{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ما هي الحرية
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
ما هي الحرية
ما هي الحريّـة؟

تتغير المفاهيم و القيم مع تغير المراحل التاريخية . عندما كان الاستعمار ينحسر تدريجيا عن الدول المستعمرة ( فتح الميم ) كانت الحكومات الجديدة تنادي بالوطنية و تتخذ قرارات و مراسيم مقنعة لاهل بلادها ، و كان أبناء تلك الاوطان يقولون " وطني دوما على حق " . اما اليوم فنلاحظ بان الناس قد وعت و ادركت تغير المرحلة، و تغير الظروف السياسية ، و ان هناك فرؤقا واضحا في السلوكيات ، بين القيادات التي كانت بعد مرحلة الاستقلال مباشرة من جهة ، و القيادات الحالية من جهة اخرى . و ما عاد بامكانها القول بالشعار الوطني الكلاسيكي ، " وطني دوما على حق " . و هكذا بدا يتميز مفهوم الوطنية و كذلك غيره من مفاهيم كثيرة ، مثل مفهوم الحرية الذي كانت تنادي به الاحزاب الشمولية ، من نازية و فاشية و بلشفية ! فالاحزاب الشمولية ، جعلت الحرية مشروعا مؤجلا ، الى ما بعد تحقيق تغيرات شاملة و تحقيق الشيوعية . على طريقة عيش يا كديش الى ان ينبت الحشيش ، و لن تستطيع الطيران لاننا اقتلعنا كل ما عليك من ريش ( الحريات ) !

و بعيدا عن كل أيديولوجيا ، و تعصب عقائدي جامد ، نقول ، بأن جوهر الحرية الثقافية هو توسيع الخيارات الفردية . أما ربط الحرية بحفظ القيم و الممارسات بوصفها غاية في حد ذاتها ، مع ولاء اعمى لتقاليد شمولية أيديولوجية ، هو ليس الا تقييدا لمقدرة الناس على العيش كما يفضلون ، و منعهم من ان يكونوا من يشاؤون . ولا يمكن ان نتكلم عن الحرية دون ان نتكلم عن الاعتراف بالهويات الثقافية ، و احترام التنوع داخل المجتمع الواحد ، و بناء مجتمعات اكثر اندماجا بتبني سياسات تعترف بكل صدق و شفافية ، بالتباينات الثقافية ، دون أي قمع شامل ، كما حدث في المجتمع السوفييتي المندثر . حيث كانت الفكرة السائدة هي نشر التماثل و الزي الموحد في كل شيء على معيار قومي واحد . كما لا يمكن ان تقوم الحرية على السماح بممارسات تنكر تساوي الافراد في الفرص ، و تنتهك حقوق الانسان ، كحرمان مواطنين معينين داخل الدولة من حقوق يتمتع بها غيرهم ، او تتمتع فئة ،او جماعة حزبية من أفراد المجتمع بامتيازات لا تحق الا لذلك الحزب و مؤيديه ، دون غيرهم . كما يحدث في الدول التي تحكم فيها الاحزاب الشمولية من بعثية او شيوعية . و لا يمكن قيام حريات انسانية مع وجود صيغ استبعاد لانماط حضارية متنوعة ، أو سلوكيات خاصة ، تود مجموعات معينة أن تختارها . و يعتبر الاستبعاد الديني او الاضطهاد الديني ، من أبشع أساليب القمع التي تعرضت لها الحريات الانسانية عبر التاريخ . و اكثر ما نلاحظ ذلك الاستبعاد التنوعي ، و الديني ، لدى الدول السلطوية الشمولية من دينية ، او قومية ، او شيوعية ! ناهيك عن القيود الرسمية التي تفرضها تلك الدول المستبدة ، قامعة الحريات ، على ممارسة اللغة او الجنسية ، او عدم احترامها للاعراق المتواجدة داخل المجتمع الواحد . و كثيرا ما ياتي قمع الحريات الانسانية باشكال ، مثل عدم الاعتراف بثقافة الشعوب و تراثها ، و بل و اعتباربعض الثقافات وضيعة و بدائية و غير متحضرة ، خاصة عندما ينعكس ذلك على السياسة العامة للدولة . و كثيرا ما يكون الاستبعاد عبر التمييز و الاجحاف في التوظيف و الاسكان و التعليم . فنجد مثلا في دولة مثل سوريا ، المحكومة بحزب بعثي شمولي ، هو مسخ للاحزاب الشيوعية التسلطية ، لا يسمح لغير البعثي من التقدم للدراسات العليا في الجامعة ، ما لم يكن بعثيا . كما يمنع على غير البعثي الحصول على وظيفة اذا تواجد له منافسين بعثيين . فاي حرية هذه يقدمها حزب شمولي لرعاياه !!

