حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: أقــلام ســاخـرة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=82) +--- الموضوع: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية (/showthread.php?tid=37953) الصفحات:
1
2
|
طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - بسام الخوري - 07-10-2010 طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية هيام جميل -النداء 10/ 07/ 2010 "فنجان قهوة" هو الاسم المستعار للاستدعاء الأمني في سورية، حيث أصبحت الأجهزة الأمنية هي المكان الأبرز لتقديم فناجين القهوة ضمن غرف مغلقة وعبر طقوس خاصة لا يعرفها إلا السوريون "المحظوظون"، فناجين قهوة سادة، بالحجم العادي، اكسترا، مع سكّر أو بلا سكّر، بهال أو بدونه، وفي معظم الأحيان "قهوة مرّة". ومنذ اللحظة التي تتم فيها دعوة الناشط أو الكاتب أو المواطن العادي للاستدعاء الأمني يبدأ الرعب، حيث غالبا ما يكون التبليغ عن طريق الهاتف، رقم غريب ومتصل مجهول يتحدث بلهجة آمرة طالبا الحضور في الموعد المحدد إلى الفرع رقم "..." المكتب "..."، وبالطبع فإن الأمر ليس أقل توترا في حال قيام العناصر بثيابهم المدنية وسياراتهم "الاستيشن" بنشر الرعب في حارة المستدعى وصولا لصبه فوق رؤوس ذويه، ليوقع على التبليغ بيد مرتجفة مرددا بصوت مستنكر "خير انشالله". هنالك طريق طويل قبل الوصول إلى الإدارة المحاطة بسور عظيم ينتشر على أطرافه عناصر أمنيّون مدججون بالسلاح، حتى لتحسب أن الجبهة هنا، وفي أعلى المبنى الضخم يخفق علم الوطن ولكن بألوان مشبعة بالألم. يطلب من المستدعى أن يبرز هويته الشخصية ليقوم شخص جالس في "الكبين" المغلق بنقل المعلومات آمرا إياه أن ينتظر مع مجموعة من الأشخاص الذين يعلو وجوههم الوجوم، شخص يحمل ورقة هامة جدا تؤهله للعبور بصحبته إلى الداخل، ممر طويل يجهل تفاصيله يقوده عبره، هنالك صالة كبيرة للانتظار، أدراج وطوابق أعلى وتحت الأرض، لكنه سيشرب القهوة في الغرفة التي يريدونها هم، حيث يجلس منتظرا إياه من دعاه إلى فنجان القهوة. يستقبله بوجه متجهم حتى وإن كان مبتسما، هو صيده الثمين، العنصر الأمني دعاه ولكن عليه هو أن يدفع على حساب أعصابه ثمن هذا الفنجان الذي سيشربه. يبدأ الترحيب بالمستدعى عبر استمارة معلومات عامة، يجلس ليجيب عنها شفهيا أو كتابيا وسط الأثاث الكئيب والحيطان المثقلة دوما بالصور الكبيرة للثلاثي الرئيس الخالد والرئيس الحالي والشهيد الباسل. بعدها يبدأ التحقيق يكشف عن وجهه الحقيقي المخيف، الأسئلة تحاصر المستدعى لتضعه في زاوية الاتهام دوما. درجة ذكاء الأسئلة تختلف من محقق لآخر، ودرجة المتابعة أيضا تختلف من فرع لآخر. القضية ذاتها قد يستدعى الشخص من أجلها من قبل أكثر من أربعة أفرع مما يدلل على حالة الفوضى وعدم التنسيق التي تعيشها الأجهزة الأمنية السورية، ومما يجعل المستدعى يشعر برعب إضافي لأنه يعرف أنه لا يتعامل مع مؤسسات دولة يحكمها نظام واضح. من جهة أخرى فإن التحقيق الذي يشمل القضية