السلفيه المجاهده بين المجد والانتحار
ان الدخول في موضوع كهذا لهو صعبا للغايه, وصعوبه تكمن في عمليه التوازن في قراءه
الاحداث ومجرياتها وبين التعتيم الاعلامي الضخم الذي تهيمن عليه اله الحرب لدول الاحتلال وتلك السائره في فلكها.
هذا من جهه ام الجهه الاخرى تكمن في محاوله الحياديه في التقييم, والتي مع اصطفاف المواقف المتابع بين الحين والاخر بين التعاطف الى التباعد.
على ايا كان لنحاول ان نضع بعض الاحرف لربما جرى نقاش موضوعي حول ذالك اوصلنا
الى غايه ماهي ماهيه المجد والانتحار المقصود بها.
لاشك ان الانظمه السياسيه في المنطقه العربيه والتي تتبع الخط السلفي في نهجها الاعتقادي
تعرف قبل غيرها المحتوى الحقيقي لهذا المعتقد.
والذي يجب التركيز عليه هو في الطاقه الهائله في الاندفاع للدفاع عن معتقد الديانه الاسلاميه وكذا للديار الاسلاميه.
وحيث تلك المعرفه استطاعت عبر سنين وحقب تجميد تلك الطاقه وتوجييها نحو الخارج حتى لاتتفجر في الداخل في زمن اتساع التناقضات, واحيان كثيره اي زمن خبوها , تعمل السلطه على تغييبها عن الوعي الجمعي.
كان الوكلاء الذين قاموا بالتجميد هم من دخل في عمليه تقاسم السلطه, حيث سمحت تلك السلطه السياسيه ان تتنازل عن السلطه الدينيه( شكليا طبعا),وتمنحها لتلك الوكلاء, مع التطويع لتنفيد الخدمه اي ان تصب في خدمه السياسه العامه لها.
ان تلك العلاقه بين الوكلاء والسلطه السياسيه لم يكن بعد نشوء الدوله السياسيه بعد تفكك الامبراطوريه العثمانيه , وانما كان له بعد تاريخي بعيد, حتى بات للعيان كما لو كان ارث تاريخي ونهج لايمكن القفز عليه.
وحيث ذالك التكبيل بين اطراف العلاقه,نتج عن ذالك او لنقل من خلال تلك العلاقه جمدت السلطه السياسيه ايه حركه تنويريه داخل الفكر السلفي, وابقت عليه كما يحب للبعض ان يطرها بعباره قال قال.
الفعل التنويري المغيب هو ديمومه العلاقه مع الاطراف الاخرى, اي الاطراف التي كانت بجانب اي داخل الصراع مع السلطه السياسيه اي النقيض السياسي لها, والتي اعتبرت فيها من خلال رمزها الوكيلي جزء منه,اي ان طغمه الوكلاء الدينين المتربعين على السلطه الدينيه,
ولم تستطع الافلات من تلك النظره المحوريه وباتت اسيره له.
اضف الى ذالك روح النرجسيه الجاثمه, والتي تتخذ من الجمله التاليه وضوح لها: الفرقه الناجيه, وكل ما عداها هالك في النار, اي اننا هنا نلاحظ عمليه عزل ذاتي عن الاخرين, او لنقل نعزل الاخرين عنا.
بشكل مختصر هناك اطر فكريه لازالت الحركه متقوقعه في داخلها لاتسطيع الخروج منها.
اعيد باختصار:
التقوقع داخل اطار ميت, وموته يكمن في ان السلطه السياسيه اعلنت فك تلك العلاقه او لنقل ايعاده صياغه اطر تلك العلاقه.
تغييب الاخر والتقوقع على الذات سواء من منطلق نرجسي ام تكفيري للمذاهب الاخرى, والتي تصب ايضا في النقطه اعلاه.
انعداميه التجديد الفكري والانفتاح على الاخر في شكليه معرفه ماهيه التناقضات المطروحه على الارض. وليس كل من اختلف فيجب محاربته سواء تحت مظله الكفر( كالقوميين مثلا)
ووضع مقام الاخر كما لو كان المحتل.....تضييع وتمييع اشكاليات التناقض.
ولكن مهما سمح للبعض ان يردد مايسمع , الا اننا على يقين, ان العلامه الفاصله والمغيبه ايضا هي في الواقع النير والوضاء المشع في الحركه السلفيه والتي ورغم حقب العلاقه مع السلطان,الا انها حافظت عليه, الا وهو تحولها الى قاطره في المواجه ضد قوى الاحتلال.
اي ان الجهاد لازال المصباح المنير الذي يعيد كل حقبه تاريخيه اعاده ميلاد جديد لها.
هنا تضع الحركه نفسها بين فم الكماشه اي بين المجد في شكليه الحرص على المواجه والتدافع وبين الانغلاق على الذات عبر محصله فكريه ناتجه من علاقه مع سلطه سياسيه تاريخيا.
مانفتقده هو انعدام الفكر التطويري للفكر السلفي المجاهد, حتى يتمكن من الخروج من تلك القوقعه, وحتى يستطيع من جر عربه القطار للامه جمعاء.
مجرد ملاحظه ادونها.
|