في موضوع سابق قدم العزيز بهجت قراءة سينمائية لمجموعة كبيرة من الأفلام التي عالجت قضايا وأفكاراً تمس الحرية والإنسان .. وقد أثار موضوعه شهيتي للكلام عن الأفلام السينمائية (وهي إحدى هواياتي الأثيرة ) ..
سأخصص هذا الموضوع لتقدم عرض مختصر وبسيط لبعض الأفلام (دون أن افسد متعة الفيلم لمن لم يشاهده بعد) مع لمحة سريعة لمضمونه وقراءة نقدية مختصرة .. والموضوع – بالطبع - مفتوح للجميع لإثرائه بالأفلام ..
لن أخصص الموضوع لنوعية معينة من الأفلام .. بل سيكون مرجعا شاملا لكافة أنواع وفئات الأفلام ..
دعونا نبدأ ..
من المألوف في عرف السينمائيين (وربما غالبية المشاهدين) أن الفيلم الناجح هو الذي يضم أكبر قدر ممكن من عناصر الحركة والتشويق وتغيير الأماكن ومواقع التصوير .. مع عدد من حسناوات الشاشة .. ولكن .. هل صحيح أن هذه هي عناصر الفيلم الناجح والوصفة الدائمة للفيلم المشوق ؟ .. هل يمكن ان نصنع فيلما ناجحا ومشوقا تدور أحداثه ضمن موقع واحد لا يتغير ؟؟ ..
بالتأكيد يمكن .. وموضوعنا اليوم يعالج نماذج لهذه النوعية من الأفلام ..
دعونا نبدأ بالفيلم المفضل عندي ..
Twelve Angry Men
بطولة هنري فوندا ومجموعة أخرى، واخراج سندي لوميت، وهو معاجة سينمائية لحلقة عُرضت بنفس الاسم في المسلسل التلفزيوني Westinghouse Studio One
تدور كامل أحداث الفيلم في غرفة واحدة يجتمع فيها اثنى عشر محلفاً لحسم قضية مراهق متهم بقتل أبيه .. وعند التصويت الأولي يقرر الغالبية (11 محلفاً) ثبوت التهمة على المراهق، فيما يرى محلف واحد منهم (هنري فوندا) براءته .. وهنا تبدأ أحداث الفيلم في محاولة شاقة لإقناع باقي المحلفين بالبراءة ..
وطوال ساعتين (هي مدة الفيلم ) لن تشعر بالملل أو الضجر، على الرغم من أن عنصر التشويق الوحيد في الفيلم هو الكلام والحوار لا غير ! ..
الفيلم من وجهة نظري تحفة سينمائية تستحق المشاهدة .. وقد اعيد انتاجه بنسخة تلفزيونية جديدة عام 1997، وهناك فيلم روسي بنفس القصة ايضا ..
Sleuth
سنة الانتاج: 1972
بطولة ممثلين اثنين لا غير هما مايكل كين ولورنس اوليفر.. نعم .. لن يظهر في الفيلم سوى هذين الممثلين فقط ، وطبعا غالبية أحداث الفيلم تدور في منزل واحد ..
قصة الفيلم تدور حول ممثل شاب يسرق قلب زوجة كاتب مسن .. فيوجه الكاتب دعوة إلى الممثل في قصره .. وهنا ..يدخل الاثنان في لعبة غامضة وسط مفاجآت متلاحقة ! ..
اعيد انتاج الفيلم بنسخة أحدث 2007 والطريف في هذه النسخة أن الممثل الذي لعب شخصية الكاتب المسن هو ذات الممثل الذي جسد شخصية الممثل الشاب في النسخة الأقدم (وهو مايكل كين) .. وإن كنت شخصيا أفضل النسخة القديمة وأجدها أكثر براعة وطرافة من النسخة الأحدث والتي غلب عليها الطابع العصري في كل شيء (بما في ذلك طراز الأثاث الذي كان مميزاً في النسخة القديمة).
Saw
الفيلم من انتاج سنة 2004
يبدأ المشهد الأول بشخصين يصحوان من غيبوبة ليجدا نفسيهما مقيدين في حمام مهجور .. وتتصاعد الأحداث بشكل مثير عنما يكتشفان من خلال رسائل مسجلة تركها لهما الخاطف بأنهما قد دخلا – رغماً عنهما – في لعبة حياة أو موت لانقاذ نفسيهما من مصيدة مميتة..
تدور غالبية أحداث الفيلم في مكان واحد، وقد نجح الفيلم وببراعة كبيرة في تصوير الصراع النفسي للممثلين للانتصار بلعبة الحياة أو الموت ولو على حساب الطرف الآخر ..
حق هذا الفيلم نجاحا كبيراً دفع القائمين عليه إلى إلحاقه بأجزاء كثيرة (وصلت اليوم – حسب علمي – إلى الجزء السابع) .. وجميع هذه الأفلام تعالج فكرة واحدة : لعبة الأفخاخ الدموية التي يتعرض لها أشخاص ينتقيهم طبيب مهووس ..
برأيي الشخص كان الجزء الأول أفضل اجزاء هذه السلسلة، أما البقية فهي ببساطة: سلسلة من الأفلام الفاشلة، لا ترقى بأي حال إلى جودة وحرفية الجزء الأول..