تحياتي للعزيز شهاب وبقية المشاركين المحترمين.

قبل أن نسأل عن قدرتنا أو عجزنا دعونا نسأل أولاً عما نريده، قدرتنا أو عجزنا عن ماذا؟
هل نريد إزالة إسرائيل بالكامل؟
هل نريد إقامة دولة (أو دويلة) فلسطينية بجوار إسرائيل؟
هل نكتفي بحكم ذاتي داخل إسرائيل؟
أم أن غاية ما نتمناه أن تحترم إسرائيل حق الفلسطينيين بالحياة أياً كان شكل هذه الحياة؟

بعد أن نجيب على هذه الأسئلة يأتي سؤال آخر:
ما الذي يجعل مواطناً عربياً يعيش حياة رغيدة على بعد آلاف الكيلومترات من فلسطين (أو حتى على الجانب الآخر من الحدود) يتعاطف مع الفلسطيني الذي يموت في غزة؟
هل حقاً يشعر الخليجي أو السوداني أو المغربي أن الفلسطيني أخوه وأن الإسرائيلي عدوه إذا لم تتأثر مصالحه سلبياً بهذه العداوة أو إيجابياً بتلك الأخوة؟
هل هي العواطف الإنسانية المجردة من التعصب القومي أو الديني؟ إذا كان الأمر كذلك، هل تكفي مثل هذه العواطف لتدفعنا بقوة نحو العمل المؤثر لنصرة أخينا الإنسان المظلوم؟

إذا كان المطلوب أن يحترم العالم رأينا في أي قضية (غزة أو غيرها) وإذا اتفقنا على قوة الدافع نحو فعل مؤثر في الأحداث، وإذا كنا أمام خيارين: المقاطعة أو الثورة (الانقلاب) فإنا مع الخيار الأول، أما الخيار الثاني فأرفضه رفضاً قاطعاً ولا أرى له أي مبرر حتى لو كانت حكومة بلدي متآمرة مع إسرائيل، فليس من المعقول أن أخرب بيتي لأصلح بيت جاري أو حتى بيت أخي. وإذا قلنا أن البيت خربان من الأساس فإصلاحه يأتي بالتدريج وليس بالهدم على أمل إعادة بنائه من نقطة الصفر.