حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
بحث فى روايات الاحاد - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: بحث فى روايات الاحاد (/showthread.php?tid=22842)

الصفحات: 1 2


بحث فى روايات الاحاد - كميل - 11-19-2005

بسم الله الرحمن الرحيم

يكثر خصوم محمد صلى الله عليه و سلم من الاحتجاج باخبار و روايات الاحاد للطعن فى شخصه و رسالته

فهل اخبار الاحاد يقطع بصدورها عن النبى (ص)؟
اى هل الاحاديث التى يحتج بها المسيحيون و اللادينيون ثبت قطعا ان النبى قالها ؟
نريد ان نبحث هذه المسالة بموضوعية و اؤكد اننى لست متحيزا مطلقا لانكار الاحاديث بل لعل العكس هو الصحيح !
فكلما تاملت الاحاديث المروية عن محمد (ص) كلما ازددت ايمانا بنبوته
لان الاختلاف الواضح بين اسلوب الحديث المحمدى و بين اسلوب القران يؤكد ان القران الكريم ليس من تاليف محمد صلى الله عليه و سلم
و للدكتور ابراهيم عوض حفظه الله دراسة قيمة فى ذلك تقع فى نحو 570 صفحة و مجموع ما ذكره يدل بقوة على ان القران ليس من تاليف ابى الزهراء و لا يمكننى بالطبع تلخيصه هنا لكن اشير الى محاور الدراسة :
- ذكر فى اكثر من 70 صفحة الفاظا ترددت كثيرا فى الحديث لارتباطها بعصر الرسول و بيئته ارتباطا شديدا و لم ترد مطلقا فى القران
- ثم ذكر فى اكثر من 50 صفحة كلمات متفرقة لها علاقة بالدين وردت فى الحديث و تكررت بكثرة و لم ترد فى القران
- ثم ذكر فى نحو 30 صفحة اسماء وردت فى القران مفردة و فى الحديث مجموعة او العكس , و ذكر فى 20 صفحة ثنائيات حديثية ترددت بكثرة و لا وجود لها فى القران
- ثم ذكر فى اكثر من 20 صفحة الفاظا استخدمت بكثرة فى الحديث بمعان او فى سياقات يختلف عما فى القران
ثم ذكر فى اكثر من 200 صفحة تعبيرات موجودة فى الاحاديث و ليست موجودة فى القران او موجودة فى القران فقط او موجودة فى كليهما لكن فى استعمالها فى احدهما خصوصية تميزه تمييزا واضحا عن استعمالها فى الاخر
- ثم ذكر فى قرابة 80 صفحة صورا حديثية وردت بكثرة و لم ترد فى القران , و تراكيب وردت بكثرة فى الحديث و لم ترد فى القران
- ثم عقد مقارنة فى 80 صفحة بين القران و الحديث فى القسم , و اسماء الاعلام , و التكنية و التصريح , و الله و الشيطان , و القصة فى القران و الحديث , و تناول ايضا المقارنة بين اسلوب القران فى ذلك و اسلوب الكتاب المقدس
هذه مجرد اشارة لمحاور الدراسة و لا تغنى بالطبع عن الاطلاع عليها

لذا فانا كمسلم لا مشكلة لدى فى الاحاديث
نعود الى النقطة التى نريد بحثها :
هل خبر الاحاد يقطع بصدوره عن محمد (ص)؟
هذه المسالة بحثها علماء الاسلام تحت عنوان هل خبر الاحاد يفيد او يوجب العلم
و قد كان جواب جميع علماء الاسلام الا علماء السلفيةان خبر الاحاد لا يمكن ان يفيد العلم اى لا يقطع بان النبى (ص) قد قاله .
و قد علمنى الاسلام الا اقلد و الا اعطل عقلى فلن نعتبر قول شخص من العلماء حجة فى ذاته بل العبرة بالدليل
فاقوال العلماء يحتج لها و لا يحتج بها
ان الدليل الذى استند اليه هؤلاء العلماء هو الدليل العقلى :
فرواة خبر الاحاد يجوز عليهم عقلا الكذب حتى لو كانوا فى الظاهر من خيرة المسلمين و هذه حقيقة عقلية لا يجادل فيها منصف
و هم يجوز عليهم ايضا الغلط و الخطا فى نقل المتن او الاسناد حتى لو فرضنا امتناع الكذب عليهم
فهل يقول عاقل ان خبر هؤلاء يقطع بصحته ؟
للاسف قال البعض ذلك و قد وصف بعض علماء الاسلام قول هؤلاء و مذهبهم فى المسالة بانه خزى !
يقول امام الحرمين رحمه الله :
(" ذهبت الحشوية من الحنابلة وكتبة الحديث إلى أن خبر الواحد العدل يوجب العلم، وهذا خزي لا يخفى مدركه على كل ذي لب."( البرهان 1/606 )

اذن الاحاديث التى يحتجون بها طالما انها اخبار احاد فهى لا يقطع بان محمدا (ص) قد قالها فمن الظلم ان يحاكموه بناءا عليها

و ما ذكرناه عن عدم افادة خبر الاحاد للقطع ينطبق على خبر الاحاد الذين وثقهم رجال الجرح و التعديل فهم حتى لو وثقهم فلان او علان يجوز عليهم عقلا الكذب , كما يجوز عليهم الغلط فى نقل الاسناد او المتن

و يتضح الامر اكثر مع تعدد الوسائط
فالخبر اذا تعددت وسائطه زاد احتمال الغلط جدا فى نقله ونكتفى بمثالين :
1-
1-قال الامام احمد فى مسنده 4/228:
حدثنا سريج , حدثنا نوح بن قيس ,عن عمرو بن مالك النكرى , عن ابى الجوزاء , عن ابن عباس قال :
" كانت امراة حسناء تصلى خلف رسول الله (ص) قال : فكان بعض القوم يستقدم فى الصف الاول لئلا يراها , و يستاخر بعضهم حتى يكون فى الصف المؤخر , فاذا ركع نظر من تحت ابطيه فانزل الله فى شانها : (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ)


هذا الحديث الذى يحتج به فعلا بعض خصوم الاسلام صححه الشيخ احمد شاكر
و صححه الشيخ الالبانى فى مواضع عديدة من مؤلفاته فى صحيح سنن الترمذى 3/66 برقم (2497)
و فى صحيح سنن النسائى 1/189 برقم (838 ) و فى صحيح سنن ابن ماجة 1/172 برقم (858 )
و فى السلسلة الصحيحة ! 5/605 برقم (2472 )

و قد اعتبر الحافظ ابن كثير الرواية منكرة قال ( و هذا الحديث فيه نكارة شديدة ) تفسير القران العظيم 2/569
و قال ابن عاشور رحمه الله بعد ان اورد الرواية فى تفسيره ( لا يصح و هو خبر واه لا يلاقى فى انتظام الايات و لا يكون الا من التفاسير الضعيفة )التحرير و التنوير 14/40

الحديث فى نظرى لا يمكن ان يكون صحيحا ليس لمجرد انه يشوه صورة بعض الصحابة بل لانه لا يمكن ان يكون تفسيرا للاية فكما ذكر ابن عاشور هو خبر لا يلاقى انتظام الايات و هذا واضح لمن تامل سياق الايات و تفسيرها

هذا الحديث ظاهره الصحة و رواته موثقون لكن فيه علة و هى ان بعض طرق الحديث لم يرد فيه لابن عباس ذكر و انما هى موقوفة على ابى الجوزاء
اى وفق ذلك لم يقل ابن عباس هذا اصلا بل هو كلام ابى الجوزاء و لا نعلم من اين اخذه ابى الجوزاء
قال الامام الترمذى بعد ان اورد الحديث فى سننه من طريق نوح بن قيس :
" و روى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن ابى الجوزاء نحوه
و لم يذكر فيه ابن عباس
و هذا اشبه ان يكون اصح من حديث نوح )سنن الترمذى مع تحفة الاحوذى 8/438
و قال القرطبى ( و روى عن ابى الجوزاء و لم يذكر ابن عباس و هو اصح )
و قال ابن كثير ( فالظاهر انه من كلام ابى الجوزاء فقط , ليس فيه لابن عباس ذكر )

