الحديث عن تدمير الحجر في زمن تدمير البشر العشوائي والقتل المجاني االرهيب يبدو ترفآ وسفسطة نخبوية ولكن البعض حول العالم لديه شكوك كبيرة تدعوه للاعتقاد أنهما حلقتان متواصلتان في نفس السلسلة وأن تدمير تراث العراق الموغل في القدم هو عملية مقصودة لاغتيال أي شكل من وعي العراق الجمعي الذي يوحد جميع ابنائه ,يمحو ذاكرة الإنسان العراقي الحية المتواصلة المشتركة و التي عمرها آلاف السنين, من هؤلاء باحثة اثار لبنانية عملت في العراق لمدة 7 سنين وكانت من أول من دخله لتوثق كيف تم نهب وتدمير تراث ما يبلغ على اقل تقدير 7 آلالاف سنةمن شواهد الحضارة المتواصلة الأعرق في العالم بشكل بدا لها يتجاوز الفوضى التي تحدث في سياق الحروب حتى حرب مجنونة كهذه!
قامت السيدة جوان بجالي بسلسلةمحاضرات في بريطانيا بدعم شخصي من روبرت فيسك ومجموعة من خيرة علماء بريطانيا في الأثار, تدق جرس إنذار حول إمكانية الحفاظ على تراث الإنسانية الهائل الذي تختزنه أرض العراق العظيمة وتشكل موروث العراقيين كلهم والبشرية جمعاء , تحكي عن مليون عراقي انتظموا في عصابات تنتزع بشكل تدميري كل ما تطوله يديها ومعاولها تدعمها وتؤمن لها الحماية عناصر مشبوهة يفترض بها هي أن تكون أول من يضرب على يدها بحزم!عن اتواطئ كبير جعل تدفق عشرات ألاف من قطع تروي تاريخ العراق التراثي تغرق أسواق جمع التحف في بريطانيا وأميركا وبقية العالم في عملية قتل معلن لتاريخ كامل تمر بشكل سهل جدآ يصعب تصور أن تكون عيون أولي الأمر لم تراه, وكل محاولات تمرير قوانين عالمية تسهل عملية تعقب القطع الاثرية تبوء بكثير من الفشل
شوارع مدينة بابل الاسطورية التي تحفها الأعمدة سويت بالأرض ومهدت بالرمل لتتحول إلى مهابط للطيارات الأميريكية.. معبد عشتار . أبراج نينوى وسومر وأكاد ومئات مواقع تراث بلاد ما بين النهرين ومعابدها من تلك الحقب إلى اثارالزمنين المسيحي والإسلامي بتراثيهما الثري المتنوع قد اندثرت أو تضررت بشكل كبيير ما بين مطرقة قصف قوات الاحتلال وسندان النهب تقوم به العصابات المحلية في زمن الجنون الذي لا يعترف بحرمة البشر فما بالك بالحجر..
يحاول كثير من باحثي الآثار تقديم وثائق دامغة نهائية تمهد لتجريم أطراف بعينها في ما يصفوه بعملية تدمير ممنهجة لذاكرةالشعب العراقي الحضارية, وهي مسؤولية تتحملها بشكل عام وتمهيدي القوات المحتلة كما هو معروف في القوانين الدولية. بعض من الجهد المبذول تقدمه هيئات أمريكية وبريطانية مستقلة , وأخرى تدعمها اليونسكو.
وتبقى بالنهاية نجاة عراق الحضارات رهن نجاة عراق الإنسان الحر ابن تراثه العريق المتنوع, ومحصلة ثانوية لها...
المجزرة الصامتة في بلاد النهرين
كنوز العراق السليبة