حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: لا تذهبي الى دمشق يا فيروز (/showthread.php?tid=7372) |
لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - White River - 01-12-2008 بلى فيروز... اذهبي إلى دمشق! بيار أبي صعب منذ المراهقة الأولى، حين يبدأ المرء بالخروج من غيتواته الموروثة على اختلافها (الحيّ، المنطقة، الطائفة والعصبيّة المحليّة...) إلى العالم الأوسع، كنا كلّما تعرّفنا بشخص آت من سوريا بدأ الحديث بيننا عن فيروز. في بيروت أولاً، في أوساط المعارضين الذين صاروا إخوة ورفاقاً، ثم في باريس ولندن ومختلف المدن العربيّة والمناسبات الثقافيّة. نادراً ما التقينا جاراً من سوريا، إلا انطلق التواصل بيننا من «السيّدة» إيّاها، صوتها وأغنياتها وشخصياتها الرحبانيّة. كان في الأمر مفارقة مثيرة: من جهة، أنت الذي مللت هذا الإرث الخانق، وضقت ذرعاً بالضيعة وفولكلورها، بتلك النظرة الطوباويّة والساذجة إلى العالم، بالوطن المنزّه والغيبي (صخرة سعيد عقل المعلّقة بالنجم)، بالشعر المنحوت وقوافيه المكرّرة، بالحب الكريستالي البارد، المجرّد من أي شبق ــــــ كما هي صورة لبنان الرحبانيّ، أو كما تراءت للشاب الثائر الذي كنتَه، وجاء زياد الرهيب ليعزّزها آنذاك باسكتشه الإذاعي فيروز في «صح النوم»الشهير: «بحبّك يا لبنان»! ومن الجهة الأخرى، إخوة الحلم وشركاء الوجع، الهاربون من جزمة العسكر، يأتون ليقولوا لكَ في بيروت: هذه فيروزنا، وهذا لبناننا. فهمنا مع الوقت أن فيروز التي كان يتردد أيّام الحرب الأهليّة أنها الرمز الوحيد الباقي لوحدة لبنان، هي أيضاً رمز لأخوّة ما، روحيّة وحقيقية، بين لبنان وسوريا. سوريا، أي أهلها وناسها الذين لا يمكن اختزالهم الى نظام سياسي، علماً بأن السياسة لم تكن يوماً بعيدة عن قصّة الحبّ الغريبة تلك، بين السوريين و«سفيرتنا (سفيرتهم) إلى النجوم»... هناك أيضاً الحبّ الفلسطيني لفيروز، لكنّ تلك حكاية أخرى. اليوم، ترتفع أصوات لبنانيّة، داعية فيروز إلى عدم الذهاب إلى دمشق، حيث ينتظر الجمهور بشوق عرض مسرحيّتها «صحّ النوم» في «دار الأوبرا»، مساء الثامن والعشرين من الشهر الجاري، في إطار برنامج ضخم يواكب إعلان دمشق «عاصمة الثقافة العربيّة للعام ٢٠٠٨». الدعوة اللبنانيّة إلى المقاطعة التي نقلتها بلمحة بصر مجلّة Courrier International الفرنسيّة، هي باسم الحريّة طبعاً، وتحت راية معارضة النظام السوري. لكنّ هذا الموقف، الساذج في أفضل الحالات، إذ نفترض أنّه يستند إلى نيات (ديموقراطيّة) طيبة، فيه افتراء على فيروز أولاً، من خلال زجّها في لعبة ابتزاز هي منها براء... وفيه ظلم لشعب كامل عبر السعي الى عزله، ومطالبته بدفع ثمن باهظ نيابة عن حكّامه. هل اتخذ «دعاة الحريّة العربيّة» الموقف النبيل نفسه، حين قدّمت فيروز المسرحيّة إيّاها في عمّان؟ هل تثور ثائرتهم إذا غنّت في القاهرة أو تونس أو دبي (لن نقول جدّة أو الرياض، فالأمر حتى الآن ما زال مستحيلاً هناك)...؟ أم أن ساعة الديموقراطيّة يجب أن تدقّ، وبسحر ساحر، فقط حيث يقرر الكاوبوي الأميركي، وحين يقرّر ذلك؟ بلى فيروز. اذهبي إلى دمشق. دمشق ليست تل أبيب. طالبنا إلهام المدفعي وقبله سعاد ماسي بمقاطعة الكيان الصهيوني المغتصب. لكنّك بين أهلك في دمشق، في بيتك، بغض النظر عن كلّ شيء... منذ الخمسينات صدح صوتك الصاعد عبر إذاعتها، ومسرح «معرض دمشق الدولي» ما زال يشهد على لحظات تألقك. أنت أرفع من التواطؤ مع أي جلاد، فاذهبي وغنّي للحريّة هناك، وسيسمعك ميشال كيلو ورفاقه من سجنهم... عسى إطلاق سراحهم يكون وشيكاً كي يأخذ الاحتفال بعاصمة الثقافة العربيّة معناه الحقيقي. سيسمعونك، كما يسمعك كل سجناء الرأي، والمضطهدون من أجل قناعاتهم ومبادئهم، في ديار العرب جمعاء، وليس فقط في سوريا. اذهبي وغنّي للناس