ،و لكن كي تكون حكيما و تحب نفسك . تحب نفسك إلى الحد الذي لا تتركها مسكنا للآخرين تعيش بهم و من أجلهم ، إن الكراهية الشديدة مثل الحب الشديد تفسد النفس ، هل تترك عدوك يمتلك مشاعرك ، هذا ما نفعله تماما عندما تتملكنا الكراهية و نغرق في التعصب ، قال برنارد شو :" هنالك اثنان يعبدان التمثال ، من يقدسه ومن يسعى لتدميره " . نعم هذا صحيح فكلاهما يعيش في إطاره ومن أجله . عندما كان في السجن كتب نهرو لابنته انديرا :"إنني لا أترك الآخرين يفسدون صفاء روحي !" ، فلماذا لا نفعل مثل نهرو تلميذ غاندي النجيب . في كتاب لعلم النفس قرأت العبارة الآتية :"إذا سولت لقوم أنفسهم أن يسيئوا إليك ، فامح من نفسك ذكراهم ، ولا تحاول أبدا أن تقتنص منهم ، فلو أنك اخترت القصاص ، لآذيت نفسك اكثر مما تؤذيهم ". نعم إنني مقتنع بهذه النصيحة تمام الاقتناع ، إنني أرفض أن أترك عقلي و مشاعري على قارعة الطريق يدخلهما من يشاء ، فعندما أعود إلى نفسي أحب أن أجد من يستحق إن يعيش معي ، أريد أن أقرأ أفكارا في القمة ، أريد أن أشاهد شخصيات جميلة .. فولتير و برنارد شو و سلامة موسى و نزار قباني و إدوارد سعيد و نجيب محفوظ و أسرتي و أمي و المتنبي و جوته ،و لكني لا أريد أن أقرأ الدعاية الأمريكية ، ولا أجد أعداء الحياة معي ..لا شارون ولا بوش و لا مقتدى الصدر و أسامة بن لادن . هل تعرف لماذا يدين معظم البشر بالإسلام و المسيحية و البوذية ؟. حسنا لا تذهب بعيدا .. فقط لأن البشرية وجدت في تلك الأديان نظما أخلاقية تسعدهم و تفيدهم في حياتهم العملية ، فمن بالله يهتم بالآلهة ؟!.لماذا لا نتعلم إذا من هؤلاء الحكماء محمد و المسيح و بوذا و كونفشيوس الحكمة في هذه الحياة بدلا من السعي إلى نفاقهم من أجل الشفاعة ( الواسطة ) في الآخرة ؟. تعودت أن استمع إلى قداس الأحد في إذاعة صوت العرب لسنوات طويلة ، و كنت أقضي أوقاتا جميلة أتأمل مواعظ الناصري البار .. " أحبوا أعدائكم ، ،و باركوا لاعنيكم . ،و أحسنوا إلى مبغضيكم ، و صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم و يضطهدونكم " . هل تعتقد أن الطبيب النفسي يمتلك وصفة أفضل !. إن الإسلام لا يذهب بعيدا هكذا ،و لكنه يعد بالجنة : " الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس " .موافق ..حسنا لا تبارك لاعنيك ولا تحب أعدائك فقط اعف عنهم و اكظم غيظك ، بل و انسهم جميعا ، أليسوا أعدائك فلم تسكنهم نفسك ؟!. هل حقا تعتقد أن المسيحي لا يفكر سوى في تدمير الإسلام ؟ هل تعتقد أن كل ما يشغل المسلم السني هو تفجير نفسه أو قتلك و سلب أموالك ؟. هل تعتقد أن شريكك الشيعي يدس لك السم في الطعام ؟ هل تظن البهائي يعبد الشيطان ،و أن الدرزي هو هذا الشيطان ؟ هل تعتقد أن اليهود هم فعلا أولاد القردة و الخنازير ؟ أنت إذا لا تعرف سوى القليل عن البشر ، الإنسان خير بطبعه و أفضل من ذلك كثيرا ، فقط السياسيون ورجال الدين و بعض أعضاء المنتديات هم الأشرار !.