Mr.Glory
عضو متقدم
المشاركات: 484
الانضمام: Jul 2005
|
سلاح "المقاومة"...لحماية لبنان ام لتدميره؟
مقالة من اهم واشجع المقالات التي نشرت حتى الآن ... وهي برأيي تعبر عن غالبية الرأي العام اللبناني...
-----------------------------------------------
سلاح "المقاومة"...
لحماية لبنان ام لتدميره؟
دلال البزري
لا اشعر بالحاجة "الوطنية" للإنضمام الى كورس الساخطين الغاضبين من وحشية اسرائيل المنهجية. فأنا وعائلتي واهلي في صيدا والجنوب خصوصاً تعرضنا طوال الايام الطويلة الماضية لشتى اصناف اللوعات الانسانية على يد آلة الحرب التدميرية لاسرائيل. انكسرت السُبل بنا وبأبناء كل لبنان بعدما توهمنا باننا نستطيع الافلات من عقوبة تحريرنا على يد "حزب الله" وآلام "مقاومته" ورعونتها...
عاد لبنان عقدين الى الوراء؛ وتمضيد جراحه وانتشاله من الخراب سوف يتكرران ويطحنان ابنائه عقدين لاحقين او ثلاث من الزمن.
لستُ بحاجة للإنضمام الى الكورس "الجماهيري" هذا. فانا لستُ بسياسية لأحسب كلامي على قياسات الموازين والمعطيات. ولا انا بكاتبة "جماهيرية" تتوسل رضا الاجماع الشعبي الكمي, او التوظيف الشعبوي التعبوي... ولا انا أسيرة الخشية من الذين يرمونكَ بنار "التخاذل" و"الانهزام", عشاق الكلمة الاسيرة... كلما تناهى الى سمعهم كلمة صادقة عن انفسنا وانفسهم.
عندما قام "حزب الله" بعمليته المجيدة في 13 من الشهر الجاري, وخطف جنديَين اسرائيلَيين مطالبا مبادلتهما بأسراه, هل كان يتوقع...؟ هل كان يعلم...؟ بأن الرد الاسرائيلي عليه سوف يكون بهذه الوحشية الجذرية؟
إن كان لا يعلم, فهذا دليل إنعدام الدقة والذكاء والحكمة لدى قيادته. هذا دليل انتقاله بيسر واناة معهودين من دور البطل العنتري المتحدّي, طالب النصر التام والناجز... الى دور الضحية المستغيثة بالمجتمع الدولي... كما فعل العرب الباقون الذين سبقوه وادعوا شرف مقاتلة اسرائيل. وهذا دليل اخير على ان "حزب الله" لم ينظر الى السوابق, القريبة منها والبعيدة: غزة, وما حصل فيها بعيد اختطاف جندي اسرائيلي واحد. بل لبنان صيف 1982 عندما اجتاحته اسرائيل واحتلت جنوبه 18 عاماً بذريعة محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن على يد جماعة ابو نضال الفلسطينية. يومها, كان ألكسندر هيج, وزير الخارجية الاميركي, يحاول اقناع آرييل شارون بتأجيل ضربه للبنان ريثما تتأمن الذريعة المناسبة. فكانت المحاولة الفاشلة...
حزب قليل الذكاء والبصر والبصيرة, وصاحب خطاب انتصاري-ضحايوي, حزب كهذا يريد تقرير مصير لبنان ومصير أبنائه...
إما ان "حزب الله" حزب قليل المعرفة والدراية والذكاء؛ كثير التبجح قليل التماسك. إما هذا اذن, وإما انه كان يتوقع الوحشية الاسرائيلية. وفي هذه الحالة تكون قيادته متمتعة بفطنة جعلته يتوقع ما حصل. ومع ذلك تآمر على لبنان وخاض معركته المجيدة: تآمر على لبنان بناسه وحجره عبر استثارته ردة فعل اسرائيلية كان يتوقعها, ويلزّم آلته الاعلامية عملية افتعال الاندهاش من وحشيتها... كأنه بكر في الساحة. حزب يتمتع بهذه المَلكة, ملكة التوقع, وملكة لعب دور الضحبة, ويعرض بلاده لكل هذا الدمار والموت... وعن سابق تصور وتصميم, عن "تخطيط دقيق"... حزب لا يهمه لبنان ولا اللبنانيين... يريد تقرير مصيره ومصيرهم.
