كيف أظهرت الحساسية الدالية نفسها؟

مصدر رضاي كان الأستوديو الخاص بي، كان عبارة عن غرفة بجدران بيضاء و إضاءة ممتازة. كنت أرسم فيها بسعادة على

لفائف الورق، و بعد أن أنتهي منها أعلقها على الجدران. هذه كانت أول تحفي الفنية.

بيوم ما و بعد نفاذ الورق مني، قررت أن أرسم على باب مخلوع و ضعته على كرسيين. قررت رسم مجموعة من الكرز كنت قد

تناولتها اليوم، قررت استعمال لون الفيرميليون* و الكارمن** فقط مع اللون الأبيض من أجل انعكاسات الضوء.

مع الوقت بدء الجيران للحضور لإبداء إعجابهم باللوحة، لكن الجميع لاحظ أنني لم أستطع رسم ساق الكرز.

أكلت المزيد من الكرز، و ألصقت سيقانها على اللوحة بدل رسمها. هذا الكولاج أعطى العمل إحساسا أخاذا بالواقعية. قررت أن

أستفيد من الديدان التي كانت بالباب، لأعطي بعدا آخر للكرز.

كنت أعتبر نفسي رساما انطباعيا، و بعمر الثانية عشرة بدأت بأخذ دروس رسم مع البروفيسور دون خوان بالمدرسة المحلية.

إنني مدين له بالكثير، هو شجعني و غرس حب الفن بنفسي و أكد على موهبتي و عبقريتي بالرسم. حاول أن يقنع والدي بأنني

اتجاهي للفن كان أمرا محتوما، لكن فكرة أن أصبح رساما محترفا كانت تصيب والدي بالرعب. كان دائما يقول لنرى ماذا ستفعل

بالبكالوريا، لكنه كان يشتري لي كتب الفنون التي كنت أطلبها.

كنت أشاهد أستاذي يوميا و هو يتوجه للمقبرة حيث ابنته الحبيبة كانت مدفونة، رحلة الثلاث ساعات هذه كانت تثير إعجابي لكن

كان من المستحيل بالنسبة لي أن أذهب معه هناك حيث أخي الأكبر سلفادور مدفون مع نصف روحي.

*الفيرميليون: درجة أحمر أقرب للبرتقالي

**الكارمن: أحمر غامق قريب من البني

وردة_الهاني · 05-15-2009, 01:21 AM

كيف علم دالي بأمر الحركة العالمية للفن

أكملت مسيرتي بغرور، مكتشفا التكعيبية و بهجتي بمقالات خوان بمجلة الروح الجديدة التي كنت مشتركا بها. كنت أذهب لمدرستي

العادية و بعدها لدروس الرسم، لكن خارج هذا البرنامج اكتشفت نيتشه و فولتير مع قاموسه الفلسفي. هذه القراءات و لو أنها

كانت فوق مستوى فهمي، لكنها أهرت نفسها لاحقا من خلال طريقتي بالرسم.

مظهري كان يلفت الأنظار لموهبتي، حتى أنه بعام 1918 قامت مجموعة من ثلاثين رسا بدعوتي للمشاركة بمعرضهم الفني

بفيجويراس. بنفس المكان الذي أقيم به المعرض بعد خمسين عاما، اسبانيا بنت لي متحفا.

كنت أيد أن أكبر بسرعة و أنضج فنيا، قرأت كل المجلات الفنية و الكتب الفنية التي كانت تصدر بتلك الفترة. حتى أنني كنت أكتب

مقالات عن أشهر الرسامين بمجلة فنية، كتبت عن غويا الغريكو مايكل أنجلو و دافنشي مشددا على مواهبهم الفنية و محتفظا

لنفسي بما كنت أكتشفه عن عبقريتهم الفنية و أساليبهم.