فلماذا لا ننظر للآخرين من جديد ، نظرة جديدة . هل لك صديق سني أو شيعي ، هل لك جار مسيحي أو ملحد ، هل لك زميل في العمل أو الدراسة بهائي أو درزي ، هل يشاركك الحافلة هندوسي أو بوذي ؟ ماذا تنتظر كي تعيش هذه الحياة ؟. ابحث عنهم و حادثهم و أحبهم ،و دعهم يحبونك !. لماذا لا نطبق تلك الحكمة الرائعة التي تنسب للرسول محمد : " لا يكن أحدكم إمعة ، إن احسن الناس أحسن ،و إن أساءوا أساء ،و لكن وطنوا أنفسكم على أنه إذا أحسن الناس أن تحسنوا و إن أساءوا .. أن تتجنبوا إساءتهم !". سيقول البعض بل هو أثر و ليس حديث ، حسنا فلنطبق هذا الأثر الجميل. هل تريد أن تتعلم شيئا مفيدا بدلا من سفسطة دوائر الحوار؟. تأمل معي هذا القول للممرضة البريطانية ( اديث كافل ) التي أعدمها الألمان لأنها داوت الجنود الإنجليز و الفرنسيين و يسرت لهم سبل الهرب . ومتى قالتها ؟.. ليلة إعدامها و هي تعترف لقس إنجليزي : " إن الوطنية وحدها لا تكفي ، بل يجب أيضا ألا نحمل كراهية لمخلوق كائنا ما كان " . لقد صنعوا تمثالا كبيرا لهذه السيدة ،و كان اسمها يتردد على لسان هدى شعراوي و هي تفتح صدرها للجنود الإنجليز و تدعوهم لإطلاق النار عليها في أول مظاهرة نسائية تشهدها سماء الشرق في 16 مارس 1919 ( ليصبح لمصر مس كافل) !. لو تعلمت هذا الدرس فلن أضمن لك تمثالا يطل على متحف الصور الوطني في لندن ، ولا أن يردد الناس اسمك في أبعد المناطق عن بلادك ،و لكنك ستكون وطنيا حقيقيا و أيضا إنسانا كبيرا . في كتابه الجميل ( قلوب و عقول ) ، يتحدث رجاء النقاش عن ( أبو الوليد محمد بن رشد 1126-1198 ) ، فيقول على لسانه عندما عاتبه أصدقائه على كرمه و إحسانه على أعدائه :" ليس الفضل في الإحسان إلى صديق لك تحبه و يحبك ، إنما الفضل في الإحسان الذي تقدمه إلى عدوك ... ". هل صنعوا لمثل هذا الرجل تمثالا ؟. نعم صنعوا و لكن بعد موته ب 800 سنة ، و أما في حياته فقد حاكموه وهو في 67 من عمره ،و حرقوا كتبه و نفوه لأنه حاول أن يكون عاقلا و نبيلا ،و لكنه ظل إلى النهاية يقاوم الظلم بدون أي حقد على أحد و يقول :" أنا رجل مسالم ،و لكني لست مستسلما !" . وما أجمله من قول . من أعظم الفضائل التي يتصف بها فرد أو شعب هي فضيلة التسامح ، بل أن التسامح ليس فقط فضيلة رائعة ،و لكنه أيضا وسيلة حضارية تقود الشعوب للنمو و الازدهار ، أما التعصب فهو قتل لروح الإنسان و تحطيم لقدرات الشعوب . أفكار في القمة . - بهجت - 04-01-2009 الأخوة الأعزاء . إن مبدأ التسامح كما أراه ليس أن أغفر للآخرين إختلافهم معي ،و لكن ألا أراهم بداية قد ارتكبوا خطئا في هذا الإختلاف ناهيك أن يكون الإختلاف ذنبا يغتفر أو لا يغتفر !