هذا مجرد مثال يؤكد ما تقدم من ان خبر الاحاد حتى لو كان رواته موثقون لا يقطع بصحته لانهم فى احسن الاحوال يجوز عليهم الغلط فى نقل الاسناد فيقول احدهم مثلا : عن ابى الجوزاء عن ابن عباس
بينما المنقول هو كلام ابى الجوزاء فقط و قد يكون سمعه ابى الجوزاء من شخص اخر غير ابن عباس و قد يكون هذا الشخص منافق او زنديق ممن كانوا يملاون المجتمع الاسلامى

2- مثال اخر :
الحديث الذى صححه الامام مسلم عن ابى هريرة ( ان الله خلق التربة يوم السبت , و خلق الجبال يوم الاحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الاربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق ادم يوم الجمعة )رواه مسلم 4/27 برقم (2149 )
قال الامام ابن تيمية :
" فان هذا طعن فيه من هو اعلم من مسلم مثل يحيى بن معين و مثل البخارى و غيرهما
و ذكر البخارى ان هذا من كلام كعب الاحبار "
و قال الامام البخارى فى ترجمة ايوب من التاريخ 1/1/413 :
" و قال بعضهم : عن ابى هريرة عن كعب , و هو اصح "

اى ان الخبر مع وثاقة رواته وقع فيه غلط فى نقل الاسناد فجعلوه من رواية ابى هريرة عن النبى (ص) بينما هو من روايته عن كعب الاحبار !
و عليه فقس كثير من روايات ابى هريرة التى لا يخفى على بصير انها مجرد اسرائيليات

و المقصود انه لا يقول عاقل ان خبر الاحاد حتى لو كان رواته موثقون يقطع بصحته عن النبى (ص)

فكيف اذا كان التوثيق نفسه مجرد راى لبعض الرجال و ليس رايهم بحجة اصلا
و توضيح ذلك ان علماء الجرح و التعديل انما يحكمون على الرواة بناءا على النظر فى مروياتهم فاذا وجدوها سليمة من المناكير- اى ما يرون انه مناكير - كان الحكم بوثاقتهم , و اذا راوا فيه ما لا يقبلونه كان الجرح
اذن هو راى يجوز عليه الصحة و الخطا و كما يقول بعض علماء الزيدية الكرام :
" وبهذا يظهر لمن أنصف أن قبول الجرح المطلق ، والتوثيق بدون نظر في حجة ذلك تقليد ، وأنه ليس من قبول الرواية التي لا تحتاج إلى المطالبة بحجة ، لأن أكثر التوثيق للرواة ليس إلا بالنظر في حديثهم ، فإذا كان سليماً من المناكير ، سليماً من التخليط ، سليماً من الكذب عندهم ، وثقوهم ،
وإذا كان الراوي ينفرد بروايات عن المشاهير ، أو يخالف حديثه حديث الثقات ، أو يروي منكراً عندهم لا يتابع عليه ، جرحوه .
ومن طالع كتاب ابن حبان في الضعفاء ، والميزان ، وكتاب الجرح والتعديل ـ لابن أبي حاتم ـ عرف هذا ، وعرف أن الجرح بترك الصلاة أو شرب الخمر أو نحو ذلك ـ مما لا تختلف فيه المذاهب ـ نادر ، وأن التوثيق بما هو مجمع عليه بين الأمة قليل ، فأكثر الجرح والتعديل بمنزلة فتوى من الجارح والمعدل ، ومذهب له ليس من قسم الرواية لما لا تختلف فيه المذاهب ، وقبوله بدون اعتماد حجة تقليد لا عمل بالرواية ، وكذلك تصحيح حديث أو تضعيفه كالفتوى ، لأنه تابع للمذهب في الرواة ، فقبول التصحيح والتضعيف بدون اعتماد على حجّة تقليد .
فإن قلت : إنهم يحتجّون للجرح بأن يقولوا : يروي المناكير أو نحو هذا ، فكيف يكون قبول الجرح تقليداً ممن قد اطلع على هذه الحجّة ؟
قلنا : إن كون الحديث منكراً يحتاج إلى بيّنة ، لأنه قد يكون منكراً عند الجارح وليس منكراً في الواقع ، وقد يكون انفراده عن بعض المشاهير لسبب واضح وعذر مقبول ، وقد تكون مخالفته لحديث الثقات لأنه هو الثقة ، وإنما خالفوه تعصباً لمذهبهم في مسألة قد اتضح أنها من أسباب التعصب ، فليسوا ثقاتاً في الواقع وإن كانوا ثقاتاً عند الجارح ، فقبول قول الجارح : إنه يروي المناكير تقليد له في معنى المنكر ، وفي أن الانفراد بالرواية عن المشهور قادح مطلقاً ، أو في أن هذا الراوي يجرح بتفرده ، لأنه ليس له عذر في ظن الجارح ، أو لأنه يبغضه فلا ينتبه لعذره .
وعين الرضا عن كل عيب كليلة***ولكن عين السخط تبدي المساويا
وقبول قوله إذا قال : « لا يتابع عليه » تقليد ، لأنه قد يكون له متابع ، لكنه لم يطلع على روايته المتابعة ، أو لم يعتبره شيئاً لفرط ضعفه عنده ، أو لسقوطه ، وليس ضعيفاً ولا ساقطاً في الواقع ، أو ظنّه سرق الحديث وليس سارقاً ، وإنما ساء ظنّه فيه لأنه شيعي روى بعض الفضائل مثلاً ، فلم يعتبر روايته متابعة للراوي الآخر ، فقبول قوله : « لا يتابع عليه » تقليد .

فقد بان أن هذه الاحتجاجات الصورية إنما هي دعاوى ، وأن قبولها تقليد إذا لم يكن عن دليل يدل على صدقها . » .


فعلماء الجرح و التعديل انما يعتمدون اساسا فى الحكم على الرواة على النظر فى متون مروياتهم, بينما السلفية اليوم ينفرون من النظر فى متون الروايات !
و هم -اى اهل الجرح و التعديل -فى ذلك يحكمون على اساس مذاهبهم و ارائهم و كان جل عنايتهم و اهتمامهم ان يضعفوا و ينكروا الروايات التى تخالف مذهب اهل السنة فاذا وجدوا رواية تقع فى معاوية مثلا طعنوا فى راويها و هكذا
و لم يكن لديهم ادنى عناية بقدح الرواة الذين ينقلون ما يسىء الى النبى (ص) و لم يحكموا على راوى واحد بالضعف و نحوه لانه نقل ما يسىء الى النبى (ص) او ما يقدح فى القران لذا وصفهم خصومهم بانهم مغفلون و حشوية !
و حسبك توثيقهم لمثل خالد بن سلمة بن العاص الذى قال الحافظ ابن حجر فى ترجمته : وذكر بن عائشة أنه كان ينشد بني مروان الأشعار التي هجى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم !!
و هم عندهم فى نظرى خطا فادح فى منهجهم فى التعامل مع الصحابة و التابعين :
اولا – اعتبروا كل من راى النبى (ص) ثقة حجة لا يتطرق الشك الى روايته مع ان الصحابة ليسوا معصومين على الاقل من الغلط

ثانيا – تساهل اهل الجرح و التعديل للغاية فى الحكم بوثاقة "اهل السنة و الجماعة " من جيل التابعين تحديدا
يقول المحدث عبد الرحمن المعلمى فى رسالته " اهمية علم الرجال ":
" وأما التابعون ، فكلامهم في التعديل كثير ، ولا يروى عنهم من الجرح إلا القليل، و ذلك لقرب العهد بالسراج المنير – عليه و على آله افضل الصلاة و التسليم - ، فلم يكن أحد من المسلمين يجترئ على الكذب على الله ورسوله . و عامة المضعفين من التابعين إنما ضعفوا للمذهب ، كالخوارج أو لسوء الحفظ أو للجهالة ."