الذين يحبّونك، عينهم على لبنان وهم يحلمون بغد أفضل. احملي لهم سلاماً من بلدك الجريح الذي قهر البرابرة صيف ٢٠٠٦، لأوّل مرّة منذ نكبة فلسطين. وبشرّيهم بالمجتمع المدني، وبالديموقراطيّة التي تسعى إليها النخبة الشجاعة المستنيرة هناك (وفي المنافي)، خطوة خطوة، بتضحياتها ووعيها وحسّ وطني مترسّخ يمنعها من المقامرة على بلادها، على تعريض وطنها (ودول الجوار) للنحر والتفتّت، كما يحصل للأسف الشديد في العراق. ارتدي ملابس قرنفل، بطلة «صحّ النوم»، دعيها تسرق ختم الحاكم المستبد لتعيد إلى المواطنين حقوقهم الضائعة. دعيها تردّد: «يا مولانا الوالي/ شفت الأهالي ناطرين/ واقفين، ناطرين/ حاملين بيوتن بإيديهم/ جرّحني صريخ ولادن/ وشفتك نايم يا مولانا...». سيسمعك السوريّون جيّداً، كما سمعك الفلسطينيّون والأردنيّون واللبنانيّون... فتحت سماء دمشق، ومع أهلها فقط، يمكن اختراع «الربيع» الآتي لا محالة... http://www.al-akhbar.com/ar/node/59929 لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - بسام الخوري - 01-12-2008 اذهبي وغنّي للناس الذين يحبّونك، عينهم على لبنان وهم يحلمون بغد أفضل. احملي لهم سلاماً من بلدك الجريح الذي قهر البرابرة صيف ٢٠٠٦، لأوّل مرّة منذ نكبة فلسطين. وبشرّيهم بالمجتمع المدني، وبالديموقراطيّة التي تسعى إليها النخبة الشجاعة المستنيرة هناك (وفي المنافي)، خطوة خطوة، بتضحياتها ووعيها وحسّ وطني مترسّخ يمنعها من المقامرة على بلادها، على تعريض وطنها (ودول الجوار) للنحر والتفتّت، كما يحصل للأسف الشديد في العراق. he mean 8 azar group لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - بسام الخوري - 01-12-2008 هل نسيت ان فيروز و زوجها من رواد الحزب القومي السوري ؟ و غنت من هذه القناعة حتى عندما كان الحزب محظور بسوريا . i do not know that thank you for this information لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - asyrian - 01-12-2008 Array بالفعل حزب فيروز حزب توتاليتاري ألعن من الحزب الناصري والبعثي فأصبح انتقادها ألعن وأصعب من انتقاد عبد الناصر أوصدام حسين أوحافظ الأسد .... [size=6]ياسيدي طز فيكم وبفيروز .:97_old:...لا أحد مقدس وفوق الانتقاد , في هذا المنتدى وغيره تعرضتم لمحمد والمسيح وكافة المقدسات والزعامات .....فهل فيروز أهم من الرسل ... [/quote] ليتك يا بسام أن تعي معنى الانتماء لحزب فيروز انه الاقوى و الأبقى و الأروع لا بيانات و لا تفاهات و لا سلاح له غير أغنية و لحن يُصغر كل من يحاول أن يناله و الأهم أنه لم يجبر أحد على الإنتماء له بسام لا أعرف لماذا هذا التورط في مثل هذا الموضوع و انا على يقين أن أحدنا في لحظة إندفاع أو رفض لحالة ما قد ينجرف لينال ممن يحبهم كلنا يعرف أنك تعشق فيروز انت عملت متل (محبة الدب لأبنه اجا ليبوسو قام دعسو) لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - محمد الأحمر - 01-12-2008 أخي فيروز لبناني ولكن صوتها عربي كما ربت من أجيال على صوتا كم ترعررع الشبان بين أحضان كلماتها أما عن الأخ الأسم: عمر العراقي يافيروز يابلبل الصباح لا ذتعكري صوتك بهواء السجون والمعتقلات التي بدأت تزخر ليس فقط بالسوررين وانما العراقيين لهم حصة كبيرة وهذا كله مرضات لايران التي سرحت ومرحت بالمفخخات في شوارع بغداد بالتعاون مع سوريا ياللاسف يافيروز لو غنيتي فوق سجون سوريا أخي أنتم العراقيون أخر من يتكلمون أو يتفوهون بأي حرف أنت عاله على سوريا تحمل الشعب ملا يستطيع رفع الأيجار ذياده الراقصات الاهرات تغير أسامي شوارع إلى أسماء مدن أدخلتم عادات جديده أخي بالله وهل يسمع كلامن شخص مثلك لا والله أخي لا تتدخل فيما لا يعنيك سوريا حره أبيه ولكن قد يكون هناك أخطاء يجب تداركها لا علاق لفيروز بها وكل شخص