حكايات .................حكايات
بارود وموت
خيام اللاجئين ,رماد التاريخ والحضارات ,رماد الانسان ,شرانق دود نحو الفينيق .
اخلى المكان نفسه من بعض العناصر ووفرت الشرنقة التي قذفتها وكالة الغوث للسكان بعد ان اجتثوا من جذورهم الازلية ....وفرت الحد الادنى من امكانية التفاعل العضوي ,
فتحرك الدم الجامد وتوهجت الروح بالنشوة فانطلقت من تحت الرماد نطفة الحياة
حملت الارض
جئت لابدأ مساري الجديد في جغرافيا جديدة عليّ غريبة على التاريخ : لا الحياة ولا الموت ,لا النور ولا الظلمة ,بل تلك المنطقة الواقعة بينهما على الارض, خارج الارض
لتحملها يا جمل المحامل , ايها الجسد المتعب كآدم : تحت التراب تحت الرصاص تحت الملوك ,تحت الجنود ...
في المنطقة المسموح بها للتشرد .........
***********************************
ضاق خلق السيد /المختار ,سيد الربا والقمار, سيد الذهب والغاب ,نفذ صبره فخرج عن صوابه وصاح :
- كيف جاء ؟؟
جاؤوا له بالخطة القديمة , وبعد الاطلاع عليها طلب تلك الضبع الكسول التي تلكأت في اخذ روح الطفلة كثيرة البكاء التي ستصبح امه بينمت كانت مرمية في بطن ذلك الوادي المقفر في عز الليل .
قالت الضبع :
- امها ,جدته, هي السبب , سبقتني .
قال خاله طويل القامة ,معقوف الشارب الفقير,الاسمر , الاغبر ,العامل في تفتيت الصخور لاستخراج كنوز الارض لناهبيها ,في لية صفا بها البدر , قال بعد ان غرس كوعه في مخدة يابسة :
- كنت تبكين كثيرا وانت صغيرة , ايام البلاد , كنت تحرميننا النوم , كان ابي يتذمر كثيرا , صار يكرهك ,حتى نوى التخلص منك جديا ,وهدد امي بذلك فظلت تحرص عليك وتخاف منه , ولكنها كانت خك نوم , امك كانت اذا نامت لا توقظها المدافع حتى استطاع في ليلة ان يأخذك من حضنها ليرميك في الوادي , لكنها استيقظت بعد ذلك بقليل , لا ادري ما الذي ايقظها !!! ربما السكون , فتحت اذنيها فلم تسمع اثرا لصوتك او صدى له , وتحسست يديها فلم تجدك بينهما , افاقت مذعورة ولما لم تجدك فعلا ارتعبت وصاحت ((عملها المجنون )) وراحت تركض نحو الوادي .
كانت فيه عنزة ميتة , جيفة كان ابي قد وضعك قربها , من مسافة بعيدة سمعتك تصرخين , يأتي صوتك متقطعا في الريح متجمدا في البرد فيصل كالمواء مستنجدا , (( كطع مصريني )) قالت امي : ((...ركضت عليها يا ويلي , كانت تموت من البرد , اخذتها بسرعة ولفيتها بثوبي , وما لحقت اصل لفوق الا والظبع تمشي , وصلت الظبع العنز الميتة , اخذتها بفمها وراحت , ما ظل براسي عقل , حطيت شفالي ( ثوبي ) بين اسناني وقلت يا الله ,بس ظليت طول الطريق ورايحة اظل طول عمري افكر كيف طاوعه قلبه وخلاه يرميها هناك ,لانه لا يعمل هذا العمل الا مجنون ))
قال الخال بعد ان روى وتأمل ,وبعد ان انتهى من لف سيجارة الهيشي ومن مسحها بطرف لسانه وقضم حبيبات من اطراف ورقتها :
- عدة امتار بس كانت بينك وبين الموت . قال خالي :
- لو سبقت الضبع ستك الى امك لما جئت من بطنها .وضحك .
هذي الحياة ركض دائم , ومن يسبق يفز ...فكرت امه وردت :
- لجاء من بطن اخرى ,وضحكت ...وضحك الجميع .
تظل هي ارادة الحياة ,تنبثق بقوة هائلة , كشلال الماء الهائج , حتى تجد منافذها ...
فكر في نفسه وانهالت عليه الاسئلة المستحيلة .......
**********************************
بصوت الرعد صرخ سيد الشعب المختار :
- هذا تافه , اعلم به , وقد امرت بقطع اثداء كل الامهات الحنونات , وامرنا بصناعة العلب للمزارع البشرية , انا اسأل عن المصدر الاول , من اي ظهر جاء النسغ ؟؟
جاءت الملائكة وفتحت عينيه على بقية اجزاء الخطة :
***********************************
ثمة شحن ما
|