و قد روى مسلم فى مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قال:
لم يكونوا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى اهل البدع فلا يؤخذ حديثهم

اى انهم انما اكتفوا بجرح المخالفين لاهل السنة اى شيعة على و الخوارج اى المعارضة السياسية لحكم بنى امية

و كان كل اهتمامهم منصب على تضعيف الروايات التى تقدح فى بنى امية او تثبت فضائل لعلى و اهل بيته , و النتيجة انهم اعتبروا اغلب من خلت رواياته من ذلك اعتبروه ثقة حجة !
فهذا خلل فادح فى منهج القوم


و هنا امر مهم هو ان خصوم محمد (ص) قد ملكوا الامة اعنى ال ابى سفيان حملة الاحقاد البدرية, و ال الحكم طريد رسول الله (ص)
و لا شك عندى ان الروايات التى تشوه صورة محمد (ص) وضعت فى تلك الفترة من قبل خدم بنى امية من رواة السوء و ممن قد يكونوا اكرهوا على وضع الروايات من قبل السلطة الاموية

و هذا على الاقل احتمال لا يجوز ان يتجاهله باحث منصف فقد ملك الامة خصوم محمد (ص) و وضع روايات تطعن فيه ليس بشىء بجنب ما فعلوه فى اهل بيت محمد و حسبك مجزرة كربلاء و ما فعلوه فى الانصار يوم الحرة


المهم ما اريد بيانه ان احكام الجرح و التعديل هى اراء و احكام اجتهادية مدارها على التامل فى متون مرويات الراوى و يكفى فى بيان ذلك ان هناك فن عندهم يسمى " كيفية اعلال سند المتن المنكر " و قد اشار اليه المحدث السلفى المعاصر عمرو عبد المنعم سليم فى كتابه القيم (قواعد حديثية نص عليها المحققون و غفل عنها المشتغلون )قال هناك صفحة 70
يقول المعلمى رحمه الله فى مقدمة " الفوائد المجموعة ":
" اذا استنكر الائمة المحققون المتن , و كان ظاهر السند الصحة , فانهم يتطلبون له علة
فاذا لم يجدوا له علة قادحة مطلقا حيث وقعت
اعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقا , و لكنهم يرونها كافية للقدح فى ذلك المنكر )

و قال :
" فمن ذلك :
-اعلاله بان راويه لم يصرح بالسماع , هذا مع ان الراوى غير مدلس
اعل البخارى بذلك خبرا رواه عمرو بن ابى عمرو مولى المطلب , عن عكرمة , تراه فى ترجمة عمرو من " التهذيب "
و نحو ذلك : كلامه فى حديث عمرو بن دينار فى القضاء بالشاهد و اليمين ..

-و كذلك اعل ابو حاتم خبرا رواه الليث بن سعد , عن سعيد المقبرى كما تراه فى " علل ابن ابى حاتم "2/352
- و من ذلك اشارة البخارى الى اعلال حديث الجمع بين الصلاتين : بان قتيبة لما كتبه مع عن الليث كان معه خالد المدائنى و كان خالد يدخل على الشيوخ , يراجع " معرفة علوم الحديث " للحاكم ص 120
-و من ذلك الاعلال بالحمل على الخطا , و ان لم يتبين وجهه
كاعلالهم حديث عبد الملك بن ابى سليمان فى الشفعة
و من ذلك اعلالهم : بظن ان الحديث ادخل على الشيخ كما ترى فى " لسان الميزان " فى ترجمة فضل بن الحباب و غيرها

و حجتهم فى هذا : ان عدم القدح بتلك العلة مطلقا انما بنى على ان دخول الخلل من جهتها نادر
فاذا اتفق ان يكون المتن منكرا , يغلب على ظن الناقد بطلانه فقد يحقق وجود الخلل
و اذا لم يوجد له سبب الا تلك العلة , فالظاهر انها السبب و ان هذا من ذاك النادر الذى يجىء الخلل فيه من جهتها ..


مثال :
ما اخرجه ابن عبد البر فى " الاستذكار "
اخبرنا احمد بن قاسم , و محمد بن ابراهيم , و محمد بن حكم
قالوا : حدثنا محمد بن معاوية , حدثنا الفضل بن الحباب , حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسى , حدثنى شعبة عن ابى الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله (ص) يقول :
" من وسع على نفسه و اهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سنته "
قال جابر : جربناه فوجدناه كذلك
و قال ابو الزبير مثله و قال شعبة مثله

قلت :
و هذا المتن منكر جدا مع نظافة سنده , و ثقة رجاله , و قد اعله الحافظ ابن حجر
فى " اللسان " 4/514 فقال :
" شيوخ ابن عبد البر الثلاثة موثقون , و شيخهم محمد بن معاوية هو ابن الاحمر راوى السنن عن النسائى وثقه ابن حزم و غيره
فالظاهر ان الغلط فيه من ابى خليفة , فلعل ابن الاحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه "
قلت : و هذا اعلال محتمل غير مقطوع به , الا ان الائمة يلجؤون اليه عندما يكون المتن منكرا , و السند نظيفا , و ليست له علة ظاهرة تقدح فيه
و لا يلزم من الحكم على متن منكر بالوضع ان يكون راويه كذابا او وضاعا , او متهما بالكذب او بالوضع
بل ربما يكون من اهل الصدق و العدالة و الضبط , و ربما كان من الثقات الاثبات
و لكن وهم فيه سواء سماعا او تحديثا
و لذلك فقد عرف اهل العلم الموضوع بانه ما كان راويه متهما , او كان مخالفا للاصول
و استخدام " او " دلالة على التخيير
و قد اشار المعلمى الى هذا المعنى فقال ص7 من تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكانى :
" قد تتوفر الادلة على البطلان مع ان الراوى الذى يصرح الناقد باعلال الخبر به لم يتهم بتعمد الكذب , قد يكون صدوقا فاضلا , و لكن يرى الناقد انه غلط , او ادخل عليه الحديث )) انتهى المراد


فهذا تحقيق من احد علماء السلفية و ليت اخوتنا السلفية يقراونه حتى لا يندفعوا الى الدفاع عن الروايات التى تسىء الى النبى و كانهم سمعوها من النبى (ص) !!

فهل بعد تامل ما سبق يشك منصف فى ان خبر الاحاد الموثق رواته لا يقطع بان محمدا (ص) قاله ؟!!

و كاتب هذه السطور يستفيد من اراء علماء الجرح و التعديل و لكن المرفوض هو تقليدهم و قناعتى كما هو واضح ان اى خبر احاد لا يقطع بان النبى (ص) قد قاله
لكن يحصل الظن الغالب بصحته اذا كان رواته موثقون و ذلك بالاستفادة من جهود اهل الجرح و التعديل دون تقليد و دون تساهل فى التوثيق
و الا يوجد معارض أقوى للخبر أو مكافئ له
و اذا تعددت طرقة السليمة من الجرح و لم يكن هناك دوافع للوضع
و اسباب الوضع فى تلك الحقبة اهمها :
-الدوافع المذهبية
-و وجود خصوم لمحمد (ص) و الاسلام بين المسلمين بل وصل بعضهم لقيادة الامة و اعنى بنى امية و هم متهمون بان لهم دور فى الروايات التى تقدح فى شخص خصمهم محمد (ص)


و لكن كل هذه الروايات المشكوك فيها لا تمثل فى الواقع الا جزء محدود من روايات كتب الحديث