يمس الامن القومي لسوريا بأفكاره وبكلمات لينا نحنى الشعب السوري أن نقتص منه أخي هون عليك وبدأ بتحدث ن السياسه بلعراق في بامس الحاجه لأمثالك من الجهلاء لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - بسام الخوري - 01-15-2008 جنبلاط يهاجم فيروز لنيتها الغناء في دمشق وغسان رحباني يصفه ب"نكرة" الاخبار السياسية هاجم النائب اللبناني "وليد جنبلاط" الفنانة الكبيرة "فيروز" دون أن يسميها على خلفية نيتها إعادة عرض مسرحيتها صح النوم في دار الأوبرا بدمشق في الثامن والعشرين من كانون الثاني الجاري بعد غياب إستمر أكثر من 30 عاما عن جمهورها السوري . وقال جنبلاط في حديث الى صحيفة "الأنباء" التي يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي إن "بعض الأصوات الغنائية القديرة تتبرع لأجهزة الاستخبارات السورية التي تفهم ثقافة القتل والاستبداد والقهر والظلم والبطش ولا تقدر الفن "على حد تعبيره . وسبق إنتقاد جنبلاط للسيدة فيروز دعوة مماثلة من النائب في كتلته "أكرم شهيب" وجهها اليها طالبها فيها بعدم الغناء في دمشق ، التي تحيي إحتفالية "عاصمة الثقافة العربية ".. وتساءل جنبلاط .. "هل تتبرع بعض الأصوات الغنائية القادرة لهذه الأجهزة الاستخبارية ؟ وهل يقدرون أصلاً الثقافة والفن.." ؟ وردّ الفنان غسان الياس الرحباني على جنبلاط بقوله إن السيدة فيروز" أعلى من أن تطالها انتقادات الحاقدين، والنائب جنبلاط نكرة أمام فيروز، وإن التطاول عليها لإرهاب فناني لبنان". سيريانيوز لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - White River - 01-17-2008 فيروز ستغني في دمشق الخميس 17 كانون ثاني 2008 اكدت الدكتورة حنان قصاب حسن الامين العام لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 امس ان الفنانة اللبنانية فيروز قادمة الى دمشق. وقالت قصاب حسن «فيروز ستأتي بدون ادنى شك». وتقدم فيروز مسرحية «صح النوم» من 28 كانون الثاني ولغاية الثاني من شباط في دار الاوبرا في اطار احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008. من جانبه اكد وزير الاعلام السوري محسن بلال في مؤتمر صحافي ردا على سؤال ان فيروز «ستغني في دمشق ودمشق ترحب بها». وكانت ريما الرحباني، ابنة فيروز ومديرة اعمالها، اكدت ان والدتها ستقدم مسرحية «صح النوم» في دمشق، في رد على الحملة التي قادتها بعض الأصوات السياسية والصحافية اللبنانية مطالبة فيروز بعد الذهاب الى العاصمة السورية لاسباب سياسية. وكان النائب في الأكثرية النيابية اكرم شهيب وجه رسالة إلى فيروز قال فيها «من يحب لبنان الوطن لا يغني أمام سجانيه». (أ ف ب) http://www.journaladdiyar.com/Article_Front.aspx?ID=74496 لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - العلماني - 01-17-2008 فيروز سفيرة النجوم فيروز ليست مغنية عادية، إنها صوت الراحة الوحيد وسط الشقاء العربي. عزاء وسلوى وحب وشجن وسط ضجيج عالم لم يكف عن التقاتل بسبب أو من دون سبب. رافقتنا نغمات صوتها من براءة الصبا، إلى قسوة النضج. تغنت معنا بأحلام المجد العربي، وبكت لمدننا الضائعة وأرواحنا المنكسرة، وفي كل هذا حافظت على صوتها حارًا ومتدفقًا وعلى غنائها قويًا وعذبًا. كانت أشبه بشريان للحياة لم تعكره الصراعات العربية ولا الهزائم المتوالية. ظل ساميًا وشاديًا وسط عالم تسوده الفوضى والعشوائية. هذه هي قيمة صوت فيروز الحقيقية، إنها علت بنا وبالأرض التي نعيش عليها حتى تخيلنا أنه يمكن ملامسة النجوم. إنه سحر الغناء الذي لم تقدر عليه ساحرة أخرى مثل فيروز. مشاهد متفرقة.. لصوت خجول لسان حال الجميع .. رغم كل الانقسامات الطائفية والسياسية.. لقد جئنا لنستمع فقط إلى فيروز. مشهد أول تقول الحكاية إن «مجلس» عائلة الرحباني اجتمع، ما إن تفاقمت الحرب اللبنانية