{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
coco
عضو رائد
    
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
RE: في ذكرى وفاة "جمال عبد الناصر"
الحلم و الأغنية
لا ، لم يمت
و تظل أشتات الحديث ممزقات فى الضمائر
غافيات فى السكينة
حتى تصير لها من الأحزان أجنحة
تطير بها كلاماً مرهقاً ، يمضى ليلقفه الهواء
يرده لترن فى جدرانه دور مدينة الموت الحزينة
أصوات أهليها الذين نبت بهم سُرُر البكاء
يتجمعون على موائد السهر الفقير معذبين
و مطرقين
الدمع سقياهم و خبزهم التأوه و الأنين
يلقون - بين الدمعتين - زفير أسئلة
تخشخش مثل أوراق الخريف الذابلات
هل مات من وهب الحياة حياته
حقاً أمات ؟
ماذا سنفعل بعده ؟
ماذا سنفعل دونه ؟
حقاً أمات ؟
تتجمع الكلمات حول اسم سرى كالنبض فى شريانهم
عشرين عاماً
كان الملاذ لهم من الليل البهيم
و كان تعويذ السقيم
و كان حلم مضاجع المرضى و أغنية المسافر فى
الظلام
و كان مفتاح المدينة للفقير ، يذوده حرس المدينة
عن حِماها
و كان موسم نيلها ،
يأتى فينثر ألف خيط من خيوط الخصب تورق فى رباها
و كان من يحلو بذكر فعاله فى كل ليلة
للمرهقين النائمين بنصف ثوب ، نصف بطن
سمر المودة و التغنى و التمنى و الكلام
و الآن أصبح كل لفظ خنجراً ، و لكل أمنية عذاب
هل مات ، واحزناه
آه لو يعود لبرهة , و يجيل نظرته
و يكشف عن غد بعض الضباب
أواه ، لكن كيف آب إلى التراب ؟
و لم يحن وقت الإياب
القول يرهقنا ,
لنصمت ,
علَّ فى الصوت التأسى و السلام
فالصمت أجمل ما يكون إذا غدت سبل الكلام
تفضى إلى نار المواجد أو إلى ماء السراب
و تقودنا الذكرى الصموت إلى عميق نفوسنا الملأى
و تختلج الظلال
و نهيم فى كنا و كان
و يعود ذيَّاك الزمان
و نروح فى استرخاءة الموجوع ننشر عمرنا فى ظله
يوماً فيوما
الصفحة الأولى ,..
و كان مجيئه وعداً من الآجال ,
لا يوفى لمصر ألف عام
و الليل ممدود السرادق فوقنا ظلماً و ظَلْماً
و الثورة الكبرى توهم واهم و رؤى خيال
حتى طلعت ، طلعتما ، الثورة الكبرى , و أنت
كأن مصر الأم كانت قد غفت ,
كى تستعيد شبابها و رؤى صباها
و كأنها كانت احترقت ..
لتطهر ثم تولد من جديد فى اللهيب
و خرجت أنت شرارة التاريخ من أحشائها
لتعود تُشعل كل شئ من لظاها
و تعيش فى أيامنا الملأى بصوتك منشداً لغة رخيمة
كى يوقظ الموتى من الأجداد ,
يبعث من ركام العالم المدفون أطياف انتصارات
قديمة
لتعود للوادى , و تبعث فى ثرى مصر الجديدة
و العظيمة
و نعيش مع أيامنا الملأى بيومك واسعاً كالأمنيات ,
و ضيقاً بالصخر و الشوك المدمَّى و الرماد
أيامنا الملأى بأصداء انتصارك ..
سهمنا المسنون جاز مداه منتصراً و عاد
أيامنا الملأى بأوجاع انكسارك
أحُدٌ و بدر شارتان على رداء محمد ، عاش الجهاد
لا ، لم نكن نحيا كما يحيون أياماً نقضيها إلى يوم المعاد
بل كان ما نحياه تاريخاً كأروع ما تكون ملاحم التاريخ
ساح ترن بها أغانى المجد مرعدة ، و حمحمة الجياد
و نعيش فى أيامنا الملأى بوقع خطاك فى الوادى الأمين
إذ كنت فرحتنا الكبيرة ، حين تمسك فى يديك الحلم
تنثر منه فوق أسِرَّة الأطفال و المستضعفين
أو فى نواحى بيت مصر على رؤوس شبابها المتجمعين
إذ كنت تجعلهم يمدون الرقاب و تشرئب عيونهم
نحو السماء
و يُمَد حبل الأمنيات لكى يصيد الشمس من عليائها
حتى لنطمح أن نقسِّم نورها قطعاً على أحبابنا
و نعيد ما طمر الزمان , و أخلفت عدة السنين
و نعيش فى أيامنا الملأى بصورتك التى عاشت على أهدابنا
عشرين عاماً
نلقاك شاباً فى رداء الحرب تنفخ فى النفير
كى توقظ الأشلاء ، تجمع شمل مصر المسترَقَّة
كانت على مجرى الزمان تمزقت قطعا
فطُفت على مسار النيل تجمع مزقة فى إثر مزقة
حتى نهضت ، نهضتما ، ألقيتما التابوت فى لهب السعير
و عدتما فى خير رفقة
نلقاك كهلاً أشيب الفودين فى عمر النبوة
تُعلى مواثيق الأخوة
و تضم فى عينيك تَوْق النيل للأنهار ,
يلغط أهلها بلُغى العروبة
و تؤلف المدن القريبة
كانت قد اختلفت و غيرها الزمان
و أصبحت مدناً غريبة
نلقاك فى الخمسين أكثر حكمة و أشد حزناً
الأقرباء تباعدوا و تباغضوا ،
و النصر أخلف وعده ، و الله يلهمنا الطريق
يشد أزر المؤمنين
الله ! يا هول السنين
المحنة الكبرى ، و وجهك غائب ، و الليل يوغل
و الشجون
هل مت ؟ لا ، بل عدت حين تجمع الشعب الكسير
وراء نعشك
إذ صاح بالإلهام :
مصر تعيش ... مصر تعيش ...
أنت إذن تعيش ، فأنت بعض من ثراها
بل قبضة منه تعود إليه ، تعطيه و يعطيها ارتعاشتها
و خفق الروح يسرى فى بقايا تربها ، و ذِما دِمَاها
مصر الولود نمتك ، ثم رعتك ، ثم استخلفتك على ذُراها
ثم اصطفتك لحضنها ,
لتصير أغنية ترفرف فى سماها
صلاح عبد الصبور
كوكو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-28-2010, 07:50 PM بواسطة coco.)
|
|
10-28-2010, 07:50 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}