![]() |
النادي السينمائي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: النادي السينمائي (/showthread.php?tid=39169) الصفحات:
1
2
|
النادي السينمائي - شهاب الدمشقي - 09-23-2010 في موضوع سابق قدم العزيز بهجت قراءة سينمائية لمجموعة كبيرة من الأفلام التي عالجت قضايا وأفكاراً تمس الحرية والإنسان .. وقد أثار موضوعه شهيتي للكلام عن الأفلام السينمائية (وهي إحدى هواياتي الأثيرة ) .. سأخصص هذا الموضوع لتقدم عرض مختصر وبسيط لبعض الأفلام (دون أن افسد متعة الفيلم لمن لم يشاهده بعد) مع لمحة سريعة لمضمونه وقراءة نقدية مختصرة .. والموضوع – بالطبع - مفتوح للجميع لإثرائه بالأفلام .. لن أخصص الموضوع لنوعية معينة من الأفلام .. بل سيكون مرجعا شاملا لكافة أنواع وفئات الأفلام .. دعونا نبدأ .. من المألوف في عرف السينمائيين (وربما غالبية المشاهدين) أن الفيلم الناجح هو الذي يضم أكبر قدر ممكن من عناصر الحركة والتشويق وتغيير الأماكن ومواقع التصوير .. مع عدد من حسناوات الشاشة .. ولكن .. هل صحيح أن هذه هي عناصر الفيلم الناجح والوصفة الدائمة للفيلم المشوق ؟ .. هل يمكن ان نصنع فيلما ناجحا ومشوقا تدور أحداثه ضمن موقع واحد لا يتغير ؟؟ .. بالتأكيد يمكن .. وموضوعنا اليوم يعالج نماذج لهذه النوعية من الأفلام .. دعونا نبدأ بالفيلم المفضل عندي .. Twelve Angry Men ![]() بطولة هنري فوندا ومجموعة أخرى، واخراج سندي لوميت، وهو معاجة سينمائية لحلقة عُرضت بنفس الاسم في المسلسل التلفزيوني Westinghouse Studio One تدور كامل أحداث الفيلم في غرفة واحدة يجتمع فيها اثنى عشر محلفاً لحسم قضية مراهق متهم بقتل أبيه .. وعند التصويت الأولي يقرر الغالبية (11 محلفاً) ثبوت التهمة على المراهق، فيما يرى محلف واحد منهم (هنري فوندا) براءته .. وهنا تبدأ أحداث الفيلم في محاولة شاقة لإقناع باقي المحلفين بالبراءة .. وطوال ساعتين (هي مدة الفيلم ) لن تشعر بالملل أو الضجر، على الرغم من أن عنصر التشويق الوحيد في الفيلم هو الكلام والحوار لا غير ! .. الفيلم من وجهة نظري تحفة سينمائية تستحق المشاهدة .. وقد اعيد انتاجه بنسخة تلفزيونية جديدة عام 1997، وهناك فيلم روسي بنفس القصة ايضا .. Sleuth
![]() سنة الانتاج: 1972 بطولة ممثلين اثنين لا غير هما مايكل كين ولورنس اوليفر.. نعم .. لن يظهر في الفيلم سوى هذين الممثلين فقط ، وطبعا غالبية أحداث الفيلم تدور في منزل واحد .. قصة الفيلم تدور حول ممثل شاب يسرق قلب زوجة كاتب مسن .. فيوجه الكاتب دعوة إلى الممثل في قصره .. وهنا ..يدخل الاثنان في لعبة غامضة وسط مفاجآت متلاحقة ! .. اعيد انتاج الفيلم بنسخة أحدث 2007 والطريف في هذه النسخة أن الممثل الذي لعب شخصية الكاتب المسن هو ذات الممثل الذي جسد شخصية الممثل الشاب في النسخة الأقدم (وهو مايكل كين) .. وإن كنت شخصيا أفضل النسخة القديمة وأجدها أكثر براعة وطرافة من النسخة الأحدث والتي غلب عليها الطابع العصري في كل شيء (بما في ذلك طراز الأثاث الذي كان مميزاً في النسخة القديمة). Saw