في جولاتها الأولى حوالي العام 1976، وراح يفكر في أفضل الطرق لعبور الحرب من دون خسائر كبيرة. فلبنان في ذلك الحين كان مقسمًا، بين كل شيء، وكل شيء تقريبًا. في العمل والمؤسسة الفنية والعائلية - الرحبانية - ترى نفسها مع الجميع وعلى عكس الجميع في الوقت نفسه، كان المطلوب الوصول إلى حل لا يقوم على السكوت والاستنكاف. وكانت الصورة في كل وسائل الإعلام - المنقسمة بدورها - أن غناء فيروز وأعمال الرحباني تشكل القاسم المشترك بينها. فمن يعتبر لبنان أولاً، لديه ما يكفيه من خزان الرحابنة - الفيروزي، الفني. ومن يرجح كفة فلسطين لديه ما يريد، وكذلك كل من يتجه بأنظاره صوب العروبة. أما من يريد الفن للفن فلن يخلو وفاضه، وكذلك حال من يريد الفن لخدمة المجتمع وقضاياه. يومها، فجأة خلال النقاش الذي ظل - على أي حال - هادئًا لا عواطف مكثفة فيه وُجد الحل المنطقي: سنوزع أنفسنا، نظريًا على الأقل: زياد يذهب إلى «الوطنيين». إلياس يبقى على علاقة بالمسيحيين. عاصي حصته العرب. وعلى هذا النحو تقول الحكاية تم توزيع التوجهات. ولكن ماذا عن فيروز؟ كان الجواب: تبقى لكل لبنان ولكل العرب. طبعًا من المنطقي أن هذا المشهد لم يحصل أبدًا. لكن الحكاية إنما هي كتابة مبتكرة تعبر، أولا: عن حيرة الفنانين بشكل عام وتمزقهم إزاء ما كان يحصل في لبنان، وثانيًا: عن الموقع الذي تحتله الأسرة الرحبانية - وتعتبر فيروز جزءًا أساسيًا منها - في الخارطة اللبنانية والعربية. وثالثًا: عن كيف أن على الفن أن يسلك طريقه بأمان، ويحافظ على مسافة إيجابية تفصله عن كل المتخاصمين حين يشتد الصراع بين أبناء البيت الواحد. وسواء أكان هذا المشهد قد حصل أم لا، فإن النتيجة كانت واحدة: اختفت الحرب ذات يوم، وظل الرحابنة في القمة، وظلت فيروز في مكانها الطبيعي: لكل لبنان، لكل العرب. مشهد ثان 17 سبتمبر 1994 - ساحة الشهداء في وسط بيروت. الساحة كانت في ذلك الحين فراغًا صحراويًا خلفته الحرب الطاحنة، والذين يعرفون بيروت يعرفون المعنى الخفي لتحول الساحة الرئيسة في وسط بيروت إلى صحراء ترتمي على جوانبها أطلال عمران قديم. المعنى الخفي هو استحالة اللقاء بين اللبنانيين. ذلك أن الامتداد الجغرافي المسمى، وسط بيروت، الذي يشمل ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح ومنطقة المعرض وساحة النجمة نزولاً حتى الواجهة البحرية، يعني في لبنان أكثر من طوبوغرافيته الطبيعية بكثير. إنه الوسط الذي تبدو كل المناطق اللبنانية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن حدود لبنان الشرقية، وكأنها تصب فيه بشرًا وجغرافية وأحاسيس نفسية، في نهاية الأمر. فلبنان المنقسم إلى أعلى درجات الانقسام، ما كان يمكنه أن يتجاوز ذلك الانقسام، إلا إذا عادت نقطة لقائه المركزية - جغرافية وسط بيروت - إلى حالها: عامرة بالعمران والبشر. وهذا اللقاء ذو المغزى العميق، كان يجب انتظار إنجاز عمران الوسط المذكور وامتلائه بالمطاعم والمقاهي والمكاتب والمصارف والحوانيت والناس بالتالي بدءًا من العام 2000، حتى يتم، وعلى هذا النحو نعرف أن لبنان عاش حلمًا كبيرًا خلال خمس سنوات تلت العام 2000 وسبقت الدمار اللاحق نفسيًا إن لم يكن جسديًا، الذي يصيب تلك المنطقة حاليًا. لكن هذا الحلم، كانت له «بروفة» عامة، أكدت أهميته وحتميته في السابع عشر من سبتمبر 1994. ذلك أن هذا التاريخ سوف يبقى إلى الأبد مطبوعًا في ذاكرة اللبنانيين والضيوف العرب، لأنه تاريخ عودة فيروز إلى الغناء، أمام جمهور قدّر بنحو 50 إلى 60 ألف شخص، تجمعوا في ساحة الشهداء آتين، كما يمكننا أن نفترض ليس فقط من كل أنحاء لبنان، بل أيضًا من بلاد عربية عدة، ليس فقط ليستمعوا إلى فيروز أو يروها تعتلي خشبة أقيمت وسط المكان. بل ليروا لبنان نفسه عائدًا إلى مكانه الطبيعي. ذلك أن غناء فيروز في