حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن (/showthread.php?tid=40896)

الصفحات: 1 2


تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - إبراهيم - 12-18-2010

جاءتني هذا الأسبوع رسالة من شاب مسلم باح لي بصراحة بما يؤرقه ويقضّ مضجعه. هو يعلم أني قد آمنت بالمسيحية عن اختيارٍ وصلابة إرادة وأنني لم أرثها عن الأهل أو سلّمت بما اختاروه لي. أقتبس هذا الجزء من رسالته مع التحفظ عن ذكر اسمه:

الأخ الفاضل الأستاذ ابراهيم عرفات: الأيام تمر - والعمر يمضى سريعا ولا أستطيع أن أقرر. صحيح أن الاسلام ملىء بالتناقضات والعيوب - لكنه يمسكنى من رقبتى بشىء واحد هو مسألة تنزيه الله وتوحيده . إنها المسألة الجوهرية فى الاسلام يا أخ عرفات - ولشدة جوهريتها جعلها شعاره الأساسى وهو - لا إله الا الله. ليست المشكلة أننى ورثت الاسلام عن أبوى - فأنا أحمل أعلى شهادة علمية وعقلى فى منتهى التحرر لكن القضية الآن صراعا يدور فى نفسى بين دين يصلى أتباعه ويركعون ليسوع ودين آخر يصلى أتباعه ويركعون لله .
أ.هـ.

تأثرت كثيرًا من صراحة وأدب ولطف في خطاب وتفكير هذا الأخ المسلم. إنّ لديه تساؤلات وهو راغب كل الرغبة في أن يخضعها للنقاش والمُسائلة. إنه يريد بإخلاص أن يقبل المسيحية ولكنه يرتطم بما فيها من عقائد في الوقت الذي يُقر فيه بتحفظاته على الإسلام دين آبائه وأجداده، وما أدراك ما هذا الدين وما يشغله في وجدان العابدين! كل ما يشغل هذا الصديق تنزيه الله وتوحيده، وهذا من حقه ولا ينبغي أن نستكثره عليه. أردت أن أضع نفسي بداخله وأن أغوص في قلبه وأشعر بما يشعر وأفكر بما يفكر لا أن أقول له إن هذا لهو ما توحي به العقيدة المسيحية وإذ لم يعجبك الأمر فعليك باختيار طريق آخر كما يحلو لك؛ فمثل هذا الرد هو سبيل العجزة. رفعت بصري إلى أبي السماوي وطلبت منه المعونة كي أقول كلامًا يكون مملحًا بنعمته لا من وحي أفكاري وفلسفتي، فقلت بعونه تعالى:

الأخ العزيز: أشكرك لكتابتك لي وأؤكد لك أن تنزيه الله وتوحيده هي مسألة تشغلني تمامًا مثلما هي تشغلك. إن المقصود بالتنزيه ليس الحديث عن الله وكأننا قد قبضنا على ماهيته وجنسه ونوعه فنقول إنه واحدٌ أحد فردٌ صمد؛ فهذا الوصف وأمثاله يليق بنا نحن البشر حينما نتكلم عن إنسان نعرفه (بشحمه ولحمه) وأما الله فهو القدرة اللامتناهية التي لا نقدر أن نصفها وكل ما نملكه عنه فإنما يتم التحدث فيه من قبيل الوصف والتشبيه إنْ جاز لنا. إنَّ المسيح ليس إلهًا آخرًا مع الله وإنما هو كلمة الله الذي يعلن لنا كل ما هو خافٍ ومحجوب عن عقولنا عن الله فإن قال الله قولاً كان المسيح هو قوله تعالى، وإنْ أراد الله فعلاً كان المسيح هو إرادته الفاعلة وهلم جرًا، وكل ذلك بحق أنه كلمة الله.

أخلو إلى ربي وأسأل نفسي: ألست أنت إبراهيم عرفات وكنت تصلي بالمسجد كسائر المسلمين؟ ماذا جرى لك؟ وكيف انتقلت من عقيدة التنزيه المطلق إلى القبول بما تقوله المسيحية ولا شيء يستهويك الآن سوى ما يوافق المسيحية وإيمانياتها وروحانياتها؟ كيف تم العبور، إذن؟ ضع نفسك مكان المسلم واشعر بمعاناته فما يعتمل في النفس يفوق الأفكار ومطارحاتها.

تجربتي، باختصار شديد، تبدأ في البحث عن الحق واتباعه، فإذا ظهر أن الحق في الإسلام فسوف أنادي بالإسلام في أقصى أرجاء المعمورة وإذا اتضح لي أن المسيحية هي الحق فسوف أنذر حياتي لإعلانها برغم ما سوف أواجهه من اضطهاد وفقر ومتاعب إلخ. بدأ سؤالي بالبحث عن المسيح ومن هو المسيح. كان هذا وقتئذ شغلي الشاغل ويبقى الآن كل ما يشغل فكري ويستولي على قلبي. للمسيح صفات يحدثنا عنها القرآن ولكننا لا نعرف تمام المعرفة معناها ولكن لو عدنا للانجيل لوجدنا المعنى واضحًا جليًا فيه ولنضرب مثلاً لذلك عقيدة "كلمة الله" التي يتصف بها المسيح في كلٍّ من القرآن والإنجيل.

