حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: عـــــــلوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=86) +--- الموضوع: العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة (/showthread.php?tid=11783) |
العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - طريف سردست - 03-01-2007 مابين الجنون والعبقرية من الشائع ان بين الجنون والعبقرية شعرة، وهذا بالضبط مااستطاع العلم اليوم ان يؤكده. لااحد يشك بأن البريت إينشتاين كان عبقرياً، ولكن رؤية صوره القديمة، تجعل المرء يتردد بالتعامل معه بجدية، إذ انها تذكر اكثر بتصوراتنا المسبقة عن المجنون. Niles Bohr, ايضاً احد عظماء العلم الحديث، ولكنه تصرفاته تتطابق تماما مع تصوراتنا عن الانسان المهبول، إذ انه يشرح نظرياته بصوت ضعيف يتناقص الى حد الاختفاء، ويقاطع نفسه بنفسه، لينتقل الى جملة جديدة، قبل الانتهاء من سابقتها. وحتى لو اعتبرنا ان سلوك اينشتاين وبوهر، ليس مختلا إلا ظاهرياً، فليس هناك ادنى شك بأن نخبة كبيرة من المشاهير يمكننا وصفهم بالعبقرية بنفس القدر الذي يمكننا وصفهم فيه بالجنون. الباحث النفسي البريطاني Felix Post قام عام 1994 بالتحقيق في الارشيف الصحي لنخبة من العظماء لمعرفة فيما إذا كان يمكن الحكم على مدى صحتهم النفسية. النتائج كانت مدهشة، لقد ظهر ان 38% من الرساميين و46% من المؤلفين، كانوا يعانون من الكآبة او السوداوية العميقة، او احد الامراض النفسية الاخرى. البقية كانوا ايضا مصابين بمرض من الامراض النفسية ولكن بدرجات اخف. John Nash الحائز على جائزة نوبل لعام 1994، وصاحب نظرية افتراضات اللعب المحتملة، كان مصابا بالشيزوفرينيا منذ الثلاثين من العمر، وكان يعرف ان المرض يعطيه الفرصة على التفكير الخارق. Nikola Tesla , صاحب مجموعة كبيرة من الاختراعات، كان مصاباً بالشعور بالتأنيب وضرورة القيام بالاعمال، وكان يتكلم مع المريخ، ويخشى النساء اللابسين للاقراط، كما يصر على الالتفاف حول المنزل ثلاث مرات قبل الدخول اليه. Ernest Hemingway, احد اكبر المؤلفين القصصي، كان مدمن، مصاب بالسوداوية، حاول الاطباء معالجته منها بالصعقات الكهربائية، لينتهي الامر بثلاث محاولات إنتحار نجح في الاخيرة منهم. نصب للنبي محمد بين عظماء العالم، كجزء من جدارية على حائط محكمة امريكية الكثير من الباحثين وجدوا علاقة بين الابداع والامراض النفسية، مثل الكآبة والشيزوفرينيا. وحتى لو كانت بعض الابحاث الفردية تملك مساحة خطأ تحليلية كبيرة، غالبا بسبب إختيار الاشخاص المسبق، تبقى النتائج مؤكدة للصورة العامة، القائلة بين الحدود بين العبقرية والجنون لايزيد عن الشعرة. البحث عن العلاقة بين النبوغ والامراض النفسية والفرق بينهم، شغل الكثير من المختصين. اغلب المعطيات تؤشر الى ان اننا نقف امام مرحلة انعطاف تاريخي في فهم هذه المسألة، " والحلقة الفقودة" على الاغلب، هي خاصية معينة في الدماغ، سنطلق عليها هنا اسم "خاصية الإستبعاد". هذه الخاصية تم الكشف عنها منذ خمسينات القرن الماضي، من خلال دراسة سلوك الحيوان والانسان على السواء، وهي تعبير عن قدرة الدماغ على تصنيف المعلومات المتتدفقة، لإستبعاد ماليس ذو اهمية، مما يعطي الامكانية على التركيز على المعلومات الحيوية. الدماغ يركز على الجوهر العالم المحيط بنا، معقد للغاية، ومن خلال حواسنا، يستقبل الدماغ كمية هائلة من المعلومات الى درجة انه من المستحيل الإحاطة بها وإستيعابها. إذا اخذنا مثالا على ذلك المتفرجين في ساحة كرة القدم، نجد انهم يركزون انتباههم على اللعبة فقط لكون الدماغ قادر على إستبعاد الكثير من المعطيات التي تأتي عبر الحواس والاحاسيس، ليبقى المرء قادرا على متابعة الكرة واللاعبين المعنيين، ولايتشوش الانتباه ببقية اللاعبين او الدعاية واصياح البائعين والمتفرجين او حتى المشاكل العائلية. إذا كانت " خاصية الاستبعاد" قوية، يتمكن المرء من تصفية كل التشويشات والتركيز على اللعبة، اما إذا كانت الخاصية ضعيفة، يغرق الدماغ بالعلومات. مجموعة من الابحاث على الحيوانات والانسان اظهرت ان المواد المخدرة، كالامفيتامين والكوكايين، تضعف " خاصية الاستبعاد"، بحيث ان إهتمام المرء بمحيطه يزداد