حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مع خواطر الختيار ! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: مع خواطر الختيار ! (/showthread.php?tid=13089) |
مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-21-2007 قالت الصديقة الشهيدة الزهراء عليها السلام فى خطبتها المعروفة التي هي في غاية الفصاحة والبلاغة، والمتانة وقوة الحجة، وهي من محاسن الخطب وبدائعها، عليها مسحة من نور النبوة، وفيها عبقة من أرج الرسالة, و كان بنوهاشم يحفظونها لاولادهم : "فجعل اللّه الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحجّ تشييداً للدين " و سلام الله على الصدّيقة الشهيدة الممنوع إرثها، المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها سلاماً، لا بداية له ولا نهاية. مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-23-2007 Arrayمن بدع عمر بن الخطاب : انه كان يمنع الاماء من ارتداء الحجاب يقول البغوي في معالم التنزيل : قال أنس مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة، وقال يالكاع أتتشبهين بالحرائر، ألقي القناع و يفسر قوله تعالى " ذلك ادنى ان يعرفن " ب ان يعرف انهن حرائر , و الصحيح ان معناها : ان يعرفن بالعفاف و هاهم العلمانيون اخزاهم الله يستندون اليوم الى ذلك ليقولوا ان الحجاب ليس فريضة لانه لم يعد هناك اماء فزالت علة فرض الحجاب فليختر اهل السنة احد امرين : تضليل عمر او الانضمام لاعداء الحجاب[/quote] لم يعقب اهل السنة و نقول : هذا الفعل لا يثبت عن عمر رحمه الله , و قد بينا فى المداخلات السابقة ان اهل السنة الاموية افتروا الاكاذيب على عمر يكفى مثلا ما بيناه من ان ما يسمى ب الموافقات العمرية كلها اكاذيب اختلقها رواة اهل السنة السفيانية و الصحيح انه لا فرق بين الحرائر و بين الاماء فكلهم يجب عليهم الحجاب و الحجاب الصحيح هو كما ثبت عن عبيدة السلمانى صاحب امير المؤمنين عليه السلام : اى النقاب راجع للفائدة رد المرحوم طلعت حرب على المدعو قاسم امين مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-23-2007 Arrayاما عثمان بن عفان - فهو من الشجرة الملعونة فى القران العظيم[/quote] الشجرة الملعونة فى القران هى شجرة بنى امية فقد راى رسول الله بنى مروان ينزون على منبره فما رؤى صاحكا قط بعدها و قد زعم الصهيونى يوسف الحداد ان المراد بالرؤيا تلك رؤيا الاسراء و المعراج و هذا من اكاذيب هذا القس فالاسراء و المعراج لم تكن رؤيا منامية بل حقيقة و لا يعنى ذلك ان كل ثمار الشجرة ملعونة , فمن بنى امية من كان شيعيا كمعاوية بن يزيد و الواقع ان على عليه السلام كما تبين لنا كان يترحم على الشيخين و عثمان قال على عليه السلام فى امر عثمان : [ لو امرت به لكنت قاتلا , او نهيت عنه لكنت ناصرا , غير ان من نصره لا يستطيع ان يقول : خذله من انا خير منه , و من خذله لا يستطيع ان يقول : نصره من هو خير منى و انا جامع لكم امره : استاثر فاساء الاثرة , و جزعتم فاساتم الجزع و لله حكم واقع فى المستاثر و الجازع ]النهج /129-130 و قال كعب بن جعيل التغلبى شاعر اهل الشام شعرا فى معنى ذلك : و ما فى على لمستعتب ** مقال سوى ضمه المحدثين و ايثاره اليوم اهل الذنوب ** و رفع القصاص عن القاتلين اذا سيل عنه زوى وجهه ** و عمى الجواب عن السائلين فليس براض و لا ساخط ** و لا فى النهاة و لا الامرين و لا هو ساه و لا سره ** و لا بد من بعض ذا ان يكون فاذا كان هذا موقفه من عثمان - و هو اسوا الخلفاء الثلاثة - فلا شك انه