"الوعد الصادق" هو الاسم الذي اطلقه "حزب الله" على عمليته التاريخية المجيدة... "الوعد" بالنصر طبعاً. كيف لنا ان نصدق هذا الوعد؟ بعدما لم يصْدق "حزب الله" بالعديد من الوعود والالتزامات تجاه شركائه واتباعه ولا حتى أعدائه...؟ لم يصْدق عندما اعلن في جلسات الحوار الوطني بأن هذا الصيف لن يشهد عمليات ضد اسرائيل. والحزب لم يصْدق عندما وعدَ بأن سلاحه, سلاح "المقاومة", هو لحماية لبنان من الاعتدآءت والخروقات الاسرائيلية. لم يصدق مع الجنوبيين الذين تركهم لمصيرهم الجهنمي وحولهم الى دروع بشرية تتغذى من حب الموت المسمّى جزافاً "إستشهاداً". لم يبني, وهذا اضعف الايمان, ملاجىء ولا تحصينات. حسن نصر الله, امين عام "حزب الله", في احدى خطبه الاخيرة, إعتزّ بقلة خسائر حزبه. لم يرى, لم يلمس, خسائر الكارثة الانسانية والعمرانية التي لحقت بالجنوبيين واللبنانيين. هل يذكر "حزب الله" وعد امينه العام نصر الله وعيده بقطع رأس وايادي ولسان من يريد انتزاع سلاح "مقاومته"؟ ام اري انه يريد لنا ايضا... ان نعتقد بأن بضعة صواريخ على اسرائيل سوف تقطع رأسها!
تعتقد الآلة الاعلامية ل"حزب الله" والسائرين على دربه المدروس, بأن رفع صوتها عاليا هادرا وتفخيم مخارج الفاظها واالصراخ بشعار "لا صوت يعلو فوق صوت الحق" (بدل "صوت المعركة" السيىء الصيت... الذي كان القاعدة المتينة لشتى انواع الديكتاتوريات العربية)... تعتقد هذه الآلة بأن ذلك كفيل بإخراس المناقضين لسياسة "الحزب". الاصوات هذه ترتفع شيئا فشيئا . ومحمد فنيش عضو المكتب السياسي ل"حزب الله" يرد على الضيق المتنامي بالقول: "ليس الآن وقت الانتقادات والسجالات, نحن الآن في معركة مع عدو فتح حربا على البلد وتجاوز حدود ما زعمه بأن له علاقة بأسر جنديين"... يريدنا "حزب الله" ان نهلّل ونكبّر بكم الصواريخ التي اطلقها على اسرائيل وان لا نكف عن الصياح ضد وحشية اسرائيل, ان لا نردد غير افتداء ارواحنا من اجله. يريدنا ان نخنع للتوقيت الذي إرتآه لعمليته المجيدة: فشل المفاوضات بين ايران واميركا واوروبا حول سلاح ايران النووي. واحالة ملف ايران الى مجلس الامن.
هذا هو توقيت "حزب الله" الخاص... الذي تسبب بدمار البلد. يريدنا ان نصرخ معه "لا صوت يعلو...". كي تكون الفكرة لدى المجتمع الدولي ان كل لبنان مستعد ان يستشهد لكي تنتصر ايران في معركتها الدولية. خدمة دينية للبنان تجاه اشقائه في "الامة". بعدما لم يتعلم, ولا علّم, دروس "الخدمة القومية".
استأثر "حزب الله" بالرأي. ليس فقط وطنيا بل دستوريا. الأكثرية النيابية في البرلمان اللبناني, وكذلك مجلس الوزراء لم يكونا على بيّنة من العملية المجيدة: بوغتوا مثلما بوغتت الجماهير. خالف "حزب الله" أكثرية النيابية, اشترك هو في عملية انتاجها, بل تحالف مع مكوناتها في الانتخابات. أمعن مؤخرا في نعت هذه الاكثرية بال"وهمية" عندما طالبته بنزع سلاحه وتطبيق القرارات الدولية. استحدث الصفة "الوهمية" ليحصل مشروعية انفراده بالقرار الوطني. السلوك نفسه انتهجه مع مجلس الوزراء الذي له عضوين وزيرين فيه. لا اعرف ان كان لهذه المخالفة عقوبات دستورية. اعرف فقط ان هذه المخالفة تستاهل اشد الإدانة الاخلاقية والسياسية. على شرط ان تتخلص الطوائف اللبنانية من حذرها وانعدام صراحتها.
المصيبة الاكبر في سلاح المقاومة , سلاح "حزب الله", هي ان مطالب اعداءنا الاسرائيليين هي مطالبنا. لا يقول اولمرت شيئا مخالفاً لإرادة الغالبية العظمى من اللبنانيين عندما يضع ثلاث شروط لوقف النار: توقف "حزب الله" عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل, تطبيق القرار 1559 القاضي بحل الميليشيات ونشر الجيش اللبناني في كافة الاراضي اللبنانية, اعادة الجنديين الاسرائيليين المخطوفين.
ماذا يعني ذلك؟ ان تتطابق مطالب عدونا مع مطالب غالبيتنا؟ يعني شيئا واحدا جوهريا: ان الذين يقررون عن الاغلبية الصامتة الراضخة هم اقلية نشطة وصاخبة ليس الا... بدل ان يكون العكس: أي ان تكون هذه الاكثرية هي المقررة لمصيرها.
|
|
08-03-2006, 10:08 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Truth
عضو رائد
المشاركات: 977
الانضمام: Sep 2004
|
سلاح "المقاومة"...لحماية لبنان ام لتدميره؟
اقتباس: Mr.Glory كتب/كتبت
حزب قليل الذكاء والبصر والبصيرة, وصاحب خطاب انتصاري-ضحايوي, حزب كهذا يريد تقرير مصير لبنان ومصير أبنائه...