وتزداد معايشته لهذا المحيط. وعلى العكس، فمواد اخرى قد تقوي هذه الخاصية، الى درجة إغلاق النفس عن تقبل اي معلومة خارجية وتخفيف التفكير. مواد لها مثل هذا التأثير تستخدم من قبل المعالجين النفسانيين، ضد الامراض النفسية. الشيزوفرينيا والسوداوية امراض لها سمات مرتبطة بكون المصاب يملك خاصية " إستبعاد" ضعيفة. من الشائع القول انهم يدفعون الى الوقوع في احضان هذه الامراض لانهم مضطرين ان يروا ويسمعوا ويشعروا ويفكروا. بمعنى آخر، فأن " خاصية إستبعاد" مناسبة، امر لاغنى عنه للانسجام النفسي وللنجاح في فصل العمل عن الراحة. ولكن من جهة اخرى، فعندما تكون "خاصية الاستبعاد" قوية ، يتوقف الدماغ في عالم الواقع عن ، وضع بعض الظواهر تحت التساؤل، عندما تكون مثل هذه الظاهر قد صادفتنا في السابق لمرة واحدة على الاقل، واتخذ الدماغ بشأنها موقف معين. وبهذا يفقد المرء اهتمامه بهم بسرعة، ويغلق الطريق امام المعطيات الجديدة بشأنهم. هذا الموقف يسئ للقدرة على إعادة تجديد القديم وتحديثه، كما لايفيد القدرة على إعادة النظر بالقرارات القديمة والاستفادة منه، إذ عادة تكون الحلول المميزة مرتبطة بإستخدام القديم بطرق جديدة غير متوقعة. بمعنى آخر، فأن خاصية إستبعاد قوية، ينبغي لها ان تؤدي الى القليل من الابداع. من اجل التأكد من صحة هذه النظرية على ارض الواقع، قامت المختصة في علم النفس، Shelly Carson, من جامعة هارفارد الامريكية، عام 2003، بإجراء تجربة على 182 طالب من طلبة الجامعة نفسها. من اجل قياس مستوى " خاصية الاستبعاد" عندهم، وضعت المشاركين امام شاشات الكمبيوترات، وكانوا متصلين إنفرادياً من خلال السماعات على آذانهم. في القسم الاول من الاختبار كانت الشاشات مظلمة، في حين سمعوا مقطعاً مؤلف من 150 صوتاً لامعنى له. اثناء الاستماع وفي اوقات غير نظامية كانوا يسمعوا مقاطع قصيرة من التشويش، مؤلف من مختلف الموجات، يستمر لفترة مابين 3-6 ثوان. كان من مهمة المشاركين في التجربة، حساب عدد المرات التي يسمعون فيها " بيم"، ولكن في حقيقة الامر كان الهدف من هذا القسم تعويد المشاركين على الاصوات المختلفة فقط. المشاركين الذين لهم " خاصية إستبعاد" قوية، سيفهمون من هذه التجربة، أن عليهم إستبعاد التشويش وبقية التعابير فيما عدا " بيم"، وعندما قاموا بسماع الاصوات في القسم الثاني من التجربة، توقع العلماء انهم سيسعون لتجاهل وإستبعاد الاصوات المعروفة لهم والتي وضعوها في خانة الغير ضرورية. في القسم الثاني من التجربة كانت الشاشات مضيئة، وفوراً بعد كل تشويش، تظهر مباشرة صفيحة صفراء على الشاشة. مهمة المشاركين بالتجربة كانت الان، تحديد الصوت الذي يُسمع قبل ظهور الصفيحة الصفراء مباشرة. ومباشرة عندما يصل اي منهم الى الحل الصحيح، ينتهي دوره في التجربة. قسم من المشاركين تمكن بسرعة من ربط التشويش بظهور الصفيحة الصفراء، في حين قسم آخر لم يتمكن من ذلك على الاطلاق، وبين الطرفين كان القسم الاخير الذي احتاج افراده الى اوقات مختلفة للتوصل الى الحل. في التجربة اعلاه كان هناك قسم من الطلاب شاركوا فقط في القسم الثاني من التجربة، وبالتالي فأن ادمغتهم لم تتاح لها الفرصة على التعود على الاصوات، لذلك لم يكن هناك مجال لتأثير "خاصية الاستبعاد" على خياراتهم. هذه المجموعة توصلت الى الحل الصحيح بعد 15 محاولة في المتوسط، في حين البقية احتاجوا الى 18 محاولة في المتوسط. من اجل معرفة فيما إذا كانت " خاصية الإستبعاد" قد ارتبطت ايضا بقدرة الابداع عند المشاركين، جرى التحقق من ذلك من خلال اختبارات نفسية قياسية كلاسيكية. جرى تقسيم المشاركين الو مجموعتين، الاولى للمبدعين والثانية للاقل ابداعاً، إنطلاقا من خلفيتهم المعروفة لدينا. وتم مقارنة نتائج هاتين المجموعتين بالنتائج القديمة. المعطيات أظهرت ان قدرات المجموعة الاولى كانت في المتوسط جيدة في ان تجد الرابط بين الصوت والصفيحة الصفراء، بغض النظر عما إذا كانوا قد تعرضوا للقسم الاول من التجربة ام لا. هذا يعني ان أدمغتهم لم تقوم "بالاستبعاد" تحت تأثير التعود، وانما استمرت بالاتباه وتقبل المعطيات، وربطها بالمطالب الجديدة. المجموعة الاقل ابداعاً كانت نتائجها مختلفة. القسم الذي شارك في مرحلتي التجربة، وبالتالي