المطروحة غالبا ما يزحف إلى الشؤون الشخصية للمستدعى، رجلا كان أو امرأة وهو شكل من أشكال الابتزاز للحصول على المعلومة التي يفترضها المحقق ويريد أن ينطقها المستدعى. يتم التهديد داخل التحقيق بالاعتقال التعسفي والإخفاء وبالتعذيب الجسدي والنفسي، وبهدف إحكام جو الإرهاب النفسي كثيرا ما يتم نقل المستدعى إلى منفردة ضيقة مليئة بالقوارض يسمع بعد أن يغلق بابها صراخا وأصواتا مرعبة، ليبقى هناك لساعات. وكثيرا ما يرتفع صوت المحقق مرددا خطابا قوميا وطنيا على مسامع من يحقق معه، تتراوح اللهجة فيه مابين الترغيب والترهيب، ممجدا وضع البلاد الاقتصادي والسياسي وقائد الوطن الممانع مهيبا به ألا يكون عونا للخونة الذين يريدون السوء بهذا الوطن، الجنة، التي نعيش فيها. كما أن لفنجان القهوة طعم الترهيب حين تتكرر الدعوة دون أن يكون هناك مبرر واضح، ويتم التهديد بالاعتقال في حال عدم الامتثال والحضور في الموعد "المقدس" المحدد. وبالتأكيد فإن هنالك إرهابا مضاعفا يمارس على المرأة دون الرجل، نتيجة العادات والتقاليد وثقافة المجتمع، لتمارس الأسرة دور فرع أمني يرهب المرأة لتتوقف عما يجعل الأفرع الأمنية تطلب حضورها ويجعل من الأسرة كلها عرضة لغضب الأمن، ولألسنة الناس. وبينما مازالت النكات تطال الأفرع الأمنية وممارساتها فإن الرعب لازال مستحكما عند المرور من أمام أي فرع أمني، مما يدفع أقدام المارين الصامتين للإسراع. وبالتأكيد فإن طقوس تقديم القهوة في الأفرع الأمنية تتطور كل يوم، وتتأثر بالوضع الدولي، كما بالمناخ الإقليمي، لكنها تبقى دوما بلمسة رعب محلية مميزة، لا تتذوقها في أي مكان آخر. هيام جميل -النداء RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - بسام الخوري - 07-11-2010 متى ينام الرقيب..؟! طباعة أرسل لصديق حكيم مرزوقي - دي برس 11/ 07/ 2010 • مقدمة غنائية للشيخ إمام: "دور ياكلام على كيفك دور، خلّي بلدنا تعوم في النور، ارم الكلمة ببطن الظلمة، تحبل سلمى وتولد نور". طلبت منّي إحدى صحف "الخليج" أن أكتب لها زاوية رأي في موضوع يخصّ البيئة ومشاكل التلوّث فأرسلت لهم مقالاً بعنوان "إذا دخلوا قرية أفسدوها". كنت أقصد المنشآت الصناعيّة التي تفضّ بكارة القرى ونقاءها، فما كان من إدارة التحرير إلاّ أن فرمت المادّة المكتوبة عن بكرة أبيها وحوّلتها إلى عنوان سطحي وتافه، سألت سكرتير التحرير محتجّاً فأجابني بقوله: "شو عم تجدبها...! ألا تعلم أنّك تكتب في صحيفة تنتمي لنظام ملكي.. وأنّ الآية التي اقتبست منها عنوان مقالتك تقول: «إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها»". ابتسمت في سرّي وأنا أعلم أنّ السيّد سكرتير التحرير لا يحمل جنسيّة البلد الذي يعمل لصالح جريدته وقلت له ممازحاً: "الحق معك، أنا أيضاً أعمل وأقيم غالباً بين سوريا وبلاد أخرى، ولم آت من تونس إلى هنا كي أصير معارضاً في بلد استضافني ولم يقل لي يوماً «خذ حقيبتك»، لكنّني لن أسكت عن الخطأ مثل شيطان أخرس، ذلك أنّي في استضافة كل السوريين وتهمّني