باديء ذي بدء، يجب الحذر كل الحذر ونحن نتحدث في الغيبيات الإيمانية وعلى رأسها مسألة "الله" لأن كل ما نقوله عن الله فلسوف نقوله بمفرداتنا وألفاظنا البشرية المحدودة القاصرة واللفظ لا يتجاوز هنا كونه "وسيلة" وليس "غاية" إطلاقًا. ربنا الخالق غير محدود وهو الغاية وليس الألفاظ "المحدودة" التي نستخدمها كوسائل للحديث عنه. أجل، اللغة مهما سمت تظل قاصرة في الحديث عن الله. ونحن بكل ضعفنا وقصور لغاتنا نتكلم على سر الأسرار في الكون؛ الخالق العظيم والذي يعلو أي مفردة أو عبارة ينطق بها أي إنسان كائنًا من كان. تصوروا معي: الإنسان الضعيف الغير معصوم يتكلم عن الله المعصوم كليّ العصمة! نحن نجتهد في تقريب "المعنى" المراد للأفهام، وأداتنا هنا هي اللفظ البشري. لذلك في الصلاة المسيحية، لا تكون العبرة بما نقوله لله في الصلاة ولكن بالقلب وأين يستريح في حضرة إلهٍ محب يقول للإنسان برقة: يا بنيّ، اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي (أمثال 23: 26.(

ربنا الخالق له كلمة وهذه الكلمة هي نطقه تعالى. كلمتي أنا إبراهيم هي ما أنطق به أنا. كلمة الله هي تعبير وهي أيضًا إعلان عن ذاته وجوهره تعالى. إلى الآن نحن نتحدث عن الله بتنزيه يليق به جلّ اسمه القدوس. وما ينطبق على الله من وصف ينطبق أيضًا على كلمته كذلك على أساس أن الكلمة تخرج من صاحبها وتنبثق منه. وعليه، بما أن الله سبحانه وتعالى معصوم، فكلمته كذلك معصومة. وبما أن الله أزلي فكلمته كذلك أزلية إذ لا يصح أن أقول أن الله أزلي وكلمته فانية. بما أن الله غير فانٍ فإن كلمته كذلك غير فانية. المسيح هو "كلمة الله" ولا نقولها اعتباطًا بل إنّ لها معنى يكمن في سرٍ عميقٍ من الأسرار الإلهية التي تتجاوز كل فهمٍ لنا. ولأن كلمة الله سبحانه وتعالى غير فانية فإننا متعودون أن نقبل بطمأنينة حقيقة "المسيح الحي". يقولون: "والمسيح الحيّ". ماذا يعني هذا؟ كل الأنبياء قد توفاهم الله إليه وقبورهم لا تزال موجودة، وأما المسيح فهو الوحيد من بين الأنبياء والذي قبره فارغ. جميع الأنبياء قد وافتهم المنية وأما المسيح عليه السلام فهو الحي الباقي الأبدي الأزلي.

وإذا قارنا بين صفات المسيح وتعاليمه وبين غيره لوجدنا بهدوء أن المسيح أقرب في صفاته و أفعاله لما هو إلهي أكثر منه لما هو بشري أو فطري. فطري؟ هل أنا قلت "فطري"؟ أستغفر الله! المسيح ليس نبي الفطرة بل هو يتجاوز الفطرة الإنسانية ويعلو بنا إلى المستوى الإلهي الذي هو فيه؛ فليس أبدع جمالاً هنا سوى أن نقف معه على الجبل لنستمع إلى موعظته الشهيرة (إنجيل متى الفصل الخامس إلى السابع) الفطرة تقول: تقفأ لي عيناً وأقفأ لك عيناً! لكن المسيح يقول لنا كلا: لا تنساقوا وراء فطرتكم فهي خادعة فإن فقأت عين أخيك لأنه فقأ عينك فهذا سيخلق لنا مجتمعاً مشوهاً من العميان لأنه انساق وراء فطرته. نحن بحاجة لمسيح إلهي يتسامى بنا في إلهيته على الفطرة وندائها الأرضي الترابي الفاني. المسيحية تدعوك إلى التسامي. نعم، أخلاق المسيح ليست أخلاقاً بشرية عادية وإنما هي أخلاق إلهية. إن أردت أن تكون لك أخلاق الله فلتكن لك أخلاق المسيح. جميع الأنبياء استغفروا الله على خطاياهم وأما المسيح فهو الوحيد الذي لا نجد له لا في القرآن ولا في الإنجيل المقدس استغفارًا على خطيئة. الذي لا نجد ذكر لاستغفاره الله على خطايا معينة. لا بل نجده يتحدى خصومه قائلا: من منكم يبكتني على خطية؟ ولم يأت رد جسور يورد عليه إثمًا أو يسجل عليه خطيئة. إذن، كلمة الله ليس مجرد نبي من الأنبياء بل هو أكبر بكثير من مجرد نبي عادي من الأنبياء. إنه كلمة الله المعصوم من الخطيئة، وما أسعدي بك أيها المسيح المنفرد في كل شيء!

الله مقتدر فعّال لما يريد، وكلمته مقتدرة فاعلة أيضًا وتحمل سلطانًا هو سلطان "كلمة الله". الله يخلق ولكن كيف يخلق؟ يخلق بكلمته الأزلية الحاضرة معه منذ البدء. الكلمة هي عامل الخلق والاقتدار عند الله الآب وهي صلاحيات قد أوكلها كذلك إلى كلمته "المسيح" إذ أعطاهُ كل سلطان على السماء والأرض لكي تجثو باسم المسيح كل ركبة على الأرض. هذه هي صلاحيات كلمة الله الكائنة من قبل الأزل.