![]() الفيلم من انتاج سنة 2004 يبدأ المشهد الأول بشخصين يصحوان من غيبوبة ليجدا نفسيهما مقيدين في حمام مهجور .. وتتصاعد الأحداث بشكل مثير عنما يكتشفان من خلال رسائل مسجلة تركها لهما الخاطف بأنهما قد دخلا – رغماً عنهما – في لعبة حياة أو موت لانقاذ نفسيهما من مصيدة مميتة.. تدور غالبية أحداث الفيلم في مكان واحد، وقد نجح الفيلم وببراعة كبيرة في تصوير الصراع النفسي للممثلين للانتصار بلعبة الحياة أو الموت ولو على حساب الطرف الآخر .. حق هذا الفيلم نجاحا كبيراً دفع القائمين عليه إلى إلحاقه بأجزاء كثيرة (وصلت اليوم – حسب علمي – إلى الجزء السابع) .. وجميع هذه الأفلام تعالج فكرة واحدة : لعبة الأفخاخ الدموية التي يتعرض لها أشخاص ينتقيهم طبيب مهووس .. برأيي الشخص كان الجزء الأول أفضل اجزاء هذه السلسلة، أما البقية فهي ببساطة: سلسلة من الأفلام الفاشلة، لا ترقى بأي حال إلى جودة وحرفية الجزء الأول.. الرد على: النادي السينمائي - بهجت - 09-23-2010 عزيزي شهاب موضوع جميل و متابع معك . اختيارات ممتازة . فقط تمنيت أن يكون كل فيلم في مداخلة و بشكل اوسع قليلآ . بحجم 1-2 ورقة أ4 . فالحديث عن الفيلم كالحديث عن الحب يفتح الشهية . و أن نبحث عن فيلم و نشاهده و لدينا خلفية عنه ، خاصة من محب للسينما و من يربطه بقضية ثقافية او علمية او سياسية ، سيقوي من رغبتنا في الحصول عليه و متعتنا في مشاهدته . هناك أكثر من فيلم بحثت عنه و شاهدته نتيجة مشاركة قدمها زميل . RE: النادي السينمائي - شهاب الدمشقي - 09-23-2010 تحياتي عزيزي بهجت وأشكر حضورك .. معك في مقترحك بتخصيص صفحة لكل فيلم .. بالنسبة للتوسع في عرض الفيلم فهو أمر مقصود مني ، إذ أخشى أن أحرق متعته لمن لم يشاهده بعد ، ومع ذلك سأحاول التوسع ما أمكن .. أهمية مثل هذ المواضع هي تماما تفضلت بالقول : (هناك أكثر من فيلم بحثت عنه و شاهدته نتيجة مشاركة قدمها زميل) .. وهذ حالي أيضا مع موضوعك الجميل حول افلام الحرية والانسان، فالغرض من هذا الشريط هو اثارة الشهية لمشاهدة الافلام الهامة .. والدعوة لك ايضا ولكل الاعزاء بالمشاركة .. مع التحية .. RE: النادي السينمائي - شهاب الدمشقي - 09-23-2010 مرحبا بكم .. موعدنا اليوم مع فيلم جديد هو : Changeling ![]() سنة الانتاج: 2008 بطولة Angelina Jolie، واخراج الممثل المبدع Clint Eastwood الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية حدثت في امريكا في عشرينيات القرن الماضي .. يبدأ الفيلم بأحداث رتيبة قد تبدو مملة نوعا ما ..