سمع الاصوات قبل ان يحتاج الى ربطهم بالصفيحة الصفراء، إحتاج الى ستة محاولات اضافية ، في المتوسط، للوصول الى الحل الصحيح. بمعنى آخر، أظهرت خاصية الاستبعاد قدرتها بوضوح عندما جعلت المجموعة الاقل إبداعاً، ان تتفادى وتستبعد معلومات مهمة. عند المجموعة المبدعة كانت هذه الخاصية ضعيفة ولم تستطع تصنيف المعلومات لإستبعادها، وبالتالي التأثير على نوع القرار. لقد كانت الخاصية قوية عند الاقل ابداعا، وضعيفة عند الاكثر ابداعاً. المبدعين يستغلون المعرفة الشائعة لايوجد تعريفات دقيقة للعبقري، ولكن اغلبية العلماء يتفقون على ان الابداع يلعب دوراً. بمستوى ابداع عالي يمكن للعبقري إستخدام المعلومات التي في متناول يده، بطريقة جديدة، وإكتشاف تفاعلاتها الداخلية والتوصل الى نتائج جديدة، لم يتوصل اليها احد في السابق بالرغم من ان المعلومات نفسها كانت متاحة للجميع. العبقري، هو الانسان الذي ليس فقط يتذكر كل ماقراة في السابق، وانما ايضاً يستطيع تحليل المعلومات وإستخراج نتائج جديدة منها، تضع بصماتها على المستقبل. شيللي كارسون، إستطاعت إثبات ان " خاصية إستبعاد" ضعيفة لعبت دوراً كبيراً عند المبدعين الشائعين، ولكنها ارادت معرفة فيما إذا كان لها علاقة بالابداع المتفوق ايضا او حتى العبقري، ام ان هناك عوامل اخرى. لهذا السبب بدأت الباحثة بدراسة تاريخ المشاركين الابداعي. اظهرت تجربتها الجديدة التي اجرتها على 25 مشارك جامعي، لم يبلغ اي منهم 21 من العمر، انهم مشهورين ضمن ساحات نشاطاتهم خارج اسوار الجامعة، بالرغم صغر سنهم. اثنين منهم قاموا بتأليف ونشر كتب، سبعة منهم حصلوا على جوائز بسبب إكتشافاتهم العلمية، خمسة منهم كانوا مؤلفين موسيقيين معروفين، اثنين لهم براءات اختراع، وسبعة منهم مشهورين في مجال المسرح كمؤلفين او ممثلين او مخرجين. عند هؤلاء المبدعين المتفوقين، اظهرت الدراسة ان ثلاثة منهم فقط يملك خاصية إستبعاد قوية، وبالتالي دماغ يُبعد جانب كبير من معطيات الاحاسيس والافكار. البقية، 22 شخصاً، لهم خاصية "إستبعاد" ضعيفة، وبالتالي يستقبل دماغهم القسم الاكبر من معطيات الاحاسيس والافكار، ويحولها الى معطيات جديدة. في المتوسط كان مستوى خاصية الاستبعاد لدى القسم الاكثر إبداعا منهم تصل الى 11,1، في حين لدى الاقل إبداعا 19,4. هذه المرة كانت هي المرة الاولى في تاريخ المعرفة، التي يتمكن فيها الانسان، بواسطة المنهج العلمي، من إثبات ان خاصية إستبعاد ضعيفة مرتبطة بالكثير من الامراض النفسية، في نفس الوقت التي ترتبط بالقدرة على الابداع. الى فترة قصيرة كان اختصاصيي الاعصاب وعلم النفس يعتقدون ان هذه الخاصية ضرورية لاجل الانسجام وقيام الدماغ بوظائفه بشكل طبيعي، وعند الخلل في هذه الخاصية، يصاب المرء بالامراض النفسية، بسبب ان الدماغ يغرق بالمعلومات. بمعنى آخر كان الاعتقاد سائداً ان الخاصية الضعيفة تشكل إنذاراً بالامراض النفسية، وبالتالي فأن نتائج التجربة كانت مفاجأة كاملة، إذ في واقع الامر تعني ان افضل طلبة جامعة هارفارد هم المرضى النفسيين. من هنا كان من الضروري البحث عن المزيد من العوامل المسؤولة عن ان البعض يصبح مريضاً بسبب " خاصية إستبعاد" ضعيفة، في حين يستغل البعض الاخر، هذه السلبية في الظاهر، ليصبح عبقرياً. شيللي كارسون تقرر البحث عن بقية العوامل المجهولة. لقد انطلقت من فرضية ان الثقافة الفردية، او الخلفية الثقافية(IQ)، قد تلعب دورا مهماً. جامعة هارفارد يدرس فيها نخبة الطلاب الامريكين، وطلابها تملك مستوى IQ عالي للغاية. شيللي كارسون اجرت قياس لمستوى الخلفية الثقافية، لتجد ان الحد الادنى لها بين الاشخاص المشاركين في التجربة هو 100، وهو متوسط مستوى الامة بكاملها، في حين اقصى مستوى لها هو 148. بعد ذلك جرى تقسيم المشاركين بالتجربة الى مجموعتين، المجموعة الاولى وينتمي اليها المشاركين ذو مستوى الثقافي من 120 فمافوق، في حين يملك افراد المجموعة الثانية المستوى الثقافي مابين 100-119. وانطلاقا من هذا التقسيم قامت الباحثة بإعادة تحليل معطيات التجربة السابقة، لترى فيما إذا كانت هناك علاقة بين الخلفية الثقافية الفردية وخاصية الاستبعاد وبين الابداع العالي. لقد وجدت علاقة. مجموعة الطلبة التي ملكت اعلى