{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 4.67 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صدمة الحداثة .
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #91
RE: صدمة الحداثة .
أستاذ بهجت

اقتباس:أدعو القراء، والإعلاميين والمثقفين وخاصة المربّين للدخول في نقاش نزيه وثريّ حول هذا الموضوع. إصلاح الإسلام هو مفتاح إدخال العقلانية الغائبة إلى حياتنا وخاصة صناعة قرارنا التربوي.
ديننا اليوم هو جزء من المشكلة وعلينا، بإصلاحه بمدرسة العقلانية الدينية، أن نحوله إلى جزء من الحلّ. وهو رهان ضروريّ وممكن في آنٍ.

فشل محاولات الاصلاح و ذهاب دعوات محمد عبده سدى و تكرار الوزير العريان لمنهج الدين اياه تؤكد خطأ دعوة العفيف الأخضر هنا و التي ستذهب سدى هي الأخرى لنفس السبب. فكيف نستدعي "عقلانية غائبة" لتعقلن اللاعقلاني؟ أو كيف ندعو "المعتل" لاصلاح؟ من جهة أخرى هو في كثير من الحالات ليس معتلا ابدا بل كامل القوى العقلية و يتمتع بذكاء اجتماعي و interpersonal و emotional ,و نهج براجماتي و عملي في ادارة مصالحه. النظام السعودي صانع قرار اسلامي و داهية و ليس معتلا. القرضاوي و الجندي و هؤلاء الذين راكموا الملايين من ركوب الاسلام ليسوا معتلين بل أذكياء و مستفيدين ... و هكذا في كلتا الحالتين العفيف الأخضر يوجه النداء الخاطئ للطرف الخاطئ.

لماذا النداء خاطئ؟
لأن ما نشهده من تعارض صارخ بين الاسلام الاصولي و الحضارة المعاصرة جذوره ليست ثقافية بالدرجة الأولى. بل سياسية. فتبادل المنفعة بين رجال الدين و السلطات و شيلني و اشيلك ليس منبعها الاسلام (حتى ندعو لاصلاحه) بل تركيبة النظام و تلك الطبقة الطفيلية الفاسدة التي تقتضي مصالحها ديمومة الجهل و التخلف و ليس يحرس التخلف مثل راكبي الدين الموهوبين. و لو كان اصلاح الاسلام أو تحديث المجتمع أو علمنته أو عقلنته في مصلحة تلك الطبقة لما ترددت في كنس الاديان و رجالاتها في ليلة ما فيها ضو قمر.
من ناحية أخرى فان هذه السلطة و سياساتها هي التي قادت الى ظروف الفقر و البطالة و التهميش و كتم الانفاس ووووالخ من ظروف حياتية لا تتطاق و تتسبب في عاهات و اضطرابات نفسية و عقلية منها التشنج و التطرف و العنف و الاحتماء بالغيبيات و اللجوء الى الخرافة و اعلان القطيعة مع كل ما تلا اكتشاف الكهرباء.

أما اقتباسك من ماكس فيبر فلا هذا و لا مارتن لوثر ينفعان في واقعنا المختلف جذريا عن واقعهم. ما ينفع هو ماركس و ليس ماكس. و مثلك يعلم جيدا أن اية دعوة اصلاح أو تغيير لا بد لها من حامل اجتماعي أو طبقة صاعدة من مصلحتها اجراء ذلك الاصلاح أو التغيير فأين هذه الطبقة عندنا؟ هل ترى سوى تلك السلطات الطفيلية التي تعادي شعوبها الى درجة دفعتها (الشعوب) الى التطرف و العنف و الجنون لافراغ شحنات عجزها و تهميشها؟

أخيرا
الاسلام و كما قلت في ردي على الزميل بني آدم في "جرائمهم" حمال أوجه و قابل لأن يكون أداة تثوير و صنع ثورات و قابل أيضا ان يكون أداة تثيير و صنع ثيران. و ليس هو الذي بحاجة لاصلاح بل الواقع الذي يشكل العقول حتى تستطيع قراءته بالشكل الذي يريده العفيف الأخضر و نريده نحن.

Emrose
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-19-2009, 08:28 PM بواسطة هاله.)
11-19-2009, 08:19 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #92
RE: صدمة الحداثة .
(11-18-2009, 01:06 PM)Yusuf كتب:  برأيي أن إصلاح الإسلام غير ممكن
ليس فقط بسبب نصوصه المقدسة بل ايضا لشيوع التفسير الأصولى لهذه النصوص
فكل رجال الدين الإسلامي أصوليون حتى من ينسب للإعتدال منهم
بل ربما يكون اولئك (المعتدلون) أشد خطرا على الإصلاح من غيرهم

ربما الحل هو تعليم الناس و النشأ خاصة مبادىء الحداثة كالتسامح و المساواة مع الإبتعاد تماما عن صبغ هذه التعاليم بالصبغة الإسلامية
فلا نربطها بنصوص اسلامية و لا حتى نقدمها كتعاليم اسلامية