أم عاملة مثالة تعيش مع ابنها الصغير .. تعود الأم في أحد الأيام إلى بيتها لتكتشف اختفاء الصبي ! .. تخبر الشرطة وتبدأ التحقيقات .. وبعد مرور أشهر ينقل لها اتصال هاتفي من الشرطة الخبر المفرح بالعثور على إبنها سالما .. إلى هنا القصة عادية جدا .. ولكن .. تبدأ الأحداث الحقيقية عدما تستلم الصبي من الشرطة لتتفاجا بأنها ليس إبنها .. رغم أن الجميع يؤكد أنه هو !! ..فتدخل الأم في صراع لإثبات الخدعة .. والبحث عن ابنها الحقيقي .. الفيلم مزيج من الأحداث المشوقة والصراع السياسي ضد الفساد والمواقف الإنسانية المؤثرة .. وقد أبدعت انجلينا جولي بإداء دورها بشكل مذهل بالفعل .. باختصار .. فيلم استثنائي أنصح الجميع بمشاهدته .. RE: النادي السينمائي - هــزيــز - 09-23-2010 بداية موفقة يازميل شهاب الأفلام الثلاثة التي بدأت بها موضوعك تقيمي الشخصي لها 9 من 10 فأنا من عشاق افلام المكان او الموقع الواحد,بالنسبة لفيلم Sleuth كونه الاقل شهره بين الافلام التي ذكرتها فهو فيلم رائع بحق ولاانصح بمشاهدة النسخة المعاده منه سنة 2007 قبل مشاهدة نسخة 1972 كون الاول لم يضف اي شيء جديد عدا اختلاف مكان التصوير وبعض الامور التقنية لفارق الزمن بين الفيلمين وحرق احداث فيلم 1972 وبالرغم من ذلك لم يصل لربع مستوى التشويق للنسخة الاولى وبمناسبة حديثك عن افلام الموقع الواحد يبدو لي انك نسيت رائعة ألفريد هيتشكوك rear window التي كانت سبباً لتوجه المخرجين والمنتجين لهذه النوعية من الافلام ![]() شاهدت هذا الفيلم منذ سنة تقريباً وبالرغم من اني لا اقيم لفارق الزمن والتقدم التكنلوجي في عالم السينما وزناً بتقييماتي الا ان الفيلم اصر ان يأخذ مني 8 من 10 ولا اعلم لو انني شاهدته في زمانه كم علامة حينها سوف اعطيه هناك ايضاً فيلم شبيه نوعاً ما بفيلم saw وهو Cube 1997 ![]() تقييمي الشخصي للفيلم 9 من 10 فيلم تنغمس في الاثارة مع الغموض بشكل جنوني منذ الدقيقة الاولى حتى النهاية the man from earth ![]() هذا الفيلم يستحق ان نطلق عليه كل صفات الاناقة فهو راااائع بحق كل مشاهد تصوير الفيلم في منزل واحد والقصة تتحدث عن استاذ جامعي ينوي الرحيل لمكان آخر ويجتمع زملائه في المنزل لوداعه وسؤاله عن السبب لرحيله وبعد حوار مشوق يخبرهم بأن عمره 140 قرن وانه لايكبر ولايستطيع المكوث في مكان واحد لمدة تتجاوز العشرة اعوام كي لا يلاحظ الناس ذلك ليبدأ بعدها نقاش مطول حول حقيقة مصداقية التاريخ السحيق الذي بين ايدينا في حوار علمي رائع...تقييمي الشخصي 9 من 10 Reservoir Dogs ![]() كلاب المخزن احد اعظم افلام المخرج الرائع كونتين ترنتينو يبدأ الفيلم بنقاش لمجموعة من المجرمين في المطعم عن الضرائب والبقشيش قبيل البدء في عملية سطو كبيرة بطريقة ساخرة جميلة ثم ينتقل الفيلم بتجمع الكلاب"المجرمين" الى المخزن او المستودع واحد تلو الآخر لتبدأ احداث الفيلم كلها داخل المستودع..تقييمي الشخصي 9 من 10 والآن نأتي لهذين الفلمين للكاتب المخضرم ستيفن كينج دون الخوض بتفاصيل القصة Misery ![]() لا انكر بأن هذا الفيلم يحتاج مني وقفة طويلة جداً ربما سأعود له لاحقاً..