مستوى للخلفية الثقافية واضعف خاصية إستبعاد، كانت مستوى إبداعها اعلى بثلاث مرات على الاقل، من بقية المجموعات. المجموعة التي تأتي بعدها، كانت المجموعة التي تملك مستوى ابداعي مقبول مع خاصية إستبعاد ضعيفة، في حين المجموعة التي تملك خاصية إستبعاد قوية، جاءت في الاخير، وحصلت على خمس ماحلت عليه المجموعة الاولى. اهمية الخلفية الثقافية العامة والفردية ظهرت جدارتها ايضا عندما جرت المقارنة بين افراد المجموعة العالية الابداع. في هذه المجموعة كان متوسط المستوى الثقافي 129، عند قسم من افراد هذه المجموعة في حين 118، عند القسم الاخر. النتائج اشارت الى ان خاصية إستبعاد ضعيفة، هي سمة من سمات المبدعين، وحتى العباقرة. عند اغلبية الناس، سيكون ذلك مؤشر على رفع الحماية عن الدماغ، وبالتالي الاستعداد للاصابة بالامراض النفسية. بفضل المستوى الثقافي العالي، يتمكن العباقرة والمبدعين من تحويل هذه السلبية الى ايجابية. الثقافة العالية تحسن قابلية الدماغ على التعامل مع الكمية الكبيرة من المعلومات المتتدفقة، كنتيجة لضعف خاصية التصفية. هذا النوع من الدماغ يتمكن من اللحاق بهذا التتدفق، ليعالجه ويضعه في مكانه المناسب من الذاكرة، او ليربطه مع مايناسبه من المعلومات السابقة، ليخرج من هذا التكوين نتائج جديدة عبقرية. خطر أصابة العباقرة بالمرض اكبر بقية الباحثين وجدوا ايضا مؤشرات تدل على المساحة ليست كبيرة بين الجنون والعبقرية. احد هؤلاء الباحثين العالم Jon Karlsson, من جامعة ريكايفيك. ايسلندا جزيرة معزولة في اقصى الشمال، وعدد سكانها القليل ادى الى تنوع الجيني محدود للغاية، بين السكان. إضافة الى ذلك يملك الايسلانديين تاريخ طويل في البحث الجيني والقرابي، الامر الذي يجعلها مكانا مثاليا للبحث عن عوامل وراثية مشتركة بين ظاهرة الامراض النفسية والابداع، ابحاث جون كارلسون التي اجراها عام 2004 استندت على المعطيات المأخوذة من ارشيف 180 رجلاً، قاموا بأداء إمتحاناتهم الجامعية مابين عامي 1871-1960، وحصلوا على اعلى المعدلات. بعد ذلك جرى دراسة ارشيفهم المرضي، ليصل الى ان اربعة منهم دخلوا مستشفى الامراض العقلية. هذا الرقم كان اكبر من المتوقع الاحصائي الذي كان من المفروض ان لايتجاوز الواحد. ومن جديد قام جون كارلسون بدراسة اعداد المصابين بالامراض النفسية عند اجداد هؤلاء. من بين الاجداد الذي وصل عددهم الى 1016 وجد 22 شخصا، اصيب بأمراض نفسية صعبة، في حين كان المتوقع الاحصائي لايتجاوز الثمانية اشخاص. هذه النتائج تشير الى ان احتمال إصابة المبدعين بالامراض النفسية اعلى بكثير من البقية، إضافة الى ان هذه القابلية وراثية. العلماء لازالوا لايعرفون ماهي العملية التي تحدث في الدماغ والمسؤولة عن حدوث " خاصية الاستبعاد"، ولكن من خلال الخبرة المتراكمة عن مرض الشيزوفرينيا فمن المبرر تماما الاعتقاد انه من الممكن ان يُلد الانسان بخاصية إستبعاد ضعيفة ، وبالتالي يكون مهيئ منذ الولادة للاصابة بالشيزوفرينيا والامراض النفسية الاخرى، ليكون ظهور اعراض المرض مرتبط بظروف الحياة الفردية. مجموعة من المواد المخدرة يمكنها ان تضعف سرعة" خاصية الاستبعاد" ، وأستخدام مثل هذه المواد لفترة طويلة يمكن ان يكون السبب لإطلاق تغيير كيميائي مزمن في الدماغ، يؤدي الى بقاء الخاصية ضعيفة بشكل دائم. عند قسم كبير من المدمنين تكون النتيجة تتطور حالتهم الى مرض الشيزوفرينيا او امراض نفسية وعقلية اخرى. فرويد كان يقترح الكوكايين مجموعة من النابغين كانوا يمجدون إستخدام الكحول والامفيتامين او الكوكايين، لكونهم قد شعروا ان هذه المواد قد ساعدتهم في التوصل الى افكار جريئة. مؤسس علم النفس الحديث، سيغموند فرويد كان يقترح الكوكايين كمنشط للتفكير، ومن الممكن ان جزء كبير من عبقريته ترجع الى استخدامه لهذا المخدر. الكوكايين يضعف " خاصية الاستبعاد" بحيث ان الافكار تتدفق بحرية. وبفضل IQ عالي عند فرويد، تمكن من التحكم والسيطرة على هذا التتدفق، وبالتالي ساعدته المادة المخدرة على الابداع. شيللي كارسون وبقية المتخصصين يسعون للوصول الى طريقة تتضمن لهم، بشكل مسيطر عليه، إضعاف " خاصية الاستبعاد". المواد المخدرة مرفوضة مبدئياً، لكونها تملك مجموعة من التأثيرات الجانبية