فإذا ما عرفوها و أحبوها (و أظنها نتيجة حتمية) فهم إما سيتركوا الإسلام أو سيتبنوا تفسيرا حداثيا له لكن ليس بالطبع كذلك التفسير (المعتدل) كما يسمى
يوسف .New97
عرضت يا صديقي رأي العفيف الأخضر ليس لأنه يطابق رأيي بل لأنه يعرض بوضوح و عمق الرأي الآخر الذي يرى ضرورة إصلاح الدين كمدخل وحيد للحداثة ، أما رأيي في هذه القضية تحديدا فقد عرضته في مداخلة خاصة هي المداخلة رقم 20 ، و ستجد أننا نتفق في استحالة تغيير الدين الإسلامي أو تطويره بشكل جذري ، و حتى لو تصورنا إمكانية إصلاح الإسلام فسوف يستدعي ذلك حقبا طويلة لن يمكن توفيرها بدون إنفجار المجتمعات الإسلامية ذاتها و تشظيها ، و لكن لدي وجهة نظر مختلفة ، هذه الوجهة تقلل كثيرا من أهمية النصوص الدينية ، و تركز على طبيعة الثقافة السائدة ، بل أني أختلف مع الكثيرين حتى في رؤية التاريخ الغربي ، لأني أرى أن النهضة الأوروبية لم تمر خلال إصلاحات مارتن لوثر للمسيحية ، بل خلال الثقافة العلمانية البرجوازية ، التي أعادت قراءة المسيحية كنصوص رمزية ثقافية ، و ليست مصدرا للمعرفة و حاوية للحقيقة المطلقة .
أرى الثقافة تعددية المحتوى و التكوين ، وهي تتشكل وفقا لمتغيرات زمنية و مكانية عديدة ، و هذه المتغيرات في طبيعتها مادية ، وهي بالتالي لا تتشكل حصريا وفقا لمعتقدات دينية صلبة مصمتة ، فالفكر كما أرى يتشكل لاحقا للمادة و ليس العكس ، وفقا لهذا التصور لا أرى جدوى من محاولات إصلاح الدين ، بل أرى أنه علينا عدم الإستسلام لفكرة تقسيم العالم على أساس ثقافات ذات طبيعة دينية ، و الحل كما حاولت عرضه في أكثر من شريط هو في تطوير نموذج لمجتمعات ذات هوية تعددية ، لا يشكل الدين فيها هوية انفرادية متعالية و اقصائية ، و لكنه يشكل هوية ضمن غيرها من الإنتماءات الإجتماعية و الحضارية ، أي أن الجهود يجب أن تتجه نحو تغيير الثقافة و ليس تغيير الدين ، هذه العملية ليست سهلة و لكنها على الأقل ممكنة ، فالبشرية تشهد الآن و أكثر من أي حقبة سابقة في تاريخها ، نشاطا هائلا للعمليات الثقافية العابرة للقوميات ، هذا النشاط لا يمكن مقارنته سوى بالأعاصير الثقافية الكبرى التي أدت إلى فرض المسيحية ثم الإسلام على المجتمعات القديمة ، يمكننا الان رصد هذا الفوران الاستثنائي و أنه سيؤدي كما هو منتظر من مثل تلك الديناميات العظمى إلى عمليات دمج و تفكك ثقافية واسعة تعيد تشكيل الجغرافيا الفكرية للعالم ، ولا أعتقد العالم العربي سيكون استثناء لفترة طويلة .
11-19-2009, 09:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #93
RE: صدمة الحداثة .
هالة .New97
يا صديقتي .. أتمنى بداية أن تقرئي تعليقي السابق مباشرة .
الإقتباس من ماكس فيبر هو للعفيف الأخضر و يتصدر مقاله و ليس لبهجت ، ، حسنا .. هذه القضية تعيدني لآراء طويلة أفضت فيها حول آلية التطور ، آخرها في حوار جرى مع الأخ إبراهيم ، كان في موضوع الثورة الجنسية ، و قلت فيه بالحرف الواحد ( لا أريد أن أتوغل في طرح قضايا فكرية و تنظيرية رغم ارتباطها بموضوعي هنا ، و لكني أرى أن هناك مقتربان متناقضان لمسألة الدين و الثقافة ، الأول مادي ماركسي النشأة و الثاني مثالي يعبر عنه ماكس فيبر ، و فقا للمقترب المادي – الذي أتبناه- فالواقع المادي هو الذي ينتج الفكر ،و بالتالي فالثورة الصناعية هي التي أنتجت المسيحية الأوروبية ، و الثاني على النقيض تماما يرى أن المسيحية هي التي انتجت الثورة الصناعية !.هذا بالطبع تبسيط شديد وفقا لصياغتي العربية المولعة بالمقابلة و غيرها من توابل لغة الضاد ، المقترب الأول يعطيني الأمل في أن يكون للمسلمين مستقبل ،و أنهم سيتجاوزون ثقافة الأسير الإسلامي ، بينما المقترب الثاني يعني أنه لا يمكن للمسلم أن يكون متحضرا حقا .) .
هذا لا يعني اتفاقنا كلية ، فهناك نقطة خلافية بيننا ، هي في الحقيقة خلافية بين الماركسيين و بين باقي الطيف التنويري ، أنت يا سيدتي مثل صديقنا سمير أمين ترين أن المشكلة سياسية و ليست ثقافية ، و اأنها سياسية بمعنى أنها جزء من آليات صراع تاريخي بين الإمبريالية الأمريكية و قوى التقدم البروليتارية ، و لكني على النقيض أرى البعد الثقافي محوري في هذه القضية ، فالعلمانية كانت تاريخيا منتجا برجوازيا ، و قد شرحت أفكاري في هذا الموضوع في أكثر من شريط ، خاصة شريط مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=20090
و مستقبل الليبرالية في العالم العربي
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=21369
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-20-2009, 12:27 AM بواسطة بهجت.)
11-20-2009, 12:24 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #94
RE: صدمة الحداثة .
هذا الحوار مهدى للزملاء الذين يتفقون معنا عن استحالة إصلاح الإسلام ، أو إعادة تعريفه كما يرى الغربيون ، و أيضا لمن يتبنون الرأي المخالف .
............................................................
المفكر عبدالجواد ياسين: العقل الإسلامى يعانى خللاً والمسلمون يخلطون بين الفقه والدين الحقيقى