مشاكل كل السوريين ومن المعيب أن تقول لمضيفك «قهوتك لم تعجبني».. حتى وإن كانت كذلك.. لكنّك لن تقبّله من جبينه إن كان مخطئاً". لديّ ولدان، أخوالهما من السوريين.. وليس لهما أعمام لأنّني وحيد في الأسرة والحياة وهذا القرن.. ولست نادماً على ما لم تقترفه يداي.. وعلى من لم ينجبه لي والدي من أشقّاء. الرقابة العربية تشبه طريقاً طويلة وشاقّة لكنّها ليست موحشة، فالمفاجآت كثيرة والألغام أكثر.. والشهداء يعبّدون الدرب كعادتهم، لكنّنا لن ننساهم بكبسة زرّ أو زناد. قال ملك عارف لنديمه الشاعر ممازحا ومتوجّسا: "إنّ في الأمر (واو)... ردّ الشاعر على مليكه بقوله: "إنّ في الأمر (إنّ) يا جلالة الملك".. كان الأوّل يقصد الآية الكريمة: "والشعراء يتبعهم الغاوون"... أمّا الثاني فكان يقصد الآية القائلة: "إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها"... هكذا يلعب العارف مع العارف والرقيب مع الرقيب.. انظروا إلى بهجة المعرفة. قصّتنا مع الرقابة لا تنتهي إلاّ بسكوتنا عن الكلام المباح ذلك أنّ شهرزاد ما زالت تسامر مليكها في سبيل الاستمرار.. وإلى أن يصيح ديك الفجر الذي تأخّر قليلاً، لكنّه قادم.. ولن يسبقه السيّاف الذي يسبقه سيفه. مازال هناك ألف ديك وديك يخصّب ألف دجاجة ودجاجة تبيض ذهباً اسمه الكلمة التي قدّستها كل المعتقدات؟ مهما طار ريشنا ونتف.. وصنعوا منه أجنحة للآخرين. غرائب الرقابة العربيّة لا تنتهي من ذاك الذي شطب لنفسه نصّاً كتبه بنفسه تحت ذريعة الإخلال بالأخلاق العامّة..!، إلى ذاك الذي عاقب أطفاله وحرمهم من قناة أفلام الكرتون لأنّهم لم ينصتوا بخشوع لخطاب حاكم البلاد. أمّا أخطر أنواع الرقابة المزمنة فهي تلك التي تستوطن في داخلنا فيمسي القلم "كلبشة" وسقف تفكيرنا أرضيّاً لا يليق إلاّ بالصراصير والحشرات الزاحفة. الكاتب الحقيقي هو ذاك الذي يغمس طرف لسانه في حبر القلب ثم يكتب حتّى لا يبتلّ في فمه سرّ أو ضغينة أو كلام. الحاكم الحقيقي هو ذاك الذي لا يخيفه المتكلّمون بل الساكتون والمصفّقون، لأنّ الأيادي التي أدمنت التصفيق قادرة على الخيانة والإيذاء في كل لحظة. الرقيب الحقيقي هو ذاك الذي يحرس الحريّة ويمنع المتسلّلين تحت رايتها من الثعالب وبنات آوى. • كلمة ع الطاير: إن كان لا بدّ من قفص فاجعل قفصك السماء ولا تمدّ يدك إلاّ لتقطف النجوم. RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - بسام الخوري - 07-17-2010 ماذا تريد الأجهزة الأمنية السورية من استدعاءاتها المتكررة للكتاب والصحافيين؟ طباعة أرسل لصديق سكايز 16/ 07/ 2010 يقول جان-بول ماري نقلا عن "لونوفيل اوبسرفاتور" الفرنسية: "ورث بشار الأسد 7 أجهزة استعلامات يديرها منذ أربعين سنة رجال لا يعرفون الشفقة ومقتنعون بشرعيتهم ومتشبثون بممالكهم الشخصية، أقواهم جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز أمن وزارة الداخلية - الأمن السياسي - وجهاز أمن الطيران - القوى الجوية - وجهاز أمن الدولة ويوجد أيضا الحرس الجمهوري". أما كثير من