أبو خليل
عضو رائد
المشاركات: 3,575
الانضمام: Nov 2004
|
لماذا نجح علمانيو و يساريو لماضي بينما فشل ليبراليو الحاضر حتى مع نسائهم و اطفالهم؟
لماذا نجح علمانيو و يساريو و قوميو القرن الماضي في تأسيس دول و احزاب و جماهير وسط الشارع العربي في حين يفشل ليبراليو هذه الايام حتى في اقناع زوجاتهم و اطفالهم بها؟
عندما وصل بعض عباقرة اللغة من اللبنانيين الى ترجمة كلمة secularism الى العربية, توقفوا طويلا و فكروا قبل اختيار مرادف يتقبله و يهضمه العقل العربي انذاك... و هذا المرادف و ان كان غير صحيح ولا يصف بدقة المصطلح الغربي, الا انه ساهم الى حد كبير في تمرير العلمانية كنهج عبر العديد من الافكار و التيارات و الطروحات و الاحزاب في منطقتنا في النصف الاول من القرن العشرين بدون اي مقاومة جادة او عداء يذكر ...
المفكرون اليساريون و القوميون العلمانيون ايضا , راعوا ببراعة الخصوصيات الفكرية العربية و تفادوا الاصطدام بالدين و الثقافة و التراث, و حاولوا جاهدين تطويعها و الالتفاف عليها بل و استغلال مزايا معينة عديدة منها في سبيل تحقيق اهدافهم و الشرح افكارهم...
فكنا نجد انطون سعادة مثلا "يمتص " الفتح العربي الاول و يضمه الى الامة السورية , كما نجد عند مفكرين قوميين اخرين اعتبار النبي محمد كمؤسس للدولة العربية و ملهم للنهوض الحضاري عند العرب, كما نجد عند التيارات اليسارية الاخرى استلهامات عديدة للثقافة و التاريخ العربي و الاسلامي, كل ذلك بطريقة جعلت الجمهور العربي يتقبل و يتعايش مع الحركات و الافكار العلمانية و حتى الدول العديدة ذات الطابع العلماني بدون اي مشاكل تذكر...
فلذلك نجد ان معظم مفكري و ادباء و مثقفي تلك الحقبة هم من اصحاب التوجهات العلمانية او اليسارية الذين اندمجوا في مجتمعهم بينما نجد ان ابناءهم –الجيل الثاني- مطلويبن بتهمة الانتماء للقاعدة!
الشارع العربي الان بمعظمه مشحون فكريا و دينيا , و يتبنى بشكل عام التيارات الدينية الاصولية و هو معبأ ضد اي شيئ اسمه علمانية و ليبرالية و يعتبر ان الامر ما هو الا عبارة عن مؤامرة لتدمير الدين الاسلامي...
و تجد الدعاة الليبراليين محاصرين في المجتمع و يكاد يكون وجودهم محصورا في الصالونات الادبية و مواقع الانترنت, اما في الشارع, فينظر اليهم فقط كمأجورين يعيشون على مرتبات السفارات, و يسعون لاقامة الشرق الاوسط الكبير الصهيوني.. او في احسن الحالات كشاذين و مختلين.
فعلى من تقع مسؤلية الفشل و العزلة تلك؟ و لماذا نجح الجيل الاول في حين فشل امثالهم اليوم؟
|
|
06-02-2006, 04:45 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
أبو خليل
عضو رائد
المشاركات: 3,575
الانضمام: Nov 2004
|
لماذا نجح علمانيو و يساريو لماضي بينما فشل ليبراليو الحاضر حتى مع نسائهم و اطفالهم؟
تحياتي لجميع المشاركين....
عزيزي بهجت..
في الماضي, من كان يعلن انه علماني و ملحد, كان في المقابل يقدم بديلا يبحث عنه الجميع, فكان يكافح و يساهم ضمن النضال الرئيسي للشارع العربي انذاك, و هو العداء للامبريالية و الصهيونية و الرجعية المدعومة منهما, مما اكسبه شرعية و شعبية وسط الجماهير العربية...
اما الان فما الذي يقدمه -او يُعتقد انه يقدمه- العلماني او اليبرالي للشارع العربي عدا عن الامركة و التعاون في مكافحة الارهاب؟
يحضرني هنا بعض حفلات التأبين التي تجري احيانا لمفكرين و قادة يساريين اشتهروا بالحادهم شاخوا و ماتوا , فتجد عند التأبين في بلدات مسقط رأسهم شيخ و ابناء البلدة و ,يمتحدون المتوفي بعبارات من قبيل (كان في طليعة من وقف بوجه المخططات الامبريالية) و اشترك في مقاومة الاجتياح الاسرائيلي) و (كان لفكره الاثر الكبير في نشر الوعي المقاوم) و (المطالبة بالعدالة الاجتماعية) و محاربة الاقطاع السياسي و الاهمال التنموي) و ( حمل هم شعبه ووطنه في محنه) الخ....
في المقابل,
عندما يموت غدا بعض علمانيي هذه الايام, فبماذا سيأبنهم ابناء بلداتهم؟
لن يجدوا سوى اشياء من قبيل:
رحمه الله كان اول من اثبت ان الاسلام هو دين ارهاب
كان جل همه اثبات ان المتدين هو اسم اخر للمتخلف
كان فقيدنا من اهم دعاة فتح سفارة لاسرائيل و التخلي عن الشعارات القومية البائدة
كان ممن ساهم في وضع حجر الاساس للتعاون السياسي و الامني مع امريكا ...
قد يكون في ذلك مبالغة و عدم صوابية, لكنها النظرة الحقيقية للشارع العربي اليوم الى العلمانية كفكر تحقيري متعالي يسعى فقط لنشر الافكار الصهيوامريكية ..
|
|
06-05-2006, 08:48 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}