عن المصري اليوم .
حوار محمد الكفراوى ٥/ ١١/ ٢٠٠٩
......................................................
يمتلك المفكر عبد الجواد ياسين مشروعاً فريداً فى مجال نقد العقل الإسلامى، طرحه فى كتاب «السلطة فى الإسلام» الذى صدر جزؤه الثانى مؤخراً عن المركز الثقافى العربى ببيروت. ورغم بدايته فى سلك القضاء، حيث عمل مستشاراً فى القضاء المصرى، فإن هذا المشروع ظل يلاحقه ليفجر عبر كتبه العديد من القضايا الشائكة فى محاولة لرصد علاقة الدين بالسياسة والفصل بين النص الدينى وأنماط التدين الموروثة، وسلطة العقل الدينى وعلاقتها بالحرية عبر استقراء التاريخ الإسلامى مستخدماً مناهج علمية حديثة تربط بين علم الاجتماع الإنسانى وتطور العقل البشرى للوصول إلى مساحة الحرية التى تتيحها المرجعيات الدينية لهذا العقل عموماً.

مشروع ياسين أقرب إلى مشروع محمد عابد الجابرى فى نقد العقل العربى، وكذلك مشروع محمد أركون.. وفى هذا الحوار يطرح بعض الأفكار التى يتضمنها مشروعه الفكرى إجمالاً ومدى تأثيرها فى الواقع ورؤيته للإصلاح الدينى.

■ متى بدأ اهتمامك بالبحث فى التاريخ الإسلامى ولماذا اخترت هذا المجال؟

- بدأت الكتابة فى هذا المجال من منطلق تجربة إسلامية سابقة، يمكن القول إنها انتهت إلى توجه مختلف، نتاج هذه التجربة شهد نوعاً من المراجعة، وطوال الوقت كانت هناك خلفية أخرى تحمل هماً أساسيا يقوم على الاهتمام بفكرة الحرية،

وأصدرت كتابا منذ فترة طويلة بعنوان «مقدمة فى فقه الجاهلية المعاصرة»، ومن بعده كتاب «تطور الفكر السياسى فى مصر خلال القرن التاسع عشر»، لكن مشروع «السلطة فى الإسلام» بدأ منذ ١٠ سنوات، وكان الجزء الأول يتناول العقل الفقهى السلفى بين النص والتاريخ، والجزء الثانى الذى صدر مؤخرا عن نقد النظرية السياسية، وانطلقت فى هذا المشروع مهموماً بفكرة الحريات، وفى رأيى أن التاريخ الإسلامى لديه مشكل فى قضية الحريات، ويمكن اعتبار اهتمامى بتلك القضية هو الدافع الأساسى للبحث والكتابة فى هذا المجال.

■ وماذا عن مشروعك البحثى الأخير «السلطة فى الإسلام»؟

- بدأت المشروع بطريقة رسمية إذا صح التعبير، فقد كنت أريد الكتابة عن السلطة فى الإسلام للوقوف على كيفية معالجة تلك السلطة لقضية الحريات، وهو ما اقتضى البحث فى مصادر الإسلام، وفى هذه المرحلة واجهنى سؤال محدد: فى أى إسلام سنبحث عن السلطة؟ لأنه فى الحقيقة كان هناك أكثر من إسلام، هناك إسلام النص الذى اعتبره الدين بالمعنى الحقيقى والمصفى، وهناك إسلام التاريخ الذى يتمثل أساساً فى الفقه وفى النظم السياسية التى تم تداولها فى السياق الإسلامى من البداية حتى الآن.