يقول كتاب الله إنَّ "كلمة الله قد صارت إلى هوشع". لاحظ معي تعبير "صارت إلى" وهو تعبير عبراني دقيق היה. إذا صارت كلمة الله إلى نبي من الأنبياء فالإشارة هنا إلى حدث يحدث إذ هو فعلٌ مفعمٌ بالحركة لا مجرد كلمة تُقال والسلام. وهي أيضًا ليست مجرد نصوص تجترها أذهان الحفاظ بل هنا هي "حدث" ديناميكي يحدث كله طاقة وله فعله الفاعل. في الأحوال العادية الكلمة "تقال" ولكن في التوراة الكلمة لا تُقال فحسب وإنما هي "تحدث" و"تصير" وبسببها تؤول الأمور من حالٍ إلى حال. إنها في حالة صيرورة. ومن هنا يستقبل الأنبياء والبشر كلمة الله التي تحصل معهم فإذ بها فعل مقتدر يقلب حياتهم رأسًا على عقب. ينتج عن تلك الكلمة الحادثة بل والصائرة حدوث تغيير جذري في حياة الناس الذين يستقبلونها فيمس هذا صميم حياتهم للأفضل. والمسيح كلمة الله له تأثير فاعل بفعله في حياتنا اليوم.

هل صارت إليك كلمة الرب اليوم؟ هل أتتك أنت كلمة الرب اليوم؟
هل "حدثت" معك كلمة الرب اليوم؟ صارت إليك أم أنك قد استظهرتها في ذهنك بالحفظ كأحد النصوص المقررة عليك في المدرسة؟ تكرار واجترار معلومات أم قوة فاعلة تغيرك وتقلب حياتك رأسًا على عقب؟
هل جاءك المسيح، بعبارة أخرى؟

الكلمة تصير، أي تحصل، أي تأتي إتيانا وتتحرك بطاقة جبارة لتفعل فعلها الجبار في حياة من يستقبلها وتستقر في أعماقه/ أعماقها. لذلك قال القرآن بعبارة: (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية). إذن، كلمة ربنا ليست كلمة تلقى جزافًا أو مجرد (كلام طاير في الهوا) بل هي نافذة وتفعل باقتدار العمل الإلهي حسب قصد الآب الذي أرسل مسيحه الكلمة إلى عالمنا في ملء الزمان بهدف أن يهبه ملء الحياة الإلهية أو "الخلاص" بعبارة أخرى فيخلصه من عبودية الأنا وأسقام النفس. أسقام نفسي لا تشفيها أعمالي الصالحة، يا ربُ؛ ومهما تجملت بأي عملٍ من الأعمال الصالحة وعلى كثرتها، وإنما ما يشفي سقم نفسي هو أن يرسل الله فيلقيها في قلبي، وهذا بحق هو النور الذي يلقيه الله في القلب الطالب وجهه الكريم والباحث عنه دون كلل؛ فيروي عطش المرأة السامرية عند البئر، وينظر للمرأة التي أمسكت في ذات الفعل متلبسة بخطيئتها ويقول لها إن خطاياها مغفورة لأن العين هنا قد وقعت على العين أي عين المسيح الثاقبة على عين القلب الخاطيء التائب.

أسمع البعض منكم يتساءل في حيرة: ألا تقودني أفكار كهذه إلى الشرك بالله؟ وجوابي هو أني إبراهيم عرفات أشرك بالله في المحبة، وبدون هذه الشراكة أموت. إما العزلة عن الله ويبقى الله قابعًا في سماءه أو أن أأنس بحياة الشراكة الإلهية فأنعم باتحادي به. الشِرك هنا شركة وشراكة محبة. لا خوف في المحبة إن كانت محبة مؤصلة في المسيح لأن الخوف والمحبة لا يجتمعان في قلبٍ واحد. ربي لي وأنا له. بطلان الشركة مع الله سيفضي بنا إلى الانعزال ويبقى الله وكأنه دكتاتور قابع في سمائه جالس على الكرسي ينزل المطر من علياء كبريائه؛ وله عن اليمين حدائق وعن اليسار حرائق ويتلذذ بالنرجسية وما هذا أبدًا الإله الذي يعرضه علينا المسيح في الإنجيل. الله بعظمته وقدرته يدخل في حياة المؤمن ويسكن في قلبه بروحه القدوس ويتحد بهذا المؤمن ويشركه فيما له بما أنه سبق وقد أخذ من الإنسان إنسانيته لكي يخاطب بها الإنسان ويقيم جسر الحوار. الشرك في المحبة توحيد بل وقمة التوحيد إذ هو توحيد يقتضي الاتحاد لا أن ينعزل الله عن الإنسان.

المصدر:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=238665





الرد على: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - الحسن الهاشمي المختار - 12-24-2010

الأخ إبراهيم، تحية طيبة.
أرجوك أن تذكر لنا البراهين التي أقنعتك بصحة تفسيرات المسيحيين لرسالة المسيح (ع س).
كيف اقتنعت أن المسيح إله أو ابن إله ؟
كيف اقتنعت أن المسيح مات على الصليب تكفيرا عن الخطيئة؟



RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - إبراهيم - 12-26-2010


أخي العزيز الحسن الهاشمي:

إيماني بأن المسيح ابن الله جاء من قبولي لمسيح الإنجيل ذاته واقتحام هذا المسيح لحياتي وخضوعي له بالكامل فرضيت بكل ما يقوله الإنجيل عنه. الإنجيل يقول عنه إنه ابن الله فليكن هو كذلك ابن الله. هذه أمور نقبلها بالإيمان ونحاول استيعاب السرّ الإيماني الكامن وراءها ونستفيد منه في حياتنا الشخصية بأكبر قدر ممكن وعلى نحوٍ عملي.