ذلك اليوم، في ذلك المكان بالضبط، كان واضح الدلالة: كان يمتد من الإشارة إلى عودة وسط بيروت مكانًا للقاء، إلى الإشارة إلى عودة لبنان إلى مكانته وفنه، مرورًا بعودة العرب إلى بيروت ولبنان، ليس على هيئة أيديولوجيين مقاتلين، بل على هيئة عشاق للبنان، هواة للفن، محبين لفيروز. كان المشهد رائعًا إذن يومها، وكانت فيروز رائعة، وكانت بيروت في أحلى بهائها، رغم أن الغبار كان يملأ الجو، ورائحة تزفيت أرض الساحة منتشرة. والحقيقة أنه من الاستماع إلى فيروز إلى جس نبض الوطن وإمكان قيامه، إلى العودة إلى اكتشاف الآخر، وسبر قدرة هذا الآخر على اكتشاف آخره، خطوات قطعت في تلك السهرة العجيبة ، السهرة التي كانت عناوينها ثلاثة: لبنان، الفن, وفيروز. وخاصة فيروز التي أطرب غناؤها كل الحاضرين، ووصل الطرب إلى الذين لم يحضروا أو لم يتمكنوا من الحضور، أو خافوا الحضور، وكان شعارهم وسيظل دائمًا: سعيد من كان في بيروت في ذلك اليوم. وممن كانوا في بيروت في ذلك اليوم صحفي فرنسي أرسلته مجلة «الإكسبرس» ليصف ما يحصل، وكان ذلك الصحفي من أكثر الناس سعادة، فهو حظيَ بتحقيق حول الحفل الجامع، لم يحظ بمثله أي صحفي أوربي آخر. لكنه حظي أيضًا بلقاء مع فيروز قُسِّمَ أجزاءً: منه جزء خلال البروفات في مكان الحفل بعد ظهر ذلك اليوم نفسه، وجزء في منزل فيروز في اليوم التالي، حيث انطوت «سفيرة لبنان إلى النجوم»، على نفسها متعبة، سعيدة بما تحقق، تقول إنها «كانت ليلة من ليالي النعمى. بدا فيها وكأن الرب شاء أن يبارك شيئًا ما. لقد كان هناك خلق كثر، بدوا أولاً وكأنهم يؤدون صلاة مشتركة، ثم انصرفوا بعد ذلك بصمت وخشوع. لقد كانت ليلة مختلفة عن كل الليالي الأخرى، لحظة فريدة». هذا الكلام نقله عنها الصحفي قائلاً: إن فيروز بعد صمت قصير احمرّ خلاله وجهها خجلاً أضافت: «لقد كانت هناك مشاعر كثيرة مختلطة: ذكريات أحباء فقدوا بسبب الحرب»، خاصة. لاحظ الصحفي يومها أن محدثته، التي لها كل الجلال والهيبة فوق الخشبة أمام عشرات الألوف، بدت أمامه خجولاً مثل أصحاب اللهيب الذين اعتادوا أن يكرسوا حياتهم كلها لشغف واحد: «أما حين تغني فإنها تصبح معلمًا من معالم الحياة العليا»، قال الصحفي. مشهد ثالث (يسبق المشهدين الآخرين) منصور الرحباني في حديث إلى مجلة ثقافية لبنانية، في العام 1983: «كان العام 1952 هو العام الذي تعرفنا فيه على نهاد حداد. عرفنا عليها حليم الرومي في الإذاعة اللبنانية. قال لعاصي: «هناك بنت تغني مع فرقة فليفل في الكونسرفتوار صوتها حلو». سمعها عاصي، وإذ قال له الرومي «علّمها». أخذها وعلّمها. كان حليم الرومي هو الذي أعطى نهاد حداد اسم فيروز». في ذلك الحديث، يلفت منصور النظر إلى أن اسم فيروز «رجالي بالأصل». وربما كان ذلك استباقًا للأمور. ذلك أننا إذا استثنينا بعض أغاني العاطفة في مراحل رومانسية رحبانية معينة، سنجد أن الغناء الفيروزي، بما في ذلك طابع الصوت نفسه، وقف دائمًا مع الإنشاد الملائكي خارج التقسيم الأنثوي - الذكوري. ولعل هذا الأمر الذي كان مأخذًا للمثقفين على فيروز، ساهم أساسًا في صنع الأسطورة الفيروزية. وهو يتلاءم تمامًا مع ما يقوله منصور عن فيروز - ويلتقي فيه مع الصحفي الفرنسي: «حين تعرّفنا على فيروز، كانت بنتًا خجولاً منطوية على نفسها، لكن كل ملامحها كانت تقول إنها سوف تكون شيئًا ما، شيئًا عظيمًا، الإنسان الموهوب يظهر بموهبته فجأة، من النظرة الأولى، ومهما كان حجم خجله». محمد سلمان قال لي مرة: «اللي بيجي بيجي وفيه تاج عاراسو». والحقيقة أن فيروز جاءت وعلى رأسها تاج. كان هدفها قويا منذ البداية، ولكن كان ينقصه التشذيب والانطلاق، وانطلاقة الصوت عند فيروز محض رحبانية. ولقد كانت تلك الانطلاقة بمنزلة الرد على كل الأصوات، التي كانت شائعة في العالم العربي، «نحن مَن صنعنا ذلك الصوت، وصنعنا