اتجه البحث إلى الفصل بين مفهوم الإسلام الموجود فى النص والإسلام فى التاريخ، فالأول هو الإلهى والصافى متمثلا فى الوحى، أما الإسلام التاريخى فهو الإسلام الذى يتدين به الناس الآن، وهو ليس مصدره النص بالدرجة الأولى، وإنما مصدره الفقه الذى هو فى الأصل اجتهادات بشرية تم تصديرها من الماضى، وتوريثها للناس الذين يعتقدون أن هذا هو الدين، وأصبحوا يرادفون بين مفهومى الفقه والدين،

وعندما بحثت عن السلطة فى النص الإسلامى وجدت أن النص سكت كثيراً، وهو أمر مفهوم فى طبيعة النص الدينى الإلهى باعتبار أن السياسة هى النموذج الأمثل للاجتماع المتغير، غير قابل للانحصار فى نص أبدى، والنص الإلهى لا يتعلق بالمتغيرات وإنما يتركز فى الثوابت وهى قليلة جداً، الدين فى ذاته أبسط وأعمق وأعظم بكثير مما يتدين به الناس، فمعظم ما يتدين به الناس الآن ليس من صميم الدين وإنما هو نمط من أنماط التدين يحدده عاملان أولهما انعكاس للذات الفردية، والآخر انعكاس للاجتماع الإنسانى.

■ وأين السياسة من هذا الطرح؟

- السياسة جزء من هذا، فهى من تجليات الإشكالية الكبرى التى تجعل الناس تظن أن ما ورثوه من فقه هو دين، وهو فى الحقيقة ليس دينا وإنما نمط تدين تم توارثه وتصديره من الماضى الى المستقبل وأصبح البشر يتعاملون به باعتباره دينا، بينما هو فى الحقيقة تاريخ دين، هذا الأمر ينطبق على التدين الإنسانى عموماً على مستوى اليهودية والمسيحية والإسلام، إلا أنه يظهر فى الإسلام بشكل أوضح بسبب عملية التدوين الكبرى التى نشأت فيه، وطالت الشق الفقهى أى التفاصيل الفرعية المتعلقة بالاجتماع الإنسانى، وهو الشق الأكثر عرضة للتغير، فجوهر الدين يتمثل فى الإيمان بالله ومعرفة الله عز وجل والأخلاق، هذه الثوابت التى يقوم عليها الدين،

وما عدا ذلك يدخل فى منطقة الأحكام والتكاليف أى الفقه وهى بطبيعتها منطقة متغيرة، وفى بحثى وجدت أن النظرية السياسية فى الإسلام نشأت لا عن اجتهاد تأملى محايد فى النص الشرعى، ولكن انعكاساً للواقع الذى فرض الصراع السياسى على السلطة منذ صدر الإسلام حتى الآن، فكانت النظرية السياسية نتاجاً مباشراً لهذا التاريخ السياسى وليست نتاجاً للنص الشرعى.

■ هل انطلقت فى هذا البحث من معطيات واقعية تتمثل فى التطلعات السياسية للجماعات الدينية مثل الإخوان المسلمين فى مصر أو غيرها من الجماعات فى أماكن أخرى من الوطن العربى؟

- لا.. الموضوع بالنسبة لى أبعد بكثير وأوسع بكثير من ذلك، مشكلتى مع العقل الإسلامى كله، الحركات والمنظمات والجماعات وحتى الدول الإسلامية كلها تداعيات فرعية وتفصيلية للعقل المسلم الذى فشل فى النفاذ إلى جوهر الدين بل استورد نظرية من التاريخ وتوقف عندها، المشكل الذى أبحثه يتمثل فى تاريخ العقل المسلم، وأكاد أزعم أن العقل المسلم كله عقل تاريخى سلفى بالكامل، حتى التيارات الأكثر تنوراً والأكثر خروجاً عن الإطار التقليدى لتعريف السلفية، هى عقول سلفية، العقل المسلم كله عقل سلفى ولا أريد الآن أن أخوض فى أن العقل الدينى كله سلفى، فالعقل الدينى فى الأديان الثلاثة هو عقل تحقيبى يربط الدين بحقبة معينة هى غالباً حقبة التأسيس،

وغالباً ما تكون هى نفسها أو الحقبة اللاحقة عليها هى حقبة التدوين ومن ثم توريث الدين، وفى الغالب ما تطرح الحقبة التدوينية مفهومها الخاص للدين الذى يتم توارثه بعد ذلك، والأزمة الحقيقية التى وقعت فيها العقول الإسلامية الثلاثة الأشهر فى التاريخ الإسلامى المتمثلة فى العقل السنى والشيعى وبدرجة أقل الإباضى أحد فرق الخوارج أنها اعتبرت السياسة متعلقة بالدين أو جزء من الدين وهو دليل خلل فى هذه العقول.

■ هل تطالب بنوع من الإصلاح الدينى؟

- ليس الإصلاح الدينى بالمعنى الوهابى بمعنى الرجوع للأصول، نعم أعتبر أن الرجوع للأصول يقتضى اللاسلفية الكاملة، لأن الأصول عندى تقول بانطلاق العقل والإنسان فى الآفاق تحت سقف الإيمان بالله عز وجل مع إطلاق واسع لحرية الإنسان والعقل الإنسانى، الإنسان الحقيقى لابد أن يكون حراً ولا يمنعه الإيمان بالله من ممارسة الحرية التى هى غريزة فى النفس البشرية، ولكن للأسف تاريخ الإسلام الفكرى يمارس خصومة مع العقل، وتاريخ الإسلام السياسى يمارس خصومة مع الحرية، فما ورثه العقل الإسلامى من السلفية هو تاريخ مناقض للعقل، وما ورثه من الإسلام السياسى مناقض للحرية، وهذه هى قضيتى الأساسية.. تغيير فهم العقل للدين، فى فهمه للموروث باعتباره من الدين وهو ليس من الدين.

