أمريكا تشيد جدارا عازلا حول تلعفر
باشرت قوات الاحتلال الأمريكي بناء جدار عازل حول مدينة تلعفر بمحافظة نينوى شمال العراق بزعم منع تسلل المقاتلين إليها، في حين يلوذ المتبقي من أهلها بالفرار إلى المدن المجاورة خشية تعرضها لحملة عسكرية كاسحة بعد أن أمهلت القوات الأمريكية الأهالي ساعات لترك منازلهم.
ونقلت وكالة "قدس برس" للأنباء اليوم الجمعة 22-7-2005 عن محمد طاهر مسئول الجبهة التركمانية العراقية بفرع الموصل التي تبعد نحو 70 كم شرق تلعفر قوله: إن "أنباء مؤكدة أشارت إلى أن القوات الأمريكية أمهلت أهالي تلعفر 48 ساعة من أجل مغادرة المدينة تمهيدا لبدء هجوم عسكري واسع النطاق".
وقال المقدم ماك ماستر قائد الوحدة المدرعة الثالثة المسئولة عن الأمن بالمدينة: إن "خروج الأهالي من تلعفر يتزامن مع بدء القوات الأمريكية بناء جدار حول المدينة بغرض منع المسلحين والأسلحة من الدخول إليها".
واعتبر ماك ماستر أن "ما يحدث حتى الآن لا يمكن أن نطلق عليه تسمية خروج جماعي"، مشيرا إلى أن الآلاف قد غادروا المدينة خلال الأشهر القليلة الماضية، ويستعد غيرهم لمغادرتها للإقامة مع أقاربهم في مناطق أخرى. ويبلغ عدد سكان تلعفر نحو 250 ألف نسمة.
والجدار العازل الذي تعتزم قوات الاحتلال الأمريكي بناءه هو أحدث محاولة للحيلولة دون الهجمات التي تتعرض لها في المحافظات السنية الشمالية. وكانت قد أعلنت في يونيو 2005 عن البدء في حفر خندق أمني حول مدينة الموصل لمنع دخول السيارات المفخخة والمتسللين إلى المدينة.
تدخل العشائر
وقال مسئول الجبهة التركمانية العراقية فرع الموصل: "إن أزمة تلعفر ليست وليدة اللحظة، وإنها بدأت منذ وقت ليس بالقصير، تدخلت جبهتنا بالتعاون مع شيوخ العشائر في القضاء لحلها، لكن الجهود كلها لم تفلح... توجد أيادٍ خفية تعمل على تأجيج نار الأزمة واختلاق أسباب تعرقل الحل السلمي".
وتابع طاهر: "عقدنا اجتماعا مشتركا بين الجبهة التركمانية وممثلين عن قضاء تلعفر والقوات الأمريكية إلا أن الجانب الأمريكي طرح شروطا تعجيزية عديدة يصعب تنفيذها، منها تسليم قوائم بأسماء المسلحين في القضاء، والمسئولين عن عمليات تفجير، وخرجنا من الاجتماع دون التوصل إلى اتفاق يرضي الجانبين".
وألقى طاهر باللائمة على القوات الأمريكية، مشيرا إلى أنه كان من المقرر عقد اجتماع يوم الخميس 21-7-2005 في معسكر النعمانية بمنطقة الكسك يضم القوات الأمريكية وقائد شرطة نينوى وقادة الأجهزة الأمنية الأخرى ووجهاء وشيوخ عشائر من قضاء تلعفر وممثلين عن الجبهة التركمانية، إلا "أننا فوجئنا عند وصولنا إلى باب المعسكر المذكور بإلغاء الاجتماع وليس تأجيله إلى موعد آخر".
ويقول سكان بالمدينة: إنه منذ دخول القوات الأمريكية إلى هذه المدينة بعد سقوط نظام صدام حسين أخذت تزرع بذور الفتنة الطائفية فيها وذلك من خلال أسلوب الاعتقالات والمداهمات ومساءلة أهلها هل أنت سني أم شيعي.
مشروع وساطة
منزل مهدم في تلعفر
من جهته قدم الحزب الإسلامي العراقي في الموصل مشروعا إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء لحل أزمة تلعفر إلا أنه لم يتلق أي جواب على المشروع.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد ذكرت يوم 16-6-2005 أن القوات الأمريكية بدأت تطبيق إستراتيجية جديدة للقضاء على المسلحين في العراق تعتمد على التعاون مع شيوخ القبائل في طرد واعتقال المسلحين المناهضين للاحتلال، ثم تعزيز السيطرة على المدن العراقية ودعمها بالقوات العراقية لمنع عودتهم إليها وذلك بخلاف ما سبقها من محاولات كشن هجوم عسكري كاسح على المدن التي تشهد مقاومة شرسة للاحتلال مثل الفلوجة غرب بغداد.
وكانت مدينة تلعفر قد تعرضت لهجوم أمريكي في يونيو 2005، وقبل ذلك بأكثر من 9 أشهر تعرضت تلعفر للحصار من قبل القوات الأمريكية.
وقد بدأت قوات أمريكية في الوصول إلى تلعفر في إبريل 2005، وتمركز ما يقرب من 4000 جندي أمريكي حتى منتصف مايو 2005 في المنطقة.
يشار إلى أن القوات الأمريكية كانت قد قصفت الأحياء السكنية في تلعفر بالأسلحة الثقيلة ونيران الطائرات والمدرعات في الفترة بين 9-9-2004 و14-9-2004 بدعوى تمركز عناصر من المقاومة العراقية والمسلحين بها؛ مما أدى إلى مقتل 56 عراقيا معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 157 آخرين.
وتتكون تلعفر من عشائر مختلفة المذاهب والقوميات من سنة وشيعة عرب وتركمان. وكان لها دور كبير في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني حيث انطلقت شرارة الثورة من قلعتها بقيادة العشائر السنية والشيعية معا.
http://www.islam-online.net/Arabic/news/20...article07.shtml