كتبت مقالا فنيا بعنوان برج بابل، غطيت مئات الصفحات بالحديث عن ثيمة الموت. على عكس البشر الذين يهربون من الموت و

يخافونه، أنا كنت أحتفل به و هذا واضح بكل أعمالي الفنية. كنت أحتقر معظم البشر لخوفهم الشديد من الموت و عدم مقدرتهم

على أ يعيشوا حياتهم، لذا كنت أؤكد على شخصيتي الفريدة التي تميزني عن باقي البشر. صفاتي و أفعالي كانت الضد دائما،

هدفي الأسمى كان أن لا يوجد لدي شيء مشترك مع أحد.

وردة_الهاني · 05-22-2009, 08:46 PM

test

test

وردة_الهاني · 05-22-2009, 09:58 PM

ماذا كان موقف دالي الفلسفي بتلك الفترة؟

كنت فوضويا، و كنت أؤلف الترنيمات على حسب رغبتي بالسر. بيوم من الأيام و أنا عائد من المدرسة رأيت مجموعة من الطلاب، كانوا يحرقون علم اسبانيا باسم انفصال كاتالونيا عنها. كنت

للتو قد وقفت معهم عندما بدؤوا بالتفرق، أنا و بكل فخر ظننت أن وصولي كان السبب. لكن عندما رأيت مجموعة من الجنود تقترب مني و أنا أجمع بقايا العلم عرفت السبب، و بالرغم من

احتجاجي تم اعتقالي. المحكمة أطلقت سراحي بسبب عمري، لكن أسطورتي كبرت و كنت بطلا بعين الجميع. أنا و إن كنت أثير إعجابهم بتصرفاتي، لكنني لم أفعل شيئا لأفوز بحبهم. كنت أضايق

الأولاد الأصغر سنا و الأضعف مني، كنت اخفي وجهي بكتاب و اختار ضحيتي. أذكر مرة صبيا قبيحا كان يتناول وجبة خفيفة، طريقته بالأكل دفعتني للجنون. صفعته بقوة على وجهه، هربت و

تركته مذهولا. لم يكن الحظ حليفي بكل مرة، بيوم ما رأيت صبيا شاحبا مع كمانه. استغليت فرصة انشغاله بربط حذائه و ركلته بكل قوتي، و عندما هربت منه تمكن من اللحاق بي مع أنني لم

أتوقع أن تكون لديه هذه القوة. تمكن من الإمساك بي و رغم أنني توسلت إليه أن يتركني لكنه ضربني، انتابتني حالة هستيرية من البكاء و الصراخ و تصادف مرور احد الأساتذة بقربنا. استفهم

الأستاذ عن سبب الشجار، فقلت له بكل ثقة بأنني كنت أريد تحطيم الكمان لأثبت تفوق الرسم على الموسيقى. ضحك الجميع و سألني الأستاذ كيف كنت انوي تنفيذ فكرتي، فقلت له بحذائي. المزيد

من الضحك و قال الأستاذ بان هذا كله كلام فارغ، قلت له بأنه قد يكون كلام فارغ لك لكن حذائي لا يفهم.

كنت دائما أسعى لأحيط نفسي بهالة من الغموض و لا أفصح عن الأسباب الحقيقية لأفعالي، و بتلك الفترة كنت اعمل على الكثير ماعدا شهادة البكالوريا. موضوعي المفضل كان الغجر، الذين

كانوا يملئون الأستوديو. كنت انتهي من لوحتين يوميا، لكن هذا كله ل يكن يرضيني.

كيف عاش دالي خلال فترة خدمته العسكرية؟

أديت تسعة أشهر من الخدمة العسكرية، كنت أناول طعامي بالخارج و أنام بالمنزل. كنت جنديا اعتياديا،و كنت أحيي كل من يرتدي الملابس العسكرية. كنت أكره حراسة السجن، بسبب الكسل و

الخوف لأن البعض كان يهرب منه أحيانا. لكي أتجنب الحراسة، كنت أتظاهر بأنني تحت تأثير نوبات عصبية. كنت أفعل كل ما بوسعي لأتحكم بهذه النوبات، و بنفس الوقت كنت أحرص على أن

يراني أحد الضباط.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	لينين بريشة سلفادور دالي السوريالية	سيناتور	2	1,236	06-07-2007, 10:56 PM آخر رد: سيناتور