تقييمي الشخصي 9 من 10 The Green Mile ![]() ايضاً 9 من 10 وكي انتهي من افلام الموقع الواحد بضمير يجب علي الا انسى هذا الفيلم Phone Booth ![]() احد اجمل اعمال كولن فيريل احداث الفيلم كلها في كبينة هاتف..تقييمي الشخصي 8 من 10 هذا ما اتذكره حتى الآن عن افلام الموقع الواحد وهي نوعية تستهويني الى درجة كبيرة الرد على: النادي السينمائي - بهاء - 09-23-2010 حد شاف فيلم The shinning ? RE: النادي السينمائي - شهاب الدمشقي - 09-23-2010 تحياتي عزيزي هزيز .. أشكرك على هذه النخبة من الأفلام .. والحقيقة لم اشاهد منها سوى : rear window و The Green Mile، و Phone Booth .. وهي افلام ممتازة بالفعل (أحي فيك ذائقتك الفنية) .. وسأحرص على مشاهدة باقي الافلام .. بالمناسبة .. فيلم rear window محفور بذاكرتي، فهو ربما من أقدم الأفلام التي مازالت عالقة في ذاكرتي من أيام الطفولة (أول مشاهدة له كانت قبل 25 سنة تقريبا) ويومها أسرني هذا الفيلم بالفعل رغم محيطه البسيط (مصور بالكامل في استوديو واحد) .. RE: النادي السينمائي - شهاب الدمشقي - 09-23-2010 بعد سنوات من نجاح فيلم التايتنيك وعد James Cameron مخرج الفيلم بتحفة سينمائية جديدة تنسي العالم اسطورة التايتنيك .. فكان فيلم اليوم : Avatar ![]() على صعيد القصة: يروي لنا الفيلم قصة شعب بدائي مثقل بالخرافة، يتعرض لغزو البيض المتطورين تقنيا وحضاريا .. ورغم ضعف الإمكانيات المادية ينجح هذا الشعب البدائي بتحقيق نصر على الغزو الأبيض نتيجة أمرين: الايمان بالقضية التي يحارب من أجله .. و .....دعم رجل أبيض من الغزاة يؤمن بقضية هذا الشعب البدائي ويخلص لها !!!! .. قصة تقليدية مكررة ولا جديد فيها .. ورغم أن بعض النقاد رأى في الفيلم اسقاطات سياسية معينة (البعض رأى فيه رمزاً للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ) إلا أنه لا يخلو من سلبيات فكرية، فهو يكرس فكرة التفوق الأبيض، وأن النصر لم يكن ليتحقق لولا تدخل الأبيض الطيب الذي خان قومه وآمن بقضية هذا الشعب البدائي المظلوم .. على صعيد الإخراج : الفيلم بالكامل معالج بتقينة 3D ، فغالبية أحداث الفيلم تدور عبر شاشات الكومبيوتر لا من خلال ممثلين حقيقيين !! .. وقد كان هذا الفيلم تأسيساً لنوعية جديدة من الأفلام وهي افلام 3D التي تقدم محاكاة بصرية والكترونية للحركة البشرية الواقعية، ومزج الصورة المعالجة تقنيا بالممثلين الحقيقيين، بحيث تكون النتيجة متعة بصرية مذهلة !! ... ورغم أن هذه التقنية مسبوقة بأفلام أخرى (مثل Journey to the Center of the Earth المنتج سنة 2008) إلا أن افاتار كان فتحا فريدا بالفعل .. ولذلك يجب أن تعطي هذا الفيلم حقه في المشاهدة عبر الوسائط المناسبة له (نسخة عالية الجودة وشاشة تدعم تشغيل هذه النوعية من الأفلام) .. بالنسبة لي .. فقد شاهدت هذا الفيلم بنسخة عالية الجودة Blu-ray 1080p وبشاشة HD DVD فكانت النتيجة: متعة بصرية مذهلة !!.. باختصار: لولا التقنيات المذهلة لهذا الفيلم لكان فيلما تقليديا وعادياً .. الرد على: النادي السينمائي - بهاء - 09-23-2010 يا شهاب , تيتانيك اصلا لا يعد الا قصة فارغة اتعادت ستين الف مرة , والبروباجندا اللى صاحبت الفيلم من بناء السفينة والاعداد الضخمة من الممثليين , دع الاداء المتميز لكل من ديكابلورى وبلانشيت جعل من الفيلم حتة حلوة معفنة ملفوفة فى ورق من دهب. حتى ان لو قارنا بين فيلم Troy and Titanic لفاز تروى عن جدارة واستحقاق , الا ان تروى عانى بشدة فى ميزانية الدعاية - لدرجة انى لما شفت بوستر الفيلم لم اتعرف على صورة براد بيت وافتكرت انه فيلم وثائقى .. * وبعدين يا شهاب , هو مفيش فيلم عربى عجبك ولا ايه ؟ أنا شخصيا بعتبر فيلم الكيف , واحد من اهم افلام السينما المصرية - ان لم يكن فى ذكاء السيناريو والبراعة الممتازة للمثليين , ففى واقعيته السوداء وقدرة عالية على صياغته فى قصة تموت من الضحك . RE: النادي السينمائي - شهاب الدمشقي - 10-06-2010 فيلما اليوم أثار جدلاً كبيرا وانتقده غالبية المشاهدين من خلفية مسلمة .. Unthinkable ![]() الفيلم من انتاج 2010 قصة الفيلم باختصار: ارهابي امريكي مسلم يضع ثلاث قنابل نووية في اماكن تجارية متفرقة في امريكا، ويسلم نفسه إلى الأجهزة الحكومية التي تتولى التحقيق معه، وأمام رفضه المطلق للافصاح عن مكان القنابل يقرر جهاز FBI الاستعانة بشخص متخصص في التعذيب ، ويتفنن هذا الأخير في تعذيب المعتقل بوسائل مغرقة في الوحشية بعلم وموافقة الجهات الحكومية الأمريكية.. فهل يتمكن أخيرا من انتراع الاعتراف ؟ .. قد يبدو الفيلم للوهلة الأولى فيلما تجاريا يكرر قصة أكشن مستهلكة في السينما الأمريكية (الإرهابي الشرير الذي يهدد أمن امريكا ) .. ولكن الفيلم برأيي يتضمن محتوى أكثر عمقاً .. فقد نجح في إثارة سؤال كبير وهام وهو: إلى أي حد يعُتبر التعذيب الوحشي فعلا مبرراً اخلاقيا لحماية الجماعة ؟ وهل يمكن التضحية بشخص أو شخصين او حتى بضعة أطفال لحماية آلاف الأشخاص ؟ .. هل يختلف الشخص الذي يقبل بوسائل التعذيب الوحشية لحماية المجمتع عن الإرهابي الذي يستهدف الأبرياء نصرة لقضايا يراها عادلة ؟ .. القراءة التالية مخصصة لمن شاهد الفيلم أو لا يرغب في مشاهدته، لأنها - فعلياً- تفسد متعة المشاهدة وتحرق حبكة الفيلم (أنصح بتجاهلها لمن لم يشاهده بعد): هناك ثلاث قراءات لهذا الفيلم: قراءة مغرقة في السطحية لم تر في الفيلم كله إلا ديانة الإرهابي !! .. فكان الفيلم - من وجهة نظر من يفكر بهذه الطريقة - تشويها لصورة المسلمين لا أكثر .. وقد تعامل غالبية من شاهد الفيلم من خلال هذه القراءة، فلم يعجبهم على الإطلاق .. قراءة سريعة ترى في الفيلم حركة وأكشن لا غير .. ومن نظر إلى الفيلم من هذه الزاوية لم يعجبه ايضا لأنه (فنيا) يفتقر إلى كثير من عناصر الحركة والأكشن المطلوبة في هذه النوعية من الإفلام .. قراءة أكثر عمقاً ترى فيه معالجة لسؤال صعب وهو : إلى أي حد يمكن التضحية بمبادئ حقوق الانسان لتحقيق أهداف عادلة ؟ .. يعرض الفيلم ثلاث شخصيات أساسية: - الإرهابي الأمريكي المسلم: وقد صوره الفيلم باعتباره شخص أمريكي قح (أمريكي الأصل وليس متجنساً، ولعل هذه النقطة مقصودة لإظهار أن هذا الإرهابي هو نتاج المجتمع الأمريكي وليس دخيلاً ثقافياً عليه)، يحب أمريكا ويريد ان ينقذها من سياسات الإدارة الامريكية الفاشلة والقائمة على زج شباب أمريكا في معارك خارجية لدعم الديكتاتوريات الإسلامية والعربية .. فكل هدفه من زرع القنابل النووية هو مفاوضة رئيس أمريكا على سحب القوات الأمريكية من بؤر الصراع والتدخل الأمريكي .. وطوال الفيلم كان هذا (الإرهابي ) يصر على الاعتزاز بوطنيته وهويته الأمريكية .. وقد نجح الفيلم (بشكل مقصود او غير مقصود) في دفع المشاهد إلى التعاطف معه كلياً أمام أهوال التعذيب والقهر التي صبها عليه جلاده .. خصوصا وأن هذا الإرهابي رضي طواعية أن يسلم نفسه للسلطات الأمريكية رغم علمه بقذراة الوسائل التي ستُستخدم معه أثناء التحقيق .. - المحققة : وهي رمز للإنسانية التي تتردد في قبول التعذيب وسيلة لنصرة القضايا العادلة، وطوال أحداث الفيلم كانت المحققة مصرة على رفض اساليب الجلاد الذي استعانت به وزارة الدفاع للتحقيق .. وإن كانت قد ضعفت في بعض مفاصل الفيلم أمام إغراء العنف والتعذيب .. الجلاد: شخص يؤمن بأخلاقية التعذيب حتى وإن كان في غاية الوحشية والبشاعة، طالما ان الغرض منه هو حماية الجماعة والدفاع عنها .. ولا يرى حدودا للتعذيب حتى وإن انصب على أطفال !! .. فطوال الفيلم كان يراهن على إنهيار معنويات (الإرهابي)، وهذا ما لم يحصل ، وبعد أن فشلت كل فنون التعذيب التي يتقنها لم يجد بأساً في يجرب تعذيب زوجة الإرهابي (بل حتى أطفاله) أمام أنظار الإرهابي !! .. ينتهي الفيلم بمشهد رمزي يوجه فيه الجلاد (وقد أعيته كل الحيل والطرق القذرة ) سؤالا إلى المحققة (التي ترمز إلى الضمير الإنساني): لقد فشلت كل طرقي في إجبار هذا الارهابي على الاعتراف .. هناك طريقة واحدة فقط وهي تعذيب اطفاله أمام ناظريه .. فهل تقبيلن ؟؟ .. دعينا نضحي بطفلين لإنقاذ آلاف الأطفال .. رغم أن الفيلم لم يقدم جواباً مباشراً لهذا السؤال الكبير (هل التعذيب لحماية المجتمع أمر أخلاقي؟) إلا أنه - برأيي - أراد في النهاية أن يوحي بجواب وهو مشروعية ذلك .. إذ ينتهي الفيلم بانتصار خيار رفض التعذيب الوحشي .. ليدفع المجتمع الأمريكي الثمن بانتصار الإرهابي وانفجار إحدى القنابل ! .. فيلم مثير للجدل ظُلم نتيجة القراءات السطحية السريعة التي ركزت على ديانة الإرهابي .. وأعتقد انه يحتاج إلى التعامل معه بعمق وجدية .. |