و لا شك ان خبر الاحاد الذى يغلب على الظن صحته يعمل به و هذا يستند الى السيرة العقلائية فانك إذا تصفحت حال العقلاء في سلوكهم، تقف على أنّهم مطبقون على العمل بخبر الثقة في جميع الأزمان و الأدوار، و يتضح ذلك بملاحظة حصول الاطمئنان بخبر الثقة عند العرف على وجه يفيد سكوناً للنفس، خصوصاً إذا كان عدلاً، و لو كانت السيرة أمراً غير مرضيّ للشارع كان عليه الردع كما ردع عن العمل بقول الفاسق.
ولم يكن عمل المسلمين بخبر الثقة إلاّ استلهاماً من تلك السيرة العقلائية التي ارتكزت في نفوسهم

و ربما يقال انّ الآيات الناهية عن اتّباع الظن كافية في ردع تلك السيرة كقوله سبحانه: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاّ الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلاّيَخْرُصُونَ) (الأنعام/116)و قوله سبحانه: (إِنَّ الّذينَ لا يُؤْمِنُونَ بالآخرةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثى*وَ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْم إِنّ يَتَّبِعُونَ إِلاّ الظَّنَّ وَ إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً)(النجم/27ـ28).
والجواب: انّ المراد من الظن في الآيات الناهية ترجيح أحد الطرفين استناداً إلى الخرص والتخمين كما قال سبحانه: (إِنْ هُمْ إِلاّيَخْرُصُونَ) و يشهد بذلك مورد الآية من تسمية الملائكة أُنثى، فكانوا يُرجّحون أحدَ الطرفين بأمارات ظنية و تخمينات باطلة، فلا يستندون في قضائهم لا إلى الحس ولا إلى العقل بل إلى الهوى و الخيال، وأين هذا من قول الثقة أو الخبر الموثوق بصدوره الذي تدور عليه رحى الحياة و يجلب الإطمئنان والثبات؟

و لكن هناك فرق بين ان يغلب على ظنى صدور خبر احاد و اعمل بموجبه و بين ان اعتبر مضمونه من قطعيات الشريعة ياثم و يفسق مخالفه بل الصواب ان العمل به امر اجتهادى لا ياثم المخالف فيه لانه لا يقطع بصدوره عن النبى صلى الله عليه و سلم
و قد استدلوا على" وجوب " العمل بخبر ظاهر العدالة بادلة لا تصمد امام التحقيق العلمى
و مما استدلوا به ان النبى (ص) كان يرسل كما ذكروا الاحاد لتبليغ الشرائع و لا يثبت ان النبى (ص) كان يرسل الى النواحى رجلا واحدا فعندما ارسل معاذ الى اليمن لم يبعثه على جمل لوحده !بل ذهب فى جماعة من الصحابة و كان هو على راسهم لكن الاهم من ذلك ان هذا لا تتم به الدلالة الا على وجوب العمل بخبر من سمع مباشرة من النبى (ص) و لا تتم به الدلالة على وجوب العمل بخبره مع تعدد الوسائط اليه لان دلالتها منصرفة إلى خبر الواحد الناقل عن النبى (ص) بلا واسطة، ولا تشمل المنقول بواسطتين أو وسائط.





بحث فى روايات الاحاد - حسن سلمان - 11-19-2005

تسجيل متابعة لهذا الموضوع الجدير بالمناقشة
أدعوا اخي الدارقاطني وكل من له علم بمصطلح الحديث الى الحوار

والسلام عليكم


بحث فى روايات الاحاد - النبيه - 11-19-2005

أشكرك على هذه الكلمة القيمة التي من الواضح أنك ترمي من خلالها إلى الذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسنته الشريفة.
ولكنني رأيت أنك في هذه الكلمة قد خالفت ما اشترطت على نفسك من عدم التقليد والكلام بالدليل وربما أتحدث عن هذا الموضوع بإسهاب أكثر فيما بعد إن شاء الله تعالى ذلك. ولكنني هنا سأعلق بشكل سريع على بعض ما جاء في كلمتك من مخالفة للمنهج العلمي تنبيهاً لا أكثر.

تقول: هل خبر الاحاد يقطع بصدوره عن محمد (ص)؟
هذه المسالة بحثها علماء الاسلام تحت عنوان هل خبر الاحاد يفيد او يوجب العلم
و قد كان جواب جميع علماء الاسلام الا علماء السلفيةان خبر الاحاد لا يمكن ان يفيد العلم اى لا يقطع بان النبى (ص) قد قاله .

تعليق: الذين قالوا بقطعيته إنما تحدثوا عن خبر الثقة الذي اتصل بنقل العدل الضابط عن مثله من غير شذوذ ولا علة وليس خبر الآحاد مطلقاً!
أي أنهم اشترطوا أن يكون الراوي عدلاً مأموناً ضابطاً. كما اشترطوا أن يكون متصلاً بمادة الرواية أو بمن رواها، ثم اشترطوا ألا يكون هناك مانع من قبول الحديث من شرع أو طبع.

تقول: وقد علمنى الاسلام الا اقلد و الا اعطل عقلى فلن نعتبر قول شخص من العلماء حجة فى ذاته بل العبرة بالدليل فاقوال العلماء يحتج لها و لا يحتج بها

تعليق: كلمة جميلة ورائعة، ولكن الذي لا حظته أنك قلدت في بعض الجوانب بل إن كلمات وأفكاراً نقلتها دون أدنى تغيير!
ولا شك أن المخرج من الفوضى الفكرية التي نعيشها هو العلم وليس مجرد الأهواء والآراء والأفكار. ولا شك أن بحث موضوع مهم كهذا يحتاج إلى بحث متأنٍ وليس إلى نقل مجرد فكل إنسان يستطيع أن ينقل نقلاً مجرداً ولكن المهم هو التحقيق!
ثم ذكرت مجموعة من الأحاديث التي رأيت بعض المطاعن وجهت إليها، وأراك اعتمدت في بعضها على مجرد الطعن الذي صدر تجاهها ولم تكلف نفسك البحث في صحة ذلك الطعن من عدمها، فقد قلت –على سبيل المثال-:
"2- مثال اخر :
الحديث الذى صححه الامام مسلم عن ابى هريرة ( ان الله خلق التربة يوم السبت , و خلق الجبال يوم الاحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الاربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق ادم يوم الجمعة )رواه مسلم 4/27 برقم (2149 )
قال الامام ابن تيمية :
" فان هذا طعن فيه من هو اعلم من مسلم مثل يحيى بن معين و مثل البخارى و غيرهما
و ذكر البخارى ان هذا من كلام كعب الاحبار "
و قال الامام البخارى فى ترجمة ايوب من التاريخ 1/1/413 :
" و قال بعضهم : عن ابى هريرة عن كعب , و هو اصح "
اى ان الخبر مع وثاقة رواته وقع فيه غلط فى نقل الاسناد فجعلوه من رواية ابى هريرة عن النبى (ص) بينما هو من روايته عن كعب الاحبار !"

تعليق: لاحظ هنا أنك اعتمدت على قول مجرد من البرهان –مع احترامنا لمن قاله- ورددت به خبراً مسنداً في صحيح مسلم، أي رددت خبراً مسنداً بخبر غير مسند!
فقد قال ابن تيمية إن البخاري قال عن هذا من كلام كعب الأحبار فما برهان البخاري على ذلك؟!
لاحظ أيضاً أن البخاري قال بالنص –كما نقلت أنت عنه-: "وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصح"! فمن (بعضهم) هؤلاء؟! وما هو سندهم إلى هذه الرواية التي قالوا إنها عن أبي هريرة عن كعب؟! وما هو البرهان على أنها أصح؟!

وقلت: وعليه فقس كثير من روايات ابى هريرة التى لا يخفى على بصير انها مجرد اسرائيليات

تعليق: أين هي هذه الروايات الكثيرة –حسب قولك- والتي لا يخفى أنها من الإسرائيليات؟!

تقول: و قد روى مسلم فى مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قال:
لم يكونوا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى اهل البدع فلا يؤخذ حديثهم
اى انهم انما اكتفوا بجرح المخالفين لاهل السنة اى شيعة على و الخوارج اى المعارضة السياسية لحكم بنى امية

تعليق: من أين أتيت بهذا الفهم؟!