، لن أتحدث عن الأصولية الدينية و الأيديولوجية التي ترى الإختلاف سببا للعداء و القتال فهذا هو التعصب القبيح الذي تنهى عنه القيم الإنسانية العليا ، و لكني أفرق بين أطياف التسامح فليس كلها سواء ، رغم أننا نفتقدها جميعا في العالم العربي الآن . هناك الغفران Forgiveness وهو نموذج التسامح الكنسي ، في هذا النموذج الإرشادي يفترض أن نحاكم الآخرين على عقائدهم الدينية و بالطبع سنراها زائغة و فاسدة ،و لكننا لا نرتب على ذلك سوى الغفران وطلب الهداية ، وهذا النموذج رغم تساميه السلوكي يظل قاصرا عن تلبية دواعي الرقي الروحي و العقلي المنشودة ، لأنه يبقى هناك نموذجا أكثر كمالا هو نموذج التسامح الليبرالي الذي يمكن أن ندققه ليكون نموذج القبول Tolerance ، في هذا النموذج لا نضع أنفسنا بداية في موقف من يحاكم الآخرين على آرائهم و يطلق الأحكام عليهم ، نعم لنا مطلق الحرية في مناقشة كل الأفكار و قبول مانراه صائبا ورفض ما هو غير ذلك ،و لكننا لا نطلق أحكاما على معتنقيها ، إن هذا النموذج الليبرالي من الدين ينفرد بأنه يعترف بالخبرات الروحية المخالفة ، كما أن قادة الدين يرون احتمالات الخلاص و التنوير في تراثهم و لدى الآخرين أيضا . أفكار في القمة . - بهجت - 04-05-2009 نظرية الإطار. جزء ا .............. تكشف الآلهة منذ البداية كل الأشياء لنا و لكن بمرور الوقت ومن خلال البحث قد نتعلم و نعرف الأشياء بصورة أفضل و بالحدس نرى أن هاتيك الأشياء تماثل الحقيقة أما عن الحقيقة اليقينية فلا إنسان يعرفها ولن يعرفها إنسان ولا أحد من الآلهة ولن يعرف كل الأشياء التي نتحدث عنها و حتى إذا تفوه أحد مصادفة بالحقيقة النهائية ، فإنه هو نفسه لن يعرف هذا . الشاعر الإغريقي الجوال ( كسينوفان ) . ........................................... الزملاء المحترمون . مقدمــــــة . سبق أن طرحت هذه الفكرة في شريط خاص هو ( الإطار و استحالة الحوار ) كما أني كثيرا ما أشير إلي هذه الفكرة في حواراتي المتعددة مع الإسلاميين و عنهم ، و لهذا قررت أن أفرد لها مداخلة مستقلة كأحد الأفكار ذات القدرة التفسيرية العالية في فهم التناقضات القائمة على تعدد الأطر المعرفية في نفس الزمن التاريخي ، كالتناقضات بين الأصولية الإسلامية و الحداثة ، إن الذي يدفعني لطرح هذا الموضوع باستمرار هو البحث عن السبب الذي يجعل الحوار مستحيلا دائما بين الإسلاميين و العلمانيين ، كما نعاينه في موضوعات تطرح في الساحة الإسلامية مثل الشياطين و إرضاع الكبير و التداوي ببول الإبل و تعدد الزوجات و غيرها ، فكثيرا ما نشرع في الحوار بحسن نية و صدق ، و لكننا لا نفلح في تحقيق الحد الأدنى من الاتفاق ، ربما حتى لا نتمكن من مجرد وضع قواعد موحدة لإجراء الحوار و أهدافه . إن هذا الفشل قد لا يكون مفهوما لنا لأننا عندما شرعنا في الحوار كنا نبذل غاية جهدنا كي يجرى الحوار بموضوعية و على الوجه الأمثل ، وهذا الفشل كثيرا ما يصيب الأصوليين بالحنق و يبدأون في التشكك في نوايا شركاء الحوار و اتهامهم بالعمالة لإيران أو السعودية طبقا لتحيزات الأصولي المبدئية ، و أحيانا يندفع البعض في طرح أشرطة يحاول فيها صب غضبه على العلمانيين ووصمهم