السوريين، فيقولون يوجد أكثر من ذلك بكثير ويصلون بأرقامهم الى حدود الثلاثين جهاز أمني الا أنهم يتوقفون عند جهاز الاستخبارات العسكرية و"ذراعه الضاربة" كما يقولون "فرع فلسطين". يُطلق عليه البعض: "باستيل سوريا والعرب"، انه "فرع فلسطين" 235 التابع للمخابرات العسكرية. تم تأسيسه في بداية حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد وخصص بداية لاحتجاز الجواسيس السورين والفلسطينين والعرب المتهمين بالتعامل مع اسرائيل. وروى كثير ممن اعتقلوا في هذا الفرع، أنّهم التقوا بسجناء سعوديين ولبنانيين وقطريين ومغاربة وأردنيين. حاليا، يقول أحد الكتاب السوريين: "لا يمكن تحديد نوع الاتهامات التي يتم إحالتها الى الفرع، حيث تجد فيه من جميع أنواع التهم، من معتقلي الرأي الى جرائم الاغتصاب والسرقة، كذلك يوجد فيه الإسلامي والشيوعي والناصري وكذلك يوجد العربي والكردي والأثوري". يذكر السيد نزار نيوف الصحفي والناشط الحقوقي بعد خروجه من السجن، في مقابلة مع الصحفي محمد علي الأتاسي، أنه لاقى أشد التعذيب في المخابرات العسكرية فرع فلسطين وقال: "... وبقيت مدة 15 يوماً داخل فرع فلسطين، حدثت المواجهة الأكثر دموية وشراسة، واستخدم معي الكرسي الألماني بشكل وحشي، هذا بالإضافة إلى الصعق الكهربائي والحرق بالسجائر ...". ويروي مواطن جزائري يدعى فريد عميروش كان قد جاء الى سوريا بقصد السياحة قصة اعتقاله في ذلك الفرع لأيام معدودات بتهمة أنه يحضّر للذهاب الى أفغانستان فيقول: "أنزلوني إلى تحت وهناك وجدت سبعة عساكر ومعهم الكلبشات... وصرخ أحدهم: اشلح ولا!.. لم أفهم ما يعني فلم أتحرّك وظنّوا أنّي عنيد فهجموا عليّ جميعهم وجرّدوني من ملابسي وراحوا يضربونني في أيّ مكان بكلّ قوّة حتّى أغمي عليّ..." . أما الروائية الفلسطينية مي عبد القادر الحافظ التي اعتقلت ثلاث مرات في السجون السورية فتسمي فرع فلسطين "فرع الفقدان والولادة"، كذلك تقول: "كان الفرع مسلخا للبشر" وتوثق ما تعرضت له من تعذيب في روايتها "عينك على السفينة" حيث تقول: "تسابقوا على دحرجة جسدي على الأرض كما لو أنهم في ملعب كرة قدم، كانوا منتصرين في كل الأشواط". وفي مكان آخر من روايتها تقول: "كم مرة داس الضابط على صدري، كان يحزّ السكين على عنقي من طرفها غير الحاد". كاتب سوري ومعتقل رأي سابق يقول: "الصيت - يقصد الشهرة - لفرع فلسطين، إنّما كل الفروع الأمنية متشابة". استدعاءات استدعاءات، ما هو المطلوب؟ كاتب سوري رفض الكشف عن اسمه قال ل"سكايز": "بعد استلام الرئيس بشار الأسد لمقاليد الحكم في سوريا، وفي سنوات حكمه الأولى، حدث تغيّر ملحوظ في طريقة تعامل تلك الأجهزة مع بعض كتاب ونشطاء المعارضة السورية"، ثم يتابع قائلا: "هو تغيّر في الشكل وليس في المضمون، بمعنى أصبحت القفازات مخملية، انّما بقي العقل السائد لتلك الأجهزة هو هو لم يتغير والاعتقالات استمرت بعد ذلك، لا بل إن تلك الأجهزة استشرست أكثر ولم يعد في عهد الرئيس بشار الأسد شئ اسمه "جناح سياسي" في السجون السورية كما كان في عهد أبيه". ماذا تغيّر؟ سؤال "سكايز" هذا أجاب عليه الصحفي السوري أحمد مولود الطيار المقيم حاليا في لبنان حيث روى الكيفية التي تم استدعاؤه فيها الى فرع فلسطين يقول: "تمّ استدعائي الى فرع فلسطين عن طريق التسلسل" ولما استوضحنا منه كيفية الاستدعاء "عن طريق التسلسل"؟ قال: "كل فرع يسلّمك الى الآخر، فأنا من محافظة الرقة، حيث تم استدعائي أولا الى "مفرزة الأمن العسكري" فيها، ومن ثم الى فرع المخابرات العسكرية في محافظة دير الزور، وهناك أعطوني مغلفا مختوما وأوصوني بعدم فتحه ويجب أن أسافر الى محافظة دمشق حيث فرع فاسطين". يتذكر أحمد بطرافة الآن سفرته تلك فيقول: "كان القلق والخوف ينهشني طوال مسافة ال 600 كم وهي مسافة الطريق بين دير الزور ودمشق، وتذكرت المملوك جابر الذي حمل الحكم باعدامه في وسائل متشابهة". لماذا استدعوك؟ سأله "سكايز" فقال: "بسبب مقال كان بعنوان "الرقة وغزة تغرقان في الظلام" حيث آنذاك - لا يزال - الحصار الذي يفرضه العدو الإسرائيلي على قطاع غزة وانقطاع التيار الكهربائي إحدى العقوبات التي كان يطبقها العدو بحق سكان غزة، وبنفس الوقت كانت الرقة تغرق دائما في الظلام رغم أن سد الفرات لا يبعد عنها سوى 50 كم". ماذا كانوا يريدون منك؟ فأجاب: "قال لي المحقق بالحرف: "أنت كاتب - باستهزاء - وتفهم بالضمّة والفتحة أليس كذلك؟ فأجبت مطأطأُ نعم، فقال بكل شراسة: "ضم وإلا سنفتحك". كاتب آخر مقيم الآن في سورية ولا يمكن الكشف عن اسمه قال: "كل مقال أكتبه، يليه استدعاء الى جهاز أمني، ما يضطرني الى الاستعارة واللعب على اللغة وأكاد أتوقف تقريبا عن الكتابة في الشأن العام". الكاتب والمفكر السوري ياسين الحاج صالح وفي مقال له بعنوان "من يهين سوريا" يلخّص سبب تلك الاستدعاءات، وهي وان توقفت عنده هو شخصيا بسبب من ذيوع اسمه وشهرته، إلا أنها مستمرة كما أخبرنا كاتب آخر أقل منه شهرة. يفتتح ياسين مقاله بالقول: "لم يخطر لي على بال أنه سيطلب مني خلال آخر استدعاء إلى أحد أجهزة الأمن في دمشق "التعاون"، أي الوشاية بأصدقائي إلى المخابرات و"كتابة التقارير"، ثم يتابع: "قال الضابط الذي قابلني إن "التعاون بيننا هو لخير الوطن" ". تستحضر ذاكرة ياسين عبر المقال المشار إليه ما كان يجري معه وزملاءه في المعتقل فيقول: "لقد ذكرني العرض بـ"المساومات" الأمنية التي كنا نتعرض لها في السجن على يد لجان مختصة، تتعاون معنا مقابل الإفراج عنك. كان الخيار المطروح علينا أن نكون سجناء أو أذلاء". ويقول ياسين في مقاله: "كان استدعاء 29/1/2005 هو العاشر إلى فرع أمن في دمشق منذ أيلول 2001 منذ خروجي من السجن آخر عام 1996". يختم ياسين مقاله بمرارة فيقول: "لست مواطنا وليس هذا وطني! وطني يقيم في الزنازين لا في المكاتب الفخمة، ويمشي على قدميه أو ينحشر في "السرفيس" ولا يركب المرسيدس والهامر، ويعيش من جهده لا من سلطته الامتيازية، ويسكن بيوتا بائسة لا في فيلات ومزارع!" ثم يتساءل بنفس المرارة: "من يهين سوريا ومن يصونها ويحفظ كرامتها؟". مها