![]() |
همزية أحمد شوقي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: همزية أحمد شوقي (/showthread.php?tid=7174) |
همزية أحمد شوقي - سهيل - 01-15-2008 وُلد الهدى، فالكائناتُ ضياءُ=وفمُ الزّمان تبسُّمٌ وثناءُ الرُّوحُ والملأُ الملائكُ حَولَهُ=للدِّين والدنيا به بُشراءُ والعرشُ يزهو ، والحظيرةُ تزدَهي=والمنتهى ، والسِّدرَةُ العصماءُ وحديقةُ الفرقان ضاحكةُ الربى=بالترجمانِ ، شذيَّةٌ ، غنَّاءُ والوحيُ يقطرُ سلسلاً من سلسلٍ=واللوحُ والقلمُ البديعُ رُواءُ نُظِمَتْ أسامي الرُّسلِ فهي صحيفة=في اللوح ، واسمُ محمدٍ طغراءُ اسم الجلالة في بديع حروفه=ألفٌ هنالك ، واسم طه الباءُ يا خير من جاءَ الوجودَ ، تحية=من مُرسلينَ الى الهدى بك جاؤوا بيت النبيين الذي لا يلتقي=إلا الحنائف فيه والحنفاءُ خيرُ الأبوةِ حازهم لكَ آدمٌ=دونَ الأنامِ ، واحرزتْ حوَّاءُ هم أدركوا عزَّ النبوَّةِ وانتهت=فيها إليكَ العزَّةُ القعساءُ خُلقتْ لبيتك ، وهو مخلوقٌ لها=إن العظائِمَ كفؤها العظماءُ بك بشَّر اللهُ السماء فزُيِّنت=وتضوَّعت مسكاً بك الغبراءُ وبدا مًحيَّاك الذي قسماتُه=حق ، وغرَّتُه هُدىً وحياءُ وعليه من نورِ النبوَّةِ رونقٌ=ومن الخليل وهديِه سيماءُ أثنى المسيحُ عليه خلف سمائه=وتهلَّلت واهتزت العذراءُ يومٌ يتيهُ على الزمان صباحُه=ومساؤه بمحمدٍ وضَّاءُ الحقُّ عالي الركن فيه ، مظفَّر=في الملكِ ، لا يعلو عليه لواءُ ذُعرت عروشُ الظالمين ، فزلزلت=وعلتْ على تيجانهم أصداءُ والنارُ خاوية الجوانب حولّهُمْ=خَمَدَت ذوائبُها ، وغاض الماءُ والآيُ تترى ، والخوارق جمةٌ=جبريلُ رواح بها غداءُ نِعمَ اليتيمُ بدت مخايلُ فضله=واليُتمُ رزقٌ بعضُه وذكاءُ في المهد يُستسقى الحيّا برجائه=وبقصده تُستدفعُ البأساءُ بسوى الأمانة في الصبا والصدقِ لم=يعرفه أهلُ الصدقِ والأمناءُ يا مَنْ له الأخلاقُ ما تهوى العلا=منها وما يتعشَّقُ الكبراءُ لو لم تُقم ديناً ؛ لقامت وحدَها=ديناً تُضيءُ بنوره الآناءُ زانتك في الخلقِ العظيم شمائلٌ=يُغرى بهنَّ ويولعُ الكرماءُ أما الجمالُ ؛ فأنت شمسُ سمائه=وملاحةُ الصديقِ منك أياءُ فإذا سخوت بلغت بالجود المدى=وفعلت ما لا تفعل الأنواءُ وإذا عفوت فقادراً ، ومقدّراً=لا يستهين بعفوك الجُهلاءُ وإذا رحمت فأنت أمٌّ ، أو أبٌ=هذان في الدنيا هما الرُّحماءُ وإذا غضبت فإنما هي غضبةٌ=في الحق، لا ضغنٌ ولا بغضاءُ وإذا رضيت فذاك في مرضاته=ورضى الكثير تحلمٌ ورياءُ وإذا خطبت فللمنابر هزةٌ=تعرو النَّديَّ ، وللقلوب بكاءُ وإذا قضيت فلا ارتياب ، كأنما=جاء الخصوم من السماء قضاءُ وإذا حميتَ الماء لم يورد ، ولو=أن القياصر والملوك ظماءُ وإذا أجرت فأنت بيت الله ، لم=يدخل عليه المستجير عداءُ وإذا ملكت النفس قُمْتَ ببرِّها=ولو أن ما ملكت يداك الشاءُ وإذا بنيت فخير زوجٍ عشرةً=وإذا ابتنيت فدونك الآباءُ وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما=في بردك الأصحابُ والخلطاءُ وأذا أخذت العهد ، أو أعطيته=فجميع عهدك ذمةٌ ووفاءُ وإذا مشيت الى العدا