السيئة، ولكن مواد اخرى او تغيير في الروتين اليومي، يمكن ان يؤدي الى اطلاق حرية الافكار، والذي يستمر فترة زمنية متحكم بها، وبالتالي لايؤدي الى المرض. عند إنتهاء فترة التأثير تعود الخاصية الى مستواها السابق، في حين تبقى الافكار مخزونة في الذاكرة، حيث يتمكن المرء من معالجتها بهدوء. الطريقة الأمن لزيادة الابداع الشخصي المحدود، هو أعطاء الدماغ خفقات جديدة للعمل معها، مثل الانتقال الى بلد ذو ثقافة مختلفة. بغض النظر عن درجة " خاصية الاستبعاد" تعطينا هذه الدفقات الامكانية لمعايشة بيئة جديدة، وبالتالي تفرض علينا تعلم طرق جديدة للتفكير. الكثير من اماكن العمل تجمع، عن وعي، إناس مختلفين بطرق تفكيرهم للعمل مع بعض، إذ ان ذلك يعطيهم خبرات جديدة ويفتح لهم اساليب عمل مختلفة. من اجل تحسين القدرات الابداعية: استفيد من ماتوصلت اليه الاقسام العلمية الاخرى: اغلب الناس تبحث عن الحلول في الاماكن التي يعتقدون انهم سيجدونها فيه. في حين يتجرأ العباقرة على البحث في الاماكن التي لاتخطر بالبال، ولايخافون من السؤال والاستعانة بخبراء من إختصاصات اخرى، لحل المشكلة. اجري تصفية للافكار السيئة وتخلى عنها: اغلب الافكار التي تنشأ عند النابغين تظهر عادة لاقيمة لها. من اجل الوصول الى الفكرة المتميزة، في وسط هذا الكم من الافكار الفاشلة، يجب ان يكون المرء نابغاً في القدرة على التحليل جميع اطياف الفكرة الجديدة. بعض الباحثين يعتقدون ان IQ 120, كافية ومازاد عن ذلك لايقدم او يؤخر. كن متفتح على افكار الاخرين: احدى الطرق الاقصر الى الافكار النابغة، ان تكون متفتحا ومنتبهاً على الاخرين، تحسن الاستماع، وتحسن إختيار المجموعة التي تتعاون معها. فرانسيس كريك الذي اكتشف بنية الاحماض الامينية، استخدم بشكل كبير منتاجات ابحاث الاخرين للوصول الى إكتشافاته. إبتعد عن المنشطات: العبقرية هي عملية سير على حافة الجنون. ولذلك ينبغي على العبقري والنابغة السعي للوصول الى حالة إنسجام وإستقرار في مشاعره الخاصة والابتعاد عن إستخدام المخدرات، التي تؤثر على توازن الدماغ. الازمات الشخصية والتوتر يمكن ان تفرغ الدماغ من موارد التحليل الذهني، الى درجة يفقد معها القدرة على السيطرة على الافكار، الامر الذي يمكن ان يكون كافياً للاصابة بالامراض النفسية. للوصوالى الى روابط المصادر: إضغط هنا Creativity tied to mental illness Galenskap kontra Genialitet intelligence and insanity Schizofreni och Kreativitet Schizophrenia and Creativity التخلخل في عملية التصفية، تؤدي الى الهلوسة(سويدي) الشيزوفرينيا(سويدي) تأثير المخدرات على الدماغ (سويدي) تأثير الكحول على الدماغ (سويدي) العلاقة بين نمو الدماغ والهلوسة الدينية (سويدي) 18/2005 s.52-57 العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - ياريموثا - 03-01-2007 موضوع غاية في الروعة, و ممتع(f) العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - fekr - 03-01-2007 موضوع جيد و لكن لدي ملاحظة ... فكما فهمتُ الامر, فإن "خاصية الاستبعاد" تتعلق بمدى استحواذ الموضوع على المرء او استحواذه هو على الموضوع, ففي حالة الاستبعاد القوي فإن الموضوع هو الذي يستحوذ علينا و العكس بالعكس. و انا ارى ان النظر الى هذه الخاصية على انها "استحواذ لشيء على شيء آخر" تجعل نتائج الدراسة السابقة اقرب الى الفهم. فمن الطبيعي و المنطقي ان يكون العبقري او المبدع مسيطرا على موضوعه لا العكس. و لكن ثمة ملاحظة أخرى على نتيجة الدراسة المذكورة, و هي انها توحي, الى حد ما, بأن ثمة تناسبا طرديا من هذه الخاصية, بتعبير آخر, فإنني ارى انه ينبغي ان يتوفر نوع من التوازن بين استحواذ الموضوع على المرء, و بين استحواذه هو على الموضوع. لدي ايضا ملاحظةأخيرة, و هي ان الربط بين العبقرية و "الجنون", عن طريق تمتع الطرفين بخاصية "الاستبعاد الضعيف", هو ربط قد يكون شكليا. و انا اقترح, مثلا, اعادة النظر في تلك العلاقة من خلال النظر الى نوعين او ثلاثة انواع - ربما لا تكون منفصلة تمام الانفصال - من "خاصية الاستبعاد " احدها يخص "الاستبعاد الفكري" و آخر يخص "الاستبعاد النفسي" و ربما ايضا " الاستبعاد الحسي". و حسب ظني فإن الابداع