المسيح مات على الصليب. هذا تاريخ. لا نقدر أن نقاوم التاريخ أو ننكره. ولكن إذا وافقنا التاريخ فلنسأل أنفسنا: لماذا مات؟ ما الدافع من موته؟ والجواب هو أنه بالحب رضي أن يموت لأنه خير لابن الله أن يموت من أن تموت البشرية بأسرها هالكة في خطاياها. موت ابن الله على الصليب هو لأجل إذ هو أحبني أنا وجاد بنفسه من أجلي أنا أيضا. المسألة شخصية وليست في فراغ محض.


RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - غالي - 12-26-2010

اعذرني ولكن المسيح ليس ابن الله ولم يقل المسيح أنه ابن الله لا في الإنجيل ولا في غيره.. هو حتى لم يمت على الصليب لا من أجلك ولا من أجل غيرك.. والأنجيل بريء مما تنسبون إليه..
والسلام


RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - سائل الرب - 12-29-2010

(12-26-2010, 09:33 PM)غالي كتب:  اعذرني ولكن المسيح ليس ابن الله ولم يقل المسيح أنه ابن الله لا في الإنجيل ولا في غيره.. هو حتى لم يمت على الصليب لا من أجلك ولا من أجل غيرك.. والأنجيل بريء مما تنسبون إليه..
والسلام

مرحبا
ما هذه الطريقة الرديئة و الفارغة من كل حجة في الرد على الآخر ؟
على الأقل أجهد نفسك في جمع و ضم بعض الحجج مع بعضها البعض عوضا عن إلقاء جمل اجترها المسلمون طيلة 14 قرن , على فكرة , أنا لست مسلم ولا مسيحي ولا يهودي ولا هم يحزنون لكن طريقتك المتعجرفة في الرد استفزتني .
لكن مع هذا أرد عليك من الإنجيل نفسه :
يوحنا :
كل من ينكر الابن ليس له الآب ايضا ومن يعترف بالابن فله الآب
إبن الله الوحيد الذي في حضن الآب خبر ..... ما معنى الوحيد ؟
لو قلت أننا كلنا أبناء الله , فالإنجيل يقول لك أن يسوع هو إبن الله الوحيد ويقول
في البدأ كان الكلمة و كانت الكلمة عند الله و كانت الكلمة الله
وهنا يقصد يسوع كلمة الله الفاعلة في الكون انبثقت منه ( كما ينبثق النور من النور ) فهو إبن روحي , وانظر لمفهوم اللوغوس الإنجيلي (الكلمة ) الذي انتقل للقرآن عن غفلة من أمره فقال القرآن " كلمته " وهذه مفردة إنجيلية لا نرى هدفا بيداغوجيا لأستعمالها من طرف القرآن الذي كان يهدف للتصدي للمسيحين في عقائدهم , لماذا يستعمل مفردة مشبوهة ؟
و أسألك سؤال .. لماذا صلب اليهود المسيح ؟
أما قولك لم يمت على الصليب .. فلما تتعلم عن الغنوصية وعن الدوستية ستدرك أخطاء أقوالك ؟
من مات على الصليب إذن ؟ وما الفائدة من هذا التضليل المتعمد للإنسانية ؟


RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - عاشق الكلمه - 12-29-2010

(12-18-2010, 08:41 PM)إبراهيم كتب:  وإذا قارنا بين صفات المسيح وتعاليمه وبين غيره لوجدنا بهدوء أن المسيح أقرب في صفاته و أفعاله لما هو إلهي أكثر منه لما هو بشري أو فطري. فطري؟ هل أنا قلت "فطري"؟ أستغفر الله! المسيح ليس نبي الفطرة بل هو يتجاوز الفطرة الإنسانية ويعلو بنا إلى المستوى الإلهي الذي هو فيه؛ فليس أبدع جمالاً هنا سوى أن نقف معه على الجبل لنستمع إلى موعظته الشهيرة (إنجيل متى الفصل الخامس إلى السابع) الفطرة تقول: تقفأ لي عيناً وأقفأ لك عيناً! لكن المسيح يقول لنا كلا: لا تنساقوا وراء فطرتكم فهي خادعة فإن فقأت عين أخيك لأنه فقأ عينك فهذا سيخلق لنا مجتمعاً مشوهاً من العميان لأنه انساق وراء فطرته. نحن بحاجة لمسيح إلهي يتسامى بنا في إلهيته على الفطرة وندائها الأرضي الترابي الفاني. المسيحية تدعوك إلى التسامي. نعم، أخلاق المسيح ليست أخلاقاً بشرية عادية وإنما هي أخلاق إلهية. إن أردت أن تكون لك أخلاق الله فلتكن لك أخلاق المسيح. جميع الأنبياء استغفروا الله على خطاياهم وأما المسيح فهو الوحيد الذي لا نجد له لا في القرآن ولا في الإنجيل المقدس استغفارًا على خطيئة. الذي لا نجد ذكر لاستغفاره الله على خطايا معينة. لا بل نجده يتحدى خصومه قائلا: من منكم يبكتني على خطية؟ ولم يأت رد جسور يورد عليه إثمًا أو يسجل عليه خطيئة. إذن، كلمة الله ليس مجرد نبي من الأنبياء بل هو أكبر بكثير من مجرد نبي عادي من الأنبياء. إنه كلمة الله المعصوم من الخطيئة، وما أسعدي بك أيها المسيح المنفرد في كل شيء!

