اقتباس: طارق القدّاح كتب/كتبت
الانقسام الثالث، و الذي يتعدى جميع التوجهات، هو ذاك الذي يقابل المؤسسة الدينية الرسمية عبر المناصرين لإسلام تجديدي إصلاحي، و ذلك في إطار التراث المزدوج لإصلاح "محمد بن عبد الوهاب" و إصلاح "محمد عبده".
و بغض النظر عن مرتكزاتهم النظرية ، فإن هؤلاء "الإسلاميين" ولدوا في السبعينيات من القرن الماضي من رحم خلافات ثلاثية الأبعاد : اجتماعية و سياسية و اقتصادية مع نظامٍ انطوى على نفسه و سد آذانه غداة الطفرة النفطية. و لقد طمحوا، لا سيما في التسعينيات، بكسر الاحتكار الحكومي للدين و بشكل ما تحريره.
مشكلتي ما مينوريه أنه كما يقال: يلقي الكلام على عواهنه، فهو في مقالته هذه، على الأقل، لا يأتينا بأمثلة على تقسيماته وانقساماته، كما لا يأتينا بأدلة على صحة استنتاجاته.
مع أن عصر (حذامِ) ولَّى منذ أمدٍ بعيد.
ما علينا،
فيمنوريه في هذا المقطع يتحدث عن بروز مجموعة من "الإسلاميين الإصلاحيين":
1- مناصرين لإسلام تجديدي إصلاحي.
2- أنهم يستلهمون التراث المزدوج لإصلاح محمد بن عبد الوهاب ومحمد عبده.
3- أنهم ولدوا في سبعينات القرن الماضي. من رحم خلافات ثلاثية...بلا بلا بلا.
4- طمحوا في التسعينات بكسر الاحتكار الحكومي للدين.
لا أدري حقيقة عمن يتحدث مينوريه، فهل يتحدث عن "الإسلاميين- الليبراليين" أو "العقلانيين" أو "العصرانيين"...الخ
فهؤلاء لم يولد أكثرهم في سبعينات القرن الماضي.
وليس لتراث محمد بن عبد الوهاب أو محمد عبده اثره الكبير عليهم، بل الأثر الكبير عليهم هو للحضارة الغربية، وللمثقفين والمفكرين العرب التحديثيين كالجابري وأركون ونصر ابو زيد جورج طرابيشي وعلي حرب وعبد الله العروي...الخ
وللباحث الفرنسي ستيفان لاكروا مقالة مطولة عن "الإسلاميين الليبراليين" في السعودية، وهي على أغلاطها تكشف مدى سطحية ما كتبه مينوريه.
ومسيرة الإسلام التحديثي ليست مربوطة بمجموعة من المثقفين برز بعضهم في الفترة الأخيرة، بل هي ذات تاريخ طويل عريض في تاريخ السعودية...نسيه أو تجاهله أو جهله مينوريه.
لكن قد يكون مينوريه يتحدث عن "شيوخ الصحوة" الذين وجدت بعض الكتاب الغربيين يصفونهم بالإصلاحيين....فهذه قصة أخرى. عندما يوصف التعصب والتطرف بأنه إصلاحي.
حبيب ألبي طارق (f)
شكراً لك،
ولك تحياتي وللزميل قنديل.