كان يترحم على الشيخين و قد روى ابن سعد من طرق اهل البيت ترحم على ع على عمر بعد ان قتله كعب الاحبار اما قوله تعالى " يوم يعض الظالم على يديه " فلا تثبت الرواية فى ذلك و لعل المراد بالظالم هنا هو عمرو بن العاص و امامه ابن هند اللعين رحم الله ابا بكر و عمر و عثمان و لم يكن عثمان الا اداة فى يد الحاكم الفعلى فى زمنه : مروان الذى لعنه الرسول ص و لعن ابناءه مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-23-2007 بسمه تعالى عداء الطلقاء للرسول صلى الله عليه و آله واضح ان المسئول عن تشويه صورة المصطفى روحى فداه و تشويه صورة القران العظيم هو الحزب الاموى : حزب قريش الطليقة المنافقة و جذور هذا العداء بين حزب الرسول ص و حزب الطلقاء قديمة و كما يقول بعض علماء الاثنى عشرية اعزهم الله : عداء قريش لبني هاشم قبل الإسلام وبعده لا يمكن نكرانه أما قبل الإسلام فيكفيك ما رواه البخاري في صحيحه " إن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم ، أن لا يبايعوهم ، ولا يؤوهم "...................... وأما بعد الإسلام فالأمر أوضح من أن يخفى فالحروب التي وقعت بين المسلمين وبين قريش او من كان معهم ، كانت في نظر قريش حربا مع بني هاشم إذ أن إمام المسلمين يومها هو رسول الله (ص) والذي نهض بالحرب ضدهم وما بلغ العشرين هو أخوه وابن عمه علي بن ابي طالب (ع) وهذا ما يتضح من ملاحظة الجعل الذي تعهدت به هند لوحشي إن قتل واحدا من ثلاثة : الرسول (ص) ، والإمام علي (ع) ، والحمزة . مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-23-2007 بسمه تعالى نموذج لروايات الحزب الاموى السنى التى تطعن فى رسول الله ص يحتجون بالحديث التالي كدليل على أن الرسول كان يقتل الناس ويمثل بهم: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن قوما من عكل أو قال من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاح وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم من أول النهار فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم فما ارتفع النهار حتى جيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون. و نجد فى سند هذا الحديث ابى قلابة و هو ناصبى من نواصب البصرة و من عملاء بنى امية و نجد فيه انس و قد كان من عملاء الحجاج بن يوسف لعنه الله و طعن فى احاديثه العلامة محمد زاهد الكوثرى رحمه الله مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-23-2007 بسمه تعالى تعقب اخر لكلام الشيخ على الكورانى : نقلنا راى الشيخ حفظه الله فى سبب تسمية اهل السنة بهذا الاسم , و حاصل كلامه ان المراد ب السنة سنة عمر ! و الواقع ان عمر رحمه الله ليس له سنة فلم يكن مبتدعا رضى الله عنه اما سبب التسمية : فالسنة المراد بها سنة لعن على ع على المنابر التى سنها ابن هند اللعين , و كان بذلك اول من بدا جريمة لعن المهاجرين و الانصار و هذا واضح من ارتباط السنة ب الجماعة , فهم اهل الجماعة نسبة الى " عام الجماعة " اى عام تولى ابن هند امر الامة بعد ان اضطر الامام الحسن ع لمهادنته بسبب خذلان اهل العراق له مذهب اهل السنة هو مجرد اطار جمع انصار السلطة الاموية ثم انصار كل سلطة متغلبة بعد ذلك , و هذا هو سبب انتشاره و كونه مذهب الجمهور رغم فساد اصوله و فى تاريخ الطبرى 6/534 فى ترجمة هارون الملقب بالرشيد اشارة مهمة و كافية الى ذلك (وذكر مصعب بن عبد الله الزبيري أن أباه عبد الله بن معصب أخبره أن الرشيد قال له ما تقول في الذين طعنوا على عثمان قال قلت يا أمير