حسن، روائية سورية كودرية حصلت على جائزة هيلمان/هامت التي تنظمها منظمة "هيومان رايتس ووتش" المتخصصة في الدفاع عن حقوق الانسان، استطاعت الإفلات من قبضة المخابرات السورية، التي شنت حملة اعتقالات شرسة ضد الكثير من المثقفين والحقوقيين الأكراد وهي تعيش كلاجئة سياسية منذ عام 2004 في فرنسا. تقول مها: "أنا كوردية ضمن وسط لا يؤمن بحقي القومي وكاتبة في بلد لا يحترم حرية التعبير"، كذلك تقول: "أحلم بالديموقراطية المطلقة لكل الشعوب، أحلم أن يسمع الكورد موسيقاهم ويدرسون في مدارس كوردية". تتساءل مها مستنكرة في مكان آخر: "هل يعقل أن يتم اعتقال أشخاص بسبب قيامهم بتدريس اللغة الكوردية !" وتجيب: "أنا أعتبر هذا الاعتقال لا جريمة فحسب بحق مسائل الحريات والثقافات بل وبحق الحضارة، فكيف نحاسب أشخاصا لأنهم يعلّمون لغة! واللغة معارف والمعرفة حق". خولة غازي اعلامية سورية تعيش الآن في الامارات وتخشى العودة الى سوريا مخافة الاعتقال، كتبت في الصحف الرسمية والخاصة في سوريا إضافة إلى أنها من أهم من كتبوا في الاعلام الالكتروني السوري، وكانت مقالاتها تلقى صدى طيب، كونها تعنى بالشأن الداخلي وتكتب هموم المواطن، وهي كاتبة قصة قصيرة ولها مجموعة بعنوان "الخروج من جسد النص". وتقول عن الاستدعاء الأمني: "سواء كان لطيفا ام لا فهو بغيض، لانه استدعاء لجهة امنية يذهب الفرد فينا مصحوبا بإرث كبير من الحكايات والقصص التي ليست بالاساطير بالتأكيد... وعلى هذا فكل مرة كان يتم استدعائي بها اشعربأن حركة الهواء ثقيلة وبأن الالفية الثانية لم ندخلها بعد". وعن عدد المرات التي تم استدعاءها فيها الى الفروع الأمنية وكيف تم التعامل معها تقول: "لقد تم استدعائي لاكثر من مرة لفرع المعلومات في امن الدولة، والتعامل مهما كان لطيفا فهو وصائي على العقل وعلى الفكر... وفي غير اختصاص لانه منطقيا نحن تابعين لوزارة الاعلام، وهي من المفترض ان تعاقبنا اذا اخطأنا حسب تعبيرهم... لذا كان الصدام مع هذا الفرع حول هذه النقطة، اذا ليس من المستحب ان يناقشني في قضايا اعلامية ضابط امن... اي انني من المفترض ان اذعن له، وفي حال لم يتم ذلك، فالمصير هو ما انا عليه الان". RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - bella stella - 08-10-2010 بسام هذه اول مشاركه فعليه لي مع اني قرات الكثير مما تكتب ولكنني اظن واكاد اكون متاكدة انك خارج سوريا هل كلامي صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟ RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - بسام الخوري - 08-13-2010 (08-10-2010, 09:07 PM)bella stella كتب: بسام هذه اول مشاركه فعليه لي مع اني قرات الكثير مما تكتب ولكنني اظن واكاد اكون متاكدة انك خارج سوريا نعم خارج سوريا ولكنني أزور سوريا مرة واحدة سنويا ولم أستدعى لأي فرع أمني حتى الآن ....دقوا على الخشب ....لدرجة يعتقد الكثيرون أنني عميل مخابرات ....