و العبقرية ينبغي ان يتوفر لهما "استبعاد فكري ضعيف" مع "استبعاد نفسي ليس بالضرورة ضعيفا" مع "استبعاد حسي اقرب الى القوة ربما", اما "الجنون" فربما يرتبط اساسا "بالاستبعاد النفسي الضعيف " مع "استبعاد فكري ليس ضعيفا بالضرورة" مع "استبعاد حسي ربما يكون ضعيفا" .... بصراحة, لا ادري ان كنت قد وُفِقتُ في شرح ملاحظتي الاخيرة ... و شكرا لجهدك على اية حال. العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - طريف سردست - 03-01-2007 العزيز باريمونا، شكرا لك لقد اسعدتني. العزيز فكر، سلاما خاصية الاستبعاد لاعلاقة لها بالاستحواذ او الاستيعاب، وانما هي طريقة الدماغ في تنظيمه لعمله الداخلي، من اجل التعامل مع المعلومات المتتدفقة بالرغم عن إرادتك. إليك مثلا: عندما تقود سيارتك في باريس فأن الكثير من عادات المرور تتابعها بشكل اوتوماتيكي، في حين إذا انتقلت الى بريطانيا بزيارة ستضطر الى التركيز، بإعتبار ان كل الامور قد اختلت عن المعتاد. هذا المعتاد هو الذي يقوم الدماغ بإستبعاده طالما انه لديه " حكم مسبق" عليه، بأنه على شكل محدد " بالضرورة". ولكن إذا جرى اي تغيير طفيف على هذا "المعتاد" ، فأن الدماغ الذي يملك حاصية استبعاد قوية لن يلاحظه لانه حكم عليه سلفا بأنه " معروف" وليس من الضروري اعارته إنتباه من جديد، وإضاعة طاقة عليه. اي انه في حالة الاستبعاد القوي، يقوم الدماغ بإستبعاد اغلب المواد المتتدفقة والتي يجري تصنيفها بأنها " معروفة سابقاً"، في حين من يملك خاصية ضعيفة يستقبل مواد اكثر " للتحليل" بغض النظر عما إذا كان له خبرة سابقة عن "نماذج" منها. مثلا، عندما تكون في حفلة كل المدعوين من قوميات مختلفة، والجميع متوزع على جماعات صغيرة تتكلم فيما بينها بصوت خفيض، وانت في واحدة من هذه المجموعات تتكلم معهم بالانكليزي، ولا تشعر بكافة اللغط المثار حولك باللغات المختلفة (دماغك يستبعده) ولكن إذا سمعت لغة عربية من بين هذا اللغط، سيلقطه الدماغ على الفور ويوليه اهتماما متميزا. إن طريقة عمل الدماغ لها اساس بيلوجي وليس نفسي، وبالتالي فلاتوجد انواع للخاصيات. كل الود العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - fekr - 03-02-2007 اخ طريف ... تحية اعتذر بداية عن كوني خير متخصص بهذا المجال, و بالتالي فالمصطلحات التي استخدمها قد لا تكون دقيقة, و لكني سأحاول جهدي ان اعبر عما اريد قوله. بداية, فإنني اقول انني قد فهمت الامر تقريبا على النحو التالي الذي ذكرتَه : ...... في حالة الاستبعاد القوي، يقوم الدماغ بإستبعاد اغلب المواد المتتدفقة والتي يجري تصنيفها بأنها " معروفة سابقاً"، في حين من يملك خاصية ضعيفة يستقبل مواد اكثر " للتحليل" بغض النظر عما إذا كان له خبرة سابقة عن "نماذج" منها. [/quote] و عندما اتحدث عن " الاستحواذ", فأنا لا اقصد مصطلحا علميا محددا قد يكون مستخدما في مجال تخصصك, و انما قصدته بالمعنى البسيط الشائع, و رغم اعتقادي بأني قد فهمتُ الامر بالشكل المطلوب, الا انني ما ازال اظن ان للامر صلة بالاستحواذ بالمعنى البسيط الذي ذكرتُه. و عندما تقول : اقتباس: طريف سردست كتب/كتبت فإن ما قلتُه انا عن الاستحواذ لا يتنافى مع كونه "طريقة الدماغ في تنظيمه لعمله الداخلي " و لا مع كونه يتعامل " مع المعلومات المتتدفقة بالرغم عن إرادتك" و إن كنت اظن ان الامر لا يتعلق فقط بِ "المعلومات" بل و يرتبط ايضا بالانواع الاخرى من المؤثرات الخارجية من حسية و شعورية و عاطفية ... فكلها مما يتعامل معه الدماغ و يحلله و يتفاعل معه, فيتجاوب مع بعضه, و يتجاهل البعض الآخر ... الخ اما ما ذكرتَه عن : اقتباس: طريف سردست كتب/كتبت فأنا استغرب هذا القول الى حد ما, لان للظواهر النفسية ذاتها اسس بيولوجية, بل و كافة النشاطات و الظواهر الفكرية و الشعورية و الحسية و العاطفية ... كلها ذات اسس بيولوجية مرتبطة بآلية عمل الدماغ, و ان كان ذلك لا يمنع من النظر الى الامر من غير تلك الزاوية البيولوجية, وإن لم يكن الامر على هذا النحو لما كان ثمة علوم للنفس و الاجتماع و الفلسفة ... سلامات العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - Awarfie - 03-02-2007 عزيزي طريف ، هناك فرق كبير بين ان نقول