شخصيته الخاصة، صوت فيروز جزء لا يتجزأ من شخصيتنا نحن...». إبراهيم العريس ----------------------------------------- عن "مجلة العربي" الكويتية - عدد يونيو 2007 لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - بسام الخوري - 01-17-2008 بدأت عام 1955 واستمرت أغاني وألحاناً وعشقاً ... علاقة فيروز بالشام... حكاية حب لا تتوقّف أحمد بوبس الحياة - 17/01/08// فيروز ... صوت حنون عشقه السوريون، واعتادوا الاستيقاظ صباح كل يوم على تغريده العذب. عبر الإذاعات السورية الرسمية والخاصة التي تبدأ ارسالها يومياً بالغناء «الفيروزي». وعشق الدمشقيين خاصة والسوريين عامة لفيروز عشق يومي، إذ من المستحيل أن تدخل بيتاً في سورية ولا تجد فيه تسجيلات لفيروز. وكيفما يلتفت المرء يسمع صوتها في المقاهي والمطاعم والأماكن السياحية، باعتبارها رمزاً للفن العربي. وعندما أعلن أن فيروز ستقدم مسرحية «صح النوم» على مسرح دار الأوبرا في دمشق، لمناسبة افتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، تحول العشق الهادئ لدى السوريين إلى بوح علني. فالكل يريد أن يحضر فيروز ويشاهدها، ويحظى ولو بصورة معها أو يحصل على توقيعها. فخبر زيارة فيروز لدمشق أشعل الذكريات في نفوسهم. أعادهم إلى أيام كانت فيروز تمثل مناسبة سنوية مهمة لهم مثل الأعياد، ينتظرونها بلهفة... ومما زاد في شوق السوريين لفيروز أن غيابها عنهم طال، فآخر مرة غنت فيها في سورية كانت عام 1987 على مسرح بصرى الأثري. أما مسرحية «صح النوم» فقدمت في دمشق قبل أربعين سنة أي عام 1968 على مسرح معرض دمشق الدولي. وحكاية فيروز مع دمشق بدأت عام 1953. ففي أحد أيام ذاك العام كان الأمير يحيى الشهابي كبير مذيعي إذاعة دمشق ومدير البرامج فيها آنذاك، يتناول طعامه في مطعم العجمي في بيروت. وكــان مذياع المطـــعم يبث برامج الإذاعة اللبــنانية. وقدم المذيع مطربة اسمها فــيروز، فغنّت في شــكل جميل أدهــش الأمير الــشهابي. فتوجه فوراً إلى مقر إذاعة بيروت، وسأل حليم الرومي (رئيس الدائرة الموسيقية في الإذاعة آنذاك) عن المطربة. استدعاها الرومي. وإذ بها تدخل مرتدية مريولاً مدرسياً، ومعها عاصي الرحباني متأبطاً كمانه وبرفقته شقيقه منصور يرتدي بزة الشرطة ومتأبطاً بزقه. وعرض عليهم الأمير الشهابي العمل في إذاعة دمشق، فوافقوا فوراً، لأن إذاعة دمشق كانت من أقوى الإذاعات العربية. وأصبحت فيروز تحضر كل أحد مع الأخوين الرحباني إلى دمشق، لتسجيل أعمالهم لمصلحة الإذاعة السورية. لكن كيف بدأت حكاية فيروز على مسرح معرض دمشق الدولي؟ كان ذلك أواخر عام 1955. وكان الفضل في ذلك لجهود الصحافي اللبناني هشام أبو ظهر الذي كان يعرف فيروز والأخوين الرحباني. فقدّمهم الى المدير العام لمعرض دمشق الدولي آنذاك فيصل دالاتي الذي عرض عليهم المشاركة في مهرجان فني جديد، يجري الاعداد له على مسرح المعرض. وبالفعل وقّع عقداً معهما في هذا الشأن، وبدأت مشاركة فيروز في مهرجان معرض دمشق الدولي منذ دورته الأولى عام 1956، فقدمت مجموعة من الموشــحات والأغــنيات الأخرى بمرافقة الــفرقة الشــعبية اللبنانية. بدأت بموشحي «جادك الغيث» و «لما بدا يتثنى»، ثم غنت مجموعة من ألحان الرحابنة مثل «يا قمر أنا وياك» و «ما في حدا». وكان في مقدم الحضور الزعيم الوطني فخري الــبارودي. واســتمرت بعد ذلك في مــشاركتها ســنوياً من دون انــقطــاع حتى عام 1977، عــندما حالت الحرب الأهــلية اللبــنانية دون اســتمرار تلك المــشاركة. وكانت مشاركاتها حتى عام 1961 بحفلات منوعة. بعدها بدأت بتقديم المسرحيات مع الرحابنة. والمسرحيات التي قدمتها على مسرح المعرض حسب تسلسلها الزمني هي: «جسر القمر» عام 1962 و «الليل والقنديل» عام 1963 و «بياع الخواتم» 1964 و «هالة والملك» 1967، و «الشخص» 1968 و «صح النوم» 1971 و «ناطورة المفاتيح» 1972 و «لولو» 1974 و «ميس الريم» 1975، و «بترا» 1977. وفي الأعوام التي لم تشارك فيها فيروز في مسرحيات، أقامت حفلات غنائية. هذا الحب الكبير الذي أعطته دمشق لفيروز، قابلته الأخيرة بحب أكبر من خلال مجموعة من الأغنيات غنّت بها دمشق. وشاميات فيروز من أجمل ما لحّن الرحابنة. وجميعها قدمتها فيروز على مسرح معرض دمشق الدولي الذي ارتبط باسمها في ذاكرة الدمشقيين. ومن أهم حفلاتها في أيلول (سبتمبر) 1961، حيث شدت بأجمل أغنياتها عن الشام «سائليني يا شام» رائعة سعيد عقل الشعرية. والأغنية تتحدث عن دمشق عاصمة الأمويين وجنة الدنيا بنهرها بردى. ويقول مطلع الأغنية: «سائليني يا شام، حين عطرت الغمام، كيف غار الورد، واعتل الخزام، وأنا لو رحت أسترضي، لانثنى لبنان عطراً يا شام». ومن شعر وتلحين الرحابنة غنّت أغنيات شامية أخرى مثل «يا شام عاد الصيف» و «شام يا ذا السيف» التي تتحدث عن دمشق عاصمة المجد وصانعة اشراق التاريخ العربي. والمعاني نفسها حملتها قصيدة «قرأت مجدك». ومن أجمل ما غنت فيروز للشام «طالت نوى وبكت». وهذه الأغنية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمعرض دمشق الدولي أواخر فصل الصيف حيث الموعد السنوي لفيروز مع دمشق. وفي الأغنية إشارة واضحة إلى ذلك في المقطع الذي يقول: «شام أهلك أحبابي، وموعدنا أواخر الصيف، آن الكرم يعتصر، نعتق النغمات البيض نرشفها، يوم الأماسي لا خمر ولا سهر». وتعود فيروز إلى سعيد عقل فتغني قصيدة «نسمت من صوب سورية الجنوب». والأغنية الوحيدة التي قدمتها فيروز عن الشام وليست من تلحين الرحابنة، هي قصيدة «مرّ بي يا واعداً وعدا» التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب من شعر سعيد عقل. وآخر أغنيات سفيرتنا إلى النجوم عن الشام «بالغار كلّلت أم بالنار يا شام» نظم وتلحين الرحابنة بعد الانتصارات التي حققها المــقاتلون الســوريون فـــي معارك «حرب تشرين» (1973). لا تذهبي الى دمشق يا فيروز - vodka - 01-17-2008 Array بدأت عام 1955 واستمرت أغاني وألحاناً وعشقاً ... علاقة فيروز بالشام... حكاية حب لا تتوقّف أحمد بوبس الحياة - 17/01/08// فيروز ... صوت حنون عشقه السوريون، واعتادوا الاستيقاظ صباح كل يوم على تغريده العذب. عبر الإذاعات السورية الرسمية والخاصة التي تبدأ ارسالها يومياً بالغناء «الفيروزي». وعشق الدمشقيين خاصة والسوريين عامة لفيروز عشق يومي، إذ من المستحيل أن تدخل بيتاً في سورية ولا تجد فيه تسجيلات لفيروز. وكيفما يلتفت المرء يسمع صوتها في المقاهي والمطاعم والأماكن السياحية، باعتبارها رمزاً للفن العربي. وعندما أعلن أن فيروز ستقدم مسرحية «صح النوم» على مسرح دار الأوبرا في دمشق، لمناسبة افتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، تحول العشق الهادئ لدى السوريين إلى بوح علني. فالكل يريد أن يحضر فيروز ويشاهدها، ويحظى ولو بصورة معها أو يحصل على توقيعها. فخبر زيارة فيروز لدمشق أشعل الذكريات في نفوسهم. أعادهم إلى أيام كانت فيروز تمثل مناسبة سنوية مهمة لهم مثل الأعياد، ينتظرونها بلهفة... ومما زاد في شوق السوريين لفيروز أن غيابها عنهم طال، فآخر مرة غنت فيها في سورية كانت عام 1987 على مسرح بصرى الأثري. أما مسرحية «صح النوم» فقدمت في دمشق قبل أربعين سنة أي عام 1968 على مسرح معرض دمشق الدولي. وحكاية فيروز مع دمشق بدأت عام 1953. ففي أحد أيام ذاك العام كان الأمير يحيى الشهابي كبير مذيعي إذاعة دمشق ومدير البرامج فيها آنذاك، يتناول طعامه في مطعم العجمي في بيروت. وكــان مذياع المطـــعم يبث برامج الإذاعة اللبــنانية. وقدم المذيع مطربة اسمها فــيروز، فغنّت في شــكل جميل أدهــش الأمير الــشهابي. فتوجه فوراً إلى مقر إذاعة بيروت، وسأل حليم الرومي (رئيس الدائرة الموسيقية في الإذاعة آنذاك) عن المطربة. استدعاها الرومي. وإذ بها تدخل مرتدية مريولاً مدرسياً، ومعها عاصي الرحباني متأبطاً كمانه وبرفقته شقيقه منصور يرتدي بزة الشرطة ومتأبطاً بزقه. وعرض عليهم الأمير الشهابي العمل في إذاعة دمشق، فوافقوا فوراً، لأن إذاعة دمشق كانت من أقوى الإذاعات العربية. وأصبحت فيروز تحضر كل أحد مع الأخوين الرحباني إلى دمشق، لتسجيل أعمالهم لمصلحة الإذاعة السورية. لكن كيف بدأت حكاية فيروز على مسرح معرض دمشق الدولي؟ كان ذلك أواخر عام 1955. وكان الفضل في ذلك لجهود الصحافي اللبناني هشام أبو ظهر الذي كان يعرف فيروز والأخوين الرحباني. فقدّمهم الى المدير العام لمعرض دمشق الدولي آنذاك فيصل دالاتي الذي عرض عليهم المشاركة في مهرجان فني جديد، يجري الاعداد له على مسرح المعرض. وبالفعل وقّع عقداً معهما في هذا الشأن، وبدأت مشاركة فيروز في مهرجان معرض دمشق الدولي منذ دورته الأولى عام 1956، فقدمت مجموعة من الموشــحات والأغــنيات الأخرى بمرافقة الــفرقة الشــعبية اللبنانية. بدأت بموشحي «جادك الغيث» و «لما بدا يتثنى»، ثم غنت مجموعة من ألحان الرحابنة مثل «يا قمر أنا وياك» و «ما في حدا». وكان في مقدم الحضور الزعيم الوطني فخري الــبارودي. واســتمرت بعد ذلك في مــشاركتها ســنوياً من دون انــقطــاع حتى عام 1977، عــندما حالت الحرب الأهــلية اللبــنانية دون اســتمرار تلك المــشاركة. وكانت مشاركاتها حتى عام 1961 بحفلات منوعة. بعدها بدأت بتقديم المسرحيات مع الرحابنة. والمسرحيات التي قدمتها على مسرح المعرض حسب تسلسلها الزمني هي: «جسر القمر» عام 1962 و «الليل والقنديل» عام 1963 و «بياع الخواتم» 1964 و «هالة والملك» 1967، و «الشخص» 1968 و «صح النوم» 1971 و «ناطورة المفاتيح» 1972 و «لولو» 1974 و «ميس الريم» 1975، و «بترا» 1977. وفي الأعوام التي لم تشارك فيها فيروز في مسرحيات، أقامت حفلات غنائية. هذا الحب الكبير الذي أعطته دمشق لفيروز، قابلته الأخيرة بحب أكبر من خلال مجموعة من الأغنيات غنّت بها دمشق. وشاميات فيروز من أجمل ما لحّن الرحابنة. وجميعها قدمتها فيروز على مسرح معرض دمشق الدولي الذي ارتبط باسمها في ذاكرة الدمشقيين. ومن أهم حفلاتها في أيلول (سبتمبر) 1961، حيث شدت بأجمل أغنياتها عن الشام «سائليني يا شام» رائعة سعيد عقل الشعرية. والأغنية تتحدث عن دمشق عاصمة الأمويين وجنة الدنيا بنهرها بردى. ويقول مطلع الأغنية: «سائليني يا شام، حين عطرت الغمام، كيف غار الورد، واعتل الخزام، وأنا لو رحت أسترضي، لانثنى لبنان عطراً يا شام». ومن شعر وتلحين الرحابنة غنّت أغنيات شامية أخرى مثل «يا شام عاد الصيف» و «شام يا ذا السيف» التي تتحدث عن دمشق عاصمة المجد وصانعة اشراق التاريخ العربي. والمعاني نفسها حملتها قصيدة «قرأت مجدك». ومن أجمل ما غنت فيروز للشام «طالت نوى وبكت». وهذه الأغنية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمعرض دمشق الدولي أواخر فصل الصيف حيث الموعد السنوي لفيروز مع دمشق. وفي الأغنية إشارة واضحة إلى ذلك في المقطع الذي يقول: «شام أهلك أحبابي، وموعدنا أواخر الصيف، آن الكرم يعتصر، نعتق النغمات البيض نرشفها، يوم الأماسي لا خمر ولا سهر». وتعود فيروز إلى سعيد عقل فتغني قصيدة «نسمت من صوب سورية الجنوب». والأغنية الوحيدة التي قدمتها فيروز عن الشام وليست من تلحين الرحابنة، هي قصيدة «مرّ بي يا واعداً وعدا» التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب من شعر سعيد عقل. وآخر أغنيات سفيرتنا إلى النجوم عن الشام «بالغار كلّلت أم بالنار يا شام» نظم وتلحين الرحابنة بعد الانتصارات التي حققها المــقاتلون الســوريون فـــي معارك «حرب تشرين» (1973). [/quote] شفت شلون لازم فيروز تغني في الشام يا ابو رياض |