أو بيضاتي ثقال .... RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - أبو خليل - 08-13-2010 (08-13-2010, 06:26 AM)بسام الخوري كتب:(08-10-2010, 09:07 PM)bella stella كتب: بسام هذه اول مشاركه فعليه لي مع اني قرات الكثير مما تكتب ولكنني اظن واكاد اكون متاكدة انك خارج سوريا أو انو ما حدا قاريك RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - bella stella - 08-14-2010 أو انو ما حدا قاريك [/quote] اكييييييييييييييد: RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - هاله - 08-14-2010 تدمريات.. ما فوق سوريالية فرج بيرقدار -1- أسوار عالية من الإسمنت العنيد البارد.. أبراج للمراقبة.. حقول ألغام.. حواجز ونقاط تفتيش.. تحصينات ووحدات عسكرية عالية التدريب.. وأخيراً.. محيط من أمثولات الرعب الوطني الخالص. يا أسماء اللّه! حتى لو سقطت سوريا بكاملها فإن هذا السجن.. يستحيل أن يسقط. -2- هل خطر في بال أي فنان أن يرسم سماء زرقاء مغرورقة ترتدي برقعاً من الأسلاك الشائكة؟ من أتيح له أن يقف في واحدة من باحات سجن تدمر ويختلس نظرة خاطفة إلى أعلى سيرى هذه اللوحة الفادحة وسيدرك عندها أي عبقرية، ترعى واقعنا وأحلامنا! -3- عسكري ذو ملامح موقوتة، يأمر سجيناً عجوزاً، أن ينحني ويلحس له بلسانه جزمته العزيزة.. ثم ينهره، ليمسحها بكم سترته المهترئة.. وبعد ذلك، يصفعه بالجزمة على وجهه، وهو يشتمه، مستنكراً تجهّمه، الذي يدل على عدم رضا داخلي أثناء تنفيذ المهمة. معنويات العسكري، وهو يرى ذلك العجوزالوقور، ينظِّف له جزمته ، توحي بأنه قادر على إغلاق جبهة بمفرده! -4- سياط تتخطّف ظلالَها، وتعيد اشتقاق الألوان. قامات محنيّة وربما عارية تماماً، تنسدل فوقها حرامات عسكرية بلون الجرَب. عربدة السياط مرسومة بحركية بارعة، تبدو وكأنها ستخرج من اللوحة، وقامات السجناء تتلوى تحت لسعها وتستجير، فتخفق الحرامات، وتنفث غباراً كثيفاً. كأنك أمام كائنات خرافية عمياء.. كائنات على هيئة خفافيش ضخمة، تتخبَّط في وهدة من الجمر. من يصدّق أن بإمكان اللوحة تصوير مشهد سوق السجناء إلى الحمّام بكل هذه الحمحمة المجنونة والواقعية إلى درجة الفوران؟! -5- في يسار هذه اللوحة: أشباح متراهصة، أقرب ما تكون إلى جذوع أشجار، ضربتها عاصفة من خارج علم اللّه.. هكذا يبدو السجناء، وهم جالسون في الباحة للتنفس. إلى اليمين قليلاً: سجينان.. أحدهما في وضعية سجود، والآخر يجلس في مواجهته، آخذاً وضعية الركوع. الساجد مكشوف الظهر، وقد كمّمت الثياب رأسه المدفون بين فخذي زميله. أما الراكع، فيمسك به من تحت إبطيه، محاولاً تثبيته. عسكريان متقابلان تهوي سياطهما بالتناوب على ظهر السجين الساجد، فتتفطّر أنحاء اللوحة بصرخات بهيميّة مشروخة. مع كل صرخة تتقصّف حروف كلمة واحدة، تتكرر بإيقاعية متلاهثة: يا ألله.. يا ألله.. مرةً قراراً، ومرة جواباً. ملامح الراكع تتمعّج وترتجّ، وكأنها ترسم خطاً بيانياً لانتفاضات جسد زميله. الآن.. ظهْر السجين الساجد يأخذ لوناً خمرياً متوهجاً.. والجلد المكشوط، مرسوم بمهارة بنت حرام.. مهارة فائقة إلى حد يثير القشعريرة حتى في ظهرك. -6- اللوحة السادسة ذات خطوط متوتِّرة، وضربات ريشة قاسية ومتمكنة إلى حد الاستهتار. إنها ترسم رأس سجين حليق الشعر والشاربين.. بعينين مغمضتين على ذروة من الألم، الذي تحفره خطوط التظليل بطريقة تبدو فيها، كما لو انها آثار سكاكين متقاطعة. عسكري يضغط رأس السجين بيد، مما يجعل العنق مائلة إلى اليمين، وفي اليد الأخرى "بانسه" مطبِقة على أذن السجين. من الواضح أن اللوحة ترصد مشهد اقتلاع أذن السجين، أو ربما لحظة نتر الأذن بالبانسه، وما يرافق ذلك من طقطقة وتشقُّق. يمكنك أن ترى ذلك بأكثر من عينيك، بل يمكنك أن تسمع ما يحدثه التمزق والاقتلاع من أصوات، تشبه أصوات انتزاع جذور النجيل القاسي من أرض غير محروثة. كل ذلك يبدو مرسوماً على نحو برقي خاطف، وبطريقة تؤكد أن الألوان، ليست مسألة بصرية فقط، وإنما هي قابلة وقادرة على اختزان الرائحة والحركة وحتى الصوت. -7- في أول الباحة عسكريان يمسكان سجيناً من يديه ورجليه.. يؤرجحانه بحركة بندولية متصاعدة، ثم يطوّحان به في الهواء.. وما يلبث أن يرتطم جسده بالأرض، حتى يمسكا به ثانية من يديه ورجليه، ويعيدان اللعبة من جديد..مرة ثالثة ورابعة وخامسة، ثم تستريح الجثة على أقل من مهلها. في مكان آخر من هذه اللوحة.. في آخرها تقريباً: عُدّة متناثرة لورشة لحام بالأوكسجين، بينها مطرقة كبيرة "مهدّة" يتناولها العسكري.. يرفعها عالياً بمشقة وتصميم، وينـزل بها على منتصف العمود الفقري لذلك السجين أو لغيره. صرخة السجين تجعل ألوان الجزء العلوي من اللوحة كامدة بحَّاء، مع مسحة ضبابية تتموج بارتعاشات صغيرة متناهية. في المنتصف.. بمحاذاة الجانب الشرقي للَّوحة: عسكري يمدّد سجيناً على الأرض، وهو يشير إليه، أن يتوسَّد برأسه رصيف الباحة. بعناية شديدة يشير إليه العسكري، ليرتفع قليلاً، ثم لينخفض قليلاً، حتى أصبح عنق السجين على الحافة.. على الحافة تماماً. يتلفَّت العسكري حوله بعصبية، ثم بإيماءة حازمة من رأسه ويده، يدعو أقرب عسكري إليه. يتقدم العسكري الآخر، وعيناه تتلامحان بما يشبه الخوف، وربما الحزن أو العجز. لا يبدو أي تشابه بين هذا العسكري المضطرب وبين زملائه، الذين تظنهم للوهلة الأولى مسوخاً أو تماثيل، مأخوذة عن قالب واحد. يقف العسكري الأول على ظهر السجين، ثم يستند بذراعيه على كتفي زميله. يقفز في الهواء عدة قفزات رشيقة نابضية، وفي القفزة الأخيرة يسدّد بقدميه، ويهوي بقوة، مرتطماً بعنق السجين، ثم.. أصداء صمت ثقيل مخنوق، لا تعرف من أين بدأت، ولا أين ستنتهي. تريدون الحق؟ لوحة بانورامية مذهلة.. لا (جيرنيكا)، ولا الآلهة، ولا الأساطير.. RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - بسام الخوري - 08-14-2010 (08-14-2010, 10:28 AM)bella stella كتب: أو انو ما حدا قاريكاكييييييييييييييد: [/quote] هذه إهانة لي بعد كل هذا التعب والمخابرات لم تقرأ منقولاتي الملونة بالأحمر ....يكفيني قراءتك أنت ياجميل RE: طقوس تقديم القهوة في الأجهزة الأمنية السورية - bella stella - 08-15-2010 |