■ وماذا عن الأصوات التى مارست الحرية فى التاريخ الإسلامى؟

- بالطبع كانت هناك بعض النماذج مثل المعتزلة التى مارست قدراً من الحرية تحت سقف النص الدينى، وكذلك ابن حزم وبدرجة ما أبى حنيفة، ولذلك لم يتم اعتماده داخل المنظومة السلفية وهى مدرسة أهل الحديث التى تعتبر نفسها المتحدث الرسمى والممثل الوحيد للإسلام، كما طردت المعتزلة طردا أبديا من المنظومة الإسلامية وأحرقت كتبهم، تعامل بعض أفراد تلك المنظومة مع أبى حنيفة باعتباره كافراً،

وتم اعتماده فى تلك المنظومة فى وقت لاحق بصعوبة شديدة، إلا أن الحنفيين والمعتزلة المتأخرين أصيبوا بإشعاع سلفى، نظراً لتحالف الفكر السلفى مع السلطة، ولذلك فإن العقل المسلم من قديم الأزل هو أسير لضغط قوتين هائلتين ضغط التراث السياسى الاستبدادى، وضغط التراث الفقهى من خلال المساحة العريضة التى تدخل فيها وأصدر فيها أحكاماً نسبها للدين، ومن ثم قلل مساحة الحرية الحقيقية فى دائرة المباح، وهى الدائرة الأصلية التى ملّكها الله للبشر.

■ هل ترى أن الدول العربية بها مساحة من الحرية تسمح بتقبل مثل هذا الفكر؟

- أنا أقدم دراسة فى قضية تشغلنى، وأعرف أنه من الصعوبة أن يجد هذا الفكر رواجاً أو تفهماً فى طبقات خارج الإطار النخبوى المشغول بمثل هذه القضايا، ومساحة الحرية فى النشر تتراوح بين دولة عربية وأخرى ولكن المهم أن ينجح الكتاب فى توصيل الرسالة، وربما لا يتأتى ذلك على المدى القريب، إلا أننى لا أكتب وأنتظر نتيجة فورية فالموضوع الذى أبحثه مشروع كبير ويحتاج سنوات حتى يكتمل، وسنوات أخرى حتى يكون له أثر ملموس.

■ ما تقييمك للجهود الأخرى التى بذلت فى هذا المجال لكتاب مثل الدكتور نصر حامد أبوزيد والراحل خليل عبد الكريم وغيرهما من الباحثين فى التاريخ والفكر الإسلامى؟

- بالطبع هناك العديد من الباحثين قدموا دراسات مهمة فى هذا المجال ومنهم نصر حامد أبوزيد، إلا أن مشروعى مختلف تماماً عنه، فالمشروع الذى أبحثه ربما يسير فى خط متواز مع مشروع محمد عابد الجابرى فى نقد العقل العربى، أو ربما مع مشروع محمد أركون، إلا أن مشكل العقل الإسلامى الذى أبحثه يختلف أيضاً عن القضايا التى يبحثها كل منهما، ولذلك أقول ربما نكون نسير فى خط متواز.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-21-2009, 07:06 AM بواسطة بهجت.)
11-21-2009, 06:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #95
RE: صدمة الحداثة .
أستاذ بهجت

أعتذر عن ظني بأنك أنت من اقتبس من ماكس فيبر .. و أعود للموضوع.. تقول

اقتباس:هذا لا يعني اتفاقنا كلية ، فهناك نقطة خلافية بيننا ، هي في الحقيقة خلافية بين الماركسيين و بين باقي الطيف التنويري ، أنت يا سيدتي مثل صديقنا سمير أمين ترين أن المشكلة سياسية و ليست ثقافية ، و اأنها سياسية بمعنى أنها جزء من آليات صراع تاريخي بين الإمبريالية الأمريكية و قوى التقدم البروليتارية ، و لكني على النقيض أرى البعد الثقافي محوري في هذه القضية ، فالعلمانية كانت تاريخيا منتجا برجوازيا


يا أستاذنا العزيز كون العلمانية منتج برجوازي لا يعني اني أرفضها فالأمر ليس بهذه الاوتوماتيكية ابدا. أنا أتمنى أن يكون في مجتمعاتنا طبقات و منها طبقة برجوازية و أخرى بروليتارية ففي هذه الحالة نكون اصبحنا "دولا" حقيقية و مجتمعات "تنتج" فيما تنتج ثقافتها و قيمها و لديها منصة انطلاق للتقدم و للحاق بركب الحضارة. و ليس هناك ماركسي واحد ينكر الدور الريادي و التقدمي و الثوري للطبقة البرجوازية في أوربا و فتحها عهدا جديدا أمام الانسان و العقلانية و العلم و الصناعة و التكنولوجيا الخ. فهذه بديهيات لا خلاف حولها بينما كلامك يوحي للقارئ أن الماركسية ضد العلمانية و ضد الطبقة البرجوازية بشكل مطلق و بغض النظر عن المكان و الزمان و هذا ليس صحيحا بالطبع.
من ناحية ثانية فالعلمانية -ذلك المنتج البرجوازي- نتاج صراع طبقي.