بان فلان مصاب بمرض نفسي ، و ان نقول بانه مجنون . فليس كل مرض نفسي جنون . لان كل منا مصاب بمرض نفسي او اكثر ، هذا من وجهة نظر علم النفس . اما الجنون كمصطلح سائد فهو يعني نوع من عدم التوازن النفسي و العقلي يدفع صاحبه الى الوقوع في مصاعب و مشاكل قد تودي بحياته او بحياة من يعاشره او قد يوقع الاذية بمن حوله دون أي وازع عقلي يمنعه . لهذا فان نعتبر العباقرة او بعضهم مجانين فتلك مشكلة و مغالطة غير دقيقة يا صاحبي . اما اذا كنا نتكلم من باب الابهار و الفنتازيا الادبية و الخيال العلمي فلا مانع لدينا . من المعروف بالنسبة لآينشتاين بانه نتيجة لمرض في النطق ، يصيب بعض الناس ، اصبح صبيا و تصعب عليه مسالة التحدث مع الآخرين لدرجة ان أحد اساتذته قال عنه : " لقد كان آينشتاين طفلا بليدا غير قادر على التفاعل مع زملاءه " و بالطبع لم يكن ذلك الاستاذ على قدر من الثقافة الطبية ليميز مرض آينشتاين، بل كان مجرد معلم ابتدائي ، سطحي النظرة و غير مثقف ( مع احترامي لمعلمي الابتدائي طبعا ، فانا لا اعمم . و ظل الكثير من الناس لا يميزون اطفالا مصابين بالتوحد عن المجانين ..ناهيك عن امراض اخرى تصيب الاطفال باتت معروفة هذه الايام ، لكن الناس كانوا يعتبرون أصحابها مجانين ! حتى ان احد معلمي الصف السادس قال عن احد اهم علماء التشريح بانه غبي ، طبعا عندما كان العالم تلميذا ، و السبب كما قال المعلم :" لقد طلبت من التلاميذ ان يرسموا الدماغ البشري ، و بينما كان التلاميذ منهمكين بالرسم كان فلان (و يقصد العالم ، و للاسف نسيت اسمه ) يفكر بعمق ، ثم فاجئني بالسؤال : استاذ هل نرسم الدماغ من الداخل ام من الخارج ؟ لكن اذا اشتدت الامراض النفسية على امرىء حتى بات لا يمكن العيش معه او التفاهم معه عندئذ لا باس ان نقول بانه مجنون او قارب الجنون ، لكن حاشا ان يكون المرء عبقريا و معترف به على انه مبدع ثم نقول عنه مجنونا . اما عن استعمال المخدرات و المنشطات فهذه مسالة معروفة لدى الكثير من المدارس الفنية ، فالسوريالية ، مثلا تقوم على تنشيط العقل الباطني و الكتابة الآلية ، و خير مثال على ذلك الفنان سلفادور دالي و الذي يعتبره ن من لا يفهم أسس و مقومات الفن السوريالي ،مجنونا بامتياز . ومن المجانين ، حسب الفهم الشعبي لوجود عقد نفسية او اضطرابات نفسية لدى المرء ، نجد اخوت شانيه ، اللبناني الذي اشتهر بنقده اللاذع لشيوخ عصره و الاقطاع الذين كانوا يتحكمون بمصائر اهل قريته ، و النصائح القيمة التي كان ينصحها للناس لحل بعض مشاكلهم ! متى كان المجنون مبدعا ؟ و متى كان المجنون قادرا على الدفاع عن حقه ؟ ولك اطيب تحية :redrose: العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - طريف سردست - 03-02-2007 العزيز فكر لقد استخدمت مصطلح " خاصية الاستبعاد" للتعبير عن ظاهرة معينة بالذات وليس لإعطاء الفرصة للقارئ لتضمينه مايراه مناسباً له إنطلاقا من تمنياته. من هنا فإني آسف إذا لم يتمكن التعبير كمصطلح من توصيل ماأردته منه. نعم ان الامراض النفسية تعبير عن اضطرابات في وظائف الدماغ، ولكن هناك نوعين من الامراض: الامراض النفسية والامراض العقلية. الاولة تحدث بفضل إضطرابات بين طريقة عمل الدماغ وسلوكنا، في حين الثانية بسبب اصابة في الدماغ تعيقه عن القيام بوظائفه بشكل طبيعي. ولذلك فأني اتكلم عن هذه الخاصية بإعتبارها جزء من ميكانيزم عمل الدماغ، وليس السلوك. كل الود العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - طريف سردست - 03-02-2007 العزيز Awarfie نعم هناك فرق كبير بين المرض العقلي والمرض النفسي. ان الامراض النفسية لها وجهين مرتبطان ببعضهما، جانب السلوك الاجتماعي والجانب البيلوجي، كما ان الامراض النفسية يمكن ان تتحول الى امراض عقلية، إضافة الى ان جميعها لها درجات. وعندما تكلمت عن التصورات المسبقة الشائعة، فلا شك ان من ضمنها الكثير التصورات القائمة على النرجسية والاحكام المسبقة، ولكن لادخان بدون نار، والابحاث اعطت مايدعم ان الاحكام المسبقة انطلقت من حقائق. وبالمناسبة فأن الاحكام المسبقة هي المعنية " بخاصية الاستبعاد"، إذ ان المرء لايقوم بإعادة تحليل الاحداث الجديدة التي اغلب ظواهرها تتطابق مع احكام مسبقة