وتقول: و كان كل اهتمامهم منصب على تضعيف الروايات التى تقدح فى بنى امية او تثبت فضائل لعلى و اهل بيته , و النتيجة انهم اعتبروا اغلب من خلت رواياته من ذلك اعتبروه ثقة حجة!
فهذا خلل فادح فى منهج القوم

تعليق: لم تذكر كيف فهمت هذا الفهم من هذه الكلمة ومع ذلك تبني عليها طعناً في منهج القوم! فهل هذا هو التحقيق وهل هذا هو الخروج من التقليد؟!

قلت: و هنا امر مهم هو ان خصوم محمد (ص) قد ملكوا الامة اعنى ال ابى سفيان حملة الاحقاد البدرية, و ال الحكم طريد رسول الله (ص)
و لا شك عندى ان الروايات التى تشوه صورة محمد (ص) وضعت فى تلك الفترة من قبل خدم بنى امية من رواة السوء و ممن قد يكونوا اكرهوا على وضع الروايات من قبل السلطة الاموية
و هذا على الاقل احتمال لا يجوز ان يتجاهله باحث منصف فقد ملك الامة خصوم محمد (ص) و وضع روايات تطعن فيه ليس بشىء بجنب ما فعلوه فى اهل بيت محمد و حسبك مجزرة كربلاء و ما فعلوه فى الانصار يوم الحرة

تعليق: أراك أكثرت من الحديث عن بني أمية والطعن فيهم واتهامهم بأنهم وضعوا الأحاديث أو ساعدوا في وضعها... ولكنني لم أرك تذكر دليلاً واحداً على ما تقول!
على أنني أذكرك بأن علم الحديث والجرح والتعديل وأهم ودواوين الحديث كلها ظهرت في عصر بني العباس كما هو معلوم لا يخفى على أحد وإلا فهات لي كتاباً من كتب الرجال أو الجرح والتعديل أو الرواية ألف في عصر بني أمية! فما علاقة بني أمية بكتب ألفت بعد انقضاء دولتهم بعشرات السنين؟!
ولو افترضنا أن بني أمية كانت لهم أيد في الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يقم بنوال العباس ومن شايعهم ومن يبغضون بني أمية بتطهير كتب الحديث من هذه الأحاديث التي وضعوها أو وضعت لهم؟! وكيف سمحوا بتدوينها في دولة بني العباس وعداؤهم لبني أمية معلوم!
مع العلم بأن علماء الجرح والتعديل قد وثقوا بعض الخوارج وبعض المتشيعين لعلي وصححوا أحاديث رووها، ومنها أحاديث في فضل علي وبعضها في صحيح البخاري وصحيح مسلم. كحديث مسلم: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" وهو في فضائل علي بن أبي طالب وفي سنده متشيع معروف بالتشيع وهذا الحديث يؤيد مذهبه ولكنه ثقة مأمون. فلماذا أغفلت ذلك كله؟!

وتقول: وقد استدلوا على" وجوب " العمل بخبر ظاهر العدالة بادلة لا تصمد امام التحقيق العلمى
و مما استدلوا به ان النبى (ص) كان يرسل كما ذكروا الاحاد لتبليغ الشرائع و لا يثبت ان النبى (ص) كان يرسل الى النواحى رجلا واحدا فعندما ارسل معاذ الى اليمن لم يبعثه على جمل لوحده !بل ذهب فى جماعة من الصحابة و كان هو على راسهم

تعليق: -وهو التعليق الأخير- لا يخفى أنك نقلت هذه الكلمة من بعض الكتب بحذافيرها ولكنك لم تكلف نفسك ان تتبين صحتها وتتثبت منها!
فمن أدراك أن معاذا ذهب في جماعة من الصحابة وكان على رأسهم؟! ومن أين أتيت بهذه المعلومة؟! أو على الأصح من أين أتى من نقلت عنه هذه الكلمة بعجرها وبجرها بهذه المعلومة؟!



بحث فى روايات الاحاد - كميل - 11-19-2005

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ النبيه
بصراحة انا اثرت من زمن الا اجادل اخا لى فى الاسلام , لكن لا باس بتعليقات وجيزة على ما تفضلت به

اقتباس:تعليق: الذين قالوا بقطعيته إنما تحدثوا عن خبر الثقة الذي اتصل بنقل العدل الضابط عن مثله من غير شذوذ ولا علة وليس خبر الآحاد مطلقاً!
أي أنهم اشترطوا أن يكون الراوي عدلاً مأموناً ضابطاً.

اتفق معك و لا يوجد فى موضوعى ما يشير لخلاف ذلك
و بدهى انهم انما يقولون بقطعية صدور خبر الثقة و ليس خبر الضعيف او من ظهر فى خبره شذوذ او علة
فهذا امر بدهى لا يحتاج الى الاشارة اليه

اقتباس:ولكن الذي لا حظته أنك قلدت في بعض الجوانب بل إن كلمات وأفكاراً نقلتها دون أدنى تغيير!

ليتك تبين لنا الجوانب التى قلدت فيها حتى لا اقلد فيها بل اتبع الدليل
اما نقل كلمات دون تغيير فلا يعنى بالضرورة تقليد قائلها بل ربما اتفاقى معه او ان فى كلامه فائدة احب ان يقراها غيرى

اقتباس:ثم ذكرت مجموعة من الأحاديث التي رأيت بعض المطاعن وجهت إليها، وأراك اعتمدت في بعضها على مجرد الطعن الذي صدر تجاهها ولم تكلف نفسك البحث في صحة ذلك الطعن من عدمها

لم يكن هدفى هو بحث هذه الاحاديث و بيان صحتها من عدمه , و انما اردت اعطاء مثل فحسب على ان خبر الموثقين الذى ظاهره الصحة قد يقع فيه غلط فى نقل الاسناد و يطعن فيه بعض العلماء بذلك كما فى المثالين المذكورين
هذا ما اردت بيانه
اما رايى فى حديث خلق التربة فقد رجحت قول ابن تيمية و البخارى لان متن الخبر ينطق بانه ليس من كلام محمد صلى الله عليه و سلم و ان الراجح فعلا انه من الاسرائيليات التى كان يقولها كعب و هذا واضح للغاية لمن قرا الرواية
قال ابن تيمية :" فانه قد ثبت بالكتاب و السنة و الاجماع ان الله تعالى خلق السموات و الارض فى ستة ايام ..
و هذا الحديث المختلف فيه يقتضى انه خلق ذلك فى الايام السبعة ) مجموع الفتاوى 1/257
و قال فى الجواب الصحيح 2/445:
"و القران يدل على غلط هذا و يبين ان الخلق فى ستة ايام "


اقتباس:أين هي هذه الروايات الكثيرة –حسب قولك- والتي لا يخفى أنها من الإسرائيليات؟!
لست فى مقام بحث الاسرائيليات ولكن ما اقصده بتلك الروايات رواية " خلق الله ادم على صورته " و هى فى سفر التكوين ايضا
و رواية انّ اللّه خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعاً.
و رواية ان موسى عليه السلام جرى خلف الحجر عاريا حتى راى بنو اسرائيل عورته !!
و رواية ان سليمان عليه السلام يطوف على ستين امرأة في ليلة واحدة !
و رواية ان موسى عليه السلام يفقأ عين ملك الموت!
و رواية ان نبي من الاَنبياء يحرق قرية النمل
و غيرها
اقتباس:تقول: و قد روى مسلم فى مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قال:  
لم يكونوا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى اهل البدع فلا يؤخذ حديثهم
اى انهم انما اكتفوا بجرح المخالفين لاهل السنة اى شيعة على و الخوارج اى المعارضة السياسية لحكم بنى امية

تعليق: من أين أتيت بهذا الفهم؟!