بكل ما يملك من مفردات الشتيمة و التسفيه بل و التهديد الإجرامي الأحمق . أعرض في هذا الموضوع مجموعة من الأفكار تراودني منذ فترة ، و قد تأثرت في هذا الطرح بأعمال لمفكرين معروفين في مجال نظرية المعرفة ( الإبستمولوجي ) و ليس في مجال السياسة أو العقائد مثل كارل بوبر و توماس كوهن و بول فييرابند ،هذه الأفكار مرتبطة بالصراع بين الإسلاميين و العالم المتحضر، وهو صراع لا تكافؤ فيه فالنصر محسوم مقدما لصالح الحداثة و العقلانية و الأمر كله مسألة وقت ،هو أيضا أول صراع ينتج عن قطيعة معرفية .. أي أول حرب عالمية ثقافية !. ...................................... نظرية الإطـــار . إننا نكتشف بعد تجارب متعددة – أو على الأقل الحكماء منا - أن هناك شيئا حقيقيا لا يمكننا التغلب عليه أو تجاوزه يحيل الحوار إلى تبادل شكلي للكلمات و لكن بلا مدلول ، أو كما يقولون أنه حوار الطرشان ، شيئا يجعل الحوار سببا في زيادة الهوة بين المتحاورين و ليس أداة لتجسيرها .هذه الظاهرة لا تحدث فقط بيننا في دوائر الحوار بل هي تحدث على نطاق كبير جدا بين الدول و الحضارات و الثقافات المختلفة ، هذه الظاهرة الثقافية يمكن التعبير عنها بنظرية الإطار Framework ، و ندين بالنتائج الهامة التي أفرزتها هذه النظرية ( الإطار) مثل النسبوية و عدم المقايسة للعالم النمساوي ( بول فييرابند Feyerabend 1924-1994 ) . وفقا لهذه النظرية فإن المناقشة العقلانية المثمرة مستحيلة ما لم يتقاسم المساهمون فيها إطارا مشتركا من الافتراضات الأساسية أو على الأقل ما لم يتفقوا على مثل هذا الإطار لكي تسير المناقشة بشكل مثمر . وهذا الإطار ليس مجرد شروطا أولية pre-requisite للمناقشة من قبيل الرغبة في الوصول إلى الصدق أو الحقيقة أو تفهم مشاكل و أهداف بعضنا البعض و لكنه يعني الاشتراك في مجموعة من المبادئ أو الافتراضات الأساسية conjecturesأي أنه إطار عقلي للمتحاورين ، و من هذا التصور يمكننا القول أنه من المستحيل منطقيا التفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة أو الحقب التاريخية المختلفة ، و طبقا لهذا التصور أيضا تكون الحقيقة أو الصدق فقط بالنسبة للإطار الواحد و لكنه يختلف من إطار إلى آخر ولا يمكن تعميمه بين الأطر المختلفة وهذا يقودنا إلى ما يمكن أن نطلق عليه النسبوية Relativism. إن أنصار هذا الرأي الذي يرقى إلى مستوى النظرية يضعون مجموعة من الشروط المبدئية التي بدونها يصبح التفاهم أو الحوار مستحيلا .إن تلك الأطر يمكن أن تتقاطع في أجزاء منها و لكنها في الحالة القياسية تكون منفصلة تماما و يحول بينها ما يمكن أن نطلق عليه القطيعة المعرفية ( الإبستمولوجية Epistemology) ، إن هذه القطيعة نتيجة التمايز ليس فقط في اللغة أو معاني الكلمات و بعبارة أدق في الصور العقلية التي تستدعيها الكلمات من مخزون الذاكرة و لكن أيضا في المنهج العقلي . و بالتالي فإن النظم و التقاليد و المفاهيم