أما "الجزء من آليات الصراع بين الامبريالية و قوى التقدم البروليتارية" فليس من قبيل الصدفة أن الهجمة الأصولية العظمى كانت على مركز التجارة العالمي و في عقر دار الامبريالية بل انها خير ما يلخص الصراع و أقطابه و أكبر دليل على صحة موقف سمير أمين.

بالنسبة لعبد الجواد ياسين و استحالة اصلاح الاسلام فبرأيي الرجل يبحث في المسألة الغلط. و هو و من يقول باستحالة اصلاح الاسلام سينتهي الى نتيجة عدمية هي ان لا بد من قطيعة مع هذا الاسلام. طبعا أنا لا أدافع هنا عن الاسلام هنا لكن هذه القطيعة في حد ذاتها غلط. و لاحظ ان ياسين نفسه يقول:

اقتباس:أنا أقدم دراسة فى قضية تشغلنى، وأعرف أنه من الصعوبة أن يجد هذا الفكر رواجاً أو تفهماً فى طبقات خارج الإطار النخبوى

يعني انه هو و اركون و الجابري معتكفين في أبراج عاجية و في عالم المثل الافلاطوني و النخبة و هؤلاء ستذهب دعواتهم سدى كما سبق أن قلت. بل ان دعوة الشابة المصرية للاضراب على الفيسبوك أكثر واقعية و نجاحا منهم مجتمعين فهم يكتبون للمكتبات و النخبة القليلة وسط شعوب أغلبيتها الساااحقة أمية و فقيرة لا تقوى على ترف شراء الكتب و اضاعة الوقت فيها.
هذا عوضا عن أن الاشتغال بالهجوم على الاسلام كمن يدع الحمار و يمسك بالبردعة من جهة و كمن يمسك السلم بالعرض فيقف في وجه مجتمع متدين بحاله .. و سينتهي مثل آنا كارنينا منتحرا لا أحد يسمعه و لا أحد يرى فيه أكثر من واحد يرقص في العتمة.

كما أرى باتت مسألة الهجوم على الاسلام مثل مسألة حقوق المرأة يعني شغلة من لا شغلة له في أحسن الأحوال. هذا في الحين الذي تجعص فيه حكوماتنا و سندها المتعدد الجنسية رجل على رجل يتفرجون و مرتاحين فالسهام موجهة بعيدا عنهم و أقطاب الصراع لا تشملهم فهي اسلامي و ليبرالي. و ابشر بطول سلامة يا نظام عربي و عولماتي فمفكرونا لا زالوا في مرحلة تفسير العالم الاسلامي و العقل الاسلامي و العقل العربي ... متى ترى سيحين وقت تغييره؟ صدقني لن يكونوا هناك. ليس بالمعنى الزمني و لكن بمعنى أن الناس حين تثور لن تثيرها الكتب و لا النظريات بل احساسها بالظلم الواقع عليها و ستلتف حول من يتعامل معها كما هي و من مواقعها و بأدواته.

و سمير أمين حين يوجه اصابع الاتهام الى السلطة و الى الامبريالية فهو أبعد نظرا و أشجع ممن يتمترس في عالم الكتب و الفلسفة النظرية و التنطير الثقافي و منشكح في تواصله مع نخبة. و أنا هنا لا أبخس الثقافة حقها و دورها و أهميتها لكننا أمام ثقافة رفيقة بالسلطة و مهادنة في الدفاع عن شعوبنا و همومها و بلاويها. ألا يهادن الاسلاميون أيضا؟؟