هذا هو فهمى لكلام ابن سيرين
اقتباس:أراك أكثرت من الحديث عن بني أمية والطعن فيهم واتهامهم بأنهم وضعوا الأحاديث أو ساعدوا في وضعها... ولكنني لم أرك تذكر دليلاً واحداً على ما تقول!
دليلى هو دليل منطقى فالتاريخ يكتبه المنتصرون و كما قلت فى الموضوع :
اقتباس:هذا على الاقل احتمال لا يجوز ان يتجاهله باحث منصف فقد ملك الامة خصوم محمد (ص) و وضع روايات تطعن فيه ليس بشىء بجنب ما فعلوه فى اهل بيت محمد و حسبك مجزرة كربلاء و ما فعلوه فى الانصار يوم الحرة

الى ان قلت :
اقتباس:على أنني أذكرك بأن علم الحديث والجرح والتعديل وأهم ودواوين الحديث كلها ظهرت في عصر بني العباس كما هو معلوم لا يخفى على أحد وإلا فهات لي كتاباً من كتب الرجال أو الجرح والتعديل أو الرواية ألف في عصر بني أمية! فما علاقة بني أمية بكتب ألفت بعد انقضاء دولتهم بعشرات السنين؟!
ليس صحيحا ان الجرح و التعديل ظهر فى عصر بنى العباس . راجع ما سبق مثلا كلام ابن سيرين
و اغلب الروايات التى دونت فى عصر بنى العباس لم توضع فى عصرهم ! و هذا لا اعرف من يقول به الا الدكتور احمد صبحى منصور و غيره من القرانيين الجدد
بل اغلبها روى فى زمن بنى امية حتى وصل الى اصحاب دواوين الحديث فى العصر العباسى
و انا لم اقل ان اهل الجرح و التعديل جرحوا كل شيعة على او كل الخوارج بل قلت ان اهتمامهم كان بجرح هؤلاء لكن لم يجرحوهم كلهم فبعض هؤلاء الرواة كان من الجلالة بمكان يصعب معه جرحه كالاعمش مثلا و مع ذلك فقد نقل الجوزجانى فى " احوال الرجال " رواية على لسان حماد بن زيد تتهمه بوضع الحديث ! و حديث " لا يحبك الا مؤمن " تجنبه البخارى و يقدح فى صحته بعض السلفية اليوم
راجع للفائدة هذا البحث لاحد علماء السلفية اليوم و عنوانه " ضعيف البخارى و مسلم " :
http://www.ibnamin.com/daef_bukhari_muslim...tm#_Toc92456645

اقتباس:فمن أدراك أن معاذا ذهب في جماعة من الصحابة وكان على رأسهم؟! ومن أين أتيت بهذه المعلومة؟! أو على الأصح من أين أتى من نقلت عنه هذه الكلمة بعجرها وبجرها بهذه المعلومة؟

لعلك تجد هذه المعلومة فى تاريخ الطبرى 2/247:
"عبيد بن صخر بن لوذان الانصارى السلمى و كان فيمن بعث النبى (ص) مع عمال اليمن فى سنة عشر بعدما حج حجة التمام : و قد مات باذام , لذلك فرق عملها بين شهر بن باذام , و عامر بن شهر الهمدانى , و عبد الله بن قيس ابى موسى الاشعرى , و خالد بن سعيد بن العاص , و الطاهر بن ابى هالة , و يعلى بن امية , و عمرو بن حزم , و على بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياض و عكاشة بن ثور بن اصغر الغوثى .. و معاوية بن كندة , و بعث معاذ بن جبل معلما لاهل البلدين : اليمن و حضرموت "
و يظهر ان هؤلاء كانوا مع معاذ رضى الله عنه حين بعثه النبى صلى الله عليه و سلم الى اليمن , و يظهر من الروايات ان النبى (ص) لم يكن يبعث الى النواحى رجلا واحدا و انما كان يبعث بعثا , روى الامام احمد فى مسنده 5/356 :
" بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثين الى اليمن , على احدهما على بن ابى طالب .."

و دمتم سالمين (f)


بحث فى روايات الاحاد - أبو عاصم - 11-19-2005

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين، سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

وبعد

فقد كان لزاما علي الخوض في هذا الموضوع يوما من الأيام حتما، ولكني ما رجوته يكون وقت شغلي بالملحدين واللادينيين أبدا، لكن الله قدر وما شاء ربنا فعل، وحيث أن هذا الموضوع حساس ومهم ويحتاج إلى بحث ونظر فإني أعلن حط الرحال فيه، واجتناب كل المواضيع والردود إلا ما كان خاصا له وفيه، وحتى الفراغ منه تماما، فهو وربي موضوع شائك وغير رائق لأهل العلم والحديث، وأسأل القراء أخص منهم المسلمين أن لا يقبلوا البحث كله هكذا على عواهنه حتى ينظروا الآراء والردود المتعلقة به وفيه..

فإلى بحث الزميل أرد على ما جاء فيه، ولعلي أنتقي بعض المواضع منه ثم أعود إلى بقية النقاط المطروحة فيه، فاللهم أعن ويسر يا كريم ويا حكيم..




اقتباس:  كميل   كتب/كتبت  
هل خبر الاحاد يقطع بصدوره عن محمد (ص)؟  
هذه المسالة بحثها علماء الاسلام تحت عنوان هل خبر الاحاد يفيد او يوجب العلم


من باب التنبيه وحتى لا يقع خطأ في الفهم من السادة القراء أقول: إن المراد بالآحاد الذي تكلم عنه العلماء في إفادته للعلم أو الظن هو الذي ترجح لأهل العلم صحته لا غيره..


اقتباس:و قد كان جواب جميع علماء الاسلام الا علماء السلفيةان خبر الاحاد لا يمكن ان يفيد العلم اى لا يقطع بان النبى (ص) قد قاله .



بل الأمر على خلاف بين علماء الحديث والأصوليين ولا علاقة له بالسلفية، بل الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى وهو من أعلام السلفية يرى أن خبر الآحاد ظني الثبوت، وذلك حيث يقول في شرحه على نخبة الفكر في أقسام الآحاد المقبول: "فالأول: يغلب على الظن صدق الخبر لثبوت صدق ناقله فيؤخذ به" ويقول الدكتور العتر في تعليقه على ما قال ابن حجر: "المراد أنه يثبت في العلم ثبوتا محتملا لأن يكون فيه خطأ الراوي، لكن هذا الاحتمال ضعيف فلا يؤخذ به." والدكتور العتر ليس بسلفي في الاصطلاح المعاصر، ومع هذا يرى ثبوت الخبر مع احتمال ضعيف لا يؤخذ به في لزوم العمل بما جاء به الحديث، وهذا الآحاد إن احتف بقرينة كوقوعه في أحد الصحيحين أو كان سنده من أصح الأسانيد صار شبه متواتر ويقيني لا يتخلله ضعف إلا بدليل قاطع جازم.


اقتباس:و قد علمنى الاسلام الا اقلد و الا اعطل عقلى فلن نعتبر قول شخص من العلماء حجة فى ذاته بل العبرة بالدليل  
فاقوال العلماء يحتج لها و لا يحتج بها


كلام معقول لمن بلغ مبلغهم في العلم والنظر..



اقتباس:ان الدليل الذى استند اليه هؤلاء العلماء هو الدليل العقلى :


بل هو عقلي ونقلي، وذلك أن القصاص في القتل يقع بشاهدين مع احتمال تخلل الخطأ في شهادتهما..


اقتباس:فرواة خبر الاحاد يجوز عليهم عقلا الكذب حتى لو كانوا فى الظاهر من خيرة المسلمين و هذه حقيقة عقلية لا يجادل فيها منصف

بل يجادل في كلامك هذا كل المنصفين والعقلاء ولا يقول قولك هذا أحد من العلماء، وذلك أن من عُرف بالصدق والضبط وظهر ذلك في مروياته حيث لا يخالف الثقات الأثبات المعروفين بالصدق والأمانة فهو صادق أمين يستحيل وقوعه في كبيرة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمين، وإلا فقد يقع على مذهبك الكذب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عُرف الكذب عليه في قومه مع بلوغه الأربعين...