كما و يلاحظ ، ان لا يمكن للحرية ان تقوم ، في مجتمعات تعاني داخلها بعض المجموعات من تهميش ، و استبعاد من السلطة السياسية الحقيقية . لهذا فهي تشعر بالغربة داخل الدولة التي تعيش فيها ، و تتحول الى عنصر تفتيت و تخريب و اعاقة لتقدم تلك الدولة . و هذا يدعونا الى التاكيد على اهمية و ضرورة تعددية الثقافات في مممارسة الديموقراطية و رمي ، مفهوم هيمنة الحزب الثوري الواحد ، على مقدرات الامور ، في المجتمع من مثل " نحن بعث و ليمت اعداؤنا " ، او مثل خرافة " ديكتاتورية البروليتاريا " . و تتميز السلطة القمعية ، الشمولية ، قومية كانت ، او شيوعية ، بكونها دولة اللاقانون ، بل دولة الحاكم الفرد الديكتاتور او الحاكم النخبة ، الفاشية او النازية او الستالينية ، و التي لا تعير للحرية الشعبية ، أية اهمية ، بل يقوم جهاز امني باقامة نوع من السكينة القاتلة ، القائمة على القمع ، و الخوف ، نتيجة لارهاب السلطة ضد رعاياها ، الذين لا يرقون الى مستوى مواطنين . حيث لا مواطنة ولا حقوق مدنية ولا سلطة قانون ، ولا تحقيق مطالب سياسية او حريات عامة مستمدة من شرعة حقوق الانسان التي وافقت عليها تلك السلطة . و كل من يخرج عن تلك الهيمنة و السيطرة الامنية لمجتمع الحزب الواحد و الشمولي ، هو ليس الا خائن او عميلا للعدو او متمرد يجب تحطيمه باية وسيلة ممكنة . و غالبا ما يكون السجن الطويل اقصر الطرق الى قمع حريته و تدجينه .

فالفكر الايديولوجي المحافظ في تلك المجتمعات و الذي يصل عادة الى السلطة عن طريق انقلاب عسكري او تمرد منظم على سلطة سلبقة ، يتسم بالفكر الانعزالي و الوطنية المتورمة على حساب جيرانها ، اضافة الى رفض التعددية ، و رفض التنوع الحر ، داخل مجتمعه . و هي تعتبر توسع الحريات الثقافية في عصر العولمة ، مشكلة حقيقية تسعى لقمعها باساليب شتى ، أبسطها ، منع الناس من الحصول على اطباق استقبال تلفزيونية ، عبر قوانين رسمية تحظر ذلك ، مثل سوريا التي ما زال قانون منع رفع أطباق الاستقبال التلفزيونية قائما حتى اليوم . ان توسيع الحريات الثقافية هو هدف عام ، و هام جدا ، في التنمية البشرية ، و كل الناس يريدون ان يكونوا احرارا في التعبير عن هوياتهم ، كأفراد من ضمن مجموعات لها التزامات و قيم مشتركة ، سواء كانت الجنسية او العرق او الدين او المهنة او الهواية . و المجتمعات بحاجة الى احترام التعددية و الالتزام بالوحدة على حد سواء و مناصرة القيم الكونية من تسامح و احترام لحقوق الانسان العالية . و التهرب من ضمان تحقيق تلك الحقوق بضمان الحريات الانسانية ليس الا تمويها لتعصب فكري رجعي ، و بدائي ، طالما مورس تحت اسم التماثل و التطابق و الحتمية الثورية .
تحياتي .

فيصل آورفــاي04:092 تموز (يوليو) 2007 -/ اليسار الديموقراطي

:Asmurf:
07-04-2007, 01:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ماهو مفهوم الحرية , وهل الإنسان حر ؟ نبيل حاجي نائف 10 5,904 08-17-2011, 10:00 PM
آخر رد: نبيل حاجي نائف
  الحرية بين العقل والغرائز رشيد عوبدة 0 1,773 08-16-2011, 08:42 AM
آخر رد: رشيد عوبدة
  الحرية-فلسفه سارتر bahaabahaa 1 2,861 05-24-2011, 04:30 PM
آخر رد: Kairos
  الإرادة , الحرية , السلطة نبيل حاجي نائف 0 2,114 03-05-2010, 08:15 PM
آخر رد: نبيل حاجي نائف

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS