إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
    
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ...
اقتباس:إنه خطر "المعرفة الموسوعية" واختزال حيوات المثقفين والكتاب وفكرهم ونتاجهم ببضعة سطور وجمل قليلة قد تفيدنا حقاً، ولكنها تجني على عقولنا وموضوعيتنا لو أردنا التصدي لهم مؤيدين أو معارضين.
إزايك يا أخ العلماني.. لفت نظري عموما روعة موضوعك إجمالا و حماسك الذي كتبته به و لفت نظري كذلك الفقرة أعلاه و أحب أن أستسفر منك عن البديل عن "المعرفة الموسوعية".. ترى ما هو؟ في صفحة 33 من كتابه الرائع، فن الحب و الحياة، يقول أستاذنا العظيم سلامة موسى الآتي:
[ كذلك يجب أن تكون تربيتنا موسوعية شاملة كلية. أي يجب أن نلم بجميع المعارف البشرية. و صحيح أنه يجب أن تكون لنا بؤرة أي نقطة للتعمق و التخصص في المعارف. و لكن يجب أن نتشعع من هذه البؤرة العميق إلى التوسع في الأفاق الذهنية الرحبة. كما يجب أن يكون كل منا سقراطياً. أي يعرف أنه لا يعرف. فيدرس العلوم و الفنون و الآداب و الفلسفات و يبقى على هذا حتى يموت « و على صدره كتاب » كما قيل عن الجاحظ ].
أيضا أحب أن أعرف رأيك في إعجاب سلامة موسى بـ دستوفسكي و المعروف عنه قوله إنه يؤثر أن يكون مع المسيح على أن يكون مع الحق.
أيهما يأتي أولا: الولاء و الإنتماء أم الحق؟ لنضع في الاعتبار أن دستوفسكي من الذين قاموا بدور محوري في تربية سلامة موسى كمفكر فدرجه من ضمن هؤلاء في كتابه "هؤلاء علموني" و تكلم عن دستوفسكي بإطراء لم أر له مثيلا تقريبا في سائر الكتاب.
متشوق لأعرف رأيك و محسوبك دخل في عالم سلامة موسى و ليس من عاصم لي بعد اليوم. أرجو أن تعذر أي أخطاء إملائية أو في الكتابة سواء صدرت مني أو في طبعة الكتاب. تحياتي المخلصة لك.
(f)
|
|
11-03-2005, 01:28 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
    
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ...
اقتباس:هؤلاء علموني - تربية سلامه موسى - .... قائمة كبيرة من كتبه تنظر الى متحفزة ،و لكني لن أقترب منها دون خطة هذه المرة .
رغم ما يمكن ان يقال ضد سلامه موسى فهناك في مكان مؤمن دائما داخل روحي يقبع سلامه موسى كأعز ما املك .
أخويا و أستاذي بهجت:
الحقيقة بعد قراءتي لهذا الكتاب الرائع "هؤلاء علموني" و الذي أتمنى أن أراه منشورا مجانا على النت يوما ما، فهمت من سلامة موسى أنه يكتب إنجيله و كل هذه الشخصيات هي إنجيل خاص يقرأ في حياة كل واحد منهم لا فلسفته أو أفكاره النظرية بالضرورة و إنما كيف حقق هؤلاء الحياة فصارت حياة تستحق العيش. أليس هو مثلا القائل:
’’ و عندي أن وجودية سارتر ليست شيئا جديدًا على أوروبا إلا من حيث لهجتها الجديدة. و هي عندي أيضا ليست فلسفة. و قصارى ما أفهمه منها أنها مذهب أخلاقي...
ما هي الوجودية؟
هي أنك موجود. هي أنك قد وجدت".
و في الوقت الذي تعلمت فيه أن أدرس برنارد شو كطالب أداب، يقترب منه سلامة موسى من زواية أجمل فيقول:
"مات برنارد شو و كان أجمل الأساطير في حياتي؛ فقد رافقته و تعلمت منه، و حاولت أن أقتدي به، فكنت أصل أحيانا و أقصر أحيانا"
و الآن اسمح لي أن أهديك هذا المقال الجميل الذي نسخته من كتابه "فن الحب و الحياة" و الإهداء أيضا لصديقي الرائع "حسينو"، و أنوي نسخ المزيد من هذه المواد التي أعجبتني له.
الحياة المليئة
عندما نتأمل المخ البشري، و هو آخر مخترعات الطبيعة و قمة التطور، نجد شبكة من ملايين الخلايا التي تربط و تستطيع أن تؤلف ملايين الأفكار و المركبات الذهنية الجديدة و لكننا نقنع من حياتنا العقلية العادية بالقليل من هذه الأفكار حتى لنستطيع أن نقول إن عُشر المخ كان يكفينا. و لو أننا عنينا منذ ميلادنا بالحياة الفكرية، و جعلنا التربية تتجه نحو الاستنباط و الاختراع و التفكير البكر، بدلا من التسليم و الجري على الأسلوب الفاشي، لو أننا عنينا بهذا لكان كل منا فيلسوفاً أو عالماً مخترعاً لأن في المادة الحية من ملايين الخلايا ما يتسع لملايين المركبات الفكرية و لكننا نتركها بائرة في جدب بلا حرث أو غرس؛ فلا نعيش ملء حياتنا الذهنية بل نقنع بالقليل منها.
و حياتنا الفكرية هي بعض حياتنا البشرية، و إنْ يكن هذا البعض أفضل ما نملك. و نحن للأسف لا نعيش ملء حياتنا البشرية. فقد تطول حياتنا و لكنها لا يكاد يكون لها عرض أو هي تمتليء بالسنين و لكن هذه السنين لا تمتليء بالحياة.
و هنا تخطر بالذهن كلمة "الحماسة" التي اختارها أبو تمام لمجموعة الأشعار التي جمعها من الشعراء الذين سبقوه. فإن البيت الخالد من أبيات الشعر هو العدسة التي تجمع المتشتت من النور في بؤرة مركزة، فنحس العاطفة الذهنية في حماسة تثيرنا طرباً أو إعجاباً أو تفكيراً. و من الحسن أن ننقل هذا المعنى إلى الحياة إذ يجب أن نعيش في حماسة بلا ركود أو جمود أو جمود أو تبلد. و يجب أن تكون حياة كل منا قصيدة من الشعر. بل يجب أن تكون لكل منا "بيت قصيدة" أي هدف سام يتبلور فيه النشاط و تتجه إليه الحياة.
و هذه كلها من المعاني الفنية، معاني الشعر! التي يجب أن ننقلها إلى الحياة.
و عند التأمل نجد أن لنا ثلاث حيوات نمارسها جميعاً و هي في صميمها تلاث ذوات.
1. فإن لنا الذات الحيوانية، ذات الرجع الانعكاسي، و الشهوات و الغرائز، للأكل و التناسل و التسلط، التي نشاهدها في الحيوانات الدنيا و العليا.
2. ثم هناك الذات الاجتماعية العرفية التي نحيا فيها بعادات المجتمع بلا تساؤل أو معارضة.
3. و أخيراً هناك ذاتنا العالية، ذات التعقل و القدرة أن نرى الدنيا بما يقارب حقيقتها عندما نتجرد من غرائزنا و ننظر النظر الموضوعي.
و الحياة المليئة هي حياة التعقل التي تحملنا على التخلص من الأنانية الآسنة إلى الغيرية الحية فنتوسع و نتعمق بما يشبه البر الذهني كأن حياتنا ليست مقصورة على أبعادنا الجسمية الشخصية بل تشمل غيرنا من البشر. و قد تكون هناك حياة أملأ، و هي تلك التي يقول بها أو يبصر بها فرويد و يسميها "الحاسة الأوقيانوسية" أي زيادة في الاحساس تجعلنا نحس الاندغام الشخصي في الكون كله بحيث نحيا في ذراته و جزيئاته و كواكبه و نجومه و نباته و حيوانه.
و لكن هذا حدس فقط. و قصارى ما نستطيع أن نقوله في يقين أن الحياة المليئة تحتاج إلى سخاء و تفاؤل. لأن أعظم ما يحدد حياتنا و يقيم حولها السدود هو البخل، بخل الذهن و انكماشه. و بهذا البخل ينشأ من التشاؤم الذي يحدث لنا الخوف من الاقتحامات فنتبلد و نجمد ثم نعيش في حياة ضنينة قليلة الاختبارات. و قد ننتهي إلى أسلوب من الزهد و النسك فنكاد ننكر الحياة.
و لست مع ذلك أنكر قيمة النسك و الزهد. و لكنها يجب أن يكونا وسيلة و ليسا غاية. أي أننا ننسك و نزهد و نعتكف كي نستجم و نعود إلى الاختبارات الفنية و الذهنية و العاطفية أي نعود بقوة متجددة لزيادة الاستمتاع. و كذلك يجب أن نمارس العفة حتى نسمو بالتعارف الجنسي إلى مستوى من التأنق و الفن يرفعنا عن التبذل الرخيص للعاطفة فنضع التعقل مكان الغريزة الغشيمة فلا تكون العلاقة الجنسية نهباً و خطفاً بل تكون تأملاً و حباً، فنتحدى الجمال في فن و تفكير إذا تحدى غرائزنا هو في إغراء و إغواء.
و الحياة المليئة تحتاج – كما يجب أن نكرر- إلى وفرة الاختبارات. و معنى هذه الوفرة أن نعيش لنتعلم و ندرس الكتب و الطبيعة و المجتمع. و نهتم بالسياسة و الاقتصاد و التطور البشري. نهتم بها جميعاً لا متفرجين فقط بل عاملين أيضاً. و نعيش فيها بروح الابتكار و التساؤل و الاستطلاع حتى نفهم و حتى يستيقط ذكاؤنا و تستفيض شبكة المركبات الذهنية في خلايانا المخية. و إذا ذكرنا البخل فلا نذكره بشأن الحرص على المال فقط و إن كان هذا أفشى مظاهره لأن أسوأ ما في البخل نزوعنا فيه إلى التبلد و الاعتكاف الذهني و العاطفي و كراهة الاختبارات إذ هو يمنعنا من أن نحيا ملء حياتنا.
و الحياة المليئة تحتاج إلى التفاؤل بالدنيا و المستقبل و إلى السخاء و إلى دوام الاستطلاع و النمو.
و يجب أن يصدق هذا القول على المرأة كما يصدق على الرجل لأن أتعس ما يؤدي إليه حجاب المرأة أو العادات النفسية الذهنية المتبقية من الحجاب هو اعتكافها في البيت و احجامها عن الاختبار و السعي و الاستطلاع و التعلم بالاختلاط بالمجتمع.
و المرأة لا تقل في الإنسانية عن الرجل و يجب أن تكون لها جميع حقوقه التي تجعله يمارس إنسانيته و يربي شخصيته. و هي لن تمارس إنسانيتها أو تربي شخصيتها إلا إذا اختبرت و سعت و استطلعت و تعلمت مثله سواء و نالت حقها في كوارث الدنيا التي يتعرض لها الرجل و يتربى بها.
(f)
|
|
12-21-2005, 06:09 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}