المؤمنين طعن عليه ناس وكان معه ناس فأما الذين طعنوا عليه فتفرقوا عنه فهم أنواع الشيع وأهل البدع وأنواع الخوارج وأما الذين كانوا معه فهم أهل الجماعة إلى اليوم فقال لى ما أحتاج أن أسأل بعد هذا اليوم عن هذا) و لا نحتاج ايضا ان نسال عن هذا بعد ذلك , فالذين كانوا مع عثمان هم بنو امية و شيعتهم , و الذين طعنوا عليه كانوا عامة المهاجرين و الانصار و منهم عمار بن ياسر الذى ثبت طعنه فى عثمان و تسميته له " نعثل " باسناد صحيح عند العثمانية انفسهم - راجع طبقات ابن سعد : ترجمة عمار حيث قال قاتل عمار انه قتله لانه راه يقع فى عثمان و يطعن عليه . و عمار رحمه الله كان يكفر معاوية فقد روى ابن سعد فى ترجمة عمار باسناد صحح عند السفيانية انفسهم عن عبد الله بن سلمة قال : رايت عمارا بن ياسر يوم صفين شيخا ادم فى يده الحربة و انها لترعد , فنظر الى عمرو بن العاص و معه الراية فقال : ان هذه راية قاتلت بها مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ثلاث مرات و هذه الرابعة فقد حكم عمار رضى الله عنه بكفر الراية و كفر قادة الفئة الباغية رحم الله ابا بكر و عمر و عثمان و عمار و لعنة الله على ابن هند امام الدعاة الى النار- كما فى الحديث الذى صححه البخارى نفسه و هو من دلائل نبوة محمد روحى فداه " عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة و يدعونه الى النار "- الكافر بنص حديث رسول الله ص الصحيح عند شيعة ابن هند انفسهم قال الاستاذ حسن المالكى فى كتابه المهم: [ مع الشيخ عبد الله السعد فى الصحبة و الصحابة ] فى سياق بحثه فى الاحاديث النبوية الواردة فى ذم معاوية : [الحديث الرابع : حديث ( يطلع عليكم من هذا الفج ) و للحديث طريق قوية عن عبد الله بن عمرو بن العاص : روى البلاذرى(1) بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : ( كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتى قال : و كنت تركت ابى قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة ان يجىء قال : فطلع معاوية ! فقال النبى صلى الله عليه واله وسلم : هذا هو ) اقول : رواه البلاذرى عن شيخيه بكر بن الهيثم و اسحق بن ابى اسرائيل - و هذا ثقة اما بكر فلم اجد له ترجمة لكنه توبع من اسحق - كلاهما روياه عن عبد الرزاق الصنعانى , و هو ثقة امام , عن معمر بن راشد , و هو ثقة امام , عن عبد الله بن طاووس , و هو ثقة امام , عن طاووس بن كيسان والده و هو ثقة امام , عن عبد الله بن عمرو بن العاص و هو صحابى على تعريف المحدثين و للحديث متابعات و شواهد : اما متابعات الاسناد , فالمتابعة الاولى عن طاووس : رواها البلاذرى ايضا عن عبد الله بن صالح عن يحيى بن ادم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو بن العاص و هذا اسناد صالح (2) و انما قلنا : اسناد صالح او حسن , لان ليث بن ابى سليم و شريك – و ان كانا من رجال مسلم – الا انهما يخطئان كثيرا لسوء حفظهما مع كونهما صادقين عابدين لا يتهمان فى الحديث فهذه الطريق تصلح فى المتابعات بلا ريب و قد صح الاسناد بدون هذه الطريق لكنها تزيد الحديث قوة ] مع الشيخ عبد الله السعد /205-206 ( طبعة مركز الدراسات التاريخية – عمان – الاردن / عام 1422 ) -------------- (1)البلاذرى – انساب الاشراف بنو عبد شمس – تحقيق احسان عباس – ص 126 (2)كما قال الدكتور جاسم المشهدانى صاحب موارد البلاذرى (2/449) مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-23-2007 بسمه تعالى نعود الى بيان اعجاز القران فى الهدى فى ضوء السبع المثانى ذكرنا