اقتباس:و هم يجوز عليهم ايضا الغلط و الخطا فى نقل المتن او الاسناد حتى لو فرضنا امتناع الكذب عليهم  
فهل يقول عاقل ان خبر هؤلاء يقطع بصحته ؟

الخطأ جائز لا شك ولا ريب، ولكننا حيث عرفنا صدق الناقل وضبطه، وما عرفناه يخالف نقلة الحديث من بني قومه فهو الثقة الأمين، وحديثه الصحيح المستقيم، وعليه فالخطأ حينها لا يثبت إلا بدليل ثابت صحيح..



اقتباس:للاسف قال البعض ذلك و قد وصف بعض علماء الاسلام قول هؤلاء و مذهبهم فى المسالة بانه خزى !  
يقول امام الحرمين رحمه الله :  
(" ذهبت الحشوية من الحنابلة وكتبة الحديث إلى أن خبر الواحد العدل يوجب العلم، وهذا خزي لا يخفى مدركه على كل ذي لب."( البرهان 1/606 )

إمام الحرمين نسب ذاك الفعل إلى الحشوية من الحنابلة، والحنابلة قوم يرجعون لمذهب فقهي لا حديثي، وأضاف إلى أولئك كتبة الحديث ليخرج بذاك علماء الحديث الأجلاء فتنبه يا زميل..

وقد بينا لك أن خاتمة الحفاظ يرى الظنية في خبر الآحاد كما رأى إمام الحرمين، ولكن هذا لا يعني ترك العمل بخبر الواحد، بل إمام الحرمين فقيه لا يفتي في الغالب إلا بخبر آحاد ظني، لأن المتواتر في الحقيقة كما رجح الدكتور الطحان لا يزيد عن المئتين..


اقتباس:اذن الاحاديث التى يحتجون بها طالما انها اخبار احاد فهى لا يقطع بان محمدا (ص) قد قالها فمن الظلم ان يحاكموه بناءا عليها


أعيد وأكرر بأن الظنية في الثبوت هنا ما قارب اليقين يعني بنسبة تسع وتسعين فاصلة تسعة من العشرة من الصحة، واحتمال الخطأ لا يزيد عن تلك الذرة المتبقية، وهي صحيحة حتى يتبين لنا خلاف ذلك..


اقتباس:و ما ذكرناه عن عدم افادة خبر الاحاد للقطع ينطبق على خبر الاحاد الذين وثقهم رجال الجرح و التعديل فهم حتى لو وثقهم فلان او علان يجوز عليهم عقلا الكذب , كما يجوز عليهم الغلط فى نقل الاسناد او المتن


ونعيد هنا ونكرر بأن الكذب يستحيل على من عُرف بالصدق والأمانة، والخطأ هذا قد يظهر في ما لو لم يمحص علماء الحديث الصحيح ويشترطوا فيه عدم الشذوذ والعلة..

وإن لم تعرف ما هي العلة والشذوذ فارجع إلى أقرب كتاب مصطلح منك واقرأ عن هذين الشرطين في الصحيح يا زميل..

اقتباس:و يتضح الامر اكثر مع تعدد الوسائط  
فالخبر اذا تعددت وسائطه زاد احتمال الغلط جدا فى نقله ونكتفى بمثالين :
1-


وأما هذين المثالين فإني أتجاوز الأول منهما إلى الثاني في الرد الآتي إن شاء الله تعالى، وليس معنى هذا أني أهمل هذا المثال ولكني أرد على الأهم فالأهم...


بحث فى روايات الاحاد - كميل - 11-19-2005

مرحبا بالاخ الدارقطنى
و مرحبا بكل الردود و الاضافات المفيدة



اقتباس:بل الأمر على خلاف بين علماء الحديث والأصوليين ولا علاقة له بالسلفية، بل الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى وهو من أعلام السلفية يرى أن خبر الآحاد ظني الثبوت،
الحافظ ابن حجر رحمه الله ليس من اعلام السلفية بل هو مشهور بانه من الاشاعرة و اقرا ان شئت كتاب " التنبيهات على المخالفات العقدية فى فتح البارى " الذى قرظه كبار علماء السلفية و فيه مخالفات كثيرة من الحافظ للعقيدة السلفية


اقتباس:ان الدليل الذى استند اليه هؤلاء العلماء هو الدليل العقلى  

بل هو عقلي ونقلي، وذلك أن القصاص في القتل يقع بشاهدين مع احتمال تخلل الخطأ في شهادتهما..

ما اقصده بالدليل : الدليل على عدم قطعية صدور خبر الاحاد
و ليس فى الاخذ بشهادة الشاهدين فى القصاص اى دلالة على ذلك

[QUOTE]فرواة خبر الاحاد يجوز عليهم عقلا الكذب حتى لو كانوا فى الظاهر من خيرة المسلمين و هذه حقيقة عقلية لا يجادل فيها منصف
بل يجادل في كلامك هذا كل المنصفين والعقلاء ولا يقول قولك هذا أحد من العلماء، وذلك أن من عُرف بالصدق والضبط وظهر ذلك في مروياته حيث لا يخالف الثقات الأثبات المعروفين بالصدق والأمانة فهو صادق أمين يستحيل وقوعه


يا عزيزى اى انسان لم تثبت عصمته من الكذب يجوز عقلا ان يكذب

هل هذا كلام يجادلنى فيه منصف عاقل فضلا ان يجادلنى فيه كل المنصفين العاقلين ؟!!
و قولك باستحالة وقوع انسان فى كبيرة الكذب يعنى انه معصوم من الكذب
فهل تثبت العصمة من الكذب للرواة المعروفين بالصدق و الضبط ؟

هل تثبت العصمة لغير رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟






بحث فى روايات الاحاد - أبو عاصم - 11-19-2005

اقتباس:2- مثال اخر :
الحديث الذى صححه الامام مسلم عن ابى هريرة ( ان الله خلق التربة يوم السبت , و خلق الجبال يوم الاحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الاربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق ادم يوم الجمعة )رواه مسلم 4/27 برقم (2149 )  
قال الامام ابن تيمية :  
" فان هذا طعن فيه من هو اعلم من مسلم مثل يحيى بن معين و مثل البخارى و غيرهما  
و ذكر البخارى ان هذا من كلام كعب الاحبار "
و قال الامام البخارى فى ترجمة ايوب من التاريخ 1/1/413 :  
" و قال بعضهم : عن ابى هريرة عن كعب , و هو اصح "


جميل يا زميل أنك نقلت قول البخاري رحمه الله ورضي عنه في تاريخه الكبير عن هذا الحديث، ولو نظرت وتأملت وقارنت بينه وبين نقل ابن تيمية لثبت لك الخطأ في نقل ابن تيمية رحمه الله لقول البخاري، فالبخاري إنما نقل عن غيره ولم يبينهم لنا، وإن كان ذكر بعضهم أنه قول لشيخه ابن المديني، ولا أظن هذا القول يصح، ولا أظن الحديث من طريق كعب رضي الله عنه يصح كذلك إلا إذا وجدناه إليه مسندا، إذ لا يصح نفي حديث مسند بالثقات العدول بحديث معضل أبدا، ولعل من ضعف الحديث ضعفه من أجل فهمه للحديث الذي يخالف خلق السماوات والأرض في الظاهر..

ويُحتمل في قول من نقل البخاري عنهم أنهم أرادوا أن الصحيح ما كان عن أبي هريرة عن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا ترى البخاري يعبر بالأصح لا بالصحيح، فهو بهذا لا ينفي الصحة من طريق أبي هريرة رضي الله عنه، بل يراه من مراسيل الصحابة أرسله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسقط كعبا رضي الله عنه، ومراسيل الصحابة صحيحة بلا خلاف فيما أعلم، وعليه فالحديث من طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح، لكنه من طريق أبي هريرة عن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح وأثبت، والله تعالى أعلى وأعلم...