يتميز الاسلام عن غيره من الأديان بأنه دعوه شامله شملت كل ما سبقها من أديان ورسل وأنبياء وأقرت وأعترفت بها وألزمت أتباعها بهذا الاعتراف , فمسلم مثلى يقدس السيد المسيح ويعظمه ولا يفرق بينه وبين النبى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

لو قارننا مقارنه منصفه بين الاسلام وما سبقه من أديان ومنها اليهوديه فلن تكون هناك خلافات جوهريه عميقه سوى فى مسأله ألوهيه المسيح أو بنوته , وهو الخلاف الموجود أصلا بين أتباع المسيحيه ذاتها , فمنهم من يراه يسوع رب المجد , ومنهم من يراه ابن الله , ومنهم من يراه عبد الله ورسوله .

اذا يستطيع المتدين أن يكون مسلما وفى نفس الوقت ملتزما بتعاليم السيد المسيح , فلو فقأ أخى عينى أستطيع أن أعفو وأتسامح ولن يحاسبنى الاسلام على هذا العفو وتقصيرى فى فقأ عين أخى كما فقأ عينى , لكن تعاليم الاسلام موجهه الى البشر بما تحويه نفوسهم من تفاوت وتناقضات وليست الى جماعه من الملائكه والأنبياء, فأقرت بمبدأ القصاص لتهدئه النفس البشريه وبنفس الوقت أقرت بمبدأ العفو والتسامح لمن يرى فى ذلك سمو أخلاقى .

أنا لا أستطيع هضم مثل هذا الكلام من ناس يؤمنون بأن العهد القديم بما أصدره من تعاليم شديده القسوه والعنف هو كلام الله , ثم يقولون أن الله صاحب هذا الكلام هو من تجسد شخصيا على هيئه يسوع وأصدر تعاليمه الجديده فى موعظه الجبل , ثم يرفضون الاسلام لأنه جاء بتعاليم تعبر عن الوسطيه والاعتدال .

الله فى الاسلام غير أنه منزه فهو ليس معزولا , يقول الله سبحانه وتعالى فى حديث قدسى :أَنَا عند ظن عبدى بى وأنا معه اذا ذكرنى , فان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى , وان ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم , وان تقرب الى بشبر تقربت اليه ذراعا , وان تقرب الى ذراعا تقربت له باعا , وان أتانى يمشى أتيته هروله .
ويقول تعالى فى كتابه العزيز " اذكرونى أذكركم " أى أذكرونى بطاعتى أذكركم برحمتى ومغفرتى .

وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ينزل الله - عز وجل - إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك ، أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ، من ذا الذي يسألني فأعطيه ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له . فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر .

كان سعد بن أبى وقاص أحد المبشرين العشر بالجنه مشهودا له بأنه مستجاب الدعوه ,وكان الصحابة يردون ذلك لدعوة الرسول له اللهم سدد رميته وأجب دعوته , ويروى أنه رأى رجلا يسب طلحة وعلي والزبير فنهاه فلم ينته فقال له إذن أدعو عليك فقال الرجل أراك تتهددني كأنك نبي !فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه قائلا للهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبه إياهم، فاجعله آية وعبرة فلم يمض غير وقت قصير حتى خرجت من إحدى الدور ناقة نادّة لا يردها شيء، حتى دخلت في زحام الناس ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها، وما زالت تتخبطه حتى مات .

فهذا الذى يحمل أعلى شهاده علميه لن يضيره شىء أن يبقى على ايمانه بالله ورسوله وأن يتبع تعاليم السيد المسيح , فتعاليمه قد شملها الاسلام ولا تتعارض معه .








RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - إبراهيم - 12-29-2010

اقتباس:يتميز الاسلام عن غيره من الأديان بأنه دعوه شامله شملت كل ما سبقها من أديان ورسل وأنبياء وأقرت وأعترفت بها وألزمت أتباعها بهذا الاعتراف , فمسلم مثلى يقدس السيد المسيح ويعظمه ولا يفرق بينه وبين النبى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

لكل دين أنه يدعي الشمول على سواه ولكن هل الإسلام حقًا أشمل من غيره؟ كيف؟


RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - عاشق الكلمه - 12-31-2010

(12-29-2010, 06:01 PM)إبراهيم كتب:  
اقتباس:يتميز الاسلام عن غيره من الأديان بأنه دعوه شامله شملت كل ما سبقها من أديان ورسل وأنبياء وأقرت وأعترفت بها وألزمت أتباعها بهذا الاعتراف , فمسلم مثلى يقدس السيد المسيح ويعظمه ولا يفرق بينه وبين النبى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

لكل دين أنه يدعي الشمول على سواه ولكن هل الإسلام حقًا أشمل من غيره؟ كيف؟

صاحب العقل يميز يا برهوم !

فى النص الاسلامى المقدس وهو القرأن يوجد الزام تام لجماعه المسلمين بالايمان بكل ما سبق من رسالات وأنبياء , فنقرأ فى أخر سوره البقره (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) ))

الاسلام يشمل " صحيح " مافى الأديان الأخرى , وكل مفكر أو حتى مجرد قاىء للقرأن لابد أن يعى ذلك وهو يقرأ ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ( 43 ) إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ( 44 ) )

وهناك أيضا (( (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

قرأت مقالا منذ فتره للكاتب السورى " ميشيل كيلو " أرى أنه أفضل ما يعبر عن شموليه الاسلام لما سبقه من أديان وكيف أنه تكامل معها ودمجها فى رسالته :