ان الله تعالى يريدنا ان نعبده لينزهنا بذلك عن الكبر و نضيف ان العبادة التى يستكبر عنها الملاحدة هى غريزة فطرية لا بد منها كحب الاستطلاع و حب الخير و حب الجمال فالالحاد شذوذ بمعنى الكلمة معنى ان الدين و العبادة غريزة ان الانسان السوى يرغب فى عبادة اله ما او اعتناق دين و هذا ما عبرت عنه الاية الكريمة : " و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون " اى ان الله خلق الانسان على نحو " مؤهل لاداء العبادة " من جانب , كما يسعى لاداء العبادة من جانب اخر يتبع باذن الله مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-24-2007 تصويب : ذكرنا ان اول ما نزل من القران العظيم هو الفاتحة و الصواب انه اول خمس ايات من سورة العلق كما رجح الامام الطوسى فى تفسيره و السيد الطباطبائى رحمهما الله فاول ما نزل هو : اقرأ باسم ربك الذى خلق و فى ذلك دلالة على ان الاسلام العظيم هو دين العلم و المعرفة و الفاتحة هى ام القران و نزلت فى مكة و هى تتضمن خلاصة لمعارف القران العظيم مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-25-2007 بسمه تعالى العبادة ضرورة لنا لا لله تعالى الله تعالى هو الغنى و نحن الفقراء اليه , فالعبادة بالتالى ضرورة بشرية و افضل من بين ذلك من الكتاب السيد الشهيد محمد باقر الصدر اعلى الله مقامه فى كتابه القيم " نظرة عامة فى العبادات " فقد بين رحمه الله ان العبادات التى فرضها الله تعالى تلبى ثلاث حاجات بشرية اولا - الحاجة الى الارتباط بالمطلق : ننقل كلامه او درره رحمه الله و نرجو تدبرها : "الارتباط بالمطلق مشكلة ذات حدّين : قد يجد الملاحظ ـ وهو يفتّش الأدوار المختلفة لقصّة الحضارة على مسرح التأريخ ـ أنّ المشاكل متنوّعة، والهموم متباينة في صيغتها المطروحة في الحياة اليومية، ولكنّنا إذا تجاوزنا هذه الصيغ ونَفَذنا إلى عمق المشكلة وجوهرها استطعنا أن نحصل ـ من خلال كثير من تلك الصيغ اليومية المتنوّعة ـ على مشكلة رئيسية ثابتة ذاتِ حدّين أو قطبين متقابلين يعاني الإنسان منهما في تحرّكه الحضاريّ على مرّ التأريخ، وهي من زاوية تعبّر عن مشكلة الضياع واللا انتماء، وهذا يمثل الجانب السلبي من المشكلة. ومن زاوية اُخرى تعبّر عن مشكلة الغلوّ في الانتماء والانتساب ; بتحويل الحقائق النسبية التي ينتمي إليها إلى مطلق، وهذا يمثّل الجانب الإيجابي من المشكلة. وقد أطلقت الشريعة الخاتمة على المشكلة الاُولى اسم " الإلحاد " باعتباره المثل الواضح لها، وعلى المشكلة الثانية اسم " الوثنية والشرك " باعتباره المثل الواضح لها أيضاً. ونضال الإسلام المستمرّ ضدّ الإلحاد والشرك هو في حقيقته الحضارية نضال ضدّ المشكلتين بكامل بعديهما التأريخيّين. وتلتقي المشكلتان في نقطة واحدة أساسية، وهي : إعاقة حركة الإنسان في تطوّره عن الاستمرار الخلاّق المبدع الصالح، لأنّ مشكلة الضياع تعني بالنسبة إلى الإنسان أ نّه صيرورة مستمرّة تائهة لا تنتمي إلى مطلق يسند إليه الإنسان نفسه في مسيرته الشاقّة الطويلة المدى، ويستمدّ من إطلاقه وشموله العون والمدّ والرؤية الواضحة للهدف، ويربط من خلال ذلك المطلق حركته بالكون، بالوجود كلّه، بالأزل والأبد، ويحدّد موقعه منه، وعلاقته بالإطار الكوني الشامل. فالتحرّك الضائع بدون مطلق تحرّك عشوائي كريشة في مهبّ الريح، تنفعل بالعوامل من حولها ولا تؤثّر فيها. وما من إبداع وعطاء في مسيرة الإنسان الكبرى على مرّ التاريخ إلاّ وهو مرتبط بالاستناد إلى مطلق والالتحام معه في سير هادف. غير أنّ هذا الارتباط نفسه يواجه من