اقتباس:اى ان الخبر مع وثاقة رواته وقع فيه غلط فى نقل الاسناد فجعلوه من رواية ابى هريرة عن النبى (ص) بينما هو من روايته عن كعب الاحبار !


هذا طبعا إن صحت النظرية التي قلت بها، وكنت أرجو أن تعتمد كلامك الذي قلت في عدم التقليد واعتماد الدليل، ولكني أراك تنقل خبرا مرسلا يحتمل وجوها عديدة لتطعن في خبر مسند مثبت في كتاب هو من أصح الصحيح..



اقتباس:و عليه فقس كثير من روايات ابى هريرة التى لا يخفى على بصير انها مجرد اسرائيليات


كلامك هذا بصراحة من أعجب العجب، ولا يعجب الصائمين ولا غير الصائمين في رجب...

أهكذا يبحث المرء في هكذا موضوع حساس بذل فيه أهل الحديث والمصطلح حياتهم؟؟

تأتي بجرة قلم لترمي بكل أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه في سلة المهملات؟؟؟!!!!!

اتق الله واحذر الوقوع في هذا الإثم الكبير والذنب العظيم، فلسوف يكون حجيجك يوم القيامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم..


بحث فى روايات الاحاد - أبو عاصم - 11-19-2005

اقتباس: كميل كتب/كتبت
مرحبا بالاخ الدارقطنى
و مرحبا بكل الردود و الاضافات المفيدة



[QUOTE] الحافظ ابن حجر رحمه الله ليس من اعلام السلفية بل هو مشهور بانه من الاشاعرة و اقرا ان شئت كتاب " التنبيهات على المخالفات العقدية فى فتح البارى " الذى قرظه كبار علماء السلفية و فيه مخالفات كثيرة من الحافظ للعقيدة السلفية




لا تخلط بين العقيدة يا زميل وبين الحديث رجاء الإمام ابن حجر علم من أعلام السلفية في الحديث لا شك في ذلك ولا ريب، ولا يقول عنه علماء السلفية إلا شيخ الإسلام ابن حجر، وكتابه نخبة الفكر من الكتب الأصول لكل سلفي في هذا الزمان لا يشك في ذلك شاك..



اقتباس: ما اقصده بالدليل : الدليل على عدم قطعية صدور خبر الاحاد
و ليس فى الاخذ بشهادة الشاهدين فى القصاص اى دلالة على ذلك



المشكلة أن عبارتك تلك غير واضحة فهلا بينتها ووضحتها رجاء..



اقتباس: يا عزيزى اى انسان لم تثبت عصمته من الكذب يجوز عقلا ان يكذب

هل هذا كلام يجادلنى فيه منصف عاقل فضلا ان يجادلنى فيه كل المنصفين العاقلين ؟!!
و قولك باستحالة وقوع انسان فى كبيرة الكذب يعنى انه معصوم من الكذب
فهل تثبت العصمة من الكذب للرواة المعروفين بالصدق و الضبط ؟

هل تثبت العصمة لغير رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟



عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في الخطأ لا في الكذب، وذلك أن العصمة في الكذب لا تميز النبي صلى الله عليه وسلم عن أحد، بل كل الصحابة لم يثبت في حقهم كذبة واحدة، فأي دليل تعتمد عليه أنت؟؟

وشعبة بن الحجاج رمى بحديث أحد الرواة ولم يقبله لأنه أشار لدابته بعباءته على أن فيها طعاما، رمى حديثه لشبهة الكذب فما بالك بمن وقع منه كذب ولو مرة واحدة؟؟

أتظن أهل الجرح والتعديل كانوا لا يعرفون كذبته تلك؟؟

ارجع إلى الموضوع الذي كتبت عن نشأة علم مصطلح الحديث وانظر في العصر العباسي إلى اختبار ابن معين لشيخه أبي نعيم الفضل بن دكين...

وسترى بعدها أن علماء الحديث ما كانوا يتركون من عُرف بالصدق حتى يعيدوا اختباره والتثبت من حفظه، بل كتبوا كتبا كبيرة في المختلطين من الرجال حيث رُمي حديث بعضهم كله إذ لم يميزوا الصحيح منه عن غيره..


بحث فى روايات الاحاد - كميل - 11-19-2005

الاخ الدارقطنى

اعتقد ان الساحة مليئة بالموضوعات التى تستحق ان تتفرغ و نتفرغ للرد عليها فلا يعقل ان تترك الرد على النصارى و تتفرغ للرد على موضوعى !
اقتباس:وحيث أن هذا الموضوع حساس ومهم ويحتاج إلى بحث ونظر فإني أعلن حط الرحال فيه، واجتناب كل المواضيع والردود إلا ما كان خاصا له وفيه
و اذا كان لديك ما تود قوله فى المسالة فليتك تفتح موضوعا خاصا لنستفيد دون ان نخوض جدلا بيننا نتبادل فيه الاتهامات , فمعذرة لن اواصل الجدل مع اخوتى فى الاسلام
و هذا البحث كان جزءا من رد على احد اللادينيين :
http://ladeeni.net/forum/viewtopic.php?p=108162#108162
و فى نيتى ان اكرس جهدا للرد على بعض الكتب التى تعتمد اساسا فى الطعن فى ابى الزهراء (ص) على الروايات ككتاب " النص المؤسس " الذى لم نقرا الا ردود موجزة عليها لا تكفى

اقتباس:تأتي بجرة قلم لترمي بكل أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه في سلة المهملات؟؟؟!!!!!

اتق الله واحذر الوقوع في هذا الإثم الكبير والذنب العظيم، فلسوف يكون حجيجك يوم القيامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم..


اعتقد ان مشاركتى خلت من اى ذكر لسلة المهملات !
و قناعتى ان ما ورد فى روايات ابى هريرة من اسرائيليات يرجع الخلل فيه الى من نقلوا عنه الذين خلطوا رواياته عن كعب الاحبار برواياته عن النبى (ص) و قد روى الامام مسلم فى التمييز(10) ما يدل على ذلك باسناد صححه الشيخ شعيب الارنؤوط عن بسر بن سعيد قال :
(اتقوا الله و تحفظوا من الحديث , فوالله لقد رايتنا نجالس اباهريرة فيحدث عن رسول الله , و يحدثنا عن كعب , فاسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله (ص) عن كعب
و حديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم )
و هذا ما يجعلنى اعرض عن مواصلة الجدال فالقراءة لما كتبت متسرعة و متحفزة
مع اننى قلت من البداية اننى لست متحيزا مطلقا لانكار الاحاديث بل لعل العكس هو الصحيح
فكلما تاملت الاحاديث المروية عن محمد (ص) كلما ازددت ايمانا بنبوته
لان الاختلاف الواضح بين اسلوب الحديث المحمدى و بين اسلوب القران يؤكد ان القران الكريم ليس من تاليف محمد صلى الله عليه و سلم




بحث فى روايات الاحاد - أبو عاصم - 11-19-2005

اقتباس:  كميل   كتب/كتبت  
 و قناعتى ان ما ورد فى روايات ابى هريرة  من اسرائيليات  يرجع الخلل فيه الى من نقلوا عنه الذين خلطوا روايته عن كعب الاحبار برواياته عن النبى (ص) و قد روى الامام مسلم فى التمييز(10) ما يدل على ذلك باسناد صححه الشيخ شعيب الارنؤوط عن بسر بن سعيد قال :
(اتقوا الله و تحفظوا من الحديث , فوالله لقد رايتنا نجالس اباهريرة فيحدث عن رسول الله , و يحدثنا عن كعب , فاسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله (ص) عن كعب  
و حديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم )

ولأجل هذا كان علم الجرح والتعديل، حيث يُرمى بحديث من لا يميز حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث غيره، ولو رجعت ونظرت إلى كتب الجرح والتعديل ورحلاتهم واختباراتهم للرواة لأدركت حقيقة تمحيص أهل الحديث لهذه الأحاديث..

وعلى كل سامحنا إن كنت رأيت إساءة منا إليك..