2006/06/30
ثمن الصوت الواحد تراوح بين الف الي ستة الاف دينار.. والرابحون من دفع اكثر
لندن ـ القدس العربي :
يطلق عليها اسم انتخابات حقائب اليد، ولكن ليست اي حقائب يد نسائية عادية، بل من تلك التي تصنعها بيوت الازياء العالمية من شانيل وغيرها، حيث قدمت كهدايا الي المقترعين في اول انتخابات كويتية تشارك فيها المرأة في تاريخ هذه الامارة الصغيرة، وقدمت حقائب اليد وهي محشوة بالدنانير الكويتية. ومن ضمن المرشحين الـ 253 هناك ثماني وعشرون امرأة.
وشهدت التظاهرة الانتخابية بذخا كبيرا من الخيم الانتخابية والديوانيات والحملات الاعلانية التي انفقت فيها الاموال بدون حساب. وقدرت تقارير تكاليف الحملة الانتخابية للمرشح ما بين 200 ـ 600 الف جنيه استرليني وهذا قبل ان يشتري المرشح اصواتا، وهي العادة المعروفة في الانتخابات الكويتية، فقد قامت وزارة الداخلية الكويتية بالتحقيق في ثلاث شكاوي قدمت فيها هدايا الي ثلاث نساء هي عبارة عن حقائب ثمينة مليئة بالف دينار.
وقدر ثمن الصوت الواحد بين الف دينار الي ستة الاف. وشراء الاصوات تحول لقضية اثناء الانتخابات خاصة ان حل المجلس التشريعي الكويتي جاء علي خلفية الفساد الحكومي.
ويتوقع انه بعد نهاية الانتخابات والحملات التي سبقتها ستعود الامور الي طبيعتها في غضون الاسابيع الثلاثة القادمة. كما ان نتائج الانتخابات لن تؤدي لاحداث تغيير جذري في البرلمان في ظل التحالفات والتناقضات بين الاطراف الليبرالية والاسلامية واليساريين، وغيرهم الذين يتجاذبون السلطة.
وقال مدير تحرير مجلة ميديل ايست التي تصدر في بريطانيا ان نتائج الانتخابات لن تؤثر بشكل جوهري علي تشكيلة البرلمان لانها تقوم علي اساس مناطق انتخابية لم تتعرض بعد لاصلاحات، كما انه لا توجد اية ادلة عن مواقف نسائية مخالفة لمواقف الرجال في القضايا السياسية. والتغيير الوحيد الذي يلاحظه المراقبون ان قضايا المرأة كانت في قلب اهتمامات كل المرشحين حتي المحافظين منهم، حيث ذهب بعضهم بعيدا في محاولته لاجتذاب الاصوات النسائية التي تشكل نسبة 57 بالمئة من اصوات مجمل الناخبين الكويتيين.
ومن اهم القضايا التي تثير جدلا وقد تجد طريقها الي المناقشات البرلمانية، القانون الذي يحرم المرأة الكويتية من نقل جنسيتها الي ولدها من رجل غير كويتي.
ومن المتوقع ان تؤثر هذه التجاذبات علي حظوظ النساء المرشحات حيث تقول تقديرات انه لن تفوز أكثر من امرأتين بمقاعد في البرلمان الجديد. وبني المراقبون تقديراتهم علي الموجة العدائية التي ووجهت فيها النساء المرشحات، فقد تم نزع ملصقات بعضهن، وتم تشويه بعض الملصقات حيث نزع وجه احداهن، وكتبت تعليقات علي ملصقات نسوية لا نريدك ، وتم رسم لحية وشوارب علي وجه امرأة مرشحة اخري. واتسمت الحملات الانتخابية بالتركيز علي المظاهر، فيما اطلقت عليه ناخبات بالعرس الديمقراطي، حيث ظهرت حركة شبابية تسمي الحركة البرتقالية، علي لون القمصان التي لبسها الشباب. وكانت الحركة ضد البرلمان قد بدأت في مدونات الانترنت حيث تم تسريب ارقام وزراء الحكومة والنواب الي المواطنين عبر الهواتف النقالة وحفزتهم علي الاتصال بهم والمطالبة باصلاح النظام البرلماني والانتخابي، وظهرت جماعة باسم شباب ضد الفساد حيث تقوم بجمع توقيعات المرشحين الذين وعدوا بالكشف عن ثرواتهم المالية في حالة انتخابهم. وتراقب الدول المجاورة للكويت وقائع الانتخابات بنوع من الاهتمام لان آثارها ستنعكس علي مواطني بلادهم، خاصة بعد العرض القوي الذي قامت به النساء في الكويت، وظهورهن في الديوانيات والحملات الانتخابية. في النهاية، ورغم التجاذبات والجدل فالرابح في الانتخابات هو من دفع اكثر للصوت الواحد.

حقق الإصلاحيون من كتل ومستقلين فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية الكويتية بحصولهم على 35 مقعدا في البرلمان مقابل 29 في السابق، ولم تحصل المرأة التي تشارك لأول مرة انتخابا وترشحا على أي مقعد.