فنانو مصر ضد الكراهية غير مبررة للشعب الجزائري
GMT 7

00 2009 الخميس 3 ديسمبر
رحاب ضاهر
بيروت: في مبادرة قد تكون الأولى من نوعها حتى الآن قام بعض فناني مصر ومثقفيها بحملة لوقف "مهازل" التصريحات والشتائم المتبادلة بين وسائل الإعلام المصرية والجزائرية وحملات العداء المتبادلة بين الطرفين فقد أصدر عدد الفنانين و المثقفين المصريين وعلى رأسهم المرج أمير رمسيس بيانا ضد الأحداث وقع عليه العديد من الفنانين منهم خالد أبو النجا و المخرجين يسري نصر الله و أمير رمسيس و أحمد عبد الله هذا نصه :
بمزيد من الأسى .. نستيقظ يومياً على المزيد من الفوضى و أعمال العنف و النزعات القومية التي تؤجج من نار العداء، لا ضد معتدي فرد أو مجموعة من الأفراد ارتكبوا افعالا عنيفة في ما يخص مباريات الفريق المصري و الجزائري. و إنما ضد شعب بأكمله يضم في طياته المعتدي العنيف بجانب المثقف الواعي بجانب اللامهتمين بكرة القدم و الذين لا تعني لهم أي شيء.
و نرى في ما يحدث من سب واضح و علني لشعب الجزائر بأكمله و نعته بشتائم ليست مهينة فقط إهانة لهذه الأمة و لاحتى لمرتكبي أفعال العنف بقدر ما هي إهانة لصورتنا نحن المتحضرة في حد ذاتها ..
لا ننادي بالتعقل باسم القومية العربية أو غيرها من المسميات التي قد لا يتفق معظمنا عليها الأن و لكن نتحدث باسم المنطق العقلي الذي لا يضع البيض كله في سلة واحدة و لا يتعامل مع شعب بأكمله باعتباره مخططا معتديا .. و يرفض اهانة و سب دولة بأكملها بمنطق التعصب الذي يعكس كراهية غير مبررة لشعب نشاركه صداقة تتحول كل بضعة اعوام بشكل غير مبرر إلى عداء كروي يساهم كل من الطرفين بإعلامهم بتصعيده و تحويله لحرب عنصرية – ربما لأن الدول بحكم العادة تحتاج دائما لعدو حتى لو كان وهمياً لتحويل نظر الشعوب عن كوارثها الداخلية - و اعتقد ان الحرب الإعلامية و السب المتبادل بدأ من الطرفين ما قبل المباراة و بات من الواضح ان بعض الأشخاص رغبوا في تحقيق صيت شخصي لهم من خلال مهاجمة البلد الآخر في برامجهم التلفزيونية ..
خلاصة الموضوع الذي يمكن ان نتناوله في صفحات اننا نرى ان العنف و الغوغائية و المطالبة بقطع العلاقات المصرية الجزائرية في ضوء ما حدث ( و الذي ننادي كغيرنا في أن يؤخذ فيه رد الفعل الطبيعي و ان يعاقب المخطئ فيه بعد ادانته ) و لكن ما نرفضه هو قطع العلاقات و تهميش شعب بالكامل عرفنا منه المحب لمصر أيضا مثلما عرفنا المشجع المتعصب .. و لكي لا ندفن رأسنا في الرمال لابد و ان نعترف بأن لنا دوراً ايضا في تصعيد حملة العنف و الكراهية ..
و لهذا فنحن الموقعين ادناه من مصريين نقر برفضنا لهذه الحملة و ننادي بصوت عاقل يحاكم المخطئ و لا يعمم الكراهية لشعب بأكمله يضم ككل الشعوب فئات فكرية مختلفة منهم المتعصب و المتسامح و العقلاني و المتسرع .. تماما كالشعب المصري .. و نرفض رفضا قاطعا السباب الموجه لصميم دولة الجزائر و نرفض طرد السفير الجزائري من مصر و سحب السفير المصري من الجزائر و ما ينادى به من قطع العلاقات و المقاطعة ايا كان صورها فكريا او فنيا او إقتصادياً.
ومن الفنانين الذين وقعوا نذكر منهم الفنان خالد أبو النجا، عمرو واكد ،المخرج السينمائي أمير رمسيس، والمخرج يسري نصرالله ، والمخرج احمد ماهر وعمر بيومي وغيرهم من مثقفي مصر الذين بلغ عددهم 300 شخص حتى الآن.
ويعتبر هذا البيان بادرة أمل وسط "المناكفات الجزائرية- المصرية" يأمل أصحابها أن تجد صدى لدى الطرف الآخر ولدى بقية الفنانين والشعب المصري.
من جهة أخرى الفنانة ماجدة الصباحي التي قامت بدور المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه صرحت في مقابلة لها مع جريدة "صوت الأمة ":" طول عمر الجزائر في حضن مصر والمصريين وهذه رسالتنا التي لن نتخلى عنها تجاه الأشقاء وما يحدث الآن من مهاترات وأساليب شحن عدائية هي من الاشياء التي تصيب بصدمة لأنها غير متوقعة وليس لها تفسير سوى أنها ظواهر غريبة على مجتمعاتنا العربية لكن بعض الشباب الذي يحرض على الهياج والفتنة فلهم عذرهم لأنهم لايعرفون الحقيقة التي لاتقبل جدلا.. وهي أن مصر موجودة في قلب المشكلات والأحداث العربية من دون دعوة باعتبارها الأم أو الشقيقة الكبرى التي لاتبخل بعطاء أو مساندة أو تدخل عندما يلزم الأمر.لأن عدونا جميعا واحد، ومصالحنا مشتركة، ومصيرنا واحد، ولايمكن أن يفرقنا "ماتش كورة" "علشان كده" معذورين وغير مدركين مهما كانت نتيجة المباراة فالذي سيكسب هو منتخب دولة عربية وما أريد أن أقوله في هذه المناسبة اذا كان من حق أي مواطن عربي أن يتحمس لمنتخب بلاده، فليس من حقه توجيه أي إساءة لغيره.. وخاصة مصر.
وفي محاولة للتخفيف من الهجوم على الفنانة وردة الجزائرية ومقاطعتها قام الإعلامي محمود سعد في برنامج البيت بيتك بإجراء اتصال مع ابنها رياض الذي نفى ما تردد من اخبارعن مغادرة الفنانة وردة لمصر أو منعها من دخولها، نافيا أنها تعيش حالة إكتئاب كما قيل، وأكد أنها شجعت المنتخب الجزائري ،وتعجب من الغضب من هذا الأمر لأن الجزائر في النهاية وطنها الأم رغم اعتزازها الكبير بمصر التي تقيم فيها منذ ثلاثين سنة. فيما يقود محمود سعد حملة لمساندة الفنانة وردة مذكرا الجميع أن اسمها وردة الجزائرية.
فهل ستفلح حملات التهدئة بعد ان وصلت الأمور إلى طريق مسدود ، وبعد كل حملات التشهير التي شوهت صورة الفن والفنانين بسبب المستوى المتدني للغة التخاطب التي حصلت؟!.