اقتباس:رغم أنه آخر الأديان السماوية، وأكثرها قطعا مع ما شاب غيره من التباس في فهم الله، وإبرازا لمركزيته في منظومته العقدية، وتركيزا على تعاليه وتجرده عن كل ما هو بشري أو دنيوي، فإن الإسلام بقي دين تواصل وتكامل مع الأديان السماوية الأخرى من جهة، ومع الواقع، في بعديه الراهن والتاريخي من جهة أخرى.
قدم الإسلام فهما فريدا هو نسيج وحــده لهويــته الخاصة: صحيح انه «الدين الحق»، إلا أنه لا يقتصر ـ في الوقت نفسه ـ على ما أنزل على سيدنا محمد، بل يشمل صحيح الأديان السماوية الأخرى، الذي يرى فيه جزءا أصليا، تكوينيا، من رسالة إلهية / كونية، سبق بعضها نزول الوحي على الرسول العربي. بهذا الفهم التواصلي / التكاملي، لم يأت الإسلام ليجبّ ما قبله من أديان، كتابية كانت هذه أم غير كتابية، وإن لم يقبل كل ما جاءت به، وأفرد مكانا خاصا في دعوته لرسالتها التوحيدية، ولدعوتها إلى عبادة الله ومكارم الأخلاق ورعاية البشر بما هم مخلوقات الله، فضلا عن الإيمان باليوم الآخر وبمقولة الثواب والعقاب. بانطلاقه من نظرة تقوم على التواصل والتكامل مع الأديان الأخرى، أمر المؤمنين بإجلالها والإيمان والعيش في سلام مع أتباعها، واعتماد ما قالته كتبها المقدسة بوصفه «قولا حقا» هو أيضا دليل على صحة ما بين أيديهم من دعوة محمدية ورسالة إلهية.
دمج الإسلام صحيح المسيحية واليهودية في دعوته ورسالته، واعتمد، بعد التدقــيق والتصحيح، قصصا أورداها ورموزا قدماها، أعلى هو من شأنها وعظمها وكرس بعض نصه الإلهي لشخوص بعينهم بلغ تكريمــها الذروة في سورة مريم، المخصصة لأم سيدنا عيسى، ليس في الإنجيل ما يماثلها من تعظيم لشأن العذراء، «سيدة نساء العالمين»، ومن وصف لحالها وشخصها وظروف حملها وولادتها، ووصف لمن أنجبته، فالسورة نص إلهي خلدهما وأدخل حبهما وإجلالهما إلى قلوب المؤمنين، الذين يتقربون منهما بالدعاء والرجاء وإطلاق اسمــهما على بناتهم وأولادهم، على أما أن تشملهم العذراء بعطــفها فيكن جديرات بحمل اسمها المبارك. باعتماده هذه القصص، وما قدمه حولها من قراءات دينية ونفسية وفلســفية، وبــحواره معها، جعل الإسلام الفصل بينه وبين الأديان السماوية الأخرى، أو وضعه في مواجهتها، أو استخدامه لنفيها أو الإقلال من أمرها وأهميتها، كفرا ومعصية وخروجا عليه هو نفسه، رغم أنه قال كلمته صريحة حولها، ووضعها حيث رأى من تطور الفكر الديني والوحي الإلهي، فصار برعايته لها وما اعتمده من صحيحها كلمة الله الأخيرة إلى عباده، وكتب لها بفضله البقاء والرعاية، ليس فقط لأنه أوصى بعدم المس بأتباعها وبكتبها المقدسة، وإنما كذلك لأنه نهى عن إخراجها من نسيجه، أو فصلها عنه، فأتاح لها الدوام ما ظل هو باقيا، والاحترام ما بقي أتباعه مخلصين لرسالته.
يوصلنا هذا إلى مسألة راهنة يجب الوقوف عندها، تتصل بالتعارض الذي يقيمه الأصوليون عامة، وغلاتهم خاصة، بين الإسلام وبين بقية الأديان السماوية، بذريعة ترى أنه آخر الأديان وأكملها، فلا بد من أن يكون قد جبّ وألغى ما قبله، ولا مفر من اعتبار أتباع الأديان الأخرى، الذين لم يلتحقوا به بوصفه «الدين الحق»، كفرة يتنكرون لكلمة الله الأخيرة، التي نزلت في أبهى صورها على سيدنا محمد، وكان عليهم، لو كانوا مؤمنين حقا، الإيمان بالدين الذي حملها، والتسليم بما فيها من سمو وكمال على ما عداه من أديان. ليست هذه الدعوة إلى القطيعة بين الأديان من الإسلام، لسببين:
ـ تعارضها مع حقيقته، التي دمــجت بنصــوص صريحة بعض مقولات ومعتقدات الأديان الأخـرى في رسالته وعقيدته، فجعلت غير المسلم مسـلما وإن بصورة غير مباشرة وجزئية، وفرضت ضرورة التسـامح مع معتقداته الخاصة، بما في ذلك القسـم الذي ليس من صحيح دينه، الذي كان للدعوة المحمـدية رؤية وفهم مغايران لرؤيته وفهمه، وقصص تختلف في سردها وقراءتها عن سرده وقراءته. لم تقل الرسالة النبوية بالقطع مع الأديان الأخرى، بل قالت بضرورة تفهمها وإبداء التسامح حيالها ـ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ـ ورأت فيها عناصر من إسلامية كونية سبقت نزول الدين الحنيف ومهدت لقدومه. إلى هذا، ليس من الإسلام استبعاد أديان نزلت على أنبياء هم أخوة ،كما ورد في حديث شريف صحيح (إنما الأنبياء إخوة). وإذا كان الرسول (ص) قد وصل إلى درجة الحرب في علاقته مع يهود المدينة، فإنه لم يحارب في أي وقت اليهودية كدين، وحارب الذين حاربوه من أتباعها. صحيح أن الإسلام قال رأيه في اليهودية، إلا إنه لم يدنها أو يتعرض لها كدين سماوي وكتابي، ودعا إلى الإيمان بالصحيح منها، انطلاقا من دعوته التي تدمج ما هو صحيح منها فيه.
