أخت هالة
أنا لا أبرر خروج حزب الله عن الدولة اللبنانية بضعفها، بل بعدم وجودها.
أنا عندي أن الدولة اللبنانية هي خطيئة السنة في الأربعينات، وخطيئتهم في الثمانينات، وهي عقوبة من الله مقدرة لهم حتى ينسوا وساوس الشيطان، وينضموا إلى أنغولا أو زائير، أو أي دولة حقيقية.
لا أرى أن صنيعة عبدالناصر بطرد فاروق وشلته خطأ، على العكس، لعل هذا هو من الصواب القليل الذي قام به عبدالناصر. إلا أنه كان ينبغي له بعد إبعاد الوسط السياسي القديم الفاسد المرتبط بالقصر، أن يهئ الجو لكي ينمو طبيعيا وسط سياسي يعبر عن الأمة، فتقوم باستلام سلطتها منه، ويعود هو مع ضباطه إلى الثكنات، أو لعله أصوب حينئذ أن يستقيل ويعود إلى السياسة من بابها المدني.
أما إيران، فيشهد الله أني لا اقرها على شيء قامت به أو تقوم، بل وأراها دولة منافقة ليست إسلامية وتزعم ذلك، وقد ناقشت هذا الموضوع قديما في
طريق النهضة 5 (أغلوطة "الدول الاسلامية"، القسم الأول و الثاني)
إلا أن شر ما ستقوم به إيران ما هو؟
تفريسنا وتشييعنا؟
أما التفريس فغير ممكن، وأما التشيع فبضاعتنا ردت إلينا، والتشيع مصري بدأ وعراقي نشأ، وما كانت خراسان إلا معقلا للعباسيين السنة.
أما أنني أدافع عن أن أكون مأكولا؟ أنا لا أؤيد أن نكون مأكولين، لكن إن كان ولا بد فإن إيران خير لنا من أمريكا، وعبدالناصر خير لنا من كليهما. وفي كل شر.
إلا أن الشر الآت من ناحية عبدالناصر خفي بعض الشيء، ومن ناحية إيران وتركيا أظهر قليلا، ومن ناحية أمريكا ظاهر للعيان.
ثم لم تغمزين أن بريق العمامة يجذبني؟
لم لا يكون بريق العالمانية والليبرالية الاجتماعية هو ما جذبك لعبدالناصر؟
دعينا مما يجذبني ويجذبك، ومما أحبه وتحبيه، فليس هذا موضعه...
ولنكن موضوعيين، ونضع الأمر في نصابه.
لا فائدة من محاكمة عبدالناصر اليوم، فقد باد وباد أثره، واندرست مدرسته ولم تعد تقوى على تحريك طلاب مدرسة، إلا أننا نتعلم من تجربته بأن نذكر خيرها وشرها، فنجتنب الشر أن نقع فيه مجددا، ونبحث عن الخير عندنا أو غيرنا.
أما حسن نصرالله فهو يعالج أمرا حيا اليوم، ولزم أن نحدد موقفنا في هذا الأمر.
مع تباين موقفي السياسي من موقف حسن نصرالله، واختلاف مرجعيتنا الفكرية باستثناء أننا نشهد الشهادتان وقبلتنا واحدة وكتابنا واحد.
تجدين نقدي لنظرية ولاية الفقيه في الرابط أعلاه.