التي تعود إلى أطر مختلفة تكون غير قابلة للمقايسة أو المفاضلة أو أن نقيس بعضها ببعض و هذه الخاصية يطلق عليها عدم المقايسة incommensurability ،و بالتالي لا يمكننا أن نقول أن مفهوم الحرية في إطار ما هو أفضل من مفهوم الحرية في إطار آخر و هكذا لأن المفاهيم يمكن فقط قياسها مع غيرها داخل نفس الإطار و لكنها تصبح مستحيلة القياس مع مفاهيم تنتمي لإطار آخر . إن أوضح مثال لهذا الطرح هو المواجهة confrontationبين الإطار الأصولي و الإطار الحداثي . في حوار الحضارات يتصدى رجال الدين المسلمون لحوار الغربيين في مؤتمرات متعددة بدون جدوى ، و لكنهم لا يعترفون بذلك بل يعودون مدعين الظفر و يبشروننا أنهم يفحمون المفكرين الغربيين و يلقمونهم حجرا تلو حجر، دون حتى أن يدركوا أن منطقهم سيكون بداهة غير مفهوم لمن يفكر خلال تقاليد ثقافية مغايرة ، و أن هؤلاء الغربيين يفكرون خلال إطار مختلف و بمفاهيم و تصورات مغايرة تماما ، وكل ما يحاوله الغربيون هو البقاء على اتصال بالفكر الأصولي الإسلامي لتجنب خطره أو على الأقل التنبؤ بمخاطره . إن الإطار في معناه المباشر يتألف من نظرية سائدة يحيط بها ما يمكن أن نطلق عليه الاتجاهات العقلية mental attitudes المتوافقة مع تلك النظرية السائدة ، وهذه الاتجاهات هي التي تحدد لنا طريقة النظر إلى العالم و طريقة الحياة ، وفي العمق يمكن أن نفكر في الإطار ليس بوصفه يتألف فقط من ( نظرية سائدة ) ،و لكنه أيضا و بشكل أهم يصبح كيانا نفسيا و إجتماعيا و تبعا لهذا يمكن أن نرى الإطار بشكله الأشمل بمثابة رابطة قوية بين اتباعه ، كما هو الحال بين متبعي الأديان و المعتقدات السياسية و الإيديولوجية . و طبقا لهذا المفهوم ستكون المناقشة العقلية مستحيلة إذا كانت ستعبر الإطار و تتحدى مجاله ، و نحن نعبر عن هذه الظاهرة عندما نقول بعدم خضوع الإطار القديم و الجديد للمعايير نفسها (للمقايسة) أو ظاهرة اللامقايسة ،و يمكننا أن نلخص هذا الموضوع بالتأكيد في مبدأ النسبوية و التعددية المنهجية و اللامقايسة بمعنى عدم قابلية الثقافات المتتالية للمقارنة و الخضوع للمعايير نفسها و الحكم عليها بنفس المقاييس ، فلكل ثقافة أو نظرية علمية دورها و سياقها و مجالها في تاريخ العالم ،و الحكم عليها يكون في إطار ظروفها و تحدياتها . إن نتائج هذه النظرية ستكون بالغة الخطورة لأنها تقودنا إلى التقرير بأن الحوار بين الثقافات ( الأطر ) المختلفة مهمة مستحيلة تماما و بالتالي فإن التصادم أو المواجهة بين هذه الأطر هو قدر إغريقي لا يمكن تفاديه رغم إدراكه مقدما ، و هذا أيضا يفسر ولو جزئيا صحة التنبؤات التي تحدثت عن حتمية صراع الحضارات أو صراع الثقافات ،و بالرغم من الجهود النظرية و العملية التي بذلت لتفادي هذا الصراع إلا أنه تفجر بالفعل بين المجتمعات ذات الثقافة الإسلامية الدوجمائية ( النصية ) و المجتمعات التي تنتمي للحداثة العلمانية البرجماتية ( العملية ) . |