ـ تعارضها مع الممارسة النبوية خلال حياة الرسول، والإسلامية بعد موته. هناك رواية عن سؤال طرح على سيدنا محمد حول من سيدخل الجنة من الناس. تقول الرواية، إن كانت صحيحة (وهي على الأرجح صحيحة) إن سيدنا محمدا لم يترك إنسانا لم يدخله الجنة : هذا لإيمانه، وذاك لعمله الصالح، وذلك لأنه مات قبل أن يدرك الإسلام، فلا ذنب له في كفره أو شركه بالله ... الخ. هذا هو الإسلام، دين تسامح وتواصل وتكامل، حقق رسالته بالحوار مع مخالفيه في العقيدة والدين، وحملها إلى أقاصي الأرض داعيا إلى عمارتها ككون سخره الله للإنسان، خليفته في الأرض، الذي يتساوى أمام خالقه في إنسانيته كمخلوق، بحسب معايير تتصل بالإيمان والعمل الصالح، يفتقر الكافر أو المشرك إلى أولاها (الإيمان)، لكنه قد لا يفتقر بالضرورة إلى ثانيتها (العمل الصالح)، لذلك يمكنه أن ينعم بدوره برحمة الله ومغفرته.
التواصل والتكامل هذان في النص فرضا التواصل والتكامل في الممارسة: في علاقات المسلمين بغيرهم من المؤمنين، الذين يأمرهم الله أن يكونوا «إخوة» ـ إنما المؤمنون إخوة ـ، و«كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا». وأنتج سياسة قامت على رعاية المؤمنين بغض النظر عن ديانتهم، فمنع سيدنا عمر تغيير أنماط الإدارة الدينية والمدنية في الأراضي المفتوحة، وأبقى على علاقات الملكية السائدة فيها، وأمر الفاتحين بالبقاء خارج حواضر البلدان المفتوحة، وبإبقاء كل شيء على حاله من أمورها. وكان سلفه، أبو بكر، الخليفة الراشدي الأول، قد أمر قادة جيشه باحترام مدونة تضم مصفوفة متنوعة جدا من النواهي والأوامر عليهم الالتزام ببنودها وتطبيقها خلال وبعد دخولهم إلى المناطق المفتوحة، تصون أملاك سكانها، وتبقي على عاداتهم وحرياتهم وأشخاصهم، وتحترم معتقداتهم ورهبانهم وأديرتهم وصلبانهم ونساءهم وأطفالهم وشيوخهم وحتى أشجارهم، لترك كل شيء على حاله بعد الفتح. ومن الثابت تاريخيا أن سكان سوريا ظلوا مسيحيين في أغلبيتهم بعد مرور قرابة نيف وقرن على دخول الإسلام إليها، وأن الدين الجديد لم يجبر أحدا على اعتناقه، رغم أنه حرر المسيــحيين من الظلم، وخاصة الديني منه، الذي نجم عن صراع مذاهبهم الدموي، وعن تسييس الدين بربط الإخلاص لوحدة الامبراطورية بالامتثال لقراءته الرسمية، التي كثيرا ما فرضت بحد السيف، بينما تعرض من خالفها من مسيحيين لاضطهاد شديد، دنيوي وديني، حتى أن مطران حمص، الراغب في نهاية الانقسام الديني والمظالم الناجمة عن سياسة فرض عقيدة واحدة، قال جملة عكـست رأي مسيحيي سوريا في فتح إسلامي/ عربي وضع حدا لآلامهم: «ما عرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب». إلى هذا، لم يجد المسلمون سببا، في دينهم أو سياستهم، يسوغ اضطهاد أبناء عمومتهم من عرب المناطق المفتوحة، الذين سارعوا إلى الترحيب بهم، وساعدوهم على طرد الغرباء ورأوا فيهم أخوة ومحررين.
لا تراعي الأصولية طابع الإسلام التكاملي/التواصلي، ولا تقره على تسامحه، الذي تجلى في أكمل صوره يوم فتح مكة، عندما جعل الرسول كل من دخل الكعبة، أو بيت أبي سفيان ـ رأس الشرك وعدو الدين الحنيف ـ أو داره آمنا، بعد أن سأل المكيين: ماذا تظنون أني فاعل بكم، كأنه أراد الاستماع إلى رأيهم كي لا ينفرد برأي، وهو النبي الحكيم. بتضييع هذا الجوهر، تضيّع الأصولية جزءا من هوية الإسلام وماهيته، وتاريخا من التعايش والتآلف في دنيا العرب والإسلام، وتحول الدين الأكثر إنسانية، الذي لم يفرض عقيدته على الذين لم يقبلوها طوعيا، إلى ما يقوله أعداؤه عنه كذبا وبهتانا: دين عنف ودم.
عاش الدينان السماويان الكتابيان بأمان في رحاب الإسلام، وتعايش المسلمون مع أتباعهما، وحاوروهم بالتي هي أحسن، فتخطيا صروف الدهر ومحن الأيام، التي عرفتها منطقتنا، بما في ذلك حرب الفرنجة. يرجع هذا أيضا إلى إيمانه بأن سنة الله في خلقه أن يبقى البشر مختلفين إلى ما شاء الله ـ لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ـ