سابقة، وبالتالي تخضع معلوماتها "للاستبعاد" مما يبقي الاحكام المسبقة سائدة، بغض النظر عن مدى صحتها على كل حادثة على حدى. بمعنى اخر فأن ماذكرته انت عن وجود تناقضات، هو بالذات تعبير عن هذا المبدأ الاستبعادي القائم على احكام مسبقة قد تكون محجفة، ولكنه اسلوب الدماغ بالعمل. من المفيد قراءة موضوع السوداوية والكآبة للاطلاع على دور السلوك او العوامل الخارجية في تفعيل العوامل البيلوجية لاطلاق الامراض النفسية. حاشا او غير حاشا، لامكان لها هنا، نحن نبحث القضية من جوانبها العلمية وليس الاخلاقية. كل الود العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - fekr - 03-02-2007 اقتباس: طريف سردست كتب/كتبت من الذي يتحدث عن التمنيات ؟؟؟ و اين هي تلك التمنيات ؟؟؟ اقتباس: طريف سردست كتب/كتبت ليست المشكلة في المصطلح, فقد فهمت المراد منه من الشروحات و الامثلة, و لهذا السبب بالذات فقد اتحتُ لنفسي ان استخدم تعبيرا آخر رغم انه قد لا يكون موفقا, و لو كنتَ, انتَ, قد استخدمتَ اي مصطلح آخر, و لكن مع ذات الشروحات, لتم فهم المقصود مع ذلك. اقتباس: طريف سردست كتب/كتبت ما مغزى كل هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ عذرا .... و لكن يبدو لي انك تفترض سلفا ان محاورك لم يفهم ما تريد قوله ... لذلك فلا تكلف نفسك عناء التدقيق بما قاله, و لهذا السبب فانني استطيع ان اخمن بسهولة بالغة انك لا تتمتع بِ" خاصية الاستبعاد الضعيف" بل على العكس, فلديك " خاصية استبعاد قوية جدا".... و هذا ابعد ما يكون عن اسس الحوار البناء, الذي يُفترض ان هذا النادي مخصص له .... و شكرا العظماء، مابين الجنون والعبقرية شعرة - طريف سردست - 03-03-2007 العزيز الفكر سلاما لاادري كيف تمكنت من ازعاجك، واعتذر. لاانفي ان الموضوع من المواضيع التي يسهل وقوع سوء الفهم فيها. ان تعبيرك التالي: اقتباس:, فإن "خاصية الاستبعاد" تتعلق بمدى استحواذ الموضوع على المرء او استحواذه هو على الموضوع, ففي حالة الاستبعاد القوي فإن الموضوع هو الذي يستحوذ علينا و العكس بالعكس. لااعتقد ان هذا ماقصدته من تعبير الاستبعاد، إذ في حالة الاستبعاد القوي، تخرج احكامنا المسبقة لتحل مكان الحاجة لتحليل المعلومات الداخلة، وبالتالي لايحتاج الدماغ إلى اشغال نفسه بها مرة اخرى. وبالتالي فالامر ليس سيطرة العبقري على الموضوع وانما قابلية دماغه على إعادة إشغال نفسه بمعلومات سبق وعالج "مثيل لها"، ومع ذلك لايحجبها بسبب " القدم" وانما ينظر فيها من جديد ويعالجها وكأنه يراها للمرة الاولى. اقتباس:و لكن ثمة ملاحظة أخرى على نتيجة الدراسة المذكورة, و هي انها توحي, الى حد ما, بأن ثمة تناسبا طرديا بين الابداع و "خاصية الاستبعاد الضعيف", بينما ارى ان الابداع و العبقرية يتطلبان حدا ادنى من هذه الخاصية, بتعبير آخر, فإنني ارى انه ينبغي ان يتوفر نوع من التوازن بين استحواذ الموضوع على المرء, و بين استحواذه هو على الموضوع. نعم هناك تناسب طردي بين الابداع وخاصية الاستبعاد الضعيفة والخلفية الثقافية. فبفضلها لاينخدع الدماغ ويتركها بإعتباره قد تعرف على مثيلتها في الماضي. اقتباس:لدي ايضا ملاحظةأخيرة, و هي ان الربط بين العبقرية و "الجنون", عن طريق تمتع الطرفين بخاصية "الاستبعاد الضعيف", هو ربط قد يكون شكليا. و انا اقترح, مثلا, اعادة النظر في تلك العلاقة من خلال النظر الى نوعين او ثلاثة انواع - ربما لا تكون منفصلة تمام الانفصال - من "خاصية الاستبعاد " احدها يخص "الاستبعاد الفكري" و آخر يخص "الاستبعاد النفسي" و ربما ايضا " الاستبعاد الحسي". و حسب ظني فإن الابداع و العبقرية ينبغي ان يتوفر لهما "استبعاد فكري ضعيف" مع "استبعاد نفسي ليس بالضرورة ضعيفا" مع "استبعاد حسي اقرب الى القوة ربما", اما "الجنون" فربما يرتبط اساسا "بالاستبعاد النفسي الضعيف " مع "استبعاد فكري ليس ضعيفا بالضرورة" مع "استبعاد حسي ربما يكون ضعيفا" .. اشير الى ان الربط ليس مزاجي وانما قائم على دراسات، فالعبقري والمجنون ليسوا هم من يختار ان يصبح عبقريا او مجنونا، غير ان تعلمنا للعوامل التي تؤثر على نشوئهم قد تساعد في خلق ادوية للتحكم بهم او لربما سلوك نتعلمه للابتعاد عن خطر الوقوع في الجنون. كل الود |