فغضنفرٌ=وإذا جريت فإنكَ النكباءُ وتمدُّ حلمكَ للسفيهِ مُدارياً=حتى يضيق بعرضك السفهاءُ في كل نفسٍِ من سطاك مهابةٌ=ولكل نفسٍ في نداك رجاءُ والرأي لم ينضَ المهَّندُ دونه=كالسيف لم تضرب به الآراءُ يأيها الأمِّي ، حسبكَ رتبةً=في العلم أن دانت بك العلماءُ الذكرُ آية ربكَ الكبرى التي=فيها لباغي المعجزات غناءُ صدرُ البيانِ له إذا التقت اللُّغى=وتقدّم البلغاءُ والفصحاءُ نُسخـتْ به التوراةُ وهي وضيئةٌ=وتخلف الإنجيلُ وهو ذكاءُ لما تمشى في الحجاز حكيمهُ=فضَّت عُكاظُ به، وقام حِراءُ أزرى بمنطق أهله وبيانهم=وحيٌ يقصرُ دونه البلغاءُ حسدوا ، فقالوا : شاعرٌ ، أو ساحرٌ=ومن الحسود يكون الاستهزاءُ قد نال بالهادي الكريم وبالهدى=ما لم تنل من سؤدد سيناء أمسى كأنك من جلالك أمةٌ=وكأنه من أنسه بيداءُ يوحي إليك الفوز في ظلماته=متتابعاً ، تجلى به الظلماءُ دينٌ يشيد آيةً في آية=لبنائه السوراتُ والأضواءُ الحق فيه هو الأساس ، وكيف لا=والله جلَّ جلاله البناءُ؟ أما حديثُكَ في العقول فمشرعٌ=والعلم والحكمُ الغوالي الماءُ هو صبغةُ الفرقان ، نفحة قدسه=والسين من سوراته والراءُ جرتِ الفصاحةُ من ينابيع النُّهى=من دوحه ، وتفجى الإنشاء في بحره للسابحين به على=أدب الحياة وعلمها إرساءُ أنت الدهورُ على سُلافته ، ولم=تَفْنَ السلافُ ، ولا سلا الندماءُ بك يا ابن عبد الله قامتْ سَمْحَةٌ=بالحقِّ من مللِ الهدى غراءُ بنيتْ على التوحيد ، وهي حقيقةٌ=نادى بها سقراطُ والقدماءُ وجد الزعافَ من السموم لأجلها=كالشهد ، ثم تتابعَ الشهداءُ ومشى على وجه الزمان بنورها=كهانُ وادي النيل والعرفاءُ إيزيسُ ذاتُ الملك حين توحَّدَتْ=أخذت قوام أمورها الأشياءُ لما دعوتَ الناسَ لبىَ عاقلٌ=وأصمَّ منك الجاهلين نداءُ أبوا الخروج إليك من أوهامهم=والناسُ في أوهامهم سجناءُ ومن العقول جداولٌ وجلامدٌ=ومن النفوس حرائرٌ وإماءُ داءُ الجماعة من ارسطاليس لم=يوصف له حتى أتيتَ دواءُ فرسمتَ بعدَك للعبادِ حكومةً=لا سوقةٌ فيها ولا أمراءُ الله فوق الخلق فيها وحده=والناسُ تحت لوائها أكفاءُ والدِّينُ يسرٌ ، والخلافةُ بيعةٌ=والأمرُ شورى، والحقوقُ قضاءُ الاشتراكيون أنتَ إمامهم=لولا دعاوى القوم والغلواءُ داويت متئداً ، وداووا طفرةً=وأخفُّ من بعض الدواءِ الداءُ الحربُ في حقٍّ لديك شريعةٌ=ومن السُّمومِ الناقعاتِ دواءُ والبِرُّ عندك ذمةٌ، وفريضةٌ=لا منَّةٌ ممنونةٌ وجباءُ جاءت فوحدت الزكاةٌ سبيله=حتى التقى الكرماءُ والبخلاءُ أنصفتَ أهلَ الفقر من أهل الغنى=فالكلُّ في حقِّ الحياة سواءُ فلو أنَّ إنساناً تخير ملةً=ما اختار إلا دينكَ الفقراءُ يأيها المسرى به شرفاً الى=ما لا تنالُ الشمسُ والجوزاءُ يتساءلون - وأنتَ أطهرُ هيكل=بالروح أو بالهيكل الإسراءُ ؟ بهما سموتُ مطهرين، كلاهما=نورٌ ، وريحانيَّة ، وبهاءُ فضلٌ عليك لذي الجلال ومنةٌ=والله يفعل ما يرى ويشاءُ تغشى الغيوب من العوالم ، كلم=طويتْ سماءُ قلدتْكَ سماءُ في كل منطقةٍ حواشي نورها=نونٌ ، وأنت النقطةُ الزهراءُ أنت الجمالُ بها ، وأنت المجتلي=والكفُّ ، والمرآةُ ، والحسناءُ الله هيأ من حظيرة قدسه=نزلاً لذاتك لم يجزه علاءُ العرشُ تحتكَ سُدَّةً وقوائماً=ومناكبُ الروح الأمين وطاءُ والرسلُ دون العرش لم يؤذن لهم=حاشا لغيرك موعدٌ ولقاءُ الخيلُ تأبى غير أحمد حامياً=وبها إذا ذكر اسمه خيلاءُ شيخُ الفوارس يعلمون مكانه=إن هيجت آسادها الهيجاءُ وإذا تصدى للظبي فمهندٌ=أو للرّماح فصعدةٌ سمراءُ وإذا رمى عن قوسه فيمينه=قدرٌ ، وما ترمي اليمينُ قضاءُ من كل داعي الحق همَّةُ سيفه=فلسيفه في الراسيات مضاءُ ساقي الجريح ومطعمُ الأسرى ، ومن=أمنت سنابكَ خيلهِ الأشلاءُ إن الشجاعة في الرجال غلاظة=ما لم تزنها رأفةٌ وسخاءُ والحرب من شرف الشعوب، فإن بغوا=فالمجد مما يدعون براءُ والحربُ يبعثها القويُّ تجبُّراً=وينوءُ تحت بلائها الضعفاءُ كم من غزاةٍ للرسول كريمةٍ=فيها رضىً للحقِّ أو إعلاءُ كانت لجند الله فيها شدةٌ=في إثرها للعالمين رخاءُ ضربوا الضلالة ضربةً ذهبت بها=فعلى الجهالة والضلال عفاءُ دعموا على الحرب السلام ، وطالما=حقنت دماءً في الزمان دماءُ الحقُّ عرضُ الله ، كلُّ أبيةٍ=بين النفوس حمىً له ووقاءُ هل كان حول محمدٍ من قومه=إلا صبيٌّ واحد ونساءُ؟ فدعا ، فلبى في القبائل عصبةٌ=مستضعفون، قلائلٌ أنضاءُ ردوا ببأس العزم عنه من الأذى=ما لا تردُّ الصخرةُ الصماءُ والحقُّ والإيمان إن صبَّا على=برد ففيه كتيبةٌ خرساءُ نسفوا بناء الشرك، فهو خرائبٌ=واستأصلوا الأصنام ، فهي هباءُ يمشون تغضي الأرضُ منهم هيبةً=وبهم حيالَ نعيمها إغضاءُ حتى إذا فتحت لهم أطرافها=لم يطغهم ترفٌ ولا نعماءُ يا من له عزُّ الشفاعة وحدهُ=وهو المنزهُ ، ما له شفعاءُ عرش القيامة أنت تحت لوائه=والحوضُ أنتَ حيالهُ السَّقاءُ تروي وتسقي الصالحين ثوابهم=والصالحات ذخائرٌ وجزاءُ ألمثل هذا ذقت في الدنيا الطوى=وانشقَّ من خلقٍ عليك رداءُ؟ لي في مديحك يا رسولُ عرائسٌ=تيمنَ فيك ، وشاقهنَّ جلاءُ هنَّ الحسانُ ، فإن قبلت تكرماً=فمهورهنَّ شفاعةٌ حسناءُ أنت الذي نظمَ البريَّةَ دينُهُ=ماذا يقول وينظم الشعراءُ؟ المصلحون أصابعٌ جمعت يداً=هي أنت، بل أنت اليدُ البيضاءُ ما جئتُ بابكَ مادحاً ، بل داعياً=ومن المديح تضرُّعٌ ودعاءُ أدعوك عن قومي الضعاف لأزمةٍ=في مثلها يلقى عليك رجاءُ أدرى رسول الله أن نفوسهم=ثقةٌ ، ولا جمع القلوب صفاءُ رقدوا، وغرهم نعيمٌ باطلٌ=ونعيمُ قومٍ في القُيود بلاءُ ظلمُوا شريعتك التي نلنا بها=ما لم ينل في رومة الفقهاءُ مشتِ الحضارة في سناها ، واهتدى=في الدِّين والدُّنيا بها السعداءُ صلى عليك الله ما صحب الدُّجى=حادٍ ، وحنَّت بالفلا وجناءُ واستقبل الرضوان في غرفاتهم=بجنان عدنٍ آلك السُّمحاءُ خيرُ الوسائل ، منْ يقع منهُم على=سبب إليك فحسبي الزهراءُ همزية أحمد شوقي - سهيل - 01-16-2008 تبدوا الابيات بتنسيق جميل ضمن متصفح مايكروسوفت. و للأسف, لا تظهر المشاركة ضمن متصفح الانترنت فايرفوكس. يبدو أن منسق الابيات الشعرية غير متوافق إلا مع متصفح مايكروسوف. ماهذا التمييز ! لابد أنكم من جماعة Anti Open Source Software . :97: |