ناحية اُخرى الجانب الآخر من المشكلة، أي مشكلة الغلوّ في الانتماء بتحويل النسبي إلى مطلق، وهي مشكلة تواجه الإنسان باستمرار، إذ ينسج ولاءه لقضية لكي يمدّه هذا الولاء بالقدرة على الحركة ومواصلة السير، إلاّ أنّ هذا الولاء يتجمّد بالتدريج ويتجرّد عن ظروفه النسبية التي كان صحيحاً ضمنها، وينتزع الذهن البشريّ منه مطلقاً لاحدّ له للاستجابة إلى مطالبه، وبالتعبير الديني يتحوّل إلى إله يعبد بدلا عن حاجة يُستجاب لإشباعها. وحينما يتحوّل النسبي إلى مطلق إلى إله من هذا القبيل يصبح سبباً في تطويق حركة الإنسان وتجميد قدراتها على التطوّر والإبداع، وإقعاد الإنسان عن ممارسة دوره الطبيعي المفتوح في المسيرة، (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مخْذُوْلا)(1). وهذه حقيقة صادقة على كلّ الآلهة التي صنعها الإنسان عبر التأريخ، سواء ما كان قد صنعه في المرحلة الوثنية من العبادة، أو في المراحل التالية، فمن القبيلة إلى العلم نجد سلسلةً من الآلهة التي أعاقت الإنسان بتأليهها، والتعامل معها كمطلق عن التقدّم الصالح. نعم، من القبيلة التي كان الإنسان البدويّ يمنحها ولاءه باعتبارها حاجةً واقعيةً بحكم ظروف حياته الخاصّة، ثمّ غلا في ذلك، فتحوّلت لديه إلى مطلق لا يبصر شيئاً إلاّ من خلالها، وأصبحت بذلك معيقةً له عن التقدم. إلى العلم الذي منحه الإنسان الحديث ـ بحقٍّ ـ ولاءه ; لأ نّه شقّ له طريق السيطرة على الطبيعة، ولكنّه غلا أحياناًفي هذا الولاء فتحوّل إلى ولاء مطلق تجاوز به حدوده في خِضَمّ الافتتان به، وانتزع الإنسان المفتون بالعلم منه مطلقاً يعبده، ويقدم له فروض الطاعة والولاء، ويرفض من أجله كلّ القيم والحقائق التي لا يمكن قياسها بالأمتار أو رؤيتها بالمجهر. فكلّ محدود ونسبيّ إذا نسج الإنسان منه في مرحلة ما مطلقاً يرتبط به على هذا الأساس يصبح في مرحلة رشد ذهنيّ جديد قيداً على الذهن الذي صنعه بحكم كونه محدوداً ونسبياً. فلابدّ للمسيرة الإنسانية من مطلق. ولابدّ أن يكون مطلقاً حقيقياً يستطيع أن يستوعب المسيرة الإنسانية ويهديها سواء السبيل مهما تقدّمت وامتدّت على خطّها الطويل، ويمحو من طريقها كلّ الآلهة الّذينَ يطوّقون المسيرة ويعيقونها. وبهذا تعالج المشكلة بقطبيها معا." يتبع باذن الله مع خواطر الختيار ! - AL-MOFEED - 03-25-2007 الإيمان بالله هو العلاج : وهذا العلاج يتمثّل في ما قدّمته السماء إلى الأرض من عقيدة " الايمان بالله "، بوصفه المطلق الذي يمكن أن يربط الإنسان المحدود مسيرته به، دون أن يسبّبَ له أيّ تناقض على الطريق الطويل. فإلايمان بالله يعالج الجانب السلبي من المشكلة، ويرفض الضياع والإلحاد واللاانتماء ; إذ يضيع الإنسان في موضع المسؤولية، وينيط بحركته وتدبيره الكون، ويجعله خليفة الله في الأرض. والخلافة تستبطن المسؤولية، والمسؤولية تضع الإنسان بين قطبين : بين مستخلِف يكون الإنسان مسؤولا أمامه، وجزاء يتلقّاه تبعاً لتصرفه، بين الله والمعاد، بين الأزل والأبد، وهو يتحرّك في هذا المسار تحرّكاً مسؤولا هادفاً. والإيمان بالله يعالج الجانب الإيجابي من المشكلة ( مشكلة الغلوّ في الانتماء التي تفرض التحدّد على الإنسان وتشكّل عائقاً عن اطّراد مسيرته ) ;وذلك على الوجه التالي : أوّلا : أنّ هذا الجانب من المشكلة كان ينشأ من تحويل المحدود والنسبي إلى مطلق خلال عملية تصعيد ذهني، وتجريد للنسبي من ظروفه وحدوده. وأمّا المطلق الذي يقدّمه الإيمان بالله للإنسان فهو لم يكن من نسيج مرحلة من مراحل الذهن الإنساني ليصبح في مرحلة رشد ذهنيّ جديد قيداً على الذهن الذي صنعه. ولم يكن وليد حاجة محدودة لفرد أو لفئة ليتحوّل بانتصابه مطلقاً إلى سلاح بيد الفرد أو الفئة لضمان استمرار مصالحها غير المشروعة. فالله سبحانه وتعالى مطلق لا حدود له، ويستوعب بصفاته الثبوتية كلّ المُثل العليا للإنسان الخليفة على الأرض : من إدراك، وعلم، وقدرة، وقوة، وعدل، وغنى. وهذا يعني أنّ الطريق إليه لا حدّ له، فالسير نحوه يفرض التحرّك ـ باستمرار وتدرّج ـ النسبي نحو المطلق بدون توقّف، (يا أيُّهَا الاِنْسَانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ)(1). ويعطي لهذا التحرّك مُثله العليا المنتزعة من الإدراك والعلم والقدرة والعدل، وغيرها من صفات ذلك المطلق الذي تكدح المسيرة نحوه. فالسير نحو مطلق كلّه علم، وكلّه قدرة، وكلّه عدل، وكلّه غِنىً يعني : أن تكون المسيرة الإنسانية كفاحاً متواصلا باستمرار ضدّ كلّ جهل وعجز وظلم وفقر. وما دامت هذه هي أهداف المسيرة المرتبطة بهذا المطلق فهي إذن ليست تكريساً للإله، وإنّما هي جهاد مستمرّ من أجل الإنسان وكرامة الإنسان وتحقيق تلك المُثل العليا له، (ومَنْ جَاهَدَ فَإنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَن الْعَالَمِينَ)(1)، (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإنَّما يَضِلُّ عَلَيْها)(2). وعلى العكس من ذلك المطلَقات الوهمية والآلهة المزيفة، فإنّها لا يمكن أن تستوعب المسيرة بكلّ تطلّعاتها ; لأنّ هذه المطلقات المصطنعة وليدة ذهن الإنسان العاجز، أو حاجة الإنسان الفقير، أو ظلم الإنسان الظالم، فهي مرتبطة عضوياً بالجهل والعجز والظلم، ولا يمكن أن تبارك كفاح الإنسان المستمرّ ضدّها. ثانياً : أنّ الارتباط بالله تعالى بوصفه المطلق الذي يستوعب تطلّعات المسيرة الإنسانية كلّها يعني في الوقت نفسه رفض كلّ تلك المطلقات الوهمية، التي كانت تشكّل ظاهرة الغلوّ في الانتماء، وخوض حرب مستمرّة ونضال دائم ضدّ كلّ ألوان الوثنية والتأليه المصطنع. وبهذا يتحرّر الإنسان من سراب تلك المطلقات الكاذبة، التي تقف حاجزاً دون سيره نحو الله، وتزوّر هدفه وتطوّق مسيرته. (وَالّذِينَ كَفَرُوا أعْمَالُـهُمْ كَسَرَاب بِقِيعَة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتّى إذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ...) (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونهِ إلاّ أسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان...) (أأرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أمِ اللهُ الوَاحِدُ الْقَهّارُ)( (ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ وَالّذِينَ تَدْعُون مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلكُونَ مِنْ قِطْمِير)(1). ونحن إذا لاحظنا الشعار الرئيسي الذي طرحته السماء بهذا الصدد : " لا إلَه إلاّ الله " نجد أ نّها قرنت فيه بين شدّ المسيرة الإنسانية إلى المطلق الحقّ ورفض كلّ مطلق مصطنع. وجاء تأريخ المسيرة في واقع الحياة على مرّ الزمن ليؤكّد الارتباط العضويّ بين هذا الرفض وذلك الشدّ الوثيق الواعي إلى الله تعالى، فبقدر ما يبتعد الإنسان عن الإله الحقّ ينغمس في متاهات الآلهة والأرباب المتفرّقين. فالرفض والإثبات المندمجان في " لا إلَه إلاّ الله " هما وجهان لحقيقة واحدة، وهي حقيقة لا تستغني عنها المسيرة الإنسانية على مدى خطّها الطويل ; لأ نّها الحقيقة الجديرة بأن تُنقِذ المسيرة من الضياع، وتساعد على تفجير كلّ طاقاتها المبدعة، وتحرّرها من كلّ مطلق كاذب معيق. |