"الوعد الصادق" هو الاسم الذي اطلقه "حزب الله" على عمليته التاريخية المجيدة... "الوعد" بالنصر طبعاً. كيف لنا ان نصدق هذا الوعد؟ بعدما لم يصْدق "حزب الله" بالعديد من الوعود والالتزامات تجاه شركائه واتباعه ولا حتى أعدائه...؟ لم يصْدق عندما اعلن في جلسات الحوار الوطني بأن هذا الصيف لن يشهد عمليات ضد اسرائيل. والحزب لم يصْدق عندما وعدَ بأن سلاحه, سلاح "المقاومة", هو لحماية لبنان من الاعتدآءت والخروقات الاسرائيلية. لم يصدق مع الجنوبيين الذين تركهم لمصيرهم الجهنمي وحولهم الى دروع بشرية تتغذى من حب الموت المسمّى جزافاً "إستشهاداً". لم يبني, وهذا اضعف الايمان, ملاجىء ولا تحصينات. حسن نصر الله, امين عام "حزب الله", في احدى خطبه الاخيرة, إعتزّ بقلة خسائر حزبه. لم يرى, لم يلمس, خسائر الكارثة الانسانية والعمرانية التي لحقت بالجنوبيين واللبنانيين. هل يذكر "حزب الله" وعد امينه العام نصر الله وعيده بقطع رأس وايادي ولسان من يريد انتزاع سلاح "مقاومته"؟ ام اري انه يريد لنا ايضا... ان نعتقد بأن بضعة صواريخ على اسرائيل سوف تقطع رأسها!
يريدنا "حزب الله" ان نهلّل ونكبّر بكم الصواريخ التي اطلقها على اسرائيل وان لا نكف عن الصياح ضد وحشية اسرائيل, ان لا نردد غير افتداء ارواحنا من اجله. يريدنا ان نخنع للتوقيت الذي إرتآه لعمليته المجيدة: فشل المفاوضات بين ايران واميركا واوروبا حول سلاح ايران النووي. واحالة ملف ايران الى مجلس الامن.
هذا هو توقيت "حزب الله" الخاص... الذي تسبب بدمار البلد. يريدنا ان نصرخ معه "لا صوت يعلو...". كي تكون الفكرة لدى المجتمع الدولي ان كل لبنان مستعد ان يستشهد لكي تنتصر ايران في معركتها الدولية. خدمة دينية للبنان تجاه اشقائه في "الامة". بعدما لم يتعلم, ولا علّم, دروس "الخدمة القومية".
استأثر "حزب الله" بالرأي. ليس فقط وطنيا بل دستوريا. الأكثرية النيابية في البرلمان اللبناني, وكذلك مجلس الوزراء لم يكونا على بيّنة من العملية المجيدة: بوغتوا مثلما بوغتت الجماهير. خالف "حزب الله" أكثرية النيابية, اشترك هو في عملية انتاجها, بل تحالف مع مكوناتها في الانتخابات. أمعن مؤخرا في نعت هذه الاكثرية بال"وهمية" عندما طالبته بنزع سلاحه وتطبيق القرارات الدولية. استحدث الصفة "الوهمية" ليحصل مشروعية انفراده بالقرار الوطني. السلوك نفسه انتهجه مع مجلس الوزراء الذي له عضوين وزيرين فيه. لا اعرف ان كان لهذه المخالفة عقوبات دستورية. اعرف فقط ان هذه المخالفة تستاهل اشد الإدانة الاخلاقية والسياسية. على شرط ان تتخلص الطوائف اللبنانية من حذرها وانعدام صراحتها.
المصيبة الاكبر في سلاح المقاومة , سلاح "حزب الله", هي ان مطالب اعداءنا الاسرائيليين هي مطالبنا. لا يقول اولمرت شيئا مخالفاً لإرادة الغالبية العظمى من اللبنانيين عندما يضع ثلاث شروط لوقف النار: توقف "حزب الله" عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل, تطبيق القرار 1559 القاضي بحل الميليشيات ونشر الجيش اللبناني في كافة الاراضي اللبنانية, اعادة الجنديين الاسرائيليين المخطوفين.
ماذا يعني ذلك؟ ان تتطابق مطالب عدونا مع مطالب غالبيتنا؟ يعني شيئا واحدا جوهريا: ان الذين يقررون عن الاغلبية الصامتة الراضخة هم اقلية نشطة وصاخبة ليس الا... بدل ان يكون العكس: أي ان تكون هذه الاكثرية هي المقررة لمصيرها.
هذا افضل مقال اقرأه عن الموضوع وهو بحق وحقيق يعبر عن رأي الاغلبية اللبنانية واؤكد اللبنانية لان البقية ممن يتوهمون ان كلما كبر الشق سيحل مشاكلهم بصورة اسهل واسرع هم واهمون
|
|
08-03-2006, 11:20 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|