قد يرى البعض غرابه فى أن يكون هذا المقال لكاتب مسيحى , لكن قد تتلاشى تلك الغرابه عندما يقول ميشيل كيلو نقلا عن والده " كيف تستطيع أن تكون مسيحياً فقط في بيئة تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءاً مهما من هويتك "




RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - إبراهيم - 01-01-2011


ولكن يا أخي عاشق كل إنسان يقول إن دينه يشمل ما في الأديان الأخرى. إيمان الإسلام مثلا بالكتب السابقة لا يختلف عن الإيمان بالغيبيات كالملائكة والجن. ليس هو إيمان فعليّ إذا ولكنه إيمان نظري.

وسمعنا وأطعنا؟ كل الناس تقول سمعنا وأطعنا يا أخ عاشق. هذا ناموس الطبيعة ويقوله الجميع وبطرائقهم الخاصة وإن جنحوا حتى للا دينية.

ويحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله؟ مادام الإسلام قد جاء فهو قام بإلغاء ما سبق.. هو قائم على الإلغاء وليس اعتماد ما قبله والإقرار الفعلي به.

ومادام كاتب سوري ويتكلم عن شمولية الإسلام وعظمته فاعلم يا صديقي أنه مقال قومي حيث المقال وقتئذ ليس إلا إسقاطا لما في نفسه كسوري يشتهي الشمولية والوحدة والعمل الوحدوي الوطني. أغلب السوريين لادينيين على فكرة وليسوا متدينين مثلنا كمصريين.. نحن اخترعنا الدين وقمنا بتصديره للعالم أجمع بل قل لجميع الأديان.


RE: تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن - عاشق الكلمه - 01-01-2011

(01-01-2011, 01:36 AM)إبراهيم كتب:  ولكن يا أخي عاشق كل إنسان يقول إن دينه يشمل ما في الأديان الأخرى. إيمان الإسلام مثلا بالكتب السابقة لا يختلف عن الإيمان بالغيبيات كالملائكة والجن. ليس هو إيمان فعليّ إذا ولكنه إيمان نظري.

وسمعنا وأطعنا؟ كل الناس تقول سمعنا وأطعنا يا أخ عاشق. هذا ناموس الطبيعة ويقوله الجميع وبطرائقهم الخاصة وإن جنحوا حتى للا دينية.

ويحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله؟ مادام الإسلام قد جاء فهو قام بإلغاء ما سبق.. هو قائم على الإلغاء وليس اعتماد ما قبله والإقرار الفعلي به.

ومادام كاتب سوري ويتكلم عن شمولية الإسلام وعظمته فاعلم يا صديقي أنه مقال قومي حيث المقال وقتئذ ليس إلا إسقاطا لما في نفسه كسوري يشتهي الشمولية والوحدة والعمل الوحدوي الوطني. أغلب السوريين لادينيين على فكرة وليسوا متدينين مثلنا كمصريين.. نحن اخترعنا الدين وقمنا بتصديره للعالم أجمع بل قل لجميع الأديان.

أنا شايف يا أبراهيم أنه لا يمكنك تجاهل نصوص " مقدسه " صريحه وقاطعه فقط لأنها تخالف طرحك .

( وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) معناها أن باب الحوار والنقاش قد أغلق بخصوص تلك الجزئيه , النص يأمر أتباعه بالايمان التام بالله وملائكته والكتب والرسل السابقين وعدم التفرقه بين أيا منهم وهذا الأمر غير قابل للنقاش , وعلى المؤمنين الاقرار بالسمع والطاعه .

الاسلام جاء لا ليلغى ما قبله من أديان , انما جاء ليصحح ما شابها من مغالطات وليضيف اليها , فيكون بالفعل قد جاء ليتكامل معها ويدمجها فى رسالته لا ليلغيها , فلو أنه أراد ذلك لكان قد ورد فى نصوص صريحه وقاطعه ولأمر أتباعه بقطع دابر تلك الأديان واستئصال شأفتها الا أنه لم يقل ولم يأمر بذلك , بل وكما ذكر الكاتب أنه اعتمد، بعد التدقــيق والتصحيح، قصصا أورداها ورموزا قدماها، أعلى هو من شأنها وعظمها وكرس بعض نصه الإلهي لشخوص بعينهم بلغ تكريمــها الذروة في سورة مريم، المخصصة لأم سيدنا عيسى، ليس في الإنجيل ما يماثلها من تعظيم لشأن العذراء، «سيدة نساء العالمين»، ومن وصف لحالها وشخصها وظروف حملها وولادتها، ووصف لمن أنجبته، فالسورة نص إلهي خلدهما وأدخل حبهما وإجلالهما إلى قلوب المؤمنين، الذين يتقربون منهما بالدعاء والرجاء وإطلاق اسمــهما على بناتهم وأولادهم .

ما حدث أن الاسلام لم يضع نفسه فى مواجهه تلك الأديان ولم يفرض السيطره عليها أو على أتباعها , وانما أعتبر نفسه أحد الخيارات التى يمكن أن يتجه اليها المؤمن (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ( 24 ) قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ( 25 ) قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ( 26 )

,حتى أنه عرض الاسلام فى أبسط صوره على أهل الكتاب فان رفضوه فلا يطالهم شىء (قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )

عموما أنا شايف أنه لا يمكن اضافه الكثير بعد مقال الكاتب ميشيل كيلو , واصرارك على أن المقال هو اسقاط ولايعبر عن حقيقه الاسلام برغم مايدعمه من نصوص قرأنيه قاطعه يقتل الحوار ولا يثريه .

كل عام وأنت بخير ياعزيزى ,أعاده الله عليك وعلى الأسره الكريمه بموفورالصحه والسعاده ( ورده ) .