Emrose
11-21-2009, 05:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #96
RE: صدمة الحداثة .
هالة .New97
أعتقد يا سيدتي أن هناك miscommunication بيننا لا أدري مصدره ، ربما يعود ذلك لأني أوجز في عرض فكرتي متصورا أن الآخر تابع ما عرضته في مداخلات أخرى قد تكون منذ سنوات ، في المقابل أخشى أن أعيد طرح الفكرة بشكل مفصل فيبعث ردي على الملل ، بالقطع لا يمكن أن تتصوري أني أتحدث في مداخلتي السابقة عن ترجيحي لإتجاه كارل ماركس المادي في مقابل المثالية البروتستانتية لماكس فيبر ، و في نفس المداخلة أقول أن الماركسية ضد العلمانية ، هذا لا يقوله مبتدأ في التعرف عن الإتجاهات الفكرية ، أو الصبي الذي كنته في الزمن الناصري ، بالقطع الماركسية هي أورثوذكسية العلمانية ، أو العلمانية مبرأة من ال compromise الرأسمالي ، أذكر هنا أني تناولت بتواضع شديد تطور الفكر العلماني و اللاديني عموما في شريط مستقبل الدين في عالم ليبرالي ، و كمقدمة لمناقشة جادة لتصور دين العولمة ، و في فقرة تحدثت فيها عن موقف الليبرالية من الدين من وجهة نظر كاثوليكية. ذكرت فيها أنه من وجهة النظر الكاثوليكية يمكن تاريخيا و كما جاء في الموسوعة الكاثوليكية Catholic Encyclopedia تمييز موقفين لليبرالية من الدين.
أولا : الليبرالية المعادية للاهوت . Anti-ecclesiastical Liberalism.
1- الليبرالية القديمة : وهي التي بدأت في جنيف بمدام دي ستايل و كونستانت و انضم إليها روسو لاحقا ،.......
.........................................
7-الاشتراكية : و هي نوع من الليبرالية كما تراها الموسوعة الكاثوليكية و لهذا أوردتها في هذا السياق ، و تراها رد فعل لكل التيارات الليبرالية السابقة ،و أهم فروعها هي الشيوعية و الديمقراطية الاشتراكية الراديكالية الماركسية التي تأسست في ألمانيا عام 1848 و مؤسسة الاشتراكية الديمقراطية في بريطانيا و الأحزاب الفوضوية التي أسسها باكونين و موست و كرابوتكين .( من الواضح أن اعتبار تلك التيارات ليبرالية هو نوع من التوسع الغير معتاد في تعريف الليبرالية لتصبح كل ما هو غير لاهوتي أو منكر للقداسة ) ... الخ .
أما لماذا ذكرت الحقيقة التاريخية التي تقول بأن العلمانية هي منتج البرجوازية فلسبب واضح هو المقترب السياسي الطبقي الذي تبنيتيه في مداخلتك .. قولك بأن ( ما نشهده من تعارض صارخ بين الاسلام الاصولي و الحضارة المعاصرة جذوره ليست ثقافية بالدرجة الأولى. بل سياسية) و (و لو كان اصلاح الاسلام أو تحديث المجتمع أو علمنته أو عقلنته في مصلحة تلك الطبقة لما ترددت في كنس الاديان و رجالاتها في ليلة ما فيها ضو قمر( , . و (مثلك يعلم جيدا أن اية دعوة اصلاح أو تغيير لا بد لها من حامل اجتماعي أو طبقة صاعدة من مصلحتها اجراء ذلك الاصلاح) ، لهذا أردت أن أؤكد على حقيقتين من وجهة نظري تحكمان قضيتي العلمانية و الحداثة .
1- القضية في جوهرها ثقافية و الجانب السياسي لاحق .
2- القضية لا يمكن فهمها في ضوء صراع الطبقات ،و لكن في ضوء احتياجات النظام الرأسمالي و اقتصاد السوق .
أما لماذا لا أقبل نظرية صراع الطبقات و تنبؤات كارل ماركس الأساسية حول انتصار البروليتاريا ، فسأتوقف لأستعرض تعريفين أو مصطلحين.
التعريف الأول هو historicism وقد ترجمه البعض إلى النزعة التاريخانية ، وهي النظرية التي تقول بوجود خطة للتاريخ سواء كانت إيمانية أو إلحادية . و تعبر هذه النظرية عن أفكار طيف واسع من البشر تشمل الأصوليين الدينيين و الشيوعيين و القوميين و الفاشست و غيرهم ممن يعتقدون أن للتاريخ قوانينا حتمية و أن البشر مجرد أدوات كي يحقق التاريخ مهامه و يصل إلى غايته ، دون أن يعني هذا بالطبع تشابه كل تلك المشروعات السياسية المتنافرة خارج هذه الصفة المشتركة ( الرؤية التاريخانية ).
التعريف الثاني هو historism وقد ترجمه البعض إلى النزعة التاريخية، وهي النظرية التي تقول بنسبية التاريخ وعدم وجود خطة مسبقة للتاريخ ، وهذه النزعة هي التي ينتمي إليها الليبراليون بشكل عام فهي التي تنظر للتاريخ بمثابة مشروع مفتوح ، و تعطي قيمة عظمى للدور الذي تلعبه المعرفة الإنسانية و خاصة المعرفة العلمية في تشكيل التاريخ .
هكذا يمكن أن نضع مسارات واضحة يمكن أن تتحرك خلالها جهودنا .
أقر بداية أنني أتخذ موقفا نقديا من النزعة التاريخانية ، معترفا في نفس الوقت أن هناك الكثير من نقاط القوة في تلك النزعة ليس أقلها أن الناس يألفونها في منطقتنا العربية ، و أنها هي وحدها التي تعبر عن ثقافاتنا السياسية بمختلف أطيافها الإسلامية و القومية و الماركسية بل هي أيضا التي تشكل الرؤية الصهيونية للتاريخ أي هي الرؤية التي ينظر خلالها كافة الفرقاء إلى مصيرهم و إلى العالم كله .
إن هذا النقد سيكون موجها ضد الأعداد التي لا حصر لها الذين أصبحوا ضحايا تلك المقولة الخاطئة التي تؤكد على حتمية التاريخ و ثبات قوانينه ،و الذين يعتقدون أن إلمامنا بهذه القوانين في مرحلة يمكننا من التنبؤ بما سوف تكون عليه المرحلة التالية ، إن تلك الفلسفة ستقود بشكل يكاد يكون آليا إلى الشمولية ، فما الفلسفات السياسية الشمولية إلا استجابة لتلك الرؤية التاريخانية ، التي تفرض علينا أن نبدأ بمجرد تبلور الوعي بالحتمية التاريخية الخاصة إلى صياغة حياتنا بشكل جمعي طبقا لمقتضيات المرحلة المستقبلية ، طالما أنها آتية بلا ريب حتى نكون متسقين مع المنطق الحتمي للتاريخ . إن كل الشموليات التي عرفها العالم هي بالضرورة ذات تصور تاريخاني مثل النازية و الفاشية و الشيوعية و الصهيونية و الأصوليات الإسلامية و القومية العربية و غيرها ،.
إن نمو المعرفة البشرية و خاصة المعرفة العلمية هي المحرك الأساسي للنمو و للتاريخ ،و طالما لا يمكننا التنبؤ المستقبلي بمحاور نمو المعرفة و مساراتها فلا يمكننا بالتالي التنبؤ ولو على وجه التقريب بتطور التاريخ ولا استشراف خططه ، و بهذا تعتبر مقولات مثل إنتصار البروليتاريا لماركس أو إنتصار الإسلام للفقهاء المسلمين أو عودة المسيح أو نهاية التاريخ لفوكوياما مجرد تعبير بلاغي لتسويق أيديولوجيات بدون مدلول حقيقي .
هذا لا يعني رفض كامل لكل كارل ماركس ، و لكني أرى كارل ماركس على رأس 3 علموا البشرية قوانين الجموع الغفيرة هم كارل ماركس و ماكس فيبر و دوركايم ، على النقيض تماما فقد تعلمت من كارل ماركس مالم أتعلمه من سواه ، خاصة أني مادي النزعة حتى الثمالة بلا أي أوهام مثالية .
أما عن الطبيعة الثقافية لقضية الحداثة و التطور ، فقد أفضت فيها خلال شريط الإطار ، و ربما نعود إليها لو استمرت هذه الفرعية قيد الحوار .

اقتباس:أما "الجزء من آليات الصراع بين الامبريالية و قوى التقدم البروليتارية" فليس من قبيل الصدفة أن الهجمة الأصولية العظمى كانت على مركز التجارة العالمي و في عقر دار الامبريالية بل انها خير ما يلخص الصراع و أقطابه و أكبر دليل على صحة موقف سمير أمين.

الهجمة الرمزية المفصلية على برجي التجارة العالمي هي ذروة درامية لحرب ثقافية بامتياز ، و لهذا لا أفهم أن تكون دليلآ على إندماج عضوي بين الرأسمالية الأمريكية ( الإمبريالية لمن يحب ) و الأصولية الإسلامية ، إلا لو نظرنا إلى الأمر في إطار مؤامرة دولية تحطم فيها امريكا منشآتها كي تبرر هجوم تافه على أفغانستان ، كان يمكن أن تقوم به بدون أي مبرر إضافي ، خاصة بعد تفجير سفاراتيها في إفريقيا ، و بصراحة لا أعتقد أن هناك من ظل يتبنى نظرية المؤامرة بعد اعتراف و مباهاة ابن لادن و تنظيم القاعدة بتفجيرات 11 سبتمبر ، اللهم سوى بعض المسلمين الذين لن يغير عقليتهم شيء أبدا ، فهم معتادون على تشكيل عالم مواز وفقا لأخيلتهم .
نعم كانت هناك جهود أمريكية طويلة لتوظيف الإسلام لخدمة مصالحها خاصة في صراعها ضد الإتحاد السوفيتي السابق و ضد النظام الناصري في مصر ، و امريكا في هذا ورثت أساليب إنجليزية ناجحة في توظيف الإسلام لخدمة مصالحها زمن الإمبراطورية التي لا تغيب عنها شمس اللصوصية ،و لكن ذلك لا يعني أن الأصولية الإسلامية منتج أمريكي ، بل هي منتج إسلامي تاريخي ، فمن يستغل الأبله لا يصنعه بل هو مجرد شخص انتهازي ، يعامل البشر كحيونات يستغلها دون أن يحاول تطويرها ،و هذا تماما ما فعلته أمريكا بالإسلاميين .
الموضوع أيضا طويل و سبق أن تعرضت له في لا أقل من 5 موضوعات ، فعلاقات أمريكا بالتأسلم علاقات غاية في التشابك و التعقيد و الحماقة ( من وجهة نظري ) ، فامريكا ساهمت في إطلاق المارد من قمقمه ثم راحت تشكو و تصدر مشاكلها لشعوبنا .
أما عن تثوير الإسلام ، فهذا وهم مضر ،فالمشكلة لا تكون أبدا حلآ .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-22-2009, 03:33 AM بواسطة بهجت.)
11-22-2009, 03:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,929 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة يسرى عبد السلام 0 1,442 04-07-2011, 07:00 PM
آخر رد: يسرى عبد السلام
  مطارحات حول صدمة العقيدة وصدمة الشعوب السلام الروحي 0 1,142 09-11-2010, 11:09 AM
آخر رد: السلام الروحي
  إشكالية الحداثة و الهوية: دبي نموذجا Awarfie 16 4,083 10-22-2008, 07:28 PM
آخر رد: هاله
  الحداثة بعد فوات الاوان Enki 23 3,898 08-08-2008, 12:43 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS